علوم التربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم التربيةدخول

منتدى يتمحور حول القضايا التربوية في أبعادها الفلسفية و الإجتماعية و النفسية و حول موضوع التعليم في شتى تطبيقاته البيداغوجية.


descriptionأخلاقيات Emptyأخلاقيات

more_horiz
الموضوع الأصلي لهذه المساهمة كان معنون أخلاقيات ممارسة مهنة التوجيه و الارشاد في الجزائر و لكن تم " قرصنته" إن صحّ التعبير، و تمييعه بردود لا تمتّ بصل للموضوع الأصلي، حيث تم نشر مواضيع منفصلة بدل أن ينشر رد على الموضوع، أو تعليق حوله.
يوجد زر على واجهة تطبيقات المنتدى بعنوان "موضوع جديد"، ذلك هو التطبيق الذين يجب على العضو أن يفعّل إن أراد نشر موضوع قائم بذاته، أما إن كانت المساهمة عبارة عن رد على الموضوع الذي فتح، فيمكنه النقر على زر "رد" الموجود أعلى الصفحة، أو كتابة الرد مباشرة في المكان المخصص أسفل الموضوع الأصلي.
لا بد على العضو أن يكون له وعي بالآخر، أن يبتعد قدر المستطاع عن أساليب النسخ و اللصق.
هذه القضية التي أثير هنا لها علاقة بالأخلاقيات، الاحساس بالآخر، المتصفح الذي يفتح موضوعا تحت عنوان معين و يجد نفسه في متاهة من المواضيع الأخرى...و هذا يعتبر ظلما و تعد على حقوق الغير، لأننا بهذه الطريقة نضيع وقته و نزج به في متاهة هو في غنى عنها
سوف أغير إذن عنوان المساهة الأصلية هنا و اسحب الموصضوع الأصلي لأعيد نشره منفصلا في مساهمة جديدة
ملاحظة: (لباقة) ربما التسرع و عدم معرفة تطبيقات المنتدى هي التي تفسر هذه الظاهرة. أشرت لهذه القضية هنا للتوعية، و أضيف أن الجهل قد يسبب ضرر للآخر و عليه يمكننا القول أن من صميم أخلاقيات ممارسة أي نشاط، المعرفة، العلم، الدراية بالقواعد و القوانين المنظمة للعلاقة بين الأفراد في إطار مهنة أو أي نشاط يقتضي وجود هذا الآخر 8).


عدل سابقا من قبل يوسف قادري في الثلاثاء مايو 28, 2013 9:10 pm عدل 2 مرات

descriptionأخلاقيات Emptyرد: أخلاقيات

more_horiz
نشكر الأستاذ على هذا الموضوع الشيق الذي يتناول أخلاقيات ممارسة التوجيه والإرشاد في الجزائر من الطالب : ناصر بن مزمازة

descriptionأخلاقيات Emptyرد: أخلاقيات

more_horiz
يبدو، بعد نشري لهذا المقال أن بعض الاعضاء اجتهدوا "لإثراء" الموضوع، و لكن بعد الاطلاع على تلك المساهمات يتبين لي أنها تتعلق بمواقف كتّاب لا نعرف عنهم الكثير و لا يعرّفونا بمصادر المعلومة التي تقّدم للقارئ. السؤال الذي يبقى مطروحا هو: هل هناك اجماع و ترسيم للعناصر التي يشير إليها الكاتب، و عن أي بيئة ثقافية يتكلم. لا أعني بالمصدر صاحب المقال و لكن مصدر العناصر المقدّمة "كميثاق" من طرف كاتب الموضوع.

إن كان المصدر هو الكاتب نفسه، عليه أن يبرر العناصر التي يقترح (قد تزيد أو تنقص)، و لكن أن يدعي أن العناصر التي يقترح تشكّل "ميثاقا" بمعنى الكلمة، فهذا ما يجب التحفظ منه.

كثير من الكتاب يضعون عناصر يعتبرون أنها تشكل الميثاق المقترح، و كأن القضية دقيقة، قد عدّوها عدا، و لكن عند القراءة الناقدة يتبين أن تلك العناصر اعتباطية، قد تزيد أو تنقص و في بعض الأحيان لا علاقة لها بالموضوع، أو إن كانت لها علاقة بالموضوع تبقى في كثير من الأحيان غير معقولة لنصوص تشريعية أو أعراف أو غيرها من السندات التي تبررها...

التمرّس على القراءات الناقدة ضرورة في عصر كثرت فيه أساليب النسخ و اللصق. يجب على اقل التعليق على مصدر المعلومة و ما يبررها، حيث أن ما يصحّ في بيئة ثقافية ما لا يصح بالضرورة في بيئة أخرى

كثرة المعلومات حول إي موضوع يميّع القضايا بدل أن برز معالمها. إن كانت تلك المعلومات غير موضوعة في إطارها المكاني و الزماني، مرفقة بالمصادر التي تبرّر صحّتها يجب التحفظ منها، اتخاذ موقف حذر. ليست كل معلومة موجودة على شبكة المعلومات العالمية هي معلومة مفيدة، صحيحة أو دقيقة

يجب التمّرس على القراءات الناقدة (تعريف صاحب المقال، منطلقاته مصادره...موقفنا من تلك المعلومة أو تساؤلاتنا).

البيّنة على من ادعى.

عدل سابقا من قبل يوسف قادري في الإثنين مايو 27, 2013 1:00 pm عدل 1 مرات

descriptionأخلاقيات Emptyاخلاقيات مهنة التوجه و الارشاد

more_horiz
من انجاز : الطالبة زكور زينب عن مستشارة التوجيه والارشاد المدرسي

السيدة : بلعباسي فاطمة( بن علي )

قد راقنى موضوع كتبته مستشارة التوجيه بالمرجع الكفالة النفسانية التكلم عن أخلاقيات المهنة والتي هي واجب على كل مستشار توجيه أو القائم بالمقابلات النفسانية والتربوية مع المفحوصين أو التلاميذ أو أي نوع من العميل الإلتزام بها فلها كل الشكر والعرفان



*أخلاقيات المهنة هي الإلتزام بمبادئ في الممارسة العلمية وهي مجموعة من القواعد التي تحوي وتسير المهنة
*فإحترام الشخص وحياته الخاصة هو المبدأ ألاساسي وبدونه لايمكن العمل . ولا بد من احترام القوانين التي ترافق هذه الممارسة .

- يجب أن يكون:

* كفءاً قادراً على المهمة
.
*له تكوين جيد وقادر على المسؤولية.

* يكّون نفسه بإستمرار دون إنقطاع لأن العلم دائما في تطور وعليه يجب مواكبة هذه التطورات في المسار المهني .

*لا يمكنه سرد تفاصيل أو التلميح عن الحالة التي يتابعها فهذا خرق للمهمة ولحياة المريض في حد ذاته .

*عدم التعريف بالشخص لأي كان .

* عدم كتابة تقرير أو على الأقل إستشارة المفحوص .

* احترام حقوق الفرد بمعنى أنه لا يعمل إلا بإستشارة المفحوص .

* الحصول على رضاه والعمل لمصلحته .

* ممارسة المهنة بكل وعي وشرف ( أي يعي مجالات التدخل ) .

* إعتبار أن صحة المفحوص هي من أهم أهتمامات الفاحص ( الصحة النفسية ) .

*لا نأخذ بعين الإعتبار الفوارق الدينية والعرقية والمادية والإجتماعية والثقافية ..

* إحترام الزملاء المختصين وتقديرهم .

*يتجنب الأخصائي النقد في الإتجاهات النظرية المتبعة لدى زملائه ما عدا في المجلس العلمي أو المؤتمرات عند ملاحظة خطأ مهني يضر بالعلم .

* يجب على الأخصائي إحترام الأطر النظرية المختلفة والتقنيات .

*يجب عليه أن يكون متمكنا من تسيير المقابلة .

* يجب عليه أن يكون متمكنا من أداء تقنيات القياس ويشرح أسبابها ودورها في حياة المفحوص .

- إذا كان لايحسن إستخدام رائز او تقنية ما فلا يجربها ولا يلجأ إليها إلا بعد التكوين فيها وحسن التمكن .

* اللباقة في توصيل التشخيص للمفحوص بطريقة غير مباشرة .

* خلق جو الثقة والراحة الكاملة للمفحوص

*الملاحظة الدقيقة وحسن الإصغاء . نترك المفحوص هو الذي يتكلم ونتبع كلامه لأنه يعبر عن أفكاره وإذا قاطعناه لا يستطيع المتابعة وهنا نكون قد قطعنا على أنفسنا ربما المعلومة التي كانت ستساعد في حل المشكلة إذا قاطعناه في نفس السياق .

* الحرص على التدرج في تقديم العلاج ( ما يتقبله نفسيا في البداية ثم ما قد لا يتقبله ) .

*مراقبة الذات أي المختص يراقب نفسه دوما من تأثيراته على العميل .

* أهم شيء هو الحفاظ على العلاقة بين الفاحص و المفحوص .

* لا تخرج عن الاطار العيادي و لاتتجاوزه .

*توفير المناظر العلاجية ( مكان هادئ و منظم ) .

* تنظيم الحصص بالمواعيد .

*العلاقة العلاجية الجيدة إذ يكون المختص في بشاشة و تسامح و تقبل و تقدير و فهم و احترام و رغبة صادقة في المساعدة .

* الجو العلاجي لابد أن يكون مفعما بالأمن و الفهم و التقبل إذ يعتبر مثيرا للانفعالات صارة و مريحة .

* و إن استرجع المريض المواقف المثيرة للقلق .

* انهاء العلاج بطريقة جيدة و ذكية لا تخدش مشاعر المريض .

* لا يتوانى في بذل مجهود كبير يحتاج إلى اليقظة و الحذر معا من الوقوع في الأخطاء فتتحول العملية العلاجية من أداء بناء إلى أداة هدم و تدمير .



ملاحظة : توجد بعض المصطلحات لايحق للمستشار بالتوجيه إستخدامها بالنسبة للمريض فيقول التلميذ أو الحالة

مستشار التاوجيه لايستطيع أن يقوم بفحص إكلينيكي إذا كان من إختصاص تربوي أو علم الإجتماع بل عليه توجيه التلميذ الحالة إلى أخصائي نفساني إذا هو يكتشف الحالات الخاصة ويطبق الإرشاد وفي حالة تفاقم المشكلة يعرض التلميذ على الأخصائي

ولكن تبقة القيم الإنسانية النبيلة في مساعدة الأآخرين هي الهدف المشترك وإخراجهم من
مشاكلهم وضغوطهم هي النقطة المشتركة

عدل سابقا من قبل zineb_zekkour في الإثنين مايو 27, 2013 5:39 pm عدل 1 مرات

descriptionأخلاقيات Emptyالإرشاد التربوي :مفهومه، أسسه، قواعده الأخلاقية

more_horiz


بقلم
عدنان أحمد الفسفوس



السلسلة الإرشادية

السلسلة الإرشادية تتكون من مجموعة من الكتب الإرشادية يقوم بإعدادها المرشد التربوي عدنان احمد الفسفوس تقرباً من الله سبحانه وتعالى وكصدقة جارية عن روح والده الطاهرة رحمه الله ولا تهدف إلى الربح المادي بأي شكل من الأشكال بل تسعى إلى مواكبة كل ما هو جديد ومفيد في حقل الإرشاد وتقديمه للزملاء المرشدين والمربين والمختصين في أرجاء الوطن الحبيب.

