نظرية
كارل روجرز

( المتمركز حول العميل - الغير توجيهي ، أو نظرية الذات
– الروجري )
نشأته وحياته
:
ولد كارل روجرز من عام 1902 بالولايات المتحدة الأميركية
، كان يعيش مع أسرة مترابطة ومتعاونة إلى حد كبير ، كان روجرز يمتهن أكثر من وظيفة
بانتقاله مثلا من طالب في الثانية عشر من عمره ليعمل في مزرعة والده إلى عضو بارز
في الجماعة الدينية وكان يعمل في كنيسة ( كان بيكر ) لأن أصولها الدينية متشددة
تحكم عليه ليتجه إلى العمل في مجال الزراعة كمتخصص في فبعض المجالات الزراعية ثم
اتجه إلى علم النفس المقارن وقام بتحويل تخصصاته من الزراعة إلى التاريخ حتى وصل
إلى أن أخذ منحى خاص في العلاج النفسي يعرف بالمدرسة الإنسانية . عاصر في فترة
شبابه الحرب العالمية الثانية وما كان يغزوها من خوف وعدم استقرار للجنود حيث أن
هناك جنود تعرضوا لاضطرابات ما بعد الصدمة فالصدمات هنا على نوعين البعض منها
تأثيره قصير المدى والنوع الآخر طويل المدى فنظرا لوجود نظرية كنظرية روجرز التي
تهدف إلى أن العميل كائن غير موجه فهو يغير من شخصيته بنفسه ، فالإرشاد المتمركز
حول العميل هو إرشاد علاقات فالعلاقات نعني بها أنها انخراط الأفراد الذين يعانون
من مشكلات الانفعالية في علاقات مع أشخاص أكثر قدرة على تفهم المشكلات وهذا يعود
إلى سبب أن الذات الحقيقية يحدث لها تشويه وإنكار واستهانة من قبل الآخرين
وبالتالي نحن نتقمصها ونتعامل معها . ومن مؤلفات روجرز ( حينما تكون إنسانا ) ،
روجرز يرى أن العميل هو الخبير لذلك أطلق على نظريته المتمركزة حول الشخص أو
العميل لأنه يستقي من خلال الخبرات التي يطرحها للمرشد سبب مشكلته النفسية التي
يعاني منها أما المرشد فهو يقوم بمصدر الانعكاس فهي عملية غير موجهه أو توجيهية


النظرة إلى الإنسان :
كان روجرز ينظر للإنسان بالمنظار الإيجابي وأنه شخص ذو
طبيعة إيجابية يسعى في تلك الحياة إلى تحقيق ذاته من خلال شعور الآخرين تجاهه
بالحب وإعطائه المسئولية فهو شخص يستحق من المجتمع والمحيطين من حوله أن يحصل منهم
عن الحب ، فالإنسان في نظر روجرز له القدرة على تحمل المسؤولية إذا ما أوكلت إليه
ولديه القدرة في اتخاذ قراراته الخاصة به فهو شخصية لها قيم خاصة بها وتمتلكها .
وكان ينظر لهم على أنهم عقلانيين واجتماعيون وواقعيون يبحثون عن الأفضل ويسعون
لتحقيق أهدافهم وتحقيق التوازن كان يجد في من يعاني من تمركز حول ذاته فهو يحتاج
إلى جلسات علاجية .
والإرشاد غير التوجيهي يرتكز على ثلاث قوى :
1- التحليل النفسي .
2- تحليل الاتجاه السلوكي.
3- العلاج المتمركز حول العميل ) الإنساني غير التوجيهي.
الكائن العضوي :
هي محور الخبرات التي يمر بها الفرد وتلك الخبرات تكون
ضمن كل خبرة متاحة للوعي لدى العميل والمحيط الخارجي كمن يكون محبوب للآخرين فهو
يكون يحتفظ بمعلوماته ، لا يدع أحدى يكتشف هذا العالم من الخبرات الموجودة لديه
إلا من خلال التقبل العاطفي مع الآخرين ، فالشخص المتكامل عند روجرز هو من لديه
وعي وإلمام تام بالخبرة الداخلية بينه وبين ذاته وخبرة خارجية بينه وبين العالم
الخارجي .
