مدارس علم النفس


أولاً: المدرسة البنائية :

هي مدرسة أسسها العالم النفسي فيلهيلم فونت و التي تعرّف علم النفس بأن وظيفته هو تحليل الخبرة الشعورية أو الوعي إلى عناصره اﻷساسية من أجل معرفة العلاقة بين هذه العناصر المختلفة ،أي أن طريقة البحث هذه نفس الطريقة التي يستعملها أو الفيزيائي في فحص ماهية طبيعة مكونات الخبرة الشعورية مثل اﻷحاسيس و المشاعر و الخيالات .وهكذا ركزت المدرسة البنائية على دراسة موضوع الحس و الإدراك في مجالات البصر و الحس،و من أجل ذلك استعملوا طريقة في البحث و هي الاستبطان و التي تعني التأصل/الملاحظة الذاتية لخبرة الفرد الذاتية. و من الانتقادات الموجهة: 1. الإنسان و هو منفعل لا يستطيع أن يصف الخبرة الشعورية بصورة علمية. 2. الطلاب الذين أجريت عليهم التجارب كانوا يتدربون على هذه التجارب قبل أن تجري عليهم التجارب، مثلا كانوا يتعرضون لمثيرات سمعية (بأن نسمعهم نغمات مختلفة.

ثانياً: المدرسة السلوكية :

أسس هذه النظرية ((واطسون)) في أميريكا , وجاءت كرد على نظريات علم النفس السابقة التي كانت تعتمد على الدراسات والتفسيرات العقلية البحتة التي تفسر السلوك كــ((الغرائز - الشعور - الإرادة - التفكير)). يرى أصحاب هذه المدرسة أن موضوع علم النفس هو دراسة السلوك بالملاحظة , لذلك رفضت منهج الاستبطان الذي يعتمد على تأمل الفرد فيما يجري في شعوره وما يدور في باطنه , واعتمدت المدرسة السلوكية التجريب و استخدمت الحيوان في إجراء التجارب من أجل فهم السلوك الإنساني.

إن كل فكرة, وإرادة, واختيار ليست سلوكاً وبالتالي: ليست موضوعاً لعلم النفس.

ومما ساعد في تطور هذه المدرسة هي دراسات عالم الفسيولوجي الروسي إيفان بافلوف والذي استطاع في تجاربه أن يدرب أو يعلم الكلب على سيلان لعابه عند سماعه رنين الجرس ، إن سيكوليجية المثير والاستجابة أدت أيضا إلى ازدهار علم النفس الحيواني .


ثالثا: المدرسة الجشطالتية :
مدرسة الجشطالت من المدارس التي اهتمت بدراسة علم النفس و يعود الفضل إلى مدرسة الجشطالت في الاهتمام بدراسة قوانين الإدراك ، وتوصلت إلى قانونه الأساسي وهو أن "الكل أكبر من مجموع أجزائه " فأنت حين تقرأ كلمتي (باب)،(أب) وهما مؤلفتان من نفس الحروف فأنك لا تدركهما كحروف منفصلة وإنما كوحدات كليه، وعلى هذا الأساس أمكن التوصل إلى القوانين الأخرى للإدراك .
رابعاً: المدرسة التحليلية:


المدرسة التحليلية هي مدرسة في التحليل النفسي أسسها سيجموند فرويد وهي تفسر السلوك الإنساني تفسيراً جنسيًّا، وتجعل الجنس هو الدافع وراء كل شيء. كما أنها تعتبر القيم والعقائد حواجز وعوائق تقف أمام الإشباع الجنسي مما يورث الإنسان عقداً وأمراضاً نفسية.

الأسس النظرية للمدرسة التحليلية:
الأسس الثلاثة التي تركز عليها المدرسة التحليلية هي: الجنس – الطفولة – الكبت. فهي مفاتيح السيكولوجية الفرويدية.
كما أن المدرسة التحليلية تحدثت كثيرا عن النفس البشرية وقد قسمتها إلى ثلاثة أقسام الهو والانا والأنا الأعلى .

الهو : هي مجموعة الغرائز الموجودة داخل الإنسان من رغبات واحتياجات نفسية.

الأنا: أنه الشخصية الخاصة بالإنسان الذي يميزه عن الآخرين يميل الأنا بطبيعتها إلى تحقيق رغبات الهو لكنه بفعل المجتمع يعمل على تحقيق المقبول منها عرفا وشرعا ويحاول بقوة السيطرة على الهو.

الأنا الأعلى : هو مجموعة القيم العليا والمبادئ التي غرست في النفس من المجتمع والدين.

وهنا يحدث صراع قوى كل قوة من هذه القوى تحاول فرض سيطرتها على الأخرى وإجبارها على الخضوع لها وفي حالة سيطرة الهو تتحول النفس إلى شخصية شهوانية غليظة متخلية عن كل تقاليد و أعراف وقيم
وفي حالة سيطرة الأنا الأعلى تتحول الشخصية إلى مركب معقد غير متوازن وشخصية محرومة.
الأنا : و دوره كدور شرطي المرور أو حلال المشاكل والأزمات فدوره هنا هو ضبط دور الهو والانا الأعلى لكي يستطيع الإنسان التعايش بسلام ووقف الحرب الطاحنة بين القوى النفسية.
وهذا ما يتلاءم مع مفهوم النفس في الإسلام الذي قسم النفس إلى ثلاثة أقسام وقد سبق الإسلام بذلك فرويد ونظرياته.
فهناك النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة .
فالنفس الأمارة بالسوء هي نفسها الهو عند فرويد والنفس اللوامة هي الأنا الأعلى والنفس المطمئنة هي الأنا.