بسم الله الرحمن الرحيم
تكنولوجيا كلمة إغريقية قديمة مشتقة من كلمتين هما ( Techno ) وتعني مهارة فنية وكلمة ( Logos ) وتعني علما أو دراسة، وبذلك فان مصطلح تكنولوجيا يعني تنظيم المهارة الفنية. وقد ارتبط مفهوم التكنولوجيا بالصناعات لمدة تزيد على القرن والنصف قبل أن يدخل المفهوم عالم التربية والتعليم. ( جامعة القدس المفتوحة، 1992، ص 8 )

وتعني تكنولوجيا التي عربت إلى تقنيات، علم المهارات أو الفنون أي دراسة المهارات بشكل منطقي لتأدية وظيفة محددة.

وعرف جلبرت ( Galbraith ) التكنولوجيا هي التطبيق النظامي للمعرفة العلمية، أو معرفة منظمة من اجل أغراض عملية.

وفي ضوء ما تقدم يمكن الاستنتاج بان التكنولوجيا طريقة نظامية تسير وفق المعارف المنظمة، وتستخدم جميع الامكانات المتاحة أمادية كانت أم غير مادية، بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه، إلى درجة عالية من الإتقان أو الكفاية وبذلك فان للتكنولوجيا ثلاثة معان:-
1. التكنولوجيا كعمليات (Processes ) : وتعني التطبيق النظامي للمعرفة العلمية.
2. التكنولوجيا كنواتج ( Products ) : وتعني الأدوات، والأجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلمية.
3. التكنولوجيا كعملية ونواتج معا : وتستعمل بهذا المعنى عندما يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا، مثل تقنيات الحاسوب. ( الحيلة، 1998، ص ص 21-22 )

وعرف فؤاد زكريا التكنولوجيا بأنها \\" الأدوات والوسائل التي تستخدم لأغراض عملية تطبيقية، والتي يستعين بها الإنسان في عمله لإكمال قواه وقدراته، وتلبية تلك الحاجات التي تظهر في إطار ظروفه الاجتماعية ومرحلته التاريخية ويتضح من هذا التعريف ما يلي :-
1. إن التكنولوجيا ليست نظرية بقدر ما هي عملية تطبيقية تهتم بالأجهزة والأدوات.
2. إن التكنولوجيا تستكمل النقص في قدرات الإنسان وقواه.
3. إن التكنولوجيا وسيلة للتطور العلمي.
4. إن التكنولوجيا وسيلة لسد حاجات المجتمع.( نشوان، 2000، ص 16 )

تكنولوجيا التربية Educatioal Technology

ظهر هذا المصطلح نتيجة الثورة العلمية والتكنولوجية التي بدأت عام 1920م عندما أطلق العالم فين ( Finn ) هذا الاسم عليه.

ويعني هذا المصطلح تخطيط وإعداد وتطوير وتنفيذ وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة، تعمل ميعها وبشكل منسجم مع العناصر البشرية لتحقيق أهداف التعليم.( جامعة القدس المفتوحة، 1992، ص ص 8-31 )

ويرى \\"براون\\" تكنولوجيا التربية أنها طريقة منظومة لتصميم العملية الكاملة وتنفيذها وتقويمها وفق أهداف خاصة محددة ومعتمدة على نتائج البحوث الخاصة بالتعليم والاتصالات وتستخدم مجموعة من المصادر البشرية وغير البشرية بغية الوصول إلى تعلم فعال.

وتعرف جمعية الاتصالات الأمريكية تكنولوجيا التربية بأنها عملية متشابكة ومتداخلة تشمل الأفراد والأشخاص والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات اللازمة لتحليل المشكلات التي تدخل في جميع جوانب التعليم الإنساني وابتكار الحلول المناسبة لهذه المشكلات وتنفيذها وتقويم نتائجها وإدارة العملية المتصلة بذلك.( الفرا، 1999، ص 125 )

تكنولوجيا التعليم Enstructional Technology

ويطلق عليها التقنيات التعليمية، مجموعة فرعية من التقنيات التربوية، فهي عملية متكاملة ( مركبة ) تشمل الأفراد والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات التي تتبع في تحليل المشكلات، واستنباط الحلول المناسبة لها وتنفيذها، وتقويمها، وادراتها في مواقف يكون فيها التعليم هادفا وموجها يمكن التحكم فيه، وبالتالي، فهي إدارة مكونات النظام التعليمي، وتطويرها.(الحيلة، 1998، ص 6 )

