خطة البحث :


مقدمة

المبحث الأول : ماهية التعليم الالكتروني

المطلب الأول : نشأة التعليم الالكتروني

المطلب الثاني : تعريف التعليم الالكتروني

المطلب الثالث : أهمية التعليم الالكتروني

المطلب الرابع : مزايا التعليم الالكتروني

المطلب الخامس : خصائص التعليم الالكتروني

المطلب السادس : متطلبات التعليم الالكتروني

المطلب السابع : شروط نجاح التعليم الالكتروني

المبحث الثاني : التعليم الالكتروني في الو .م.أ

المطلب الأول : أشكال وأساليب التعلم الإلكتروني

أولا : مشروع التعليم المنزلي بكلية كوينزبرو المجتمعية

ثانيا : شبكات التعليم الابتدائي و الثانوي عن بعد

ثالثا : المدارس الإلكترونية

رابعا: الكابل في الفصل الدراسي

المطلب الثاني : بعض الشركات المتخصصة في التعليم الإلكتروني

خاتمة

المراجع











المقدمة :

مع انتشار الشبكات وارتباطها بشبكة الانترنت وبصفة خاصة الشبكة العنكبوتية ،توسع التعليم في مستويات متعددة أدناها الاستفادة من المعلومات المتاحة على ملايين المواقع المنتشرة على شبكة الانترنت في إثراء عملية التعليم والتعلم ،والإفادة من مصادر التعليم الالكترونية المتاحة على هذه المواقع ،وصولا إلى أقصى مستويات الإفادة بالاعتماد كاملا على الشبكات في تقديم الخدمة التعليمية ، وتعلم المستفيدين منها (1)

ومع هذا التوسع ظهرت العديد من المصطلحات التي ترتبط بين التعليم واستخدام شبكات الانترنت مثل التعليم عبر الشبكات أو التدريس عبر الشبكات online Education ، التعليم الالكتروني ، هذا الأخير الذي سنتطرق إليه في هذا البحث منطلقين من التساؤل التالي : ماهو واقع التعليم الالكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية ؟ .

























نشأة التعليم الالكتروني : مع ظهور الثورة التكنولوجية وتطور تقنية المعلومات أصبح العالم قرية صغيرة ،ومع ظهور الكمبيوتر وتقنياته ،وتطور شبكة الانترنت في السنوات الأخيرة بشكل مذهل وسريع ،نشأت فكرة التعليم الالكتروني والذي مر بعدة مراحل (1)

المرحلة الأولى : قبل سنة 1973 كان التعليم فيها تقليدا قبل انتشار أجهزة الكمبيوتر .

المرحلة الثانية : تمتد بين عامي 1973و1993 والتي تعد الوسائط المتعددة ،وقد تميزت باستخدام أنظمة تشغيل ذات واجهة رسومية .

المرحلة الثالثة : تمتد مابين 1993 إلى 2000 م ظهرت فيها الشبكات العالمية للمعلومات ،وشبكة الانترنت والبريد الالكتروني مما سهّل عملية الاتصال .

المرحلة الرابعة : من 2000ال غاية 2008 م حيث ظهر فيها الجيل الثاني للشبكة العالمية للمعلومات ،حيث أتاحت الشبكة فرص أكبر للتعلم ،وأصبحت أسرع في عمليات الاتصال والتفاعل ،ثم ظهرت المعامل الالكترونية في الجيل الثاني ،ثم ظهر الجيل الثالث ،وبدأ دخول أنظمة التعليم الالكتروني في الفصول الدراسية .

تعريف التعليم الالكتروني : E-Learning

يبدأ مصطلح التعليم الالكتروني باللغة الأنجليزية بحرف " E" وهو اختصار الكلمة " Electronic"

وتعني الكتروني ، يعرفه جيمس كريك على أنه : " اكتساب الخبرات التعليمية بواسطة استخدام التكنولوجيا مثل : الأنترنت internet ، شرائط الفيديو والكاسيت ، الأقمار الصناعية ، التلفزيون التفاعلي .........الخ

ويشير المصطلح الى العديد من العمليات والتطبيقات المستخدمة في التعليم مثل : التعليم المعتمد على الكمبيوتر ،والتعليم المعتمد على الويب ، والفصول التخيلية الافتراضية .

