الطفل بين الأسرة والمدرسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
مقدمـــــــــــــــــة:
ــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كانت الأسرة كخلية أولى للطفل ،ينشأ في كنفها ، فيتعلم مجموعة من
الضوابط والأخلاق،فإن المدرسةكمؤسسة إجتماعية تعمل على صقل مواهبه وتلبية
حاجاته الأساسية وتأهيله ليصبح فاعلا وصالحا.
من هنا نقول : أن الطفل هو نتاج تنشئة إجتماعية قطبيها الأساسيين :الأسرة والمدرسة.
فما هو دور الأسرة كلبنة أولى في تكوين شخصية الطفل مفعمة بأحاسيس وضوابط
وأخلاق ؟ وما هو دور المدرسة كمؤسسة تربوية مكملة للأسرة في تمتين هذه
السلوكيات وتنقيتها من الشوائب والمغالطات ،وطبعها بطابع تربويإنضباطي ؟.

تحليــــــــــــــــــــل:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الخوض في أعماق شخصية الطفل ككائن بشري ،بغض النظر عن تعدد الصفات
والمعايير والمتحكمات التي تنوع شخصيته ، يتطلب منا التحدث عن القطبي
المؤثرين في شخصية الطفل ألا وهما الأسرة والمدرسة.
فالأسرة كخلية أولى مكلفة بإعالة الصغير ؛تتأثر بالمحيط الإجتماعي تأثيرا
كبيرا كما تؤثر بدورها في المجتمع، ولذلك فهي ركيزة أساسية في بناء شخصية
الطفل وتوجيه نشاطاته وتطلعاته،فهي الوسيط بين شخصيته -الطفل- والمجتمع .
ومما لا يخفى على أحد فإن مميزات وخصائص الأسر المغربية تختلف من أسرة
لأخرى ،حسب نشاطات ووظائف الوالدين من جهة ،وحسب تكوينهم الفكري والمعرفي
من جهة أخرى.فإن الطفل داخل الأسرة يتشبع بأفكار وتقاليد وسلوكات تكون
موجهة من طرف الوالدين ،أي تكون على شكل أوامر عمودية تصدر إليه وما عليه
إلا التقبل والإنصياع.وخلال المرحلة الموالية تبقى عملية تحبيب للطفل
المدرسة من دور الأسرة ،بحيث بينها وبين المدرسة مسؤولية تحقيق رفاهية هذا
الصغير سيكولوجيا وإنفعاليا ؛وإن كان كل واحد يفرض عليه معاييره في السلوك
.إذا كان الأمر كذلك ،
فما هو دور المدرسة من هذا كله ؟ وهل فعلا لنا مؤسسة قادرة على تأهيل هذا الطفل ليصبح رجل الغذ؟
إن المدرسة كمؤسسة إجتماعية تربوية ،تأتي في المرتبة الثانية بعد الأسرة
،من حيث تشكيل شخصية الطفل ،فهذا الأخير داخلها يتعلم النظام وأهداف وعادات
المجتمع ،محولة إياه إلى كائن قادر على التفاعل والتواصل والتعايش مع
الآخرين.
إن إنتقال الطفل من الأسرة إلى المدرسة ،يعني إنتقاله من مجتمع صغير بسيط
محدود،إلى مجتمع أوسع إتصالا بحياة القوانين والنظم بكل أبعادها وأشكالها
.فهي تنزعه من مركزية الذات التي تسيطر على تفكيره ولغته وسلوكه ،وتتعامل
معه بسلطات رسمية من خلال المناهج الدراسية والنظم التعليمية.
داخل هذه المسؤولية الجسيمة تبقى المدرسة مثالية في تدبير الحياة المدرسية
وتنشيط الفعل التربوي ،وتنفتح على الأسرة والمحيط ، وتخدم الأغراض
المجتمعية ، ولا تكون كجزيرة معزولة لا تواكب معطيات الحداثة والمعرفة.
من هنا يوصي الفاعلين التربويين بإنفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها
الإجتماعي وخاصة على الأسرة ،وبالتالي يصبح الطفل داخل المراقبة وال

خاتمــــــــــــــــــــــة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجمل القول تطمح السلطات التربوية العليا بأن تقوم كل مؤسسة تعليمية بدورها
بتعاون مع الأخرى ،وتسعيان إلى التوافق من أجل أهداف مشتركة لفائدة الطفل
،خاصة وأن هناك مؤشرات تهيء سبل بلوغ هذه الأهداف المشتركة.