بسم الله الرحمن الرحيم
" رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا "
صدق الله العظيم



المحتويات

المقدمة
مفهوم التوجيه والإرشاد
مبادئ ومسلمات التوجيه والإرشاد
الأسس التي يقوم عليها التوجيه والإرشاد
أخلاقيات مهنة التوجيه والإرشاد
القوانين الأخلاقية للجمعية الأمريكية الإرشادية
أخلاقيات صنع القرار
مراجعة أدلة الممارسة الأخلاقية
المراجع



المقدمة:
لم يكن التوجيه والإرشاد بمنأى عن الممارسة منذ أقدم العصور فالآباء والمعلمون على سبيل المثال يسعون إلى مساعدة أبنائهم وطلابهم من أجل سلامتهم ونضجهم ودعم إمكاناتهم، إلا أن هذه المسألة كانت تأخذ شكل التوجيه فقط، دون الدخول في علاقة تفاعلية بين الموجه والفرد المحتاج إلى توجيه، كما أن التوجيه غير كاف لمساعدة الفرد في تحقيق ذاته مما زاد من إلحاح الحاجة إلى عملية الإرشاد النفسي التي تتضمن العلاقة وجها لوجه بين المرشد والمسترشد ومع بداية القرن العشرين تغير المفهوم فبدأ التوجيه والإرشاد بمرحلة التوجيه المهني ثم التوجيه المدرسي حيث امتدت برامج التوجيه والإرشاد لتشمل المجالات التربوية ،ثم ظهرت مرحلة علم النفس الإرشادي والذي يركز على الصحة النفسية والنمو النفسي.
وفي عام (1970) اعتبر التوجيه والإرشاد النفسي عملية اتخاذ القرار بهدف التقليل من قلق الطلاب، ثم تطور المفهوم بعد ذلك وأصبحت الاتجاهات نحو برامج التوجيه والإرشاد النفسي أكثر ايجابية وأخذ مكانته كعلم معترف به .
والتوجيه والإرشاد التربوي عبارة عن علاقة مهنية تتجلى في المساعدة المقدمة من فرد إلى أخر ،فرد يحتاج إلى المساعدة (المسترشد) وأخر يملك القدرة على تلك المساعدة ( المرشد) ،وهذه المساعدة تتم وفق عملية تخصصية تقوم على أسس وتنظيمات وفنيات تتيح الفرصة أمام الطالب لفهم نفسه وإدراك قدراته بشكل يمنحه التوافق والصحة النفسية ويدفعه إلى مزيد من النمو والإنتاجية،وتبنى هذه العلاقة المهنية (علاقة الوجه للوجه ) بين المرشد والمسترشد في مكان خاص يضمن سرية أحاديث المسترشد ،والإرشاد عملية وقائية ونمائية وعلاجية تتطلب تخصصاً وإعدادا وكفاءة ومهارة وسمات خاصة تعين المسترشد على التعلم واتخاذ القرارات والثقة بالنفس وتنمية الدافعية نحو الإنجاز ،ويهدف التوجيه والإرشاد التربوي إلى تحقيق النمو الشامل للطالب ولا يقتصر ذلك على مساعدته في ضوء قدراته وميوله في المحيط المدرسي فحسب بل يتعدى ذلك إلى حل مشكلاته وتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة ،وتغيير سلوك الطالب إلى الأفضل تحت مظلة الإرشاد النفسي ،وهذا بدوره يقود إلى تحقيق الهدف نحو تحسين العملية التربوية .
لقد أصبح إنسان هذا العصر في حاجة ماسة إلى التوجيه والإرشاد أيا كان موقعه وعمره بحكم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والمهنية والتقنية المتسارعة.
إن مراحل النمو العمرية والتغيرات الانتقالية،والتغيرات الأسرية وتعدد مصادر المعرفة والتخصصات العلمية ،وتطور مفهوم التعليم ومناهجه،وتزايد أعداد الطلاب ومشكلات الزواج والتقدم الاقتصادي وما صاحب ذلك من قلق وتوتر ،كل ذلك أدى إلى بروز الحاجة إلى التوجيه والإرشاد ،كما إن هذا التغير في بعض الأفكار والاتجاهات أظهر أهمية التوجيه والإرشاد في المدرسة على وجه الخصوص ،حيث لم يعد المدرس قادرا على مواجهة هذا الكم من الأعباء والتغيرات كما أن تغير الأدوار والمكانات وما ينتج عن ذلك من صراعات وتوتر يؤكد مدى الحاجة إلى برامج التوجيه والإرشاد .
ويأتي اهتمام التوجيه والإرشاد التربوي منصباً على حاجات المتعلم بشخصيته في جوانبها النفسية والاجتماعية والسلوكية إضافة إلى عملية التحصيل الدراسي ورعاية المتأخرين دراسياً والمتفوقين والمبدعين.
وتظهر هنا أهمية دور المرشد التربوي بصفته الشخص المتخصص الذي يتولى القيام بمهام التوجيه والإرشاد بالمدرسة، لذا يجب أن يكون متخصصاً وذا كفاءة ومهارة في تعامله مع المسترشدين من الطلاب.
وهكذا تبدو مهنة المرشد التربوي مهنة صدق وأمانة وصبر ومشقة لكنها تصبح مجالاً خصباً للأجر والمثوبة من عند الله سبحانه وتعالى إذا ما أخلصت النية، وتوجت بالإخلاص في التنفيذ والممارسة،أي أنها ليست مهنة فضفاضة تتسع لمن طرق بابها ليخلد للراحة، وليست فراراً من العمل إلى الكسل، إنها أمانة قبل كل شيء ثم مسؤولية كبيرة أمام جميع الفئات داخل المدرسة وخارجها.
إن مهنة الإرشاد اليوم لم تعد تسمح بالتهافت عليها دون تخصص علمي، إنها أشبه بغرفة العمليات الجراحية لا تقبل ولا تغفر الأخطاء، وهكذا فان التوجيه والإرشاد التربوي علم ومهارة وفن وخبرة وأمانة.

مفهوم التوجيه والإرشاد:-
التوجيه:
إن التوجيه أعم وأشمل من الإرشاد وهو جزء من العملية التربوية، والتوجيه يسبق الإرشاد ويمهد له، وهو عملية عامة تهتم بالنواحي النظرية ووسيلة إعلامية في اغلب الأحيان تشترط توفر الخبرة في الموجه وتعنى بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
ويمكن القول أن اصطلاح التوجيه في الوقت الحالي يقتصر على إعطاء المعلومات كما أن المتخصصين قد اتفقوا على أن التوجيه التربوي يشتمل بين عناصره على عملية الإرشاد وان كل مدرس أو إداري في المدرسة يشترك بشكل أساسي في برنامج التوجيه، في حين تبقى عملية الإرشاد من اختصاص المرشد كما تبقى عملية التدريس من اختصاص المدرس.
ونورد بعض تعريفات التوجيه:
1.تعريف مايرز للتوجيه التربوي
العملية التي تهتم بالتوفيق بين الفرد بما له من خصائص مميزة من ناحية والفرص الدراسية المختلفة والمطالب المتباينة من ناحية أخرى والتي تهتم أيضا بتوفير المجال الذي يؤدي إلى نمو الفرد وتربيته.
2. تعريف بريور
إن التوجيه التربوي هو المجهود المقصود الذي يبذل في سبيل نمو الفرد من الناحية العقلية وان كل ما يرتبط بالتدريس أو التعليم يمكن أن يوضع تحت التوجيه التربوي ويرى أن هناك فرقا بين عبارة "التربية كتوجيه " وبين عبارة "التوجيه التربوي " فهو يقصد بالأولى ضرورة توجيه الطلبة بالمدارس في جميع نواحي نشاطهم ويقصد في الثانية ناحية محدودة من التوجيه تهتم بنجاح الطالب في حياته الدراسية .
3.تعريف أحمد لطفي بركات
هو مجموعة الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يفهم نفسه ويفهم مشاكله وأن يستغل إمكانياته الذاتية من قدرات ومهارات واستعدادات وميول، وأن يستغل إمكانيات بيئته فيحدد أهدافا تتفق وإمكانياته من ناحية وإمكانيات هذه البيئة من ناحية أخرى نتيجة لفهم نفسه وبيئته ويختار الطرق المحققة لها بحكمة وتعقل فيتمكن بذلك من حل مشاكله حلولا عملية تؤدي إلى التكيف مع نفسه ومجتمعه فيبلغ أقصى ما يمكن بلوغه من النمو والتكامل في شخصيته.
4. تعريف ميلر
انه عملية تقديم المساعدة للأفراد لكي يصلوا إلى فهم أنفسهم واختيار الطريق الصحيح والضروري للحياة وتعديل السلوك لغرض الوصول إلى الأهداف الناضجة والذكية والتي تصحح مجرى الحياة.

5.تعريف دونالدج مورتنس
انه ذلك الجزء من البرنامج التربوي الكلي يساعد على تهيئة الفرص الشخصية وعلى توفير خدمات متخصصة بما يمكن كل فرد من تنمية قدرته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن.

الإرشاد:
هو عملية نفسية أكثر تخصصية وتمثل الجزء العلمي في ميدان التوجيه وتقوم على علاقة مهنية (علاقة الوجه للوجه ) بين المرشد والمسترشد في مكان خاص يضمن سرية أحاديث المسترشد وفي زمن محدود أيضا.
والإرشاد عملية وقائية ونمائية وعلاجية تتطلب تخصصاً وإعدادا وكفاءة ومهارة،كون هذه العملية فرعاً من فروع علم النفس التطبيقي وان خدمات التوجيه العامة وخدمات الإرشاد خاصة تجمل عادة في مفهوم واحد وهو التوجيه والإرشاد.

تعاريف متعددة للإرشاد:
ظهرت تعريفات متعددة للإرشاد بعضها يصور المفهوم والبعض الأخر يحمل الطابع الإجرائي، وبعضها يركز على العلاقة الإرشادية ودور المرشد والبعض الأخر يركز على عملية الإرشاد نفسها بينما يركز آخرون على النتائج التي نحصل عليها من الإرشاد وفيما يلي عرض لبعض هذه التعريفات.
1.تعريف جود (1945) Good
يقصد بالإرشاد تلك المعاونة القائمة على أساس فردي وشخصي فيما يتعلق بالمشكلات الشخصية، والتعليمية، والمهنية والتي تدرس فيها جميع الحقائق المتعلقة بهذه المشكلات، ويبحث عن حلول لها، وذلك بمساعدة المتخصصين وبالاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع، ومن خلال المقابلات الإرشادية التي يتعلم المسترشد فيها أن يتخذ قراراته الشخصية.
2.تعريف رين (1951) Wrenn
الإرشاد هو علاقة دينامية وهادفة بين شخصين، تتنوع فيها الأساليب باختلال طبيعة حاجة الطالب، ولكن في كل الحالات يكون هناك إسهام متبادل من جانب كل من المرشد والطالب، مع التركيز على فهم الطالب لذاته .
3.تعريف روجرز (1952) Rogers
الإرشاد هو العملية التي يحدث فيها استرخاء لبنية الذات للمسترشد في إطار الأمن الذي توفره العلاقة مع المسترشد، والتي يتم فيها إدراك الخبرات المستبعدة في ذات جديدة.
4.تعريف بيبنسكي وبيبنسكي (1954) Pepinsky&Pepinsky
الإرشاد عملية تشتمل على تفاعل بين مرشد ومسترشد في موقف خاص بهدف مساعدة المسترشد على تغيير سلوكه بحيث يمكنه الوصول إلى حل مناسب لحاجاته.
5.تعريف تولبيرت (1959) Tolbert
الإرشاد هو علاقة شخصية وجها لوجه بين شخصين أولهما وهو (المرشد) من خلال مهاراته وباستخدام العلاقة الإرشادية، يوفر موقفا تعليميا للشخص الثاني،( المسترشد) وهو نوع عادي من الأشخاص، حيث يساعده على تفهم نفسه وظروفه الراهنة والمقبلة، وعلى حل مشكلاته وتنمية إمكانياته بما يحقق اشباعاته وكذلك مصلحة المجتمع في الحاضر وفي المستقبل.
6.تعريف كرمبولتز (1965) Krumboltz
يتكون الإرشاد من أي أنشطة قائمة على أساس أخلاقي، يتخذها المرشد في محاولة لمساعدة المسترشد للانخراط في تلك الأنواع من السلوك التي تؤدي إلى حل مشكلاته.
7.تعريف بلوتشر(1966)Blotcher
الإرشاد عملية يتم فيها التفاعل بهدف أن يتضح مفهوم الذات والبيئة، وبهدف بناء وتوضيح أهداف أو قيم تتعلق بمستقبل الفرد المسترشد.
8.تعريف ليونا تيلور (1969)Tyler Leona
الإرشاد ليس هو مجرد إعطاء نصائح، ولا ينجم عن الحلول التي يقترحها المرشد، بل انه أكثر من تقديم حل لمشكلة آنية، وهو تمكين الفرد من التخلص من متاعبه ومشاكله الحالية، وتكوين اتجاهات عقلية محضة تساعد الفرد المسترشد على التخلص من الاتجاهات الانفعالية التي تعوق من تفكيره.
9.تعريف باترسون (1974) Petterson
الإرشاد يتضمن المقابلة في مكان خاص يستمع فيه المرشد ويحاول فهم المسترشد، ومعرفة ما يمكنه تغييره في سلوكه بطريقة أو أخرى، يختارها ويقرها المسترشد، ويجب أن يكون المسترشد يعاني من مشكلة ويكون لدى المرشد المهارة والخبرة للعمل مع المسترشد للوصول إلى حل المشكلة.
10.تعريف كرمبولتز وثورسين (1976) Krumboltz & Thoresen
هو عملية مساعدة الأفراد في تخطي مشكلاتهم.
11. تعريف بيركس وستيفلر (1979) Burks & Stefflre
يشير مصطلح الإرشاد إلى علاقة مهنية بين مرشد مدرب ومسترشد، وهذه العلاقة تتم في إطار "شخص لشخص" رغم أنها قد تشتمل أحيانا على أكثر من شخصين، وهي معدة لمساعدة المسترشدين على تفهم واستجلاء نظرتهم في حياتهم وأن يتعلموا أن يصلوا إلى أهدافهم المحددة ذاتيا من خلال اختيارات ذات معنى وقائمة على معلومات جيدة، ومن خلال حل مشكلات ذات طبيعة انفعالية أو خاصة بالعلاقات مع الآخرين (ذات طبيعة اجتماعية ).
12.تعريف ايفي (1980) Ivey
هو عملية مركزة للاهتمام بمساعدة الأفراد الأسوياء ليحققوا أهدافهم أو يؤدوا وظائفهم بصورة أكثر فعالية.
13.تعريف آدمز (1980)
انه علاقة تفاعلية بين فردين، حيث يحاول أحدهما وهو المرشد مساعدة الأخر الذي هو المسترشد كي يفهم نفسه فهما أفضل بالنسبة لمشكلاته في الحاضر والمستقبل.
14. الجمعية الامريكية لعلم النفس (1980)
انه الخدمات التي يقدمها اختصاصيون في علم النفس الإرشادي وفق مباديء وأساليب دراسة السلوك الإنساني خلال مراحل نموه المختلفة ويقدمون خدمات لهم لتأكيد الجانب الايجابي بشخصية المسترشد واستغلاله لتحقيق التوافق لدى المسترشد، وبهدف اكتساب مهارات جيدة تساعد على تحقيق مطالب النمو والتوافق مع الحياة، واكتساب قدرة اتخاذ القرار، ويقدم الإرشاد لجميع الأفراد في المراحل العمرية المختلفة وفي المجالات المختلفة، الأسرة والمدرسة والعمل.
15. تعريف حامد زهران
عملية مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته وميوله وأهدافه وأن يختار نوع الدراسة والمناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده في اكتشاف الإمكانيات التربوية وتساعده في النجاح وتشخيص المشكلات التربوية وعلاجها بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة.
ويتضح من التعريفات السابقة أن الإرشاد يشتمل على الخصائص أو العناصر التالية:
1.الإرشاد عملية:أي أنها تمر في خطوات معينة بشكل متتابع ومتصل.
2.الإرشاد عملية تعليمية:أي أنها تعلم الفرد على مواجهة مشكلاته وحلها وتركز على تغير السلوك.
3.الإرشاد عملية مساعدة:أي أنها تقدم العون والمساعدة من المرشد إلى المسترشد.
4.المرشد هو المخطط للعملية الإرشادية وهو شخص مؤهل تأهيلا علميا متخصصا.
5.المسترشد شخص عادي بحاجة إلى مساعدة وشخصيته متماسكة ولا يحتاج إلى برامج العلاج النفسي.
6.العلاقة الإنسانية:أي أن العلاقة بين المرشد والمسترشد تقوم على التعاطف في العلاقة الإرشادية.
7.البيئة التي يتم فيها الإرشاد هي بيئة العلاقة الإرشادية وجها لوجه.
8.يهتم الإرشاد بانتقال الخبرة من موقف الإرشاد إلى مواقف الحياة التي يقف فيها المسترشد فيما بعد.
وبذلك أرى أن الإرشاد التربوي هو " عملية منظمة ومخططة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته ويعرف قدراته ويطور مهاراته ويحل مشكلاته ويحقق أهدافه في إطار القيم المجتمعية والأهداف العامة للتعليم في المجتمع وبالتالي تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني والاجتماعي للمسترشد.

