تصميم مقررات للتعليم الإلكترونى قابلة للإستعمال وذاتية التنقل

أ . د / فاطمة الزهراء ابو شادي

مقدمة:

من أهم المواصفات التى يجب أن يتصف بها المقرر الإلكترونى هى أن يكون قابل للإستعمال كما يطلق عليه usable وذاتي التنقل أو التطو self-paced . وقد وجدت إنه من المفيد أن اتناول فى كلمتى أحسن الممارسات لتحسين قابلية الإستعمال والتى يمكن تطبيقها من قبل أى مصمم يطلب منه تصميم مقرر إلكترونى أو خبير لمحتوى المقرر وهو لايحتاج إلى معرفة سابقة لإستخدام هذه التقنيات.وتطبيق الإرشادات الموجودة فى هذا البحث سوف يقلل من إحتمال أن يفشل المتعلمين أو أن يضلوا الطريق لإكمال المقرر أو أن يملوا من الإستمرار فيه.فهذا يساعد أثناء الدورة الكاملة لتطوير المقررات الإلكترونية كما نشـير فى هذا المقال إلى استراتيجيات هندسة قابلية الإستعمال والتى يمكن استخدامها بواسطة مصممى المقرر وأيضا المعلومات اللازمة عن قابلية الإستعمال لإتمام المقررات.



ما هى قابلية الاستعمال؟



قابلية الإستعمال تقيس مدى سـرعة إجادة المستخدم عند التعامل مع المنتج أو المنظومة-سواء كان موقع إلكترونى، تطبيقات لبرمجيات، أو أى جهاز يتعامل مع مستخدم.

وبالطبع فإن قابلية الإستعمال ترجع إلى مدى قابلية المستخدمين للتعلم و مدى قناعتهم أثناء استخدام المنتج لتحقيق أهدافهم ومدى رضاهم عن هذه العملية. وقابلية الإستعمال كما تم تعريفها من قبل جوزيف دوماس وجانيس ريديش[3-1] تعنى أن الأشخاص الذين يستخدمون المنتج يمكن أن يستخدموه بسرعة وبسهولة لإتمام أعمالهم.ويمكن لقابلية الإستعمال أن تأخذ فى الإعتبار أيضا عوامل أخرى مثل التكلفة والفائدة.وللتبسيط فإن قابلية الإستعمال هى مدى السهولة التى يجدها المستخدم لإتمام عمل ما.وهى بإختصار: أن أجد ماأحتاج إليه وأن أفهم ما أجده وأن أستعمله بسهولة. فمثلا عندما يكون المطلوب تقييم قابلية الإستعمال لخاصية دفع الفواتير من خلال الموقع الإلكترونى لبنكيمكن أن تسأل هذه الأسئلة:

هل يمكن للعميل أن يحدد الرابط المختص بدفع الفاتورة بسهولة؟

كم من الوقت يستغرق العميل لكى يقوم بدفع الفاتورة؟

كم مرة يتعثر العميل أو كم مرة يفشل قبل أن تتم عملية دفع الفاتورة بالكامل؟

ما هو إحتمال أن يخطىء العميل أثناء عملية دفع الفاتورة؟



ويلاحظ أن جميع الإجابات على هذه الأسئلة كمية أى يمكن تحديدها كميا. فإذا أعطيت مقياس للزمن فيمكن قياس عدد الدقائق والثوانى التى ياخذها العميل بالضبط لتتم عملية دفع الفاتورة. كذلك يمكن عد عدد المرات التى يخفق فيها العميل فى دفع الفاتورة ولايستكمل العملية.





ماذا تقيس قابلية الاستعمال؟



من المهم معرفة أن قابلية الإستعمال ليست صفة مفردة للمنتج البرمجى.فقابلية الإستعمال هى مجموعة من العوامل تشمل:



سهولة التعلم –فهى تقيس مدى سرعة تعلم استعمال هذا المنتج

(حتى وإن لم ير المسـتخدم المنتج من قبل)أن يتم عمله.كفاءة الإستعمال-فإذا كان المستخدم سبق تعلمه لاستخدام المنتج، فما مدى سرعة أن يتم العمل.إمكانية التذكر-إذا كان المستخدم قد استعمل المنتج من قبل فهل يستطيع أن يتذكر أن يستخدمه فى المرة التالية بكفاءة أو إنه يحتاج إلى البدء فى التعلم ثانية؟

تكرار الخطأ ومدى فداحته-ما عدد الأخطاء التى يعملها المستخدم أثناء استخدام المنتج وما مدى خطورة هذه الأخطاء وكيف يمكن خروج المستخدم من هذه الأخطاء والتغلب عليها.

الرضا الشخصى- مدى رضا المستخدم عن استخدام هذا المنتج.





ما أهمية قابلية الاستعمال؟



توجد ملايين المواقع الإلكترونية التى توفر للمستخدم المعلومات، الخدمات، والتسلية.ولكن العديد من هذه المواقع تكون صعبة الإستعمال ولا تعمل بكفاءة أو لاتجذب أو تبقى على المستخدم.ولكن بإتباع قواعد هندسة قابلية الإستعمال فإن مقدرات الناس على إيجاد المعلومات ورضاهم عن المواقع الإلكترونية يزداد ويتحسن تدريجيا.وخبرة السـنوات السـابقة فى هندسة البرمجيات أثبتت إنه من الأرخص ان يتم تغيير المنتج مبكرا أثناء عملية التطوير عن تغييره مؤخرا.وقد تتكلف عملية حل مشاكل قابلية الإستعمال لأى منتج أثناء مرحلة التطوير10 مرات قدر حلها فى آخر مراحل التصميم وأن يتكلف حلها بعد إنزال المنتج للسوق 100 قدر حلها فى مرحلة التصميم [4].وإذا سألنا ماهى فوائد أن تكون المنظومة قابلة للإستعمال؟ نجد الإجابة إنها أولا توفر التكلفة والمال لأنها تساعد فى زيادة الإنتاجية، زيادة رضا المستخدم، زيادة المبيعات، توفر الوقت والتكلفة أثناء تطوير المنتج أو المقرر، توفر أيضامن تكاليف الصيانة، وتقلل من تكلفة التدريب على استخدام المنتج.ولتدعيم هذه الإجابة فإن 63%من مشاريع البرمجيات تزيد ميزانيتها على الميزانية المقدرة لها وهذا يعزو إلى للأسباب التى تنشأ عن عدم رؤية مشاكل قابلية الإستعمال[5]كما أن 80%من تكاليف الصيانة ترجع إلى عدم معرفة إحتياجات المستخدم و 20%ترجع إلى مشاكل الإعتمادية أو وجود أخطاء.



مقاييس قابلية الإستعمال



نعم يمكن قياس قابلية الإستعمال وهناك عدد من المقاييس متوفر لتساعد فى قياس التحسين الذى يتم فى تطوير التصميم مثل:الفاعلية،كفاءة أكثر للمستخدمين، سـهولة التعلم، رضا المستخدمين، المقدرة على التذكر، وتكرار الخطأ وخطورته.والثلاث عوامل الأكثر شيوعا فى أى إختبار لقابلية الإستعمال هى: الفاعلية، الكفاءة والرضا.



البيانات اللازمة لقياس قابلية الإستعمال



يوجد نوعان من القياسات التى يمكن استخدامها أثناء إختبار قابلية الإستعمال. وهى:

بيانات الأداء (مايحدث فعلا)

بيانات التفضيل (مايظنه المشاركون)

وعادة يتم الإعتماد على بيانات الأداء أكثر من بيانات التفضيل.

وبيانات الأداء التى عادة يتم تجميعها تشمل:

معدل إتمام العمل بنجاح ويقيس الفاعلية بمعنى هل بإمكان المستخدمين أن يجدوا المعلومات وينتهوا من العمل؟

زمن إتمام العمل ويقيس الكفاءة أى هل تمكن المستخدمون من إتمام العمل بسرعة.

