مالمقصود بالمعلومات الصحية والمعلوماتية الصحية؟


إن مصطلح المعلومات الصحية Health Information يشمل المعلومات التي تهم المريض وكذلك العاملين في المجال الصحي وتشمل أيضًا المعلومات الخاصة بالمحافظة على المعافاة والوقاية من الأمراض ومعالجتها واتخاذ القرارات الأخرى المتصلة بالصحة والرعاية الصحية، وهي تشمل كذلك المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات حول المنتجات الصحية والخدمات الصحية وهي قد تكون في شكل نصوص مكتوبة أو مسموعة أو لقطات فيديو، وتمثل المعلومات الصحية على الإنترنت مجالا واسعًا.
أما مصطلح المعلوماتية الصحية Health Informatics فيعتبر امتدادًا لنمو المعلومات الصحية والذي يركز على الجوانب الإكلينيكية وتطبيقات التكنولوجيا في توصيل العناية الصحية ويغطي هذا المصطلح مجالات متنوعة منها معالجة الإشارات الفيزيولوجية Physiological signal Processing and medical Imaging electrocardiogram خاصة بعد تطوير القدرة على قلب البيانات التماثلية إلى الشكل الرقمي في أواسط الستينات، وتشمل كذلك الأشعة والتصوير المقطعي والموجات فوق الصوتية والتصوير الفوتوغرافي.



تطبيقات هامة للمعلوماتية الصحية:

ظهرت تطبيقات هامة في مجال المعلوماتية الصحية وهي:

(1) السجل الطبي الإلكتروني: EMR) (The electronic Medical Record وكذلك يطلق عليه اسم سجل المريض الإلكتروني والسجل الصحي الإلكتروني وتوجد حاجة لهذا السجل لتوثيق العناية الصحية للمريض.وسجل المريض يتألف من بيانات أساسية في أول السجل، يتبعها هيكلية تسمى (SOAP) لكل مشكلة، وهذا السجل يتضمن ثلاثة أقسام
(1) بيانات المصدر (المقابلة – التاريخ الفحص الإكلينيكي... إلخ)
(2) التشخيص
(3) العلاج
وترتب المداخل ضمن كل قسم ترتيبًا زمنيًا
إن الدافع الرئيسي لتطوير هذا السجل استند على أربعة أهداف:



1. دعم رعاية المريض وتطوير جودة الرعاية. 2. تعزيز إنتاجية العاملين في الرعاية الصحية. 3. دعم البحث في مجال خدمات الصحة والرعاية. 4. تقليص النفقات الإدارية.

(2) معالجة الإشارات الفيزيولوجية والتطوير الطبي:

Physiological signal processing and Medical imaging واحدة من التطبيقات المبكرة والأكثر نجاحًا هو electrocardiogram هذا التطبيق فقد أصبح وبشكل متزايد ذي قيمة كبيرة عندما تم تطوير القدرة على قلب البيانات التماثلية إلى الشكل الرقمي في أواسط الستينات والتحول إلى المعالجة الرقمية للإشارات الفيزيولوجية، فالإشارات الرقمية يمكن أن تخزن بسهولة وتعرض عند الحاجة، وتشمل الأشعة، التصوير المقطعي Tomography، الموجات فوق الصوتية، والتصوير الفوتوغرافي ومع معالجة الإشارات الفيزيولوجية طورت عملية التصوير الرقمي نوعية الصورة مما يسمح بتحليل وترجمة أكثر، ويمكن أيضاً أن تحول الصور عند الحاجة إليها بواسطة شبكات الاتصالات، مما يسمح لمجهزي الصحة للإفادة منها في تشخيصات المريض وعلاجه.

(3) نظم المعلومات الصحية Health Information System:
نظام المعلومات الصحية تتضمن: قبول / نقل البيانات (ADT) النظم المالية استمارات أمر الدخول (أوامر الإجراءات والاختبارات والخدمات) تقرير النتائج، نظم دعم المعلومات (مثل الأشعة، المختبر، الصيدلية) نظم التوثيق (السجل الطبي الإلكتروني) النظم الإدارية، ونظم العمليات فهي تتمحور حول الوظائف الإدارية، وعندما طورت نظم المعلومات الصحية للمرة الأولى فإن مجهزي العناية الصحية لم يتدخلوا في إدخال البيانات ولكن مستوى آخر من العاملين أدخل البيانات في وقت متأخر. وهذا التحول بدأ في التسعينات، حيث بدأ الأطباء والممرضات وغيرهم بإدخال البيانات بأنفسهم، وهذا أصبح ممكنًا بواسطة التقدم في التكنولوجيا مثل المساعدات الرقمية الشخصية، والتكنولوجيا اللاسلكية وتطبيقات البرمجيات وهذا يعكس تبدل رئيسي في البيئة التنظيمية لنظام المعلومات الصحية.
وتتألف نظم المعلومات الصحية من أربع مكونات رئيسية وهي:
(1) عنصر البيانات: المعلومات – المعرفة: وتتألف من برمجيات المعلومات وهي الحجر الأساس في بناء النظام وتنظيم العلاقات المتداخلة بين البيانات.
(2) عنصر الماديات: البرمجيات والشبكة تقرر فعالية وكفاءة النظام والتكنولوجيا الجديدة والتي يظهر لها تأثير رئيسي في هذا المجال.
(3) عنصر عملية تطبيق العملية، المهمة تعكس طبيعة متداخلة الاختصاصات لنظام المعلومات الصحية، وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإرسال الخدمات الصحية.
(4) عنصر المستخدم – الإدارة – وتتألف من معمارية السيطرة وهي تمثل وظيفة حرجة من حيث تحقيقها للمخرج المناسب للعناصر الثلاث الأخرى.

(4) الخدمات الصحية عن بعد Telehealth:
ويعني توفير المعلومات والخدمات لمجهزي العناية الصحية والمستهلكين (المرضى) عن بعد، وقد اشتمل على استخدام التليفونات بين كل من متخصصي الصحة والمريض إلا أن الاهتمام بالصحة عن بعد تم التوسع فيه في التسعينات.
وتطبيقات الخدمات الصحة عن بعد متعددة ومتنوعة تشتمل على ماله علاقة بالعمل الإكلينيكي 32% ثقافي والباقي يتعلق بالتكنولوجيا والمجالات الإدارية.
التطبيقات الإكلينيكية تتضمن رؤية المريض، التقييم التشخيصي، ونقل الصور، خدمات المناطق الريفية وخدمات الطوارئ وكذلك خدمات الصحة المدرسية حيث يمكن للممرضات في المدارس استشارة الأطباء حسب الحاجة، والخدمات الصحية اللاسلكية المنزلية والتي تتضمن أخذ قياسات بايومترية مثل: دقات القلب، وضغط الدم، مجموعات المرضى الخاصة مثل مرض السكر أو نساء ذوات الحمل المهدد.

(5) الصحة على الإنترنت Health on the Internt
إن الإنترنت هي أكبر شبكة كمبيوتر في العالم وتصل بين ملايين الحواسيب، والنمو الدراماتيكي للإنترنت قد جلب عالم جديد من المعلومات لكل من متخصصي الصحة ومستهلكي الصحة في الوصول إلى المعلومات الصحية حيث يتوفر سلسة عريضة من المواقع الصحية ومن خلال هذه المواقع الصحية على الإنترنت يمكن للمستفيد الوصول إلى أخبار الصحة، ومعلومات عن الأمراض، وبالإمكان أيضًا المساهمة في مجموعات المناقشة والدعم أو حتى شراء المنتجات الصحية.
وقد ساهمت المكتبة الطبية الوطنية الأمريكية U.S.A national libray of medicine بدور هام في توفير المعلومات الطبية والصحية على الإنترنت وذلك من خلال إتاحة قواعد البيانات الكبيرة لمجهزي الصحة وكذلك المستهلكين بالإضافة إلى ذلك طوروا من قاعدة بيانات ميدلاين Med-line أو ما يسمى ميدلاين بلاس Medline-plus والذي يتضمن معلومات من مصادر موثوق بها عن أكثر من 700 مريض وحالة ويغطي معلومات صحية ومعلومات عن الأدوية وانسكلوبيديا طبية وقاموس بالمصطلحات الطبية والأخبار الصحية وأدلة بأسماء الأطباء والمستشفيات ومصادر أخرى مثل المكتبات المحلية والمنظمات الصحية ومواقع عالمية.

معايير المعلومات الصحية والطبية على الإنترنت:

إن الزيادة الهائلة المفاجئة على كمية المعلومات الصحية التي تتوفر عن طريق شبكة الإنترنت والأقفال المتنامي من الاختصاصيين في مجال الرعاية الطبية علي استخدام الإنترنت للحصول على المعلومات، أدى إلى زيادة في الدعاوى المثيرة للشك في أمور الصحة على الإنترنت.
وبالرغم من أن هناك قدرًا كبيرًا من المعلومات الصحية والطبية القيمة عن طريق الإنترنت إلاّ أنها تشير إلى أن كلا من اختصاصي الرعاية الصحية ومن يتلقونها جميعهم في خطر من ذلك الانتشار الواسع للمعلومات غير الدقيقة والمضللة، بل والمتوقع ضررها، لذلك أضحى لابد من الحذر عند التعامل مع الإنترنت فلابد من التعرف على مصداقية ودقة المعلومات.
لقد جرت محاولات عديدة لتعريف العوامل التي على أساسها يمكن تقييم المعلومات الصحية وكانت موضع تقصي بهدف إيجاد معايير مباشرة يمكن الاعتماد عليها في تقييم المعلومات الصحية، فمثلاً بالنسبة لـ pandolfini وآخرين اعتبروا معايير مثل (المؤلفين المذكورين، توفر مصداقية عن المؤلفين، المراجع المذكورة، الروابط ذات العلاقة بيان يتضمن نصائح عن العناية وبمستوى مهني، إعطاء تاريخ التحديث) وكان استنتاج هذه الدراسة أن الحكم على قيمة أي موارد على الويب web يجب أن يستند على التقييم المباشر للمحتوى.
ولتخفيف ذلك هناك خدمات (البوابات): التي تحاول توفير مداخل إلى المواد الأفضل مع تقديم مقترحات عن كيفية التحقق وتقييم المواد.
فالبوابات توفر الوقت والجهد وهي موجهة عمومًا لقطاع محدود ومعين من الرواد كما إن المصادر خصص لها رؤوس موضوعات أو كلمات رمزية تصف بدقة محتويات الموقع.
وهناك العديد من المواقع التي توفر إرشادات في هذا المجال منها موقع (Honf) وهو موقع رائد في توجيه الأشخاص العاديين والاختصاصيين على مجال الطب إلى مصادر موثوق بها لمعلومات الرعاية الطبية، ويمكن منه الدخول إلى بوابات المعلومات الطبية في الإنترنت وهناك ثمانية مبادئ جعلت من موقع (Honf) نموذج للسلوك الهادف منها:




ويحاول موقع (الصحة على الإنترنت – دليل العمل) أن يتطرق للموضوعات ذات العلاقة بمصداقة معلومات الإنترنت، وذلك بأن يقدم مجموعة قواعد تشمل:
المعلومات التي تعطي فقط من قبل مختصين مؤهلين فى مجال الصحة والطب وإلا فيجب إيضاح أن تلك البيانات قد أعدت من قبل شخص غير مؤهل في مجال الصحة والطب.
يجب دعم المعلومات بذكر المرجع أو المصدر قد الإمكان.
أي ادعاءات بخصوص الفوائد أو تأثير ذلك العلاج يجب دعمه بأدلة متوازنة.
يجب توضيح عناوين للاتصال بصدد المزيد من المعلومات.
مصادر التمويل يجب أن تذكر بوضوح.
وقد قام كيم وآخرين 1999 بإجراء بحث وقد خرج كير بنقاط هامة كمعايير منها:




وبناء على هذه المبادئ قمنا بتقييم مواقع متخصصة في مجال الإعاقة السمعية ووجدنا أن أغلبها مواقع موجهة إلى المجتمعات الغربية أما المواقع العربية فهي عبارة عن منتديات كما أن بعض المواقع تفتقر إلى بعض المعايير منها المصداقية والموثوقية.

1. الصلاحيات: حيث تم إدراج كلمات توضح أن هذا المصدر غير مستند إلى مراجع طبية متخصصة. 2. المرجعية: مصدر المعلومات يكون واضحًا تمامًا. 3. التبرير: عرض الفوائد مدعومة بالأدلة المناسبة المتوازنة. 4. شفافية التأليف والإشراف: وأن يذكر مصدر تمويل الموقع 1. المحتوي (النوعية – الاعتمادية – الدقة – الشمول – العمق) . 2. التصميم والبعد الجمالي (تعريف المؤلفين، المشرفين. 3. مواكبة المعلومات وتجديدها باستمرار. 4. الصلاحية القانونية / الشهرة بالنسبة للمصدر، موثوقية المصادر التي تم الاعتماد عليها.

المعلومات الصحية - العرض والطلب:

هناك عوامل كثيرة تؤثر على كل من نوع ومقدار ما يطلب من معلومات صحية من قبل عامة الناس، والقدر الذي يتوفر من تلك المعلومات وعن الكيفية التي تجهز بها المعلومات وأسلوب تقديمها، وهذه العوامل تتركز في:




1. العوامل الديموغرافية وتحديدًا الزيادة في أعداد كبار السن، فالزيادة في عدد ونسبة السكان من فئة كبار السن قد تسبب في زيادة الحاجة إلى المعلومات الطبية. 2. المستويات التعليمية العليا والتي خلقت زيادة في قابلية عامة الناس للقراءة والتعامل مع المعلومات. 3. الراحة المتزايدة في التعامل مع التكنولوجيا.

مستقبل المعلوماتية الصحية:

إن الزيادة الناتجة عن البيانات الصحية الإلكترونية ستقود إلى تطورات مستقبلية واستخدام دور خزن البيانات، والتسريع في إيجاد مؤشر المعرفة الجديدة سيمكن من تخزين بيانات صحة المريض في (implanted) التقدم التكنولوجي في مجال التشفيرالبايومتري Biometrich encryption وهذا سيساعد على التقليل أو التخلص من قضايا الأمنية والمرتبطة بالموثوقية لبيانات المريض.