النشاط الزائد عند الاطفال

**مفهوم النشاط الزائد :

إن النشاط الزائد من أهم المشكلات السلوكية التي تنتشر بين الأطفال في المدرسة
وينتشر بين أطفال المرحلة الابتدائية , وان أطفال الصفوف الأولى من هذه
المرحلة هم الأكثر معاناة لهذه الظاهرة، ويعرف النشاط الزائد بأنه حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي أو المقبول ويمكن معرفة ذلك من خلال رقابة الطفل ومقارنة درجة نشاطه الإرادي وغير الإرادي عما هي لدى مجموعة أطفال آخرين من الجنس نفسه وكذلك بالمقارنة مع سلوك الطفل النشط الذي تتسم فعالياتها بأنها هادفة ومنتجة، فهو ليس مجرد زيادة في مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة جداً بحيث أن الطفل لا يستطيع أن يجلس بهدوء إلا بصعوبة شديدة جدًا. حيث يعتبر هو اضطراب شائع وتزيد نسبة انتشاره لدى الذكور بمعدل ثلاثة أضعاف عنه لدى الإناث، وهو كذلك عباره عن حالة طبية مرضية أطلق عليها في العقود القليلة الماضية عدة تسميات منها متلازمة النشاط الزائد، التلف الدماغي البسيط، وغير ذلك، وهو ليس زيادة بسيطة في مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة جداً بحيث أن الطفل لا يستطيع أن يجلس بهدوء في غرفة الصف ..

** ومن اهم خصائص الاطفال الذين يعانون من النشاط الزائد:

1- عدم الجلوس بهدوء والتحرك باستمرار
2- تهور
3- ملل مستمر
4- تغير المزاج بسرعة
5- سرعة الانفعال
6- التأخر اللغوي
7- الشعور بالإحباط
8- عدم القدرة علي التركيز
9- إزعاج الآخرين بشكل متكرر
10- التوقف عن تأدية المهمة قبل إنهائها بشكل مرض.


**مظــاهرالنشاط الزائد :

يتميز الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد بـ:

-1 النشاط المفرط والحركة المستمرة الدائمة بصورة عشوائية.

-2 يتحرك دون هدف محدد وكأنه في حالة إثارة دائمة.

3 -لا يُتم ما يقوم به من أعمال، ففي أثناء قيامه بعمل ما يجذبه عمل آخر، وهكذا ينتقل من عمل إلى آخر دون إتمام الأول.

-4 قصر مدة ومدى الانتباه لديه، فلا يمكنه التركيز في شئ واحد لوقت طويل أو التركيز في أكثر من شئ في وقت واحد.

5-كثير الكلام، وكثير المقاطعة لمن يتحدث إليه.

-6 سريع الانفعال.

7 -كثير النسيان.

8 -يتعجل في الرد على السؤال الذي يوجه إليه قبل أن يتم السائل سؤاله.

9 -يمثل مصدر إزعاج للآخرين بشكل متكرر.

أعراض النشاط الزائد عند الأطفال:

-الفشل في التركيز الكامل للتفاصيل.
-صعوبة في الانتباه المستمر أثناء اللعب والقيام بتنفيذ الأعمال.
-يبدو غالبا أنه لا يسمع عندما يتم التحدث إليه مباشرة.
-لا يتبع التعليمات ويفشل في إنهاء الأعمال المدرسية والواجبات.
-صعوبة تنظيم المهام والنشاطات.
-يتجنب ويكره المشاركة في المهام التي تتطلب جهدا عقليا متصلا.
-عادة ما يفقد الأشياء الضرورية (كالاغراض المدرسية والأجهزة).
-من السهل تشتيت انتباهه بالمثيرات الخارجية.
-كثير النسيان للنشاطات اليومية.
-يظهر التململ بواسطة اليدين أو القدم أو تحريك المقعد.
-يترك مقعده عادة في الفصل عندما يكون بقاؤه متوقعا.
-يجري ويقفز بشكل كبير في المواقف التي تكون فيها تلك الأفعال غير ملائمة.
-دائم الحركة كما لو كان مدفوعا بواسطة آلة أو ماكينة.
-يتكلم ويثرثر كثيرا.
المضاعفات المصاحبة للنشاط الزائد
-انخفاض القدرة على تحمل الإحباط.
-النزوع إلى السيطرة والعناد.
-الإلحاح المتكرر على الطلبات.
-التقلبات المزاجية.
-السلوكيات الفوضوية.
-اضطرابات في التواصل مع الآخرين.
-انخفاض تقدير الذات.
-انخفاض الإنجاز المدرسي.
-صعوبات التعلم.
-ضعف المشاركة في الأعمال المنزلية.
-ضعف التوافق الاجتماعي والأسري.
-انخفاض الإحساس بالمسؤولية.


**أنواع النشاط الزائد :

ويميز البعض بين النشاط الزائد الحركي والنشاط الزائد الحسي، ففي حين يشير النوع الأول إلى زيادة مستوى الحركة بينما يشير النوع الثاني إلى عدم الانتباه والتهور. وقد يحدث كلا النوعين من النشاط الزائد معاً وقد يحدث احدهما دون الآخر، وبغض النظر عن ذلك فإن كلا النوعين يؤثران سلبياً على قدرة الطفل حيث انه سيعاني من مشكلات سلوكية واجتماعية في المراحل اللاحقة.








**أسباب النشاط الزائد :

1 ـ تعتبر العوامل الوراثية أحد أسباب ظهور النشاط الزائد للأطفال منذ ولادتهم.

2 ـ وجود خلل وظيفي في الدماغ يعتقد بأنه المسبب للحركات الكثيرة غير الهادفة.

3 ـ قد يحدث النشاط الزائد أيضاً نتيجة لصدمات على الرأس أو التسمم.

4 ـ للظروف البيئية المحيطة دور هام في تشجيع أو تخفيض مستوى سلوك النشاط الزائد.



**آثـــــــــار النشاط الزائد :

لها تأثير سلبي على الناحية :
- الجسمية: حيث يحدث تدهور عام للصحة..ويصبح عرضة للأمراض, وللتعرض للحوادث بسبب الاندفاع, كما لوحظ انخفاض كفاءة السمع والبصر لديهم دون التعرض لأمراض عضوية.
- على النمو الاجتماعي : نقص في المهارات الاجتماعية , واضطراب في العلاقات الشخصية .
- على النمو الانفعالي: أن نسبة 75% من الأطفال المصابين بالنشاط الزائد ..يعانون من الاكتئاب والإحباط وانخفاض مفهوم الذات.
- على المهارات التعليمية: حيث أن لديهم صعوبات تعلم ويعانون من مشكلات تعليمية كثيرة .



**أساليب التعامل مع الظاهرة :

1 ـ تهيئة بيئة صحيحة للطفل: أوضحت الدراسات أن الحالة الجسمية والعقلية للأم الحامل لها تأثير على مستوى نشاط الطفل وقدرته على التركيز فيما بعد، وتبين أن الإصابة بالأمراض أثناء الحمل أو تعاطي العقاقير أو التعرض للتوتر والقلق الشديد لفترات طويلة ترتبط كلها بالنشاط الزائد للطفل في السنوات الأولى من العمر.

2ـ تعليم الطفل نشاطات هادفة: وذلك من خلال تعزيز الطفل إيجابياً في نشاطاته الهادفة، فالانتباه والثناء على أي إنجاز يحققه الرضيع أو الطفل في سنواته الأولى سوف يقوي السلوك الفعال لديه. وفي الوقت نفسه فإن الآباء والإخوة يمثلون نماذج للقدرة على التركيز وإتمام المهمات.

3ـ التعزيز اللفظي للسلوك المناسب: يجب أن يحرص الأبوان على إبراز أي سلوك منتج يقوم به الطفل وإسماعه عند قيامه بعمل جيد الكلمات التشجيعية كأن يقولا له (رائع ... لقد أنهيت العمل بنجاح) ويمكن تحديد الأهداف اليومية للطفل وامتداح أي جهد يبذله لتحقيق هذه الأهداف. ويمكن إخبار الطفل بالتحسن الذي أحرز فيما يتعلق بالهدوء والنشاط الهادف.

4 ـ الاتفاقيات: أي الاتفاق على تقديم مكافآت في مقابل السلوك المرغوب الذي يسلكه الطفل فإذا نفذ شيئاً تريده أنت أن يفعله فإن له بعد ذلك أن يقوم بعمل شيء يرغب هو في القيام به ويجب أن يكون التعزيز متكرراً وبمقادير صغيرة وفورياً على أن يعطى في مقابل تنفيذ المطلوب وليس لمجرد الطاعة.

5 ـ تزويد الطفل بنظام من التعليمات: يجب أن يعرف الطفل بوضوح ما المتوقع منه ويجب على الآباء أن يقوموا بوصف السلوك المناسب بكل وضوح ودون غضب أو انفعال. كأن يقولا للطفل (تنقلك من شيء إلى آخر سوف يمنعك من إتمام هذه الصورة الجميلة)

6- التعزيز الموجب: إن استخدام التعزيز الموجب هو طريقة محسوسة لتوضيح ماهية السلوك المتوقع من الطفل وثبات أسلوب الأبوين وإمكانية التنبؤ به يعطي الطفل شعوراً بالأمن والهدوء، فقبل الدخول إلى متجر مثلاً قد يقول الأب لطفله: "سوف يكون هناك ضجيج كثير وأناس كثيرون ولكن يمكنك أن تبقى معي وسوف تشعر بالهدوء وأعلم أنه لا يسمح للأطفال بلمس أي شيء وبإمكانك أن تحمل هذه اللعبة" أما في البيت فيمكن التقليل من المشتتات بمساعدة الطفل على ترتيب غرفته. وفي المكتب يجب إبعاد الأشياء غير الضرورية والتي تبعث على التشتت.

7ـ تنمية القدرة على ضبط الذات: تعتبر طريقة التحدث مع النفس واحدة من أقوى الطرق المتاحة حيث يعلم الطفل أن يوجه سلوكه عن طريق التحدث إلى نفسه فبدل أن يتحرك على غير هدى عليه أن يخبر نفسه ماذا يجب أن يفعل وذلك بصوت مرتفع أولاً ثم بصمت فيما بعد. كأن يقول لنفسه: (أريد أن أنهي هذه لذا يجب علي أن أنتبه وسوف ألعب فيما بعد). كما يمكن تذكيره بأن عليه أن يقول لنفسه "قف وفكر" ومن الضروري أن يقوم الأهل بملاحظة قدرة الطفل الفعلية على الهدوء والانخراط في نشاط هادف على أن يتبع ذلك ثناء لفظي مثل "هذا رائع” لقد استطعت تهدئة نفسك.

8-التعلم بالنموذج: وهو من الأساليب الهامة في علاج السلوك،,والمقصود به تقديم نموذج توضيحي للسلوك المرغوب بطريقة صحيحة ويتم جذب
انتباه الطفل لمتابعة الأداء , ثم يطلب منه أن يحتذيه .

9- العلاج الغذائي: وذلك بمنع الأطعمة التي تزيد من النشاط لدى الطفل مثل الحلوى التي تزيد الطاقة لديهم.

10- العلاج السلوكي : ويعتمد على مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى زيادة معدل ممارسة السلوك المرغوب فيه, أو تعليمه سلوكاً جديداً , أو خفض معدل ممارسته لسلوك غير مرغوب فيه. والعلاج السلوكي هو انجح أسلوب في علاج النشاط الزائد لدى الأطفال .


المراجع:

1-اليوسفي،مشيرة عبد الحميد :النشاط الزائد لدى الأطفال،الأسباب وبرامج الخفض ،2005م، دار الفكر العربي.

2-شعيب،علي محمود :النشاط الحركي الزائد لدى الأطفال:الأسباب والعلاج، ،الطبعة الثانية،2003م.
http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=14423