ننا لا نعيش وحدنا فى هذا العالم فلو كنا كذلك لهان الأمر علينا ، ولكننا نعيش حياة أشبه بشبكة من الأشخاص والعلاقات التى يجب أن تؤخذ فى الحسبان عند اتخاذ أى قرار . فالإنسان عندما يقرر شىء فهو لا يؤثر فى حياته فقط بل فى حياة كثير من الناس المرتبطين به سواء بعلاقات أسرية أو إجتماعية أو علاقات عمل . لذا من الغرور أن يأخذ الفرد قراره بلا تفكير فى هؤلاء الأشخاص الذين يملئون حياته ويملأ هو حياتهم ، يكون مغروراً عندما يفكر " سأفعل ذلك لأنى أريده ، ولا أبالى بما حولى " وياليتها تقف عند الغرور بل قد يضر نفسه دون أن يدرى .

إذا .. لو استطاع الفرد الإلمام بكل جوانب وأبعاد الموضوع وتأثيره على حياته وعلى حياة الآخرين من حوله سيستطيع اتخاذ القرار الصحيح بدرجة كبيرة من الإحتمالية الصحيحة .



ولكن ماذا لو كنت تقف فى مفترق طرق وعليك أن تختار بين أمرين لهما نفس المكانة العالية فى قلبك ، فلو إخترت إحداهما ستفقد الآخر وقد تؤثر فى حياة شخص ما أثراً لا يزول بسهولة . عندها تكون مشتتاً ولا تدرى أى الأمرين تختار ، وكيف تتغلب على إحساسا الحزن والذنب بسبب فقدان الأمر الأخر . وتأتى لحظة الإختيار التى تتهب منها دائماً ، أتت اللحظة وأصبحت أمراً واقعاً لا يمكنك التهرب منه أكثر من ذلك ، وأخيراً .. تتخذ قرارك ولكنك لا تدرى إن كان صحيحاً أم لا ، لا يمكنك التراجع فيه ، ولذلك تتمنى أن تكون قد وفقت لما فيه خير لك .

فكر بحيادية وموضوعية قبل إتخاذ أى قرار خاصة فى المواقف التى تشعر فيها أنك فى مفترق طرق ، وحاول تجنب مشاعرك الخاصة . أعرف أن هذا صعب ، وليس كثير من الناس يستطيعون الوصول لدرجة من الحيادية لإتخاذ قرارات صائبة ، ولكن حاول ذلك بقدر ما تستطيع ، واعلم أن حرية القرارات ليست حرية مطلقة ، بل هى حرية مقيدة .بظروف وعوامل خارجة عن ارادتنا