وقد عرفته إيمان الغراب (2) بقولها :" أداة من أدوات التعلم عن بعد ، وهو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسب والشبكات والوسائط المتعددة والأنترنت ، من أجل ايصال المعلومات للمتعلمين باسرع وقت ،واقل تكلفة ،وبصورة تمكن من ادارة العملية التعليمية وضبطها ،وقياس وتقييم أداء المتعلمين " .والتعريف الذي أراه شاملا هو ما ذهب إليه واتفق عليه كل من ( عادل سرايا2007) (1)

و ( طارق عبد الرؤوف 2007) (2) بأنه :" عبارة عن تقديم محتوى تعليمي ( الكتروني)عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته الى المتعلم بشكل يتيح له امكانية التفاعل النشط مع هذا المحتوى ،ومع المعلم ،ومع أقرانه سواء أكان ذلك بصورة متزامنة أم غير متزامنة ، وكذلك إمكانية إتمام هذا التعلم في الوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته فضلا عن إمكانية إدارة هذا التعلم أيضا من تلك الوسائط "

أهمية التعليم الالكتروني :

إن مفهوم التعليم الالكتروني هو مفهوم حديث يتميز بالكثير من المميزات التي تجعله يفوق النظام التقليدي في التعليم والتعلم ، فهو يساعد في التغلب على مشاكل الأعداد الكبيرة من المتعلمين في قاعات الدرس ،ويلبي الطلب الاجتماعي المتزايد على التعليم ، ويوسع فرص القبول في مختلف مراحل التعليم ( خاصة التعليم العالي ) ، كما أنه يسهل مهمة التدريب والـتأهيل والتعليم المستمر ، والتعليم الذاتي دون ارتباط بالزمان والمكان والعمر الزمني (3)

وبما ان التعليم الالكتروني يعتمد على استخدام الانترنت ، فقد أوضح (إبراهيم الفار، 2007) (4)

اثر استخدام الانترنت كاحد ادوات واشكال التعليم الالكتروني في العملية التعليمية في النقاط التالية :

1- تكامل المعرفة واتساع نطاقها.

2- استدامةاكتساب المعرفة .

3- تنمية المهارات الذهنية .

4- اظفاء الطابع الشخصي .

5- تنمية ملكة الحكم على الامور .

6- تنمية الشعور بالمسؤولية الفردية

وترجع اهمية التعليم الالكتروني الى العديد من المزايا التي حدّدها المركز القومي للتعليم الالكتروني والتي منها : (1)

1- انه يتيح التعليم والتدرب في حينه حيث تتاح المعلومات عندما يحتاج اليها المتعلم ،وبمعدل استعاب اكبر .

2- الوصول للمعلومات في كل وقت ،ومن أي مكان لذلك فهو يتغلب على عقبات المسافة والزمن،ويقدم المادة التعليمية طبقا لاحتياجات المتعلم واهتماماته .

3- اتاحة وسائل التعاون مثل الشبكات ومشاركة الملفات ،ووسائل العصف الذهني .

4- تقديم المادة التعليمية بطرق متزامنة ( يتواصل المعلم والمتعلم في نفس اللحظة ) ،أو غير متزامنة باتاحة المواد التعليمية في ارشيف ليستخدمها المتعلم في الوقت المناسب له ،كما ان الاتصال يكون غير لحظي عن طريق البريد الالكتروني أو منتديات الحوار

5- أن التعليم الالكتروني يزيد من الترابط بين الطالب وزملائه ومعلميه عن طريق غرف الحوار ومجالس النقاش

العوامل التي أدت إلى التعليم الإلكتروني :

¬ ارتفاع مستوى الوعي بأهمية التعليم و إلزامية التعليم إلى سن معينة في معظم دول العالم حالياً.

¬ الحاجة المستمرة إلى التعليم و التدريب في جميع المجالات.

¬ ازدحام الفصول الدراسية و النقص النسبي في عدد المعلمين.

¬ عدم قدرة مؤسسات التعليم التقليدية (خاصة الجامعات) على قبول جميع من يرغب في الدراسة

¬ الانفجار المعرفي في شتى المجالات.

¬ التطور الكبير في مجال الحاسب الآلي و الاتصالات.

مزايا التعليم الإلكتروني :

¬ المعلم يصبح مديرا للعملية التعليمية بدلاً من ملقنا للمادة التعليمية

¬ إعطاء الدارس الفرصة في اختيار ما يريد أن يدرسه في الوقت الذي يريده

¬ حل المشكلات التربوية مثل:

* تزايد أعداد الطلاب و عدم استيعابهم في الفصل

* الفروق الفردية و نقص المعلمين المؤهلين

* الاستفادة من المعلمين المتميزين لأكبر عدد ممكن من الدارسين

* الإثارة و زيادة الاعتماد على النفس: الدارس سيتحمس للدراسة و المراجعة بنفسه

* التقويم الذاتي: حيث تتاح للدارس حل التمارين و معرف مستواه في الحال

* المساهمة في مساعدة الطالب و تشجيعه على حل الواجبات.

خصائص التعليم الإلكترونى :

1- تقديم محتـوى رقمـى متعـدد الوسـائط ( نصـوص مكتوبـة أو منطوقـة،مؤثرات صوتية ، رسومــات خطيــة بكافة أنماطها ، صــور متحركــة، صــور ثابتــة، لقطــات فيديــو.

2- يتم تقديم هذا المحتوى التعليمى للمتعلم من خلال الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته.

3- تتكامل هذه الوسائط مع بعضها البعض لتحقيق أهداف تعليمية محددة.

4 - يدار هـذا التعـلم إلكترونيــاً، حيـث توفـر الوسـائط المعتمـدة على الكمبيوتـر وشبكاته عدداً مـن الخدمات أو المهـام ذات العـلاقة بعملية إدارة التعليم والتعلم .

5- التعلم الإلكتروني أقل كلفة .

6- يحقق الفردية فى التعليم .

7 - يحقق التفاعلية فى عملية التعليم ( تفاعـل المتعلـم مـع المعـلم، مع المحتـوى، مع الـزمـلاء، مع المؤسسة التعليمية ، مع البرامج والتطبيقات ).

8- إمكانية الوصول إليه فى أى وقت ومن أى مكان دون حواجز .

فوائد استخدام التعليم الإلكتروني:

¬ تخفيض تكاليف التعليم و التدريب

توفير: آي بي أم 350 مليون، سيسكو 240 مليون، فورد 25 مليون، اتصالات بريطانيا 20 مليون..

¬ زيادة في كفاءة التعليم و التدريب

ü 50-60% أفضل في متابعة عملية التعليم و التدريب

ü 25-60% في نسبة التحصيل

ü 60% سرعة في التعلم .

¬ الحصول على التعليم و التدريب في الوقت المناسب والمكان المناسب .

¬ مساندة التطوير و التعليم الذاتي

¬ استفادة أكبر من الموارد و أنظمة تقنية المعلومات

متطلبات التعليم الإلكتروني :

¬ بنية تحتية شاملة وسائل اتصال سريعة و معامل حديثة للحاسب الآلي

¬ تدريب المدرسين على استخدام التقنية

¬ بناء مناهج و مواد تعليمية جذابة

¬ برنامج فعال لإدارة العملية التعليمية من تسجيل الطلاب و متابعتهم و تقييمهم

¬ توفير هذه المواد التعليمية على مدار الساعة

¬ تخفيض التكاليف

شروط نجاح التعليم الإلكتروني:

1- تحديد الأهداف التعليمية الواجب تحقيقها.