ويعرف رضا تكنولوجيا التعليم على أنها عملية الإفادة من المعرفة العلمية وطرائق البحث العلمي في تخطيط وإحداث النظام التربوي وتنفيذها وتقويمها كل على انفراد. وككل متكامل بعلاقاته المتشابكة بغرض تحقيق سلوك معين في المتعلم مستعينة في ذلك بكل من الإنسان والآلة. ( جامعة القدس المفتوحة، 1992، ص 15 )

وأكثر تعريف لاقى رواجا وقبولا لتقنيات التعليم لدى التربويين هو تعريف لجنة تقنيات التعليم الأمريكية الواردة في تقريرها لتحسين التعلم \\" تتعدى التقنيات التعليمية نطاق أية وسيلة أو أداة \\". ( الحيلة، 1998، ص 26 )

تكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم

رغم التعريفات المنفصلة السابقة لكل من هذين المصطلحين إلا أننا نلاحظ التشابه والتشابك الكبيرين في المفهوم، وصعوبة التفريق بينهما وهناك العديد من الكتاب من استخدام المصطلحين للتعبير عن ذات المفهوم، إلا أن البعض الآخر ميز بينهما أمثال \\" الحيلة \\" الذي قال:-
ان مفهوم التقنيات التعليمية ( تكنولوجيا التعليم ) يدل على تنظيم عملية التعليم والتعلم، والظروف المتصلة بها مفرقا بينه وبين مفهوم التقنيات التربوية الدال على تنظيم النظام التربوي، وتطويره بصورة شاملة يمتد أثرها إلى تطوير المنهاج، وتأليف الكتب المدرسية وتوافر الوسائل التعليمية، وتدريب الجهاز التربوي، والمبنى المدرسي والبحث عن أفضل استراتيجيات التعليم والتعلم، وتوظيفها في العملية التعليمية. ( الحيلة، 1998، ص 6 )

وميز بينهما كذلك الفرا فعرف التقنيات التربوية بأنها طريقة منهجية تكون نظاما متكاملا وتحاول من خلال تحديد المشكلات التي تتصل ببعض نواحي التعلم الإنساني وتحليلها ثم الإسهام في العمل على التخطيط لهذه الحلول وتنفيذها وتقويم نتائجها.
أما التقنيات التعليمية فهي عملية منهجية في تصميم عملية التعليم والتعلم وتنفيذها وتقويمها في ضوء أهداف محددة تقوم أساسا على البحوث في تعليم الإنسان وتستثمر جميع المصادر المتاحة البشرية وغير البشرية، وذلك لإحداث تعلم مثالي.( الفرا، 1999، ص 127)

وهناك لبس آخر وهو بين معنى المصطلح \\" تقنيات التربية \\" ومعنى مصطلح \\" التقنيات في التربية \\" الذي يؤكد على استخدام الأجهزة والأدوات والمواد في التربية والتعليم. في حين ان المصطلح التقنيات التربوية ( التكنولوجيا التربوية ) مرادف لتحسين عملتي التعليم والتعلم والارتقاء بهما. ( اسكندر و غزاوي، 1994، ص 16 [/rainbow]





رد مع اقتباس رد مع اقتباس








رقم #6
افتراضي العنوان : اشكر منتدى ازهر وبالاخص العضو محمد سفاجا وهذا مرجع آخر لتكنولوجيا
كاتب الموضوع : عالمة المستقبل
بتاريخ : 10-Apr-2009 الساعة : 06:05 PM
أمل جديد

.:: تكنولوجي متميز ::.

