المعلوماتية و التربية

 

I-             المفاهيم الأساسية

 

تعريف المعلوماتية (Informatique)

 

 العبارة "معلوماتية" مصطلح مترجم حرفيا من اللغة الفرنسية  للكلمة Informatique و هي كلمة مركبة لمقطعين مشتيق من كلمتين هما: "INFORmation"  -  "automATIQUE" و يقصد اصطلاحا من ذلك التركيب:

traitement de l'information de façon automatique

 

أي المعالجة الآلية للمعلومة.

 

في اللغة الانجليزية، ميدان المعالجة الآلية للمعلومية يصطلح على تسمسيته: "Information Technology"  (IT) أي تكنولوجيا المعلومة.

 

و كلا الاصطلاحين يستوجبان "رقمنة" المعلومة وفق التكنولوجيا الرقمية لكي يتسنى معالجتها بصفة آلية(تقييدها كتابيا أو بالصوت و الصورة و الحركة، تنسيقها، تخزينها، تمكين عرضها)، و يتم ذلك وفق تطبيقات مرقمنة، وفق لغة الحاسوب.

 

عرض المعلومة بعد تخزينها قد يستوجب توظيف تكنولوجيا من نوع آخر و هي تكنولوجيا الاتصال...و  قد تقدم تلك المعلومة بصفة آنية متزامنة مع وقت صدورها أو بصفة غير متزامنة.

و ميدان الاتصال هو جوهر العملية التعليمية، التربوية...مما يبين العلاقة بين رقمنة المعلومة و الميدان التربوي (المعلوماتية و التربية)

 

تعريف التربية

لغة هي التنمية، هي العمل على تحقيق الزيادة، سواء كانت حسية، معنوية أو كلاهما معا.

 

اصطلاحا، إن كانت العبارة "تربية" غير مقرونة بنعت يحد من معناها (تربة النحل، تربية الطفل، تربية خاصة، تربية تكنولوجية، تربية اسلامية...)، فيقصد منها العملية التي تتحقق من خلالها تنمية الفرد في جميع أبعاده، حسا، معنى و وجدانا، و المدلول يشمل عملية التعليم لأن تحقيق الزيادة في بعد الفرد المعنوي، يقتضي تعليما، خاصة إن كانت التربية مقصودة في إطار منظومي.

 

و التربية أنواع. هناك من يصنفها إلى نوعين (تربية مقصودة و تربية غير مقصودة)، و هناك من يصنفها إلى ثلاثة أنواع (تربية نظامية، تربية غير نظامية و تربية لا نظامية).

 

التربية النظامية هي تربية مقصودة من طرف المجتمع، الذي وضع لها أهدافا و خصص لها مؤسسات اجتماعية تصهر على تحقيق تلك الأهداف المعلنة.

 

التربية الغير نظامية هي تربية تتم داخل مؤسسات اجتماعية لها أهداف خاصة، ضمن الأحزاب السياسة مثلا، أين يمكن للفرد أن يناضل من أجل أهداف أفكار سامية و في نفس الوقت، من خلال ذلك الانتماء تقحيق النضج، و الوعي باختلاف الطرحات و بالتالي تحقيق الزيادة المعنوية لديه. و لا نذهب بعيدا حيث أن المؤسسة الأسرية، التي هي الخلية الأساسية في المجتمع تقوم بوظيفة تربوية حيث تعمل على تحيقق زيادة حسية و معنوية عند أفرادها، لكن هدفها الأساسي ليس تربويا و لكن اجتماعي و هو الحفاظ على ديمومة المجتمع، فقط لأنها الخلية الأساسية في المجتمع.

 

أما التربية اللانظامية فيقصد منها ذلك التفاعل الإيجابي، المثمر، بين الفرد و بيئته الفيزيقية و الاجتماعية، و هي نابعة من استعدادات الفرد و اهتماماته حيث يكون الدافع لذلك التفاعل الايجابي فطري أو مكتسب، و يبقي أن تلك العملية تتجاوز الإطار المنظومي، حيث تنتقل بين تلك الأطر بتنقل الفرد في بيئته الاجتماعية و الفيزيقية. هي تربية غير مقصودة من طرف المجتمع و قد تكون غير مقصودة من طرف الفرد نفسه إن كان الدافع لذلك التفاعل الايجابي فطري (استعدادات و ردود فعل لمؤثرات البيئة المحيطة بالفرد).

 

التربية النظامية في المقابل تتميز بعدد من المقومات هي:

ü      أهداف تربوية معلنة  من طرف المجتمع= وفق فاسفته، ثقافاته المادية و المعنوية والتي تبرر تشريعاته.

ü      مؤسسات اجتماعية متخصصة = علم الاجتماع، سياسات تربوية،  اجراءات تقويمية.

ü      مكيفة لخصوصية الفرد علم النفس السلوكي / المجالي، و خصوصية المجتمع، مركزية التخطيط (في البلاد الاشتراكية) أو لا مركزية التخطيط وهندسة اجتماعية مقطعية (في البلاد الليبيرالية متعددة الثقافات) (...)

 

 

علاقة المعلوماتية بالتربية (و أي تربية؟)

 

(...)علاقة المعلوماتية بالتربية النظامية (التعليم بواسطة الحاسوب،التعليم المبرمج، التعليم عن بعد، الاتصال البيداغوجي المتزامن و غير المتزامن عبر وسائط تكنولوجيا الاعلام و الاتصال)

علاقتها بالتربية الغير نظامية (توفير المعلومة  العابرة لمختلف المؤسسات الاجتماعية خارج الاطار المنظومي التقليدي للمدرسة)

توجد علاقة بين المعلوماتية و التربية اللا نظامية (من خلال البرمجة المتشعبة التي توفرها الوسائط التكنولوجية المنقولة و المنقول إليها على الشبكة العالمية للمعلومات، و التي هي عابرة للثقافات و التنظيمات التابعة لها).

 

المعلوماتية و التربية النظامية

-         التعليم بواسطة الحاسوب

-         المكتبة الرقمية

 

-          رقمنة المقررات و توفيرها عبر وسائط منقولة و منقول إليها

-          رقمنة المكتبة

-          رقمنة الادارة (مصلحة البيداغوجيا...الانخراط...)

-          المدرسة الافتراضية (

 

المعلوماتية و التربية الغير نظامية

 

المعلوماتية و التربية اللا نظامية