المعالج أو الاخصائى أو المرشد أو الطبيب النفسى جميعهم يستخدمون غالباً أدوات مشتركة أساسية لاغنى عنها ومن أهم هذه الادوات اداة دراسة الحالة ، فهذه الاداء هامة جداً فى بداية مراحل العلاج ، حيث يتم جمع بيانات هامة فى حياة الفرد ، ولا يتم جمع هذة البيانات الا بعد أقامة علاقة طيبة حتى تكون البيانات أكثر مصداقية وينبغى الاعتماد على أكثر من مصدر للتاكد من البيانات وجمعها ، ونبداً هذا المقال بدراسة الحالة ، تعريفها ، مكوناتها ...

دراسة الحاله

Case Study

تعتبر دراسة الحاله من الأدوات الرئيسيه التى تعين المرشد النفسى على تشخيص وفهم حالة الفرد وعلاقته بالبيئه ، ويقصد بها جميع المعلومات المفصله والشامله التى تجمع عن الفرد المراد دراسته فى الحاضر والماضى ، وتعد دراسة الحاله تاريخ شامل لحياة الفرد المعنى بالدراسه ، كما أنها تعتبر الطريق المباشر لتلمس جذور المشكلات الإنسانيه ، وتشير دراسة الحاله الى جميع المعلومات المفصله والشامله التى تجمع عن الفرد المراد دراسته فى الحاضر والماضى .

وقد تعنى أنها تسجيل معلومات عن الفرد أو الحاله موضوع الدراسه بهدف إعداد وصف مفصل له دون أن تكون لدى الباحث خطه ثابته تبين أى هذه المعلومات أكثر أهميه من غيرها ، وقد يلجأ الباحث إلى تسجيل هذه المعلومات على هيئة يوميات فى صورة سجلات قصصيه ، وقد تمتد هذه الطريقه لتصبح سجلاً للفرد ، أو الحاله التى يستخدم فيها الباحث مصادر عديده للمعلومات مثل ظروف المفحوص الأسريه ، والوضع الإقتصادى والإجتماعى ، ودرجة التعلم .

المعلومات اللازم جمعها عن الحاله : يلاحظ أنه ثمة بيانات ومعلومات ينبغى تضمينها فى دراسة الحاله وتتمثل هذه البيانات فيما يلى :

1- المعلومات والبيانات العامه وتكوين الأسره وجميع من يعيش معهم من الأقارب .

2- الحاله الجسميه والصحيه : من حيث المرض والصحه والأمراض السابقه .

3- الحاله المعرفيه والعقليه : الذكاء ، القدرات والإستعدادات ، التحصيل الدراسى ، ملاحظات المعلمين ، وإداره المدرسه وإتجاهات التلميذ أو التلميذه نحو الدراسه ، خطط التلميذ الدراسيه والمهنيه ، أسلوب التلميذ فى الإستذكار ، محافظته على تنظيم الوقت ، والإستفاده من وقته .

4- البيئه الإجتماعيه : علاقاته وتفاعله مع زملائه ومعلميه ، علاقته بأفراد أسرته وأصدقاءه ومدى تأثيرهم فى سلوكه .

5- النواحى الإنفعاليه : الفراغ ، الاتجاه نحو الذات ( نظرته لنفسه) ثقته بنفسه ....الخ .


مصادر دراسة الحاله : تتضمن مصادر دراسة الحاله مايلى :

1- الفرد نفسه ، فهو أعرف الناس بواقع حاله .

2- الأسره ( الأب – الأم – الإخوان – الأخوات – بعض الأقارب : العم والعمه والخال والخاله والجد والجده ) .

3- ألا يعرف عنهم أصدقاؤهم أكثر مما يعرفه أقرب أقربائهم .

4- المعلمون : لاسيما المعلم الذى يتردد يوميا على الفصل كمعلم اللغه العربيه أو رائد الفصل .

5- الإختصاصيون : الأخصائى النفسى والإجتماعى والمرشد أو المرشده الطلابيه .

6- مصادر أخرى كالسجلات ( سجل المتابعه ، الحالات الطارئه ، التقارير الشهريه ، الإختبارات النفسية إن وجدت ) .

قائمة دراسة الحاله :

لا توجد قائمه نموذجيه ومتفق عليها يحتذى بها المرشد عند دراسة الحاله فكل مؤسسه علاجيه لها قائمه خاصه تختلف عن غيرها ، ولكن هناك إعتبارات أساسيه يجب مراعاتها عند إستخدام دراسة الحاله فمن المهم ان تكون شامله لعناصر الدراسه الأساسيه ، والمتمثله فى جمع المعلومات التى لها علاقه بالمشكله ، وتشخيص المشكله ، ووضع خطة العلاج ، ومتابعة الحاله ، ومن النقاط الهامه التى يجب ان تتضمنها دراسة الحاله :

أولاً : وصف الحاله :

ويقصد بوصف الحاله توضيح البيانات الأوليه للحاله ، والظروف ، والأعراض التى رافقت حدوث المشكله والمظاهر الخارجيه التى لوحظت على الحاله كالعدوانيه ، الخجل ، الغياب عن المدرسه ، النوم فى الفصل ، ويذكرها المرشد دون ذكر أسباب المشكله أو التعرض للجهود العلاجيه .

ثانياً : الأفكار التشخيصيه الأوليه :

وهى أول ما يتبادر إلى ذهن المرشد عن الأسباب التى أدت إلى المشكله ، ولكن ما يذكره الباحث فى هذا النوع من التشخيص ليس بالضروره أن تكون الأسباب الحقيقيه بل يمكن تغييرها مستقبلاً عندما تكتمل الصوره عن المشكله ، وعندما يفهم الباحث المشكله بصوره أكبر بحسب ما يتوافر لديه من معلومات .

ولكن ما هى العبارات التشخيصيه ومم تتكون ؟

هى عباره عن خلاصة ما توصل إليه المرشد من معلومات بعد تحليلها وتفسيرها وإستبعاد ما ليس له علاقه بالمشكله ، وتتكون العباره التشخيصيه من عدة نقاط ، وسيتم وضح نموذج للتدريب عملى تم بالفعل وتم تحليلة بالمقالة القادمة ضمن سلسلة مقالات لتنمية قدرات الإخصائيين النفسيين والإجتماعيين