إن أهمية التعليم لم تعد اليوم محل جدل وذلك لتسارع اغلب الدول المتقدمة لوضع التعليم في أولوية برامجها وسياستها وان التنافس الذي يجرى في العالم تنافس تعليمي .وان الحل الحقيقي لمشكلة ثورة المعلومات ليست في زيادة المحتوى في المقررات الدراسية وانما في تزويد الطالب بمهارات المعلومات والمكتبات.وأمام هذا الانفجار المعرفي الهائل والاقتحام التقني الكبير بدأت متطلبات الحياة العصرية تشكل عبئا ثقيلا على المؤسسات التربوية واصبح من الضروري لهذه المؤسسات أن تعيد النظر في وسائلها وتقنياتها بهدف تحسين المردود التعليمي ورفع كفاءته من خلال مصطلحات جديدة متطورة.
أي أن تطور وسائل الاتصالات وثورة المعلومات والانفجار المعرفي وتحول العالم إلى قرية صغيرة ، أصبح لزاما علينا أحداث ثورة في التعليم وطرق التدريس وذلك لتأهيل جيل واع بما يدور في العالم.قديما كان المعلم ينقل العلم إلى المتعلم عن طريق الشرح له والرد على تساؤلاته ، أي عن طريق المحادثة بينهما ثم بعد ذلك أتت مرحلة ثورة القراءة والكتابة وفى هذه المرحلة كانت التقنية المتاحة هي القلم والورق.
ويليها مرحلة ثورة المدارس والتي تميزت بتجمع الطلاب والأساتذة، وكانت التقنية المتاحة آنذاك هي الفصول الدراسية والمعامل والمكتبات.
أما في العصر الحالي يمكن اعتبار المرحلة ( الثورة ) الثالثة قد بدأت ، وهذه المرحلة ماهى إلا نتاج للعصر الإلكتروني وما يقدمه من تقانات .

1-الوسائل التعليمية:
1-1 مفهومها:
يرى البعض أنها كيفية تنظيم واستعمال مواد التعلم والتعليم للوصول إلى أهداف تربوية أو هي المواد والأجهزة والأدوات التي تساهم مساهمة فعالة في إيضاح مفهوم غامض بهدف التغيير في سلوك المتعلم.
ويمكن القول: أن الوسيلة التعليمية هي عبارة عن تركيبة تضم كلا من المادة التعليمية أو المحتوى والإدارة والمتعلم والجهاز الذي يتم من خلاله عرض هذا المحتوى بحيث تعمل على خلق اتصال كفء للوسيلة التعليمية.(1)
1-2 تطورها:
لقد تطورت الوسائل التعليمية تبعا لتطور العصور . وقد تأثرت بتطور الصناعة .أي أن لكل عهد صناعي وسائل تعليمية تتفق مع أسلوب الإنتاج .ففي عصر الصناعة اليدوية استخدمت وسائل يدوية في التدريب ، وعندما حدثت الثورة الصناعية وظهرت أجهزة عرض الصورة وتسجيل الصوت.
ولما قامت الثورة الصناعية الحديثة بعد انتشار الآلات الإلكترونية تقدمت الصناعة ومن تم انعكس ذلك على التعليم، فانتشرت وسائل التدريب الذاتي واستخدمت الآلات التعليمية التي تعتمد على البرامج التعليمية واصبح التعليم بالتالي تلقائيا وذاتيا .
وبناء على التطور في الوسائل فقد تم تقسيم الوسائل التعليمية إلى أربع مراحل أو أجيال تربوية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مصطفى عبد السميع محمد، محمد لطفي جاد، صابر عبد المنعم محمد/ الاتصال والوسائل التعليمية.- ط1.- القاهرة:مركز الكتاب للنشر،2001.ص40.
1- 2 وسائل الجيل الأول:
كانت نتاجا للصناعة اليدوية لا الآلة ومن أمثلة هذه الوسائل اللوحات والخرائط والرسوم البيانية والمخطوطات والنماذج والسبورات وغالبا ما يكون التعليم في هذه الوسائل ( تعليم فردى ).
2-2 وسائل الجيل الثاني:
أحدثت الثورة الصناعية آثارا هائلة في التعليم واصبح التعليم حقا لكل فرد بينما كان وقفا على الطبقة العليا الغنية، وقد وزعت الكتب على كافة أرجاء المعمورة وانتشرت المدارس في كل مكان .
ومن بين الوسائل المستخدمة في هذا الجيل : الكتابات والرسوم ومنتجات الطباعة. وقد انتشرت الكتابة المطبوعة التي تعتبر أهم وسائل هذا العصر. وان الطابع المميز للتعليم في هذه المرحلة هو اللفظية.