2- قبول إجابات وأفكار ونتائج متنوعة.

3- إنتاج المعرفة بدلاُ من توصيلها ونقلها.

4- تقويم المهمة التعليمية بدلاً من تقويم مستوى المعرفة.

5- تشجيع المجموعات العالمية بدلاً من المحلية.

معايير جودة برامج التعليم الإلكتروني:

1- تحديد الأهداف التعليمية فى بداية العمل .

2- صياغة الأهداف التعليمية فى أسلوب واضح .

3- أن تكون الأهداف التعليمية قابلة للقياس.

4- اختيار إستراتيجية التعليم التى تساعد فى تحقيق الأهداف المحددة مسبقاً.

5- تميـز واجهـة التفاعل بسـهولة الاستخدام ومساعدة المتعلم على تشخيص وإلغاء الأخطاء.

6- اتسام محتوى الصفحة بالبساطة والدقة وعدم التكلف.

7- وضع المعلومات الأكثر أهمية فى أعلى يمين الشاشة.

8- تنظيم المادة العلمية بعناصرها المختلفة فى تنسيق مناسب.

9- وضع الأفكار الرئيسية فى أعلى الصفحة.

10- يجب أن تكون أداوت التنقل سهلة وواضحة بحيث يتعرف عليها المتعلم بسهولة.

11- يتضمن نشاطات فردية وجماعية يقوم بها المتعلمون.

المدرسـة الإلكترونية:

هى تلك المدرسة التى تستخدم أجهزة الكمبيوتر والوسائط الرقمية المتنوعة وشبكات الاتصال المختلفة فى توصيل المعلومات الرقمية إلكترونيا وبهيئاتها المتعددة إلى التلاميذ وذلك سواء كانوا متواجدين داخل أسوار المدرسة أو خارجها

خصائص المدرسـة الإلكترونية :

تحقق التعليم الذى يجعل من المادة العلمية وسيلة وليست هدفاً.

تنتقل مركز التعليم من المعلم إلى المتعلم.

تهدف إلى التطوير المستمر فى برامج ومناهج التعليم بحيث يتم تطبيق طرق تدريس متنوعة.

تحقق تعليماً يعتمد على فهم خصائص الطلاب ومراعاة الفروق بينهم

وحدات المدرسـة الإلكترونية :

1- الفصول الإلكترونية : هى مجموعـة من الأنشطـة التى تشبه أنشطة الفصل التقليدى يقوم بها معلم وطلاب تفصل بينهم مسافات مكانية شاسعة ولكنهم يعملون معاً فى الوقت نفسه بغض النظر عن أماكنهم.

2- المقرر الإلكترونى : هو مقرر يستخدم فى تصميمه أنشطة ومواد تعليمية غنية بالوسائط المتعددة التفاعلية.

3- المكتبات الإلكترونية : حيث يتم عرض الكتب وتوثيقها واستخدامها إلكترونياً .

4- المعامل الإلكترونية : يتوافر بالمدرسة الإلكترونية العديد من المعامل الإلكترونية.





متطلبات المدرسة الإلكترونية:

1- التقويم الدراسى : وهـو عبارة عن تقويم شهـرى على هيئـة مربعات يبين اليوم والشهر والسنة ويمكن استخدامه لتحديد مواعيد الاختبارات والتسجيل والاجتماعات وتسليم الواجبات وما إلى ذلك .

2- معلومات عن أعضاء هيئة التدريس المستخدمين للمقرر:

3- لوحــة الإعلانات: وفيها يضع المعلم رسائل مكتوبة للطلاب تتعلق بالمقرر يخبر الطلاب بمواعيد المحاضرات والاختبارات والإجازات والتقويم الجامعى .

4- الصفحات الشخصية للمعلم والطلاب Homes Pages

يمكن أن يكون للمعلم ولكل طالب مسجل فى المقرر صفحة شخصية يضع فيها معلومات عن نفسه.

5- قائمة المراجع الإلكترونية :وتتكون من قائمة بمواقع الإنترنت ذات الصلة بموضوع المقرر.