عدد الصفحات للمواقع التى تم فتحها ويقيس الكفاءة أى عدد الصفحات التى يمكن للمستخدم أن يفتحها قبل أن ينجح فى إيجاد المعلومات على الموقع.ونسبة الصفحات التى تم فتحها بالنسبة للصفحات المحتاج إليها لإيجاد المعلومات؟

تحليل المسار ويقيس الفاعلية أى ما مقدرة المستخدمين على إختيار المسار الصحيح لإيجاد المعلومات؟ ويقيس أيضا الكفاءة أى إحتمال أن يتوه المستخدم فى الموقع.وكم مرة يحتاج المستخدم أن يضغط على مفتاح الرجوع.

أما بيانات التفضيل التى يمكن تجميعها فهى:

الرضا الشخصى ويقيس مدى استمتاع المستخدم بالموقع.

تعليقات المستخدم ويقيس إذا كان المستخدم يمل أو يضجر من الموقع.

معدلات التفضيل وتقيس هل يفضل المتخدم تصميما بعينه؟

فإذا ما تم تجميع تلك البيانات فإنه يمكن استخدامها لتقييم قابلية الإستعمال للموقع الإلكترونى أو المقرر الإلكترونى الذى قمت بتصميمه وتسجيل التوصيات لتحسينه.





لماذا نهتم بهندسة قابلية الإستعمال في تصميم المقرر الإلكتروني؟



أحد أهم الأهداف لهندسة قابلية الإستعمال هو زيادة إحتمال وصول المستخدم إلى هدفه لإستخدام البرمجيات.(مثل دفع الفاتورة أو التعلم من خلال مقرر إلكترونى) فإذا إعتقدنا أن إكمال المقرر أو النجاح فى إختبار إلكترونى ماهى إلا أعمال يمكن للمتعلمين لمقرر ما أن يفهموها فإنه من السهل أن تعرف أين تقع هندسة قابلية الإستعمال ومدى أهميتها.فالبرمجة الخاصة بالمقرر الإلكترونى التى لاتأخذ هندسة قابلية الإستعمال فى الإعتبار يمكن أن تسبب للمتعلمين تحديات للتعلم بالإضافة إلى صعوبة محتوى المقرر.حيث يتم فى هذه الحالة جذب إهتمام الطلاب إلى تعلم كيفية استخدام البرمجيات الخاصة بالمقرر بدلا من الإهتمام بالمادة العلمية فى المقرر.فقابلية الإستعمال الضعيفة يمكن أن يكون لها مردود سلبى على كمية الوقت اللازم للإنتهاء من دراسة المقرر والدرجات التى يحصل عليها الطالب فى الإمتحان.







المراجع



[1] Sauro, Jeff and Dumas, Joseph S. (2009): Comparison of three one-question, post-task usability questionnaires. In: Proceedings of ACM CHI 2009 Conference on Human Factors in Computing Systems 2009. pp. 1599-1608.

[2] Molich, Rolf and Dumas, Joseph S. (2008): Comparative usability evaluation (CUE-4). In Behaviour and Information Technology, 27 (3) pp. 263-281

[3] Joseph S. Dumas, Janice C. Redish. A Practical Guide to Usability Testing: A Practitioner’s Handbook. Amazon.com

[4] http://www.ipgems.com/present/02_Redish_10-03.pdf, June 2009

[5] Jakob Nielsen. Usability Engineering. Published by Morgan Kaufmann, San Francisco, 1994



مزيد من القراءات عن أساسيات قابلية الاستعمال



1- http://www.useit.com

2- http://www.usability.gov



3- http://stcsig.org/usability/index.html

4- http://stcsig.org/usability/resources/toolkit/toolkit.html.



5- www.usability.gov/pdfs/chapter18.pdf

6- Laurie Kantner, Techniques for Managing a Usability Test, IEEE Transactions on Professional Communication, Volume 37, Number 3, September 1994