3-2 وسائل الجيل الثالث:
عندما حدثت الثورة الصناعية الأولى في أواخر القرن التاسع عشر استخدمت الآلة في نقل الصورة والصوت إلى مسافات بعيدة ، وقد استطاعت وسائل هذا العصر نقل الأفكار عن طريق وسائل حسية بصرية وسمعية فاستخدمت الصور الضوئية والشرائح والأشرطة الثابتة والمتحركة وأجهزة تسجيل الصوت والإذاعة المرئية .وبناء على تطورات هذا الجيل فقد سميت الوسائل التعليمية بالوسائل السمعية والبصرية.
4-2 وسائل الجيل الرابع:
حدثت ثورة صناعية جديدة انعكس آثارها على التعليم بإختراع الآلات الإلكترونية واصبح الاتصال بين الإنسان والآلة. واستخدمت المعامل اللغوية ومعامل الاستماع التي يتم فيها التعليم بواسطة التفاعل بين المتعلم والبرامج الموجودة في الآلة ، وظهر التعليم المبرمج( الذاتي ) وادخلت التقنيات إلى حجرات الدراسة حتى اصبح من اليسير توظيف هذه التقنيات في التعليم بسرعة وكفاية.
المسميات المختلفة للوسائل التعليمية:
من ضمن التسميات الشائعة للوسائل التعليمية :
- وسائل الإيضاح، وسائل الإيضاح السمعية والبصرية.
- الوسائل المعينة على التدريس،معينات التدريس،المعينات الوسيطة.
- الوسائل السمعية البصرية.
- الوسائل التعليمية.
- الوسائل الحسية المتعددة.
- وسائل الاتصال التعليمية.
- وسائط التعليم.
- تقنية التعليم أو التدريس.
- الوسائل الاختيارية.
- الوسائل الأساسية.
- الوسائل المعيارية.
- الوسائل الوسيطة.
- وسائل وتقنية التعليم.( 2 ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- المرجع نفسه،ص42.

1-3 وظيفة الوسائل التعليمية:
1-3-1 تساعد المتدربين أو المتعلمين على اكتشاف ورؤية
الأجزاء الكلية للشيء المراد رؤيته.
1-3-2 تساعد على رؤية الشيء المراد حقيقة أو رؤية نموذج
مصغر منه.
1-3-3 تساعد على رؤية الشيء في مكانه الفعلي.
1-3-4 تساعد على رؤية الأشياء التي لا يمكن رؤيتها على
الطبيعة.
1-3-5 تساعد على رؤية الأشياء التي يصعب رؤيتها بالعين
المجردة.
1-3-6 تساعد على تعميق المعارف وامكانية ترسيخها في
الذاكرة. ( 3 )
1-4 اختيار الوسائل التعليمية:
إن عملية الاختيار تعتبر من المهام الصعبة لأنها تعتمد على عدد كبير من المعايير المتداخلة معا.
وان المفاضلة بين الوسائل تعتبر غير دقيقة لأن هذه الوسائل ليست بديلة لبعضها بقدر ما هي وسائل تكاملية مع بعضها حيث يمكن استخدام وسيلة في موقف معين واستخدام غيرها في مواقف أخرى، ولهذا فإن العامل الرئيسي الذي يحدد نوع الوسيلة هو طبيعة الموقف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- عبد المعطى محمد عساف، يعقوب حمدان/ التدريب وتنمية الموارد البشرية:الأسس والعمليات.- عمان:دار زهران،2000.ص219.
وتوجد عدة اعتبارات يجب مراعاتها عند عملية الاختيار وهى:
1-4-1 توافر الوسيلة في الوقت المناسب.
1-4-2 مراعاة الناحية الفنية كاللون أو الشكل والحجم وجودة التصوير ودقة الصوت ووضوح الخط.
1-4-3 مراعاة بساطة التصميم وسهولة الاستخدام وتحديد الفترة الزمنية للاستعمال.
1-4-4 مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين أو المتدربين.
1-4-5 مراعاة مدى إلمام المتدربين بكيفية استخدام الوسيلة والتفنن في اختارها.(4)
1-5-مبادىء استخدام الوسائل التعليمية:
1-4-6 تحديد الموضوع والغرض الذي تستخدم من اجله:
يجب أن يكون الغرض من استخدام الوسيلة واضحا في ذهن المعلم، واحيانا تستخدم الوسيلة في اكثر من موقع وتؤدى اكثر من غرض، ولهدا يجب على المعلم أن يسأل نفسه عدة أسئلة من بينها :مادا تحقق الوسيلة من فوائد للدرس التعليمي ؟وماهى المشاكل التي ستساهم في حلها ؟وهل الوسيلة ضرورية ؟
1-5-2 تجربة الوسيلة واختيارها قبل الاستخدام :
وهنا يجب إثارة مجموعة من التساؤلات الأساسية التالية :
1-5-2-1 أي الوسائل يحقق الغرض بصورة أفضل ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- المرجع نفسه،ص219.

1-5-2-2 هل المادة التدريبية المعروضة من خلال هذه الوسيلة موضع ثقة ومتصلة بأغراض الدرس وموضوعه؟
1-5-2-3 هل المادة التعليمية تناسب قدرات واهتمامات الطلبة؟
1-5-3 القدرة على الاستخدام والاستعداد لذلك:
يجب أن تقترن القدرة على الاستخدام باستعداد المدربين لكي تؤدى الوسيلة دورها على اكمل وجه، والاستعداد يختلف من وسيلة إلى أخرى ومن مرحلة تعليمية إلى أخرى.
1-5-4 استخدام الوسيلة في الوقت المناسب والمكان المناسب:
يجب أن تستخدم الوسيلة في الوقت المحدد لعرضها وإلا ستفقد قيمتها وأهميتها، وهذا يتطلب أن تكون الوسيلة محددة مسبقا ومعدة للاستخدام عندما يأتى دورها في سياق البرنامج ، أيضا يجب استخدامها في المكان المناسب. قد يكون المكان المعمل أو المكتبة أو إحدى القاعات الخاصة.
1-5-5 يجب ألا ينتهي استخدام الوسيلة بإنتهاء عرضها وانما يستوجب المتابعة المستمرة لعملية الأداء وتقييم النتائج
1-5-6 تكرار استخدام الوسيلة:
يحق للمعلم من تكرار استخدام الوسيلة عندما يرى تكرارها سيضاعف الاستفادة لدى الطلبة.(5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5- المرجع نفسه،ص219.
1-6 الوسائل التعليمية وكفاءة العملية التعليمية:
إن الوسائل التعليمية إذا ما احسن استخدامها وتوظيفها في العملية التعليمية فإنها ستؤدى إلى رفع مستوى كفاءة العملية التعليمية في النواحي الآتية:
1-6-1 التغلب على المشكلات الناتجة عن الانفجار الثقافي:
يعيش العالم اليوم في عصر الاختراعات والاكتشافات في كافة
مجالات الحياة من طب وصيدلة وهندسة وزراعة ، وكل هذه
الاختراعات والاكتشافات تضاف إلى التراث الثقافي حتى وصل هذا
التراث لدرجة التضخم وهذا سر تسمية هذا العصر بعصر "الانفجار الثقافي "
وهذا التضخم الثقافي يؤثر تأثيرا مباشرا في المنهج وتظهر آثاره في
المواد الدراسية، أصبحت الأساسيات التي تحتويها كل مادة من
المواد الدراسية في تزايد مستمر، وبهذا اصبح لزاما على الطالب
أن يلم بكم هائل من المعلومات .
من هنا زاد حجم الكتب الدراسية مما أدى إلى زيادة العبء على المعلم باعتباره العمود الفقري للعملية التعليمية ، وبهذا اصبح من الضروري استخدام الوسائل التعليمية لتعزيز ما جاءت به المناهج الدراسية.
1-6-2 المساهمة في علاج مشاكل الفروق الفردية بين التلاميذ:
إن ازدحام الفصول وكثرت عدد الطلبة داخل الفصل الواحد تؤدى
إلى زيادة الفروق الفردية ، وفى اغلب الاحيان يوجه المعلم شرحه
للطلبة على انهم جميعا في مستوى استيعاب واحد ، وعندما ينتهى
من شرح نقطة ما يكتشف أن بعض الطلبة لم يفهموا مم يضطر إلى
إعادة الشرح بنفس الطريقة اعتقادا منه أن إعادة الشرح كفيلة بإتاحة
الفرصة للطلبة بأن يستوعبوا .
وبناء عليه فإن التلميذ الذي يتغيب عن الدرس لسبب أو لاخر يجد صعوبة في اللحاق بزملائه.
ومن هنا تبدو أهمية توظيف وسائل الاتصال في العملية التعليمية لأن استيعاب الطلبة يختلف باختلاف قدراتهم واستعداداتهم وميولهم، فهناك من يفهم بالطريقة اللفظية، ومنهم من يفهم عند رؤية رسم توضيحي، ومنهم من يفهم عن طريق مشاهدة أحد النماذج ، واخر يفهم بالطريقة السمعية أو البصرية.
