بعض العلماء لايفرقون بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي فهما في نظرهما شيء واحد وجهان لعملة واحدة والبعض يفرق بينهما وكما يبدو لي أن هناك فروقا واضحة بينهما أستطيع تلخيصها فيما يلي :
1-الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي فرق في الدرجة وليس في النوع .
2- المسترشد في الإرشاد النفسي سوي ولم يصل إلى حد المرض النفسي ولكنه في العلاج النفسي مريض يحتاج إلى مراجعة العيادة النفسية لتشخيص مرضه ومن ثم علاجه.
3- المعالج النفسي يعيد بناء شخصية المريض المنهارة ، أما المرشد النفسي فالذي يعيد بناء شخصيته هو المسترشد نفسه عن طريق تبصيره بمشكلته ومساعدته في اقتراح البدائل التي تعينه للخلاص من معاناته.
4-المرشد النفسي يتعامل مع مشكلات عادية لم تصل إلى حد المرض النفسي ولكن المعالج النفسي يتعامل مع مشكلات نفسية عميقة وحادة تحتاج إلى علاج جاد ومتابعة دقيقه من قبل الطبيب النفسي ومن أهل المريض.
5-المرشد النفسي عادة يعمل في المدارس وفي مراكز الشباب ،ووحدات الخدمات النفسية والإرشادية والجامعات،ودور المسنين أما المعالج النفسي فيعمل في العيادات النفسية إما داخل المستشفى أو في عيادات نفسية مستقلة،
6- الإرشاد النفسي وقاية للفرد من الوقوع في الأمراض النفسية والانحرافات السلوكية فالوقاية خير من العلاج لأن المرشد النفسي يقدم برامج وقائية للأسوياء لئلا يصبحوا فريسة للمرض النفسي أو الانحراف السلوكي.، لذا أنتم تلاحظون أن مهمة المرشد النفسي مهمة عظيمة لاتقل قيمة عن أهمية المعالج النفسي أو الطبيب النفسي والعالم المتحضر اليوم صار يتجه إلى الإرشاد النفسي أكثر من اتجاهه إلى العلاج النفسي ( فدرهم وقاية خير من قنطار علاج)والوقاية من المرض النفسي أقل كلفة وجهدا من العلاج النفسي ، واليوم الأطباء النفسانيون يحاولون توطيد علاقتهم بالمرشدين النفسيين لأن المرشدين يقدمون له خدمات عظيمة تخفف عليهم من أعباء عملهم المرهق .
7- المرشد النفسي لايصرف أدوية نفسية بعكس الطبيب النفسي الذي هو بطبيعته طبيب تخرج في كلية الطب ، وتخصص في الدراسات النفسية ولديه القدرة على وصف الدواء للمريض لمعرفته بسلبيات الأدوية النفسية لذا فإني أحذر المرشدين النفسيين أن يصرفوا للمسترشدين أدوية نفسية بدافع الاجتهاد أو أن المريض النفسي ألح عليهم بطلب الدواء فلا بد بل يجب على المرشد أن يوضح للمريض ماهية عمله وأن صرف الدواء ليس من اختصاصه ويحوله بكل لطف للطبيب النفسي متى ما رأى المرشد النفسي أن حالة المريض تستدعي أخذ بعض الأدوية لمساعدته والتخفيف من آلامه ولأن صرف الدواء من قبل المرشد النفسي قد يسبب للمسترشد مضاعفات خطيرة المرشد النفسي بغنى عنها 0
يلاحظ أن الأدوات التي يستخدمها الطبيب النفسي في التشخيص هي نفسها التي يستخدمها المرشد النفسي كدراسة الحالة والمقابلة الإرشادية وتطبيق الاختبارات النفسية والملاحظة والسيرة الذاتية وغيرها غير أن الاختلاف في المريض نفسه،والله الشافي والمعافي .
-----------------------------------------------------------------

*للاستزادة أنظر كتاب الدكتور /حامد زهران ( التوجيه والإرشاد النفسي(الطبعة الأخيرة).