الوسائل التعليمية طريقة للإبداع
في تحفيظ القرآن

حسن قاري محمد سعيد
بسم الله الرحمن الرحيم



قد كانت البشرية تعيش في تخبط وتيه ، وتوزّع ولاءاتها بين طواغيت وأصنام ، وبين كهان ومشعوذين ، قد أسلمت يدها كالأعمى لهؤلاء يقودونها أينما أرادوا وكيفما شاءوا ، فجاء الله تبارك وتعالى بهذا الكتاب هاديًا ومبشرًا ونذيرًا للناس : ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) ، وما هي إلا سنوات وانطلق حملة هذا الكتاب يحوبون الدّيار ، ويقطعون الفيافي حاملين رسالة التوحيد ومشعل الهداية أجمع .

واليوم وقد بدأت بشائر النور تلوح في الأفق ، يشعر جيل الصحوة أنّ عنوان فلاحهم ودليل سيرهم على خطا الرعيل الأول في الإقبال على كتاب الله ، فبدأ الشباب يتوافدون على حفظ القرآن والإقبال على تلاوته وتدبّره ، واكتظت مراكز تحفيظ القرآن الكريم في أرجاء البلاد الإسلامية بالطلبة المتحمسين لحمل كتاب الله في صدورهم .

ويأتي هذا البحث المتواضع ، علّه يساهم في دفع المسيرة ، وتوجيه تلك المراكز والمؤسسات لبذل الجهود الممكنة في استخدام الوسائل التعليمية المتنوعة التقليدية منها والحديث لتكون معينا ومثبتا لأولئك الذين سلكوا هذا الطريق ، خدمة للقرآن الكريم فهو دستورنا ومصدر تشريعنا ، وعلى الدعوة الإسلامية المعاصرة أن تبدأ وتنتهي مراحلها مع كتاب الله ، وتخرج أجيالاً قرآنية علماً وعملاً وخلقاً .. ولا تفرط في القرآن الكريم .

هذا وإني قسمت الموضوع إلى ثلاثة فصول :
فأما الفصل الأول : تحدثت فيه عن أمور تتعلق بحفظ القرآن الكريم : وقسّمت الموضوع إلى ثلاثة مباحث : الأول : فضل تلاوة وحفظ القرآن الكريم ، والثاني : آداب تلاوة القرآن الكريم واستماعه ، والثالث : العوامل المساعدة على حفظ وتحفيظ القرآن .

والفصل الثاني : كان الكلام فيه عن مفهوم الوسائل التعليمية وأهميتها : وقسّمت الموضوع إلى ثلاثة مباحث : الأول : مفهوم الوسائل التعليمية ، والثاني : أهمية استخدام الوسائل التعليمية في تحفيظ القرآن الكريم ، والثالث : أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية .

والفصل الثالث : تحدّثت فيه عن تصنيف الوسائل التعليمية وأدواتها ، وقسّمت الموضوع إلى مبحثين : الأول : تصنيف الوسائل التعليمية ، والثاني : أدوات الوسائل التعليمية في تحفيظ القرآن الكريم .


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



كتـبه
حسن قاري محمد سعيد
في 25 رجب 1425 هـ
المنامة ـ البحرين






الفصل الأول :
أمور تتعلق بحفظ القرآن الكريم

ويشتمل على ثلاثة مباحث :
الأول : فضل تلاوة وحفظ القرآن الكريم .
الثاني : آداب تلاوة القرآن الكريم واستماعه .
الثالث : العوامل المساعدة على حفظ وتحفيظ القرآن .


الفصل الأول
أمور تتعلق بحفظ القرآن الكريم

المبحث الأول : فضل تلاوة وحفظ القرآن الكريم :

إنّ من أجل العبادات وأعظم القربات إلى الله تعالى، تلاوة القرآن الكريم، فقد أمر بها سبحانه وتعالى في قوله : ( فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْه ُ) ، فكان جزاؤه في الآخرة أن يكون هذا الكتاب العزيز ، شفيعًا لقارئه وحافظه ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) ، وقال أيضًا : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) .

إنّ تعليم القرآن الكريم فرض كفاية ، وحفظه واجب وجوباً كفائياً على الأمة ، حتى لا ينقطع تواتره ولا يتطرق إليه تبديل أو تحريف، فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين ، وإلا أثموا بأسرهم ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .

فصاحب القرآن الكريم ، قلبه عامر به ، يتدبر آيات الله تعالى ، ويتفكر دلائل قدرته وعظمته في كل ما حوله ، وبذلك تصفو نفسه وتجمل أخلاقه ويسمو طبعه ، فكان حريًا بحفّاظ القرآن الكريم أن يكونوا هم أصفياء الله وخاصته وأولياؤه .


المبحث الثاني : آداب تلاوة القرآن الكريم واستماعه :

لتلاوة القرآن الكريم آداب كثيرة وعديدة ، حسبي هنا أن أشير إلى طائفة منها باختصار فأقول : ينبغي على قارئ القرآن أن يتأدب بالآداب التالية :
1- قال النووي - رحمه الله - : ( أن يصون يديه في حال الإقراء عن العبث ، وعينيه عن تفريق نظرها من غير حاجة، ويقعد مستقبل القبلة ، وأن يجلس بوقار، وتكون ثيابه نظيفة .. ) .
2- أن ينظف فاه بالسواك وغيره ، تطهيراً وتعظيماً للقرآن .
3- قال النووي : ( فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة .. فهو المقصود المطلوب ، وبه تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب ) .

كما أن على السامع للقرآن الكريم أيضاً أن يقبل عليه بقلب خاشع يتفكر في معانيه ، ويتدبر في آياته ، قال تعالى : ( كتاب أنزلنه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر ألوا الألباب ) ، وقال تعالى: ( وإذا قرئ القرآن فاسمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) .

المبحث الثالث : العوامل المساعدة على حفظ وتحفيظ القرآن :

أ ) المحافظة على رسم واحد للمصحف :
مما ينبغي لحافظ القرآن أن يجعل لنفسه مصحفاً خاصاً به ، ويستحسن أن يكون المصحف طبعة الملك فهد ، الذي سمي بـ " مصحف الحفاظ " لأنه يمتاز بعدة مميزات :
1 - وضوح الخط وحسنه .
2 - أنّ الصفحة فيه تبدأ بآية وتنتهي بآية .
3 - انتشار هذا المصحف في بقاع كثيرة في العالم فلا يشق اقتناؤه .
4 – وجود أحجام مختلفة من هذا المصحف ، كبير ، متوسط ، صغير ( للجيب ) .

( فالواجب أن يحافظ المرء على رسم واحد للمصحف لا يغيره، لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع، فصور الآيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف ) ، فإن العين كالعدسة المصورة ، تلتقط ما تراه فيثبت في الذاكرة .

ب) المنافسة في الحفظ :
من الطرق التي نص عليها المربون : طريقة التنافس بين الأطفال ، فالبحوث التربوية أثبتت أن المنافسة في المدرسة تعود الطفل على الاعتماد على النفس دون أن ينسى في الوقت نفسه جهود غيره .
ومن هذا المنطلق على المحفظ والمعلم أن يحيي روح المنافسة بين طلبته، مع تقديم الثناء الحسن للطالب المجتهد مما يشجعه ذلك على الاستمرار في إتقان عمله ، فالمنافسة تنمي عند الطالب الجرأة والمثابرة والانتباه، ولا يعني هذا الاعتماد الكلي على ذلك لأنه قد يؤدي بعد ذلك إلى وجود الحسد والبغضاء بين الطلاب .

جـ ) تحديد نسبة الحفظ يومياً :
يقوم الحافظ بتحديد ما يستطيع حفظه في اليوم : عشر آيات مثلاً أو صفحة من المصحف يداوم عليها يومياً ، وعليه أن يراعي أمرين :
• الأمر الأول : أن بعض المقاطع في كتاب الله أصعب في الحفظ من بعض ، فعند المرور بمثل هذه المقاطع يقلل من مقدار حفظه ، وعند المرور بمقاطع سهلة ويسيرة في الحفظ عليه أن يزيد في مقدار الحفظ .
• الأمر الثاني : يمر مريد الحفظ خلال حفظه للقرآن بحالتين :
أ – حالة قبض : وهي أنه لا يستطيع حفظ ما كان يحفظه سابقاً أو يجد صعوبة في الحفظ والمراجعة، فيؤدي به ذلك إلى اليأس من الحفظ، وعلاج ذلك هو: أن يترك حفظ الدرس الجديد ويبدأ بمراجعة ما حفظه في السابق حتى يستعيد نشاطه.
ب – حالة بسط : وهي عكس الحالة الأولى فيشعر الطالب بقدرة أكبر على الحفظ فيزيد من مقدار حفظه .

د ) قراءة المقرر في الصلاة :
إن الحافظ عندما يقف بين يدي الله عز وجل مصلياً، فيقرأ ما حفظه فإنه قلما ينسى ما يحفظه، وهو أدعى لتثبيت الحفظ، ولذا فإن من أعظم الصلوات أجراً بعد الفريضة : قيام الليل، فإنه دأب الصالحين .

هـ ) الاهتمام بالآيات المتشابهة :
يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق : ( .. وإذا كان القرآن فيه نحواً من ستة آلاف آية ونيف ، فإن هناك نحواً من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما ، قد يصل أحياناً إلى حدّ التطابق أو الاختلاف في حرف واحد أو كلمة واحدة أو اثنتين على الأكثر ) .

فعلى مريد الحفظ أن يعطي اهتماماً كبيراً للآيات المتشابهة لفظياً ، فمقدار ما يكون اهتمامه بذلك يكون إتقانه لحفظه ، ومن الوسائل المعينة على معرفة الآيات المتشابهة : الاستعانة بالكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة ، ككتاب : هداية الحيران في متشابه ألفاظ القرآن ، لأحمد عبد الفتاح الزواوي ، وعون الرحمن في حفظ القرآن ، لأبي ذر القلموني .

ومن أفضل الطرق التي جربتها شخصياً للتغلب على هذه العقبة : كتابة طرف من المتشابهات على هامش المصحف بخط صغير ( بقلم الرصاص ) عند كل آية وقع فيها التشابه ، وهي مفيدة جداً في تثبيت الحفظ .

و) القراءة بنغمة معينة :
حدثني أحدهم : أن أحد الغربيين قدم بحثاً إلى إحدى الجامعات الأمريكية يثبت فيه أن قراءة أي عبارة بنغمة معينة يثبت الحفظ‍‍ ، وما يدري هذا المسكين أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بتزيين القراءة وتحسين الصوت بها قبل أربعة عشر قرناً فقال: ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) .

فإن قراءة القرآن بنغمة محببة لديك ، منضبطة بأحكام التجويد تسهل عليك الحفظ ، وبالتالي استعادة المحفوظ ، فعندما تنقص كلمة من الآية سهواً فإن لسانك وأذنك اللتان تعودتا على تلك النغمة – في الغالب – لا تتقبل الخطأ ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أذن الله بشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به ) .

ز) الحـرص على الابتداء في الحفظ من آخر المصحف :
وبخاصة صغير السنّ أو ضعيف العزيمة ،حتى يشعر أنه قد أنجز شيئاً في فترة وجيزة ، حيث أنّ السور أكثر عـدداً وأقل صعوبةً ، ولما لديه من حفظٍ يسير لها عن طريق مقررات القرآن في المدارس النظامية .

حـ ) الدعاء :
قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) ، فأكثر دائماً من الدعاء بتوفيقك لحفظ القرآن الكريم ، واعلم أن الإلحاح في الدعاء من أعظم آداب الدعاء ، وكما قيل : من أدمن طرق الباب يوشك أن يُفتح له .

أخي الكريم .. حفظ القرآن الكريم منةً من الله وهبة ، فالجأ إلى الله تعالى داعيًا متضرعا في أوقات الإجابة ، وقل : ( اللهم علّمني من القرآن ما جهلت ، وذكّرني منه ما نسيت .. أسألك يا الله يا رحمان يا رحيم .. أسألك بجلالك ونور وجهك .. أن تلزم قلبي حفظ كتابك وترزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عني ) .





الفصل الثاني :
مفهوم الوسائل التعليمية وأهميتها

ويشتمل على ثلاثة مباحث :
الأول : مفهوم الوسائل التعليمية .
الثاني : أهمية استخدام الوسائل التعليمية في تحفيظ القرآن الكريم .
الثالث : أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية .



الفصل الثاني
مفهوم الوسائل التعليمية وأهميتها

المبحث الأول : مفهوم الوسائل التعليمية :

تتنوع التعريفات التي وجدت في الكتب والمراجع المختلفة لمفهوم الوسائل التعليمية ، حيث ينظر إليها البعض كمجرد معينات تعليمية ، بينما يرى البعض الآخر أنها وسائط أساسية وضرورية للتدريس والتحفيظ ، ومن الضروري أن نقف في بداية تعرضنا لموضوع الوسائل التعليمية وأهميتها في تحفيظ القرآن الكريم على تحديد دقيق لماهية هذا المصطلح .

يرى البعض أن الوسائل التعليمية هي كل شيء يساعد المعلم في عملية التدريس ، ويؤكدون ـ في ضوء هذه المعنى ـ على أن الوسائل التعليمية لا تحل محل المعلم ، ولا يستغنى بها عنه ، أي أنها وسائل تعينه على أداء عملية التدريس ، ولذا سميت بالوسائل المعينة .

وهناك فئة أخرى تفضّل اطلاق مصطلح " وسائل الإيضاح " على الوسائل التعليمية ، ويقصدون بذلك ما تؤديه من دور في مساعدة المعلم على توضيح الحقائق والأفكار للمتعلمين ، ولذلك فإن الوسائل قد تكون تعليمية إشارة إلى استخدام المعلم لها في التعليم ، أو تعلمية إشارة إلى استخدام الطالب لها في التعلّم ، كما أنها قد تكون تعليمية تعلمية حسب الموقف التعليمي الذي يستخدم فيه ، حيث يمكن لكثير من الوسائل أن تؤدي الدورين حسب الحاجة .

وبالتالي يمكننا أن نعرّف الوسائل التعليمية بقولنا : ( هي الوسائل التعليمية التي يستخدمها المعلم أو المحفّظ ، لتوصيل ما لديه من المادة العلمية إلى أذهان الطلاب ، بصورة أفضل وجهد أقل ) ، فيمكن للمحفظ أن يستخدم من هذه الوسائل ما يتناسب مع مهمته في حفظ وتحفيظ القرآن الكريم .

وقد أكدت الدراسات التربوية أن معدّل تذكر الصور السمعية والبصرية منذ استقبالها حتى بعد ثلاثة أيام أفضل من السمعي أو البصري كلٍّ على حدة ، والجدول التالي يوضح ذلك :

نوع الاستقبال نسبة التذكر في الحالات التالية
الفوري بعد ثلاث ساعات بعد ثلاثة أيام
سمعي 100% 70% 10%
بصري 100% 72% 20%
سمعي بصري 100% 85% 65%

ومن خلال الجدول السابق يتضح لنا أهمية استخدام الوسائل التعليمية في حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، فيستفيد الطالب من عدة حواس عند التلقّي .

المبحث الثاني: أهمية استخدام الوسائل التعليمية في حفظ القرآن الكريم :

قد يبدو للبعض أن استخدام الوسائل التعليمية كأداة لتسهيل التواصل أو التفاهم بين المعلم والمتعلمين قد بدأ في العصر الحديث ، أو مع نشأة المدرسة الحديثة ، إلا أن الإنسان منذ العصور الأولى كان يستخدم وسائل خاصة ليعلّم الآخرين أو ليوصل أفكاره إليهم ، وإذا كانت الوسائل التعليمية أداة مهمة في عملية التواصل البشري بعامة ، فإنها بالأحرى تكون أداة رئيسية في تحقيق التواصل بين المعلم وطلابه في أثناء العملية التعليمية بصورة خاصة ، ويمكن أن نلخص أهم الفوائد التي تبرز أهمية الوسائل التعليمية في الجوانب التالية :

أولاً : بناء المفاهيم :
القرآن الكريم لم ينزل مرة واحدة كالكتب السماوية السابقة ، وإنما نزل متدرجاً من أجل فهمه وتطبيقه ، ولأجل تعليمه وتثبيته في النفوس ، والوسائل التعليمية المحسوسة وشبه المحسوسة توفّر للمتعلم مواقف تعليمية ، يستطيع من خلالها اكتساب الخبرات المتنوعة ، وفي أثناء التعلم يتفاعل المتعلم مع مضمون الوسيلة بحاسة أو أكثر من حواسه ، ومن ثم يدرك خواص هذا المضمون وصفاته من خلال عملية حسية ، ويربط بين تلك الخواص والصفات الحسية ، واللفظ أو الألفاظ التي تدل عليها .

وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الألفاظ القرآنية تكون مجرد كلمات لا معنى لها لدى الصغار في بداية مراحل حفظهم للقرآن الكريم ، فلفظٌ مثل ( الغيث ) قد لا يعني شيئاً لهم ، وربما أطلقوا عليه ( ماء ) أو ( ماء ينزل من السماء ) ، ولكنهم عندما يشاهدون هذا الماء بأعينهم ، ويسمعون صوت قطراته ، وبيبللون به أصابعهم ثم يسمعون لفظ ( الغيث ) ، فإن اللفظ يرتبط بما وصل إلى عقولهم من صفات عبر الحواس المختلفة ، ولذا يقال : " إن المفهوم إنما يتكون من اسم مجرد ومضمون محسوس يدل عليه ويوضحه " .

ويقول الدكتور / محمد حفني : ( ويؤكد علم النفس على انه كلما فهم التلميذ معنى ما يحفظه ، كلما كان أسرع في الحفظ ، وهذا المعنى يأتي من مصادر ثلاثة :
1- وفرة الروابط بين أجزاء الموقف التعليمي .
2- تنظيم المادة المتعلمة منطقياً .
3- استخدام ما يتعلم أو يحفظ .
فدرجة المعنى تيسر تعلم أو حفظ المادة أكثر من مجرد الإعادة والتكرار التي تحتاج إلى وقت أطول من المعلّم والتلميذ ) ، وقال في موضع آخر: ( ممارسة المتعلم ما يحفظه ، يجعله متذكراً للموضوع ومثبتاً للتعلم، فيضعف بذلك عامل النسيان ) .

ثانيًا : العناية بالفروق الفردية :
يختلف الطلاب في خصائصهم المتعلقة بكيفية حفظ القرآن الكريم والاستعداد له ، فمنهم من يحفظ بصورة أفضل عن طريق حاسة البصر ، ومنهم من يحفظ بصورة أفضل عن طريق حاسة السمع ، ولذلك تهتم الوسائل التعليمية بإيجاد المواقف التعليمية التي تتطلب اشتراك أكثر من حاسة في التحفيظ ، بحيث يحدث احتكاك حقيقي بين حواس الطالب والآيات القرآنية ، التي توفرها الوسيلة ، وهكذا تتكون الخبرة المباشرة أو الممثلة نتيجة إثارة الوسائل لحاسة أو اكثر من حواس الطالب .

ثالثًا : قطع رتابة المواقف التعليمية :
عادةً ما تزدحم مراكز تحفيظ القرآن الكريم بالقراءة الجهرية من جانب المعلم وترديد الطلاب خلفه ، إلا أنّ استخدام المعلم للوسائل التعليمية في سياق متناغم ضمن إجراءات تحفيظ القرآن الكريم ، يقطع رتابة المواقف اللفظية التقليدية ، ويجعل الموقف التعليمي أكثر تشويقاً وإثارة ، كما يؤدي إلى مزيد من الإيجابية لدى المتعلمين .

رابعًا : زيادة انتباه الطلاب :
إن استخدام الوسائل التعليمية في التحفيظ ، غالباً ما يؤدي إلى إثارة حاسة أو أكثر من حواس المتعلم ، مما يدفعه إلى التركيز والتدقيق في متابعة أحداث التحفيظ ، ويزيد من نشاطه ، ويظهر ذلك في نتائج حفظهم .

ويكفينا أن نلاحظ مدى الاهتمام والانتباه الذي يبديه الطلاب عندما يدخل عليهم المعلم حاملا بعض الأدوات أو الأجهزة التعليمية ، على عكس المعلم الذي عادة ما يقتصر على تكرار الآيات القرآنية على طلابه .

خامسًا : زيادة نسبة الحفظ :
عند الاقتصار على الطرق اللفظية في تحفيظ القرآن الكريم ، نلاحظ أنّ هناك انصرافا من بعض الطلاب عن متابعة التحفيظ أو الانتباه ، وما يلبث هذا الأمر أن يتغير بمجرد استخدام الوسيلة التعليمية .

وربما كان السبب وراء ذلك هو أنّ الوسائل التعليمية تولد الحاجات الكامنة للتحفيظ ، كما أنها تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين من حيث توفير أنسب الوسائل لإثارة حواسهم وحثّهم على حفظ القرآن الكريم ، كما أن الوسائل التعليمية تزيد من انتباههم ، ومن ثمّ تزيد كميّة ما يقومون به من حفظ الآيات القرآنية .

سادسًا : التغلب على البعدين الزماني والمكاني :
هناك العديد من الأحداث التي جرت مثل : المعارك الإسلامية ، أو إهلاك الله تعالى للقوم الكافرين ، كما أنّ هناك أحداثاً لا تزال تحدث بصورة مستمرة حالياً ، ولكن في مناطق بعيدة مثل مناسك الحج والعمرة .

ومثل هذه الأحداث ، ذات الزمن البعيد أو ذات المكان البعيد ، تقوم الوسيلة التعليمية بإتيان بتلك الأحداث إلى الطالب بدلاً من أن يذهب هو إليها ، وبهذا تتغلب الوسائل على مشكلات البعد الزماني ، كما تتغلب على مشكلات البعد المكاني ، وتوفر للطلاب في غرفة الصف مادة التعلم صوتا وصورة وألواناً بتقنية ذات جودة عالية ، كما لو كانت تلك الأحداث تقع لتوها أمام الطلاب .

سابعًا : تقديم حلول لتعليم الفئات الخاصة :
لم تغفل الوسائل التعليمية الطلاب غير العادين من المعاقين بصرياً أو سمعياً أو عقلياً ، بل اهتمت بهم ، ووفرت لهم بعض الأدوات المهمة للارتقاء بقضايا تعليمهم ، ووصل الاهتمام بهذه القضية إلى ابتكار برامج خاصة لتعليم هذه الفئات عن طريق الكمبيوتر .

ثامنًا: تقديم التعليم المستمر :
لم يقتصر اهتمام الوسائل التعليمية على التحفيظ في مراكز القرآن الكريم للأطفال والشباب فحسب ، ولكنها أيضاً اهتمت بتعليم الكبار ، فكثير من الوسائل التعليمية مثل التلفزيون وتسجيلات الصوت وتسجيلات الفيديو قد خصصت لمحو الأمية ، وتعليم الكبار .

كما أن بعض الوسائل التعليمية كأشرطة الفيديو وأشرطة التسجيل والحقائب التعليمية متعددة الوسائط تستخدم كأدوات رئيسة في برامج التعليم المفتوح في الجامعات ، إذ يعتمد عليها الطالب في الدراسة والتدريب ، حيث يعتمد الطالب تماماً على هذه الوسائل في الحصول على محتوى ما يدرسه من مقررات ، وتعد وسيلة رئيسة للدراسة في مقررات الجامعة المفتوحة .

المبحث الثالث : أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية :

1- تحديد الأهداف التعليمية التي تحققها الوسيلة بدقة :
وهذا يتطلب معرفة جيدة بطريقة صياغة الاهداف بشكل دقيق قابل للقياس ، علمًا بأن قدرة المعلم على ذلك يساعده على الاختيار السليم للوسيلة التي تحقق هذا الهدف أو ذلك .

2- معرفة خصائص الفئة المستهدفة ومراعاتها :
ويقصد بالفئة المستهدفة التلاميذ ، والمستخدم للوسائل التعليمية عليه أن يكون عارفاً للمستوى العمري والذكائي والمعرفي وحاجات المتعلمين حتى يضمن الاستخدام الفعّال للوسيلة 0

3- تجربة الوسيلة قبل استخدامها :
والمعلم المستخدم هو المعني بتجريب الوسيلة قبل الاستخدام وهذا يساعده على اتخاذ القرار المناسب بشأن استخدام وتحديد الوقت المناسب لعرضها وكذلك المكان المناسب ، كما أنه يحفظ نفسه من مفاجآت غير سارة قد تحدث كأن يعرض فيلماً غير الفيلم المطلوب أو أن يكون جهاز العرض غير صالح للعمل ، أو أن يكون وصف الوسيلة في الدليل غير مطابق لمحتواها ذلك مما يسبب إحراجاً للمدّرس وفوضى بين التلاميذ .

4- تهيئة أذهان التلاميذ :
ومن الأساليب المستخدمة في تهيئة أذهان التلاميذ : توجيه مجموعة من الأسئلة إلى الدارسين تحثهم على متابعة الوسيلة ، وتحديد مشكلة معينة تساعد الوسيلة على حلّها .

5- تهيئة الجو المناسب لاستخدام الوسيلة :
ويشمل ذلك جميع الظروف الطبيعية للمكان الذي ستستخدم فيه الوسيلة مثل : الإضاءة ، التهوية ، توفير الاجهزة ، الاستخدام في الوقت المناسب من الدرس ، فإذا لم ينجح المستخدم للوسيلة في تهيئة الجو المناسب فإن من المؤكد الاخفاق في الحصول على نتائج المرغوب فيها .

6- تقويم الوسيلة :
ويتضمن التقويم النتائج التي ترتبت على استخدام الوسيلة مع الأهداف التي أعدت من أجلها ، ويكون التقويم عادة بأداة لقياس تحصيل الدارسين بعد استخدام الوسيلة ، أو معرفة اتجاهات الدارسين وميولهم ومهاراتهم 0



الفصل الثالث :
تصنيف الوسائل التعليمية وأدواتها

ويشتمل على مبحثين :
الأول : تصنيف الوسائل التعليمية .
الثاني : أدوات الوسائل التعليمية في تحفيظ القرآن الكريم .

الفصل الثالث
تصنيف الوسائل التعليمية وأدواتها

المبحث الأول : تصنيف الوسائل التعليمية :

إنّ الوسائل التعليمية التي تستخدم في مراكز تحفيظ القرآن الكريم عديدة ومتنوعة ، منها القديم الذي تعارفنا عليه دهراً من الزمان مثل : السبورة ، ومنها الحديث الذي بدا لتوه يدخل دور التحفيظ مثل : الكمبيوتر ، وما يتضمنه من برامج تعليمية مصممة للتعلم الفردي .

وقد اهتم المتخصصون في المجال التربوي على مدى العقود الماضية بتصنيف الوسائل التعليمية ، واختلفت التصنيفات الناتجة في كل حالة بحسب الهدف من التصنيف ، فمنهم من اهتم بالتصنيف لأغراض تعليمية ، ومنهم من اهتم به لأغراض تنظيمية ، كما أن منهم من تعددت أغراضه بين التعليم والتنظيم ، وربما غيرها من أغراض أخرى .

وكان من نتائج الجهود التي بذلت لتصنيف الوسائل التعليمية وجود تصنيفات متنوعة لهذه الوسائل ، اعتمد كل منها على أساس معين للتصنيف ، ولعل من أبرز هذه التصنيفات ما يلي :

أولاً : التصنيف على أساس الحواس :
صنفت الوسائل التعليمية وفقاً لهذا التصنيف على أساس الحاسة أو الحواس التي تخاطبها ، وتركز عليها ، وذلك كما يلي :

(1) وسائل سمعية : وهي التي تخاطب حاسة السمع ، وتحمل رموزاً صوتية تصل إلى المخ عن طريق الأذن ، ومن أمثلة هذه الوسائل : التسجيلات الصوتية ، وبرامج الإذاعة .

(2) وسائل بصرية : وهي التي تخاطب أساساً حاسة النظر ، وتحمل رموزاً بصرية تنفذ من خلال العين إلى المخ ، الذي يترجمها ويفسرها للمتعلم ، ومن أمثلة هذه الوسائل : الشرائح ، والشفافيات ، واللوحات بشتى أنواعها .

(3) وسائل سمعية بصرية : وهي التي تخاطب حاستي السمع والبصر ، أي تحمل النوعين من الرموز الصوتية والبصرية ، ومن أمثلة هذه الوسائل : برامج الحاسب الآلي ، والتسجيلات الفيديوية ، وبرامج التلفزيون ، والشرائح الشفافة المصحوبة بالصوت .

(4) وسائل لمسية : وهي التي تخاطب حاسة اللمس ، وهي وسائل مهمة لدراسة الطلاب غير العادين من المعاقين بصرياً أو سمعياً أو عقلياً ، ووصل الاهتمام بهذه القضية إلى ابتكار برامج خاصة لتعليم هذه الفئات .

ثانياً : التصنيف على أساس الحداثة :
صنفت الوسائل التعليمية وفقاً لهذا التصنيف على أساس تتبع الفترة الزمنية التي ظهرت فيها ، وذلك كما يلي :

(1) وسائل قديمة : وهي التي عرفت منذ نشأة المدرسة بشكلها الحديث ، ومن أمثلة هذه الوسائل السبورة الطباشيرية .

(2) وسائل حديثة : وهي التي ظهرت بعد تطور صناعة العدسات وكاميرات التصوير منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي حتى الوقت الراهن ، وتعتمد هذه الوسائل على أجهزة خاصة لعرضها ، ومن أمثلة هذه الوسائل الشرائح وتسجيلات الفيديو ، وبرامج التلفزيون ، والشفافيات .

ثالثاً : التصنيف على أساس عدد المتعلمين :
صنفت الوسائل التعليمية وفقاً لهذا التصنيف تبعاً لعدد المستفيدين من الوسيلة إلى ثلاثة أقسام كما يلي :
(1) وسائل فردية : وهي وسائل يستخدمها فرد بصورة مستقلة ، مثل برمجيات الكمبيوتر .

(2) وسائل جماعية : وهي وسائل تستخدم لتعليم مجموعة من الطلاب يجلسون معاً في مكان معين كغرفة الصف ، مثل أفلام الفيديو .

(3) وسائل جماهيرية : وهي وسائل تستخدم لتعليم عدد كبير من الأشخاص في مواقع متباعدة في وقت معين ، كبرامج الإذاعة ، وبرامج التلفزيون .

وهكذا نجد أسس التصنيف تتعدد وتتنوع ، ومن ثم تتعدد التصنيفات الناتجة عن هذه الأسس .

المبحث الثاني: أدوات الوسائل التعليمية في تحفيظ القرآن الكريم وأجهزتها :

أدوات الوسائل التعليمية والأجهزة التي يمكن استخدامها في تحفيظ القرآن الكريم كثيرة ، منها :
الأول : السبــورة ( أمّ الوسائل ) :
وهي وسيلة هامة لكتابة نصّ الآيات القرآنية ، ولا يمكن الاستغناء عن السبورة في أية درس مهما كان ؛ لذا كان توفيرها في جميع الصفوف أمرًا ضروريًا .وينبغي وضعها في مكان بارز بحيث يراها جميع الطلاب ، وألا تكون في مقابل الضوء بحيث يمكن تجنب انعكاس الضوء الذي يؤذي أبصار التلاميذ ، وينبغي أن تكون السبورة نظيفة ، وليس بها بقع تؤثر على وضوح الكتابة .
وللسبورات أنواع مختلفة منها القديم ومنها المعاصر نسبيًا، ومن أهم هذه الأنواع ما يلي :
أ - السبورة الطباشيرية :
وهي أقصر أنواع السبورات شيوعًا وتصنع من الخشب، أو من مادة جدران غرفة الصف، وتطلى عادة بطلاء أسود أو أخضر، يشترط ألا يكون لامعًا، ويستخدم الطباشير في الكتابة عليها وتتميز هذه السبورات بأنها جاهزة دائمًا للاستخدام، كما أنها لا تتطلب أي أجهزة معقدة عند استخدامها، ويسهل إزالة ما عليها وإعادة استخدامها من جديد، أو إزالة جزء منه وتعديله حسب الحاجة.
والعوامل التي تساعد على استخدام السبورة : وضوح الخط ، واستخدام الطباشير ذي النوعية الجيدة ، وكذلك مراعاة مطابقة الكتابة لخط المصحف العثماني ، مع حسن الخط ، إضافةً إلى استخدام الطباشير الملونة .
ب - السبورة الممغنطة :
وهي نوع معاصر نسبيًا للسبورات، وتصنع من الفولاذ الرقيق المطلي بالبورسلان البيضاء، ويمكن استخدامها في الشرح والكتابة والرسم مثل السبورة الطباشيرية، وذلك باستخدام أقلام خاصة تسمى أقلام التخطيط الجاف dry marking ويمكن مسح ما يكتب عليها بسهولة بممحاة سبورة عادية أو بالقماش أو بالمناديل الورقية.

الثاني : الورق المقــوى :
بما أنّ القرآن الكريم عبارة عن نصوص قرآنية ، فمن الضروري أن يكون النص معروضًا أمام التلاميذ ، وتعرض النصوص عادة إما عن طريق المصحف أو السبورة ، أو بكتابة النص على ورق مقوى أو عن طريق الأوفرهيد ، والطريقتان الأخيرتان أفضل الطرق لأنه يمكننا من الاحتفاظ بالنص المكتوب واستخدامه لعدة سنوات وبذلك نوفر الجهد والمال ، مع التنبه إلى وضوح الكتابة وخلوها من الأخطاء الإملائية، أو النقص والزيادة .
ويشترط أن تكون الورقة المقواة سهلة التعليق ، وذلك بوضع قطعتين من الخشب في أسفل وأعلى الورقة كما هو الحال في الخرائط ، أو بتجهيز قطعة من الخشب أو الفلين بقدر الورقة المقواة وتثبيتها عليها بواسطة الدبابيس .
الثالث : البطاقات :
ويمكن استخدام هذه البطاقات في إيضاح مفردات القرآن الكريم ومعانيها ، فتوضع المفردة في بطاقة وتعرض أمام التلاميذ ، وتعرض معانيها في بطاقات أخرى فيقوم التلاميذ باختيار معنى المفردة من البطاقات الأخرى .
الرابع : المصـــورات :
ويمكن أن يستفيد محفّظ القرآن الكريم من المصورات المتوافرة في المدرسة وغيرها مثل الصور المكبرة للكعبة ، وحجر إسماعيل ، ومقام إبراهيم ، والحجر الأسود ، وجبل النور ، أو المصورات التي توضح الكيفية الصحيحة للصلاة والوضوء والتيمم .. وغير ذلك .
الخامس : الكتــــابة على اللوح أو الدفتر:
قال تعالى: ( ن~ والقلم وما يسطرون ) وقال تعالى : ( اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم ) ، فالقلم له شأن عظيم ، وقد أقسم الله به ، لأنه أداة للعلم وسلاحه ، به كتبت الكتب السماوية ، ومختلف العلوم البشرية ، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم بكتابته، إذ ما كان شيء من القرآن ينزل إلا أمر كتاب الوحي بإثباته، فكانت الكتابة خير عامل مساعد لتعليم القرآن الكريم ، علماً أن الكثير منهم كان يعتمد على ذاكرته في الحفظ دون أن يعرف الكتابة ، إذ وهبهم الله قلوباً حافظة وألسنة لافظة .