6- صندوق الواجبات : حيث يرفق الطلاب واجباتهم أو يؤدون الاختبارات والاستبيانات الخاصة بالمقرر .

7- آلية إعداد الاختبارات : يقوم المعلم بإعداد الاختبارات الأسبوعية والفصلية والاستبيانات، وتتكون من أدوات لإعداد الأسئلة وتحديد الدرجات المختصة لها.

8- سجل الدرجات : وفيه يطلع الطلاب على نتائجهم ودرجاتهم ويرون طريقة توزيع الدرجات على كل وحدة من المقرر.

9- السجل الاحصائى للمقرر:ويقدم إحصائيـات عن تكـرار استخـدام الطـلاب لكل مكـون من مكونات المقرر، ويستطيع المعلم أن يطلع على الصفحات التى زارها الطلاب بكثرة، والوصلات التى يستخدمونها.

10- مركز البريد الإلكتروني:حيث يستطيع الطالب أن يرسل رسائل خاصة أو أي مرفقات مع الرسالة إلى الأستاذ أو الإدارة

11- الملفات المشتركة : فيستطيع الطالب تحميل الوثائق والصور والملفات.

12 - صفحة الملاحظات :هنا يستطيع الطالب أن يسجل ملاحظاته أو أفكاره ، ويمكن أن يضع الأستاذ بعض الواجبات.

13- الدليل الإرشادي الالكتروني: يحتوى المقرر على دليل إرشادي يقدم إجابات على استفسارات المستخدم ، ويعطى وصفاً مفصلاً لجميع مكونات المقرر الالكتروني كما يحتوى على دليل تعليمي الكتروني يوضح للمتعلم طريقة استخدام المقرر خطوة بخطوة لتدريبه على استخدام المقرر .




























































































بدأت جهود التعلم الإلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية الجهود في مجال التعليم المفتوح حيث تم إنشاء وحدات دراسية مستقلة لهذا النوع من التعليم في مؤسسات تعليمية قائمة مثل : مركز التعليم المفتوح الملحق بكلية " إمباير ستايت " بجامعة ولاية نيويورك .

كما تم إنشاء هيئة تضم مؤسسات التعليم المفتوح تحت إشراف الجامعة الوطنية ، ويقع مقر تلك الهيئة بجامعة " ميريلاند" ،

بدأت محاولات التعلم الإلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الثمانينات، وذلك حينما عزمت ولاية ألاسكا على ان تقيم نظاما للتعليم يغطي الولاية كلها لتقديم برامج تعليمية للمراحل التعليمية المختلفة مثل : التعليم الجامعي والتعليم الثانوي والتعليم الابتدائي لسكان الولاية المتفوقين في جميع أنحائها خارج المجتمعات الثلاثة الحضارية الكبرى، وهي مدن انكوراج ، وفيربانكس ، وجونو .

وفي هذا الصدد أعدت الولاية ثلاث محطات إرسال تليفزيونية ، ولكل منها وصلتها الأرضية ، ووحدة إنتاج تلفزيوني كبيرة ذات وصلة إرسال في مدينة "انكوراج" ومعها معدات أخرى إلكترونية ، لتمكنهم من إجراء حوار صوتي مع الدارسين .(1)

وكان الهدف من إنشاء شبكة الحوار الصوتي تلك تمكين الدارسين الذين يشاهدون البرامج التلفزيونية من طرح الأسئلة ومناقشة المواد التعليمية التي يشاهدونها .

وكان من مبررات التوجه نحو التعلم الالكتروني بالولايات المتحدة الأمريكية – خاصة في ولاية ألاسكا-أن أغلب سكانها يعيش في مناطق ريفية بحاجة إلى برامج تعليمية جيدة تغطي المراحل التعليمية كلها ، وأن توفير تلك البرامج لا يتيسر تحقيقه اقتصاديا بغير تلك الوسيلة .

