دراسة حالة لمعرفة تقدير الذات لدى المكفوفين المتمدريسين في المدرسة الخاصة
دراسة خليل بش و د- سهام " معلمان متخصصان "
يتضمن هذا الفصل عرضا و تحليلا مفصلا للنتائج التي توصلت إليها الدراسة الميدانية، والتي أجريت على ثلاث حالات من قسم سنة رابعة متوسط بمدسة صغار المكفوفين بباتنة.
1- عرض النتائج:
الحالة الأولـــــــــــى :
1.1. تقديم الحالة:
الاسم : س الجنس: أنثــــــــــــــى
العمر: 18 سنة المستوى الدراسي: الرابعة متوسط
عدد الإخوة: 04 الرتبة بين الإخوة: 03
الإعاقة البصرية: إعاقة كلية
 الملاحظات العامة:
الجانب الإنفعالي و المظهر الخارجي:
تتميز الحالة بالجرأة والحيوية والنشاط، مبتسمة على الدوام، مقبولة الشكل، نظيفة الملبس لا تعاني أي تشوهات جسمية.
الجانب الأسري:
تربت الحالة في بيئة ريفية تتميز بتفاعل أسري كبير وزيارات كثيرة، كما أن أسرتها الصغيرة متماسكة جدا بالرغم من الغياب المتكرر للأب( طباخ في الصحراء) وأُمٍ أمية إلا انها مهتمة بشكل كبير وواضح بأسرتها بشكل عام وبإبنتها ومستقبلها بشكل خاص كما أن إخوتها جامعيون ويقومون بتقديم كل الدعم والمساعدة لها في كل ما تحتاج خاصة الجانب الدراسي.
الجانب المدرسي: الحالة "س" محبوبة جدا من طرف أساتذتها وزميلاتها وزملائها بالإضافة إلى ذلك فإنها متفوقة في المجال الدراسي .
كما ان الحالة "س" تعتبر النموذج المثالي في المدرسة وهذا ما يعكسه الحب والإحترام الذي يظهره لها الجميع، وهذا بفضل النتائج الإيجابية التي تحصلت عليها خلال مشوارها الدراسي في السنوات الماضية ومما أكد جدارتها هو حصولها في هذا الفصل على معدل 17,50 .
2.1. ملخـص المقابلـــــــــــة:
من خلال المقابلة التي أجريت مع الحالة "س" تبين أن الحالة إلتحقت بمدرســـــــــــــــة صغــــــــــار المكفوفين بباتنة في سن الثامنة بعد أن كانت تزاول دراستها في المدرسة العادية حيث أصيبـــــــــــــت بمرض الكلوكوما الذي أفقدها البصر وقد كان من الواضح تماما أن الحالة تقبلت إعاقتها بشكـــــــــــــل ملفت رغم صغر سنها وهذا ما تجلى في قولها ( تصدمت في الأول لكن قلت الإعاقة أحسن من الألم) ولقد أحبت المدرسة منذ إلتحاقها بها اول مرة وذلك بقولها (تأقلمت بسرعة) كما أظهرت الحالة إستعداد واضح لمواجهة المستقبل رغم الصعاب والعراقيل، ونطرتها المتفائلة للمستقبل وكل ذلك إنعكس على نتائجها الممتازة.
ونلمس من خلال حديثها أن السبب الرئيسي والدافع الكبير لها في تحقيق النجاح هو أسرتها وذلك بقولها ( مستوايا الدراسي ممتاز وما لازمش نخيب آمال دارنا فيا )، كما نلمس أن الحالة متعلقة جدا بأمها ( "امَّا" أقرب الناس ليا خاطر مرة كيما أنا وتفهمني ) كما تعتبر أن أباها هو كل شيئ في حياتها القدوة والأمل والسند بقولها ( يخطيني بابا نضيع، خاطر أي حاجة نقولها يقبل )
أما عن علاقتها بصديقاتها فعلاقاتها كثيرة سواء مع زميلاتها في الدراسة أو زميلاتها المبصرات في قريتهم ( عندي بزاف صحاباتي لأني أعيش في بيئة ريفية والناس يتزاوروا فيها بزاف ).
كما أن الحالة لا يوجد عندها أي مشكل في المشاركة في المناسبات والحفلات ولا تجد صعوبة في الحديث عند وجود الآخرين ( أنا منخافش خطراك الخوف ما يوصل حتى لنتيجة والجرأة أفضل).
3.1. تحليل المقابلـــــــــــة:
إن المبحر في ثنايا الحالة والقارئ لها بإمعان وتعمق يستشف أن الحالة "س" كانت ولا زالت تعيش حياة سعيدة خالية من المشاكل والصعاب قبل وبعد الإصابة بالإعاقة البصرية إذْ تمتلك دعما أسريا وإجتماعيا كبيرا، كما أنها تدرك المكانة الكبيرة التي تحتلها في نفوس الآخرين خاصة أسرتها
مما اكسبها ثقة كبيرة بنفسها وتقديرا لذاتها وهذا ما تجلى في الكثير من أقوالها مثل قولها (دارنا جامي يحسسوني بلي ما نشوفش يعاملوني كيما انا كيما خاوتي بصح ساعات انا خير ودايمًا يسقسوني بزاف على لحوايج خاطر هما يشوفوا ويعتمدوا على البصر وأنا نعتمد على الذاكرة ويطلبوا رأي في الامور التي تخص العائلة ).