ففي قصة إسلام عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) حين جاء على بيت أخته فاطمة وزوجها ،كان الصحابي الجليل خباب بن الأرت ( رضي الله عنه ) يقرئهما سورة طه في صحيفة ، ومن اهتمامه بالكتابة جعل فداء الأسرى من قريش بعد معركة بدر تعليم صبيان المدينة الكتابة، حيث أن أهل مكة كانوا يكتبون، وأهل المدينة كانوا لا يكتبون، فمن لم يكن عنده فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة يعلمهم، فإذا احذقوا فهو فداء .

ويقول الدكتور / أحمد عبد الغني الجمل: ( الكتابة في اللوح تعتمد على عنصرين أساسيين: فكري وعضلي ، فالعنصر الفكري: يتجلى بتوجيه انتباه الطفل إلى شكل الحرف فينظر بدقة ليدرك شكله وحجمه حتى يستطيع محاكاته بسهولة، والعنصر العضلي: بعد التأمل في الحرف يحتاج إلى عدة حركات يشترك فيها الساعد ومفصل الكتف والأصابع، ويبدأ المعلم في تعليم الصبي متبعاً قاعدة: الانتقال من السهل إلى الصعب، ومن الجزء إلى الكل ) .

وقد كان طلاب العلم في الكتاتيب يستعملون اللوح السود ويكتبون عليه ( بالطباشير ) ما يراد حفظه ويكررونه ثم يمحونه ويكتبون غيرها من الآيات القرآنية ، وكل هذا ييسر على الطالب الاسترسال في الحفظ، ومن اختبار نفسه بنفسه، وفي ذلك تنشيط الذاكرة مع ارتباطها بالعنصر العضلي ، ويمكن استخدام جهاز الكمبيوتر في نفس الغرض أيضاً .

السادس : جهاز عرض المواد الشفافة Over-head projector :
يعد جهاز عرض الشفافيات أو المواد الشفافة من أكثر الأجهزة التعليمية التي تستخدم حاليًا بسهولة ويسر من قبل المعلمين والمحاضرين في كافة المواقف التعليمية، وقد يطلق البعض عليه جهاز العرض العلوي أو جهاز العرض فوق الرأس ، ويسمى ( الأوفرهيد ) وهو سهل الاستخدام ، سهل الصيانة ، إلا أنه يتطلب منا الحذر في أثناء تشغيله ، وإطفائه ، للمحافظة على المصباح لأنه غالي الثمن .
ولاستخدام هذا الجهاز طريقتان :
الأولى : أن يستخدم المعلم الجهاز كالسبورة فيكتب المعلم بواسطة أقلام ملونة خاصة تحتوي حبرًا سائلاً ورأس لبادي على شريحة بلاستيكية معدة على بكرة لتظهر الكتابة أمام الطلاب على الشاشة ، وكأن المعلم يكتب على السبورة ، وكلما امتلأ الحيز الذي على الجهاز أدار المعلم بكرة الشرائح فظهر حيز آخر خال من الكتابة ، وهذا يقوم مقام استخدام السبورة الأصلية ، ولهذه الطريقة عدة فوائد منها :
• أن المعلم لا يدير ظهره للتلاميذ كما يحدث عند الكتابة على سبورة الفصل ، وهذا يمنع تشاغل التلاميذ عن الدرس .
• قدرة المعلم على الرجوع إلى ما كتبه على الشريحة ، فيستطيع تقويم عمله وتصحيح خطئه ، واختصار الوقت ، وهذا لا يتوافر عند استخدام السبورة العادية .
• لا ينتج عنها الرذاذ المتطاير عن الطباشير الذي يؤدي إلى الإضرار بصحة التلاميذ والمعلمين .
الثانية : أن يستخدم المعلم شرائح أعدت مسبقًا ، و يكون ذلك بنسخ ما يريد عرضه على التلاميذ من الآيات القرآنية ، وكتابة معاني مفردات بعض الكلمات على الشرائح إما بواسطة جهاز تصوير الشرائح أو بواسطة آلة التصوير العادية .

السابع : التسجــــــيلات الصوتية :
التسجيلات الصوتية تعتمد على حاسة السمع في تعلمها بصفة رئيسية، وتوجد التسجيلات الصوتية في أوعية مختلفة منها الاسطوانات وأشرطة الكاسيت، وأشرطة الكارتيج واسطوانات الليزر، إلا أن أكثر هذه الأنواع شيوعًا في العملية التعليمية هو ( أشرطة الكاسيت ) التي يكون الشريط فيها محفوظًا داخل كبسولة بلاستيكية تعرف بالكاسيت، ويحتوي الكاسيت على بكرتي الإرسال والاستقبال أو التغذية والسحب، ويكون لكل شريط مدة زمنية للتسجيل أو العرض .
وهي مهمة جدًا لمحفّظ القرآن الكريم خلال تدريسه لمادة القرآن الكريم ، فيمكنه عن طريقها عرض الآيات المقررة في الحفظ أثناء الدرس ، ويمكن أن يقوم المعلم بتسجيل تلاوة تلاميذه على شريط مخصص ، أو على شريط خاص بالطالب لتسهيل عملية تقويم الدرس ، وحتى يتمكن التلميذ من مراجعة تلاوته ، وتقويمها ، ويتمكن ولي الأمر من الاطلاع على مستويات أبنائهم في التلاوة على حقيقتها ، وخاصة أن الاختبارات في مادة القرآن الكريم شفوية .
كما يمكن استخدام آلة التسجيل لتضخيم أصوات التلاميذ ، إذا كان الجهاز يحتوى على المذياع الذي يتوافر فيه موجة (FM ) حيث يتم تشغيل المذياع على تلك الموجة ويعطى التلميذ اللاقطة الخاصة عند قيامه بالتلاوة ، وهذا يفيد في عدة جوانب منها :
• التغلب على ضعف أصوات التلاميذ .
• التغلب على عامل الخجل لدى بعض التلاميذ .
• التغلب على العيوب الناجمة جراء وقوف المعلم بالقرب من التلميذ الذي يتلو نظرًا لضعف صوته ، حيث يتمكن المعلم الاستماع لتلاوة التلميذ وتسجيلها والإحاطة بجميع التلاميذ ، لأنه إذا وقف بالقرب من التلميذ فسوف يكون خلفه جزء من تلاميذ الفصل ، وعند ذلك يتشاغل التلميذ عن الدرس .
غير إنه ينبغي التأكد من سلامة الأجهزة واللاقطة ؛ كي لا يؤثر ذلك على سير الدرس .










الثامن : التسجـــــــيلات المرئية :
تعد التسجيلات المرئية مواد تعليمية متطورة ، إذا ما قورن بجميع المواد التعليمية التي سبق الإشارة إليها في جميع فصول الكتاب، فهي تجمع بين الصوت والصورة.
والتسجيلات المرئية تختزن أشكال متنوعة من الأوعية أكثرها انتشارًا شريط الفيديو أو فيلم الفيديو الذي يتميز بسهولة حفظه وتخزينه وتتطلب عملية استدعاء التسجيلات الفيديوية المرئية وعرضها على الطلاب باستخدام جهازين لهذا الغرض هما جهاز الفيديو وجهاز التلفزيون وهي أجهزة يمكن نقلها من مكان إلى آخر على منضدة متحركة بعجلات في سهولة ويسر ولا يتطلب العرض المرئي استخدام شاشات عرض خاصة، إذا يمكن عرض التسجيلات المرئية في أي وقت بواسطة شاشة التلفزيون.
ويمكن عرض أشرطة تحتوي على مواد أو موضوعات لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالآيات المراد حفظها عن طريق جهاز الفيديو ، كطريقة أداء الصلاة أو الحج وغيرها ، أو الأشرطة التي تحتوي مواد علمية يستطيع المعلم من خلالها تقريب معنى آية قرآنية ، وهذه الأشرطة يمكن استخدامها أثناء التمهيد للدرس أو أثناء العرض .
وقد قامت إحدى المؤسسات الإسلامية في دولة الكويت بإصدار 15 شريط فيديو ، تحتوي على كامل القرآن الكريم بصوت أحد القراء المعروفين ، مع عرض الصفحة من المصحف ، مما يسهل كثيرًا على محفّظ القرآن الكريم .







التاسع : جهاز عرض الصور الشفافة الثابتة ( السلايدات ) :
صور هذا الجهاز ثابتة ، إلا أنها تتميز بإمكان الوقوف عند كل صورة مدة طويلة غير محدد وبنفس الوضوح ، وهذه الخاصية تعطي المعلم القدرة على مناقشة تلاميذته في محتويات كل صورة على حدة ، كما أنه يمكن إنتاج الصور الشفافة بسهولة.
وتتوافر في المدارس غالبًا الكثير من الصور الشفافة ( السلايدات ) التي تخص المواد الأخرى مثل العلوم والجغرافيا وعلى المعلم الاطلاع عليها للاستفادة منها في تحفيظ القرآن الكريم ، فعلى سبيل المثال هناك صور شفافة تحتوي على إيضاح لمراحل نمو النبات في مادة العلوم ويمكن الاستفادة منها عند تحفيظ سورة عبس : ( فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء صبًا * ثم شققنا الأرض شقًا ) ، كما يمكن عرض صور الجبال وكيف تتحرك بفعل الزلازل والبراكين عند تحفيظ قوله تعالى : ( وتكون الجبال كالعهن ) ، وقوله تعالى : ( يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً) ، وهكذا .
العاشر : البيـــــــــئة :
تعتبر البيئة مصدرًا رئيسيًا للوسائل التعليمية في تحفيظ القرآن الكريم ، سواء أكانت البيئة المدرسية أو الخارجية ، فالشمس ، والقمر ، والنجوم ، والسماء ، والجبال ، والشجر ، والزروع ، والدواب ، والحجر ، والناس ، والهواء ، والأمطار ، وغيرها ؛ وسائل يستغلها محفّظ القرآن الكريم الناجح بغرض إيصال المعلومة الصحيحة إلى ذهن التلميذ بصورة ميسرة وسهلة وواضحة ؛ بالتالي تيسير حفظ كتاب الله تعالى .
لأن نصوص القرآن والسنة دائمًا ما تتعرض لذلك ؛ إما منشئة من خلالها حكمًا كحركة الشمس لتحديد أوقات الصلاة ، أو القمر لتحديد الشهور مثلاً، أو موضحة عظمة الخالق _جل وعلا _ وقدرته بغرض زيادة الإيمان والتصديق بوجود الله وقدرته على الخلق والإحياء والإماتة ؛ كما في قوله تعالى : ( وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) .
فيمكن للمعلم أن يأخذ تلاميذه خارج الصف أو المدرسة ، كحديقة المدرسة ؛ ليقف التلاميذ بأنفسهم على الحقيقة ، ويتعرفوا بأنفسهم على أنواع الزروع ويتذوقوها ؛ فهذه طماطم طعمها يميل إلى الحموضة ولونها أحمر ، وهذا فلفل طعمه حار ، ولونه أخضر ، وهذا تمر طعمه حلو ولونه أصفر ، إلى غير ذلك ، مع أنها كلها تسقى بماء واحد ، وفي أرض واحدة ، وجوها واحد ، فلماذا اختلفت مذاقاتها ؟ وألوانها ؟! إن في ذلك دلالة على القدرة الإلهية العظيمة .
الحادي عشر : برمجيات الكمـــــــــــبيوتر :
البرامج الكمبيوترية مادة تعليمية معاصرة ، وهي أكثر أنواع المواد التعليمية تعقيدًا من حيث طريقة إعدادها وتخزينها في أوعية خاصة هي أقراص الكمبيوتر بأشكالها المختلفة ، وبالتالي يعتبر الحاسب الآلي الآن من أهم الوسائل التعليمية لحفيظ القرآن الكريم ، فبرامج ( القرآن الكريم ) ، تقوم بعرض النص القرآني بخط المصحف مع استخدام اللون للدلالة على الحكم التجويدي في النص القرآني ، وسماع صوت المرتل، واحتواءها على موسوعة من التفاسير، وبحث موضوعي لموضوعات القرآن الكريم، وتتضمن دروساً في أحكام التجويد، كما توفر البرامج وسيلة فعالة في حفظ آيات القرآن الكريم ، وذلك بإخفاء بعض المقاطع لتسجيلها بصوت المستخدم ، ومقارنتها بصوت القارئ الأصلي .
ولا شك أن استخدام برمجيات الوسائط المتعددة يحقق للمعلم ميزات لم تكن متوفرة حينما كان يستخدم الوسائل التعليمية التقليدية كل على حده ، وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت في مجال الوسائط المتعددة أنها ذات فاعلية كبيرة في تحقيق أهداف النشاطات التعليمية بشكل عام كما أنها فاعلية ملحوظة في توليد الدوافع ، وفي التمكن من المهارات ، إلى جانب أنها تزيد من مستوى ثقة الطلاب بأنفسهم ، فضلاً عن تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو الكمبيوتر، وقد توصل بعض الباحثين إلى نتائج مؤداها أن التعليم باستخدام برمجيات الوسائل المتعددة يوفر نسبة كبيرة من الوقت تصل إلى (50%) من الوقت الكلي للتعلم، مما يعني انخفاض تكلفة التعلم .
ويمكن حصر أهم ميزات التعلم باستخدام برمجيات الوسائط المتعددة فيما يلي :
• توفر للمتعلم الوقت الكافي ليعمل حسب سرعته الخاصة دون ضغط عصبي .
• تزود المتعلم بالتغذية الراجعة الفورية .
• تمكن المتعلم من التعلم في أماكن متنوعة، خاصة بعد ظهور أجهزة الكمبيوتر النقالة .
• تحقق المتعة والتنوع المطلوبين في مواقف التعلم .
• تساعد الطالب على معرفة مستواه الحقيقي من خلال التقويم الذاتي. توفر درجة عالية من الانتباه والتفاعل بين الطلاب والمادة التعليمية .
• تحتوي – غالبًا – على عناصر الإثارة والتشويق .
ويحتاج المتعلم إلى آلة تعليمية للتعلم باستخدام برمجيات الكمبيوتر، وهو ما يعرف بجهاز الكمبيوتر، وبطبيعة الحال فإن ذلك يتطلب معرفة المتعلم بطريقة تشغيل الجهاز الذي تحتاجه عملية التعلم من خلال البرمجية الكمبيوترية ، وقد أصبح كثير من الأطفال يتقنون هذه المهارات في مراحل عمرية مبكرة في وقتنا الحاضر، كما يتقنون مهارة تناول الأقراص المرنة التي تخزن عليها المادة التعليمية وإدخالها في موقع تشغيلها بالجهاز .







وأخيرا .. المعلم المخلص لا يبخل أبدًا على تلاميذه بكل ما يمكن أن يعين طلابه على حفظ القرآن الكريم ، وذلك بالتفكير العميق في الوسيلة التعليمية المناسبة سواء قام بإعدادها هو ، أو اختارها مما هو معد سلفًا ، أو أحضرها معه من البيت أو السوق ، أو كلف تلاميذه بذلك إذا كان هذا لا يشق عليهم ، ولا يثقل كواهلهم ؛ نظرًا لأهمية استخدام الوسيلة التعليمية بسبب اجتماع الحواس في هذه العملية كما سبق البيان .





الحمد لله الذي وفقنا وهدانا لهذا وما كنا مهتدين لولا هدانا الله ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبعد :

إنّ المعلم الناجح - كما يراه الكثيرون – هو الذي يحسن يستخدم الوسائل التعليمية المتنوعة ، إضافة إلى العناصر الأخرى التي يجب أن يتمتع بها في المواقف التربوية المختلفة ، وإذا كانت هي هذه مكانة الوسيلة التعليمية في المجال التعليمي ، فكان من الضروري تسليط الضوء عليها بتركيز قوي يوضح هذه الحقيقة لمن يجهلها ، ويذكر المتغافلين عن أهميتها ، التي تنبع من المبدأ الذي يفرض نفسه على مجال التعليم ، بأن الوسيلة ليست حشوًا لفراغات ، بل لأنها تقوم بأدوار أساسية في إعانة المعلم على أدائه للمهمة التي يتحملها في إيصال الرسالة العلمية والتربوية إلى الأجيال المتلقية ، بأساليب جذابة ومشوقة لا يمكن أن تكون إلا بواسطتها غالبا .

إنّ الوسيلة التعليمية في حد ذاتها تجعل المتعلم في موقف إيجابي متفاعل مع الموقف التربوي ، وهي تنقله - شاء أم أبى - من شخص سلبي جامد إلى أوسع مجالات التفاعل المثمر مع المواقف التربوية .

ومن خلال هذا البحث المتواضع حاولت قدر جهدي أن أضع بين يدي محفّظ القرآن الكريم أهم تلك الأدوات والأجهزة التي يمكنه استعمالها أثناء تحفيظه لكتاب الله تعالى للطلاب السمعية منها والبصرية ، الفردية والجماعية ، القديمة والحديثة ، ليتسنى لكل مهتمٍ بتلك الوسائل اختيار من يناسبه ، مشيرًا إلى مدى أهمية استخدام مثل تلك الوسائل التعليمية في بناء المفاهيم والعناية بالفروق الفردية ، وزيادة انتباه الطلاب أثناء الحصة مع زيادة نسبة الحفظ لديهم ، كما أنّ الوسائل التعليمية قدّمت حلولاً لتعليم الفئات الخاصة .

وفي الختام ، أرجو ألا يحرمنا الله الأجر والثواب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .





بعد كتاب الله تعالى

1. البخاري ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ( 256 هـ ) ، صحيح البخاري ، الرياض ، دار السلام ، 1997 ، 8 .
2. بلعيد ، وسيلة بلعيد ، الإجازة على تعليم القرآن من كتاب النوازل للبرزبي ، كلية الدعوة الإسلامية ، 1993 .
3. الجمل ، أحمد عبد الغني الجمل ، تجارب دولية لتحفيظ القرآن الكريم ( مذكرة ) تجربة مصر ، الكويت ، 1995 .
4. خليفة ، محمد حفني خليفة ، التصور المفتوح لرفع مستوى طلاب التعليم الأزهري في حفظ القرآن الكريم ( مذكرة ) ، مصر ، 1991 .
5. الزعبلاوي ، محمد السيد الزعبلاوي ، طرق تدريس التجويد وأحكام تعلمه وتعليمه ، الرياض ، مكتبة التوبة ، 1997 .
6. عبد الخالق ، عبد الرحمن عبد الخالق ، القواعد الذهبية ، مكة ، دار طيبة ، 1989 .
7. القطان ، منّاع القطان ، مباحث علوم القرآن ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 24 ، 1991 .
8. قنديل ، د. يس عبد الرحمن قنديل ، الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم ، الرياض ، دار النشر الدولي ، ط 2 ، 1999 .
9. المباركفوري ، صفي الرحمن المباركفوري ، الرحيق المختوم ، الرياض ، مكتبة دار السلام ، 1994 .
10. مسلم ، أبي الحسين مسلم بن الحجاج ( 261 هـ ) ، صحيح مسلم ، عمل عصام الصبابطي ، د.م ، دار أبي حيان ، 1995 ، 9 .
11. النووي ، أبو زكريا يحيى النووي الشافعي ، التبيان في آداب حملة القرآن ، القاهرة ، مكتبة دار التراث ، 1992 .






الموضــــوع ص
المقدمة

الفصل الأول : أمور تتعلق بحفظ القرآن الكريم :
المبحث الأول : فضل تلاوة وحفظ القرآن الكريم
المبحث الثاني : آداب تلاوة القرآن الكريم واستماعه
المبحث الثالث : العوامل المساعدة على حفظ وتحفيظ القرآن

الفصل الثاني : مفهوم الوسائل التعليمية وأهميتها :
المبحث الأول : مفهوم الوسائل التعليمية
المبحث الثاني : أهمية اس