علوم التربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علوم التربيةدخول

منتدى يتمحور حول القضايا التربوية في أبعادها الفلسفية و الإجتماعية و النفسية و حول موضوع التعليم في شتى تطبيقاته البيداغوجية.


descriptionالأسس النفسية والتربوية لاستخدام الوسائل التعليمية Emptyرد: الأسس النفسية والتربوية لاستخدام الوسائل التعليمية

more_horiz
شكرااااا

descriptionالأسس النفسية والتربوية لاستخدام الوسائل التعليمية Emptyالأسس النفسية والتربوية لاستخدام الوسائل التعليمية

more_horiz
المقدمة:
عند حديثنا عن طرق التدريس التقليدية، والحديثة نتوقف عادة عند موضوع الوسائل التعليمية، ودورها فى هذه الطرق أو تلك. ومما لاشك فيه أن البرامج التقليدية كانت تعتبر الوسائل التعليمية مكملات لعملية التعليم، أو يستخدمها المدرس لإعطاء الدرس نوعا من الجاذبية؛ لذلك كانت مساهمة الوسائل التعليمية فى عملية التعليم محدودة.
من هنا فإن المعلم كان ينظر إلى الوسائل التعليمية بأنها إضافة إلى المنهج وليست جزءً منه؛ لذلك لم يكن هناك ما يبرر إنفاق الوقت والجهد والمال لإنتاج مثل هذه الوسائل، أو استخدامها. وبالتالى لم يكن يخطط لاستخدامها - إن استخدمت - ويأتى هذا الاستخدام بشكل عشوائى.
لهذا كله، نجد أن التربية الحديثة، أخذت تهتم بالتخطيط للدرس، والتخطيط لاستخدام الوسائل التعليمية، التى أصبحت جزءً أساسيا من المنهج.
واتجه رجال التربية وعلم النفس إلى البحث عن أساليب جديدة لتنظيم عملية التعليم، وتوصلوا إلى أساليب عدة منها:
1- اعتبار المتعلم محورا لعملية التعليم وليس المعلم، وما ترتب على ذلك من تغير دور المتعلم من مستقبل سلبى إلى مشارك نشط إيجابى، والمعلم من مرسل فقط إلى مرسل ومستقبل وموجه ومخطط، ومهيأ للبيئة التعليمية.
2- التحول من البرامج التعليمية التقليدية الجامدة المعتمدة على التلقين، إلى برامج ديناميكية متطورة باستمرار.
3- التحول من اعتبار المتعلم جزءً من جماعة تٌدرس بطريقة واحدة إلى اعتباره ذاتا متميزا، وبذلك يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأفراد.
4- الإيمان بجدوى التخطيط المسبق للدرس، وتحديد الأهداف وطرق تحقيقها وقياسها بدقة.
5- بناءً على ذلك أٌخذ يٌنظر إلى الوسائل التعليمية باعتبارها جزءً من المنهج. والطريقة أو التقويم فى الدرس. فلم يعد ينظر إليها كأدوات منفصلة، بل تستخدم ضمن نظام متكامل وأى فرد يعمل فى تخطيط وإنتاج أو استخدام الوسائل التعليمية، عليه أن يعى فوائدها، وطرق إنتاجها، واستخدامها بشكل سليم ومدروس. فكثيرا ما كان يتم إنتاج الوسائل التعليمية، أو استخدامها على أساس الأحكام الذاتية، أو الحدس. ولكن هذه الطرق أثبتت عدم جدواها وفشلها.
ولكن السؤال المطروح: كيف يتأكد المعلم أو المستخدم للوسائل التعليمية بأن تصميمه، أو إنتاجه، أو استخدامه للوسيلة التعليمية يحقق الأهداف المنشودة؟
وللإجابة على هذا التساؤل نقول:
على المستفيد من الوسائل التعليمية، أو المهتم بها، أن يضع فى اعتباره أمورا عدة حتى يتأكد أن هذه الوسائل تلبى الغاية المطلوبة:
1- الخطوات العلمية التى يجب اتباعها عند وضع الأهداف المرجوة من الوسيلة التعليمية.
2- الاستفادة من نتائج البحوث والدراسات، التى تقيس كفاءة وفاعلية هذه الوسائل.
3- معرفة الأسس النفسية للوسائل التعليمية.
فما هى الأسس التى يجب مراعاتها عند التصميم والإنتاج والاستخدام للوسيلة التعليمية:

أولا: الإدراك:
ويطلق عليه الإدراك الحسى (Perception) وهو أن يعى الإنسان ما حوله فى هذا العالم، باستخدام الحواس ليفهم الأشياء والأحداث.
وتمثل حواس الإنسان، أدوات الإدراك الذى يسبق عملية الاتصال، الذى يؤدى بدوره إلى التعلم.
ويعرّف الإدراك بأنه نشاط نفسى يقوم به الفرد، ويعرف العالم المحيط به عن طريق هذا النشاط النفسى، ويحقق تكيفا مع البيئة التى يعيش فيها.
والإدراك عملية معقدة، فهى ليست بالعملية البسيطة، وإن كانت تبدو لنا كذلك. فالجهاز العصبى فى الأطراف (العينان، والأذنان، الأطراف العصبية فى الجلد... الخ). هذه تنقل ما تجمعه من معلومات وإحساس إلى الجهاز العصبى المركزى فى المخ، حيث يفسر ما يستقبله من معلومات، ثم يرسل الرد على هذه المعلومات، وبذلك يحدث الإدراك.
ويعتبر الإدراك مرحلة مبكرة جداً من العمليات المعرفية، حيث يؤثر على غيره من العمليات المعرفية ويتأثر بها، فالتعلم السابق يؤثر فى الإدراك يؤثر فى التعلم السابق. (سليمان الشيخ، ص9)
أسباب اهتمام مستخدم الوسائل التعليمية بالإدراك:
يورد (كمب) علاقة دراسة الإدراك بتصميم وإنتاج الوسائل التعليمية واستخدامها، حيث يبرر ذلك بما يلى:
1- أن الحدث المدرك يتركب من عدد من الرسائل المحسوسة، التى لا تقع منفصلة عن بعضها، لكنها ترتبط وتتشابك فى مجموعها أساس معرفة الإنسان بالعالم من حوله.
2- أن الإنسان، يتفاعل فى الوقت الواحد مع جزء بسيط جدا من كل ما يحدث فى بيئته؛ حيث ينتقى جزءً من الحدث الذى يجذب انتباهه، ومن هنا تبرز حاجتنا إلى ضرورة تصميم الوسائل التعليمية بحيث تجذب اهتمام المتعلم.
3- أن الإدراك مرتبط بالتذكر. فكلما كان إدراك الشىء أو الحقيقة أو المعلومة افضل؛ كلما كان التذكر أفضل، ومعنى ذلك أنه كلما ارتبط الإدراك بأكثر من حاسة. كان افضل وأقوى. وبالتالى يكون التذكر كذلك.
4- أن الخطأ الذى قد يحدث فى إدراك المتعلم لجزء من التعلم، قد يؤدى إلى نتائج خاطئة فى العملية التعليمية، وبالتالى يجب أن نتجنب مثل هذه الأخطاء أو التحريفات.
خصائص الإدراك (مبادئ الإدراك):
هناك خصائص عدة أو مبادئ للإدراك يمكن إجمالها فيما يلى:
1- الإدراك نسبى:
بمعنى أن الشىء المدرك تتفاوت درجة إدراكه من شخص إلى آخر حسب الخبرات السابقة، وقوة الحواس، والبيئة، والظروف التى تحدث فيها عملية الإدراك (التفاوت بسبب الفروق الفردية، والظروف الموضوعية للشىء المدرك) إضافة إلى أن الشخص الواحد يتفاوت إدراكه لشىء معين من ظرف إلى آخر حسب الموضع الفيزيقى للشىء المدرك.
مثال على ذلك: الورقة أو القلم أو الأثاث أو أى شىء آخر، ندركه بطريقة معينة عندما تكون هناك إضاءة كاملة فى الحجرة، بينما ندركه بطريقة أخرى إذا ساد الظلام، وبطريقة ثالثة إذا كان ضوء القمر يغمر أرجاء الغرفة... الخ.
فالبيئة، والحالة النفسية، وطبيعة الشىء المدرك لها أثر على طبيعة الإدراك. ومعنى ذلك أن على مصمم ومنتج ومستخدم الوسائل التعليمية، تهيئة البيئة المناسبة، واختيار الوسيلة المناسبة، ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
2- الإدراك انتقائى:
بمعنى أننا لا ندرك كل ما هو موجود حولنا من المناظر والأصوات والبشر والأشياء، وتعود الانتقائية إلى ما يلى:
- أن الإدراك يعتمد على معرفتنا بالموقف أو الشىء المدرك، وعلى اتجاهنا وميولنا نحو هذا المنظر أو ذاك.
- أن هناك حدودا لحجم أو مقدار المعلومات التى تصل إليها عن طريق قنوات الاتصال وحدودا لقدرة المتعلم على استيعاب المعلومات.
فالمثيرات فى البيئة كثيرة، ولكن قدرة الفرد على الإدراك محدودة ومحصورة فى عدد من هذه المثيرات فى الوقت نفسه.
هذه الميزة تفرض على مصمم ومنتج الوسيلة التعليمية، إبراز أهم العناصر فيها، التى تجذب انتباه المتعلم أكثر من غيرها.
فطالما لا يستطيع الفرد استيعاب، أو إدراك كل عناصر الموقف الواحد وحتى نحول دون تشتيت الانتباه، فعلى الوسيلة أن تبرز العناصر المهمة، والتى لها ارتباط بالموقف المطلوب إدراكه من المتعلم.
مثال على ذلك: الاستقبال الجيد للإذاعة، وضوح التسجيل فى الشريط وضوح الصور والصورة فى العرض السينمائى... الخ.
3- الإدراك كلى:
بمعنى أننا ندرك كل المنظر، إذا كان بصريا، بما فيه من علاقات وتناسق، ونسمع كل الأصوات بما فيها من تناسق أو نشاز.
لذلك كان التنظيم الزمانى أو المكانى، عاملا هاما يؤثر فى سرعة الإدراك ودقته. وهذه الصفة تفرض على مصمم ومنتج ومستخدم الوسيلة التعليمية أن يأخذ مبدأ التنظيم فى الشكل أو المضمون، أو الزمان، أو المكان للوسيلة بعين الاعتبار. فكلما كان تنظيم الوسيلة فى شكلها ومضمونها اكثر دقة، كان إدراك المتعلم وفهمه لمحتواها ايسر وأسرع.
4- الإدراك يتأثر بالاستعداد:
فكلما زاد استعداد أو تأهب المتعلم للإدراك كلما كان الإدراك أسرع وأسهل. وهذه الصفة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم وإنتاج واستخدام الوسيلة التعليمية، بمعنى أن يراعى عند تصميم وإنتاج واستخدام الوسيلة وجود نوع من الاستعداد عند المتعلم للإدراك، ملائم لما يهدف إلى نقله من معلومات وحقائق.
أما عند استخدام هذه الوسيلة، فعلى المعلم أن يلفت انتباه المتعلمين إلى الجوانب المهمة للرسالة التعليمية التى تعرضها الوسيلة، ويكون هذا التنبيه عن طريق التوجيه اللفظى المباشر، أو إثارة التساؤلات المشوقة.
5- يتأثر الإدراك بالعمر:
يختلف إدراك الكبار عن إدراك الصغار، الذين تتداخل خبراتهم فيما يدركون، وبالتالى يكون إدراكهم غير سليم.
وبالتالى فإن على مصمم ومنتج ومستخدم الوسيلة التعليمية مراعاة المستوى العمرى، والثقافى للفئة المستهدفة بالوسيلة.
6- الإدراك قد يكون حسياً أو غير حسى:
الخبرات الحسية هى أساس المعرفة، وبدونها لا يستطيع الفرد إدراك ما هو محيط به، فالخبرة الحسية المرئية تمكن الفرد من التمييز بين الألوان والأطوال والأشكال... الخ. والسمعية تمكنه من التمييز بين درجات الصوت، وصوره.
وبالتالى فإن الخبرة الحسية تؤدى إلى إدراك معنى الشىء المدرك.
وإلى جانب الإدراك الحسى، هناك إدراك لأشياء غير المادية، مثل إدراك العلاقات الاجتماعية التى تصل الفرد بالمحيط الذى يعيش فى إطاره.