* مباديء (مسلّمات ) التوجيه والإرشاد:
هذه المباديء تتعلق بالسلوك البشري وهي متعددة ومتشابكة ومتبادلة الأثر والتأثير، وهي قواعد تقوم عليها أو تنطلق منها عملية الإرشاد لتعديل ذلك السلوك، وعلى المرشد التربوي أن يجعلها نصب عينيه أثناء عملية الإرشاد وهي على النحو التالي:
1.ثبات السلوك الإنساني نسبياً ومرونته:
- السلوك كل ما يصدر عن الإنسان الحيّ من نشاط يتصل بطبيعته الإنسانية سواء كان
جسمياً أو عقلياً أو اجتماعياً أو انفعالياً.
- السلوك متعلم (مكتسب ) بالتنشئة والتفاعل.
- السلوك ثابت في الظروف العادية والمواقف المعتادة وهذا يساعد على التنبؤ به عند التعامل مع المسترشد ويسهل عملية الإرشاد (لكن هذا الثبات ليس ثباتاً مطلقاً ).
- السلوك الإنساني مرن ( أي أنه قابل للتغيير والتعديل ) مما يشجع عملية الإرشاد.
- مرونة السلوك لا تقتصر على تعديل السلوك الظاهري فقط بل تتعداه إلى البنية الأساسية للشخصية (الذات) وتعديل مفهومها لدى المسترشد إلى الإيجاب والواقعية.
2.السلوك الإنساني فردي وجماعي :
فردي بمعنى أن السلوك يتأثر بفردية الإنسان (الشخصية ) أي بما يتسم به من سمات عقلية أو انفعالية، وجماعي أي أنه يتأثر السلوك بمعايير الجماعة وقيمها وعاداتها وضغوطها واتجاهاتها أي أن سلوك الإنسان ناتج من تفاعل العوامل الفردي والجماعية.
كما أنه من خلال التنشئة الاجتماعية تتشكل لدى الإنسان اتجاهات معينة نحو الأفراد والجماعات والمواقف الاجتماعية، وعلى المرشد أن يأخذ بعين الاعتبار عند تغيير سلوك المسترشد معايير الجماعة ومدى تأثيرها على المسترشد، إضافة إلى فهم شخصية الفرد بحيث يعيش المسترشد في توافق شخصي واجتماعي.
3.استعداد الفرد للتوجيه والإرشاد:
الإنسان اجتماعي بطبعه ولذا فانه إذا استصعب عليه أمر فانه يستشير غيره ممن يتوسم فيهم الخبرة والمقدرة، والمرشد يفترض أن يكون من ذوي الخبرة ليقبل عليه المسترشد ويتقبله وهذا هو أساس نجاح العملية الإرشادية.
4.حق الفرد في التوجيه والإرشاد:
من حقوق الفرد على الجماعة أن تضبط سلوكه وأن ترشده إلى الطريق القويم ليكون عضوا سليماً فاعلاً فيها.
5.حق الفرد في تقرير مصيره:
للفرد الحق في اتخاذ القرارات المتعلقة به دون إجبار من أحد، والإرشاد ليس نصائح ولا أوامر ولا إعطاء حلول جاهزة تحقيقاً لهذا فالإرشاد يعطي الحق للمسترشد أن يقرر مصيره بنفسه، فيقدم الإرشاد بطريقة خذ أو اترك، وهذا يعطي مساحة أكبر أمام المسترشد للنمو والتفكير واتخاذ القرارات المناسبة والاستقلال والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية.
6.تقبّل المسترشد:
أن يتقبل المرشد المسترشد كما هو وبما هو عليه لا كما ينبغي أن يكون (دون شروط) وهذا يعني أن يشعر المسترشد بالأمن النفسي والطمأنينة ليبوح بما لديه من معاناة في جو آمن قائم على الثقة والاحترام المتبادل.
والتقبل لا يعني تقبل سلوك المسترشد الشاذ بل يساعده على تغيير ذلك السلوك، وإذا أقر المرشد مسترشده على سلوك شاذ أو ضار فان ذلك يعتبر تشجيعاً له على الممارسة الغير سوية وهذا مرفوض من جانب الإرشاد.
7.استمرار عملية الإرشاد:
عملية التوجيه والإرشاد عملية مستمرة طوال مراحل العمر المختلفة يقوم بها (الوالدان –المعلمون – المرشدون ) وعملية الاستمرار تعني أن يتابع المرشدون تطورات المسترشد بصفة مستمرة لان الإرشاد ليس وصفة طبية ولا حلاً جاهزاً ولا نصيحة عابرة بل هو خدمة مستمرة ومنظمة.
8.الدين ركن أساسي في عملية التوجيه والإرشاد:
إن تعاليم الدين الإسلامي معايير أساسية في تنظيم سلوك الأفراد والجماعات والتمسك بها مصدر أمن نفسي وطمأنينة، والمعتقدات الدينية لكل من المرشد والمسترشد هامة وأساسية في عملية الإرشاد، فالإرشاد يحتاج إلى المرشد الذي يخشى الله ويراقبه في عمله ويحتاج إلى المرشد الملم ببعض المفاهيم الدينية الأساسية مثل طبيعة الإنسان كما حددها الله سبحانه وتعالى وأسباب الاضطراب النفسي في رأي الدين مثل الذنوب وضعف الوازع الديني وأعراض الاضطراب النفسي كالانحراف والشعور بالإثم والخوف القلق والاكتئاب والوسواس وكيفية التخلص من الوزر والتوبة الصادقة.
وعلى المرشد أن يلم ببعض سبل الوقاية من الاضطراب النفسي في الإسلام كالإيمان والسلوك الديني الأخلاقي وكذلك خطوات الإرشاد الديني مثل الاعتراف بالذنب والتوبة والاستبصار بالذات والتعلم والدعاء والاستغفار وذكر الله والصبر والتوكل على الله، والاستشهاد بالأدلة من القرآن والسنة النبوية الشريفة والتي تساهم في تغير الاتجاهات وضبط السلوك.

* الأسس التي يقوم عليها التوجيه والإرشاد:
يقوم التوجيه والإرشاد على أسس فلسفية تتعلق بطبيعة الإنسان وأخلاقيات الإرشاد وعلى أسس نفسية وتربوية تتعلق بالفروق الفردية والفروق بين الجنسين ومطالب النمو، وعلى أسس اجتماعية تتعلق بالفرد والجماعة ومصادر المجتمع، وعلى أسس عصبية وفسيولوجية تتعلق بالجهاز العصبي والحواس وأجهزة الجسم الأخرى.
وفيما يلي أسس التوجيه والإرشاد:
أولا: الأسس الفلسفية
1.محاولة فهم طبيعة الإنسان:
حيث أن هذا المفهوم قد تخبطت فيه النظريات المختلفة، فالتحليلية الفرويدية ترى أنه عدواني تتحكم فيه غرائزه، والإنسانية (كارل روجرز) ترى أنه خير بطبعه، والسلوكية ترى أنه محايد (سلبي) تحركه المثيرات فيستجيب لها، والنظرية المعرفية الانفعالية ترى أنه يؤثر ويتأثر وأن أفكاره غير العقلانية السبب في اضطرابه.
والمفهوم الصحيح هو ما جاء به الدين الإسلامي حيث ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل والتفكير وبصره وعلمه وكرمه على سائر المخلوقات، فهو مفطور على الخير ولديه شهوات، وهو محاسب على استخدام ذلك العقل، وفهم هذه الطبيعة يساعد المرشد التربوي على نجاح عملية الإرشاد وفهم المسترشد.
2.الكينونة والصيرورة:
الكينونة تعني ما هو كائن وموجود والصيرورة تعني ما سيصير (تغير )، والصيرورة والكينونة متكاملتان ولا تلغي أحدهما الأخرى، فمثلا الشخص الذي أصبح راشدا كان طفلاً، ويبقى ذلك الشخص رغم التغير الذي جرى عليه أي أن هناك أمورا في الشخص تبقى كما هي بينما تتغير فيه أشياء أخرى.
والعالم دائم التغير، لذا فالصيرورة مفهوم دائم التغير، وحياة الإنسان مليئة بالمتغيرات الجديرة بالملاحظة والتأمل، والإرشاد ينظر إلى الشخص ككائن يتغير سلوكه رغم بقائه نفس الشخص.
3.علم الجمال:
يهتم المرشد بالجمال وبالنظرة إلى الحياة بتفاؤل وجمال وتطلع ايجابي لذا يساعد المرشد المسترشد على أن يتذكر الأشياء الجميلة في حياته دائما ويساعده على نسيان الذكريات المؤلمة.
4.علم المنطق:
يحتاج المرشد إلى الأسلوب المنطقي في مناقشته مع المسترشد أثناء المقابلة الإرشادية لتعديل السلوك، لذا يعتبر الإقناع المنطقي من أهم وأرقى الأساليب الإرشادية حيث يحدد المرشد مع المسترشد أسباب السلوك المضطرب من أفكار ومعتقدات غير منطقية وغير عقلانية والتخلص منها بالإقناع المنطقي للمسترشد وإعادته إلى التفكير المنطقي، إذ أن كثيرا من الاضطرابات منشأها الانقياد للأفكار الخاطئة والغير عقلاينة.
ثانيا:الأسس النفسية والتربوية
يعتمد الإرشاد التربوي على مجموعة من الأسس النفسية والتربوية التي يمكن تلخيصها كما يلي
1.الفروق الفردية:
يتشابه الأفراد بعضهم بالبعض الأخر في جوانب كثيرة، إلا أن هناك فروقا واضحة بين الأفراد في مظاهر الشخصية كافة (جسدياً وتعليمياً واجتماعياً وانفعالياً ) حيث لا يوجد اثنان في صورة واحدة طبق الأصل، حتى التوائم المماثلة تختلف عن بعضها جزئياً.
لذا ينبغي وضع الفروقات الفردية في الحسبان في عملية الإرشاد، فعلى المرشد أن يعرف ما يتصل بأسباب المشكلات النفسية مثلاُ إذ أن بعض العوامل قد تسبب مشكلة عند فرد ما ولا تسبب مشكلة لدى فرد أخر.
2.الفروق بين الجنسين:
إن الفروقات بين الجنسين واضحة في الجوانب الفيزيولوجية والجنسية والاجتماعية والعقلية والانفعالية، وهذه الفروقات التي تعود إلى عوامل بيولوجية أصلاً والى عوامل التنشئة الاجتماعية التي تبرز هذه الفروقات أو تقلل من أهميتها، لذا فعملية الإرشاد ليست واحدة لكلا الجنسين لان ما ينطبق على الذكور قد لا ينطبق على الإناث، فالفروقات لها أهميتها ولا سيما في ميدان الإرشاد التربوي والمهني والأسري.

3.مطالب النمو:
يتطلب النمو السوي للفرد في مرحلة من مراحل نموه أن يحقق مطالب النمو التي تبين مدى تحقيق الفرد لذاته وإشباع حاجاته وفقاً لمستوى نضجه وتطور خبراته التي تتناسب مع مرحلة النمو ،ويؤدي تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد ،كما أن عدم تحقيق مطالب النمو يؤدي إلى شقاء الفرد وفشله .
وتختلف مطالب النمو من مرحلة إلى أخرى، فمطالب النمو في الطفولة هي تعلم المشي والمهارات الأساسية وتحقيق الأمن الانفعالي والثقة بالنفس وبالآخرين، أما في المراهقة تختلف مطالب النمو من حيث تميزها بتقبل التغيرات الجسدية والفيزيولوجية والتوافق معها وتكوين مهارات ومفاهيم ضرورية للإنسان واختيار نوع الدراسة أو المهنة المناسبة ومدى الاستعداد لذلك ومع معرفة السلوك الاجتماعي المقبول للقيام بالدور الاجتماعي السليم ،وفي مرحلة الرشد تتسم مطالب النمو باتساع الخبرات العقلية والمعرفية وتكوين الأسرة وتربية الأولاد والتوافق المهني وتحمل المسؤولية الاجتماعية والوطنية ،وفي مرحلة الشيخوخة تتلخص مطالب النمو بالتوافق مع الضعف الجسدي والتكيف مع التقاعد عن العمل وتنمية العلاقات الاجتماعية القائمة .
4.الفروق في الفرد الواحد:
ليست قدرات الفرد واستعداداته وميوله واحدة من حيث درجة قوتها أو ضعفها بل هي تختلف من خاصية إلى أخرى، فالخصائص الجسدية قد لا تتوافق مع الخصائص الانفعالية أو العقلية، فقد يتقدم النضج العقلي على النضج الاجتماعي.
ثالثا:الأسس الاجتماعية
تؤثر الجماعة المرجعية على سلوك الفرد إضافة إلى ميوله واتجاهاته،لان الفرد يتأثر بالجماعة والسلوك فردي اجتماعي كما تؤثر ثقافة المجتمع التي ينتمي إليها الفرد من عادات وتقاليد وأعراف في ذلك الفرد وبالتالي على المرشد أن يراعي ذلك لكي يتمكن من فهم المسترشد وفهم دوافع سلوكه.
رابعا:الأسس العصبية والفسيولوجية
على المرشد أن يلم بقدر مناسب من الثقافة الصحية عن تكوين الجسم ووظائفه وعلاقته بالسلوك وخاصة الجهاز العصبي المركزي الذي هو الجهاز الرئيسي الذي يسيطر على أجهزة الجسم الأخرى ويتحكم في السلوك الإرادي للإنسان من خلال الرسائل العصبية الخاصة التي تنقل له الاحساسات الداخلية والخارجية ويستجيب بإصدار تعليماته إلى أعضاء الجسم.
فالجهاز العصبي الذاتي اللاإرادي يعمل بشكل لا شعوري أي لا تتدخل إرادة الإنسان في ذلك وهو مسئول عن السلوك الغير إرادي مثل حركة الأمعاء وهذا الجهاز يسيطر على جميع أجهزة الجسم التنفسي والهضمي والدوري والتناسلي وجهاز الغدد والجلد وهو يعمل وقت تعرض الجسم للخطر بما يشبه إعلان حالة الطواريء.
فالإنسان جسم ونفس وكل منهما يؤثر في الاخر فالحالة النفسية تؤثر على العمليات الفسيولوجية الغضب يؤدي إلى زيادة دقات القلب، والحزن يؤدي إلى انسكاب الدمع، كما أن الأمراض العضوية تؤدي إلى الحزن والى القلق، وعند زيادة انفعال الغضب واستمراره يتأثر الجهاز العصبي بشكل لاإرادي فتظهر الاضطرابات النفس جسمية (السيكوسوماتية ) كاحتجاج لا شعوري مثل ضغط الدم والقولون العصبي والصداع النفسي وقرحة المعدة والسكري والربو وبعض الآلام الهيكلية أو بعض الاضطرابات الجلدية والجيوب الانفية ،والمرشد الحاذق ينتبه دائما إلى شكوى المسترشد ويتعرف على مصادر انفعالاته .
كما أن درجة الانفعال إذا زادت وأزمنت تحولت عن طريق الجهاز العصبي المركزي إلى اضطرابات وأعراض جسمية واضحة نتيجة خلل في أعصاب الحس فيحدث ما يسمى بالهستيريا العضوية مثل العمى الهستيري، الصم، الشلل، التشنج الهستيري، الصراع الهستيري، الخرس، فقدان حاسة الذوق، فقدان الذاكرة الهستيري وغير ذلك وعلى المرشد أن ينتبه لدوافع غضب المسترشد.

* أخلاقيات مهنة التوجيه والإرشاد:
بما أن مهنة التوجيه والإرشاد هي مهاد تطبيقي لعلم النفس ونظرياته، وتخصص يدّرس بدرجات علمية، ولان هذه المهنة إلى جانب كبير من الأهمية والخطر في العلاقة مع المسترشد والإطلاع على أسراره فيتوجب أن يكون لها قواعد أخلاقية يتقيد بها كل من يمارس هذه المهنة ،لان هذه القواعد هي التي تنظم عمل المرشد وتضع الخطوط العامة التي تساعده على توخي الوقوع فيما يلحق الضرر بالآخرين وكذلك تساعد على توفير الحماية للمهنة من داخلها في حال وقوع انحرافات مع بعض زملاء المهنة .
وتعتبر القواعد الأخلاقية ذات أهمية كبيرة في العمل الإرشادي وهي مسؤولية تقع على عاتق المرشد التربوي وعليه أن يدرك أن الدين هو مصدر الأخلاق وأن التزامه بالخلق الذي يحث عليه الدين سيضع تصرفاته في الطريق القويم والسليم.
وهنا سنعرض بعض أخلاقيات المرشد التربوي وهي على النحو التالي:
أولا: مباديء عامة
1.أن يتحلى المرشد التربوي بالأخلاق الفاضلة قولاً وعملاً، وأن يكون قدوة حسنة في الصبر والأمانة وتحمل المسؤولية دون ملل أو كلل أو يأس.
2.أن يتحلى المرشد بالمرونة في التعامل مع حالات الطلاب، وعدم التقيد بأساليب محددة في فهم مطالبهم وحاجاتهم الإرشادية، فالمرونة المطلوبة هي الوسيلة التي يمكن للمرشد أن يتقبل ويسمع أصوات الطلاب واحتياجاتهم ومطالبهم، فهو الشخص الوحيد في المدرسة الذي يجب أن يتقبل ذلك مهما كان الطالب سيئاً أو مخطئاً... وهذا لا يعني أن نوافق على السوء أو الخطأ ولكن أن تكون لدينا المرونة الكافية لاستيعاب الموقف واحتوائه حتى يمكن لنا التعرف على جوانب كثيرة من مطالبهم واحتياجاتهم لنتمكن من مساعدتهم بالحصول عليها بطريقة صحيحة بعيداً عن الخطأ.
3.أن يتميز المرشد التربوي بالإخلاص وتقبل العمل في مجال التوجيه والإرشاد كرسالة وليس كوظيفة بعيداً عن الرغبات والطموحات الشخصية.لأن الوظيفة تقود المرشد إلى أداء عمل هو ملزم به دون محاولة الإبداع والتطوير، والرسالة هي التي تبني الشخص لقضية ما، والإيمان بأنها مهمة وسامية، وهنا ينبغي أن يقف المرشدين وقفة جادة مع أنفسهم ويحددوا ماذا يريدون، هل اتجاههم للإرشاد من باب التغيير أم الهروب من العمل، أم هو إيمان تام بأهمية هذه المهنة ومن أجل المساهمة في إصلاح أفراد المجتمع والمساهمة في بناء الوطن.والقرار هنا متروك لذوات المرشدين وينبع من الفرد ذاته وينطوي على مسؤولية النظر إلى الإرشاد كرسالة سامية، وهو ما يحقق النجاح لمهنة التوجيه والإرشاد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.
4.أن يتجنب المرشد إقامة علاقات شخصية مع الطالب، وأن تكون العلاقة مهنية، لان المرشد التربوي أقرب شخص لأنفس الطلاب، لذلك قد تنشأ علاقة شخصية، ونظراً لطبيعة عمل المرشد وطبيعة بعض الطلاب فهذا يعد منزلقاً خطراً إذا وقع يتضرر منه المرشد والعملية الإرشادية وعليه ينبغي أن يقيد المرشدين أنفسهم بحدود العلاقة المهنية دون تطويرها إلى علاقة شخصية خاصة.
5.أن يبتعد المرشد عن التعصب كافة والالتزام بأخلاقيات العمل المهني، فالمرشد يواجه مجموعة من الطلاب هم خليط من أفراد المجتمع منهم القريب له عائلياً أو سياسيا ومنهم البعيد ومنهم من يعرفه أو قد يكون من الحي أو المنطقة التي يسكن فيها فعند الاتجاه إلى إقامة العلاقة المهنية من منظور تحكمه القرابة والمعرفة أو الانتماء فقد حكم المرشد على نفسه بالفشل.
6.ألا يستخدم المرشد أدوات فنية أو أساليب مهنية لا يجيد تطبيقها وتفسير نتائجها، وهنا لا مجال للاجتهاد على حساب الآخرين، فيجب عدم استخدام الاختبارات النفسية أو العقلية وأنت لا تملك الخبرة العملية التي تساعدك في التعامل مع هذه الاختبارات حتى لا يؤدي ذلك إلى الإضرار بالطالب .
7.عدم استخدام أجهزة التسجيل سواء كان عن طريق الكاسيت أو الفيديو أو أي أجهزة أخرى إلا بإذن مسبق من الطالب وبموافقته.
8.عدم تكليف أحد من الزملاء غير المرشدين في المدرسة بالقيام بمسؤولياته الإرشادية نيابة عنه.
9.عدم استفزاز الطالب للكشف عن مشكلته مما يضعف الثقة بينهما.
10. عدم تدخل المرشد في ديانة المسترشد غير المسلم واحترام جميع الديانات.
ثانيا: السرية
نظرا لان المرشد سوف يتعرض لأسرار الطالب في حياته العامة والخاصة ولأفراد أسرته من خلال التعامل مع دراسة حالته، فعليه المحافظة على سرية المعلومات التي يحصل عليها وعندما يخفق المرشد في المحافظة على سرية المعلومات فقد أخل بشرط أساسي ومهم جداً من شروط وأخلاقيات مهنة التوجيه والإرشاد وتشتمل السرية على تقيد المرشد التربوي بالاتي:
- يلتزم بالأمانة على ما يقدم له أو يطلع عليه من أسرار خاصة بالطالب وبياناته الشخصية ومسؤولية تأمينها ضد إطلاع الغير عليها وبطريقة تصون سريتها.
- يلتزم عدم نشر المعلومات الخاصة بالحالات التي يقوم بدراستها ومتابعتها.
- عدم الإفصاح عن نتائج دراسة حالة الطالب والاكتفاء بإعطاء توصيات لمن يهمه أمر الطالب للتعامل مع حالته.
- في حالة طلب معلومات سرية عن حالة الطالب من قبل الجهات الأمنية أو القضائية فعلى المرشد التربوي الإفصاح عن المعلومات الفردية وبقدر الحاجة فقط وإشعار الطالب بذلك
- إذا طلب ولي أمر الطالب أو مدير المدرسة معلومات سرية عن الطالب فعلى المرشد تقديم المعلومات الضرورية بعد التأكد من عدم تضرر الطالب من إفشائها.
- يجوز للمرشد أن يخبر عن بعض الحالات بشكل قانوني في الظروف التالية:
1.عندما يشكل بعض المسترشدين خطراً على الآخرين أو على أنفسهم أو على أمن الوطن.
2.عندما يعتقد المرشد أن المسترشد يمارس النكاح المحرم ،أو تعرض لاغتصاب أو انتهاك حرمة طفل أو بعض الجرائم القانونية والأخلاقية الأخرى .
3.عندما تكون المعلومات تشكل قضية قانونية وتدخل في عمل المحكمة.

ثالثا:العلم والمعرفة
أن تتوفر لدى المرشد معلومات وافية عن طبيعة البشر وسلوكياتهم ومراحل نموهم والمشكلات التي يواجهونها في حياتهم وأساليب التعامل مع تلك المشكلات والنظريات التي تفسر السلوك والأسباب المؤدية إلى المشكلات وكذلك معرفة واقع المجتمع والمؤسسة التي يعمل بها، وأن يعمل بشكل دائم ودائب على تطوير ذاته في الجوانب الإرشادية وذلك من خلال :
- الدورات التدريبية والتعليم المستمر.
- المشاركة في المؤتمرات والندوات المختلفة.
- مواكبة المجلات المتخصصة والمراجع الحديثة.
- الاستفادة من خبرات الآخرين والزملاء في المهنة.
- الدراسات العليا.
رابعاً: الخبرة
تعتبر الخبرة الجانب الأدائي في عملية الإرشاد، لذا يحتاج المرشد إلى مجموعة من المهارات وفي مقدمتها مهارة تكوين العلاقة الإرشادية التي تشتمل على مهارات الملاحظة والإصغاء والتعبير وتكوين الألفة مع المسترشد وتوفير البيئة الإرشادية الآمنة ثم مهارات دراسة المشكلة وتشخيصها وإعداد الأهداف واختيار طريقة الإرشاد ثم تقويم العملية الإرشادية وأخيرا إنهاء العلاقة الإرشادية.
والمرشد الواعي الملتزم بقواعد مهنة الإرشاد لا يدعي أن لديه الخبرة والمهارة الكافية بل يسعى بكل الوسائل لتطوير مهاراته وقدراته تحت إشراف متخصصين.
خامسا: رعاية مصلحة المسترشد
بما أن المسترشد هو شخص لديه مشكلة ويحاول أن يجد المساعدة من المرشد بشأنها ،فعلى المرشد أن يساعده على الوصول إلى بر الأمان وأن يبذل المرشد كل ما في وسعه لمساعدته على النمو والنجاح وتجاوز المشكلات وتصحيح الأخطاء الادراكية والسلوكية وتحسين مشاعره وتبني القيم الايجابية ،وهو في جانب موقفه الإرشادي عليه أن يدافع عن مصالح المسترشد ويمنع أي أذى قد يلحق به ،وأن يراعي عند إعداده للتقارير ما أؤتمن عليه من قبل المسترشد.
سادساً:العلاقة الإرشادية
العلاقة الإرشادية جانب مهم من جوانب العملية الإرشادية فهي علاقة مهنية شخصية وتستوجب الحصول على المعلومات التي تساعد المرشد والمسترشد على فهم هذا المسترشد وظروفه وواقعه والمتغيرات التي من حوله ، فهذه العلاقة يجب أن تصان عن كل ما من شأنه زعزعة الثقة مع المسترشد.
ولكي تبدأ العلاقة بداية سليمة فان على المرشد أن يدرك دوره ومسؤولياته بالنسبة للمسترشد وبالنسبة للمهنة التي ينتسب إليها، وبذلك على المرشد أن يتقبل المسترشد بغض النظر عن جنسه أو لونه أو غير ذلك من المتغيرات.
وعلى المرشد أن يحاول في إطار العلاقة الإرشادية توفير كل ما من شأنه جعل العلاقة آمنة ولا يكون المسترشد في موضع الهجوم عليه أو توجيه النقد الحاد أو السخرية منه وخاصة في المراحل الأولى من العلاقة التي يبقى المرشد فيها بعيدا عن النقد أو إصدار الأحكام.
أما السخرية والعقاب فهي أمور لا نتصور أن تدخل كعناصر في أي علاقة إرشادية بل ستلحق أضراراً كبيرة بمهنة الإرشاد كلها.
كما أن على المرشد أن يمتنع عن الاستفادة من المعلومات التي حصل عليها من المسترشد لأغراض شخصية كما يمتنع أن يدخل في علاقات لا تتصف بالموضوعية كمحاولة الحصول على معلومات لن يستفيد منها المسترشد في موقف الإرشاد أو تكوين علاقة شخصية مثل الصداقة والزيارات المنزلية أو البيع والشراء أو تبادل المنافع.
وفي إطار العلاقة الإرشادية على المرشد أن يتجنب سؤال المسترشد أمام زملائه عما فعل إزاء موقف معين بل عليه أن يترك مثل هذه الأسئلة داخل الجلسات وداخل حجرة الإرشاد.
كما يمتنع المرشد عن الدخول في علاقة إرشادية إذا كانت هناك رابطة مع هذا المسترشد من نوع العلاقة بين الزوجين والأخوة والأصدقاء وكذلك المرؤوس والرئيس إلا إذا تحقق عدم وجود مرشد أخر يقوم بهذا العمل.
وعلى المرشد أن يتأكد عند دخوله في علاقة إرشادية مع المسترشد أن هذا المسترشد ليس فعلاً في إطار علاقة إرشادية مع مرشد أخر، وإذا كان المسترشد له علاقة إرشادية مع مرشد أخر فيجب على المرشد أن يحصل على إذن من ذلك المرشد أو أن ينهي العلاقة مع المسترشد إلا إذا اختار المسترشد أن ينهي علاقته مع المرشد السابق.
وعلى المرشد أن يحترم حرية الاختيار للمسترشد إلا إذا وجد ما يمنع ذلك مثل نظام المؤسسة وفي هذه الحالة يعلم المرشد المسترشد بهذه الحدود.
ويمكن للمرشد أن يستشير زملائه في المهنة فيما يقابله من صعوبات أو مواقف يشعر فيها أن العلاقة تسير بشكل غير طبيعي أو أن المعلومات التي حصل عليها من المسترشد قد تحتاج لعرض على السلطات المختصة لوجود خطر قد يلحق بالفرد أو بالآخرين أو بالوطن.
سابعا:كرامة المهنة
بما أن العمل الإرشادي مهنة يشتغل بها العديد من الأفراد المتخصصين الذين يقفون في إطار علاقة تربطهم بشكل مهني وخاصة مع مسترشديهم، لذا يتطلب من المرشدين ان يتجنبوا كل ما من شأنه الإساءة إلى المهنة وسمعتها، وعلى المرشد أن ينأى بنفسه عن القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بسمعة المهنة مثل ادعاء مهارات ليست لديه أو الإعلان عن ممارسته لطريق يعلم أنها غير ذات فعالية، أو الدعاية لنفسه في صورة غير مألوفة أو استغلال وسائل الإعلام للدعاية لنفسه من خلال برامج تثقيفية أو خاصة بالتوعية أو إضافة مؤهلات ليست لديه أو الإشارة لعضويته للجمعيات العلمية والمهنية على أنها ضمن مهاراته، أو الخروج بالعلاقة المهنية عن حدودها المهنية المتعارف عليها أو عدم صونه لأسرار المسترشدين أو إهماله في حفظ المعلومات الخاصة بهم أو عدم حصوله على إذن مسبق بنقل هذه المعلومات للغير أو إجراء تجارب عليهم دون إذن منهم أو التسبب في حدوث أضرار نتيجة أخطاء الممارسة أو تطبيق اختبارات نفسية غير مناسبة أو تفسيرها بشكل غير دقيق.
والمرشد في سبيل محافظته على كرامة المهنة التي ينتمي إليها يمتنع عن التورط في أي عمل ينهى عنه الدين والخلق وتجرمه الأنظمة المعمول بها، وهو يدرك ويحترم حقوق الإنسان الذي يعمل معه، وأنه يعمل على وقايته من الأخطار التي قد تحيط به.
وإذا علم المرشد أن من بين المشتغلين بمهنة الإرشاد من يسيء التصرف أو يتورط في علاقات غير مشروعة مع المسترشدين أو يخالف القواعد والضوابط الأخلاقية المتعارف عليها في ممارسة المهنة فانه يتخذ الإجراء المناسب الذي قد يبدأ بالنصح والتعريف بموطن الخطر وقد يمتد إلى إخطار الجهات المسئولة درءاً للخطر عن المسترشدين وللمحافظة على المهنة وسمعتها.
ويجب على المرشد أن يحترم زملائه في المهنة وألا ينال أحداً منهم بالتجريح، وألا يدخل في صراعات مهنية مع زملائه، كما ينبغي عليه أن يمتنع عن الدخول في علاقة مع مسترشد يعلم أن له علاقة ارشادية مع مرشد آخر.
وفي سبيل المحافظة على كرامة المهنة فان المرشد يسعى بكل ما يمكنه إلى رفع أدائه بطلب العلم واكتساب المهارة بالإضافة إلى الميدان الذي يعمل فيه والإخلاص في عمله والتعاون مع زملائه.

القوانين الأخلاقية للجمعية الأمريكية الإرشادية:
تتألف المنظومة الأخلاقية للجمعية الأمريكية من:
1.العلاقات الإرشادية:
تركز هنا على احترام الفرد و تقبله و دعمه وتعزيزه، و احترام حقه في الاختيار، واهتمام المرشد أيضاً بالحاجات المهنية للمسترشد، والتزامه بعدم التمييز بين الأفراد على أساس اللون أو العمر أو الثقافة أو السلالة أو الدين أو الوضع الاجتماعي.
2- السرية:
المرشد يحترم خصوصية المسترشد، ويتجنب الكشف غير القانوني و غير المبرر عن خصوصياته، ولا يكون ذلك إلا في حالة كونها تسبب المخاطرة والأذى للمسترشد، و بالطبع من الضروري على المعالجين أن يخبروا المسترشدين محددات السرية، مع تحديد للمواقف التي يمكن أن تحدث و التي يجب فيها كشف السرية، وهذا الدستور الأخلاقي قد راعى أيضاً سرية التقارير بأنواعها، حفظ أسرار الأسرة وعدم كشفها للبعض منهم، و شروط البحث و التدريب.
3-المسؤوليات المهنية:
من حيث إتباع المعايير المهنية والأخلاقية، ثم التدريب و التأهيل للعمل، ومراقبة فاعليتهم كأخصائيين في مهنة الإرشاد.
4- العلاقات مع الأخصائيين الآخرين:
أ- يقوم المرشد بتحديد أدوار للموظفين محددين مستويات هذه الأدوار.
ب- إقامة اتفاقية مهنية تحدد السرية و الالتزام بالمعايير المهنية.
5- التقدير، التقييم، التفسير:
يقوم المرشد بتقييم الإجراءات التي تمت، وتفسير الاختبارات بكفاءة و ملائمة استخدامها، و هناك ضوابط لعملية الإخراج عن المعلومات أو تفسيرها و كيف يكون ذلك.
6- التعليم، التدريب، الإشراف:
التدريب و التعليم للمرشد التربوي شيء أساسي، حيث توجد ضوابط و تحت مظلة المعايير الأخلاقية، يتم إعداد الطلبة المتدربين ليصبحوا مرشدين مؤمنين بالمبادئ الأخلاقية للإرشاد.
7- البحث و النشر:
هناك ضوابط لأصول البحث و نشر النتائج، فالمعايير العملية والقوانين العامة للدولة، و أنظمة المؤسسة و غيرها، تتحكم في كيفية التعامل مع البحوث العلمية التي يقوم بها المرشد.
8- حل القضايا الأخلاقية:
يتوقع من المرشد التربوي أن يصل إلى فهم دقيق للقانون الأخلاقي الذي يضبط عمله، و إساءة فهم إحدى المسؤوليات الأخلاقية لا يعتبر إجراءا دفاعياً أمام مهمة سوء الاستخدام و مناقضة المعايير الأخلاقية.
يتوقع من المرشد أن يستشير الأقدر منه في حالة وجود شك محتمل أو موقف مهني محدد يتطلب ذلك.

المعايير الأخلاقية و المهنية:
أعضاء الجمعية الأمريكية لرعاية المرشدين يقرون بأنهم ملتزمون بقوانين و أعراف و قيم مجتمعاتهم و كرامة وسعادة كل فرد فيها، ثم إقرارهم بأنهم يكرسون حياتهم لتحسين أحوال الذين يسعون إليهم طالبين الخدمة، ثم إقرارهم بالمحافظة على مستويات مهنية عالية من حيث السلوك و الكفاءة ، تترجم هذه المسؤولية بالعلاقة المهنية الجيدة مع العملاء و الزملاء و الطلاب و المجتمع .
و يتعهدون بقبول المقدمات المنطقية التالية:
1- الحفاظ على مسؤوليات الجمعية تجاه المجموعة التي يتعاملون معها أو يعملون خلالها.
2- تجنب التمييز ضد شخص ما أو رفض توظيفه، أو توفير الفرص التربوية أو المهنية له على أساس قاعدة العرق أو الجنس أو الدين أو الأصل..... أو أي شكل من أشكال التمييز.
3- البقاء باستمرار مع التطورات المهنية الحديثة، تطوير القدرات العملية و التربوية و كذلك الخبرات العيادية.
4- تكوين علاقات مع الزملاء في العمل، و الابتعاد عن العزلة والتي تؤدي إلى فقدان القدرة على الحكم .
5- إدارة الحياة الشخصية من خلال نموذج صحي و السعي للحصول على المساعدة الملائمة لحل أي مشكلة شخصية.
6- تشخيص و تقديم الإجراءات العلاجية المناسبة للأشخاص والتي تقع ضمن حدود و قدرة المرشد و كفاءته المهنية.
7- تأسيس حدود ملائمة للعلاقات المهنية و المحافظة عليها.

المبادئ الأخلاقية: Principles of Ethical Conduct
1- المبدأ الأول: المسؤولية Responsibility
2- المبدأ الثاني: المهارة و القدرة Competence
3- السرية و الثقة Confidentiality
4- العلاقات مع العميل، ثم العلاقات مع مجموعة العملاء.
5- العلاقة مع الزملاء و كذلك المهنيين المتخصصين الآخرين.
6- العلاقة مع القضايا الأخلاقية والقانون.
7- البحوث: بالطبع يستمع المرشد لصوت العلم و مبادئ العلم عندما يقوم بتصميم بحوثه أو يريد نشرها، و يجب أن يكتبها كما حدثت و تكون تفسيراته لها حسب ما هي عليه و ليس أكثر.

أخلاقيات صنع القرار:
كمرشد تضع حاجات المسترشد قبل حاجاتك الشخصية، على المرشدين أن يتعلموا ضبط حاجاتهم الخاصة وعزلها عن العلاقة الإرشادية مع المسترشد، و على المرشد أن يكون واعياً لحاجاته الخاصة، و كذلك يكون واعياً لمناطق الضعف لديه ، دائما المرشد يسأل نفسه هذا السؤال : حاجات من هي الأهم في هذه العلاقة الإرشادية ، هل هي حاجات المسترشد أم حاجات المرشد الشخصية ؟؟؟
لقد قام كل من ( Ketchencer Welfel، 1986، 1992) بوصف المبادئ الأخلاقية و التي تعكس الدستور المهني، مثل مساعدة الآخرين، عدم الإساءة للآخرين، احترام الآخرين، الاستقلالية، الوضوح و الإخلاص في العمل و يمكن توضيحها كالآتي:
1- قبول و تحمل مسؤولية ما هو مفيد ضمناً لتشجيع كل ما يعتبر جيد للآخرين، وفي العلاقة الإرشادية أنه يعكس ما يعمل لتعزيز الطمأنينة و الراحة للعميل ، خاصة عندما يد

عدل سابقا من قبل zineb_zekkour في الإثنين مايو 27, 2013 5:24 pm عدل 1 مرات

descriptionأخلاقيات Emptyمدخل الي التوجيه و الارشاد

more_horiz
قراءة تحليلية في مفهوم والتوجيه الإرشاد النفسي
1 نشأة التوجيه و الإرشاد النفسي
التوجيه و الإرشاد بمعناه الواسع قديم قدم العلاقات الإنسانية فمن طبيعة الإنسان أن يحكي مشكلاته الشخصية لأقاربه و أصدقاءه و معارفه فيلقى مشاركة وجدانية و إقتراح حلول لهذه المشكلات معنى هذا أن الإرشاد كان موجودا و يمارس منذ القدم و لكن بدون مصطلح و الإطار العلمي و ترجع بداية ظهوره إلى مائة عام خلت و كان ظهوره بألمانيا من طرف العالم الألماني لهلم فونت 1879 ثم توسع ليشمل مجالات مختلفة بحيث بعد ذلك ظهر التوجيه التربوي بداية القرن 19 و أواخر القرن 20 لما ظهرت مشكلة التخلف المدرسي و القلي لدى التلاميذ ثم بدأت حركة التوحيد المهني على يد فرانك بارسون Barsonsالذي أسس سنة 1908 ثم بعدها تطور المفاهيم و النظريات في الصحة النفسية و الطب النفسي و تطورت النظريات و طرق العلاج و في العقد الخامس ظهر الإرشاد غير المباشر و العلاج النفسي الممركز حول العميل على يد كارل روجرز بعد الحرب العالمية الأولى تطور الاهتمام بالاختبارات و المقاييس النفسية و هكذا ساعدت حركة القياس النفسي في تطوير وسائل الإرشاد النفسي و أثناءها أيضا ابتكرت طرق علاجية أخرى ثم بعدها تطور التوجيه و الإرشاد من خلال ماضيه إلى حاضر و أكثر نموا و أصبح في الوقت الحاضر ملئ السمع و البصر و أصبح الإرشاد النفسي مهنة له مكانة في كثير من المدارس و المصانع و غير ذلك من المؤسسات الاجتماعية و دخل البيوت و أصبحنا نسمع عن أخصائي اجتماعي مثل المرشد النفسي و أصبحنا نسمع أيضا عن تخصصات فرعية للإرشاد النفسي مثل المرشد المدرسي و المرشد العلاجي و أصبح العمل في الإرشاد النفسي عمل فريق متكامل و في الوقت الحاضر تعددت وسائل الإرشاد النفسي و اشتملت على وسائل جديدة متطورة و هكذا لم تعد خدمات الإرشاد قاصرة و تعددت طرق الإرشاد النفسي بحيث يعتبر مجال الإرشاد التربوي في الوقت الحاضر من أهم مجالات التوجيه و الإرشاد و أصبح خدمة مندمجة متكاملة مع البرنامج التربوي العام و دخل الوالدان كعنصر فعال و ضروري لإنجاح تنفيذ برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي و أصبح الإرشاد النفسي خدمات ذات برنامج مخطط و منظم بعد أن كان مجرد خدمات محدودة و أصبح ممركز حول العميل أكثر من ممركز حول المشكلات و أخذ مكانته اللئق في كافة المؤسسات و كثرت مراكز و عبادات الإرشاد النفسي و بتالي أصبحت متخصصة و تزايد الإهتمام في الوقت الحاضر بالبحوث و الدراسات العملية في ميدان التوجيه و الإرشاد النفسي .
2 أهمية التوجيه و الإرشاد النفسي
لقد كان التوجيه و الإرشاد النفسي فيما مضى موجودا و يمارس دون أن يأخذ الإسم العلمي أو الإطار العلمي و دون أن يشمله برنامج منظم و لكنه تطور و أصبح الآن له أهميته بحيث يقوم به أخصائيون متخصصون علميا و فنيا و أصبحت الحاجة الماسة إلى التوجيه و الإرشاد في أسرنا و في مؤسساتنا الإنتاجية و في مجتمعاتنا بصفة عامة و لهذه الأسباب كلما ازدادت أهمية و اتسعت و اقتصرت على ما يلي :
1- أن الحياة العصرية جلبت معها كثيرا من أسباب الأشغال و القلق و الاضطراب بسبب مشاكل العصر و الضغوط الحياتية مما يستدعي الاهتمام بعمليات التوافق الناجحة .
2- اتجاه مذاهب الصحة النفسية إلى الاهتمام بالفرد و التركيز على منع حدوث الاضطرابات بدلا من انتظار وقوعه كي يبدأ العلاج .
3- أن مسائل الوقاية أصبحت تحظى باهتمام أكبر الآن عن ذي قبل بسبب زيادة الوعي و انتشار المعارف ، و الرغبة في تجنب حدوث المشاكل .
4- إدراك الإنسان لأهمية إقامة علاقات إنسانية جيدة مع غيره و اهتمامه بزيادة فعالية و تحسين وسائل اتصاله مع الآخرين عن طريق التدريب1 .
-ولهذه الأسباب كلها فقد ازدادت أهمية التوجيه و الإرشاد النفسي و اتسعت أهدافه فأصبحت تهتم بالإنسان في حالات اضطرابه فتقدم له الإرشاد و العلاج و في حالات صحته فتهتم بطرق و أساليب ووقايته أولا ثم تحسين و تطوير ما لديه من قدرات حتى يستطيع مواكبة التغيرات المستمرة و الضغوط الدائمة و مقابلة ظروف الحياة الغير متوقعة .
1- الدكتور محمد رهطان القذافي . التوجيه و الإرشاد النفسي المكتب الجامعي الم
3 أهداف التوجيه و الإرشاد
أ- تحقيق الذات : Self - actualisation
لا شك أن الهدف الرئيسي للتوجيه و الإرشاد هم العمل مع الفرد لتحقيق الذات و العمل مع
الفرد يقصد به العمل معه حسب حالته سواء كان عاديا أو ضعيف العقل أو متأخرا دراسيا أو متفوقا أو جانحا ، و مساعدته في تحقيق ذاته إلى درجة يستطيع فيها أن ينظر إلى نفسه فيرضى عما ينظر إليه .
*و يقول كارل روجرز إن الفرد لديه دافع أساسي يوجه سلوكه و هو دافع تحقيق الذات و نتيجة لوجود هذا الدافع فإن الفرد لديه استعداد دائم التنمية فهم ذاته . و يتضمن ذلك "لتنمية بصيرة العميل و يركز الإرشاد النفسي غير المباشر أو الممركز حول الذات على تحقيق الذات إلى أقصى درجة ممكنة و ليس بطريقة الكل أو لا شيء .
* كذلك يهدف الإرشاد النفسي إلى نمو مفهوم موجب للذات . و الذات هي كينونة الفرد و حجر الزاوية في شخصيته و مفهوم الذات الموجب
-concept Selfpositive يعتبر تطابق مفهوم الذات الواقعي (أي المفهوم المدرك للذات الواقعية كما يعبر عنه الشخص) و مفهوم الذات الواقعي و مفهوم الذات المثالي .
* و هناك هدف بعيد المدى للتوجيه و الإرشاد و هو " توجيه الذات
" Self – guidanceأي تحقيق قدرة الفرد على توجيه حياته بنفسه بذكاء و بصيرة و كفاية في حدود المعايير الإجتماعية و تحديد أهداف للحياة و فلسفة واقعية لتحقيق هذه الأهداف
ب- تحقيق التوافق Adjustment
من أهم أهداف التوجيه و الإرشاد النفسي تحقيق التوافق أي تناول السلوك و لبيئة الطبيعية و الاجتماعية بالتعبير و التعديل حتى يحدث توازن بين الفرد و بيئته ، و هذا التوازن يتضمن اتساع حاجات الفرد و مقابلة متطلبات البيئة و يجب النظر إلى التوافق النفسي نظرة متكاملة بحيث يتحقق التوافق المتوازن في كافة مجالاته

ج- الصحة النفسية
إن الهدف العام الشامل للتوجيه و الإرشاد النفسي هو تحقيق الصحة النفسية و سعادة و هناء الفرد و يلاحظ هنا فصل تحقيق الصحة النفسية كهدف عن تحقيق التوافق كهدف يرجع ذلك إلى أن الصحة النفسية و التوافق النفسي ليسا مترادفين – فالفرد قد يكون متوافقا مع بعض الظروف و في بعض الموافق و لكنه قد يكون صحيحا نفسيا لأنه قد يساير البيئة خارجيا و لكنه يرفضها داخليا .
و يرتبط تحقيق الصحة النفسية كهدف حل مشكلات العمل أي مساعدته في حل مشكلاته بنفسه و يتضمن ذلك التعرف على أسباب المشكلات و أعراضها و إزالة الأعراض
د- تحسين العملية التربوية :
إن أكبر المؤسسات التي يعمل فيها التوجيه و الإرشاد هي المدرسة . ومن أكبر مجالاته مجال التربية . و تحتاج العملية التربوية إلى تحسين قائم على تحقيق جو نفسي صحي له مكونات منها احترام التلميذ كفرد في حد ذاته و كعضو في جماعة الفصل و المدرسة و المجتمع و تحقيق الحرية و الأمن و الارتياح بما يتيح فرصة نمو شخصية من كافة جوانبها و يحقق تسهيل عملية التعليم .
4 نظريات التوجيه و الإرشاد النفسي
أولا : نظرية السمات
تقول هذه النظرية أن لكل فرد سمات شخصية ثابة يمكن أن تلاحظ فيه كما يمكن أن نفرق بين شخص و آخر أو أن نميز بين الأشخاص بعضهم و البعض الآخر على أساس من هذه السمات . و الفكرة البارزة هنا هي محاولة تفسير السلوك الظاهري عن طريق إفتراض وجود إستعدادات معينة عند الكائن الحي و تقسم الصفات بصفة عامة على نحو التالي .
1- سمات مشتركة : يتسم بها الأفراد جميعا .
2- سمات فريدة : لا تتوفر إلا لدى فرد معين و لا توجد على نفس الصورة عند الآخرين .
3- سمات سطحية : و هي السمات الواضحة الظاهرة .
4- سمات مصدرية : و هي السمات الكامنة التي تعتبر أساس السمات السطحية .
5- سمات مكتسبة : تنتج من قبل العوامل البيئية و هي سمات متعلمة .
6- سمات وراثية : و هي سمات تكوينية تنتج عن العوامل الوراثية .
7- سمات دينامية : و هي تهيئ الفرد و تدفعه نحو الهدف .
8- سمات القدرة : تتعلق بمدى قدرة الفرد على تحقيق الأهداف .
ثانيا نظرية التحليل النفسي
يفترض فريد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن الجهاز النفسي يتكون من " الهو " و "الأنا"
و " الأنا الأعلى " ، فالهو عبارة عن منبع الطاقة الحيوية و مستودع الغرائز و التي تسعى إلى إشباعها في أية صورة و بأي ثمن و هو الصورة البدائية للإنسان قبل أن يتناولها المجتمع بالتهذيب و " الأنا الأعلى" فهو مستودع المثاليات و الأخلاقيات و الضمير و المعايير الإجتماعية و القيم الدينية و يعتبر بمثابة سلطة داخلية أو رقيب نفسي أما " الأنا" فهو مركز الشعور و الإدراك الحسي الخارجي و الداخلي و العمليات العقلية و المشرف على الحركة و الإدارة و المتكفل بالدفاع عن الشخصية و توافقها و حل الصراع بين مطالب " الهوا" و
" الأنا الأعلى " و بين الواقع .
ثالثا نظرية المجــال
و الفكرة الأساسية هي أن إدراك موضوع ما يحدده المجال الإدراكي الكلي الذي يوجد فيه و أن الكل ليس مجرد مجموع الأجزاء و أن الجزء يتحدد بطبيعة الكل و أن الأجزاء تتكامل في حدوث كلية . وهي تتفق مع نظرية الجشطالت بمفهوم أن الإدراك الكل سابق على إدراك الجزء .
رابعا النظرية السلوكية :
يطلق على النظرية السلوكية اسم نظرية المشيد و الاستجابة " و يعرف كذلك باسم " نظرية التعلم و الاهتمام الرئيسي للنظرية السلوكية هو السلوك كيف يتعلم و كيف يتغير و هذا في نفس الوقت اهتمام رئيسي في عملية الإرشاد و التي تتضمن عملية تعلم و محو تعلم و إعادة
تعلم و التعلم هو محور لنظريات التعلم التي تدور حولها النظريات السلوكية و المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية .
1- معظم سلوك الإنسان متعلم .
2- المثير و الاستجابة : أن لكل سلوك له مثير و إذا كانت العلاقة بين المثير و الاستجابة سليمة كان السلوك سويا .
3- الشخصية : هي تلك الأساليب السلوكية المتعلمة و الثابتة نسبيا .
4- الدافع : و هو طاقة كامنة قوية بدرجة كافية تحرك الفرد نحو السلوك و الدافع إما وراثي أو مكتسب .
5- التعزيز : التدعيم عن طريق الإثابة .
6- الانطفاء : و هو ضعف السلوك المتعلم و خموده إذا لم يمارس و يعزز .
7- العادة : و هي رابطة وثيقة بين المثير و الاستجابة .
8- التعميم : إذا تعلم الفرد استجابة و تكرر الموقف فإن الفرد يعمم الاستجابة على استجابات أخرى مشابهة 2 .
9- التعلم و إعادة التعلم : التعلم هو تغير السلوك نتيجة الخبرة و الممارسة و إعادة التعلم تحدث بعد الانطفاء يتعلم سلوك جديد .

2- الدكتور حامد عبد السلام زهران التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط2 1980 لصفحة 90

خامسا : نظرية الذات :
يتضمن التوجيه و الإرشاد النفسي دراسة الذات و مفهوم الذات و الذات هي جوهر الشخصية و مفهوم الذات هي حجر الزاوية و هو الذي ينظم السلوك هي أن الفرد قد يكون متوافقا مع بعض الظروف و في بعض المواقف و لكنه قد لا يكون صحيحا تفسيا لأنه قد يساير البيئة خارجيا ولكنه يرفضها داخليا و يرتبط بتحقيق الصحة النفسية كهدف حل مشكلات العميل أي مساعدته في حل مشكلاته بنفسه و يتضمن ذلك التعرف على أسباب المشكلات و أعراض و إزالة الأسباب و إزالة الأعراض .1

1- الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه الصفحة 73
5 أسس التوجيه و الإرشاد النفسي
ا/- الأسس و المسلمات و المبادئ
يقوم التوجيه و الإرشاد النفسي على أسس عامة و يلاحظ أن أسس التوجيه الإرشاد النفسي معقدة و بسيطة و لكن كونها معقدة لا يعني أنها مختلطة أو مشوشة و الهدف من دراسة أسس التوجيه و الإرشاد النفسي هو وضع الأساس الذي يبني عليه باقي الموضوعات التوجيه و الإرشاد النفسي .
ب/الأسس العامــة
* ثبات السلوك الإنسان نسبيا و إمكان التنبؤية : السلوك هو أي نشاط حيوي هادف (جسمي أو عقلي أو اجتماعي و انفعالي ) يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقة دينامية و تفاعل بينه و بين البيئة المحيطية به و السلوك عبارة عن استجابة أو استجابات لمغيرات معينة ، و يجب التفرقة بين السلوك على أنه استجابة كلية و بين النشاط الفسيولوجي كاستجابات جزئية و السلوك خاصية أولية من خصائص الإنسان يتدرج من البساطة إلى التعقيد ، و نبسط أنواع السلوك هو السلوك الانعكاسي و من أعقد أنماطه السلوك الاجتماعي و السلوك الإنساني في جملته مكتسب متعلم من خلال عملية التنشئة الاجتماعية و التربية و التعليم ، و هو يكسب صفة الثبات النسبي و التشابه بين الماضي و الحاضر و المستقبل .
ج/مرونة السلوك الإنساني :
السلوك الإنساني رغم ثباته النسبي فإنه مرن قابل للتعديل و التغيير ، و الثبات النسبي للسلوك الإنساني لا يعني جموده 1
السلوك الإنساني فردي – جماعي :
إن السلوك الإنساني فردي أو جماعي مهما بدا فرديا بحتا و اجتماعيا خالصا . فالسلوك الإنسان و هو وحده يبدوا فيه تأثير الجماعة ، و سلوكه و هو مع الجماعة تبدو فيه آثار شخصيته و فرديته و نحن نعرف أن الشخصية هي جملة السمات الجسمية و العقلية و الاجتماعية و الانفعالية التي تميز الشخص عن غيره .
د/استعداد الفرد للتوجيه و الإرشاد :
إن الفرد لديه استعداد للتوجيه و الإرشاد مبني على وجود حاجة أساسية لديه لتوجيه و الإرشاد و كل منا حين يلتوي عليه أمرا و تعترضه مشكلة يلجأ إلى الآخرين طلبا للإستشارة و التوجيه و الإرشاد .
1- دكتور حامد عبد السلام زهران التوجيه و الإرشاد النفسي – عالم الكت ط2 1980 . الأسكندرية
ه/الأسس الفلسفية
طبيعة الإنسان :
إن مفهوم طبيعة الإنسان لدى المرشد تعتبر أحد الأسس الفلسفية التي يقوم عليها عمله لأنه يرى نفسه و يرى العميل في ضوء هذا المفهوم ، و هكذا نرى أن عمليه الإرشاد النفسي يجب أن تقوم على أساس فهم كامل لطبيعة الإنسان و ذلك أنها عملية فنية معقدة عميقة عمق الطبيعة البشرية نفسها 1 .
أخلاقيات الإرشاد النفسي :
يركز الفلاسفة مثل سارتر Sartre على أهمية الأخلاق و يقول إن الفرد يجب أن يكون سلوكه حسنا صحيحا يؤدي إلى ما يحقق حريته و أمنه و حرية و أمن الآخرين و هناك أسس فلسفية أخرى منها .
الكينونة و الصبرورة ، الجماليات ، المنطق .
و/الأسس النفسية و التربوية
الفروق الفردية : إن الفروق الفردية مبدأ و قانون عام أساسي في علم النفس يهتم بدراسة علم النفس الفارق و علم النفس الفردي بحيث أن التوجيه و الإرشاد حق لكل فرد و بتالي ينصح الفروق الفردية ذات أهمية كبرى ، و الأفراد يختلفون كما و كيفا و على نطاق واسع شامل يظهر في كافة مظاهر الشخصية جسميا و عقليا و اجتماعيا و انفعاليا و ليس هناك معادلات معروفة تنطق على كل الأفراد .
الفروق بين الجنسين :
لقد خلق الله سبحانه و تعالى الجنسين و بينهما فروق فسيولوجية و جسمية و اجتماعية و عقلية و انفعالية ، و تلعب التنشئة الاجتماعية دورا هاما في إبراز الفروق بين الجنسين في الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها أفراد كل من الجنسين .
مطالب النمو : يتطلب النمو النفسي السوي للفرد في كل مرحلة من مراحل نموه عدة أشياء و هذه الأشياء يجب أن يتعلمها الفرد لكي يصبح سعيدا و ناجحا في حياته و توضح مطالب النمو المستويات الضرورية التي تحدد كل خطوات نمو الفرد و يؤدي تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد و بتالي يسهل تحقيق مطالب النمو الأخرى 2

1-الدكتور حامد عبد السلام زهران مرجع لسايف نفسه صفحة 60-61
2-الدكتور حامد عبد السلام زهران مرجع السابق نفسه صفحة 65-66
الأسس الاجتماعية
الاهتمام بالفرد كعضو في جماعة : إن الإنسان كائن اجتماعي و هو يعيش في جماعة ليست مجرد مجموعة من الأفراد و إنما هي كيان اجتماعي يؤثر في الفرد ، ويعيش في واقع اجتماعي له معايير و قيم . و نظرا لأهمية اعتبار الفرد كعضو في الجماعة له فيها أدوار اجتماعية و يقوم الإرشاد الجماعي على أساس ديناميات الجماعة 1
الاستفادة من كل مصادر المجتمع :
إن المسؤولين عن برنامج التوجيه و الإرشاد النفسي يستفيدون من المساعدات الممكنة و من سائر المؤسسات الاجتماعية ، و من أهم المصادر و مؤسسات التأهيل المهني ، و مؤسسات رعاية المعوقين ، و تعتبر المدرسة أكثر المؤسسات الاجتماعية أهمية من حيث قدرتها على تقديم الخدمات .
الأسس العصبية و الفيسولوجية
النفس و الجسم : العميل إنسان له جسم يتكون من عدد من الأجهزة الحيوية مثل الجهاز العصبي و الجهاز الدوري و الجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي و جهاز الغدد و كل جهاز يتكون من أعضاء تتكون بدورها من أنسجة يتكون من خلايا لها خصائص معينة و تتخصص آداء و وظائف مختلفة ، و الإنسان يسلك في محيطه البيئي كوحدة نفسية جسمية
تأثر الحالة النفسية بالحالة الجسمية و العكس صحيح و هكذا يحتاج المرشد النفسي إلى دراسة و معرفة عصبية فسيولوجية حتى يتمكن من مساعدة عملائه .
الجهاز العصبي :
هو الجهاز الحيوي الرئيسي الذي يسيطر على أجهزة الجسم الأخرى برسائل عصبية و خاصة تنقل الإحساسات المختلفة (المثيرات)الداخلية و الخارجية و يستجيب لها في شكل تعليمات إلى أعضاء الجسم ، مما يؤدي إلى تكثيف نشاط الجسم و مواءمته لوظائفه المختلفة الإرادية و أللإرادية الضرورية للحياة بانتظام و تكامل و بفضل الجهاز العصبي يستطيع الجسم أن يتفاعل مع بيئته الداخلية و الخارجية 2
1-الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه صفحة 80.
2-الدكتور حامد عبد السلام زهران المرجع السابق نفسه صفحة 81-82.