الصورة الرمزية أمل جديد

رقم العضوية : 7903

الانتساب : Apr 2009

الاهتمام : الرابعة

المشاركات : 113

بمعدل : 0.10 يوميا

أمل جديد غير متواجد حالياً





الفرق بين التعليم عن بعد والتعليم العادى فسوف نتحث عن ماهية التعليم عن بعد
في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة والتحولات في أوضاع السوق , فإن النظام التعليمي فى الولايات المتحدة يواجه تحدياً بخصوص الحاجة إلى توفير فرص تعليمية إضافية وذلك دون الحاجة لزيادة ميزانيات إضافية . لذلك فإن العديد من المؤسسات التعليمية قد بدأت تواجه هذا التحدي من خلال تطوير برامج التعليم عن بعد .
ويتم التعليم عن بعد بشكل مبدئي عندما تفصل المسافة الطبيعية ما بين المعلم والطالب / الطلاب ، خلال حدوث العملية التعليمية , حيث تستعمل التكنولوجيا مثل الصوت , الصوت والصورة , المعلومات , والمواد المطبوعة . إضافة لعملية الاتصال التي قد تتم وجهاً لوجه , لسد الفجوة في مجال توجيه التعليمات .
هذه الفرص والبرامج تتيح للبالغين فرصة أخرى للتعليم الجامعي , أو تصل إلى الأشخاص الأقل حظاً سواء من حيث ضيق الوقت أو المسافة أو الإعاقة الجسدية , هذا عدا عن أن هذه البرامج تساهم في رفع مستوى الأساس المعرفي للعاملين وهم في موقع عملهم .
وهذا قد لخصنا بعض التعريفات عن التعليم عن بعد ويتضمن هذا التعليم على الأتى :-
أولاً: استخدامات الإنترنت في التعليم:

إن المتتبع للتغير المستمر في تقنيات تحديث قوة وسرعة الحاسب الآلي يستطيع أن يدرك أن ما كان بالأمس القريب الأفضل تقنيةً والأكثر شيوعاً أصبح أداءه محدوداً ، أو ربما أصبح غير ذي جدوى (Obsolete). وقياساً على هذا التسارع الكبير ، والمخيف أحياناً ،يؤكد ( ثرو 1998) أن "التأثير الحقيقي لثورة المعلومات والاتصالات يوجد أمامنا وليس خلفنا." (20).

وتعتبر الإنترنت أحد التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم العام بصفة عامة وقد عرفها كاتب (1417) بقوله " ….. الإنترنت هي شبكة ضخمة من أجهزة الحاسب الآلي المرتبطة ببعضها البعض والمنتشرة حول العالم" (ص 27). وقد أكد على هذه الأهمية (Ellsworth,1994) حيث قال " إنه من المفرح جداً للتربويين أن يستخدموا شبكة الإنترنت التي توفر العديد من الفرص للمعلمين وللطلاب على حد سواء بطريقة ممتعة" أما (Watson, 1994) فقال " تعتبر وسائل الاتصالات الحديثة من أهم الأدوات التي استخدمتها في التدريس"ص 41.

هذا ويشير بعض الباحثين إلى أن الإنترنت سوف تلعب دوراً كبيراً في تغيير الطريقة التعليمية المتعارف عليها في الوقت الحاضر، وبخاصة في مراحل التعليم الجامعي والعالي. فعن طريق الفيديو التفاعلي (Interactive Multimedia) لن يحتاج الأستاذ الجامعي مستقبلاً أن يقف أمام الطلاب لإلقاء محاضرته ، ولا يحتاج الطالب أن يذهب إلى الجامعة ، بل ستحل طريقة التعليم عن بعد (Distance Learning) بواسطة مدرس إلكتروني وبالتالي توفر على الطالب عناء الحضور إلى الجامعة. ويضرب المؤلف مثالاً حياً لدور خدمات الإنترنت في عملية التعليم ، وبالتحديد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الذي قدم ولأول مرة برنامجاً لنيل درجة الماجستير في "إدارة وتصميم الأنظمة" دون الحاجة لحضور الطلاب إلى الجامعة. وتعتبر أكاديمية جورجيا الطبية (Georgia State Academic and Medical System) من أكبر الشبكات العالمية في العالم حيث يوجد فيها أكثر من 200 فصل دراسي في مختلف أنحاء العالم مرتبط بهذه الأكاديمية خلال عام1995، ومن خلال هذه الشبكة يستطيع الطلبة أخذ عدد من المواد والاختبار بها.

ويرى بعض الباحثين في هذا المجال أمثال ( ثرو، 1998)أن هذه الطريقة الإلكترونية في التعليم مقتصرة فقط على المناهج الدراسية التي يغلب على محتواها أساليب العروض التوضيحية وذات الطابع التخيلي، لكن الحقيقية أن هذه الطريقة يمكن تكييفها لكل الأقسام العلمية، ثم أن هذه التقنية التعليمية المستقبلية ستكون مناسبة لبعض الدول النامية التي تفتقر إلى عاملي الكم والكيف في كوادر المعلمين.

وقد علق على تطبيقات الإنترنت في التعليم بيل جيتس (1998) مدير عام شركة مايكروسوفت العالمية بقوله "…فإن طريق المعلومات السريع سوف يساعد على رفع المقاييس التعليمية لكل فرد في الأجيال القادمة، وسوف يتيح - الطريق- ظهور طرائق جديدة للتدريس ومجالاً أوسع بكثير للاختيار….وسوف يمثل التعلم باستخدام الحاسوب نقطة الانطلاق نحو التعلم المستمر من الحاسوب… وسوف يقوم مدرسو المستقبل الجيدون بما هو أكثر من تعريف الطلاب بكيفية العثور على المعلومات عبر طريق المعلومات السريع، فسيظل مطلوباً منهم أن يدركوا متى يختبرون، ومتى يعلقون، أو ينبهون، أو يثيرون الاهتمام" ص 320-321.

هذا وقد أكد (Jacobson, 1993) أن المدرسين لديهم القناعة التامة أن استخدام التقنية يساعد في تعليم الطلاب وتحصيلهم، ثم خلُص إلى أن استخدام البريد الإلكتروني في البحث والاتصال يساعد على توفير الوقت لدى الطلاب، وأن معظم أساتذة الجامعات لا يرغبون تخصيص الوقت الكافي لاستخدام التقنية داخل الفصل الدراسي.

أما (Williams, 1995) فقد ذكر أن هناك أربعة أسبابٍ رئيسية تجعلنا نستخدم الإنترنت في التعليم وهي:
الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم.
تُساعد الإنترنت على التعلم التعاوني الجماعي، نظراً لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت فإنه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم لذا يمكن استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب ، حيث يقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصل إليه.
تساعد الإنترنت على الاتصال بالعالم بأسرع وقت وبأقل تكلفة.
تساعد الإنترنت على توفير أكثر من طريقة في التدريس ذلك أن الإنترنت هي بمثابة مكتبة كبيرة تتوفر فيها جميع الكتب سواءً كانت سهلة أو صعبة. كما أنه يوجد في الإنترنت بعض البرامج التعليمية باختلاف المستويات.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن التأثير المستقبلي للإنترنت و الإنترانت على التعليم سوف يتضمن بعداً إيجابياً ينعكس مباشرةً على مجالات التعليم للمرأة المسلمة والذي سوف يجنبها عناء التنقل داخل وخارج مجتمعها ، وفي نفس الوقت سوف يوفر لها تنوعاً أوسع في مجالات العلم المختلفة.

واستخدام الإنترنت كأداة أساسية في التعليم حقق الكثير من الإيجابيات. وقد ذكر كل من (Bates, 1995 Eastmond, 1995& ؛ Wulf, 1996) الإيجابيات التالية:
المرونة في الوقت والمكان.
إمكانية الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور والمتابعين في مختلف العالم.
عدم النظر إلى ضرورة تطابق أجهزة الحاسوب وأنظمة التشغيل المستخدمة من قبل المشاهدين مع الأجهزة المستخدمة في الإرسال.
سرعة تطوير البرامج مقارنة بأنظمة الفيديو والأقراص المدمجة (CD-Rom).
سهولة تطوير محتوى المناهج الموجودة عبر الإنترنت.
قلة التكلفة المادية مقارنة باستخدام الأقمار الصناعية ومحطات التلفزيون والراديو.
تغيير نظم وطرق التدريس التقليدية يساعد على إيجاد فصل مليء بالحيوية والنشاط.
إعطاء التعليم صبغة العالمية والخروج من الإطار المحلي.
سرعة التعليم وبمعنى آخر فإن الوقت المخصص للبحث عن موضوع معين باستخدام الإنترنت يكون قليلاً مقارنة بالطرق التقليدية.
الحصول على آراء العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات في أي قضية علمية.
سرعة الحصول على المعلومات.
وظيفة الأستاذ في الفصل الدراسي تصبح بمثابة الموجة والمرشد وليس الملقي والملقن.
مساعدة الطلاب على تكوين علاقات عالمية إن صح التعبير.
إيجاد فصل بدون حائط (Classroom without Walls).
تطوير مهارات الطلاب على استخدام الحاسوب.
عدم التقيد بالساعات الدراسية حيث يمكن وضع المادة العلمية عبر الإنترنت ويستطيع الطلاب الحصول عليها في أي مكان وفي أي وقت.





رد مع اقتباس رد مع اقتباس








رقم #7
10 العنوان : اشكر موقع تكنولوجيا التعليم http://www.alizuhdi.com/meanings1.htm
كاتب الموضوع : عالمة المستقبل
بتاريخ : 10-Apr-2009 الساعة : 06:10 PM
أمل جديد

.:: تكنولوجي متميز ::.

الصورة الرمزية أمل جديد

رقم العضوية : 7903

الانتساب : Apr 2009

الاهتمام : الرابعة

المشاركات : 113

بمعدل : 0.10 يوميا

أمل جديد غير متواجد حالياً





:bz:bz:bz:bz:bz:bzتكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا التدريس وتكنولوجيا الاتصال التعليمي

هناك العديد ممن كتبوا في مجال تكنولوجيا التعليم وقد حددوا هذا المجال في الأجهزة والمعدات مثل التلفاز والراديو والأقراص الليزرية وأجهزة التسجيل وأجهزة العرض المختلفة إضافة إلى الحاسب والإنترنت وغير ذلك من الأجهزة والمعدات التي من شأنها تعزيز عمليتي التعليم والتعلم. إلا أنه يجب أن نأخذ بعين الحسبان أن تكنولوجيا التعليم لا تقتصر على مثل هذه الأجهزة والأدوات. وعلينا أن نتجنب هذا اللبس المتعلق في فهم تكنولوجيا التعليم. فالأجهزة والأدوات آنفة الذكر ما هي إلا مكونات وعناصر تدخل في مكونات تكنولوجيا التعليم وبالتالي هناك مكونات أخرى يحتويها هذا المجال. فنظريات التعلم والتصميم التعليمي التي تشكل الاطر النظرية للبحث والمعرفة التي تعتمد على الإجراءات المنظمة والتي من شأنها المساعدة في الجهود التي تبذل من أجل جعل عمليتي التعليم والتعلم أكثر فاعلية من ضمن هذه المكونات. أضف إلى ذلك الأفراد القائمين على عملية التعليم من معلمين وإداريين وفنيين وغيرهم هم أيضا جزء من مكونات تكنولوجيا التعليم ناهيك عن التسهيلات المادية وغيرها.

لقد قام العديد من المهتمين في مجال تكنولوجيا التعليم بتعريف هذا النوع من التكنولوجيا إلا أن تعريفاتهم كان ينتابها نوع من التباين والاختلاف وذلك لعدة أسباب من بينها ما يلي:

1. وجود العديد من المصطلحات المستخدمه في هذا المجال ومن أهمها: تكنولوجيا التعليمEducational Technology ، تكنولوجيا التدريس Instructional Technology ، تكنولوجيا التربية Technology Education ، التكنولوجيا في التعليم Technology inEducational وقد شكلت هذه المصطلحات عائقا لصياغة تعريف محدد لتكنولوجيا التعليم حيث أن كل مصطلح منها له مدلوله أو ربما مدلولاته لدى المتخصصين في هذا المجال والتي تظهر في الأدبيات المتعلقة.

2. التطورات المتسارعة في هذا المجال سواء كانت فيما يتعلق بالتكنولوجيا نفسها وخاصة تكنولوجيا الحاسب أو ما يتعلق بتطور نظريات التعلم وظهور نظريات جديدة والتأثير المتبادل بين هذه التكنولوجيا و النظريات .

ولكي نخدم الهدف المنشود لهذا الكتاب سنقوم أولا بتحديد المقصود بكل من تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا التدريس ومن ثم عرض بعض التعريفات المتعلقة بتكنولوجيا التعليم باختصار وأخيرا سنقدم للتكنولوجيا التي تخدم عمليتي التعليم والتعلم والتي هي في الأساس المحور الرئيس لهذا الكتاب.

تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا التدريس

عند النظر إلى هذين المصطلحين نجد أن هناك قاسما مشتركا في تسمية كل منهما وهو كلمة تكنولوجيا التي تم عرضها سابقا وهناك استخدام لكلمتين مختلفتين لهما والكلمتين هما تعليم وتدريس، فهل هناك فرق بين هاتين الكلمتين أم أن لهما نفس المعني؟

لابد من الإعتراف بأن هناك خلط في تعريف المصطلحين وفي كثير من الأحيان يتم استخدامهما دون أن يتم تحديد الفرق بينهما أو يكون لكل مستخدم مفهومه الخاص بكل مصطلح. وهنا يجب أن نوضح أن تكنولوجيا التدريس هي كل ما يستخدمه المدرس في عمله من أجهزة وأدوات ومواد. بينما تكنولوجيا التعليم فتجمع عمليات التعليم والتعلم والتطوير والإدارة إضافة إلى الأجهزة والمعدات والمواد التي تسهم في عمليتي التعليم والتعلم وكذلك الأفراد القائمين على العمليتين كما أسلفنا. فالتصميم التعليمي وتخطيط التدريس يعتبران الأصل في تكنولوجيا التعليم . وكما يجمع العديد من التربويين فإن التصميم التعليمي يحاول الإجابة على تساؤلات ثلاث هي:

§ أين نحن ذاهبون؟

§ كيف سنصل؟
§ وكيف نعرف أننا وصلنا؟

إن الإجابة على هذه التساؤلات تساعدنا في فهم عملية التصميم التعليمي وبالتالي التصميم نفسه. وتتلخص هذه المراحل في خمسة مراحل وتعرف إختصارا بأديي (ADDIE) . حيث تساعد في فهم المشكلة من خلال عملية التحليل Analyze والتي تمثل المرحلة الأولى وتصميم الحل Design كمرحلة ثانية وتطوير هذا التصميم Development كمرحلة ثالثة وتنفيذة Implement ومن ثم تقييمة Evaluation للمرحلتين الرابعة والخامسة.

أن التكنولوجيا المستخدمه في عملية التعليم (تكنولوجيا التدريس) هي جزء من تكنولوجيا التعليم وبالتالي فإن أجهزة كأجهزة الإسقاط الضوئي والأجهزة السمعية والسمعبصرية والحاسب هي أجهزة تكنولوجية تستخدم في هذه العملية . وهنا يحدث الإلتباس في مفهوم تكنولوجيا التعليم. فكلمة تكنولوجيا لها معنيين الأول الإجراء التكنولوجي للتصميم التعليمي والثاني مجموع الأجهزة والمعدات التي تستعمل في عمليتي التعليم والتعلم. من هنا نجد أنه من الضروري التفريق بين عملية التصميم والأجهزة المستخدمة في عمليتي التعليم والتعلم. فمن ضمن عمل المصمم اختيار أنسب الطرق لعمليتي التعليم والتعلم والتي تشمل الأجهزة والمعدات التي يجب أن تستخدم من خلال ما تحتمه متطلبات المواقف التعليمية. لذلك فإن تكنولوجيا التعليم لا تعني الوسائل التعليمية والأجهزة والبرمجيات وإنما تشمل أكثر من ذلك بكثير.

يعرف جاجن وبرنكز (1992) التدريس بأنه مجموعة من الأحداث الخارجية مرتّبة بعناية تم تصميمها لدعم عمليات التعلّم الداخلية ويشير روبلير وزملائه (1997) إلى وجوب تركيز تكنولوجيا التعليم على الإجراءات. من هنا نستخلص أن عملية التدريس منح التعلم بينما عملية التعليم فتشمل الأجراءات التي تمنح ذلك التعلم. إن التعلم قديد قدم الإنسان وخير شاهد على ذلك المحاولات الأولى التي قام بها الإنسان منذ القدم لنقل معارفه من جيل إلى جيل من خلا طرق عدة من ضمنها النحت على الصحور والرسومات وغيرها وبالتالي فكان هناك دور للتكنولوجيا. وهذا الدور يتمثل في الرسومات والصور على جدران الكهوف وغيرها.

ومن الجدير ذكره أن مصطلح تكنولوجيا التعليم لم يظهر في المراجع التربوية إلا في نهاية الستينات من القرن الماضي حيث بدأت الكتابات المتخصصة تتضمن المصطلحين. فقد أطلق هوج (1979) على تكنولوجيا التدريس بالعملية المنظمة وتكنولوجيا التعليم بعملية الدمج المنظم والتطويير والتقييم. ويستشهد الكاتب بتعريف اللجنة الرئاسية لتكنولوجيا التدريس (1970) التي تعرف هذه التكنولوجيا بأنها الطريقة المنظمة لتصميم وتنفيذ وتقييم مجمل عملية التعلم والتعليم فيما يتعلق بالأهداف المحددة والمعتمدة على البحث ....

أما ريسر وديمسي (2002) وفي مجمل استعراضهما لتكنولوجيا التعليم فيشيران إلى أن الغرض من هذه التكنولوجيا هو فهم الطريقة التي يتعلم بها الأفراد وكيفية تصميم أنظمة ومواد تعليمية لتسهيل عملية التعلم. وكذلك استخدام التكنولوجيا المناسبة للمساعدة في تصميم وتوصيل التعليم. ويخلصان القول إلى أن تكنولوجيا التعليم تمثل اليوم الحل للمشاكل المتعلقة في التعليم فهي تساعد في فهم المشاكل المتعلقة بالأداء وكذلك إيجاد تصميم الحلول لهذه المشاكل. فأحيانا يكون الحل يتعلق بعملية التدريس واحيانا أخرى يتعلق بأمور غير تدريسية.

[glint]أما تكنولوجيا التدريس والتي أصبح من المألوف تسميتها بـ " تكنولوجيا التعليم" في بعض المصادر والمراجع العربية فتتمحور حول الأدوات والوسائل والوسائط التكنولوجية التي تستخدم في عمليتي التعليم والتعلم والتي من شأنها المساهمة في جعل العمليتين أكثر فاعلية من خلال تحقيق أهداف عملية التعلم. إن التكنولوجيا المستخدمة في التدريس يقتصر استخدامها على المعلم فقط أو يستخدمها المتعلم بإشراف هذا المعلم. فعندما يقوم المعلم باستخدام جهاز العرض العلوي لعرض بعض الشفافيات على متعلميه وكذلك عندما يقوم بعملية التعليم مستخدما مجسما فإن مثل هذه التكنولوجيا تقع ضمن تكنولوجيا التدريس. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل هناك تكنولوجيا يستخدمها المتعلم بمفرده دون ضرورة لوجود المعلم كليا أو جزئيا؟ بالتأكيد هناك العديد من أنواع التكنولوجيا التي يتعامل معها المتعلم في تعلّمه دون الحاجة لوجود المعلم بشكل مباشر. فعندما يستخدم المتعلم شريط تسجيل أو قاموس إلكتروني مثلا فهذه ليست تكنولوجيا تدريس وإنما تكنولوجيا تعلم. من هنا نجد أنه لا بد من استخدام مصطلح يشمل تكنولوجيا التعلّم وتكنولوجيا التدريس معا.[/glint]
بناء على ما تقدم يمكننا استنتاج التعريف التالي لتكنولوجيا التعليم وكما يلي:

تكنولوجيا التعليم عبارة عن عملية متكاملة تشمل الأفراد والإجراءات والأفكار والأجهزة والمؤسسات لتحليل المشاكل التي تتعلق بعمليات التعلم والتعليم وتخطيط وتنفيذ وتقييم وإدارة الحلول لهذه المشاكل. تتمحور هذه الحلول حول مصادر التعلم التي يتم تصميمها أو اختيارها وتنفيذها لتحقيق التعلم الذي من شأنه إيصال المتعلم إلى الهدف أو الأهداف المتوخاة من عملية تعلمه.

أما بالنسبة للأدوات والوسائل والوسائط التكنولوجية التي تستخدم في عمليتي التعليم (التدريس) والتعلم معا ومن أجل الحد من الإلتباس القائم في المراجع والتي تارة ما تلجأ إلى تسميتها وسائل التعليم وتارة اخرى الوسائل السمعية/البصرية وثالثة وسائل الإيضاح واخرى تكنولوجيا التعليم وغيرها من التسميات فنقترح تسميتها تكنولوجيا الاتصال التعليمي. وعليه يكون تعريفنا لتكنولوجيا الاتصال التعليمي كما يلي:

جميع الأجهزة والوسائل والبرمجيات والوسائط التكنولوجية الرقمية والغير رقمية التي اجتهد المعلم في دمجها في عملية التعليم أو التي حددها التصميم التعليمي لتشكل جزءا من طرائق التدريس لتساعد المعلم في عملية التعليم وكذلك المتعلم في عملية التعلم.





رد مع اقتباس رد مع اقتباس








رقم #8
كاتب الموضوع : عالمة المستقبل
بتاريخ : 19-Feb-2010 الس