وأطلقت الولاية على هذا المشروع اسم " شبكة ألاسكا للتعليم L.A.N ، وكونت الجامعة هيئة لتشغيل هذا المشروع أسمتها " UAITC " لتديرا لمشروع والتي بدأت عملها عام 1983م

وقد استثمرت الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا من المواد المادية والبشرية للتوسع في هذا المجال ، وأدى هذا التوجه إلى تغيير في التفكير التربوي والبنيات الأساسية للاتصالات ، وفي زيادة قدرة تقنيات المعلومات والاتصالات وتنوع وظائفها ، ويمكن ملاحظة تلك التغيرات في العوامل التالية : (2)

v نمت البنية الأساسية لتقنيات المعلومات والإتصالات في الو.م.أ وامتدت الى كل البيوت والمدارس التي أصبحت تمتلك مدى كاملا من هذه التقنيات ، وقد ارتبط كل ذلك بالتوجه التجاري الحر واستفادت منه المؤسسات التعليمية القائمة .

v أصبح لتقنيات التعليم المتقدمة قدرات وسعات ووظائف أعظم مما كانت عليه من قبل ، فمثلا تحمل نظم الكابلات في العادة "130" قناة برمجة تتسع لتقديم الهاتف والوصول الى البيانات بسرعة عالية جدا ، بالإظافة الى برامج التلفزيون الرقمي ، وقد صار متاحا حاليا سعات تخزين عالية للحاسوب مع سرعة معالجة عالية ، وكل ذلك بأسعار معقولة

يمكن ان يتحملها الفرد العادي ، وتتميز الو.م.ا باستخدام نظم هواتف السعر الثابت ما يمكن المواطنين من استخدام شبكة الانترنت في الوقت الغير محدود وبأسعار منخفضة إلى حد كبير .

v تطوير تقنيات جديدة ممتدة ترتبط بتطبيقات التعلم مثل تطوير الفيديو ا الحقيقي لتدفق برامج التلفزيون والراديو الحية مما انعكس على التعليم من خلا ل شبكات الفيديو مما أدى إلى بزوغ بيئة تعلم فردية تتضمن طرقا مختلفة لإمداد الفرص التعليمية المتاحة ومساندتها .

أشكال وأساليب التعلم الإلكتروني : تعددت أشكال التعلم الالكتروني ووسائطه وتنوعت في مختلف انحاء الو. م .ا ومن بين تلك الاشكال ما يلي : (1)

مشروع التعليم المنزلي بكلية كوينزبرو المجتمعية " QUEENSBOROUGH COMMUNITY COLLEGE

وهو مشروع يهدف الى توفير فرص التعليم لاي فرد تمنعه أية ظروف او معوقات من الانتظام او الذهاب الى المؤسسات التعليمية المتوافرة في الولاية.

واستعان هذا المشروع بالتليفون كأداة تعليمية ، فمن كان يرغب في تلك الدروس كان عليه ان يسجل نفسه في الفصول النظامية التي كانت تنعقد في حجرات مجهزة بأجهزة وسماعات تيلفونية ، وفي بداية كل حصة دراسية يقوم المعلم بإجراء اتصال هاتفي لمنزل الدارس ، حيث يستمع الدارس اى كل ما يدور في الفصل الدراسي ، ويمكنه ان يطرح تساؤلاته ويتفاعل مع الفصل الدراسي ، وقد تطورت هذه الوسيلة لتصبح عقد مؤتمرات التليفون ، والتي بمقتضاها يمكن ان تستخدم التجهيزات والمعدات الحديثة لخدمة مجموعة من الدارسين من طلاب المنازل لي خط تلفوني واحد في نفس الوقت .

بالاظافة إلى أجهزة التليفون استعانت المدرسة بأجهزة الفاكس في نقل المواد الكتابية ، حيث يمتلك معظم الدارسين أجهزة فاكس في منازلهم ، ومع ظهور أجهزة الكومبيوتر قامت المدرسة بإقراضها إلى الدارسين لتيسير العملية التعليمية .

