علوم التربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم التربيةدخول

منتدى يتمحور حول القضايا التربوية في أبعادها الفلسفية و الإجتماعية و النفسية و حول موضوع التعليم في شتى تطبيقاته البيداغوجية.


descriptionمنطق الكشف العلمي عند كارل بوبر Emptyمنطق الكشف العلمي عند كارل بوبر

more_horiz
منطق الكشف العلمي عند كارل بوبر
الثلاثاء : 31/05/2011
الكاتب : حسين الملاك - الأحساء –


--------------------------------------------------------------------------------


يعد كارل بوبر (1902– 1994م) من أعظم فلاسفة العلم المعاصرين, وقد تميز كارل بوبر بالمنهجية الدقيقة وقدرته على تمحيص الأفكار والآراء الفلسفية والمنهجية, وكانت له مكانة علمية عالية عند معاصريه واللاحقين لهم, حتى عدوه من أعظم فلاسفة القرن العشرين, ومن بينهم (لاكاتس) الذي يرى أن أفكار بوبر تمثل أهم تطور حدث في فلسفة القرن العشرين. ويرى علماء التاريخ الطبيعي أن أهمية بوبر تعود إلى فكرته عن (القابلية للتكذيب), وذلك كتصور له أهمية مباشرة بالعلم، ويرى علماء الاجتماع أن (مفهوم اختبار الفروض) جاء علامة للانتصار العلمي إذا ما اتبعنا فكرة بوبر.
وترجع أهمية بوبر في تمييزه بين (العلم واللاعلم) أو ما سماه بالعلم الكاذب، وكذلك تمييزه بين منطق المعرفة وسيكولوجية المعرفة, فضلاً عن منهج البحث النقدي الذي جاء به, ونقده للاستقراء. كل هذا يجعل منه علماً بارزاً في مجال مناهج العلم وفلسفته.
وقد تأثر كارل بوبر بالنظرية النسبية لأينشتين التي استحوذت عليه دون منازع, كما أثارت اهتمامه ثلاث نظريات, هي نظرية ماركس في التاريخ، ونظرية فرويد في التحليل النفسي، ونظرية ألفرد أدلر المسماة (علم النفس الفردي)؛ إلا أنه تخلى عن النظريات الثلاث لأنها لم تتسم بالدقة, وأنها أقرب للأساطير من العلم, إضافة إلى أنها تتمتع بقوة تفسيرية ظاهرة, بحيث تستطيع أن تفسر كل شيء, وأن التأييدات لها لا تنقطع. ومن هنا جاء تمييزه بين العلم واللاعلم, إذ يرى أنه من السهل جداً الحصول على تأييدات لأي نظرية, ولكن ينبغي ألا نعتد بها ما لم تكن لها نتيجة تنبوءات مخاطرة, وأن كل نظرية هي من نوع (المنع والحظر) بحيث تمنع أشياء من أن تحدث, وأن النظرية التي لا تقبل الدحض هي نظرية غير علمية, وأن كل اختبار أصيل للنظرية هو محاولة لتكذيبها, وأي دليل يؤيد النظرية يجب ألا يعتد به ما لم يكن نتيجة لاختبار أصيل, وأنه عندما يتبين كذب بعض النظريات القابلة للاختبار فإن مؤيديها يظلون متمسكين فيها بإدخال فرض مساعد هو على سبيل التحايل وإعادة تفسير النظرية بحيث تتفادى التفنيد.
وتقوم شهرة كارل بوبر على تعريفه للعبارة العلمية بأنها العبارة التي يمكن إخضاعها باستمرار لمعايير الدحض, ومن هنا جاء تصادمه مع الوضعيين حيث كانوا يعرفون العبارة العلمية بأنها العبارة التي يمكن التثبت من صحتها من المشاهدات التجريبية. حيث انتقد بوبر هذا المبدأ باعتبار أن المشاهدات تقع على عاتق المشاهد وتخضع لميوله وثقافته العلمية والنظرية التي كان يجري تجاربه في ضوئها.
ومن هذا المنطلق انتقد بوبر المنهج الاستقرائي فالاستقراء (هو الانتقال من الجزئيات إلى الكليات، أو بعبارة أدق: الانتقال مما هو أقل كلية إلى ماهو أكثر كلية, وذلك في مقابل القياس أو الاستدلال القياسي الذي هو الانتقال من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته، أو بعبارة أدق: من الأكثر كلية إلى الأقل كلية), ولقد مر الاستقراء بمراحل عديدة ووجدت له تصورات مختلفة.
كما أنه تعرض للنقد وأشهر من نقده ديفيد هيوم الذي انصب نقده على أسس الاستقراء والتي تمثلت في العلية واطراد الحوادث في الطبيعة.
وقد تأثر بوبر بهيوم ولم يوافقه على كل آرائه حيث اتفق مع هيوم بأن الاستقراء يثير إشكالات منطقية وسيكولوجية.
ورفض بوبر المنهج الاستقرائي بعد أن تناوله بالتحليل, وذلك من ناحيتين أصل الاستقراء وفائدته, فأما أصله فإن بوبر يرى أن هذا المبدأ ليس حقيقة منطقية خالصة, بل يعده عاجزاً, إما لكونه مستدلاً من الخبرة أو من مبادئ منطقية أخرى.
أما بالنسبة لفائدته المزعومة فإن بوبر يرى أن النجاح في العلم يتمثل في التقدم العلمي, أما أن يصاحب كل نجاح تفسير له فهذا أمر بعيد. ومن هنا يرى بوبر أن الأمنيات المرجوة انعكست صياغتها على طبيعة الاستقراء فجاءت طبيعته بحسب ما نتمناه وليس بحسب ما هو واقع بالفعل.
وفي مقابل رفضه مبدأ الاستقراء فإن بوبر دعا إلى المنهج الاستنباطي في كتابه (منطق الكشف العلمي), وقد عرف بوبر بمنهجه العلمي وقواعده وهي كالتالي:
-1 أن خطة العلم بلا نهاية, فلا يمكن لها أن تقف عند حد معين.
-2 أن أي فرض نقدمه ويثبت نجاحه يجب علينا الأخذ به حتى وإن صعب علينا تفسير نجاحه، أو يمكننا استبداله بفرض أكثر قابلية للاختبار.
-3 أن النظرية العلمية لا تقبل التبرير ولا التحقيق ومن أهم خصائصها أنها قابلة للاختبار وهذا معيار موضوعيتها.
-4 أن نواجه الفروض بمزيد من الملاحظات لمعرفة مدى قابليتها للاختبار, وإن تأكد لنا أن النظرية أصدق من غيرها فإننا تقدمنا خطوة جديدة في العلم.
أما خطوات المنهج فهي كالتالي:
- توقعات وتخمينات غير قابلة للتبرير أي فرض استنباطي.
- حلول اجتهادية مؤقتة (Tentative Solutions) أي غير نهائية للمشكلات.
- الاختبار العلمي بتوجيه النقد عن طريق التفنيد (Refuations) أو التكذيب (Falsability).
- النتيجة تصبح مشكلة جديدة يلزم لها البدء من جديد.. وهكذا. ذلك لآن التخمينات يمكن رفضها، أو لأنها لم تحل المشكلة حلاً نهائياً، وحتى الحلول الجيدة القادرة على مواجهة معظم الانتقادات سرعان ما تنشأ أمامها صعوبات جديدة تؤدي إلى مشكلات (أو مشكلة) جديدة، وعلى ذلك فالمعرفة تنمو دائماً أو تتنامى باستمرار.
ومن هنا يظهر ارتباط منهج كارل بوبر بنمو المعرفة العلمية, فالمنهج يسهم في التقدم العلمي وكشف مزيد من القوانين العلمية والنظريات, وبذلك يكون معيار (القابلية للتكذيب) هو الخاصية البديلة للاستقراء وهو الذي يميز القضية العلمية عن غيرها. وحول كارل بوبر البينة والتي كانت تقوم بدور إيجابي بحيث تدعم أحد الفروض إلى أن تأخذ دوراً سلبياً لاستبعاد الفروض ورفضها وتكذيبها, وكلما كانت النظرية أكثر قابلية للاختبار كلما كانت أكثر استهدافاً للدحض, وبذلك تكون أقدر على خوض المخاطر من أجل تحقيق المعرفة العلمية.

descriptionمنطق الكشف العلمي عند كارل بوبر Emptyرد: منطق الكشف العلمي عند كارل بوبر

more_horiz
نشكر الطالبة على هذاالموضوع القيم الذي يتناول منطق الكشف العلمي عند كارل بوبر
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد