علوم التربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم التربيةدخول

منتدى يتمحور حول القضايا التربوية في أبعادها الفلسفية و الإجتماعية و النفسية و حول موضوع التعليم في شتى تطبيقاته البيداغوجية.


descriptionالحرمان العاطفي Emptyرد: الحرمان العاطفي

more_horiz
موضوعك مفيد وشيق اكملي على هذا المنوال واتمنى لك التوفيق في مواضيعك اللاحقة مشكووووووووووووووووووورة

descriptionالحرمان العاطفي Emptyالحرمان العاطفي

more_horiz
1 / تعريف الحرمان العاطفي :
قبل التطرق إلى تعريف الحرمان العاطفي ، يجب تحديد المفاهيم التالية :
تعريف العاطفة :
لغة : عاطفة جمعها عواطف وتتضمن الشعور والإحساس وذلك كعاطفة الحب.
اصطلاحا : حسب فرويد Freud : تتضمن العاطفة أي حالة عاطفية ، سواء كانت مؤلمة أم سارة غامضة أو بينة ، سواء بدت على شكل شحنة كثيفة أم على شكل نبرة عامة ، والعاطفة هي التعبير الكيفي عن كمية الطاقة النزوية وتغيراتها
تعريف الحرمان :
لغــة : الحرمان من فعل حرم ومعناه عدم الحصول على حق أو ملك أو نحوه .
اصطلاحا : إن مفهوم الحرمان في التحليل النفسي يعرف بالنسبة للحاجات الأساسية هذه الحاجات لا يمكن أن تكون مقتصرة على الحاجات الضرورية للحياة ، ولكنها تشمل وبنفس الأهمية ، حاجات النمو العاطفي
وأما الحرمان العاطفي فهو:
فيعرفه مصطفى حجازي بأنه :» فقدان العلاقة مع الوالدين أو أحدهما ، نتيجة لغيابهما الفيزيقي ويتخذ الحرمان شكلين أساسيين لكل منهما آثاره الخاصة على نمو الطفل وصحته النفسية : الحرمان الكلي المميز لحالة الطفل مجهول الأبوين والذي نشأ في دار لرعاية الأيتام ، والحرمان الجزئي الذي يفقد فيه الطفل أحد الوالدين أو كلاهما بعد أن عاش في كنفهما فترة من الزمن تتفاوت في مداها «

وحسب نور بار سيلامي
N.Sillamy فهو » نقص أو غياب العاطفة ، فالحاجة إلى الحب ضرورية وملحة عند الإنسان ، فالإنسان بحاجة لأن يحب ويشعر بأنه محبوب لكي يحس بوجوده ويبتهج بوجود الحب ويفقد سعادة العيش في عدم وجود الحنان «
ويرى " كارسون "Carson أنه » الحرمان من الوالدين يشير إلى غياب الرعاية والتفاعل الكافي مع الوالدين أو الوالدين البدلاء أثناء سنوات التشكيل ، ويستطرد " كارسون " بأنه يمكن أن يحدث الحرمان حتى في الأسر السليمة حيث يكون الوالدين غير قادرين مثلا بسبب اضطراب عقلي أو غير راغبين في إشباع حاجات الطفل للارتباط والاتصال الإنساني الحميم الدائم ، وتُرى مظاهره عادة بين أطفال الملاجئ أو المُتخلى عنهم الذين يودعون بمؤسسات أو في بيوت بديلة متعددة غير صحية
«
وتعرفه بدرة معتصم ميموني بأنه » نوع من الاضطرابات ينتج عن نقص في العلاقة والعناية العاطفية المنشطة من طرف الأم أو بديلها ، وهذا النقص يعطي اضطرابات سلوكية ، نفسية ، اجتماعية ، عقلية وحركية ، وحسب ضخامة الحرمان تكون ضخامة الاضطراب ، وكلما زادت مدة الحرمان كلما زادت خطورتها على مصير الطفل « .
عبد المنعم الحنفي يرى أنه » الحرمان من كل حنان وعطف الأبوين ، وخاصة الأم ، والحرمان من الأم يقاس بزمن غيابها عن طفلها جسديا ، ويعني هذا حرمانه من التغذية والعناق والابتسام والدفء وكل أشياء تعطيها الأم «


وحسب حسين عبد القادر محمد فهو » الحرمان من الوالدين أو بدائلهما ، خاصة الأم التي تمثل أول موضوع بالنسبة للطفل ، ولا يتمثل الحرمان في غياب الأم عن طفلها فحسب ، بل في غياب عطائها المتسم بالحب والإشباع ، فقد تكون الأم حاضرة مع طفلها وغائبة معا «

2 / أنواع الحرمان العاطفي
2 –1 / الحرمان العاطفي الكلي : و هو الذي نجده مألوفا في المؤسسات أو دور الحضانة الداخلية حيث لا يجد الطفل عادة فردا واحد مخصصا لرعايته بطريقة شخصية يشعر معه بالأمن والطمأنينة ، ويشمل ذلك فقد الأم أو البديلة بسبب الموت أو المرض أو الهجرة أو الانفصال ، وكذلك نقل الطفل من الأم أو البديلة الدائمة لها إلى أشخاص آخرين غرباء عنه
[size=16]وللحرمان العاطفي الكلي آثار سيئة ودائمة على نمو الطفل فهناك تأخر عام في النمو على جميع الأصعدة الجسمية والحسية والحركية واللغوية والذهنية والانفعالية ، فهناك تدن لدرجة المناعة ضد الأمراض ، ويتميزون بالهزال والاصفرار وقلة الحيوية والنشاط تتصف تعابير الوجه من نظرات وملامح بالجمود والتبلد اللذين ينبئان بانعدام التواصل مع المحيط ، حين يتقدمون في السن وهم في المؤسسة يظل تحميلهم متدن عموما ، إلا أن الأبرز هو تدني نمو ذكائهم الانفعالي ، وكفاءتهم الاجتماعية ، فهم يتعرضون إلى ما يطلق عليه الاختصاصون تعبير » المؤسسة « ؛ " أي التكيف شبه المرضي لعام المؤسسة الضيق ، ونظام حياته القطيعية "
أما نموهم العاطفي فيتصف بالطفلية وما يسميه الفرنسيون » الشحاح العاطفي« وتتضح آثار الحرمان على صعيد النمو العاطفي– الجنسي حيث يظهرون تخلفا لدرجة عدم الاهتمام شبه التام ، خاصة الفتيات اللواتي يتم تزويجهن بترتيب من المؤسسة ، الواحدة من هؤلاء بالغة جسميا ، إلا أنها تظل قاصرة على تحمل المسؤولية الزواجية والقيام الناجح بدور القرين كذلك هو الحال بالنسبة للشباب الذين لا يستطيعون الانقطاع عن المؤسسة في إدارة حياتهم إضافة إلى مسيرة دراسية ضعيفة من الناحية التحصيلية ، ومسيرة مهنية ليس لها بعد استقلالي.

[size=16]2 – 2 / الحرمان العاطفي الجزئي :
هو الذي نجده حين يفقد الطفل أحد والديه أو كليهما ، بعد أن عاش في كنفهما فترة من الزمن تتفاوت في مداها.
ويترك هذا الحرمان آثارا على النمو والصحة النفسية التي تتوقف على المتغيرات التالية :
- السن الذي حث فيه الحرمان : فكلما صغر سن الطفل كانت آثار الحرمان أكبر ،فالحرمان الذي يحدث في السنوات الأولى أخطر لأن الطفل يعتمد على علاقته بوالديه لرعايته مما يجعل الحرمان أشد أثرا على النمو والتوازن النفسي ، من الحرمان الذي يحدث بعد اكتساب الاستقلال النفسي وتشكل البنية النفسية ، فقد يشعر الطفل بآلام ومعاناة ، ولكن هذه المعاناة تزول لاحقا وبدون أضرار كبيرة .
- ظروف الحرمان : لها دور في تقدير آثار الحرمان ففقدان أحد الوالدين بشكل طبيعي مثل الوفاة بعد مرض أقل وطأة على الطفل من الموت المفاجئ .
- نوعية العلاقة السابقة : كلما كانت علاقة الطفل أكثر متانة كانت استجابته للفقدان أشد بينما الطفل الذي عاش علاقة نابذة لا يستجيب بنفس الشدة ، وقد يبدو عليه عدم التأثر أحيانا والطفل الذي عاش علاقة متينة فتعلقه أكبر وبالتالي فطمأنينته راسخة مما يوفر له فرصة تكوين شخصية سليمة ، وهذه الحالة تساعد على النمو العادي بعد تجاوز محنة الفقدان ، وفرصته للتمتع بالصحة النفسية أكبر رغم أن ردة فعله أشد ، في حين الطفل الذي مر بعلاقة نابذة أو متميزة بالتجاذب الوجداني أو الصراع تجعله غير مطمئن وبالتالي فآثار الحرمان أكثر ضررا لان الفقدان هنا يأتي من خلفية انعدام متانة البنية النفسية ، مما يعزز مشاعر اللاطمأنينة لاحقا.
- الرعاية البـديلة : تخفف من تأثير المتغيرات السابقة وتعوض عنها إذا كانت من النوع المتين عاطفيا ، وعلى العكس فإن الرعاية البديلة الركيكة أو السيئة تتعدى تأثير المتغيرات السابقة

2 – 3 / النبذ العاطفي من قبل الأهل :
حيث يظل الطفل مقيما مع أهله ، وتربطه بهم روابط أسرية مرضية ، وتنهار العلاقة بين الطفل و أهله بعد اجتياز مرحلة الطفولة أو عند نهايتها ، وتتميز العلاقة بينهم بفترات من الوفاق قد تطول أو تقصر ، إلا أنها تتضمن فترات من الانتكاسات ، مما يخلق مزيدا من التباعد بين الطفل ووالديه .
أسرة الطفل قد تكون متماسكة ظاهريا وذات سمعة مقبولة اجتماعيا ، وتبدو حالة بقية أطفال الأسرة طبيعية، مما يخلق نبذا نوعيا ينصب على أحد الأبناء دون غيره، ويعود النبذ إلى دوافع نفسية لدى الوالدين أو أحدهما، أو تعبيرا عن صراع زوجي باطني، مما يجعل الطفل يبدوا وكأنه هو سبب مشاكل الأسرة ومعاناتها ، وتكون استجابة الطفل للنبذ بأساليب عدة تبعا للسن والشخصية وتاريخ الحالة، فتظهر لديه سلوكات عدوانية اضطهادية أو ردود فعل تتصف بالتوتر والقلق ، أو سلوكات تدميرية مثل المازوشية حيث نجده يتميز بتدمير الذات ، فنادرا ما يكون رد الفعل صافيا ، ففي معظم الحالات يتخذ مزيجا من كل هذه المظاهر .



[/size]
[/size]
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد