خطوات المنهج التجريبي


اولا_الملاحظة


أول مراحل المنهج التجريبي هي الملاحظة لواقعة معينة, هذه الواقعة
متكررة بنفس الاسلواب وبنفس الشكل بحيث تمثل ظاهرة وهذه الظاهرة ام ان
تكون ايجابية اوسلبية.

واذا كانت الظاهرة ايجابية:- فنقوم بدراسة هذه الظاهرة وملاحظتها ونقوم
باجراء التجارب حتى نعرف الأسباب التي تقف وراءها ومن ثم ندعم هذه الأسباب
التي تقف وراءها حتى تستمر الظاهرة في الاتجاه الصحيح وتزدهر وتتطور وتنمو.

اما إذا كانت الظاهرة سلبية:- فإننا ندرسها ونقيم التجارب عليها حتى
يتسنى لنا معرفة أماكن القصور والضعف ومن ثم نعالج هذا القصور والضعف في
هذه الظاهرة حتى نتمكن من تلافي الاضرار الناتجة عنها. ويعرف د.محمود قاسم
الملاحظة بأنها ((المشاهدة الدقيقة لظاهرة مع الاستعانة باساليب البحث
والدراسة، التي تتلاءم مع طبيعة هذه الظاهرة))، وهو يرى ان الملاحظة تهدف
إلى الكشف عن بعض الحقائق التي يمكن استخدامها لاستنباط معرفة جديدة.
وهكذا نجد ان الاستقراء العلمى يبدأ بملاحظة الظواهر على النحو الذي تبدو
علية بصفة طبيعية.

اما التجربة : فهي ملاحظة الظاهرة بعد تعديلها كثيرا أو قليلا عن طريق
بعض الظروف المصطنعة فان الباحث في حالة الملاحظة يرقب الظاهرة التي
يدرسها دون أن يحدث فيها تغييرا أو ان يعدل الظروف التي تجرى فيها اما في
حالة التجربة فانه يوجد ظروف مصطنعة وتهيئ له دراسة الظاهرة على النحو
الذي يريده. وهناك صلة بين الملاحظة والتجربة فهما تعبران عن مرحلتين في
البحث التجريبي ولكنهما متداخلتان من الواجهة العملية فالباحث يلاحظ تم
يجرب ثم يلاحظ نتائج تجربته.

[سمات الملاحظة


لابد ان تكون الملاحظة خالية من الهوى أي من الضروري التزام النزاهة
والحيادية وعدم اقحام الميول الشخصية فيها فلابد ان نلاحظ ونجرب بغرض
الدراسة في مكتبة معينة لغرض ما يقصده الباحث. كما يجب أن تكون الملاحظة
متكاملة أي لابد ان يقوم الباحث بملاحظة كل العوامل التي قد يكون لها اثر
في أحداث الظاهرة. كذلك من الضرورى ان تكون الملاحظة أو التجربة دقيقة أي
لابد ان يحدد الباحث الظاهرة التي يدرسها ويطبقها ويعين زمانها ومكانها
ويستعمل في قياسها أدوات دقيقة ومحكمة. وكذلك لابد للباحث ان يستوثق من
سلامة أي اداة أو وسيلة قبل استخدامها.هذا

ثانيا_الفـروض


الفروض هي التوقعات والتخمينات للأسباب التي تكمن خلف الظاهرة والعوامل
التي أدت إلى بروزها وظهورها بهذا الشكل، ويعتبر الفرض نظرية لم تثبت
صحتها بعد أو هي نظرية رهن التحقيق أو هو التفسير المؤقت الذي يضعه الباحث
للتكهن بالقانون أو القوانين التي تحكم سير الظاهرة. ولذلك تكون المرحلة
التالية بعد ملاحظة الظاهرة التي تنزع إلى التكرار هي تخمين الأسباب التي
تؤدى إلى ظهور الظاهرة, وللفروض أهمية كبيرة للوصول إلى حقائق الأمور
ومعرفة الأسباب الحقيقة لها ويحب التاكيد على أن كل تجربة لاتساعد على وضع
أحد الفروض تعتبرا تجربة عقيمة، إذ انه لايمكن أن يكون أي علم لو أن
العالم اقتصر على ملاحظة الظواهر وجمع المعلومات عنها دون أن يحاول التوصل
إلى أسبابها التي توضح الظاهرة. وبالرغم من الأهمية القصوى للفروض فإن بعض
العلماء يحاربون مبدأ فرض الفروض لانها تبعد الباحث عن الحقائق الخارجية
فهي تعتمد على تخيل العلاقات بين الظواهر كما أنها تدعو إلى تحيز الباحث
ناحية الفروض التي يضعها مع اهمال بقية الفروض المحتملة, ولكن لاشك ان
للفروض أهمية قصوى في البحث فهي توجه الباحث إلى نوع الحقائق التي يبحث
عنها بدلاً من تشتت جهده دون غرض محدد, كما أنها تساعد على الكشف عن
العلاقات الثنائية بين الظواهر ويقول كلود برنار
الذي يبين أهمية الفرض ((ان الحدس عبارة عن الشعور الغامض الذي يعقب
ملاحظة الظواهر ويدعو إلى نشأة فكرة عامة يحاول الباحث بها تأويل الظواهر
قبل أن يستخدم التجارب وهذه الفكرة العامة (الفرض) هي لب المنهج التجريبي
لانها تثير التجارب والملاحظات وتحدد شروط القيام بها))
ثالثا_التجريب أو تحقيق الفروض

تعتبر
هذه المرحلة من أهم مراحل البحث فالفرض ليس له قيمة علمية مالم تثبت صحتة
موضوعا ويؤدي الفرض إلى اجراء التجارب والقيام بملاحظات جديدة للتأكد من
صدقه والتأكد من صحته ولايصح الفرض علمياً إلا بشرط ان يختبر بالرجوع إلى
التجربة لإثبات صحته ويجب ملاحظة ان الفرض الذي لم يثبت صحته هو نتيجة
مهمة جدا.