كما أن الحالة "س" تتميز بالنشاط الدائم والحيوية والمرح مع زملائها، كما أنها جد ذكية و لا تحس بأن الإعاقة تشكل عائق أمامها لتحقيق طموحها ( لا تشكل الإعاقة عائق، لانه مع الإرادة يتحقق المستحيل )، كما أنها لا ترى أن المستقبل صعب لأنها هي التي تصنعه وأن إرادتها هي الاقوى وتجسد ذلك في قولها ( ليس صعب لاننا نحن نصنعه وليس هو وأن إرادتنا هي الأقوى ولا نستطيع القول بأن المستقبل ليس جميل بل نحن الذين نصنعه )، وهي لاتخاف أبدا من مواجهة الصعاب لأنها ترى أن الخوف لا يوصل لأي نتيجة والجرأة أفضل، كما أنها ترى أنه من أجل مواجهة الصعاب والوصول إلى مستقبل أفضل يجب أن يكون لديها سلاح لذلك والبداية هي المدرسة لذا فهي تبذل جهدها لتكون متفوقة وهي فعلا كذلك ففي نظرها الدراسة هي السبيل الأنجع لتحقيق النجاح.
كما اننا لمسنا من خلال هذه المقابلة أن الحالة تحاول دائما إخفاء نقاط ضعفها وإبراز قوتها في العديد من المرات وظهر ذلك في قولها ( تمنيت نكون طبية لكن ما نقدرش المهم راح نكون إيطار في الدولة).
4.1. عرض نتائج الإختبار :
بعد عرضنا للحالة وتحليلنا لها طبقنا عليها إختبار تقدير الذات لـ: كوبر سميث وسيتم عرض نتائج الإختبار وفق الجدول التالي:
اختبار كوبر سميث لتقدير الذات
العبارات تنطبق لا تنطبق
1. عادة لاا اشعر بالضيق -
2. أجد صعوبة في التحدث أمام الناس -
3. أود أنأغير أشياء في نفسي -
4. لا أجد صعوبة في اتخاذ قرارات بنفسي -
5. يسعد الأخرون بوجودهم معي -
6. اتضايق بسرعة في المنزل -
7. احتاج لوقت طويل كي أعتاد على الأشياء الجديدة -
8. أنا محبوب بين أقراني -
9. عادة ما تراعي عائلتي مشاعري -
10. أستسلم بسهولة -
11. تتوقع عائلتي مني الكثير -
12. من الصعب الى حد ما أضل كما انا -
13. تختلط علي الأشياء في حياتي -
14. عادة ما يتبع الناس أفكاري -
15. لا أقدر نفسي حق قدرها -
16. أود ترك المنزل -
17. أشعر بالضيق من العمل -
18. مظهري ليس مقبولا مثل معظم الناس -
19. عادة اذا كان عندي راي فاني ابديه -
20. عائلتي تفهمني -
21. معظم الناس محبوبون اكثر مني -
22. أشعر كما لو أن عائلتي هي من يتحكم في حياتي -
23. لا ألقى عادة التشجيع فيما أقوم به من أعمال -
24. أرغب كثيرا لو اني شخص آخر -
25. لا يمكن للآخرين الاعتماد علي. -
5.1. تحليل نتائج الإختبار:
بعد إجرائنا لإختبار كوبر سميث لتقدير الذات على الحالى "س" توصلنا إلى أنها تحصلت على 80 درجة أي أنها محصورة بين 60-80 مما يدل على أن تقدير الذات عند الحالة مرتفع جدا وقد ظهر ذلك من خلال نتائج المقاييس الفرعية لهذا الإختبار وهي:
*مقياس الذات العائلية: كان مرتفعا جدا وهذا ما تجسد في إجابتها على البند التاسع والبند الحادي عشر والبند العشرون وهذا ما يؤكد أن أسرتها تقدم لها الدعم وأنها هي الدافع لكي تحقق الأفضل وهي السبب الرئيسي في هذه الثقة الكبيرة.
*مقياس الذات العامة: هو أيضا مرتفع جدا وتجلى ذلك في إجابتها خاصة على البند الرابع والبند الخامس عشر والبند التاسع عشر وهذا دليل واضح على الثقة الكبيرة في النفس وتقديرها لذاتها مما ساعدها على المواجهة وإتخاذ القرار الذي تراه مناسبا في حياتها.
*مقياس الذات الإجتماعية وجماعة الرفاق:مرتفع جدا وظهر ذلك جليا في إجابتها على البند الثاني والبند الخامس والبند الثامن وكذا البند العاشر وهذا ما اكدأن ثقتها في نفسها كبيرة مما ساعدها على التواصل مع الآخرين دون أية عراقيل وذلك رغم إعاقتها وهذه الثقة الكبيرة ساعدتها على مواجهة الصعاب مهما كانت وتحديها لها .