الذات
:
الصورة التي يكونها العميل عن نفسه ، لذلك على المعالجين
المتبعين لتلك النظرية أن يكتشفوا الذات التي ينتمي لها الفرد قبل بدء العملية
العلاجية من خلال سؤال كيف ترى نفسك ؟
وللذات مفاهيم عديدة فمنهم من يرى أن الذات أنها تصور
كلي متراكم ومنظم يكون من إدراك الفرد عن ذاته وشخصيته ويكون التعبير فيها من خلال
علاقة الفرد بالآخرين . أما روجرز نفسه قد عبر عن الذات بأنها مركب كلي من المشاعر
والتأملات والتخيلات والتطلعات وما سوف يكون في المستقبل وما هي أهمية الفرد ومدى
فائدتها وكيف ستكون وكيف يمكن أن تخرج
.
وللإنسان 4 ذوات :
1- الذات الحقيقية : تتشكل في أنها مركز وقلب الذات ،
ولكن الفرد شوهها في يوم من الأيام من تشويهه للعالم الخارجي لذلك تكون غائبة عن
الفرد نفسه ويصعب استدعاؤها .
2- الذات الاجتماعية : وهي الذات التي يكونها الفرد عن
نفسه من خلال ما يراه الآخرون فيه أو من توقعاتهم تجاهه .
3- الذات المدركة : هي الذات التي يرى الفرد فيها نفسه
من خلال المعايير والقيم الاجتماعية والقبول الاجتماعي من العالم الخارجي وهذه
الذات تمثل القوة العظمى بين ذوات الآخرين .عندما يكون هناك فجوة بين الذات
المدركة والاجتماعية يكون هناك صراعات نفسية لدى الفرد .
4- الذات المثالية : وهي الأحلام والطموحات والتفضيلات
وما لدى الفرد من قدرات وإمكانيات ومعاني لتحقيقها .
الظاهراتيه
:
هي طريقة ذات تقصي فلسفي ، استخدمت كثيرا في الفلسفة
الوجودية وطورها هيرسون والتي يرى من خلالها أن المعرفة الحقيقية والفهم الصادق من
خلال وصف الطريقة التي يحتضر بها الأفراد الأشياء وهدفها يكمن في تصور شخص يمتلك
خبرة في هذه الحياة
نمو الشخصية : الطفل يولد ولديه ميلا فطريا لتحقيق ذاته
وهو ما يكون في بداية سلوكه عندما تنحصر حاجياته على إشباع حاجاته العضوية من خلال
الرضاعة والاعتماد على نفسه فيها ، فاتصال الطفل يكون في المرحلة الأساسية مع الأم
فيبدأ الفرد من خلالها بتكوين خبرات فالذات المتكونة لدى الفرد هي نتاج كما أشرنا
سابقا نتيجة تفاعله مع نفسه ومع المحيط الخارجي فالفرد هنا يكون محتاج إلى
الاعتبار الإيجابي من خلال الآخرين من محيط أسرته أو عالمه الخارجي في المجتمع
ولكن على وجه الخصوص من أسرته فهو محتاج من أسرته إلى التقبل والتعاطف والاهتمام
والرعاية والحب فعندما يشعر الفرد بأن الآخرين تقبلوه فهو بالتالي سوف يتقبل ذاته
.فالفرد لا يشبع تلك الحاجتين الرئيستين وهي تفاعله مع بيئته والمحيط الخارجي إلا
من خلال ما يعرف بشروط الأهمية وهي نظام اجتماعي رسمته لنا القيم والمعايير
الاجتماعية والأخلاقية فهي استراتيجيات يمكن أن تنمو معنا إلى مالا نهاية (وهي
حصول الفرد على الحب والمسؤولية لذلك نجد أن شروط الأهمية قد تقود الفرد لتدمير
ذاته وقد تقود لتقدمها وتفوقها
)
طبيعته الشخصية :
ومن الممكن أن ننظر للشخصية الإنسانية عند روجرز في نقاط
مهمة هي كالتالي :
1- يستجيب الإنسان لمجاله الواعي من خلال الخبرات التي
مر بها .
2- يستجيب الإنسان لخبراته التي مر بها في حياته بشكل
متكامل ومنظم .
