هدفت هذه الدراسة إلى تحديد مدى تأثير العوامل البيئية والتنظيمية والسلوكية والتكنولوجية على فاعلية نظم المعلومات المحاسبية سواء أخذت هذه العوامل بصورة مجتمعة أو مستقلة، بالإضافة إلى معرفة مدى التباين في وجهات نظر الأفراد المستجيبين عن ذلك و التي قد تعزى للمسمى الوظيفي أو لعدد سنوات الخبرة أو لعدد الدورات التدريبية أو لجنسية البنك.

ولتحقيق أهداف الدراسة فقد تم إتباع المنهج الوصفي التحليلي، من خلال تصميم وتطوير استبانه علمية محكمة تم توزيعها على أفراد عينة الدراسة البالغ عددهم (340) موظف في الإدارات المالية والأقسام المحاسبية، والوحدات ذات العلاقة بنظم المعلومات المحاسبية في البنوك التجارية في اليمن، وقد خضعت (172) استبانه للتحليل أي ما نسبته (50.59%) من عدد الاستبانات الموزعة.

وقد تم تحليل البيانات واختبار الفرضيات باستخدام الأساليب الوصفية والتحليلية الإحصائية المناسبة، ومن أهمها المتوسطات الحسابية وأسلوبي الارتباط والانحدار الخطيين، وتحليل التباين الأحادي، اعتماداً على الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS).



واستنادا للاختبارات الإحصائية فقد وصلت الدراسة إلى عِدة نتائج كان من أبرزها:

*

أنه عند أخذ العوامل المستقلة كحزمة واحدة، وجد أن هناك تأثير إيجابي لكلاً من العوامل التكنولوجية والتنظيمية على فاعلية نظم المعلومات المحاسبية، بينما لم يوجد تأثير لكلا من العوامل البيئيةً والسلوكية، وأن العوامل المستقلة إذا أُخذت بصورة مجتمعة فإنها تسهم في تفسير ما نسبته (37.9 %) من التباين أو التغير الحاصل في سلوك فاعلية نظم المعلومات المحاسبية لدى البنوك التجارية في اليمن، وقد يعزى ذلك إلى وجود عوامل أخرى تؤثر على فاعلية تلك النظم لم تتناولها هذه الدراسة.
*

أنه عند أخذ كل عامل مستقل بصورة منفصلة فقد تبين وجود أثر واضح وإيجابي لجميع متغيرات الدراسة على فاعلية نظم المعلومات المحاسبية المستخدمة في البنوك التجارية في اليمن، وكان التأثير نسبي ومتفاوت، فكان أشدها تأثير العوامل التكنولوجية، يليها العوامل التنظيمية، ثم العوامل البيئية، وأخيراً العوامل السلوكية التي كان لها أقل تأثير
*

تبين عدم وجود فروق بين إجابات أفراد العينة فيما يتعلق بدرجة فاعلية نظم المعلومات المحاسبية المطبقة لدى البنوك التجارية في اليمن وأثر العوامل المستقلة المختلفة عليها تعزى للمسمى الوظيفي أو لعدد سنوات الخبرة أو لعدد الدورات التدريبية أو لجنسية البنك.



وفي ضوء تلك النتائج قدم الباحث مجموعة من التوصيات كان من أهمها:

*

العمل على تطوير اللوائح والنظم والقوانين المنظمة للعمل في البنوك التجارية في اليمن، بما ينعكس إيجابا على فاعلية نظم المعلومات المحاسبية فيها.
*

ضرورة التوسع في استخدام نظام اللامركزية الإدارية بما يتضمنه من التخصص وتفويض الصلاحيات وتحديد المسؤوليات لما له من دور في سهولة استخدام نظم المعلومات المحاسبية.
*

إشراك العاملين والمستخدمين في تصميم نظم المعلومات المحاسبية وتطويرها، لتحقيق الرضا النفسي وتقليل أسباب المقاومة، ورفع الروح المعنوية، وإشعار العاملين بأهميتهم في المنظمة.
*

ضرورة استخدام أجهزة الحاسوب والبرمجيات المتطورة لما لها من أثر ايجابي في رفع فاعلية نظم المعلومات المحاسبية، مع ضرورة عمل مراجعة دورية لإجراء التعديلات اللازمة على تلك التقنيات بشكل يضمن الدقة والسرعة عند استخدامها.