6.1. التحليل العام للحالة "س":
بعد إجراء المقابلة مع الحالة "س" ونتائج الإختبار توضح أن تقدير الذات لديها مرتفع جدا وهذا كان نتيجة الدعم الكبير الذي يقدمه لها أفراد عائلتها ونخص بالذكر والديها اللذين وفرا لها قاعدة من الأمان وهذا ما جعلها تكون أكثر قدرة وفعالية وهذا ما أظهرته الحالة في المقابلة التي أجريت معها ومن خلال ملاحظتنا إياها لاحظنا أن الحالة كانت تنفعل بشكل كبير عندما نتحدث عن أسرتها فهي كانت في كل مرة تبرز مكانة أسرتها في حياتها وفيما وصلت إليه لحد اليوم وخاصة دورهما في إعطائها كل العون لمواجهة إعاقتها، أما فيما يخص الوسط المدرسي فقد جعل الحالة "س" تكتسب ثقة أكبر بنفسها مما جعلها تثبت جدارتها وإستحقاقها ومن الملاحظ عليها أنها تحب المواجهـــــــــــــــــــــــة والتحدي الشيئ الذي جعلها تتأمل بمستقبل أفضل رغم الصعوبات والعراقيل زد على ذلك فهذا التقدير المرتفع راجع أيضا إلى خبرة النجاح التي إكتسبتها خلال مشوارها الدراسي فهي لم ترسب قط ولو في إمتحان ولا مسابقة ومما زاد هذه الثقة هو تقبلها لمظهرها الخارجي كما هو وهي ترى نفسها مثل أي شخص عادي لافرق بينهما وكل ما توصلنا إليه دعمته نتائج إختبار تقدير الذات الذي كان مرتفعا جدا.
الحالة الثانية :
1.2. تقديم الحالة:
الاسم : هـ الجنس: أنثــــــــــــــى
العمر: 18 سنة المستوى الدراسي: الرابعة متوسط
عدد الإخوة: 06 الرتبة بين الإخوة: 04
الإعاقة البصرية: إعاقة جزئية
الملاحظات العامة:
الجانب الإنفعالي والمظهر الخارجي:
تتميز الحالة بالهدوء التام سواء في القسم أو مع زملائها كما أنها جد كتومة، قليلة الأبتسام، زد على ذلك فهي كثيرة الخوف من الوقوع في الخطأ، مترددة كثيرا في الحديث.لكنها جميلة وأنيقة مهتمة كثيرا بمظهرها الخارجي ونظافة جسمها.
الجانب الأسري:
تربت الحالة في أسرة تعتبر الأم فيها هي المحرك الرئيسي لها،وذلك بسبب أن الأب أيضا يعاني من إعاقة بصرية جزئية إضافة إلى أختيها هذا ما جعل الأم تتحمل المسؤولية الكبيرة على عاتقها، وتحاول تقديم كل الدعم والمساعدة لزوجها وبناتها دون أن نلغي الدور الذي يلعبه الأب في الأسرة.
الجانب المدرسي: إن الحالة "هـ" هادئة جدا في القسم، قليلة الحركة، كما أنها لا تتفاعل كثيرا مع زملائها، تتميز بالخوف الشديد عند الإجابة وهذا ما جعلها تتجنب التعامل مع معلميها وكل ذلك إنعكس سلبا على مشوارها الدراسي فقد أعادت السنة مرتين أما في هذا الفصل فقد تحصلت على المعدل 10,20 .
2.2. ملخـص المقابلـــــــــــة:
من خلال المقابلة التي أجريت مع الحالة "هـ" تبين أن الحالة إلتحقت بمدرسة صغــــــــــــــــــار المكفوفين بباتنة في سن السادسة وذلك بحكم أنها ولدت معاقة بصريا وقد كانت أختها الكبرى تدرس هناك أيضا، ولقد تبين أن هذه الحالة تعيش ظروفا صعبة بحكم أن والدها أيضا معاق بصريا ولا يعمل دائما وأن الأم هي التي تتحمل المسؤولية الكبيرة من اجل أسرتها وبما ان الأم تتمتع بمستوى ثقافي لا بأس به فهي تحاول أن تحيط الحالة بجميع الرعاية اللازمة لهــــــــــــــــــــا وتجسد ذلك في قولها
( نحب مَّا، تحكي معايا بزاف وتعاوني وتفهمني)، ورغم الإلتحاق المبكر للحالة بالمدرسة وتواجد أختها هناك إلا أن مشوارها الدراسي كان ضعيف نوعا ما فقد أعادت السنة الرابعة إبتدائي و ذلك في قولها ( عاودت سنة الرابعة إبتدائي ) كما وأنها في هذه السنة ورغم إقبالها على شهادة التعليم المتوسط إلا أن نتائجها كانت ضعيفة مقارنة بزملائها ولقد أبدت الحالة عدة مرات عدم رضاها بهذه النتيجة بقولها ( مانيش راضية ما جبتش المعدل مليح )
ومن خلال حديثنا مع الحالة إتضح لنا أن الحالة "هـ" خائفة من المستقبل وتنظر إليه نظرة متشائمة وتجسد ذلك في قولها بعد إختفاء تلك الإبتسامة الخفيفة على وجهها ( صعيب وطويل ) وتتنهد وتقول ( خاطر أنا ساعات كاين حوايج بزاف ما نقدرش نديرهم ) وهذه النظرة المتشائمة حسب قولها لاترجع للإعاقة البصرية لإن الإعاقة لا تشكل عائق امامها وذلك بقولها ( الإعاقة ما عندها حتى دخل لأني نقدر نتحداها ) .
