طرق إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

لاتوجد طريقة جامعة مانعة للإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، نظرا ً لإختلاف احتياجاتهم الإرشادية ، وأوضاعهم الثقافية والإقتصادية والإجتماعية ، والمراحل التي يتقدمون فيها لطلب المساعدة وتوقيت عملية التدخل الإرشادي .

لذا .... فإنه من الضروري أن يكون المرشد النفسي على دراية بالطرق الإرشادية جميعا ً ، والنظريات التي تستند إليها كل منها ، بحيث يمكنه الإختيار الوظيفي من بينها تبعا ً لمقتضيات الموقف ، و احتياجات المسترشدين ، وغالبا ً ما يتم الجمع بين أكثر من طريقة أو إسلوب واحد إعتمادا ً على عدة مصادر لإشباع احتياجات المسترشد بشكل أفضل ، وهو ما يشار إليه بالإسلوب الإنتقائي Electic Technique .

وفيما يلي عرض لبعض أهم هذه الطرق :

v الإرشاد النفسي الفردي : Individual Technique

يعد الإرشاد الفردي بمثابة نقطة الإرتكاز في عملية الإرشاد وبرامجه ، ويمثل مع الإرشاد الجماعي وجهين لعملة واحدة ، ولاغنى عنهما في أي برنامج متكامل للإرشاد النفسي ، وقد يبدأ الإرشاد الفردي قبل الإرشاد الجماعي ، ويمهد له أو العكس ، كما قد تتخلل جلسات الإرشاد الفردي جلسات أخرى جماعية أو العكس .

ولعل من بين أهم العوامل التي تحتم الإرشاد الفردي كطريقة للعمل مع آباء ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم مايكفله من خصوصية في العلاقة الإرشادية من جانب ، وتنوع الإحتياجات الإرشادية للمسترشدين والفروق الواسعة فيما بينها من جانب آخر ، ذلك أن :

" حاجات الآباء القلقين المتوترين تختلف عن حاجات المتشككين في التشخيص ، وحاجات الآباء غير المتبصرين تختلف عن حاجات المتبصرين بالمشكلة :
· فالفئة الأولى في حاجة إلى المساعدة على التخلص من القلق ومشاعر الذنب واليأس ؛
· والفئة الثانية في حاجة إلى الإقناع والتبصير بالحكمة والموعظة الحسنة ؛
· والفئة الثالثة في حاجة غلى التبصير والحصول على المعلومات ؛
· أما الفئة الرابعة فهي في حاجة إلى تشجيع على الإستمرار في رعاية الطفل " .

ويجب أن يعي المرشد النفسي بأنه لا يتعامل مع مشكلات في فراغ ، بل مع في بشر ،
فقد تتشابه مشكلات الآباء لكنهم يتوزعون في مستويات متفاوته في مواقفهم من تلك
المشكلات قبولا ً أو رفضا ً ، كما أنهم لايستمرون في نفس المواقف من حيث القبول أو الرفض من مرور الوقت ، فالمشكلة الإنسانية تختلف حدة الإحساس بها عبر الزمن .

v الإرشاد النفسي الجماعي : Group Technique

وهو أحد أهم طرق الإرشاد النفسي المكملة للإرشاد الفردي ، حيث تتم العملية الإرشادية في موقف جماعي مع آباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ، أو أعضاء أسرهم لمناقشة همومهم وإنفعالاتهم ، وخبراتهم وهمومهم المشتركة بهدف زيادة فهمهم لها وإدراكهم لأنفسهم ، ومساعدتهم على تعديل أو تغيير إتجاهاتهم ، وتطوير قدراتهم على التعامل مع مشكلاتهم على أسس واقعية وبطريقة بناءة . ويتميز الإرشاد الجماعي لآباء ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأسرهم بمميزات عديدة من أهمها مايلي :

أ‌. كسر طوق العزلة الإجتماعية الذي ربما فرضته أسرة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة حول نفسها ، والإنفتاح على الآخرين ممن لهم ظروف مماثلة ، وتبادل التجارب والخبرات معهم ، مما يسهم في تحسين توافقها من جانب ، وتعلـّم إكتساب مهارات و أنماط سلوكية جديدة تزيد من درجة التكيف مع الصعوبات التي تواجهها من جانب آخر ؛

ب‌. الحد من مقاومة الوالدين وأعضاء الأسر ، وطرح مشاعرهم و أحاسيسهم بخصوص الطفل ومشكلته ، ومساعدتهم على التنفيس الإنفعالي عنها في مناخ
يتسم بالود والفهم ، مما يتيح مزيد من الفرص لتخفيض حدة التوتر والقلق
والضغوط الإنفعالية ، ويساعد على عدم الإستغراق في لوم الذات ؛

ت‌. إشعار الوالدين بالمساندة والتأييد والدعم الإنفعالي والطمأنينة من خلال شعورهما المتزايد بأنهما ليسا الوحيدان اللذان يعانيان بمفردهما من مشكلات الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ؛

ث‌. يتضمن الإرشاد النفسي الجماعي قدرا ً أقل من الشعور بالتهديد لا سيما بالنسبة للآباء الذين يتحرجون من التعبير اللفظي عن مشاعرهم ، ويتجنبون الإرشاد الفردي المباشر ، فضلا ً عن أنه - من حيث الكلفة - يخدم مجموعة من الأفراد في وقت واحد بكلفة أقل من مقارنة بالإرشاد الفردي