3- عندما يمر الفرد بخبرة لا تتناسب مع تكوين ذاته
وبنائها يبدأ يتشكل التهديد والخطر له ، فلذلك يبدأ باستدعاء الحيل الدفاعية .
4- عندما يصدر سلوك من الفرد ويكون غير متسق مع ذاته فهو
سلوك لا ينتمي للفرد .
5- الفرد يسعى في نظرية روجرز لتحقيق ذاته دائما وهذا هو
هدفه الذي يسعى إليه .
6- الذات للفرد تتشكل من تفاعل الفرد مع بيئته والأشخاص
من حوله ( العالم الخارجي ) .
نمو السلوك غير المتكيف : ( سبب الاضطراب ) :
حينما تختل شروط الأهمية التي تساعد الفرد على تحقيق
ذاته ونجاحها وهي تلك الشروط التي توجد في البيئة المحيطة بالفرد والتي أصبحت
حائلا بين العميل وبين إشباع احتياجات الفرد الأساسية من حصوله على التقدير
والاحترام الإيجاب من الآخرين . لذلك حينما تختل تلك الشروط التي يريد الفرد
الحصول عليها يسعى في تشويه ذاته الحقيقية التي تحدثنا عنها سابقا من خلال تشويه
العالم الخارجي مما يولد الفرد ذات غير متطابقة واضطراب نفسي وعدم تكيف ، فنستطيع
أن نقول هنا وتأكيدا لما ذكره روجرز من خلال ما رمى به وليم جلارسر أن هوية النجاح
تولد هوية النجاح وهوية الفشل تولد هوية فشل . ونستطيع أن نلخص هذا الاضطراب الغير
سوي والذي كان سببا في حضور العميل للجلسات الإرشادية من خلا ل لنقاط التالية :
1- ظهور عدم التطابق لدى الفرد نتيجة خلل في شروط
الأهمية فالعميل هنا يستجيب لخبراته بطريقة انتقائية ويحذف الذي لا يتسق مع شروط
الأهمية وهذا ما يكون خلال تشويه العالم الخارجي فيأخذ ما يريد ويتفق مع شروط
الأهمية ويحذف مالا يتسق معها .
2- يقوم العميل بحذف الخبرات الغير متناسقة حتى لو كانت
مفيدة .
3- يكون هناك عدم تطابق بين ذات الفرد وبين الخبر التي
مر بها فيصبح عرضة للاضطراب ا لنفسي
حتى يكون هناك علاقة إرشادية ناجحة لابد من توفر النقاط
الخمس التالية :
1- لابد أن يكون هناك شخصين بينهم اتصال نفسي وهم العميل
والمعالج .
2- أن يكون العميل في حالة من عدم التطابق أو الانسجام
أو الاضطراب النفسي .
3- أن يكون المعالج متطابق ومنسجم ولا يعاني من اضطراب
نفسي .
4- يبدأ المعالج بالاختبار الإيجابي الغير مشروط لدى
العميل فيحاول أن يعطي العميل التعاطف والتقبل .
5- يبدأ المعالج بتحقيق الفهم العاطفي للحد الأدنى ولكن
بشرط أن يكون تقبل غير مشروط.



دورة التعاطف : والتي اقترحها " باريت لينارد " \
1- ميل تعاطفي : وهو يكون ميل من المرشد للعميل
بالاستماع والإصغاء والاستقبال
.
2- الرجوع التعاطفي : وهو رجوع المرشد إلى الجوانب التي
يتم التعبير فيها بشكل مباشر أو غير مباشر وهذا يكون من خلال منفذ خبرة العميل .
3- التعبير عن التعاطف : وهي أشبه ما تكون إلى إقرار
مشاعر لعميل بحيث يعبر المرشد شعوره بوعي من خبرة العميل .
4- تلقي التعاطف : وهنا يأتي دور العميل في إصغائه لحديث
المرشد
5- الاستمرار : تستمر دورة التعاطف من المعالج للعميل
إلا أن يستأنف العملي بالتعبير عن ذاته بشكل أو بآخر .
العملية العلاجية الصغرى : والتي اقترحها "فانار
سكوت " :
1- الشعور بالقيمة والقبول من قبل العميل لذاته .
2- تأكيد هوية العميل بأنه شخص ذا قيمة وأنه مهم في
المجتمع .
