خبراء في الأمن المعلوماتي يرفعون الراية الحمراء ويحذّرون:



المنظومة المعلوماتية للجزائر غير آمنة وتعتبر هدفا سهلا للقراصنة




2011.11.19



عزيز حمدي


















أكد خبراء جزائريون مختصون في الأمن
المعلوماتي، أن المنظومة الوطنية غير آمنة، ما يمهد لـ"هواة" اختراق مواقع
المؤسسات الإستراتيجية وتغيير قواعد بياناتها الحساسة تصل خطورتها إلى
تهديد الأمن والدفاع الوطني، سيما بعد لجوء الكثير إلى استعمال أنظمة
استغلال مقرصنة، وغياب إستراتيجية وطنية للأمن المعلوماتي، والاعتماد على
الأجانب لتجهيز وصيانة الأنظمة المعلوماتية في الجزائر.




يتابع مستعملو الأنترنت في الجزائر بحذر بوادر حرب إلكترونية ظهرت
ملامحها أكثر في خمس سنوات، وسط تساؤلات عن وسائل الحماية التي أعدتها
الدولة لحماية معطياتها من حرب إلكترونية شاملة، والتي يقول بشأنها
الخبير الدولي في الأمن المعلوماتي عبد العزيز دردوري، إنها لم تستثن
مواقع الدول الأكثر تطورا كالبيت الأبيض الأمريكي و"سي أي أي" أمام غياب
تقنيات الحماية الكاملة، مؤكدا لـ"الشروق" أن الشبكة الجزائرية غير مؤمنة،
بالنظر إلى عديد الأسباب أبرزها غياب رؤية إستراتيجية مستقبلية لبناء جدار
قوي لحماية المواقع الوطنية، وسياسة "اللامبالاة" وعدم الاكتراث بالمخاطر
التي يمكنها هدم منظومة دولة بأكملها، سيما في الجانب المتعلق بالأمن
والدفاع الوطني، وكذا غياب مؤسسات جزائرية متخصصة في الأمن المعلوماتي،
لافتا النظر إلى مخاطر التجسس.
وعاد
الخبير إلى بداية ما عرف بـمسيرات السبت مطلع فيفري الماضي، حيث تعرضت
مواقع عدة هيئات رسمية لهجمات اختراق وتخريب، منها موقع التلفزيون ورئاسة
الجمهورية، موضحا أن أي اختراق تكون نتائجه مكلفة، فيكفي أن نعرف أن تسلل
"الهاكرز" لأنظمة الحاسوب لأحد البنوك لمدة زمنية قصيرة يتطلب على أقل
تقدير 24 ساعة لاكتشاف أثار التخريب، وسد الثغرات وإصلاح الأعطاب والتي
تكلف خسائر مالية وكذا تحويل واستغلال قواعد البيانات، لنحو مليون زبون،
يقول المتحدث، مبرزا أن التجسس الاقتصادي والصناعي من أخطر أهداف الاختراق
المعلوماتي، سيما على الصناعات العسكرية. ومن بين الحلول التي يراها
الخبير، نقل استضافة المواقع الجزائرية إلى مؤسسات محلية مختصة، مشيرا في
الإطار إلى أن استضافة المواقع خارج البلاد، يعرض كل الخدمات بما فيها
مضمون "الاميل" الشخصي لإطلاع زبائن مؤسسات الاستضافة، داعيا الحكومة إلى
اتخاذ إجراءات عاجلة.

أما
رئيس الجمعية الجزائرية لمموني خدمات الانترنت، علي كحلان، فيقول إن
النظام المعلوماتي في الجزائر مهدد بالاختراق، أمام عجز الحكومة على حماية
قاعدة بيانات الجزائريين بما فيها مؤسساتها الرسمية، وأبرز المتحدث خطورة
استعمال برامج استغلال مقرصنة وكذا برامح الحماية من الفيروسات، مؤكدا أن
المؤسسات الاقتصادية معرضة أكثر من غيرها للاختراق والتجسس، لهشاشتها أو
غياب برامج الحماية.

وحذر
الخبير كحلان من استضافة مواقع المؤسسات والهيئات الرسمية بالخارج، والتي
يسهل اختراقها والتجسس على مضامينها، خصوصا إذا كانت تحمل معلومات حساسة،
موضحا أن مركز "السيريست" لم يتمكن من استضافة سوى ما يقارب 1000 موقع
جزائري، منذ 17 سنة من انطلاق خدماته، نظرا لتوجه كثير من المؤسسات إلى
هيئات أجنبية بالخارج، داعيا في السياق إلى إنشاء مؤسسة متخصصة في تسيير
النظام المعلوماتي في الجزائر على شاكلة الدول المتطورة، معتبرا حماية
الأمن المعلوماتي قضية دولة.


المصدر: المنظومة المعلوماتية للجزائر غير آمنة وتعتبر هدفا سهلا للقراصنة http://www.sidiamer.com/t80620-topic#ixzz26ZZ27RQf
شبكة سيدي عامر