علوم التربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم التربيةدخول

منتدى يتمحور حول القضايا التربوية في أبعادها الفلسفية و الإجتماعية و النفسية و حول موضوع التعليم في شتى تطبيقاته البيداغوجية.


descriptionالفلسفة والتربية Emptyرد: الفلسفة والتربية

more_horiz
بارك الله فيك على الرد

descriptionالفلسفة والتربية Emptyرد: الفلسفة والتربية

more_horiz
شكرا لك على الموضوع الفلسفة والتربية 0645

descriptionالفلسفة والتربية Emptyشكرا لك

more_horiz
ا

descriptionالفلسفة والتربية Emptyالفلسفة والتربية

more_horiz

















الفلسفة والتربية

*الدكتور بوبكر جيلالي،أستاذ بكلية الآداب واللّغات،جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف.


الملخّص باللّغة العربية:
انصبت المقالة على الدور التربوي للفلسفة، أولا تمّ ضبط المفاهيم الأساسية
في الموضوع وهي التربية وعلم التربية والفلسفة وفلسفة التربية. ثانيا تم
تحديد المهام والأداءات التربوية للفلسفة على المستوى الفردي والاجتماعي،
وعلى المستوى الإنساني. وثالثا تم الوقوف على عوائق الدور التربوي للفلسفة،
خاصة في عصرنا الذي أصبح فيه المجتمع بأفراده ومؤسساته وانتمائه التاريخي و
الحضاري تشدّه هويته
التاريخية والثقافية والحضارية من جهة وتجذبه العولمة من جهة أخرى.


عنوان المقالة: الفلسفة والتربية
خطة المقالة:
تمهيد.
1. ضبط المفاهيم الأساسية: التربية، علوم التربية، الفلسفة، فلسفة التربية.
2. الدور التربوي للفلسفة (علاقة الفلسفة بالتربية).
أ‌- على المستوى الفردي (ا التنشئة الفردية).
ب‌- على المستوى الاجتماعي (التنشئة الاجتماعية).
ج‌- على المستوى الإنساني (أنسنة الإنسان).
3. عوائق الدور التربوي للفلسفة.
خاتمة.