مجالات التوجيه و الإرشاد النفسي
تعتبر مجالات التوجيه و الإرشاد النفسي من بين مجالات المتكاملة و متتالية التي تقدم خدماتها للفرد في أن واحد و دون الفصل بينها .
أ‌-الإرشاد العلاجي :
هو عملية مساعدة العميل في اكتشاف و فهم و تحليل نفسه و العمل على المشكلات بما يحقق أفضل مستوى للتوافق و الصحة النفسية .
و يهدف الإرشاد العلاجي إلى دراسة شخصية العميل ككل حتى يمكن توجيه حياته بأفضل طريقة ممكنة و تحسين درجة توافقه النفسي إلى أفضل درجة ممكن و من الخصائص المميزة للإرشاد العلاجي أنه يؤكد ضرورة التخصص العلاجي للمرشد مع الإهتمام بتأهيله و تدريبه كلينكيا ، و يهتم الإرشاد العلاجي بإستخدام وسائل جمع المعلومات مثل الإختبارات و المقاييس و خاصة إختبارات و مقاييس التشخيص النفسي الكلينيكي حتى يستطيع المرشد المعالج أن يفهم العميل بدرجة أفضل و أن يحدد و يشخص المشكلة بدقة . و تتضمن عملية الإرشاد العلاجي التواصل إلى المشكلات الداخلية للعميل أي أنه يدخل إلى الحياة الشخصية للفرد .
الإرشاد التربوي :
هو عملية مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته و ميوله و أهدافه و أن يختار نوع الدراسة و المناهج المناسبة و المواد الدراسية التي تساعد في إكتشاف الإمكانيات التربوية و مساعدته في النجاح في برنامجه التربوي و المساعدة في تشخيص و علاج المشكلات التربوية بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة و تتكامل أهداف الإرشاد التربوي مع أهداف الإرشاد النفسي بصفة عامة و الهدف الرئيسي الخاص للإرشاد التربوي هو يحقق النجاح و تربويا و ذلك عن طريق معرفة التلاميذ و فهم سلوكهم و مساعدتهم في الإختيار السليم لنوع الدراسة و مناهجها و تحقيق الإستمرار في الدراسة و تحقيق النجاح فيها و حل ما قد يعترض ذلك من المشكلات و التطلع المستقبلي و لتخطيط للمستقبل التربوي للطلاب 1

1-الدكتور حامد عبد السلام زهران – التوجيه و الإرشاد النفسي عالم الكتب ط 2 1980 – القاهرة .
علاقة التوجيه و الإرشاد بالعلوم الأخرى
يعتبر مجال التوجيه و الإرشاد من بين المجالات المتصلة بكثير من العلوم و خاصة الإنسانية و ذلك بسبب اتصاله و ارتباطه بالإنسان و سبب أهميته البالغة في حياتنا الحاضرة من ناحية أخرى .
علاقته بعلم الصحة
يهتم علم الصحة النفسية بتحديد شروط الوقاية و السلامة من الاضطرابات ، و تحاشي الإصابة بالمشاكل النفسية كالقلق و الاكتئاب و غيرها من جهة نظرية ، لذلك فإن التوجيه و الإرشاد يعتبر الجانب العلمي لعلم الصحة النفسية . فعن طريق التوجيه و الإرشاد النفسي يمكن معالجة الاضطرابات و تحصين الجسم بعوامل الوقاية و المقاومة و تحسين مستوى التفاعل الحالي عن طريق الاستفادة من القدرات و الاستعدادات .
علاقته بعلم نفس عدم السوء
عادة ما يهتم علم النفس عدم السوء بوصف الاضطرابات و أسبابها و عوامل حدوثها و البيئة المشجعة على زيادة الاضطرابات أو تحاشيه غير أن هذا العلم كثيرا ما يقف عند حد تقديم معارف وصفية . ولذا فإن التوجيه و الإرشاد النفسي يبدأ حيث ينتهي علم النفس عدم السواء فيتناول المريض أو المضطرب بالتشخيص و العلاج و تدعيمه بشكل يؤدي إلى مقاومته لتلك الاضطرابات في حالة تعرضه لمواقف شبيهة بالمواقف التي حدث فيها الاضطراب .
1- د.رمضان محمد القذافي المكتب الجامعي الحديث ط1 .
كتاب التوجيه و الإرشاد النفسي 1996 الأسكندرية الصفحة 18-19
علاقته بعلم الأعصاب
يرتبط مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، بعلاقات كثيرة و متعددة بعلم الأعصاب . فعلم الطب النفسي العصبي يعتبر نتاجا مشتركا لعلم النفس و علم الأعصاب معا . وهذا من جهة و من جهة أخرى فإن علاقة المخ و الأعصاب بالسلوك و بخاصة الجهاز العصبي الطرفي المستقل يعتبر سببا كافيا لتأكد العلاقة بين المجالين . هذا فضلا عن أن أي طالب مقدم على اختيار مجال التوجيه و الإرشاد النفسي كمهنة لا بد له . خلال مرحلة إعداده من التعرف من خلال علم النفس الفسيولوجي و الإكلينيكي على أجهزة الجسم ووظائف كل جهاز و علاقته بالحالة المزاجية و الانفعالية للإنسان و سلوك الكف و الإثارة و الميكانيزمات الخاضعين لها .
علاقته بعلم القانون
لقد ارتبط علم القانون بالعلوم النفسية في أكثر من اتجاه . فعلم النفس الجنائي ، و الأسباب النفسية للجنوح أو الإجرام ، و الحالة الانفعالية أو العقلية للمجرم وقت وقوع الجريمة تعتبر جميعا من العوامل التي وطدت العلاقة بين علم القانون و مجال التوجيه و الإرشاد النفسي . هذا فضلا عن أن كلا المجالين يعملان على مقاومة عدم السوء ، و كلاهما يسعيان إلى إيجاد مجتمع سوي خال من أعراض الاضطرابات ، و كلاهما يطمحان إلى تعديل سلوك المنحرفين أو إعادة تشكيلة بما يضمن توافقهم مع الواقع الاجتماعي و عدم عودتهم إلى الانحراف

1- الدكتور محمد رمضان القذافي المرجع السابق نفسه صفحة 22-23
علاقته بعلم النفس العام
يعتبر علم النفس العام هو المقدمة التي لا غنى عنها لكل الدارسين و العاملين في المجالات النفسية . فالسلوك و الحاجات و الدوافع و الميول و الاتجاهات هي من الموضوعات التي يهتم بها علم النفس العام من جهة ، كما أنها تقع في قلب عملية التوجيه و الإرشاد النفسي من جهة أخرى ، فلا عجب أن ترى إصرار مؤسسات التعليم العالي و تدريب المرشدين النفسيين على ضرورة أن يكون الطالب المتقدم لهذا المجال قد درس عددا من الوحدات الدراسية في مجال علم النفس كشرط لقبوله للدراسة في هذا المجال .
علاقته بعلم الاجتماع
يعتبر علم الاجتماع من العلوم ذات الصلة القوية بالعلوم النفسية بالإضافة إلى ذلك نجد أن هناك اتجاها قويا في مجال التوجيه و الإرشاد النفسي يقوم على أسس اجتماعية تربط ما بين مظاهر اجتماعية و أساليب التنشئة و بين الاضطرابات العقلية و النفسية . فنظرية التحليل النفسي تشير إلى مشاركة العوامل الاجتماعية ، و كذلك نظرية التحليل النفسي الحديث ، كما تولي النظرية السلوكية عمليات التعليم الاجتماعي أهمية كبرى في تفسيرها الأسباب انحراف السلوك .
علاقته بعلم الإحصاء
لا يوجد مجال علمي اليوم لا يتصل بعلم الإحصاء من قريب أو بعيد فقد تولى علم الإحصاء بأساليبه و تقنياته تسهيل الأمر على كثير من العلوم بتقديمه المعلومات الضرورية و من ذلك مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، مما جعلنا نعرف احتمالات حدوث ظاهرة مرضية معينة و نسبية ذلك الحدوث و احتمالات الشفاء منها و غيرها ، كما يقدم لنا علم الإحصاء النسب التقريرية لحالات السوء ، و عدم السوء في المجتمع و يساهم في ترتيب نتائج البحوث و إبرازها في شكل نسب و أرقام و إحصائيات سهلة القراءة وواضحة المعالم .

1-الدكتور رمضان محمد القذافي . المرجع السابق نفسه صفحة 19-20

علاقته بعلم الأديان
نتيجة للتقدم الثقافي المعاصر و اكتشاف الإنسان لأثر الدين العميق في حياته إتجاه العلماء إلى فحصه العلاقة بين الدين و كثير من المجالات العلمية و من بينها مجال التوجيه و الإرشاد النفسي ، وقد اتضح من نتائج الدراسات و البحوث أن للدين تأثير كبير في علاج و شفاء العديد من الأمراض النفسية . و لا نذهب بعيدا إذا ما قلنا بأن أنصار أساليب الإرشاد و العلاج الموجه ربما إستهلموا أفكارهم من تأثير تعاليم الدين على النفوس ، فالإيمان يؤدي إلى تغيير الاتجاهات و إلى تعديل السلوك و إلى السيطرة على النفس بحيث يصبح السلوك شعورايا . و إذا ما تفحصنا أساليب الإرشاد و العلاج الموجه المتمثلة في التعليم و التدريب و الإقناع و الإيحاء لوجدنا أنها تختلف كثيرا عما يحدث في مجال الإرشاد و التوجيه الديني الذي يعتبر فرعا من فروع التوجيه و الإرشاد النفسي المعترف بها 1 .
علاقته بالعلوم الطبيعية
لا يستطيع أحد أن ينكر بأن الاضطرابات و الأمراض النفسية و القلية كانت و مازالت من اهتمامات الطب و العلوم الطبية و علوم الصيدلة ، و لئن تقدمت العلوم النفسية و أخذت مكانها في مجالات الإرشاد و العلاج إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود صلة بين المجالين ، فالأمراض و الاضطرابات النفس حسمية مازالت مجالا مشتركا بين الاتجاهين ، كما أن كلا من الطبيب و الأخصائي النفسي أو المرشد النفسي مازالوا يستعينون بخبرات بعضهم البعض في حالات الاستشارة و الحالة ، و مما تجب الإشارة إليه أنه في بعض الحالات يحتاج المرشد إلى استشارة الطبيب و بخاصة في حالة الشك في وجود سبب عضوي للاضطراب ، كما أن الطبيب يحتاج إلى استشارة المرشد النفسي عندما لا يجد سببا عضويا واضحا لاضطرابات العميل الجسمية .

عدل سابقا من قبل zineb_zekkour في الإثنين مايو 27, 2013 5:43 pm عدل 1 مرات

descriptionأخلاقيات Emptyرد: أخلاقيات

more_horiz
يا زينب زكور، إنت تنشرين مواضيع مختلفة على أنها رد على الموضوع الأصلي المعنون "أخلاقيات ممارسة مهنة التوجيه و الارشاد"، فأنت، ربما عن غير قصد تضللين الكثير و تمييعين الموضوع الأصلي. هذا لا يساعد الآخرين في فهم الموضوع. هو تضليل عن غير قصد، و يمكنك التدارك بخذفها و إعادة نشرها بعناوين تعبّر عن محتواها.

ابحثي من داخل أي من المنتدايات الفرعية المناسبة لموضوعك عن زر "موضوع جديد" ثم اكتبي عنوان الموضوع في شريط العناوين و اكتبي موضوعك أو ألصقيه إن كا منسوخا سلفا، مع ذكر صاحبه ...

descriptionأخلاقيات Emptyاعتذار

more_horiz
اسفة خطا بدون قصد
و شكرا علي مجهودك
برك الله فيك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد