لعوامل المساهمة في بناء الشخصية

العوامل المساهمة في بناء الشخصية
علي الأديب
شخصية الفرد وحدة متفاعلة لمجموعة النزاعات الذاتية الموجهة نحو أهداف معينة، تصدر عنها آثار معينة في المحيط الذي توجد فيها. هذه الآثار تصدر عن الفرد كوحدة سلوكية متحدة العنصار غير مجزأة، تعبر عن تكامل واتحاد الشخصية، وتؤثر تأثيراً ديناميكياً في المجال المحيط بها. وهذا المجال السلوكي هو الحيز الذي تظهر فيه آثار قوى هذه الشخصية باعتبارها مصدر القوة المحركة او النزعات الموجهة، تؤثر فيما حولها وتستلم منها المؤثرات.
فالشخصية مزودة بنزعات وطاقات وراثية مستعدة للتعديل والتغيير والتبدل اذا ما توفر لها من عوامل المحيط ما يساعدها على التعديل والتغيير شريطة ان تدخل في الجال الخاص للفرد.
فان صلحت هذه العوامل ونقيّت من الشوائب نشأ الفرد صالحاً نقياً في الغالب، اما اذا اهملت وتركت فأنها تكون ذا تأثير سيء على تربية الطفل ونشأته المختلفة التي تأثرت بها في مجالاتها الحيوية التي وجدت فيها عبر مراحل نموها السابقة.
العوامل المكونة للشخصية
يمكننا ان نصنف العوامل المكونة للشخصية الى ثلاث مجموعات هي العوامل الجسمية والعوامل النفسية والعوامل الاجتماعية. وشخصية كل فرد انما هي نتاج التفاعل العام بين هذه المجاميع الثلاثة.
فالعوامل الجسمية هي كل ما يتعلقبنمو جسم الفرد عموماً وحالته الصحية العامة، كما نميز في هذه المجموعة الرئيسية من العوامل بين صفتين:
1 ـ الصفة العامة للحالة الجسمية مثل النمو الجسمي الطبيعي العام، والصحة العامة، والمقاومة ضد الامراض.
2 ـ الصفة الخاصة لجسم الفرد كأن يكون مميزاً بالطول والقصر، أو البدانة والنحافة، أو تميزه بعاهة من العاهات، او نقص ظاهر بيّن أو خفي.
اما مجموعة العوامل النفسية فهي ما يصطلح عليها الباحثون النفسيون (بالتكوين النفسي) وظواهرها في الواقع تشكل لب دراسة العلوم النفسية.
ويمكننا التمييز بين مجموعتين من العوامل الاساسية في هذا المجال:
المجموعة الاولى: وتتضمن الوظائف العقلية كالذكاء اولقدرات العقلية الخاصة كالقدرة اللغوية والقدرة الحسابية والقدرة العلمية والقدرة الفنية، والعمليات العقلية العليا كالتصور والتخيل والتذكر، والمهارات العقلية المكتسبة التي تكتسب من خلال عمليات التعلم المباشر وغير المباشر.
أما المجموعة الثانية: فتتضمن الجانب المزاجي من الشخصية، وتشمل أساليب النشاط الانفعالي والنزوعي التي تتعلق بالوجدان والنزوع وليس بالعوامل المعرفية.
وهي توجه بارادة الفرد وليس بالمهارات المختلفة، ومزاج الفرد يشمل على دوافع فطرية واخرى مكتسبة بعضها عام والبعض الآخر خاص، كما ان بعضها شعوري يدركه الانسان بوعيه وآخر لا شعوري يتستر في أعماق العقل الباطن.
وهي لذلك تكون مزيجاً من عواطف الفرد وميوله ودوافعه السلوكية سواء ما اصطلح عليها بالميول أو الحاجات، كذلك دوافع الفرد اللاشعورية كالعقد النفسية التي تظهر على سلوك الفرد دون وعي منه وارادة.
وهذه المجموعة من العوامل تتبلور حول صفتين رئيسيتين:
1 ـ صفة الانفعالية او ما نعني به الاستعداد العام للانفعال عند الفرد.
2 ـ الاتجاه الخلقي العام لدى الفرد.
وبذلك يمكن أن نضيف السمات النفسية المختلفة على الشكل التالي:
الصفات المعرفية
أ ـ الصفات الموروثة وتشمل على:
1 ـ السمة المعرفية الفطرية العامة.
2 ـ الاستعدادات المعرفية الخاصة.
ب ـ الصفات المكتسبة وتشمل على:
1 ـ الصفة العقلية المكتسبة العامة (الثقافة العامة).
2 ـ المهارات الخاصة (الثقافة التخصصية النظرية أو العملية).
الصفات المزاجية
أ ـ الصفات الموروثة وتشمل على:
1 ـ الانفعالية العامة.
2 ـ الانفعالات الخاصة.
ب ـ الصفات المزاجية المكتسبة وتشمل على:
1 ـ الاتجاه الخلقي العام.
2 ـ الصفات المزاجية المكتسبة الخاصة. وتتضمن بدورها:
1 ـ الدوافع المزاجية المكتسبة الخاصة اللاشعورية.
2 ـ الدوافع المكتسبة الخاصة اللاشعورية (العقد النفسية).