فرضيات الدراسات الأساسية و فرضيات الدراسات التطبيقية.
إعداد: د/ يوسف قادري
إذا اعتبرنا أن الفائدة من الدراسة الأساسية، بالنسبة للباحث هي فائدة معنوية (حيث لا يوجد بحث دون دافع يكون في حدود الاحتمال معنوي، حسي أو حسي و معنوي معا). الفائدة المعنوية تتمثل في إزالة الغموض و الكشف عن القانون المفسر للظاهرة المدروسة. الفرضية تكون وفق ذلك المنطلق تفسيرا أوليا للظاهرة، و عادة ما يصاغ ذلك التفسير المبدئي على شكل متغيرات، أو عوامل أو أسباب مستقلة تؤثر بشكل كلي على الظاهرة أو بنسب متفاوتة لها دلالتها الأحصائية وفق هوامش للخطاء معرفة من طرف الباحث.
إذا اعتبرنا من ناحية أخرى أن الفائدة من الدراسة التطبيقة، بالنسبة للباحث، هي فائدة حسية بدل أن تكون فائدة معنوية مثلما هو الشأن في الدراسات الأساسية. الفرضية تصاغ، وفق ذلك المنطلق، على شكل اقتراح عملي ملموس، و عادة ما يصاغ ذلك الإقتراح على شكل حل بديل ضمن عدة بدائل، لمشكل مشخص، تقاس نجاعته مقارنة لنجاعة حلول بديلة أخرى، قياسا عقليا، على ضوء معطيات الواقع الحسية و المعنوي المدونة، قبل أن يجرب الحل الناجع بالتجربة الميدانية ( بعد القياس العقلاني المفضي لترجيح الإختيار) على عينة من الواقع (مدرسة نموذجية لإصلاح تربوي مرتقب، مثلا، أو دروس التقوية على الخط تطبق فيها بعض البرمجيات الحديثة على عينة من طلبة الباكالوريا مثلا، أو أي فئة عمرية مختلفة، حيث تتخذ نتائج الباكالوراي، مثلا، كمقياسي امبيريقي لنجاعة الحل المقترح)