لا شك أنه لا تربية إلا بالعلم ، ولا علم إلا بالتعلم ،ولا تعلم إلا بالطلب المتكرر للعلم ، وجعل المتعلم كيف يتعلم وكيف يدرس الكتاب؛ليحصل المعارف ويحكم الملكات ولا شك أنه لن يؤتي ذلك كله أكله إلا بالتقويم ؛فـما التقويم التربوي ؟ وما هي أنواعه ؟ وما وظائفه ؟ وما أشكاله في المدرسةالجزائرية ؟
* إن التقويم التربوي هو فن تقدير قيمة عملية التعليم والتعلم فيمستوى معين، بأدوات علمية، وفي مدة زمنيـة محددة نسبياً؛ من أجل تعديل وتسوية مسارهذه العملية التربوية، وإزالة وإبعاد الاعوجاج الذي يعتريها من فـترة لأخرى.
والتقييم جزء من التقويم وهو تقدير قيمة عملية التعليم والتعلم في مستوى معين،بأدوات علمية، وفي مدة زمنيـة محددة، قصد إصدار قرار حولها:

*- عناصر العرض:
1 ـ تعريف التقويم والتقييم.
2 ـ وظائف التقويمالتربوي.
3 ـ أنواع التقويم التربوي.
4ـ مبادئالتقويم التربوي.
5ـ أشكال التقويم الرسمية.
6ـ ضبط مصطلحات أشكال التقويم.

1 ـ تعريف التقويم والتقييم:
للتقويم في اللغة ثلاثة معان عدة منها :
" 1. إزالة الاعوجاج وإبعادهوتنحيته".
"-2. التقدير والتثمين وتحديد القيمة ..ومنه التقويم بمعنى حساب الزمن،وبمعنى تعيين مواقع البلدان، وبيان طـولها وعرضها."
" 3. التعديل والتسوية وجعلالشيء سوياً" .
* وأما التقييم فله معنى واحد – على ما جوزه مجمع اللغة العربيةبالقاهرة "وهو تحديد القيمة وتقديرها".
* إذا فالتقويم لغة أعم من التقييم، وكلاهما يشترك في التقدير، والتثمين، وتحديد القيمة.
* أما في علم التربية فالمصطلحات غير موحدة، تختلف من اتجاه تربوي لآخر، ومنبلد لآخر، ومن ترجمة عربية لأخرى، ومن المصطلحات الشائعة : القياس-التقدير،-التقييم، -التقويم-الاختبار-الامتحان أو الفحص...
* والشائـع في استعمالاتالمدرسة الجزائرية عـدم التمييز بين التقويم والتقييم ، فقد جـاء في المدخـلالعـام لمناهج التعليم أن "التقويم جزء من عملية التعلم والتعليم" ، فهو مدمج فيهاوملازم لها وليس خارجاً عنها . كما أنه كاشف للنقائص ومساعد على تشخيص الإختلالاتوالتذبذبات التي يمكن أن تحصل خلال عملية التعلم، وتساعد على استدراكها بصفة عاديةومنتظمة.
* وبهذه الصفة، يكون استغلال أخطاء التلميذ أو نقائصه في تصور طرائقالتكفل بها عنصراً إيـجابياً وهاماً فـي تشخيص تلك النقائص واستدراكها.
* وأخيراًإن التقويم بأدواره المتعددة فرصة وأداة لتعزيز العلاقة بين المعلم والمتعلم من جهةوبين المعلم والأولياء من جهة أخرى.
* وعرِّف التقويم التربوي فيالوثيقة المرافقة لمنهاج مادة التربية الإسلامية – السنة الرابعة من التعليمالمتوسـط بأنه "عملية تربوية شاملة مجالها الرئيسي هو إصدار أحكام على مكوناتالعملية التعلمية التعليمية سواء ما تعلـق منها بالأهداف والغايات والكفاءاتالمستهدفة وأداء التلميذ".
* أما في منهاج مادة اللغة العربية- السنة الرابعة من التعليم المتوسط- والوثيقة المرافقة له فاستعـمل مصطلـح التقييم .
* وفي مجلة المربي عرِّف التقييـم بأنه: "مجموع العـمليات التي نقوم بهاللحصول على معلومات عن مكتسـبات المتعلّم من المعارف والكفاءات، وعن مهاراتـهومواقفه، وتحليلها قصد التبصّر بها عند اتّخاذ قرارات التعـديل أو الاستمرار والدعم،سواءً كان ذلك في بداية العملية التعليمية التعلّمية أو أثناءها أو في نهايتها."
* وفي المجلة الجزائرية للتربية فرق بين التقييم الذي هو: "إصدار حكمعلى شخص أو مجموعة من الأشخاص مثل ناجح، راسب، متفوق - متوسط – ضعيف... دونالتعرض للأسباب التي أدت إلى النجاح للاستفادة منها والعـوامل التي أدت إلى الرسوبلتحاشيها في المستقبل"، وبين التقويم الذي هو "عملية تربوية يهدف من ورائهاالمربي الذي يقوم بها دورياً إلى البحث عن مواطن القوة لتعزيزها، ومواطن الضعفلتداركها عن طريق حصص التدعيم للضعف الذي يلاحظه عند جماعة من المتعلمين الذينيشكون عجزاً في بعض عناصر المنهاج، والبحث والتطـوير بالنسبة للنقائص التي يلاحظهاالمدرس في عمله مثل : نقص في التحضير، ضعف في استخدام الطرائق والوسائل" .
* وجاء في المنشور الإطار لإصلاح نظام التقويم التربوي أن التقويم"ركيزة أساسية لتحسين نوعية التعليم" وليس هو أداة تسيير وظيفي، ولا وسيلة اتخاذقرار فحسب، بل هو ثقافة، ومن أهم محاوره التقويم التربوي، وهو "جزء من ممارساتالمسار التعلمي يبرز التحسينات المحققة، ويكشف الثغرات المعرقلة، ويحدد العملياتالملائمة لتعديل التعلم، وللعلاج البيداغوجي" . وهو في منظور تنمية الكفاءاتاختبار التلاميذ في وضعيات معـقدة يتطلب حـلها توظيف مجموعة من المكتسبات الأساسية .
* فالتقويم إذنهو فن تقدير قيمة عملية التعليم والتعلم فيمستوى معين، بأدوات علمية، وفي مدة زمنية محددة نسبياً؛ من أجل تعديل وتسوية مسارهذه العملية التربوية، وإزالة وإبعاد الاعوجاج الذي يعتريها من فترة لأخرى.
* وأما التقييم فهو تقدير قيمة عملية التعليم والتعلم في مستوى معين، بأدوات علمية،وفي مدة زمنية محددة، قصد إصدار قرار عنها.

2 ـ وظائف التقويم التربوي:يتضح من التعريف السابق أن للتقويمثلاث وظائف:
• وظيفة تشخيصية : وهي تعيين حالة عملية التعليم والتعلم وتمييزهاعن غيرها.
• وظيفة تعديلية : وهي متابعة عملية التعليم والتعلم بالتسوية شيئاًفشيئاً حتى تصل إلى حد الكمال المطلوب.
• وظيفة تقييمية : وهي تعيين قيمة وثمنلعملية التعليم والتعلم ، تتمثل في الإقرار بما علم عنها بإصدار قرارات تربوية تمنحنقاطا أو ملحوظات أو شهادات للشيء المراد تقييمه.

3ـ أنواع التقويم التربوي:
* ـ ينقسمالتقويم التربوي من حيث وظائفه إلى ثلاثة أقسام هي:
• التقويم التشخيصي: وهو التقويم الذي يميز حالة المكتسباتالقبلية في عملية التعليم والتعلم عنالتعلمات الجيدة ويكون عادة في بداية العمل التربوي.
• التقويم التكويني: وهو التقويمالذي يلازم بناء وتركيب عملية التعـليم والتعلـم حتى تخرج إلى الحد المطـلوب ويهدفإلى تقييم مدى تحـسن المتعلم، وفهم طبيعة الصعوبات المعترضة للعملية التربوية،وعلاجها. ويتمثل هـذا النوع من التقويم في مادة اللغة العربية في الفحص القبلي، وفيأسئلة البناء التفاعلي للدرس ، والأسئلة الملحقـة به، وفي نشاط التطبيقات المنتظمة،وفي التغذية الراجعة بعد كل ثلاث وحدات.
• التقويم التحصيلي: وهو التقويم الذييقدر به ما أدركه المتعلم وناله من عملية التعليم والتعلم خلال فترة معينـة ويهدفإلى التعرف إلى مستوى تنمية الكفاءات ،ويتمثـل هذا النوع من التقويم في مادة اللغةالعربية في الوقفـات التقييمية في نهاية كل درس أو ثلاثي، وفي الفروض والاختبارات الفصلية.
* ـ وينقسم من حيث مدته إلى قسمين:
• تقويم مستمر: وهو"وضع الأداء التعليمي موضع الاختبار عدة مرات طول العام الدراسي".
• تقييم نهائي: وهو وضع الأداء التعليمي موضع الاختبار مرة واحدة في نهايةكل مرحلة دراسية.
* ـ وينقسم التقويم من حيث طبيعته إلىقسمين:
• التقويم الذاتي: وهو التقويم الذي يحدد فيه المتعلم بنفسهقيمة لأدائه، في سبيل تعـديله وإزالة اعـوجاجـه باستخلاص العبر من الخبرات السابقةللتحكم في الخبرات اللاحقة، ومن أدواته قوائم المراجعة،ومقاييس تقديـر الشخصية،والمذكرات اليومية.
• التقويم الموضوعي: وهو التقويم المجرد من الذاتيةالموثوق به الذي يثبت مستوى المتعلم في مساره التعلمي التعليمي؛ لتعديله وتسويتهخارجاً عن ذاته؛ وذلك بتقدير أداءاته التي يستخدم فيها إمكاناتـه الجسمية والعقليـةوالنفسية، بطريقة علمية، كتقويم مهارة القراءة، أو مهارة الاستماع، أو مهارةالفصاحة في الحديث، أو مهـارة الخط ،أو تقويم ملكاته بأسلوب الإشهاد، ومن أشهر أدواتهذا التقويم الملحوظات العلمية، والاستظهارات الشفوية والإنجازات التحريرية بالقلموالورقة.

4ـ مبادئ التقويم التربوي:
* لمح المنشور الإطار التعلق بإصلاح التقويم التربوي إلى مبادئالتقويم التي تتلخص فيما يلي:
-1. الشمول : وهو أن يعم التقويم كل الجوانبالمراد تقويمها ويحيط بها، وعبر عنه المنشور بأن يتناول التقويم التربوي في منظورتنمية الكفاءات معالجة تهدف إلى الحكم على الكل وهو في طور البناء مدرجا لمختلفالموارد المشكلة للكفاءة.
2. التقنين: وهو الاستناد إلى قواعد علمية محددة،وعبارة المنشور : التقويم جزء من ممارسات المسار التعلمي يبرز التحسينات المحققة،ويكشف الثغرات المعرقلة، ويحدد العمليات الملائمة لتعديل التعلم، وللعلاجالبيداغـوجي ولذلك لا يشكل الخطأ علامة عجز، وإنما هو مؤشر لصعوبات ظرفية ضمن مساربناء الكفاءات تشخـص أسبابه وتعالجها.
3. الصدق: وهو الإخبار بالواقع من غير نقصولا كذب، وعبارة المنشور :" تعتمد أساليب التقـويم على جمع معلومات موثقة عن درجةالتحكم في الكفاءات المستهدفة قصد التدخل البيداغوجي وفق الحاجات المميزة للتلاميذ". الموضوعية : وهي التجرد من الأحكام الذاتية، فيجب أن تصحب النتائج المدرسيةبملاحظات ذات مدلول نوعيبتجرد.
-5. الثبات : وهو إقرار وسائل التقويم وتحقيقصحتها، وعبارة المنشور : أن يعتمد التقويم على وضعيات تجعل التلميذ على وعيباستراتيجياته في التعلم وتمكنه من تبني موقف تأملي لتقدير مدى ملاءمتها وفعاليتها.

5-أشكال التقويم الرسمية:.
* للتقويم التربوي أشكال متعددة، أشار التشريع المدرسي الجزائري إلى بعضها، فالمنشورالإطار السالف الذكر حددها في:
• الفحوص التشخيصية التي تجرى في الأيام الأولىللدخول المدرسي لمراقبة مكتسبات التلاميذ القبلية وتنظيم أنشطة الدعم والعلاج.
• أنشطة التقويم التكويني المتنوعة كالأسئلة الشفوية والاستجوابات الكتابيةوالفحوص والتمارين.
• الفروض والاختبارات والامتحانات المرتبطة بالتقويمالتحصيلي.
* حددها المنشور الوزاري المتعلق بإجراءات تقويم أعمال التلاميذفي:
• الاستجوابات الشفوية والكتابية والتمارين والأعمال الموجهةوالتطبيقية.
• والعروض والوظائف المنزلية.
• والفروض المحروسة.
• والاختبارات.
* وأما المنشور المتعلق بالتعديلات الخاصة بعمليات تقويم أعمالالتلاميذ فحددها في:
• الاستجوابات الشفوية والكتابية -العروض والأعمالالتطبيقية -الأعمال الموجهة -الوظائف المنزلية والمشاريع ويكون تنظيم وتيرتها ومدةإنجازها وفقا لأهداف المادة.
• والفرضين المحروسين في المواد الأساسية، وفرضواحد في المواد الأخرى.
• والاختبار الواحد في كل مادة في نهاية الفصل.

6ـ ضبط مصطلحات أشكال التقويم.
- 1. السؤال : هو الكلام الذي تطلب الإجابة عنه سواءً كان استخباراً أواستفهاماً أو استدعاءً أو استقراءً أو قياساً أو احتكاماً.
2. الاستجواب لهمعنيان:
أ‌- مهارة طلب الجواب من المتعلم عن الأسئلة الموجهة إليه بإحكام وتلقيرده عليها بسهولة وسرعة.
ب‌- التحقيق مع فرد بتوجيه الأسئلة إليه وطلب الجوابعنها لأخذ أقواله في قضية ما.
3. الفحص : امتحان يكشف به عن حقيقة ما يرادتقويمه بطلب أقصى أخبار البحث عن كنهه.
* وعرفه مجمع القاهرة بأنه :
أ‌- عدد من المثيرات أو الأسئلة يتطلب من الشخص الاستجابة لها أو الإجابةعليها.
ب‌- مقياس أو مجموعة من المقاييس للحكم على الخصائص النفسية للشخص.
-4. التمرين : تدريب يُعوَّد به المتعلم على كيفية تطبيق قواعد العلم ليمهرفيما يتعلمه ويتناوله بلين وسهولة.
- 5. الوظيفة : هي تعيين وترتيب تمارين علىالمتعلم وإلزامه بإنجازها في البيت غالباً لتراقب في زمن محدد.
6. العمل الموجه: هو التدريب المقصود ذو الجهة الواحدة لا تختلف الذي ينقاد له المتعلم ويتبع مراحلإنجازه في فترة محددة.
- 7. العمل التطبيقي : هو الفعل المقصود المطلوب منالمتعلم إنجازه الذي يستدعي وسائل معـلومة للقيـام به ويخضع للتجريب من أجل إحكامهوإصابة الحق فيه.
- 8. العرض : بحث قصير يقدمه المتعلم إلى المعلم ويبزره أمامزملائه ليناقش وتستخرج خلاصته.
- 9. المشروع : يهيأ ويقرر ليدرسويتناوله المتعلم وفق طريقة محددة ليقربه إلى امتلاك الكفـاءة.
10. الفرض : هوتقدير خاص بشكل معين، يعقد عليه المعلم العزم، ويخص به المتعلم وهو على غير علمبوقته لبيان مستوى تحصيله العلمي، وقياسه بعلامات عددية.
الاختبار: امتحان وفق معايير مضبوطة يقيس أداء المتعلم في تحصيل تعلم مادة ما وهو على علمبوقته المحدد.



إعداد: مفتش اللغة العربية للتعليم المتوسط