http://www14.0zz0.com/2012/11/29/15/381375370.jpg




آلفرد بينيه Alfred Binet عالم نفس وفيزيولوجي فرنسي ولد في مدينة نيس وتوفي في باريس. نال إجازة في الحقوق ثم تابع دراساته في مجال الطب وحاز إجازة في مجال العلوم الطبيعية، وقف أطروحته في الدكتوراه لدراسة النظام العصبي للأمعاء عند الحشرات. وبدأ بالكتابة والتأليف مبكراً فنشر كتابه الأول في علم النفس بعنوان «الحياة النفسية» وهو في الحادية والعشرين من عمره.

شغل بينيه منصب مدير مخبر علم النفس الفيزيولوجي في السوربون منذ 1895 حتى وفاته، وهو المخبر الذي وقف له حياته وعمل على تطويره إلى حدوده القصوى. وأسهم في تأسيس حولية علم النفس L’année Psychologique عام 1895. ويعد بينيه أيضاً المؤسس الحقيقي لعلم النفس التجريبي الفرنسي، وإضافة إلى ذلك كان أول من بادر إلى دراسة الأنشطة النفسية العليا عند الكائن الإنساني.

ويعد بينيه بحق مؤسس علم النفس القياسي Psychometrie في مجال علم النفس. ويتفق علماء النفس على أن بينيه هو أول من وضع أول رائز عملي للذكاء مقرون باسمه.

درس بينيه مؤلفات تاين Tain، وستيورات ميل[ر] Stuart Mill، وتأثر كثيراً باتجاهات نظرية التداعي Associationism في علم النفس، وكان ريبو[ر] Ribot وشاركو[ر] Charcot من أبرز الشخصيات العلمية التي أثرت في مسيرته العلمية.

وقف بينيه جلّ جهوده العلمية في مجال علم النفس المرضي Psychopathologie، وفي مجال دراسة الهيستيريا Hystérie، والتنويم المغنطيسي Hypnotisme وهي دراسات مستوحاة من شاركو، وقد قدمت هذه الدراسات في سلسلة من الكتب المنشورة أبرزها علم النفس الاستدلالي La Psychologie de Raisonnement عام 1886، ثم كتابه «أبحاث في التنويم المغنطيسي» Recherches sur L’hypnotisme، وكتب بالمشاركة مع فيري Féré كتابه «مغنطيسية الحيوان» Magnétisme Animal عام 1886، وفي النهاية يمكن الإشارة إلى كتابه «تشوهات الشخصية» Altérations de la Personalité الذي نشر في عام 1892 وهي السنة السابقة لوفاة شاركو. وصار مديراً لمخبر علم النفس الفيزيولوجي، واستطاع في أثناء عمله داخل هذا المخبر أن يؤسس بمفرده علم النفس التجريبي الفرنسي، وكانت حولية علم النفس نافذته إلى العالم الخارجي حتى وفاته 1911. ولابد هنا من الإشارة إلى كتابه الكلاسيكي الصادر بعنوان «مقدمة في علم النفس التجريبي» L’introduction à La psychologie expérimentale الذي نشر عام 1894، والذي تضمن محاولة جادة لرسم الصورة الحيّة لعلم النفس الجديد وتحديد مناهجه الأساسية والمجال الذي يدرسه هذا العلم. وفي هذا الصدد يشير بينيه إلى ريبو بوصفه الرجل الذي علمه بأن الوقت قد حان للانتقال بعلم النفس من صورته التأملية، إلى صورته الأمبيريقية العلمية، وأنه يجب مواجهة النظريات الكبرى من أجل إعطاء الأولوية والأهمية إلى الظواهر الواقعية. وفي عام 1894 نشر كتابه علم نفس كبار الرياضيين ولاعبي الشطرنج Psychologie des Grandess Calculateurs et Joueurs d‘échecs، وأعقب ذلك بكتابه «النفس والجسد» L’âme et le Corps عام 1905.
وفيما بعد شكّل علم نفس الأطفال واحداً من المجالات الحيوية لأعمال بينيه وتجسد هذا الاهتمام بتأسيسه لمخبر التربية التجريبية في مدرسة شارع كرانج أوبيل Laboratoire de la Pédagogie Expérimentale à Lécole de la Rue de la Grange aux- belles وذلك بالتعاون مع فاني Vaney، كما تجلى اهتمامه هذا بالطفولة أيضاً في كتابه الأخير الموسوم بـ «الأفكار المعاصرة حول الأطفال» Les idées modernes sur Les enfants والذي كان خاتمة أعماله في عام 1911، ويشتمل هذا الكتاب على تصورات بينيه حول التعلم والتعليم التجريبي في زمنه وينطوي على خلاصة أفكاره في مجال التربية.