1-6-3 توفير الخبرات المباشرة وغير المباشرة في العملية التعليمية :
يقصد بالمنهج هو مجموعة المعارف والخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة للطلبة سواء داخلها أو خارجها بهدف تعديل سلوكهم طبقا للأهداف التربوية.
ومن هذا المنطلق فالدور الرئيسي المناط بالمدرسة هو إتاحة المجال أمام الطلبة للتعلم عن طريق اكتساب الخبرة. ولا يمكن للمدرسة آن تتيح الفرص للتلاميذ لإكتساب الخبرات المباشرة فقط. لأن ذلك قد يحرمهم من الاستفادة من خبرات الآخرين لأن هناك أمور قد يصعب على الإنسان آن يتعلمها بالخبرة المباشرة كدراسة الفضاء ، ودراسة أعماق البحار والمحيطات. وهنا يبرز دور وسائل الاتصال التعليمية في تهيئة الفرص أمام الطلبة لإكتساب الخبرات المباشرة عن طريق الأنشطة المختلفة التي توفر لهم سواء في الرحلات أو الزيارات الميدانية أو الاطلاع على النماذج والمجسمات.
ومن بين الأشياء التي قد يصعب على الطلبة اكتسابها مباشرة:
بسبب البعد المكاني ( عند دراسة التعدين وطرق استخراج البترول أو الذهب من باطن الأرض)
أو بسبب البعد الزماني ( عند التعرض لأحداث تمت منذ مئات السنين)
أو بسبب الضرر ( عند دراسة المفرقعات أو الغازات السامة)
أو صغر الحجم المتناهي ( عند دراسة الذرة أو خلية نباتية أو كرات الدم الحمراء والبيضاء)
أو الصعوبة ( عند دراسة الأحياء المائية في قاع البحار)
أو كثرة التكاليف ( بعض التجارب الكيميائية)
وفى مثل هذه الأشياء السالفة الذكر فإن استخدام الوسائل التعليمية يساعد الطلبة على فهم موضوع الدراسة ويرسخ في أذهانهم ما قد يكون بعيدا عنهم.
1-6-4 إثارة اهتمام التلاميذ وتشويقهم وجذبهم للدرس:
قديما كانت اللفظية هي الوسيلة الوحيدة لتعليم الطلبة بالرغم من كثرة عيوبها والتي من أهمها قد تؤدى إلى الالتباس في الفهم ، قد يكون المعنى عند المرسل مختلفا عن المعنى الذي يقصده المستقبل.
وتتميز وسائل الاتصال بأنها ذات طبيعة مشوقة لأنها تقدم المادة التعليمية بأسلوب شيق مثل : الصور والأصوات والنماذج والألوان . وهذه الأمور تؤدى إلى جذب الدارسين وإثارة اهتمامهم، لأن الطالب يشعر بأنه بعيدا عن الأجواء التقليدية للفصل الدراسي . (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6-مصطفى عبد السميع محمد، محمد لطفي جاد، صابر عبد المنعم محمد/ مرجع سبق ذكره، ص69.
2-تقنية البرمجة التعليمية
2-1 الحقائب التعليمية:Instructional Packages
2-1-1 مفهومها:
لقد تعددت وتنوعت تعريفات الحقائب التعليمية ومن ضمنها:
- الحقيبة التعليمية هي برنامج محكم التنظيم يتضمن مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية يساعد المتعلم على تحقيق أهداف محددة.(7)
- هي مجموعة من المكونات التي تنبثق منها وحدة تعليمية محددة، وتتضمن حاجات الفئة المستهدفة والأهداف التعليمية والوسائط والدليل وكافة أنواع الاختبارات والتغذية الراجعة والمتابعة.(8)
- هي بناء متكامل لمجموعة من المكونات اللازمة لتقديم وحدة تعليمية متضمنة مجموعة من الوسائل التعليمية، وتعد محاولة لتحقيق أهداف التعلم الذاتي كما تساهم مساهمة فعالة في إتاحة فرص التعلم الذاتي.(9)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7-جودت احمد سعادة/ "الحقيبة التعليمية:نموذج للتعليم الفردي."/ مجلة اتحاد
الجامعات العربية الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.ع
19،(اكتوبر1983). ص ص 151-169.
8-عبد المالك الناشف/ الحقائب والرزم التعليمية،ص26 نقلا عن ربحي
مصطفى عليان، محمد الدبس/ وسائل الاتصال وتكنولوجيا التعليم.-
عمان:دار صفاء،1999.ص366.
9-محمد عبد الدبس/ الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم،ص176.
- " هي نظام تعليمي له القدرة على خلق أحداث تعليمية Instructional events بالاشتراك مع المستخدم user مما يجعل التعلم بواستطها يتم بصورة متسلسلة ومتدرجة في خطوات متتابعة."(10)
- "نظام تعليمى يشتمل على مجموعة من المواد التعليمية المترابطة مصورة او مطبوعة او مجسمة او جميعها معا وهذه المواد تركز على موضوع واحد." (11)
وعليه نلاحظ أن المضمون واحد لكل التعريفات آلتي وردت. أي أنها تشترك في العناصر الأساسية الآتية: الأهداف التعليمية..الاختبار القبلي..المواد والأنشطة التعليمية..الاختبار النهائي.
ونستطيع القول بأن الحقيبة التعليمية تشكل برنامجا تعليميا متكاملا يشتمل عناصر متعددة ومتنوعة من الخبرات التدريسية وآلتي يساهم في تصميمها واعدادها من قبل فريق يضم مصمم التدريس وخبيرا في المادة التعليمية ومعلم المادة وخبراء فنيين لتطوير التقنية التعليمية اللازمة للحقيبة، مراعاة في ذلك طرق منهجية منظمة ومنسقة وتستخدم بمساعدة المدرس أو بدونه لتحقيق أهداف سلوكية محددة.
إذن بهذا المفهوم نستطيع أن نطلق عليها نظام تعلمي ذاتي المحتوى يقوم بمساعدة المتعلمين على تحقيق الأهداف التعليمية التعلمية .كما أنها مجموعة من التوجيهات أو الإرشادات التي ينبغي الاقتداء بها خطوة خطوة من اجل إتاحة الفرصة للمتعلم لكي يختار ما يناسبه من النشاطات المتنوعة التي تؤدى إلى تحقيق أهداف تعليمية محددة تحديدا دقيقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10-مصطفى عبد السميع، محمد لطفي جاد، صابر عبد المنعم/ مرجع سبق ذكره،ص143.
11-محمد رضا البغدادى/ تكنولوجيا التعليم والتعلم.-ط2.-دار الفكر،2002ف.ص246.
وهى من افضل برامج التعلم الذاتي واكثر النظم التعليمية دقة.
أي أن الحقيبة التعليمية تتمتع بالاكتفاء الذاتى بما تشتمل عليه من كافة الجوانب التي تتصل اتصالا كليا بموضوع تعليمي معين، وبهذا تيسر على المتعلم توظيفها في العملية التعليمية التعلمية.(2 1)
"وهناك عدد من الحزم البرمجية التي تم تطويره لتقوم بإدارة العمليات المختلفة للتعليم الإلكتروني اصطلح على تسميتها ببيئات التعلم الإلكترونية virtual learning environments وعرفت اختصارا بـــ( vles)
أدوات إدارة التعلم learning management tools
بيئات التعلم الإلكتروني collaborative learning environments
أدوات التعلم المعتمد على الويب web course design tools
بيئات التعلم المعتمد على الشبكة online learning environments
وهناك نوعان من الحزم :
- "الحزم المتكاملة integrated packages وهذا النوع يتألف من مجموعة متكاملة وغير قابلة للتعديل من الأدوات اللازمة لادارة عملية التعلم وهذه البرامج عادة ما تحل محل المادة التعليمية في مركز النظام وتقدم مجموعة من الأدوات التي تدير عملية تقديم المادة التعليمية . ومن أمثلة تلك الحزم التجارية هناك حزمة البرامج المعروفة:
Lotus learning space - topclass - webct
- البرامج المنفردة single software وفى هذا النوع من البرامج يتم استخدام توليفة من البرامج المنفصلة مثل برنامج power point وبرنامج realpresentor وبرنامج testpilot وبرنامج popquiz
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12-ربحي مصطفى عليان، محمد الدبس/ مرجع سبق ذكره،ص366.

إن لكل نوع من النوعين السابقين مزاياه وعيوبه ذات العلاقة بالكلفة ومدة التدريب اللازمة لفريق العمل للتعرف على البرنامج وغير ذلك من احتياجات لكن النوع الأول هو الخيار المناسب لدى كثير من المعلمين الذين لا يملكون مهارات عالية في التصميم نظرا لسهولة استخدامه وتكامل مكوناتها." (13)
2-1-2 أهميتها:
2-1-2-1 تفسح المجال أمام المتعلمين حتى يختاروا بحرية من النشاطات المتنوعة والتي ينبغي القيام بها.
