بسم الله الرحمن الرحيم
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة الحاج لخضر _باتنة_
كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية


موضوع المقال:التدريس المبكر للغة الاجنبية
من خلال :إصلاح المنظومة التربوية الجزائرية


من إعداد:
بن مبارك نسيمة
مقياس:
التخطيط التربوي








السنة الدراسية:2011 _2012

الخطة:
تمهيد
_الطرح الأول:هل إحدى اللغات الأجنبية في سن مبكرة يشكل عائق أم محفزا ؟
_الطرح الثاني:ماهي تأثيرات تدريس اللغات الأجنبية على اللغة الأم ؟
_قراءة ناقدة لطرحين :هل تدريس اللغة الأجنبية في سن مبكر خيال أم واقع ؟









تمهيد:
إن تدريس اللغات الأجنبية أصبح يعرف توسعا وانتشارا لم يشهده العالم من ذي قبل وذلك راجع إلى عدة أسباب منها حجم التبادلات وكمية المعارف المتسارعة ونتائج العولمة التي لها تأثيرات عميقا وبعيد المدى,كما أن فتح نافذة على العالم المتطورة للإطلاع على عادات وتقاليد الآخر وعلى ثقافته وآدابه لم يعد السبب الوحيد الذي يحث على تعلم اللغات الأجنبية ذلك لأن الأهداف الجوهرية الواردة في التعليمات البيداغوجية الرسمية تؤكد وبشكل خاص على ضرورة إتقان اللغات الأجنبية نطقا وكتابة .
_لكن لاشك أن للهيئات المؤسساتية والبرامج الدراسية , وللتقاليد والاعتبارات السياسية دورها في هذا الخيار ,وأن كل هذه المعطيات تسهم في تحديد العوامل الرئيسية التي تتحكم في جودة تعليم اللغات الأجنبية ,لكن رغم هذا فيعتبر تدريس اللغة الأجنبية في سن مبكر له وجهات نظر متعدد من طرف البيداغوجيين و التربويين ,فهناك من تبنها وهناك من رفضها ,مما أدى إلى بروز عدة تساؤلات في هذا الشأن منها.
_هل تعلم إحدى اللغات الأجنبية في سن مبكرة يشكل عائقا أم محفزا لتفتح التلميذ على العالم وتنمية شخصيته ؟
_ماهي تأثيرات تدريس اللغات الأجنبية على اللغة الأم ؟
ومن خلال هذه الأسئلة يمكن الإجابة عنها بمجموعة من المقالات المنشورة في مجالات المربي كما حولنا قراءة هذه المقالات قراءة ناقدة للخروج في الأخير بمقالة تمس بعض الجوانب التي لم تذكر فهذه المقالات

