التدريب والممارسة: وفي هذا النمط يقوم المتعلم بالإجابة عن الأسئلة المطروحة المتعلقة بموضوع ما بعد دراسته، وبعدها يتم تقديم تغذية راجعة للمتعلم ويبقى المتعلم يعيد المحاولة حتى الوصول إلى المستوى المطلوب. وتفيد برامج التدريب والممارسة بما يلي (عياصرة، 2003):

تزويد المتعلم بالتغذية الراجعة الفورية باستمرار.

يثير الحماس والرغبة في الاستمرار في التعلم.

يعطي البرنامج المتعلم الفرصة الكافية للاستجابة بحسب سرعته وقدرته.

يتكيف البرنامج مع سرعة الطالب وقدرته بحيث يستمر في التدريب، أو يتفرغ لمراجعة المادة، أو يتوقف كما يريد.

التدريس الخصوصي: في هذا النمط يقوم الحاسوب بدور المعلم الخصوصي، حيث يتم استخدام تقنيات عرض الصوت والصورة والحركة والألوان والنص والأفلام في عرض المادة التعليمية من خلال جهاز الحاسوب، بحيث يتم عرض المادة الدراسية على شكل أطر أو شاشات، ليدرسها المتعلم، ثم يجيب عن الأسئلة التي تليها، أو التي تتخللها، وقد تتضمن بعض الأنشطة التقويمية المرتبطة باستجابات محددة، فإذا كانت الاستجابة صحيحة يحصل المتعلم على تعزيز وإلا فيطلب منه العودة إلى أطر علاجية، ثم العودة إلى الأسئلة والنشاطات(عياصرة، 2003).

حل المشكلات: وهنا يتم تدريب المتعلم على مهارة حل المشكلات من خلال الحاسوب، وذلك من خلال نوعين من البرامج: الأول يقوم على مبدأ تحديد المشكلة من قبل المتعلم وتحليلها بصورة منطقية ثم كتابة برنامج بأي لغة مناسبة من لغات الحاسوب لحل تلك المشكلة، حيث يقوم الحاسوب في إجراء المعالجات اللازمة وتزويده بالحل الصحيح. أما في النوع الثاني فيقوم المبرمجون بكتابة البرامج المستخدمة في حل المشكلات، ويترك للطالب معالجة واحد أو أكثر من المتغيرات، ويعني ذلك أنه لا يطلب من المتعلم أن يتعلم مفاهيم جديدة بل يطبق المفاهيم والخبرات السابقة لحل مشكلة تعرض عليه، وبالتالي يكتسب مهارة حل المشكلة (خصاونة، 1998).

الحوار: وهذا النمط يعد الأكثر تطورا وتقدما، فهو يقوم على التفاعل ما بين المتعلم والبرنامج التعليمي المحوسب، حيث يقوم المتعلم بطرح التساؤلات التي تدور في ذهنه، ليقوم البرنامج بالإجابة عن هذه التساؤلات، وما زال هذا البرنامج في طور التجريب، حيث يعتمد أساسا على الذكاء الاصطناعي الذي مازال أيضا في مرحلة التجريب (سعادة والسرطاوي، 2003).

3- التعلم بالحقائب التعليمية:

الحقيبة التعليمية برنامج محكم التنظيم تقترح مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية التي تساعد المتعلم في تحقيق أهداف محددة، معتمدة على مبادئ التعلم الذاتي الذي يمكّن المتعلم من التفاعل مع المادة حسب قدرته باتباع مسار معين في التعلم، ويحتوي هذا البرنامج على مواد تعليمية منظمة ومترابطة مطبوعة أو مصورة أو مسموعة.

وتعتبر الحقائب التعليمية من الاتجاهات الحديثة المستخدمة كوسيلة لتحقيق التعلم الذاتي، فهي تهدف إلى توفير وسيلة تعليمية تخدم المنهاج الدراسي، وتساهم في تطوير العملية التربوية. وقد مرت عملية تطوير الحقائب التعليمية بعدة مراحل يمكن إيجازها كما يلي(غباين،2001):

- المرحلة الأولى: صناديق الاستكشاف ( Discovery Box’s (:

وهي صناديق تتضمن مواد تعليمية مخصصة لموضوع محدد أو فكرة تتمركز جميع محتويات الصندوق حولها، وتحتوي على كتيب تعليمات، وخرائط تحليلية تبين أسهل الطرق المتبعة لتحقيق الأهداف المنشودة.

- المرحلة الثانية: وحدات التقابل ( Match Units ):

وهي صناديق تحتوي على مواد تعليمية متنوعة ومتعددة الأهداف مثل: الصور والأفلام الثابتة والمتحركة والأشرطة السمعية، والألعاب التربوية المسلية، .. الخ .

- المرحلة الثالثة- الحقائب التعليمية ( Instructional Packages ):

وهي نظام متكامل للتعلم الذاتي، يتم التركيز فيه على المتعلم، مع مراعاة الفروق الفردية، والأهداف فيها محددة سلوكيا، وتشتمل على ثلاث أنواع من الاختبارات (مدخلي، بنائي، نهائي)، وتحتوي أيضا على العديد من الوسائل والأنشطة والبدائل، بحيث يختار منها الطالب ما يناسب ميوله ورغباته، و تكمن أهمية الحقيبة التعليمية في أنها تمكن المتعلم من الممارسة العملية للخبرات والمهارات المسموعة والمرئية والحسية المناسبة، كما أنها تمكنه من الحصول على المعلومات واكتسابها، وتفسح المجال للملاحظة والتدقيق والتعامل مع المواد بشكل مباشر إلى الدرجة التي تمكنه من تحقيق الأهداف المطلوبة. ويمكن إجمال الفوائد التربوية للحقائب التعليمية بما يلي (قطامي و حمدي، 2002) :

تفسح المجال أمام المتعلمين لاختيار الأنشطة المختلفة التي ينبغي القيام بها بحرية.

تتيح الفرصة لإيجاد نوع من التفاعل النشط بين المعلم والمتعلم.

تساعد على تحقيق أهداف التعلم المحددة مسبقا والمخطط لها بعناية.

تشجع على تنمية صفتي تحمل المسؤولية واتخاذ القرار لدى المتعلمين .

يجد فيها المتعلم مجالا للتسلية والخبرة التربوية النافعة.

4- برامج الوحدات المصغرة:

تتكون هذه البرامج من وحدات محددة ومنظمة بشكل متسلسل، بحيث تعطي المتعلم الحرية في التعلم حسب سرعته الذاتية، فيتم تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة، لكل وحدة أهدافها السلوكية المحددة. ولتحديد نقطة الانطلاق المناسبة للتعلم يتم اجتياز اختبار مدخلي يتضمن معلومات مرتبطة بالتعلم الحالي، وبعد الانتهاء من تعلم الوحدة يجتاز المتعلم اختبارا تقويميا عليه اجتيازه بنجاح للانتقال إلى الوحدة التالية، أو يعيد تعلم الوحدة مرة أخرى حتى يتقنها .

5- التعلم للإتقان:

وهو مجموعة من الأفكار، والممارسات والإجراءات التعليمية المتعددة التي تهدف إلى تحسين التعليم المقدم إلى الطلبة، حتى يصل جميعهم، أو معظمهم إلى مستوى إتقان المادة التعليمية بمعيار محدد، ويرى بلوم أن طريقة التعلم للإتقان تقوم على الفكرة القائلة: إن من يتعلم أية مهمة أو موضوع ما، ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار تحليل المهمة إلى أهداف واضحة محددة، وإتاحة الوقت الكافي للطالب لتحقيق تلك الأهداف (اليونسكو،2002، 123). ويقوم التعلم للإتقان على مبادئ أهمها (غباين، 2001):

تفاوت فترة التعلم وفقا لمعدل تعلم الطالب.

يمكن لجميع الطلبة أن يتعلموا بالتساوي، إذا أتيح لهم الوقت الكافي للتعلم.

يتضمن ثلاثة أنواع من التقويم (تشخيصي، بنائي، نهائي) تشكل نسيج العملية التعليمية وجوهرها.

وهذا النوع من التعلم يسير حسب ثلاث مراحل أساسية هي (اليونسكو، 2002، 123)، (الطوبجي، 1993) :

مرحلة الإعداد: في هذه المرحلة يتم تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة، ويتم تحديد الأهداف السلوكية لكل وحدة وإعداد دليل المتعلم الذي يساعده في دراسته للوحدة مع نماذج مختلفة للاختبار النهائي، إضافة إلى اختبارات قبلية لتحديد نقطة البداية في عملية التعلم.

مرحلة التعلم الفعلي: في هذه المرحلة تتم الدراسة الفعلية للوحدة وعلى الطالب أن يتقن الوحدة اتقانا تاما، ولا يتم الانتقال إلى الوحدة التالية إلا بعد إتقان الوحدة السابقة.

مرحلة التحقق من إتقان التعلم: تهدف هذه المرحلة إلى التأكد من تحقيق كافة الأهداف المحددة مسبقا لكل وحدة دراسية، وبمحك إتقان محدد مسبقا، وتشمل التقويم الختامي لكل وحدة دراسية، والتقويم البنائي حيث يتم تصحيح الاختبار بشكل فوري، ويتم إعلام المتعلم بنتائج الأداء، وينتقل المتعلم إلى الوحدة التالية، إذا اجتاز الاختبار بنجاح حتى ينتهي من دراسة كافة الوحدات الدراسية، وتتضمن هذه المرحلة أيضا تقديم العلاج إلى المتعلم الذي أخفق في الاختبار النهائي للوحدة، إما بإعادة دراسة الوحدة مرة أخرى، أو بتزويد المتعلم بمعلومات بديلة كمشاهدة أفلام تعليمية، أو محاضرات معينة، كما تتضمن تقويما ختاميا لجميع وحدات المقرر وتزويد المتعلمين بنتائجهم بشكل فوري.