2-1-2-2 تتيح الفرصة لإيجاد نوع من التفاعل النشط بين المعلم والمتعلم.
2-1-2-3 تشجع على تنمية صفتي تحمل المسؤولية وصنع القرارات لدى المتعلم .
2-1-2-4 طريقة يمكن تطبيقها في مختلف ميادين المناهج الدراسية والتي تعمل على تحقيق الأهداف التربوية من جهة، وتتمشى في الوقت نفسه مع ظروف وحاجات المدرسة والمجتمع المحلى من جهة أخرى.
2-1-2-6 كما تزداد أهميتها في الحالات الآتية:
2-1-2-6-1 عندما نجد طالبا متفوقا يستطيع التعامل بجدارة مع مفاهيم ومهارات جديدة.
2-1-2-6-2 عندما نجد طالبا مهتما بموضوع ما ويريد أن يحقق مهارة معينة من خلال الحقيبة عندما يريد هو وليس عندما يرغب معلمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13-ورقة عمل مقدمة لندوة مدرسة المستقبل المنعقدة في الفترة من 16-17/8/1423ه الموافق 22-23/10/2002م
إعداد خديجة بنت حسين هاشم ، إبراهيم بن عبد الله المحيسن.
2-1-2-6-3 عندما نجد طالبا بطيئا في التعلم يسير وفق إمكانياته حتى يستطيع إتقان الموضوع.
2-1-2-6-4 عندما نجد طالبا عاديا يحرص على تعلم شئ جديد بطريقة مثيرة فإنه يجد في الحقيبة أسلوبا يدفعه للعمل بمفرده ويختار ما يناسبه من الأنشطة المتنوعة في الحقيبة.(14).
2-1-3 خصائصها:
2-1-3-1 تساهم مساهمة فعالة في إتاحة الفرصة للمتدرب في اختيار الأسلوب أو النشاط الذي من خلاله يصل إلى تحقيق الأهداف المحددة.
2-1-3-2 تركز على فكرة رئيسية أو مفهوم رئيسي واحد من الموضوعات الدراسية وهذا يستدعى ضرورة تحليل المحتوى.
2-1-3-3 تراعى الفروق الفردية بين المتعلمين من حيث نقطة بدء التعلم وسرعته وتعدد البدائل من الأنشطة.
2-1-3-4 الاهتمام بالأهداف ثم بالأنشطة.
2-1-3-5 التدريب الكافي: فهي تتيح للطالب الفرصة اللازمة لممارسة مهارة أو مبدأ معين وتطبيقها في مواقف تعليمية مختلفة،
كما تؤكد الحقيبة مبدأ أن يتم التعليم تدريجيا ولا يجوز للمتعلم الانتقال من جزء إلى آخر إلا بعد إتقان الجزء الأول.
2-1-3-6 يقوم المعلم بكل الأدوار( التخطيط- التصميم-الإعداد-الإشراف التوجيه-التقويم-التدريب )
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
14-المرجع نفسه،ص367.
2-1-3-7 الفئة المستهدفة حيث تصمم كل رزمة تعليمية حسب خصائص المتعلمين وحاجاتهم وقدراتهم من خلال تعدد مستوياتهم.
2-1-3-8 تعدد الأساليب والطرق: أي أن كل رزمة تعليمية لها اكثر من طريقة حيث تتاح الفرصة للطالب التعلم في مجموعات صغيرة أو كبيرة أو على شكل انفرادي.
2-1-3-9 سهولة الاستخدام والتداول فهي لا تتقيد بمكان معين بل يمكن استخدامها في المدرسة أو البيت.
2-1-3-10 الرزمة التعليمية قابلة للتحديث والتطوير باعتبارها
مادة مرنة.(15)
2-1-3-11 تعدد الفعاليات: فالحقيبة تحتوى على عدة فعاليات متنوعة كالقراءة والمشاهدة والاستماع وحل التمارين وإجراء التجارب.(16)
2-1-4 مراحل وخطوات تصميمها:
يكون تصميم الحقيبة التعليمية وفقا لمتطلبات نمو الطلاب ومقدرتهم العقلية بحيث تصبح الحقيبة وسيلة تعليمية تثرى المقرر الدراسي وتيسر للطالب الحصول على كافة المعلومات ذات العلاقة بموضوع الدراسة.(17)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
15-عبد الله عبد الرحيم صالح/ رزم التعليم الذاتي،ص34-40.
16-مصطفى عبد السميع محمد، محمد لطفي جاد، صابر عبد المنعم محمد/ مرجع سبق ذكره،ص146.
17-عبد التواب شرف الدين/ تكنولوجيا التعليم والمعلومات.-ط1.- بنغازي: جامعة قار يونس، 1998.ص31.
وان معظم الحقائب التعليمية تتضمن العناصر التالية:
2-1-4-1 نظرة شاملة:
2-1-4-2 الأهداف التعليمية لموضوع الحقيبة:
2-1-4-3 تقويم قبلي:
2-1-4-4 الأنشطة والبدائل التي سيختارها المتعلمون والتي تختار وفق خصائص وصفات المتعلمين.
2-1-4-5 تقويم بعدى يوضح مدى تحقيق المتعلمين للأهداف المرسومة سلفا.
2-1-4-6 أنشطة تعمق وتكون اختيارية.(18)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18-ربحى مصطفى عليان،محمد الدبس/ مرجع سبق ذكره،ص330.

لقد شهد هذا القرن تطور وسائل الاتصال والإعلام بسرعة مذهلة نتيجة لتقدم التقنية، حتى أصبحت هذه الوسائل سمة من سمات العصر،وقد انعكست آثارها الإيجابية على حياتنا الثقافية.(19)
ولقد اكتسبت وسائل الاتصال أهمية كبيرة في القرن العشرين وبخاصة الوسائل الإلكترونية،باعتبارها قنوات أساسية للمعلومات.
ولعل ابرز مظاهر التقنيات في هذا العصر هو الاندماج الذي حدث بين ظاهرتي تفجر المعلومات،وثورة الاتصال ويتمثل هذا المظهر في استخدام الحاسوب في تخزين واسترجاع خلاصة ما أنتجه الفكر البشرى في اقل حيز ممكن وبأسرع وقت.
ومع تطور الوسائل الإلكترونية واستخدامها في المعالجة الرقمية للبيانات أصبحت ظاهرة الاتصال غاية في الأهمية.(20)
وبرزت تقنية المعلومات كابتكار تعليمي مثل استخدام الحاسوب وتوظيفه في العملية التعليمية ونتيجة لإستخدام المعلمين لهذه التقنية الحديثة فقد تحسنت مهاراتهم في التعليم. ثم ظهر الفيديو التفاعلي كأحد وسائل هذه التقنية ليقدم للطالب المعلومات السمعية البصرية.
ونتيجة لهذه الاختراعات أصبحت المجتمعات تتسارع على استخدام الآلات الحديثة بدلا من المعالجة اليدوية أو الذهنية وبدأت الأوعية غير الورقية في الظهور مثل الأقراص الممغنطة والأقراص الضوئية واسطوانات الفيديو وغيرها.(21)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
19-ربحي مصطفى عليان،محمد الدبس/ مرجع سبق ذكره،ص141.
20-حسن عماد مكاوي/ تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات.-ط1.-القاهرة:دار الكتب المصرية اللبنانية،1993.ص45.
21-عاطف السيد/ الكمبيوتر التعليمي والفيديو التفاعلي.- مصر:(د.ت) ،2002،ص110 29-المرجع نفسه, ص 110.

وقد تأثرت العملية التعليمية والتربوية تأثيرا فعالا بهذه الوسائل وما تبرزه من معلومات حتى أصبحت تشكل تحديا كبيرا للمدرسة ودورها التربوي المنوط بها، كما أن استخدام تقنية المعلومات والاتصال لأغراض تعليمية ليست أمرا جديدا.
فالإذاعة التعليمية ظهرت قبل الحرب العالمية الأولى،إلا أن شكلها الخارجي قد طرأت عليه تغيرات ولكن هدفها الوظيفي واحد هو استخدامها في ايصال
التعليم.(22)
ومع تقدم وسائل الاتصالات وثورة المعلومات وتحول العالم إلي قرية صغيرة اصبح من الضروري أحداث ثورة في التعليم وطرق التدريس لإيجاد جيل واع بما يدور في العالم وتتوفر لديه القدرة على التألق والإبداع لا الحفظ والتلقين.
لأن إصلاح التعليم يتم من خلال المربع التعليمي( التلميذ- المدرس- المناهج- المدرسة ). فالتلميذ هو عماد المستقبل وهو الركيزة الأولى في كل عمليات التربية والتعليم، أيضا المعلم يجب الاهتمام به وتأهيله لينعكس ذلك إيجابيا على التلميذ ولتحقيق التنمية في القوى البشرية تحتاج إلى مناهج جديدة تتسم بالمعرفة ومرتبطة بحاجات المجتمع، كذلك يجب تجهيز المدارس بالوسائط المتعددة.
إن دعم العملية التعليمية يحتاج إلى خلق بيئة تعليمية مناسبة بها كل الإمكانات الحديثة لأسلوب التعليم وتقنية الوسائط المتعددة والمعامل والمكتبات الرقمية لتخريج كوادر قادرة على مواكبة العصر وتحقيق التنمية التعليمية.(23)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22-حسين الطوبجى/ وسائل الاتصال والتكنولوجية في التعليم.- الكويت:دار
القلم،ص23.
23-أبو السعود إبراهيم/ التعليم والمعلوماتية
" وهناك ترابط وطيد بين التعليم والاتصال، فكلما انعدم التعليم أو قلت فرصه كلما شاعت الأمية وبالتالي هبطت قدرات الاتصال إلى آدني حد.
وكلما ازدادت فرص التعليم وتحسنت طرائقه ونوعيته ازدادت قدرات ونجاحات الاتصال على اعتبار أن التعليم عامل مهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة والتطور
الإنساني.(24)

إن مثل هذه التقنيات تعد بما هو اكثر من مجرد تحسين فعالية العملية التعليمية لأنها تؤدى إلى تغيير في نمط عملية التعليم. فبدلا من اتجاه واحد للمعلومات كأساليب التعليم التقليدية أصبحت التقنيات التعليمية الحديثة ثنائية الاتجاه تساهم في تحديث العملية التعليمية، وان إدخال الوسائل التعليمية إلى الفصول الدراسية ستغير النظرة إلى المعلم بدلا من كونه قائدا يعلم كل شيء إلى ما يشبه الدليل أو المرشد
لنقل المعلومات وتصبح الوسائل التعليمية الحديثة رديفا ومساعدا له على تأدية مهامه.(25)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24-جبار عودة العبيدى، فلاح كاظم المحنة/ وسائل الاتصال الجماهيري.- جامعة بغداد:وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،1989.ص117.
25-ربحي مصطفى عليان، محمد الدبس/ مرجع سبق ذكره،ص142.

المراجع

1--أبو السعود إبراهيم/ التعليم والمعلوماتية
2-جبار عودة العبيدى، فلاح كاظم المحنة/ وسائل الاتصال الجماهيري.- جامعة بغداد:وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،1989.ص117.
3-جودت احمد سعادة/ "الحقيبة التعليمية:نموذج للتعليم الفردي."/ مجلة اتحاد الجامعات العربية الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.ع19،(اكتوبر1983). ص ص 151-169.
4-حسن عماد مكاوي/ تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات.-ط1.-القاهرة:دار الكتب المصرية اللبنانية،1993.ص45.
5-حسين الطوبجى/ وسائل الاتصال والتكنولوجية في التعليم.- الكويت:دار القلم،ص23.
6-عاطف السيد/ الكمبيوتر التعليمي والفيديو التفاعلي.- مصر:(د.ت) ،2002،ص110 29-المرجع نفسه, ص 110.
7-عبد التواب شرف الدين/ تكنولوجيا التعليم والمعلومات.-ط1.- بنغازي: جامعة قار يونس، 1998.ص31.
8-عبد الله عبد الرحيم صالح/ رزم التعليم الذاتي،ص34-40.
9-عبد المعطى محمد عساف، يعقوب حمدان/ التدريب وتنمية الموارد البشرية:الأسس والعمليات.- عمان:دار زهران،2000.ص219.
10-عبد المالك الناشف/ الحقائب والرزم التعليمية،ص26 نقلا عن ربحي مصطفى عليان، محمد الدبس/ وسائل الاتصال وتكنولوجيا التعليم.- عمان:دار صفاء،1999.ص366.
11-مصطفى عبد السميع محمد، محمد لطفي جاد، صابر عبد المنعم محمد/ مرجع سبق ذكره،ص146.
12-محمد رضا البغدادى/ تكنولوجيا التعليم والتعلم.-ط2.-دار الفكر،2002ف.ص246.
13-ورقة عمل مقدمة لندوة مدرسة المستقبل المنعقدة في الفترة من 16-17/8/1423ه الموافق 22-23/10/2002م
إعداد خديجة بنت حسين هاشم ، إبراهيم بن عبد الله المحيسن.
الدكتورة لطفية علـى الكميشـى
شعبة المكتبات المدرسية/ التوجيه التربوي
أمانة التعليم/شعبية طرابلس
عضو هيئة تدريس متعاون/ جامعة الفاتح/طرابلس-ليبيا
LATIFA2002L@YAHOO.COM