3- تعلم العميل القبول مشاعر الآخرين فليس من الشرط أن
يكون محبوب لدى الكل .
4- خفض العزلة .
5- يقوم المعالج بتعليم العميل كيف يثق في قدراته
وخبراته ويستطيع التواصل معها .
6- إعادة الهيكلة للخبرات المعرفية الفوضوية لدى العميل
وهي مهمة في غاية الصعوبة لأني سوف أغير بناء معرفي لدى العميل وهذا يتطلب جهد
ومهارات .
7- تيسير الاستدعاء للمعلومات التي يطرحها العميل في
الجلسة الإرشادية وتنظيمها .
هناك عدد من المراحل التي يتبعها المعالج في العملية
الإرشادية والمتبني لنظرية روجرز وهي كالتالي :
1- أخذ قائمه بالمشكلات التي يعاني منها العميل وترتب
حسب الأولوية بالنسبة للعميل .
2- يحدد المعالج موقع الإحساس الداخلي والذي يعاني منه
العميل من مشكلته .
3- يطلب المعالج من العميل أن يصف شعوره من هذه المشكلة
بكلمات أو صور تتفق معها .
4- يبدأ المعالج بفحص تلك الرموز التي وضعها العميل
مقابل الشعور الذي رسمه العميل
.
5- التوقف أو المرور بالعملية الإرشادية بحسب تفاعل
العميل مع العملية العلاجية أثناء طرح مشكلته فعندما يكون غير قادر على المواصلة
أو العطاء يؤجل المعالج الجلسة إلى جلسة قادمة .
فنيات العلاج النفسي :
1- على المعالج أن يكتشف ذات العميل أولا حتى يستطيع
التعامل مع العميل بشكل صحيح .
2- تقديم التوجيه : وهو من خلال التوجيه الموجه للعميل
وللمعالج نحو المهمة التي سوف يخوضونها فأقول للعميل عندما تشعر بأنك مستعد نفسيا
للبدء أخبرني .
3- تأكيد الانتباه : وهذا يكون من خلال تعقيب المعالج
على كلام العميل حتى يشعر العميل بانتباه المعالج لمشكلته .
4- فحص الفهم : وهو التلخيص المتكرر لمشكلة العميل التي
يتحدث عنها .
5- إعادة الصياغة : وهي إعادة ما قاله العميل بصيغة أخرى
غير التي صاغها بها ولكنها تؤدي نفس المعنى الذي رمى به العميل .
6- إقرار مشاعر العملاء سواء كان بالصوت أو مساندته في
حل المشكلات .
7- تقديم الطمأنينة والسلام في الجلسة الإرشادية .
8- لا يكون هناك تفسير في العملية الإرشادية وإن وجد فهو
نادر جدا بل يكون فوري للدخول فيما وراء المعلومات وبصورة سريعة .
9- المواجهة : وهي تقوم على مواجهة العميل مواجهة واضحة
ومباشرة حينما يقوم العميل بالاستعانة بالحيل الدفاعية .
10- لا يكون هناك نصائح في العملية الإرشادية بل مواجهة
وتحدي لأفكار العميل .
11-إذا دخل العميل في حالة من الصمت والهدوء لا نقاطعه
لأنه قد يخبرنا بمعلومات مهمة جدا تخص مشكلته ولكنه استخدمها كحيلة دفاعية ليرى
ردة فعل المعالج .
نقد الباحثة الشخصي :
النقد الإيجابي :
1- ركز روجرز على الاهتمام الإيجابي وأهميته في تكوين
ذات يتعايش معها الفرد ويتقبلها
.
2- النظرة الإيجابية التي رسمها للإنسان ويراها من خلاله .
3- أعطى سبب دقيق ومفصل لسبب الاضطراب النفسي من خلال
الفجوة التي تحصل بين الذات المدركة والذات المثالية .
4- أعطى للعميل الفرصة وأنه هو مصدر تلك الخبرات التي
يستقي منها المعالج سبب مشكلته واضطرابه النفسي .

النقد السلبي
:
1- بالغ في الاهتمام والتركيز على التعاطف والتقبل بين
المعالج والعميل .
2- لم يعطي كغيره من العلماء وصف دقيق للشخصية الإنسانية .