تمهيد :
تشتغل الفلسفة بحياة الإنسان برمتها، فهي فعل فكري يلازم جميع قضايا
وجوانب الحياة الفردية والاجتماعية والإنسانية، فعل منهجه التأمل، تجتمع
فيه الدراسة الشاملة والتحليل المنطقي العميق والنقد الدقيق، ومن جوانب
اهتمام الفلسفة التربية. وإذا كان "الإنسان لا يمكن أن يصير إنساناً حقّـاً
إلاّ بالتربية، إنّه ما تصنع منه التربية" على حدّ قول "إيمانويل كانط"
ولا يمكن أن يحيا إنسانيته في أقصى مداها إلاّ بممارسة التفلسف، فإنّ أهمية
التربية من أهمية الفلسفة وأهمية الفلسفة من أهمية التربية.
السؤال المشكل (الإشكالي): ما علاقة الفلسفة بالتربية؟ أي ماذا تقدم الفلسفة للتربية؟.
عالجت السؤال من خلال ثلاث محطّات رئيسية، الأولى ضبط المفاهيم الأساسية
في الموضوع وهي التربية، علم التربية، الفلسفة، وفلسفة التربية. والمحطة
الثانية هي الدور التربوي للفلسفة. أما المحطة الثالثة فهي عوائق الدور
التربوي للفلسفة.
1. ضبط المفاهميم:
المفاهيم الأساسية في موضوع الفلسفة والتربية هي التربية، علم التربية، الفلسفة، وفلسفة التربية.
1- تعريف التربية:
لغــةً: التربية في اللّغة العربية من ربّى أي غذّى ونمّا وزَادَ في الشيئ،
وفي سياق آخر هذّب وأدّب وصنعَ، وفي سياق ثالث حكم وساس وقاد. فالتربية
لدى العرب لفظة ترادفها عدّة ألفاظ منها: الزيادة والنماء والتنمية
والسياسة والقيادة والتكوين والتوجيه والتعليم والتنشئة وغيرها.
التربية في المعجم الاشتقاقي " Dictionnaire étymologique " "لدوزات" "
Douzat "، كلمة التربية Education لها أصل لغوي لاتيني مزدوج، تشير لفظة
Educare إلى فعل غذّى أما لفظة Educére فتدل على: أخرج من، قاد إلى، رافق
إلى، كما تدل على رفع أو رقى.
التربية في معجم "روبير" "Robert" هي "مجموع الوسائل التي بواسطتها نوجه
نمو وتكوين الكائن الإنساني، وكذا النتائج المحصلة بواسطة هذه الوسائل".
المعنى الاشتقاقي في المعجم الاشتقاقي يجعل من التربية تغذية مادية جسمية
(طعام وتمرينات رياضية) وتغذية روحية معنوية (أخلاق ومعارف) تقود الكائن
الإنساني نحو السمو والعلا، أما تعريف "روبير" فيدلّ على الطابع الإشكالي
المعقد للتربية فهي من جهة فعل ومن جهة نتائج ترتبط بالسلطة والتسيير
والتوجيه في مواجهة فردية وذاتية الكائن الإنساني وحريته.
اصطلاحاً:
التربية في الإصلاح العام تعني تنمية الكائن الحي ورعايته والاعتناء به
عبر مراحل نموّه وتكوينه، وتشمل التربية بهذا المعنى النبات والحيوان
والإنسان، ولكل صنف من هذه الأصناف طريقته في التربية والذي يهمّنا هو
الإنسان.
تربية الإنسان تبدأ قبل ولادته ولا تتوقف إلا بموته، وتعني هنا تهيئة
الظروف وجمع الشروط والأسباب لنمو الشخص نموّاً متكاملاً متوازناً من جميع
نواحي شخصيته، جسمياً وعقلياً ونفسياً وخلقياً ودينياً واجتماعياً.
للتربية عدة تعاريف تعرفها بأدوارها ومجالاتها وأهدافها نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي:
1- عند أفلاطون: التربية هي عملية الإعداد الاجتماعي الذي يضمن صلاحية الفرد داخل المجتمع في السلم والحرب.
2- عند جون دوي: التربية ليست عملية الإعداد فحسب بل هي الحياة باعتبارها
سلوكاً مستمراً ليس مرتبطاً بسن معين، يهدف إلى تثقيف الفرد مدى الحياة.
3- هناك ما يعتبرها بأنّها سائر العمليات التي تؤدي إلى اكتساب التعلم من أجل الإعداد للحياة والتكيف.
4- هناك من يعرّفها بأنّها عملية نقل التراث الثقافي من جيل إلى آخر بتعديليه وتنقيحه بواسطة أساليب ووسائل ومؤسسات المجتمع.
5- هناك من يعرّفها على أنّها عملية تكوين وتنشئة اجتماعية للنشئ أو الجيل على قيّم وتقاليد وثقافة ونظام المجتمع.
6- التربية هي عملية تنمية شخصية الطفل من الناحية الجسمية والعقلية