قيمة الإدراك الحسى فى التعلم، وعلاقة ذلك بالوسائل التعليمية:
تظهر قيمة الإدراك الحسى فى التعلم، من قدرته على نقل المعنى الدقيق الموضوع المقروء أو المسموع، أو المشاهد. وما الصور والخرائط والرسوم بأنواعها، التى تتخلل الكتب إلا لتدعيم العبارات المكتوبة، بالوسائل الحسية التى تمكن من الإدراك الحسى بشكل أسهل.
وحتى ندلل على قيمة الإدراك الحسى فى التعلم، دقته نضرب المثل التالى:
لو أن شاعرا قديرا اخذ فى وصف منظر طبيعى، أو حادث، او أى مظهر من مظاهر الحضارة، أو شخص... الخ، فإنه مهما بلغت عبارته دقة، فلن يستطيع وصف البحيرة مثلا،بالدقة التى يصورها شريط سينمائى، أو صورة فوتوغرافية، والمتعلم الذى يريد أن يتعرف على معالم لندن مثلا، لن تكون الكتب المطبوعة دقيقة دقة شريط فيديو عن هذه المعالم بالصوت والصورة، أو بالخبرة العملية هى زيارة هذه المعالم.
لذلك نستطيع الادعاء أن الخبرة الحسية هى الأساس لجميع معارف الإنسان، وبدونها لا يستطيع أن يعى بشكل جيد ما يدور حوله.
أما عن الوسائل التعليمية والإدراك الحسى، فإنها تعتبر من أهم الأدوات والطرق التى تمكن المعلم والمتعلم، من إيصال وتلقى هذه الخبرات الحسية الضرورية للتعلم الجيد.
خلاصة القول: إن الوسائل التعليمية، توفر الأساس المناسب من الخبرات الحسية الضرورية للتعلم.
الأسس السيكولوجية لتصميم التعليم والعلاقة بين نظريات التعلم والوسائل التعليمية:
لا نستطيع فصل نظريات التعلم، عن الأسس النفسية لتصميم التعليم وبالمقابل لا نستطيع فصل كل ذلك عن الوسائل التعليمية؛ لأن الهدف الرئيسى لإعداد الوسائل التعليمية، واستخدامها هو تحقيق الأهداف التعليمية للعملية التربوية بأسرها، والمساعدة على تيسير عملية التعلم.
لهذا نقول: إن الحديث عن أسس التعلم، وأسس استخدام الوسائل التعليمية
لا يمكن أن يتم بشكل منفصل. ويعرّف التعلم بأنه: تغير مرغوب فيه، ومقصود وثابت نسبيا فى سلوك المتعلم، يحدث نتيجة الممارسة أو التدريب.
ومهما اختلفت تعليمات العلماء فى الألفاظ، إلا أنها تتفق فى المضمون
ولكن تفسير عملية التعلم، أو كيف يحدث التعلم؟ كان مثارا لخلاف أصحاب النظريات فى التعلم. ولهذا نجد نظريات عدة تفسر عملية التعلم.
ويمكننا من خلال استعراض ودراسة جميع نظريات التعلم، أن نحدد بعض المبادئ المشتركة بينها. والتى تساعدنا كمختصين فى التقنيات التعليمية، على تصميم وإنتاج واستخدام الوسائل التعليمية بشكل سليم. والتى تشكل فى مجموعها أسسا نفسية لتصميم التعليم، وأسسا أيضا وإنتاج واستخدام المواد السمعبصرية.
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد