إدماج التقنيات الحديثة للمعلومات و الاتصالات ضمن الممارسة البيداغوجية



إن ذلك يعني في المقام الأول أن نسائل أنفسنا حول تصوراتنا لممارساتنا البيداغوجية وأن نعترف بأن عالم المراهقين اليوم قد تغير , وهو يعني خاصة أن نكون قادرين على التحديدوالتمييز , وعلى بناء التطبيقات البيداغوجية التي تسمح بها هذه التقنيات و . تصور الأنشطة التي يمكن أن تستعمل مناهجها و أدواتها . هذا هو ما تعرضه عليكم هذه المبادرة المتواضعة في محاور أربعة يتصل كل واحد منها بجانب من التقنيات الحديثة للمعلومات و الاتصالات , سواء تعلق ذلك بالوسائط المتعددة في برمجيات العرض أوالوسائط المتعددة التفاعلية على الأقراص المظغوطة أو الأنترنات أو المحاضرات عن بعد .. وبوسعكم أن تبدوا الآن بالمحور الذي تريدون , أو أن تؤجلوا ذلك إلى وقت لاحق , أو أن تراوحوا بين الإطلاع على المحور و بين تطبيق ما ورد فيه داخل أقسامكم .

وأيِِِِّا كان منهجكم في التدريس , اعلموا أن إدماج التقنيات الحديثة للاتصالات و المعلومات ضمن منظوماتنا التربوية من شأنه أن يغير دور الأستاذ و التلميذ و أن يدعم قدرة هذا الأخير على الاعتماد على ذاته .

إن إدماج التقنيات الحديثة هو تمش يحتاج بعض الوقت كي ينضج , مثلما يحتاج ساعات طويلة من الممارسة و المثابرة : إن كل واحد منا مطالب بأن يجري تجاربه الخاصة فهذه هي الطريقة التي تمككنا من التعلم و تمكن تلاميذنا من الاستفادة . و لكن لا يذهبن في اعتقادهم أنكم ستكونون مطالبين بإنجاز كل شيء بمفردكم: فهناك عدد من الأدوات سهلة الاستعمال, و سوف تكسبون القدرة على استغلالها سريعا. ولكن لتنسوا أنكم في المقام الأول رجال تربية , وأنه ثمة تقنيين و فنيين سوف يتكفلون بالرسومات و التصور و تصميم الصفحات .

إن هذا المدخل لا يهدف إلا إلى توضيح بعض المفاهيم الأساسية و بعث الرغبة في المواصلة لديكم.



" إبحار ممتعا في عالم التقنيات الحديثة للمعلومات و الاتصالات ".














الرهانات بالنسبة للمعلم




التصورات والممارسات البيداغوجية



ينظر كل معلم ذو خبرة في تصوراته وفي ممارساته البيداغوجية ، فيعتبر نفسه رجلا متعدد المهام : دلك أنه المنسق والمنشط والمرشد في الآن نفسه ’ إذ نراه يجمع أحيانا بين ممارسة التلقين التقليدي وبين التثبت من مدى استيعاب تلاميذه عن طريق طرح الأسئلة لحفز تفكيركم ’ وتقديم الأمثلة والشواهد للقسم بأكمله أو لمجموعات صغيرة منه ’ وجعل تلاميذه يعلمون ضمن فرق يشرف عليها ,مع الإجابة عن تساؤلاتهم عندما ينجزون التمالرين الفردية أو الجماعة ,والقيام بتدخلات تهدف إلى التخطيط لكل مرحلة من مراحل الدرس أو للدرس بأكمله ,إلى جانب مد تلاميذه بتوجيهاته أو"فرض " بعض الإجراءت ,هذا فضلا عن تعويدهم على التفكير المنضم وتمكينهم من المناهج الملائمة والنصائح الأزمة وتعويدهم على تقييم أنفسهم .



التســــــــــــاؤلات

لنعترف أن سلك المربين في مقاطعة الكيباك لم يعد شابا : فالمنتدبون الجدد قلة ، والمدرسون الموجودون قد بدأوا مسيرتهم المهنية في أحشن الأحوال خلال السبعينات ,ولعل بعضكم سيشعر أن هذا الوصف ينطبق عليه لو نضر في تصورات وفي ممارساته البداغوجية . بوسعكم الآن أن تتساءلو : كيف يمكن أن نتعامل مع التغيير الحاصل في علاقة المربي بالتلميذ, وكيف نواجه الانفجار المعلوماتي , وكيف نتصرف مع تلاميذ قادرين على الوصول إلى المعلومات بأنواعها بسرعة ويسر أكثر منا هل تعني الاستعانة بالتقنيات الحديثة في التدريس أن نحو من طريقة اتصالنا بالتلميذ إلى حد إلغاء هذا الاتصال تماما , وكيف يمكن أن ندرس ونحن منفصلون عن التلاميذ دون رؤيتهم ودون التواصل معهم عن كثب



الحلـــــــــــــول

ثمة جملة من الحلول يمكن اعتمادها في تعاملنا مع هذا المعطيات , وأبرزها أن نكون تلاميذنا بشكل يجعلهم أكثر استقلالية,أن نعلمهم كيف يتعلمون وأن ندمج التقنيات الحديثة في تعليمنا بما يخدم مصلحتهم فننتقل بذلك من ممارسة تميل الى أن تكون تقليدية قائمة على التلقين الى أخرى أساسها التعلم والمتعلم .



***الرهانات بالنسبة إلى التلميذ***


*المحيط التكنولوجي الذي ينتمي إليه:

ينتمي مراهق اليوم إلى محيط تكنولوجي من خصوصياته التنوع و الديناميكية ، و هو محيط متعدد الوسائط منفتح على العالم لا نهاية لموارده ، بما يجعله بالغ الثراء مشجعا لمن يعيش ضمنه حافزا لهمته، غير أنه ينطوي في الآن نفسه على مخاطر أهمها أنه يجعلنا نمر بالأشياء مر الكرام و يجعل نظرتنا إليها نظرة سطحية بما يفقدنا القدرة على التركيز ، هذا فضلا عن كونه محيطا يفرض نفسه علينا فرضا و يقدم إلينا من المعلومات ما يصعب التثبت من صحته ، و بذلك تصير حاجة المراهق إلى اكتساب فكر نقدي حاجة ملحة و أكيدة .

*سوق الشغل الذي ينتظره :

إن غالبية المهن التي تنتظر طلاب اليوم هي في علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالتقنيات الحديثة ، و هذه المهن هي التي سوف تشغل غدا قسما لا يستهان به من حاملي الشهادات و غيرهم ، سواء كان ذلك في قطاع الخدمات أو في قطاع الصناعة و حتى في قطاع الفلاحة الذي سيجد نفسه في حاجة أكيدة للتعامل مع الإلكترونيك و الإعلامية . إن سوق الشغل صار يتطلب ميزات جديدة من قبيل تعدد المهارات والقدرة على التأقلم و التواصل و العمل ضمن المجموعة.

سيكون المرء مطالبا بأن يعيد تأهيل نفسه باستمرار ، بل إننا قد صرنا نتحدث عن التعلم مدى الحياة و هذه مسؤوليته هو في المقام الأول، وحتى يتحقق ذلك عليه أن يحذق البحث عن المعلومة : أن يعرف أين يجدها و كيف يقيمها و يحللها . . . و هذه كلها مهارات من شأن التقنيات الحديثة المستعملة كأداة تعلم أن تمكنه منها.

*دوره كمتعلم :

سوف تكون للتلميذ إذن مسؤولية أكبر في تعلمه إذ عليه أن يتعود على أن يكون مستقلا بذاته ، و لكن هذا لا يعني أن عليه أن يدرس منفردا : فهو مطالب في الآن نفسه بأن يطور مقدرته على العمل في صلب مجموعة ، بل إن الأمر لا يقف عند هذا الحد : فأثناء عمله في صلب المجموعة في صلب المجموعة عليه أن يتعلم من الآخرين في نفس الوقت الذي يساعدهم فيه على التعلم :هذا هو فن "التعلم المتبادل"الذي أوجدت التقنيات الحديثة من أجله أدوات خاصة صرنا نجدها اليوم على شبكة الانترنات مثل معالجة النصوص المشتركة.