مناهج البحث في علم النفس
تتعدد مناهج البحث في علم النفس حسب أنواع الظواهر التي تدرس، وحسب تخصيص الباحث والمدرسة التي ينتمي إليها، ثم حسب مدى خضوع الظاهرة المقاسة لإمكانية التحكم فيها، وتعدد المناهج لا يعنى أفضلية منهج على أخر لكن انتماء المناهج جميعاً يكون لمدى اقترابها أو ابتعادها عن المنهج العلمي.
والمنهج العلمي في دراسة الظواهر النفسية يرجع تاريخه إلى بداية نشأة أول معامل دراسة السلوك الإنساني على يد فونت 1897 في ألمانيا، ثم توالت بعد ذلك نشأة مثل هذه المعامل عبر الدول خاصة أمريكا.
و تعددت المناهج المستخدمة في دراسة الظواهر النفسية، ونذكر هنا أهمها:
1 - منهج الاستبطان، 2 - منهج الملاحظة

- 3 المنهج التجريبي - 4 المنهج الإكلينيكي.

أولاً: منهج الاستبطان.

وهو يعنى أن ينظر الإنسان داخله ليحدد ما يدور فيها، فجوهر هذا المنهج هو الملاحظة الذاتية، حيث يقوم الفرد بملاحظة ذاته، وينقسم في ذات الوقت إلى ملاحظ وملاحظ، فهو الذي يرصد ما يدور بداخله من أفكار ومشاعر وانفعالات، وهو الذي يحدثنا عنها بصدق أو بدون صدق، لذلك كانت هناك الكثير من المحاذير المرتبطة بهذا المنهج.
لكنه من الجدير بالذكر أن هذا المنهج قد لعب دوراً هاماً في البحوث والدراسات قبل ظهور المنهج العلمي، ومازال لهذا المنهج أهميته وضرورته في دراسة بعض الظواهر النفسية، كذلك كان أساساً للعديد من الأدوات والمقاييس النفسية خاصة في دراسة الشخصية وأبعادها المختلفة.

سلبيات منهج الاستبطان:
1 -لا يصلح هذا المنهج للأطفال الصغار أو بعض فئات من ذوى الحاجات الخاصة ( التخلف العقلي مثلاً ).
2 - انقسام الفرد إلى ملاحظ وملاحظ قد يصرف انتباهه عما يلاحظ داخل نفسه، أو يضعف تعبير المشاعر عن الموقف المرتب بها.
3 - لا يصلح هذا المنهج لدراسة الحيوانات لانتقاء القدرة على التعبير باللفظ.
4 - قد لا يكون الفرد صادقاً في التعبير عما يشعر به حقيقة بقصد عدم قدرته على مواجهة ذاته أو بغرص تزييف الاستجابة،

إيجابيات منهج الاستبطان:
1 - إنه من أقدم الطرق التي استخدمت في البحوث، كما اعتمدت عليه الكثير من النظريات والآراء، فشعار "اعرف نفسك" لسقراط ما هو إلا ترجمة لاستخدام هذا المنهج في معرفة الذات.
2 - قامت الكثير من الاختبارات النفسية على أساس هذا المنهج خاصة في دراسة الشخصية وقياس خصائصها وسماتها.
3 - يعتبر المنهج الوحيد لدراسة بعض الظواهر، مثل دراسة الأحلام مثلاً، فضلاً عن هذا، فإن الإجابة على غالبية الاختبارات التي تقيس الشخصية وتعتمد على استبطان الفرد لذاته، كذلك المقابلة التي تعتمد على ما يقرره الفرد عن ذاته.

ثانياً : المنهج التجريبي .

وهو منهج أقتبيس من علوم الطبيعة كالفيزياء والكيمياء والأحياء، وبدأ المنهج التجريبي يأخذ طريقه لعلم النفس منذ بدأ الاهتمام بعلم النفس كعلم يتجه إلى الأخذ بالأساليب والوسائل العلمية شأن العلوم الطبيعية.


مراحل البحث التجريبي :

1- تحديد مشكلة البحث تحديدا دقيقا : - أي تعريف المشكلة تعريفا واضحا ، وكذلك تحديد المصطلحات والمفاهيم الأساسية المرتبطة بموضوع الدراسة.

2- صياغة الفروض :- والتي تتضمن تحديدا لعلاقة مفترضة أو ممكنة بين نوعين من الوقائع والفروض عبارة عن توقعات لها أساس منطقي يعتمد على ملاحظات الباحث وإطلاعه على الظاهرة موضوع الدراسة، ولا يمكن القول بأن الفروض صحيحة وليست خاطئة بصورة مسبقة إلا بعد نتائج التجربة وهي التي تمثل الفيصل فيما إذا كانت الفرضية صحيحة أم لا .

3- التجربة :- وهي التي يقصد بها التحقق من صحة الفرضية، من خلال التحقق من وجود علاقة بين عاملين أو بين مجموعة من العوامل التي يقوم الباحث بتغييرها بالمتغيرات المستقلة أو المتغيرات التجريبية.

4- تحليل النتائج وتفسيرها:- يتم ترتيب النتائج وتحليلها إحصائيا، ثم تفسير النتائج.

ثالثاً : المنهج الإكلينيكي .

بدأ استخدام هذا المنهج في دراسة وتشخيص الاضطرابات و الأمراض النفسية ، ومظاهر الانحراف ووصف العلاج لها.

حيث أصبح هذا المنهج وسيلة جيدة للبحث النفسي لدراسة طبيعة السلوك والشخصية وصراعاتها ومحاولة فهم الصراع وعوامله والأسباب الكامنة وراءه.

أساليب المنهج الإكلينيكي.

1- المقابلة : وهي حديث بين الباحث والمفحوص يوجه فيه الباحث أسئلة معينة لجمع بيانات حول الموضوع الذي يبحثه .

2-الملاحظة: وهي وسيلة هامة من وسائل جمع البيانات، وتتميز الملاحظة بأنها تفيد في جمع بيانات

تتصل بالسلوك الفرد المبحوث.

3- الاختبارات والمقاييس النفسية. وهي من الأدوات الشخصية الأساسية ومن أمثلتها اختبارات الذكاء

والاختبارات الإسقاطية.

4- دراسة الحالة والاستبيان. دراسة السلوك الشاذ والشخصية الشاذة ،فهي تفيد في معرفة أسبابها والطرق الفنية في المقابلة الإكلينيكية وطرق العلاج .