وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة الحاج لخضر باتنة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

مسار علوم التربية
السنة الثالثة LMDالتوجيه والإرشاد

مقياس أخلاقيات ممارسة مهنة التوجيه




مبادئ عامةعن مهنة التوجيه في الجزائر





تحت إشراف الأستاذ:
قادري

أصحاب البحث:

- ناصر بن مزمازة

- مزهودة سهيلة

- كامش شهرازاد


السنة الجامعية 2012/2013



خطة البحث
مقدمة

الفصل الأول : التوجيه المهني والمدرسي في الجزائر

1) نشأة التوجيه

2) مفهوم التوجيه

3) أهمية التوجيه

4) تعريف التوجيه المدرسي

5) تعريف التوجيه المهني


الفصل الثاني : مبادئ التوجيه في الجزائر

1) ثبات السلوك نسبيا

2) مرونة السلوك الإنساني

3) السلوك الإنساني فردي وجماعي

4) استعداد الفرد للتوجيه

5) حق الفرد للتوجيه

6) حق الفرد في تقرير مصيره

7) تقبل العميل

استمرار عملية التوجيه

9) الدين ركن أساسي



خاتمة



مقدمة

تستهدف الخدمات النفسية للفرد إلى المحافظة على كيان الفرد أو المجتمع سليما قويا ناميا, وهي بذلك تحاول المحافظة على كيانه وذاته وشخصيته, كما تحاول أن تهيئ له الظروف التي تؤدي إلى نموه ونضجه في المجالات المختلفة والعلاقات الاجتماعية,كما تحاول أيضا إزالة أسباب التوتر والصراع بين الجماعة وأفرادها .

فالتوجيه يسعى أساسا إلى توجيه الفرد إلى أقصى ما يمكن لها من نمو من حيث تنمية العلاقات بين الأفراد وإزالة أسباب القلق والتوتر التي تعوق بالتوافق,والتوجيه علم وفن يقوم على أسس ومبادئ عامة تتمثل في عدد من المسلمات والمبادئ التي تتعلق بالسلوك البشري والعميل وعملية التوجيه وأسس التوجيه كثيرة فسنتناول في هذا العرض المبادئ العامة لمهنة التوجيه خاصة في الجزائر.
















نشأة وتطور التوجيه :

ظهر التوجيه المدرسي في بلادنا بصورة فاعلة سنة 1960 بعد أصلاح التعليم سنة 1959 أي خلال الفترة الاستعمارية.

وقد وجد آنذاك لتوجيه أبناء المعمرين بالدرجة الأولي والقليل من الجزائريين وقد كان اغلب القائمين بالتوجيه من الفرنسيين الذين كانوا يطبقون على التلاميذ أساسيات التوجيه التي لم تكن مكيفة مع البيئة الجزائرية ولهذا كانت أحكامهم خاطئة.

وبعد الاستقلال ورثت الجزائر مجموعة من القوانين الصادرة عن السلطة الفرنسية ومهيكلة حسب الغايات والأهداف التي رسمها النظام الاستعماري خدمة لمصالحه المختلفة وقد كانت الظروف في تلك الآونة صعبة للغاية فسارت الأمور هكذا بتطبيق تلك القوانين مع تكييف بعضها حتى يتماشى ومميزات شخصية الدولة الجزائرية,وان كان بعضها يتناقض تناقضا تاما واختيارات البلاد وطموحات المجتمع ,وعليه أدخلت مجموعة من القوانين على المنظومة التربوية كان الهدف منها إلغاء كل ما هو مخالف للسيادة الوطنية.

ومباشرة بعد الاستقلال استأنفت ثلاث مراكز عملها وهي مراكز- وهران – الجزائر- عنابة وذلك بفضل أربعة مستشارين للتوجيه المدرسي والمهني وفي سنة 1964 تم إحداث معهد علم النفس التقني والقياس البيولوجي 1945 بجامعة الجزائر والذي انفرد واختص في تكوين مستشاري التوجيه المدرسي والمهني وكذا المختصين في الاختبارات السيكوتقنية منذ ذلك التاريخ إلى غاية إدماجه في معهد علم النفس سنة 1985.

وهكذا تخرجت أول دفعة لمستشاري التوجيه المدرسي والمهني من جامعة الجزائر ما بعد الاستقلال 1966 وكانت متكونة من 10 مستشارين بعد أن احدث 241.66 المؤرخ في 05-08-1966 أو ديبلوم دولة جزائرية لمستشاري التوجيه المدرسي والمهني (1).

(1) وزارة التعليم الابتدائي والثانوي رابطة الإعلام والتوجيه المدرسي, نشرة إعلامية لمصالح التوجيه المدرسي والمهني رقم 11 سنة 1971 ص 105.






مفهوم التوجيه :

يشير مفهوم التوجيه من الناحية اللغوية

- وجه, يوجه, توجيها فلان انقاد واتبع إلى الشيء , توجه, وجه فلانا في حاجة, أرسله أي جعله يتجه ’ اتجاها معينا.

أما اصطلاحا فهناك تعريفات عديدة لمفهوم التوجيه منها تعريف – زهران حامد عبد السلام – الذي يرى بأنه عملية واعية

ومستمرة بناءه ومخططه يهدف إلى مساعدة وتشجيع الفرد لكي يعرف نفسه ويفهم ذاته ويدرس شخصيته جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا ويفهم خيراته ويحدد مشكلاته وحاجاته ويعرف الفرص المتاحة له ويتخذ قراراته , ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبه نفسه بالإضافة إلى التعليم والتدريب الخاص الذي يحصل عليه عن طريق المرشدين والمربين والوالدين في مراكز التوجيه والإرشاد وفي المدارس والأسرة(2).

ويعرفه - صالح عبد العزيز – محاولة الوقوف إلى أحسن الظروف التي يمكن أن تنمي القوى الكامنة في كل شخصية إلى أقصى درجات النمو والتطور والتكوين (3).

ويتضح من التعريفين السابقين أن عملية التوجيه تشمل كافة مجالات الحياة سواء الدراسة منها الاجتماعية أو المهنة بغية الوصول إلى إيجاد أشخاص متوافقين مع أنفسهم من جهة ومع البيئة المحيطة من جهة أخرى.








(1)القاموس الجديد للطلاب,معجم مدرسي تأليف علي بن هادية بلحسن ط 7 سنة 1991 ص 113.

(2)حامد عبد السلام زهران ,التوجيه والإرشاد النفسي ,عالم الكتاب القاهرة ط2 سنة 1980 ص 10.

(3)صالح عبد العزيز,التربية الحديثة,دار المعارف,القاهرة,بدون تاريخ ط7 ج3 ص 304.



أهمية التوجيه :

تظهر أهمية التوجيه والحاجة إليه حتى يتسنى لنا تلبية متطلبات هذا التطلع الهائل في شتى المجالات وكذلك مساعدة الفرد والأخذ بيده من اجل تحقيق رغبته وتجاوز أزماته ومشكلاته سواء في المدرسة أو العمل مثل ما يقول صاحب الكتاب :

(( إن تباين الحاجة الشديدة للتوجيه في التغيير للأدوار أو الإمكانات والقيم, وإننا نعيش عصر الصراعات الكبرى ,عصر القلق وعدم الاستقرار (1)

ومن هذا القول يتضح لنا جيدا أن التوجيه أصبح من الضروريات التي يحتاجها الإنسان في حياته حتى تساعده على اختيار الطريق الأصوب في حياته وتجاوز كل المشاكل والعوارض التي تعيق بلوغ هدفه وأمنياته ويلعب الدور الكبير بالنسبة للفرد حيث يساعده على تنمية شخصيته نموا متكاملا وحل مشكلاته الداخلية والخارجية بطرق سلبية وناجحة كما يساعده على الكشف على اهتماماته وقدراته.

- أما على الصعيد الاجتماعي تكمن أهمية التوجيه أن يضمن للمجتمع التوزيع السليم للطلبة على مختلف مؤسسات التعليم حتى تستعيب مخرجات التعليم والتكوين لاحتياجات المجتمع من مهن ووظائف.




(1) الدكتور مصطفى قاضي وآخرون, التوجيه التربوي, دار النشر المريخ م.ع السعودية – الرياض – ط1 سنة 1981 ص 26







التوجيه المدرسي والمهني

1) تعريف التوجيه المدرسي : هو المجهود المقصود الذي يبذل في سبيل نمو الفرد من الناحية العقلية و إن كل ما يرتبط بالتدريس آو التعليم يمكن أن يوضع تحت التوجيه التربوي ويرى أن هناك فرقا بين عبارة (( التوجيه كتربية)) وبين عبارة ((التوجيه التربوي)) فهو يقصد في الاولى ضرورة توجيه التلاميذ في جميع نواحي نشاطهم.

أما الثانية فيقصد بها ناحية محمودة من التوجيه تهتم بنجاح التلميذ في حياته المدرسية


- يقول كيلي : (( وضع أساس عملي لتصنيف طلبة المدارس الثانوية مع وضع الأساس الذي يمكن بمقتضاه تحديد احتمال نجاح الطالب في دراسة من الدراسات آو مقرر من المقررات التي تدرس له(2).

- يقول عبد الحميد مرسي : ((هو وسيلة مساعدة الأفراد على التفاهم الواعي والاستفادة الحكيمة من القيم التربوية والمهنية التي تتناسب معهم من خلال المساعدة المطلقة التي تقدم لهم من اجل تحقيق تكيفهم مع الدراسة والمدرس والحياة(3).


2) التوجيه المهني : يرمي بصفة عامة إلى تحقيق غرضين :

- أولهما مساعدة الفرد والأفراد على التكيف مع البيئة المهنية .

- وثانيهما تسيير عملية الاقتصاد الاجتماعي عن طريق الاستخدام الصحيح للقوى العاملة, ويحقق ذلك بمساعدة الأفراد على تحقيق الأهداف المهنية التي تتفق مع قدراتهم وميولهم وحاجاتهم ومحاولة استنباط الصفات والخواص الجسمية والعقلية اللازمة لنجاح الأفراد في حياتهم العملية ويساعد الفرد أثناء التدريب المهني (4)





(1) الدكتور يوسف مصطفى قاضي وآخرون, الإرشاد النفسي, دار النشر ط1 عام 1981 ص 45

(2) نفس المرجع السابق ص 15

(3) عبد الحميد مرسي , التوجيه التربوي, مجلة الفكر المعاصر , العدد73 شهر مارس 1971 ص 114




مبادئ التوجيه في الجزائر

1) ثبات السلوك الإنساني نسبيا :

السلوك الإنساني مكتسب من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم وهو يكتسب صفة الثبات النسبي والتشابه بين الماضي والحاضر والمستقبل وبالتالي يمكن التنبؤ به .

فمثلا إذا نجح تلميذ بتفوق في الشهادة الابتدائية وكذلك في الثانوية فيمكن القول إذا تساوت الظروف والعوامل الأخرى أن هذا الطالب سيكون متفوقا أيضا في التعليم الجامعي وهذا المثال يدل على ثبات السلوك الإنساني نسبيا وعلى إمكان التنبؤ به إذا تساوت الظروف والمتغيرات والعوامل الأخرى .

والأخصائي النفسي يقوم بتغيير وتعديل سلوك الفرد وهو آمر هام في عملية التوجيه , ولكي يمكن التنبؤ بالسلوك يجب دراسة عينات ممثلة للسلوك في مواقف متنوعة في الحياة اليومية ودراسة تاريخ الفرد واستنتاج أسلوب حياته.


2) مرونة السلوك الإنساني :

السلوك الإنساني رغم ثباته النسبي فانه مرن وقابل للتعديل والتغيير ولا يقتصر مبدأ المرونة على السلوك الظاهري فقط بل يشمل التنظيم الأساسي للشخصية ومفهوم الذات مما يؤثر في السلوك ولولا هذه المسلمة لما كان التوجيه والتربية ولا أي جهد يقوم أساسا على تعديل وتغيير السلوك المضطرب إلى أسلوب سوي وعادي.

3) السلوك الإنساني فردي وجماعي :

السلوك الإنساني فردي اجتماعي مهما بدا فرديا بحتا أو اجتماعيا خالصا فسلوك الإنسان وهو وحده

يبدو فيه تأثير الجماعة في سلوكه وهو مع الجماعة تبدو فيه آثار شخصيته وفرديته ونعرف أن الشخصية هي جملة السمات الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية التي تميز الشخص عن غيره والمعايير الاجتماعية هي مقياس السلوك الاجتماعي.

وللفرد اتجاهات اجتماعية نحو الأفراد والجماعات والمواقف الاجتماعية تتكون من خلال عملية التنشئة الاجتماعية ويكون منها اتجاهات موجبة أو سالبة واتجاهات جامدة وأخرى منفعلة في شكل تعصب. (1)

(1)خاص لموقع المنشاوي للدراسات والبحوثwww.minshawi.com


4) استعداد الفرد للتوجيه والإرشاد :

الفرد العادي لديه استعداد للتوجيه والإرشاد مبني على وجود حاجة أساسية لديه للتوجيه والإرشاد وكل منا تعترضه مشكلة يلجا إلى الآخرين طلبا للاستشارة والتوجيه والإرشاد , والفرد العادي لديه استبصار بحالته ويدرك حاجته إلى التوجيه وهذا يتضمن وجود الدافعية والإرادة والرغبة في التغيير ويعتبر مبدآ هام تقوم عليه عملية التوجيه نفسها . فنحن لا نستطيع أن نقدم شيئا للإنسان ليس مستعدا لان يتقبله, فلا بد أن يكون مستعدا للتوجيه ويشعر بالحاجة إليه ويقبل عليه ويثق في عملية الإرشاد ويتوقع الاستفادة منها حتى تحدث الاستفادة فعلا ويتحقق الهدف.

5) حق الفرد في التوجيه و الإرشاد :

التوجيه حق من حقوق كل فرد حسب حاجته في أي مجتمع ديمقراطي أي أن للفرد حقا على المجتمع في أن يوجه كانسان ومن واجب الدولة توفير وتسيير خدمات التوجيه لكل فرد يحتاج إليها فهي حق لمن ينمو في تطوره العادي ولمن يتعرض لمشكلات فمثلا من حق كل تلميذ أن يتلقى خدمات الإرشاد التربوي والمهني ومن حق التلميذ الذي يعاني من مشكل أن يتلقى خدمات إرشادية خاصة.

6) حق الفرد في تقرير مصيره :

من أهم مبادئ التوجيه والإرشاد الاعتراف بحرية الفرد وحقه في تقرير مصيره والفرد الحر يتحمل مسؤولية قراراته ونتائج سلوكه وهو يسعى إلى الحصول على المساعدة والتوجيه والإرشاد من الآخرين حين يحتاج إلى ذلك .

وهكذا لا يقدم المرشد للعميل حلولا أو قرارات أو خطط جاهزة ولكنه يساعده على اقتراح الحلول ورسم الخطط واتخاذ القرارات بنفسه لنفسه أن المساعدة في التوجيه تقدم للعميل الذي له الحق في تقرير مصيره بطريقة ( خذها أو اتركها).

7) تقبل العميل :

يقوم التوجيه والإرشاد على أساس تقبل المرشد للعميل كما هو وبدون شروط وبلا حدود وهذا أمر ضروري لتحقيق العلاقة الإرشادية المطلوبة التي تتيح الثقة المتبادلة , وعلى العموم فان الأساس هنا هو تقبل العميل ككل مهما كان سلوكه وليس تقبل كل سلوكه أيا كان , فتقبل العميل شيء وتقبل سلوكه شيء آخر فقد يقوم العميل بسلوك غير سوي فلا يتقبله المرشد ولكنه يساعد العميل على تغييره , إن تقبل السلوك السوي مقبول ومرغوب , أما تقبل السلوك غير السوي فقد يفسره العميل انه تشجيع لهذا السلوك.(2)

(2)نفس الموقع السابق لمنشاوي


استمرار عملية التوجيه :

عملية الإرشاد مستمرة متتابعة , ونحن نعلم أن مشكلات الحياة العادية تستمر مع النمو العلمي وتصاحبه ولا تقتصر على فترة معينة من النمو.

فالمرشد الذي يقدم خدمات التوجيه عليها أن يتابعها والمتابعة تؤكد استمرار عملية الإرشاد فالإرشاد ليس مجرد وصفة طلبية ولكنه خدمة مستمرة منظمة.

9) الدين ركن أساسي :

الدين عنصر أساسي في حياة الإنسان والتربية السليمة تشمل التربية الدينية والنمو السوي يتضمن النمو الديني والمعتقدات الدينية لكل من المرشد والعميل هامة وأساسية لأنها تعتبر ضوابط للسلوك ومعايير محددة له وتؤثر في العلاقة الإرشادية.

ويجمع المرشدون والمعالجون النفسيون على اختلاف أديانهم سواء كانوا مسلمين, أو يهودا أو مسيحيين على أن الإرشاد النفسي يقوم على مبادئ دينية وروحية. (3)

(3)نفس الموقع السابق لمنشاوي