أما عن علاقتها بصديقاتها فهي تملك الكثير من الأصدقاء سوى زميلاتيها في القسم بقولها
( صحاباتي سماح و إيمان يقراو معيا ونتعامل معاهم بزاف وهما يفهموني ) أما خارج القسم فهي لا تملك أصدقاء ( ما عنديش صحاباتي خارج المدرسة ونلقى صعوبة في إختيارهم ).
أما عن مشاركتها في المناسبات والحفلات فإن الحالة لا تحبذ ذلك وحسب قولها ( العيد نروح بصح لعراس نسخف بصح ما نروحش ما كانش مع من نقعد ).
3.2. تحليل المقابلـــــــــــة:
إذا أمعنا النظر في أغوار الحالة نجد أنها عاشت حياة بسيطة بين أفراد أسرتها، ولكنها مع ذلك عانت من الحرمان في كثير من الجوانب خاصة و ان الأب معاق بصريا وبحكم أن للحالة أختين أيضا معاقتين بصريا فإن الام لا تستطيع توفير كل الرعاية لها وحدها رغم أنها تحاول ذلك وذلك بمساعدتها في الدراسة وجلبها احيانا للمدرسة وإتضح ذلك من خلال قولها( خطراك مَّا قارية تعاوني وتجيبني ساعات نقرا ) وهذه الظروف إنعكست سلبا على ذاتها فهي تحاول دائما الإنعزال والبقاء وحدها وتبين ذلك من خلال قولها ( نحب نقعد وحدي ) وكنتيجة حتمية للعزلة التي وضعت الحالة "هـ" نفسها فيها فهي لا تشارك أبدا في الامور التي تخص العائلة وذلك بقوها ( أنا في أغلب الأحيان نسكت وما نحبش نتدخل في هذو لحوايج).
كما أن الحالة تتميز بالخوف من مواجهة المستقبل وليس عندها أي تطلعات له وتجسد ذلك في قولها بعد مدة من التفكير ( ما نعرف وتستمر في السكوت ) وهذا الخوف جاء نتيجة النتائج السلبية في الدراسة و أيضا راجع إليها في حد ذاتها فهي كثيرة الخوف من التحدث أمام زملائها ومعلميها وأمام الناس وتجد صعوبة في إتخاذ القرار وتجسد ذلك في قولها( نخاف نخلط، نخاف ما تصلحش )
زيادة على ذلك فالحالة "هـ" تتميز باستخدام الكثير من االميكانزمات النفسية والأساليب الدفاعية ونذكر منها :
*الكبت: ويظهر في عدم تحدثها كثيرا عن أفراد عائلتها خاصة والدها وهذا رغم الأسئلة المتكررة في هذا المجال.
*المقاومة: فهي تسكت كثيرا عند طرح أي سؤال ثم تجيب بكلمة واحدة دون الخوض في الحديث بشكل مسترسل.
*الإنسحاب:ويظهر الإنسحاب في كثير من الأمور سواء على مستوى العائلة أو على مستوى المدرسة وتجلى في قولها (كي يتناقشوا نسكت وما نقاش معاهم)
*التبرير:هي كثيرة التبرير لفشلها في عدة أمور وظهر خاصة في قولها ( نخاف نخلط، نخاف ما تصلحش). بالإضافة إلى كل هذا فالحالة جد كتومة .