وفي عام 1996 أدخلت المدرسة السبورة الشفافة وهي إحدى الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يقوم المعلم بالكتابة عليها باستخدام نوعية خاصة من الأقلام ثم يقوم ماسح ليزر Leaser Scanner بنقل كل ماهو مكتوب عليها وباستخدام أجهزة المودم يتم نقل الصوت والبيانات وبالتالي يتمكن الدارس من سماع كل ما يحدث في الفصل الدراسي ورؤية كل ماهو مكتوب على تلك السبورة .

/ شبكات التعليم الابتدائي و الثانوي عن بعد : هدفت هذه الشبكة الى توفير برامج تعليمية الى الدارسين في المراحل الابتدائية أو الثانوية وذلك نظرا لتباعد المسافات بين الدارسين والمؤسسات التعليمية ، ولجأت تلك الشبكات الى استخدام العديد من الأساليب التكنولوجية التي تيسر من تحقيق أهدافها .

فقد استعانت تلك النوعية من الشبكات بتكنولوجيا الفيديو والأقمار الصناعية لتوفير برامج تعليم اللغة اليابانية في ولاية "نبراسكا " وبثها الى الاف الدارسين حول العالم .

كما استعانت بمؤتمرات الكومبيوتر لربط تلاميذ المرحلة الابتدائية في ولاية "مينسوتا " minnesota بأقرانهم في مختلف الدول . أيضا يتم تقديم الرياضيات المتقدمة واللغات الأجنبية لحوالي 70 مدرسة داخل ولاية " إنديانا" عبر شبكة ألياف بصرية ، بينما يتلقى المهاجرون في ولاية تكساس Texas تعليمهم في مادة الجبر من خلال نظام المؤتمرات السمعية .

3/ المدارس الإلكترونية : وهي برامج المدرسة الافتراضية حتى الصف الثاني عشر ، وقد بني هذا النظام على أساس الرقابة المحلية ورقابة الولاية المعنية على المدارس القائمة بها ، وكان دور الحكومة الاتحادية ثانويا الى حد كبير ، وقد أنشئت بعض التجارب والمشروعات التي تختص بالمدارس الإلكترونية على أساس محلي ومنها :

أ/ مشروع مدرسة النجمة : وتلخصت أهداف هذا المشروع في هدفين :

تحقيق المساواة والعدالة في إتاحة الفرص التعليمية لكافة المواطنين ، ودفع التقدم في أداء العملية التعليمية .

ويستخدم هذا المشروع تقنيات المعلومات والاتصالات في ربط المعلمين الأكفاء والمميزين بالموضوعات التي تدرس في المدارس حيث أن هذه المدارس لم تستطع في السابق تقديم هذه الموضوعات لتلاميذها بالكفاية والجودة المطلوبة ، وقدر عدد من استفاد من هذا المشروع في سنة واحدة ما يقرب من مليون ونصف تلميذ منتشرين في خمسين ولاية ، واشتمل هذا المشروع على نماذج تعليمية ورحلات ميدانية بالفيديو وأنشطة إثراء تعليمية ، ومقررات دراسية تقدم أثناء الفصل الدراسي أو العام الدراسي الكامل .ومن خلال هذا المشروع يمكن للتلاميذ طرح أسئلة عن الموضوعات المدروسة والتي يجيب عنها المعلمون المتخصصون . ب/ مدرسة فلوريدا العالية : أنشئت هذه المدرسة كمدرسة تجريبية على الشبكة العالمية عام 1996 م ، حيث تقدم المقررات الدراسية الخاصة بها على الخط ، وتتمثل رسالة المشروع في وضع مدرسة عليا بالكامل على الخط بحيث تشتمل على المقررات الدراسية والخدمات المقدمة لمساعدة التلاميذ على الإنتقال بنجاح الى مرحلة التعليم العالي والى سوق العمل بعدئذ

ج/ مدارس الموهوبين والمتفوقين بولاية كاليفورنيا :