الطرح الأول: هل تعلم إحدى اللغات الأجنبية في سن مبكرة يشكل عائقا أم محفزا لتفتح التلاميذ على العالم وتنمية شخصيته ؟
_من خلال هذا الطرح نجد المؤيدين لتعليم اللغات الأجنبية في ست مبكر كما نجد المعارضين لهذه الفكرة ,ولكلن وجهة نظره الخاصة والأدلة والبراهين على ذلك.
وجهة نظر المعارضين:
إن معارضي فكرة إدراج اللغات الأجنبية في مناهج التعليم الابتدائي منذ سنواته الأولى يستندون إلى نتائج دراسات تثبت سلبية تأثير هذا الإجراء على عقل الطفل. ويمكن استخلاص وجهة نظر المعارضين على شكل أفكار كالتالي.
_1_إثبات بعض الدراسات الطبية أن أجزاء المخ البشري التي تدير النشاط الفكري واللغوي ,حيث يمكن للغات أن تختلط ببغضها وتتداخل نظرا لاختلاف الأنظمة اللغوية وتباينها .
_حيث نجد أن سوريا أولى الدول العربية التي قررت إلغاء تدريس اللغات الأجنبية في مناهج التعليم الابتدائي بحجة أن تدريس اللغة الأجنبية في هذه المرحلة يعوق إتقان الطفل لغته الأم ويعرقل نموه العقلي وفي هذا الصدد يقول (ساطع الحصري) "إن تعلم لغة أجنبية قبل إتقان اللغة الأصلية وقبل الوصول إلى درجة من التفتح العقلي يسيء إلى الطفل "
_كما نجد أن عالم اللغة الإنجليزي (مايكل وست) من المعارضين الأوائل لتعليم اللغات الأجنبية
_2_لقد بينت الدراسات أن الطفل يكتسب اللغة الأم ضمنيا في السنة الثالثة ,وأننا في هذه السنة ذاتها نعمد إلى اقتلاعه عن هذا التعلم ,لتلقي به في وضعية تعلم أخرى ,حيث يتواجه نظامان لغويان شديدا الإختلاف والتباين سواء من حيث النطق والكتابة
_وهذا ,ويؤكد بعض الخبراء أن تدخل لغة ثانية (أجنبية) مع لغة التعبير اليومي الأولى والإصرار على تعليم المحادثة بلغة ثانية في سنوات الطفولة عديم الجدوى ,لأن الإستيعاب لدى الراشدين يكون أسهل بفضل اعتماد طرائق مناسبة .
_3_أن مرحلة الحضانة ورياض الأطفال (3_5) سنوات في علم النفس مرحلة الطفولة المبكرة ,حيث يكون الأطفال أكثر حاجة لتعلم لغتهم العربية الأصلية ,والتمكن من ألياتها نطقا وكتابة ,وأكثر قدرة على التعبير اللغوي الصحيح , وما يرتبط بذلك من تدريب عضلات اللسان والحبال الصوتية في بداية نموها ,وبالتالي إن تعليم اللغة الفرنسية أو الإنجليزية في الصفوف الأولى ربما يكون له تأثيره السلبي على النسق الحركي البصري للطفل ,مما يشكل صعوبة في الكتابة للغتين ,علما أن كلا منهما يكتب في اتجاه معاكس للأخر .
_4_كما أن تدريس اللغة الأجنبية في المرحلة الابتدائية سيزاحم مناهج اللغة العربية التي تشكل غالبية المناهج في تلك المرحلة ,إذ أن الوقت المخصص لدراسة اللغة الأجنبية سيكون على حساب تلك المواد الأساسية ,وسيكون تدريس اللغة الأجنبية في مرحلة أكثر مايكون فيها التلميذ بحاجة إلى تعلم مبادئ اللغة الأم .هذا إضافة إلى أن إدخال اللغة الأجنبية في هذه المرحلة سيربك التلاميذ لغويا ,ويزعزع ثقتهم بلغتهم.



_وجهة نظر المؤيدين:
إن مؤيدي فكرة إدراج اللغات الأجنبية في التعليم الابتدائي وفي سن مبكر
يستندون إلى حاجة الطفل إليها ,هذا الأخير الذي بمقدوره تعلم أكثر من لغة دون أن يؤثر ذلك على لغته الأصلية .إن تكوين الطفل ونضجه العقلي في هذه المرحلة من العمر لايصل إلى مستوى عملية التحليل والبحث ,ولا الفهم والنقد ,بل يكتفي بتلقي المفردات والمبادئ البسيطة ويقوم بحفظها دون تحليلها .
_1_وعليه ,فإن هذه اللغة الأجنبية لا تشكل خطرا على تعلم لغة الطفل الأصلية .وفي هذا الشأن يؤكد الأستاذ (يورجن مايزل ) أن الفترة المثلى لتعلم اللغات الأجنبية تتراوح ما بين السن الثالثة ابتدائي والخامسة ,كون الطفل باستطاعته التقاط الأصوات اللغوية وقواعد النحو والصرف ,فيتمكن من النطق بسهولة كما ينطق لغته الأصلية ,وتصعب عليه الأمور عندما يتأخر ويتجاوز السن العاشرة
_2_إن تكوين الطفل ونضجه العقلي في هذه المرحلة من العمر لايصل إلى مستوى عملية التحليل والبحث ,ولا الفهم والنقد ,بل يكتفي بتلقي المفردات والمبادئ البسيطة ويقوم بحفظها دون تحليلها ,وعليه فإن هذه اللغة الأجنبية تتراوح مابين السن الثالثة ابتدائي والخامسة كون الطفل باستطاعته التقاط الأصوات اللغوية وقواعد النحو والصرف ,فيتمكن من النطق بسهولة كما ينطق لغته الأصلية ,وتصعب عليه الأمور عندما يتأخر ويتجاوز السن العاشرة .
_3_كما أكدت الدراسات التي أجريت على المخ أنه يبلغ ذروة نموه في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل ,هذه المرحلة التي يسميها (وغلاس براون) الفترة الحرجة من عمر الإنسان وهي فترة فيزيولوجية محددة في نمو الفرد ,يكون فيها اكتساب اللغة سهلا لأن مرونة المخ قبل فترة البلوغ تمكن الطفل من اكتساب نطق يشبه نطق المتحدثين بها ,كما أن ذاكرة الطفل في الفترة مابين (3_6)سنوات تمكنه من استيعاب أكبر قدر من المفردات.
_4_كما يرى (ميشال بريال) (أن الطفل بإمكانه تعلم لغتين وذلك في سن مبكرة بدون أية خطورة ويكمن تجسيد هذا الموقف من خلال بعض الأمثلة الواقعية
_أ_مثلا في كندا:يتعلم الطفل اللغة الفرنسية والإنجليزية منذ الطفولة كما هو الحال في الكثير من النواحي في فرنسا عند صغار الفلاحين الذين يعملون أبناءهم اللغة الفرنسية إضافة إلى لهجة محلية
_كما يصرح (فرنسيس قويليه)(من خلال علمية التقويم الذي قام المعهد الوطني للبحث التربوي عقب إدراج اللغات الأجنبية بشكل تجريبي في المدرسة الابتدائية سنة 1989 م باقتراح من (لونال جوسيان) وبعد متابعة هذه العملية البيداغوجية في السنوات الثالثة والرابعة والخامسة من مرحلة التعليم الابتدائي أن لتعليم اللغة الأجنبية في مرحلة مبكرة دورا فاعلا في عملية الاستيعاب إذ يجعلها أكثر جدوى بالنسبة للمتعلم
_ب_طفل يتلقى التربية في عائلته مع وجود خادمة تحدثه بلغة أجنبية ,وهنا يبين (ميشال بريال)أن هذه الازدواجية في التعامل اللغوي لاتطرح مشاكل بالنسبة للطفل إذ سيستعمل تارة لغة وطور أخرى دون اللجوء إلى الترجمة
_بالنسبة (إيلان لادفين)إن تعلم لغة أجنبية في المرحلة الابتدائية جزء لايتجزأ من تربية الفرد الاجتماعية ,بحيث تمكنه من اكتشاف الأخر ,وتنمية قدراته ,وتفتحه على لغة الغير .تلك هي المرحلة الأولى لإجراء مختلف التعليمات ,وتطوير الكفاءات اللغوية لتحسين الحس النقدي والقدرة على التحليل والتفسير والتعليق (المربي /تعليم اللغات الأجنبية/ العدد9/2007 م)(من قراءات المركز /الجزء الاول 2007 م)










_




الطرح الثاني:ماهي تأثيرات تدريس اللغات الأجنبية على لغة الأم ؟
ومن خلال هذا الطرح إستدلينا بمقالة موجودة في مجلة المربي وهي مجلة تربوية وزارية وذلك بقلم (مصطفى بن حبيلس) ,حيث يمكن استخلاص وجهة نظره في مجموعة من النقاط التالية .
تمهيد:
المعلوم عن تعليم اللغات الأجنبية أنه لم يعد اليوم قائما على هدف الاطلاع على ثقافة الغير وحسب ,أو منحصرا في التعرف على عاداتهم وتقاليدهم ,لأن تطورات العصر صارت تقضي فضلا عن ذلك ضرورة تمكين المتعلمين من أن يتخذوا منها أداة يتسنى لهم توظيفها في التواصل مع الناطقين بها ,وفي كسب المعارف والتعمق في مختلف الدراسات والتخصصات على وجه التحديد.
_من هذا المنظور يمكن تفهم إلحاح المنظومات التربوية على تدريس اللغات الأجنبية ,لكن يجدر الإشارة إلى أمر هو من الأهمية نظرا لعلاقته المباشرة بمصير الأجيال وهوية الأوطان وموروثها الحضاري على وجه التحديد ,ذلك أننا إذا نظرنا إلى اللغة من حيث هي أداة للتواصل بامتياز بين أفراد المجتمع الواحد ,وبينهم وبين المجتمعات البشرية الأخرى ,ومن حيث هي ترجمان الشعوب ,وخزانة أسرارها فإنها لن تكون حينئذا مجرد رموز لسانية تنتظم بشكل ما من الأشكال يحصل بموجبه التفاهم بين مستعمليها وحسب ,بل أداة لإنتاج الفكر وتبليغه ,وظاهرة اجتماعية تعبر عن أهلها ,أي عن أفراد المجتمع الذي أنشأها ,تحمل فلسفتهم وتنطق بعبقرياتهم ,وتتسع لتحوي معتقداتهم وعاداتهم و عواطفهم ,كما تتسع لتشمل مواقفهم وأفكارهم في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة والمستويات ,حتى أنها تستمد هويتها من هويتهم وتزداد قوة وضعفا بحسب قوتهم وضعفهم
_من هذا يمكن القول هل تمكين المتعلمين من اللغات السائدة في عالمنا يستلزم بالضرورة الأخذ بما تتضمنه هذه الأداة من محتوى بغض النظر عما يحمله من تباين حضاري
_وبالتالي فالكاتب يرى:
يجب عقلنة تعليمها للناشئة كما يتطلب قدرا من التبصر ,سيما أن تعلق تدريسها بتكوين أجيال تفتخر في الوقت ذاته بإنتمائها إلى الوطن الذي تنتسب إليه ,وبالتالي يجب تجريد هذه اللغات من عناصرها الثقافية التي تتنافى وقيم المجتمع وعاداته وتقاليده مادام القصد منه هو صيانة هوية المتعلم
_حجته في ذلك:
أن ملكة النقد لدى الطفل في الأطوار الأولى من مسار دراسته لا تكون مكتملة النمو بعد ,وأن افتقاره "لمناعة ذاتية "يحول دون قدرته على حماية نفسه في هذه السن ,ناهيك عن ثباته ثقافيا أمام ماتحمله هذه اللغات من مفارقات الفكر والسلوك في خضم الصراعات والتطورات الشهودة لعالم اليوم





قراءة ناقدة لطرحين:
من خلال الطرحين السابقين يمكن القول
_أن الخوف من هذا الإدراج المبكر للغة الأجنبية لا يكمن في سن التلميذ وما قد ينجر عليه من إختلاط اللغات ببعضها البعض أو من حيث أن التلميذ قد يحدث له خلط في هويته وهذا حسب رأي المعارضين لتدريس اللغات الأجنبية في سن مبكر .
_كما يمكن القول أن تدريس هذه اللغات في سن مبكر للتلاميذ وتأييدها بدون تفعيل طرق ووسائل تعليمية حديثة ودون فاعلية المعلمين من حيث إعتبارهم يمثلون الدور الرئيسي في توعية التلاميذ بهذه اللغة الأجنبية ,خاصة في الإجابة على بعض التساؤلات التي قد تطرح في ذهن التلاميذ غالبا ,ولكن للأسف المعلمين في واقع الأمر يفصلون في تدريس هذه اللغات بين المدرسة والواقع ومن بين هذه الأسئلة التي يجب الإجابة عليها حتى يتمكن التلميذ من الوعي بمايدرس هي .
ماالفائدة من الكلام ,وماهي اللغة ؟وهل العالم كله يتحدث بلغة واحدة ؟ولماذا ؟وما الفرق بين اللغات ؟وبأي طريقة تتعلم اللغات الأجنبية ؟وأهم سؤال لماذا نحن ندرس هذه اللغات؟وماهو الفرق بين أفكار وعادات لغتنا ولغات الغير؟وما يجب أن نأخذه منها ومالا يجب الأخذ به
_هذه الأسئلة الأساسية التي غالبا لا تطرح ولا تناقش في القسم هي في الواقع لب الموضوع ,كونها جد مهمة لتحفيز التلاميذ ,ولذلك إذا أردنا تعلم لغة أجنبية "فإن باب القسم يجب ألا يوصد ,بل يفتح على مصرعيه للواقع من أجل البعث في هذه اللغة الروح اللازمة"(إبراهيم لعليبي/مدير النشر لمجلة المربي)
_وبهذا يمكن تغيير الطرحين السابقين إلى مايلي.
هل تدريس اللغات الأجنبية في سن مبكر واقع أم خيال؟
_إننا نعيش في مجتمع تعتبر فيه الطبقة المتوسطة أن المدرسة ماكا لها بصفتها الطبقة الأكثر استثمارا في مجال النجاح المدرسي,فهي تسعى لإعطاء أكبر عدد من الفرص لأطفالها في سياق "العولمة"وتنتظر من المدرسة العمومية امساهمة في هذا المشروع,دون أن تأخذ بعين الاعتبار احتياجات أطفال الأوساط الاجتماعية الأخرى ,فمثلا نجد أن أطفال الطبقة الراقية ليسوا بحاجة لمثل هذا الإصلاح لأن أغلبهم يزاولون دراسات معمقة وبالتالي يستفيدون من تعلم لغتين أجنبيتين على الأقل تعزز مكتسباتهم
_ولهذا يمكن القول إلى أي حد يمكن أن نتوقع إمكانية تطبيق هذا الإصلاح؟ الذي نجد فيه أن المجتمع قد وضع على عاتق المدرسة مسؤولية تعليم هذه اللغات
وللإجابة على هذا السؤال نجد أن تعلم اللغات الأجنبية في المدرسة لم يعط نتائج مرضية لحد الان بما فيها تعلم اللغة الاجنبية الاولى.(لم يسبق أن رأينا أي شركة أو مؤسسة تقوم بتعميم طريقة إنتاج لم تؤت ثمارها ,فلماذا يقوم النظام التربوي بتعميم تعليم اللغات المبكر مع أن نتائجه تبقى غير مرضية شأنها شأن تعليم اللغات في مرحلة الثانوي).(أ.حميدة روابحي)
ولذلك نجد أن الخلل ليس في صغر سن التلميذ وليس كذلك في الخوف على هويته,لأن التلميذ إذا وجد معلما مكون تكوين جيدا من حيث ترسيخ مبادئ التواصل والحوار وتحصين الذات والإيمان بالاختلاف واحترام الاخر ,لان الدور المنوط بالمعلم او الاستاذ للغات لم يعد منحصرا في عملية التقليد الذي ظل إلى أمد غير بعيد خيار البيداغوجيات التقليدية القديمة التى لم تقوى بالشكل المطلوب في الوقت الراهن على استيعاب الانفجار المعرفي والتكنولوجي المشهود في عصرنا
ولمعالجة المشكلة واقعيا نجد أن الخلل يكمن فيمايلي
(1)أن كل من اللغتين (العربية,والفرنسية) تحتاجان إلى نفس التوقيت أي الحجم الساعي المخصص,ونلاحظ أن اللغة الفرنسية هي كذلك تحتاج إلى وقت أطول ,لأن مجموع الوقت الذي يكرس لتعلم مفاهيم منفردة لاتغطي جميع جوانب حاجيات هذه اللغات ولهذا يتبادرإلىأذهاننا ماهي التنازلات التي يمكن أن نقوم بها حتى نعطي لكل لغة حقها,وإلاأصبح تعلم اللغة الأجنبية في سن مبكر مجرد عبث ,ولكن إذا قمنا بتخفيف بعض البرامج في اللغة الأصلية مثل القراءة والتعبير الشفوي والكتابي ,نجد هذا التخفيف سيكون على حساب مكتسبات التلاميذ الأساسية ,حيث نجد هؤلاء يحتاجون إلى وقت طويل لتحصيل المعارف القاعدية,
_وإذا كان النظام التربوي لا يخلو من التحديات التي تبقى مفتوحة بسبب قلة الوسائل ,فإن فتح ورشة اللغات سيتطلب ميزانية أكبر
(2)أن الشكل الذي يتم به تعليم اللغات في المدرسة غير مناسب لتعلمها ,حيث يمكن القول أن الأطفال المتواجدين في وسط مزدوج اللغة ويتعلمون لغتين بطريقة طبيعية عن طريق اللعب ,أو مثال عن أشخاص انتقلوا :إلى بلد أخر حيث يتعلمون اللغة بطريقة انغماسية ,لأن تعلم لغة ليس ممكنا من خلال تعليم شكلي بل يبدو انه أيسر إذا كان تلقائيا بتوفير شروط ثلاثة
_الحاجة إلى اللغة :حيث لا يتمكن الفرد من فهم اللغة والتعبيربها إلا عندما يجد نفسه عاجزا عن المشاركة في الحياة الاجتماعية المهنية ومن ثم تحقيق مشاريعه
_وضعية انغماسية تشجع التعليم الوظيفي
_تدريب مكثف ومركز في فترة حاسمة
قائمة المراجع:

_مجلة المربي/مجلة جزائرية تربوية/تعليم اللغات الاجنبية/العدد9 /نوفمبر/ديسمبر2007
_من قراءات المركز/مجلة تربوية/الجزء الاول/2008