4.2. عرض نتائج الإختبار :
بعد عرضنا للحالة وتحليلنا لها طبقنا عليها إختبار تقدير الذات لـ: كوبر سميث وسيتم عرض نتائج الإختبار وفق الجدول التالي:
اختبار كوبر سميث لتقدير الذات
العبارات تنطبق لا تنطبق
1. عادة لاا اشعر بالضيق -
2. أجد صعوبة في التحدث أمام الناس -
3. أود أنأغير أشياء في نفسي -
4. لا أجد صعوبة في اتخاذ قرارات بنفسي -
5. يسعد الأخرون بوجودهم معي -
6. اتضايق بسرعة في المنزل -
7. احتاج لوقت طويل كي أعتاد على الأشياء الجديدة -
8. أنا محبوب بين أقراني -
9. عادة ما تراعي عائلتي مشاعري -
10. أستسلم بسهولة -
11. تتوقع عائلتي مني الكثير -
12. من الصعب الى حد ما أضل كما انا -
13. تختلط علي الأشياء في حياتي -
14. عادة ما يتبع الناس أفكاري -
15. لا أقدر نفسي حق قدرها -
16. أود ترك المنزل -
17. أشعر بالضيق من العمل -
18. مظهري ليس مقبولا مثل معظم الناس -
19. عادة اذا كان عندي راي فاني ابديه -
20. عائلتي تفهمني -
21. معظم الناس محبوبون اكثر مني -
22. أشعر كما لو أن عائلتي هي من يتحكم في حياتي -
23. لا ألقى عادة التشجيع فيما أقوم به من أعمال -
24. أرغب كثيرا لو اني شخص آخر -
25. لا يمكن للآخرين الاعتماد علي. -
5.2. تحليل نتائج الإختبار:
بعد إجرائنا لإختبار كوبر سميث لتقدير الذات على الحالى "هـ" توصلنا إلى أنها تحصلت على 36 درجة أي أنها محصورة بين 0-40 مما يدل على أن تقدير الذات عند الحالة منخفض وقد ظهر ذلك من خلال نتائج المقاييس الفرعية لهذا الإختبار وهي:
*مقياس الذات العائلية: كان معتدلا نوعا ما وذلك حسب إجابتها خاصة على البند التاسع والبند السادس عشر وكذا البند العشرون مما يعكس وجود علاقة طيبة مع الوالدين خاصة الام ولكن الظروف كانت أقوى منهما.
*مقياس الذات العامة: لقد كان منخفض وتبين ذلك من خلال إجابتها على البند الثالث والبند الرابع والبند العاشر وكذا البند الخامس عشر وهذا تأكيد على أنها لا تملك الثقة الكافية بالنفس مما يجعلها لا تتغلب على الإعاقة ولا تستطيع مواجهة الصعاب.
*مقياس الذات الإجتماعية وجماعة الرفاق: من متوسط إلى ضعيف وظهر ذلك من خلال إجابتها على البند الخامس والبند الثامن والبند الواحد والعشرون وبالأخص البند الثاني وهذا دليل واضح على عدم ثقتها بنفسها مما صعب عليها التواصل مع الآخرين ومواجهتهم.
6.2. التحليل العام للحالة "هـ":
بعد إجراء المقابلة و نتائج الملاحظة والإختبار تبين أن الحالة لديها تقدير ذات منخفض وهذا رغم إستخدامها في العديد من المرات للأساليب الدفاعية كاكبت والتبرير ...إلخ .
وهذا الإنخفاض راجع بالأساس إلى نظرتها لنفسها فهي كثيرة الخوف والخجل كثيرة الإنسحاب لا تحب المواجهة ترضى بالقليل والشيئ الذي جعلها هكذا هو ظروفها في المنزل فرغم محاولة امها تقديم الدعم والرعاية ومحاولة توفير الظروف الملائمة إلا أن غياب قوة الأب كان جليا بسبب إعاقته البصرية وظهر ذلك من خلال تحدثها الكثير على أمها وإلغاء دور والدها في معظم الأحيان، فالحالة "ه" تعيش في أسرة يعاني أغلب أفرادها من نفس الإعاقة وهذا ما انعكس سلبا على ذاتها وذلك رغم إنكارها لذلك، فالحالة تحيط نفسها بالغموض وتحاول دائما إخفاء صورتها الحقيقية وإظهار صورة أخرى، ومن الملاحظ أيضا أن خوفها من مواجهة الآخرين ظهر جليا من خلال قظمها المستمر لأظافرها وطأطأتها لرأسها والإرتجاف أثناء الحديث وعدم قدرتها على التعامل إلا مع زميلاتيها في القسم أما الآخرين فهي تتجنب الحديث إليهم أصلا وتفضل السكوت او عدم الظهور في الصورة .
ومما جعل تقديرها لذاتها منخفض أيضا هي نتائجها السلبية خاصة إعادها للسنة في الماضي حيث أنها لا تريد أصلا التحدث بالموضوع وعند سؤالها عن ذلك تقول ( نسيت) ، فالمستقبل بالنسبة لها غامض وصعب لكن رغم ذلك لا تحاول بذل مجهود لتحديه فهي تكتفي بما لديها،أما عن صورة الجسم فهي جد راضية على نفسها وقد كان ذلك واضح على مظهرها الخارجي فهي تهتم به بشكل كبير لتغطية النقص في المجالات الأخرى.


الحالة االثالثة :
1.3. تقديم الحالة:
الاسم : ع الجنس: ذكر
العمر: 19 سنة المستوى الدراسي: الرابعة متوسط
عدد الإخوة: 05 الرتبة بين الإخوة: 02
الإعاقة البصرية: إعاقة كلية
الملاحظات العامة:
الجانب الإنفعالي والمظهر الخارجي:
تتميز الحالة "ع" بشخصية قوية، متزنة، يعي جيدا ما يقول ويفعل، هادئ الطباع، جميل المظهر،انيق ونظيف.
الجانب الأسري:
ترعرع الحالة "ع" في عائلة عادية ميسورة الحال من أب و أم متعلمين وجو أسري متوازن حيث يحظى بكل الرعاية اللازمة خاصة من الأم.
الجانب المدرسي: علاقته جيدة جدا مع أساتذته وزملائه في المدرسة يحاول المشاركة في القسم وتحسين مستواه الدراسي رغم نتائجه السلبية في السنوات الماضية فقد اعاد السنة مرتين وقد تحصل في هذا الفصل على معدل 10
2.3. ملخـص المقابلـــــــــــة:
من خلال المقابلة إتضح أن الحالة "ع" إلتحقت بمدرسة صغار المكفوفين بباتنة وفي عمره خمس سنوات كانت إعاقته آنذاك جزئية أما الآن فقد أصبحت إعاقة بصرية كلية ويُظْهِرُ الحالة تقبله لإعاقته ولكنه يعتبرها في معظم الاحيان أنها كانت عائق امامه وتجسد ذلك في قوله ( نعم هي عائق مقارنة بالحوايج لباغيهم بصح ساعات نقول لازم نتغلب عليها ونتحداها، خاطر لو كان نتبعها ما نقدر ندير والوا ).
وقد كان من الواضح أن الحالة "ع" يملك دعما عائليا كبيرا خاصة من أمه وهذا ماجاء في قوله
( يعاملوني دارنا خير من خاوتي، خاصة امَّا بصح بابا شوية ).
اما فيما يخص المدرسة فهو يحس بالملل من تواجده فيها وتجسد ذلك في قوله ( بصراحة نستنى الوقت باش نخرج منها ) وهذا ما تعكسه النتائج السلبية التي تحصل عليها خلال مشواره الدراسي فقد أعاد السنة مرتين تنهد ثم قال ( عاوت السنة مرتين في الإبتدائي وفي الثانية متوسط ) وحسب قوله فهو الآن يحاول تحسين مستواه والنجاح في شهادة التعليم الأساسي للذهاب للثانوية لكي لا يخيب آمال أهله وخاصة أمه ( راني نحاول باش ما نخيبش ظنهم بيا خاصة مَّا ).
كما أظهر الحالة "ع" إستعداد واضح لمواجهة المستقبل فنظرته له مشرقة وحسب قوله ( والله مقارنة بالحوايج لباغيهم مستقبل مزهر، إنشاء الله يكون مليح ) ويبتسم ويقول ( نقدروا نتفاءلوا) أما عن علاقته بأصدقائه فهي علاقة عادية و لا يملك الكثير منهم فحسب قوله (صعيب باش تلقاي صاحبك صح،صح ويوقف معاك ويعاونك).
3.3. تحليل المقابلـــــــــــة:
إن القارئ المتمعن للمقابلة يدرك أن الحالة "ع" يعيش في أسرة تمنحه الدعم والرعاية خاصة أمه وتجسد في قوله ( مَّا، نحسها قريبة ليا بزاف ، تحس بيا كي نكون قلقان، وما تخبيش عليا لحوايج) رغم عدم الإهتمام الكبير من طرف الأب بحكم عمله وعدم تقبل إعاقة إبنه الكبير، لكن رغم هذا تحاول عائلته دائما ان تشركه في الامور التي تخصها بإعتباره الاخ الاكبر ( نشارك في الامور العائلية، ودايما يكون عندي مجال باش نقول رايي) وهذا ما أكسبه ثقة كبيرة بنفسه وتجسد ذلك في قوله ( أنا إنسان عادي، تقدري تقولي معجب بنفسي بزاف، نفتاخر بروحي )، ورغم إعتباره أن الإعاقة البصرية كانت عائق أمامه لتحقيق احلامه إلا أنه متفائل جدا بالمستقبل وتجسد ذلك في قوله ( أنا إنشاء الله باغي نكون محامي وعندي حلم باغي نحققوا لاعب مشهور في كرة الجرس)، أما عن إعادته للسنة عدة مرات فقد أرجع ذلك لعامل صغر السن تنهد ثم قال (المكتوب، كنت منقراش ندير الطوايش ساعات نخرج من القسم خاصة عند الأساتذة المكفوفين ) والسبب( كنت ندير هاك خاطر كنت صغير وغير واعي، أما الآن فكبرت كشما بقا) لهذا فهو يحاول تحسين مستواه وذلك من خلال إرادته وحسب قوله ( زوج حوايج عندي باش نتحسن الثقة بالنفس والإرادة) .
أما عند التحدث عن أصدقائه فهو يملك الكثير منهم إلا أنه يعتبرهم غير جدرين بذلك فحسب رأيه الجميع متشابهون وأن أكثر شيئ يزعجه فيهم هو الإستهزاء وتجسد ذلك في قوله ( كي تكون مع صحابك و يديروا جاست يسهزاو بيك تجيك حالة تكره فيها روحك)، أما عن شفقة الأخرين فيقول ( نعم، هيه الأغلبية يقولوا هذا مسكين ما يقدرش يدير هذي ) وهذا هو الشيئ الوحيد الذي يحبط إرادته ويسبب له القلق الكبير والإنزعاج ويجعله يحس بأن لا قيمة له في هذه الحياة أحيانا أم فيما يخص الميكانزمات النفسية والأساليب الدفاعية ونذكر منها :
*الكبت: ويظهر في سرده للمراحل التي مر عليها في مشواره الدراسي والسنوات التي أعادها فقد أرجع ذلك للمكتوب دون ذكر السبب الحقيقي
*المقاومة: وظهرت في قوله (أنا منيش ثقيل، أنا منخليش روحي نكون ثقيل باش ما يقولوش دارنا حصلنا فيه وما نكونش عبء على الآخرين ).
*التسامي: ويظهر جليا في تصرفاته مع زملائه المكفوفين كما يظهر أيضا في طريقة مشيته وفي حديثه فهو يرى نفسه أنه أحسن منهم في كثير من الأمور وأنه هو الشخص المثالي.
*التثبيط: حيث يرى أن الإعاقة هي سبب رئيسي في عدم تحقيق أشياء أفضل على الصعيد الدراسي وعلى الصعيد الشخصي.
بالإضافة إلى كل هذا فالحالة كان متناقضا في الكثير من الامور مثل قوله تعجبني روحي بصح حاب نغير أشياء أخرى. وقوله أيضا (علاقتي مع أصدقائي فيها تفهم وهي عادية) و قوله في مرة أخرى (صعيب باش تلقاي صاحبك صح،صح ويوقف معاك ويعاونك).
4.3. عرض نتائج الإختبار :
بعد عرضنا للحالة وتحليلنا لها طبقنا عليها إختبار تقدير الذات لـ: كوبر سميث وسيتم عرض نتائج الإختبار وفق الجدول التالي:

اختبار كوبر سميث لتقدير الذات
العبارات تنطبق لا تنطبق
1. عادة لاا اشعر بالضيق -
2. أجد صعوبة في التحدث أمام الناس -
3. أود أنأغير أشياء في نفسي -
4. لا أجد صعوبة في اتخاذ قرارات بنفسي -
5. يسعد الأخرون بوجودهم معي -
6. اتضايق بسرعة في المنزل -
7. احتاج لوقت طويل كي أعتاد على الأشياء الجديدة -
8. أنا محبوب بين أقراني -
9. عادة ما تراعي عائلتي مشاعري -
10. أستسلم بسهولة -
11. تتوقع عائلتي مني الكثير -
12. من الصعب الى حد ما أضل كما انا -
13. تختلط علي الأشياء في حياتي -
14. عادة ما يتبع الناس أفكاري -
15. لا أقدر نفسي حق قدرها -
16. أود ترك المنزل -
17. أشعر بالضيق من العمل -
18. مظهري ليس مقبولا مثل معظم الناس -
19. عادة اذا كان عندي راي فاني ابديه -
20. عائلتي تفهمني -
21. معظم الناس محبوبون اكثر مني -
22. أشعر كما لو أن عائلتي هي من يتحكم في حياتي -
23. لا ألقى عادة التشجيع فيما أقوم به من أعمال -
24. أرغب كثيرا لو اني شخص آخر -
25. لا يمكن للآخرين الاعتماد علي. -
5.3. تحليل نتائج الإختبار:
بعد إجرائنا لإختبار كوبر سميث لتقدير الذات على الحالى "ع ـ" توصلنا إلى أنها تحصلت على 64 درجة أي أنها محصورة بين 40-60 مما يدل على أن تقدير الذات عند الحالة مرتفع وقد ظهر ذلك من خلال نتائج المقاييس الفرعية لهذا الإختبار وهي:
*مقياس الذات العائلية: كان مرتفع وذلك بإجابته على البند التاسع والبند العشرين والبند الثاني والعشرين مما يعكس وجود الدعم والحب الأسري خاصة من طرف الوالدة رغم عدم إهتمام الأب
*مقياس الذات العامة: كان معتدل وظهر ذلك من خلال إجابته على البند الثالث والبند الرابع والبند العاشر وهذا ما يؤكد الثقة الكبيرة التي يمتلكها الحالة في نفسه مما يجعله يسعى للتغلب على الإعاقة ويقهر الصعوبات أما فيما يخص تغيير الأشياء في نفسه فيطمح لتحقيق الأفضل.
*مقياس الذات الإجتماعية وجماعة الرفاق: من متوسط إلى ضعيف وظهر ذلك من خلال إجابته على البند الخامس والبند الثامن البند الثاني والبند الثالث والعشرين وهذا ما يؤكد ورغم الثقة الكبيرة التي يظهرها إلا انه يحتاج إلى دعم المجتمع وجماعة الرفاق .
6.3. التحليل العام للحالة "ع ":
إثر المقابلة التي أجريت مع الحالة "ع" ونتائج الإختبار والملاحظة العامة تبين أن الحالة تحاول بقدر الإمكان إبراز تقديرها لذاتها وإبراز مكانتها في معظم الأحيان، وبما أن الحالة يعيش في أسرة مستقرة ومتوازنة فهو يلقى الدعم الكافي والمساندة خاصة من أمه التي تقدم له الدعم المعنوي وتشجعه على الدراسة بالرغم من لا مبالاة الأب أما فيما يخص المجال الدراسي فالحالة يحاول إبراز مكانته في القسم واللحاق بزملائه المتفوقين وهذا رغم فشله في مشواره الدراسي في السنوات الماضية لكن هذا الفشل لم يكن عائق أمامه فهو كان بالنسبة له كحافز لتغيير نفسه في المستقبل لذا فهو يبذل مجهوده للنجاح خاصة هذه السنة للذهاب للثانوية .
ومن الملاحظ على الحالة "ع " أنه يثق في نفسه كثيرا ومعجب بمظهره وظهر ذلك من خلال طريقة حديثه وجلوسه فهو يتحدث كاكبار يعي ما يقول يدرك أين هو وأين يريد الوصول، مشيته متزنة خطواته ثابتة لكن الحالة إستخدم الكثير من الميكانزمات الدفاعية أثناء المقابلة واهمها التبرير، التسامي..الخ ،لكن نلمس من خلال حديثنا معه نوعا الصراع الداخلي خاصة بسبب الإعاقة البصرية فهو في قرارة نفسه يريد مواجهتها وتحديها والنجاح ولكن في الواقع لا يستطيع ذلك رغم الإرادة ، أما عن أصدقائه فمعظمهم مبصرون خارج المدرسة فهو يحاول أن يكون مثلهم في كل شيئ متجاهلا بذلك عجزه في بعض الامور ولقد أبرز ذلك في العديد من المرات أما عن زملائه المكفوفين فهو يرى نفسه أنه قائد المجموعة في المدرسة والكل يأخذ بوجهة نظره وهذا ما جعله أكثر ثقة بنفسه بينهم ويفتخر بذلك ، يتطلع إلى مستقبل أفضل وأحسن بقوله " نقدروا نقول مليح "
2. مناقشة النتائج على ضوء الفرضيات:
إنطلاقا من الفرضية الأولى التي تقول تقدير الذات لدى المكفوفين المتمدرسين بالمدرسة الخاصة مرتفع وأظهرت نتائج الدراسة التي اعتمدنا فيها على تطبيق إختبار كوبر سميث لتقدير الذات بالإضافة إلى المقابلة النصف الموجهة إلى :
• بالنسبة للحالة "س" تحققت الفرضية الأولى وهي تقدير الذات لدى المكفوفين المتمدرسين بالمدرسة الخاصة تقدير ذات إيجابي ( مرتفع) فالحالة لديها تقدير ذات مرتفع جدا وهذا ما أثبته المقياس بدرجة 80 وهذا راجع لأن الحالة "س" تحظى بالمساندة الإجتماعية القوية والدعم العاطفي الذي يتضح جليا في التواصل الجيد والعلاقات المتينة بينها وبين أفراد أسرتها والمحيطين بها مما جعلها تكتسي أهمية وقيمة كبيرة بالنسبة لنفسها وللآخرين، وتفوقها في المجال الدراسي منذ إلتحاقها بالمدرسة جعلها تمتلك تقدير مرتفع لذاتها وتأكيدا عاليا لنفسها بالإضافة إلى إقتناعها بمظهرها الخارجي وتقبلها لنفسها كما هي .
• ونفس الشيء بالنسبة للحالة "ع" فقد تحققت الفرضية الاولى أيضا فقد سجلنا تقدير للذات مرتفع نسبيا وهذا راجع للدعم الأسري الكبير الذي يحظى به والعلاقات المتينة بين أفراد أسرته خاصة الوالدة والإخوة إلا أن علاقاته مع الآخرين يشوبها نوع من الحذر وذلك بسبب إتجاهاتهم نحوه كمعاق بصريا ولكن هذا لم يكن له الأثر الكبير على شخصيته وعلى تقديره لذاته، أما إذا رجعنا إلى نتائجه السلبية خلال السنوات الماضية فكانت بالنسبة إليه دافع لكي يحسنها وان يتابع مشواره ولكن بقوة وإرادة أكبر لتحقيق النجاح سواء في المستقبل القريب او البعيد أما عن مظهره الخارجي فهو يفتخر به وهو جد معجب بنفسه .
أما بالنسبة للحالة "هـ" فقد تحققت الفرضية الثانية وهي تقدير الذات لدى المكفوفين المتمدرسين بالمدرسة الخاصة تقدير ذات سلبي ( منخفض ) فالحالة تعاني من تقدير ذات منخفض قدر بـ36 وهذا رغم الدعم العاطفي الذي تحظى به من قبل أسرتها خاصة أمها لكن فيما يخص علاقاتها الإجتماعية خاصة مع جماعة الرفاق والوسط المدرسي فتقريبا منعدمة وهذا بسبب عدم تواصلها مع الآخرين بسبب شعورها بالنقص والدونية وخجلها من ذاتها هذا ما أفقدها ثقتها بنفسها فالحالة لا تحرك ساكنا و لا تحاول أبدا تحسين مستواها فاستسلامها كان واضحا وجليا لكن الشيئ الذي كان ملفت للإنتباه على الحالة هو إهتمامها الكبير بمظهرها الخارجي وأناقتها وقد يرجع ذلك لتغطية فشلها