يختص هذا البرنامج بالتعليم في مراحل الدراسة الإبتدائية والثانوية على الانترنت وتقدم هذا البرنامج مدرسة " ريدي سبرنج شاتر "في مدينة " بين فالي " بولاية كاليفورنيا ، حيث تعرض برنامجا عن التعليم الإبداعي للتلاميذ وأولياء أمورهم حتى الصف الثامن حيث يجدون مقررات تعليمية على الانترنت، ويسعى هذا البرنامج الى الاعتراف بالاهتمامات المختلفة للتلاميذ وأنماط التعلم الفردية لكل تلميذ ، ويقدم خيارات مختلفة لتناسب خطة تعلم لكل تلميذ ترتبط بعمره واهتماماته واستعداداته وقدراته .وفي هذا البرنامج يوجد تعاون وتنسيق مستمر بين اولياء الامور والتلاميذ والمعلمين حيث ينشئون معا مقررا دراسيا مبنيا على مستوى كل تلميذ ومهاراته واهتماماته .

د/ الكابل فب الفصل الدراسي : وهو مشروع أنشأته الشركات العاملة في صناعة الكابلات عام 1989م ، وكان الهدف منه تحسين عملية التدريس والتعلم وتعزيزها ومد المعلمين بتقنيات التعليم المتقدمة حيث التزمت المؤسسات المشغلة لنظام الكابل بأن تقدم لكل مدرسة ترتبط بنظمها ربطا وخدمة " كابل" أساسية بالمجان شهريا . وبذلك أتيح لما بين ثمانين ألف مدرسة إعدادية وثانوية ربط كامل بالكابل ، أما شبكات برنامج الكابل فقد التزمت أيضا بإتاحة أكثر من خمسمائة ساعة شهريا تبرمج فيها البرامج التعليمية بدون مقابل وإتاحتها .وقد قامت مؤسسات وشركات صناعة الكابل بتدريب أكثر من سبعة ألاف وخمسمائة معلم سنويا على مدى عشر سنوات على كيفية استخدام تقنيات الكابل في فصولهم الدراسية .

وتتمثل فائدة هذا المشروع في تقديم موارد ضخمة من الوسائط المتعددة للمعلمين والتي يمكن أن تعينهم على أداء مهامهم والتي تغطي معظم موضوعات المقررات الدراسية في مختلف الصفوف التعليمية حتى الصف الثاني عشر.

بعض الشركات المتخصصة في التعليم الإلكتروني:

Black Board-1،

2- E-College.com

3-، Web City

School City-4

Netsupport-5

Oracle-6

IBM-7

Click 2 Learn-8

Learning Space-9























خاتمة :

إن الفرص للتعليم والتدريب عن طريق التعليم الإلكتروني لا حصر لها . وبرامج التعليم الإلكتروني الناجحة هي التي تشمل الدعم المستمر والمواجهة الإيجابية للتحديات . وهي التي تهيئ بيئة تعليمية آمنة ومريحة بالتزامن مع استثارة تعلم الطالب .

وإن على متخذي القرار في الوطن العربي في وجود كل النشاط الحالي مع الإنترنت في هذا الوطن أن يستفيدوا من هذه الفرصة . ويستوجب من جميع المؤسسات التعليمية من جميع المستويات أن تضع سياساتها وخططها بدقة وبصورة إستراتيجية بدون تردد .

إن التعليم الإلكتروني لا يمكن أن يبقى كأحد آمال المستقبل، فالتعليم الإلكتروني هو الحاضر وبالإمكان تطبيقه في مؤسسات التعليم العربية مع بعض الجهد والتخطيط . لذا فهو يعتبر الآن تحد للتربويين العرب ولا يمكن اجتيازه إلا بالتعاون بين جميع الأطراف المعنية على جميع المستويات في المنطقة العربية .

























المراجع :


1-إبراهيم عبد الوكيل الفار : التدريس بالتكنولوجيا ،رؤية جديدة لجيل جديد ، القاهرة ،2007

2 - إي