والخلقية حتى يصبح قادراً على مؤالفة الطبيعة وي وعلماء جاوز ذاته ويعمل
على إسعاد نفسه وإسعاد الناس.
خلاصة:
يتفق أهل التربية من خبراء وعلماء وباحثين على دور التربية وغايتها وعناصرها فهي:
عملية إعداد وتنشئة، تهيّئ الظروف وتصنع الشروط والأسباب لنمو الكائن
الإنساني نمواً متكاملاً متوازناً يمكّنه من التكيّف، والمساهمة الإيجابية
داخل المجتمع، من خلال أفراد ومؤسسات تمارس العملية التربوية، ومن خلال
وسائل أخرى ومناهج وطرق مثل الأم والأب، المعلم والمدرسة، الأسرة والمجتمع،
وسائل الإعلام، دور الثقافة، علوم التربية...الخ.
فهي عملية تنشئة وإعداد تهيئ الظروف وتصنع الشروط والأسباب لنمو الكائن
الإنساني نمواً متوازناً متكاملاً جسمياً ونفسياً وخلقياً ودينياً
واجتماعياً يمكّنه من الأعداد والتكييف والمساهمة الفعّالة الإيجابية على
المستوى الفردي والمستوى الاجتماعي والمستوى الإنساني.
2. تعريف علم التربية:
أ‌- من حيث الموضوع:
علم التربية فرع من فروع العلوم الإنسانية يهتم بدراسة عمليات التكوين
والتنشئة للجيل، وبسائر العمليات التي تؤدي إلى اكتساب التعلم من أجل
الإعداد للحياة والتكيف. ويرتبط علم التربية بعلم النفس التربوي ويتداخل
معه. وموضوعات علم التربية كثيرة مما يجعل فروعه كثيرة فنقول علوم التربية
ومنها: علم المناهج التربوية، علم الأهداف التربوية، علم التعلم، علم
التعليم، علم التربية الخاصة، وعلم التربية العامة... الخ.
ب‌- يعرّف علم التربية كذلك بأنّه فن التعليم والتربية أي فن تعليم الجيل وتنشئته جسمياً ونفسياً وعقلياً وخلقياً واجتماعياً.
ج- ويعرّف علم التربية كذلك بأنّه "نظرية في التربية تهدف إلى التفكير في
مذاهب التربية وطرقها في سبيل تقدير قيمتها وبالتالي إلى توضيح عمل المربين
وتوجيهه" هوبير.
د- ويعرّف علم التربية كذلك بأنّه "نظرية تطبيقية تهتم بتطبيق نتائج العلوم الإنسانية والفلسفة على فن التربية ".
هـ- من حيث الهدف نجد لعلم التربية عدة تعاريف هذه بعضها:
- عند هربارت : "علم يهدف إلى تكوين الفرد من أجل ذاته بأن يوقظ فيه ميولُه الكثيرة ".
- عند دوركايم : "هو علم يهدف إلى تكوين الفرد تكويناً اجتماعياً".
- عند جون ستيوارت مل : "علم التربية يهدف إلى جعل الفرد أداة سعادة لنفسه ولغيره ".
- عند جون دوي: "يهدف علم التربية إلى نقل المجتمع أو الزمرة الاجتماعية
سلطاتها وأهدافها المكتسبة بغية تأسيس وجودهما الخاص ونموّهما المستمر أي
تنظيم مستمر للخبرة".
خلاصـة:
علم التربية واحد من العلوم الإنسانية، موضوعه عمليات التكوين والتنشئة
الجسمية والنفسية والعقلية والخُلقية والدينية والاجتماعية للإعداد للحياة
والتكيف، من حيث الشروط والقوانين التي تتحكم فيها وتطورها، وهو علم متفرغ
بتفرغ موضوعه، هدفه تكوين الفرد داخل المجتمع للمحافظة على استمرار المجتمع
وتقدمّه.
3. تعريف الفلسفة:
أ‌- المعنى اللّغوي:
كلمة فلسفة مشتقة من اللّغة اليونانية. أصلها فيلاصوفيا ومعناها محبة الحكمة.
يقول الفارابي في المعنى اللغوي لكلمة فلسفة : "إسم الفلسفة يوناني وهو
دخيل في العربية وهو على مذهب لسانهم مركب من فيلاوصوفيا. ففيلا الإيثار
وصوفيا الحكمة ".
الحكمة تعني إدراك الحق والصدق في القول والعمل، والمعرفة العميقة الواسعة
بحقائق الأمور والعمل بما يتلائم مع هذه المعرفة طلباً لأقصى درجات الكمال.
يُعتبر فيثاغوراس أول من استخدم لفظ فيلسوف بمعنى محب للحكمة وردّ اسم حكيم
لأن الحكيم هو الله. ويكفي أن يكون الإنسان محباً للحكمة ساعياً وراءها.
ب‌- المعنى الاصطلاحي:
لا يوجد تعريف واحد للفلسفة يتفق عليه الفلاسفة قديما وفي العصر الحديث بل كل واحد يعرّف الفلسفة حسب مذهبه.
1- تعريف أرسطو: "هي العلم النظري بالمبادئ والأسباب الأولى، وهي العلم
الكلي الذي يشمل العلوم الأخرى ويعلوها ". وعرّفها "علم الموجود بما هو
موجود " أو "العلم بالأسباب الأولى".
2- تعريف ابن رشد: "فعل الفلسفة ليس شيئاً أكثر من النظر في الموجودات
واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع. أي من جهة ما هي مصنوعات، فإنّ
الموجودات، إنما تدل على الصانع لمعرفة صنعتها وأنّه كلما كانت المعرفة
بصنعتها أتم كانت المعرفة بالصانع أتم، وكان الشرع قد ندب إلى اعتبار
الموجودات وحث على ذلك... في مثل قوله تعالى : "فاعتبروا يا أولي الأبصار".
3- كل إنسان مدفوع إلى ممارسة التفلسف عندما تعترضه مشكلات تثير فضوله
المعرفي فيُـقـبـِلُ على النظر فيها وتحليلها ومعالجتها وتحليل الأشياء
لإدراك مكوناتها وعللها القصوى. ومنهج فعل التفلسف والفلسفة هو التأمل
العقلي والتحليل المنطقي للوقائع والمشكلات على أساس الشك والحس الإشكالي
والنقد البنّاء للمواقف والآراء والرغبة في المعرفة والبحث عنها باستمرار.
4- التفلسف هو شرط قيام الفلسفة، وهو نمط متميّز من التفكير منصب على
المنتوج الثقافي يدرسه ويحلله وينقده لأجل تطويره، منهجه التأمل وسبيل هذا
المنهج هي المشكلة والبرهنة. والهدف من التفلسف هو طلب أقصى ما يمكن من
الوضوح والدقة لبلوغ الحقيقة القصوى التي يطلبها العقل بمبادئه ومعاييره
الصارمة في تأمله في الوجود الطبيعي والإنساني والماورائي.
خلاصـة:
الفلسفة تتميّز بكونها فعلاً فكرياً تأملياً عقلياً شاملاً حول الوجود
الطبيعي والإنساني والماورائي، الوجود المحسوس والوجود المعقول، العالم
المادي والعالم الروحي. يقوم هذا الفعل على الحس الإشكالي والتحليل المنطقي
العميق، والنقد البنّاء من أجل الوصول إلى الحقائق الكليّة والعلل البعيدة
للوجود بمختلف أصنافه.
الفلسفة فعل عقلي منهجه التأمل في الوجود المحسوس والمعقول، في العالم
المادي والماورائي بغية معرفة العلل والأسباب البعيدة بالاعتماد على الشك
والتحليل المنطقي العميق والنقد وغيرها في إطار أسلوب المشكلة والصورنه
والبرهنة طلبا لأقصى ما يمكن من الوضوح والدقّة في المعرفة.
4. تعريف فلسفة التربية:
يحدد "كانط إيمانويل" مفهوم فلسفة التربية انطلاقاً من هدفها في كتابه "في
التربية" بما يلي: "المهمة الكبرى للإنسان هي أن يعرف كيف يملأ مكانته بين
الخلقية على النمو اللائق وأن يفهم جيداً ما يجب أن يكون عليه الإنسان حتى
يكون إنساناً حقاً... إن الإنسان لا يمكن أن يصير إنساناً حقّـاً إلاّ
بالتربية، إنّه ما تصنع منه التربية... أن يصلح الإنسان من شأن نفسه، أن
يثقف نفسه وإذا كان شريراً أن ينمي في نفسه الأخلاقية، هذا ما ينبغي على
الإنسان فعله."
يعرف "أوليي ربول" التربية بما يلي:
"ليست فلسفة التربية علم التربية، كما أنّها ليست سيكولوجيا الولد. إنّها
كفرع من فروع الفلسفة لا تسعى إلى لباقة أو حتى إلى معرفة بل أولاً إلى
البحث في كل ما نعقد أننا نستطيعه ونعرفه ".
يعرفها البعض بما يلي: هي فرع فلسفي يهتم بدراسة ما يجب أن تكون عليه مبادئ
وغايات وأهداف التربية في المجتمع. فالتربية موضوع للفلسفة من حيث ما يجب
أن تكون عليه مبادئ ومعايير وغايات التربية. وتتداخل فلسفة التربية مع علوم
التربية ومع علم النفس التربوي وعلم الاجتماع التربوي وغيرها من الفروع
العلمية التي تهتم بدراسة التربية.
يعرف بعض المفكرين فلسفة التربية بما يلي: فلسفة التربية هي تطبيق التفكير
الفلسفي على ميدان التربية في مجال تجربة الإنسان وخبرته. ففلسفة التربية
هي نشاط فكري منظم يجعل من الفلسفة أداة فحص وتمحيص وتحليل ونقد وتنسيق
وتنظيم العملية التربوية، والعمل على انسجامها وبيان القيم والمعايير
والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها. تهتم فلسفة التربية بإشكالية ماهية
التربية وغاياتها وأهدافها وبإشكالية قيمتها وإمكاناتها وحدودها.
خلاصـة:
فلسفة التربية هي الدراسة الفلسفية التحليلية النقدية للتربية من حيث
ماهيتها وغاياتها وأهدافها وإمكانياتها وحدودها للوصول إلى نظريات تربوية
وتفسيرات أساسية للعملية التربوية يمكن تطبيقها في مجال التربية بمختلف
جوانبه.
2- علاقة الفلسفة بالتربية: (الدور التربوي للفلسفة)
- السؤال الذي ٌيطرح ضمينياً هو ماذا تقدم التربية للفلسفة ؟.
- الجواب : تقدم التربية للفلسفة الحقل الفكري والثقافي والعلمي والتاريخي
التربوي الذي يتضمن الخبرة الإنسانية في مجال التربية لتكوين هذه الخبرة
موضوع فحص وتمحيص ودراسة وتحليل ونقد من قبل الفلسفة والفلاسفة. وهو ما
يعرف بفلسفة التربية.
الدور التربوي للفلسفة :
تقوم الفلسفة بدور تربوي على عدة مستويات، المستوى الفردي أي الولد أو
الطفل وعلى المستوى الاجتماعي أي التنشئة الاجتماعية، وعلى المستوى
الإنساني أي أنسنة الإنسان.
أ‌. على المستوى الفردي: (التنشئة الفردية).
1- تقوم الفلسفة في مراحل التعليم الثانوي والجامعي بتنمية جملة من المهارات والقدرات لدى المتعلم.
2- تعمل على تقوية وتعزيز السلوك العقلاني المنظم في الحياة الفكرية
والنفسية والدراسية والاجتماعية للمتعلم (التزود بالروح العلمية
والفلسفية).
3- تسمح بامتلاك الثقافة العلمية والفلسفية والقدرة على التعبير الدقيق،
واليقظة الفكرية والصرامة المنطقية، والمراقة الذاتية خلال التفكير
والتعبير، والحوار الفلسفي.
4- تنمية القدرة على المشكلة والصورنة والبرهنة.
5- تنمية القدرة على القراءة والفهم والتعبير والاستدلال الصحيح.
6- تنمية القدرة على التحليل والتركيب والتصنيف والتنظيم والتعليل. (مهارات فكرية ومنهجية).
7- تنمية القدرة على النقد وإصدار الأحكام واتخاذ المواقف.
8- تنمية وعي المتعلم لذاته ولمحيطه.
ب‌. على المستوى الاجتماعي: (التنشئة الاجتماعية).
1- تزود الفلسفة المجتمع بأصول ومبادئ وغايات النظام الاجتماعي الذي يحكمه ويحكم الحياة الاجتماعية فيه.
2- تزود المجتمع بأصول ومبادئ وغايات النظام التربوي أي فلسفة التربية في المجتمع.
3- تستمد المنظومة التربوية التي تتكون من الأسرة والمدرسة والمجتمع مادتها
ومناهجها وغاياتها ومبادئها وأهدافها من فلسفة المجتمع وفلسفة حياته عامة.
4- تقوم بدور التنشئة الاجتماعية لأفراد المجتمع من خلال تربية الطفل
وتثقيف الفرد باستمرار فيـعي الفرد وجوده الذاتـي والاجتماعي معـاً.
5- تُـعرّف الفرد في وطنه على الأصول الفلسفية للثوابت الوطنية.
6- تقوم بتوعية التلميذ والمتعلم بحقوقه وواجباته في المجتمع خاصة واجبات المواطنة وتنظم المجتمع.
7- تمكن الفرد من التكيف والمساهمة الفعّـالة في تغيير المجتمع، لأن أي تغيير في المجتمع مبني على أسس فلسفية.
8- تمكّـن الفرد من الحرص على تمثل قيم ونظام المجتمع دون إعاقة المبادرة إلى النقد وإلى التجديد باستمرار.
ج. على المستوى الإنسانـي : (أنسنة الإنسان).
1- التعرف على التراث الفلسفي الإنساني والتجاوب معه.
2- التوعية بمبادئ حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وتمثلها والدفاع عنها.
3- التعرف على الصراع الثقافي والايديولوجي السائد في العالم والتعاطي معه بإيجابية.
4- التعرف على النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأبعادها.
5- الإيمان بالمثل والقيم العليا وتمثلها والدفاع عنها مثل الحرية والعدل والحق والتسامح...الخ.
6- التمكين من اكتشاف سبل الحق والالتزام بالسير فيها واكتشاف مزالق الشر والباطل واجتنابها.
7- احتواء العنف الفكري وتوجيهه إلى ما فيه صلاح الفرد وصلاح المجتمع وصلاح الإنسانية.
8- تمثل قيّم التسامح الفكري والديني والحضاري عامة واعتماد أسلوب الحوار في التعامل مع الآخر اجتماعياً وإنسانياً.
3. عوائق الدور التربوي للفلسفـة:
تواجه الفلسفة بصفة عامة وفلسفة التربية بصفة خاصة عدة صعوبات في قيامهما بدورهما التربوي ومن هذه الصعوبات مايلي:
أولا- صعوبة اتساع وتعقيد مجال التربية. وفي هذا يقول الفيلسوف الألماني
"إيمانويل كانط" : "التربية هي أكبر وأعسر مشكلة ". ويقول كذلك : "إن ثمّة
اكتشافين إنسانيين يحق للمرء أن يعدهما أصعب الأمور وهما فن حكم الناس وفن
تربيتهم".
ثانيا-ً صعوبة وضع تصور دقيق للتربية ولغاياتها ولمبادئها.
ثالثاً- تعدد وتنوع المذاهب الفلسفية التربوية وتباينها:النزعة الطبيعية
والنزعة الاجتماعية - النزعة الوطنية- والنزعة الإنسانية والنزعة
العالمية.
رابعا- تداخل مسائل فلسفة التربية مع اهتمامات العلوم الإنسانية.
خامساً- كل الصعوبات التي تواجه التربية تواجه الفلسفة لأن التربية موضوع الفلسفة.
سادسا- التباين والتباعد بين إمكانات التربية وبين مراميها وغاياتها خاصة لدى الشعوب المختلفة.
خاتمـــة:
التربية ظـاهـرة إنسانية فرديـة واجتماعيـة بها حـقـق الإنسان وجوده
كإنسان على المستوى الفردي وعلى المستوى الإجتماعي وعلى المستوى الإنساني
العالمي. تهتم بدراستها الفلسفة والعلوم الإنسانية بمختلف فروعها، هدفها
الوصول إلى تنشئة اجتماعية فـعّـالة وايجابية تقـوم على أسـس علميـة
ومنهجيـة صحيحة تحقق حاجات الفرد ومصالح المجتمع وقـيّم الإنسانية جمعاء.
صلة التربية بالفلسفة هي صلة الموضوع بالميدان الذي يدرسه وهو الفلسفة من
خلال فلسفة التربية التي تقوم بالدور التربوي الذي لا يمكن لغيرها القيام
بع فردياً واجتماعياً وإنسانياً على الرغم من الصعوبات التي تواجهها في
ذلك، ولما كان مجال التربية واسعاً ومعقداً فالاهتمام به يكون أكبــر من
قبل الفلسفة والعلوم وغيــرها.
كلٌ من الفلسفة بصفة عامة وفلسفة التربية بصفة خاصة وحقول فكرية وعلمية
أخرى تساهم في بناء الإنسان عقلياً ونفسياً واجتماعياً وخلقياً ودينياً،
وتساهم في بناء المجتمع وفي تطويره وازدهاره، وتساهم في أنسنة الإنسان
ليحيا الإنسانية في أبعــد مداها في ذاتـه وفي محيطـه باستمرار.
قائمة المراجع:
1- أوليفي ربول:فلسفة التربية، ترجمة جهاد نعمان، منشورات عويدات، باريس/بيروت،ط1، 1978.
2- محمد لبيب النجيحي، دار النهضة العربية، 1981م.
3- عبد الرحمن بدوي: فلسفة الدين والتربية عند كانط، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 1980.
4- منير مورسي : أصول التربية الثقافية والفلسفية، عالم الكتب، القاهرة، 1977م.
5- التومي الشيباني : تطور النظريات والأفكار التربوية، دارالثقافة، بيروت، ط2، 1975م.
6- رونيه ويبر : التربية العامة، ترجمة عبد الله عبد الدايم، دارالعلم للملايين، بيروت، ط3، 1977م.
7- تركي رابح : أصول التربية والتعليم، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، بدون طبعة، 1984م.
8- تركي رابح : مناهج البحث في علوم التربية وعلم النفس، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، بدون طبعة، 1982م.
9- جميل صيليا : مستقبل التربية في العالم العربي، منشورات عويدات، بيروت، الطبعة الثانية، 1967م.
10- محجوب بن ميلاد : في شؤون التربية، دار النشر، بوسلامة، تونس، بدون طبعة وبدون سنة.
11- J. LEIF et A.Blancherie, Delagrave Tome 3. Philosophie de l’éducation.



  1. 12- Introduction aux Sciences de ²l’éducation. G.Nialart. Unesco. Delachaux et Nieslet 1985.
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد