نظرية جولیان روتر في التعلم الاجتماعي المعرفي
Julian Rotter's Theory of
Social Learning
إعداد الأستاذة / أ. علي راجح بركات
(قسم علم النفس ، جامعة أم القرى، طالبه ببرنامج الدكتوراه)
ولد في 1916 في مدينة بروكلین نیويورك بالولايات المتحدة
الأمريكیة ، وكان الابن الثالث لأبوين من المھاجرين الیھود اللذين
نزحا إلى الولايات المتحدة ، وكان خلال مراحل تعلیمه قارئا نھماً ،
عندما أنھى المرحلة الثانوية كان قد قرأ جمیع الكتب بالمكتبة
المركزية المحلیة وكان من بین قراءاته التي استقطبت اھتماماته
كتاب أدلر ( فھم الطبیعة الإنسانیة ) .
وعلى الرغم من اھتمامه بعلم النفس إلا أنه تأثر بالكساد
العالمي الذي حدث في الثلاثینیات من ھذا القرن فآثر الالتحاق
بقسم الكیمیاء مستھدفا الحصول على درجة علمیة تؤھله لفرص
عمل أكثر ضمانا . وكان أدلر أستاذا لعلم النفس العلاجي بكلیة
طب أيسلند . فحضر محاضراته وكثیر من تطبیقاته العلاجیة
بحماس فرحب به واختاره عضوا دائما في لقاءاته المستمرة
بطلابه حول مجتمع علم النفس الفردي التي كانت تعقد بمنزله .
وعند تخرجه من كلیة بروكلین سنة 1937 ، كان يعرف عن
علم النفس أك ثر مما يعرف عن الكیمیاء ، مما كان له الأثر في
دراسة علم النفس ، فالتحق بالدراسات العلیا لعلم النفس
بجامعة أيوا كي يدرس على يد لیفین حیث حصل على درجة
الماجستیر في علم النفس منھا عام 1938 ، ثم الدكتوراه في
من Clinical Psychology علم النفس الإكلینیكي عام 1941
جامعة إنديانا ، وقد تقلد روتر مركزا أكاديمیا ھاما بجامعة ولاية
أوھايو فكانت سنوات وجوده أكثر سنوات عمله إنتاجا ، حیث
استقطب عددا من طلاب الدراسات العلیا المتمیزين . وقد استعان
بھذه الصفوة من الطلاب في وضع الصیاغات الأولى لنظريته
( التعلم الاجتماعي عام 1954 . ( الزيات ، 337
تعلم من لیفین تقدير الترابطیة في السلوك وأن ھناك
عوامل عدة مسؤولة عن أي سلوك .
عمل خلال الحرب العالمیة الثانیة كاستشاري نفسي
للجیش ، وبعد الحرب عمل في جامعة أوھايو الحكومیة حیث كان
جورج كلي ھو رئیس قسم علم النفس الإكلینیكي . وطور في
نظريته في التعلم الاجتماعي ووصفھا في كتاب باسم ( التعلم
الاجتماعي وعلم النفس الإكلینیكي )
وعمل كمدرس بجامعة كونتیكت في قسم علم النفس في
عام 1963 م ، ترأس في الفترة من 76 1977 م الجمعیة النفسیة
الشرقیة ، بالإضافة إلى مساھماته في برنامج التدريب النفسي
( 387 _ والإكلینیكي بجامعة كونكتیكت . ( انجلز ، 386
أساسیات النظرية
-1 أن الناس لا يتفاعلون مع المثیرات البیئیة بصورة واحدة وإنما
تختلف أنماط تفاعلاتھم باختلاف معنى وأھمیة ھذه المثیرات
بالنسبة لھم .
-2 يتشكل استقبال الناس لبیئ اتھم وتفسیر معانیھا ومدلولاتھا
المدركة من خلال خبرات الفرد الماضیة من ناحیة وتوقعاته
للمستقبل من ناحیة أخرى .
-3 لا البیئة وحدھا ، ولا الفرد كل على حده يعد مسئولا عن
السلوك ، ومعنى ذلك أن قیمة التعزيزات لا تعتمد كلیة على نمط
المثیر الخارجي المعزز وخصائص ه ، ولكن على معناه ودلالاته
المدركة التي تحدد بالسعة المعرفیة كما لا تعتبر الخصائص أو
السمات الشخصیة وحدھا .
-4 أن حاجات الفرد إحدى محددات التنبؤ بالسلوك لكنھا لیست
المحدد الرئیسي للتنبؤ به حیث أن ھذه الحاجات لیست ثابتة
وإنما تتغیر بتغیر الحالة التي يكون علیھا الفرد .
-5 أن نمو وتطور وتغیر الشخصیة الإنسانیة يرتبط مرورھا بخبرات
جديدة ، و الشخصیة الإنسانیة تتفاعل مع البیئة أو مع العناصر
البیئیة بشيء من الاتساق يكمن معه الوصول إلى صیغة للتنبؤ
بالسلوك .
6 أن خبرات تتفاعل مع المحددات البیئیة لیشكلان معا الكل
المتحد المدرك .
-7 أن وحدة الشخصیة الإنسانیة تعني خاصیة الثبات النسبي ، و
كلما تراكمت خبرات الفرد كان أقدر على تقويم الخبرات الجديدة
على أساس التعزيزات السابقة التي تلقاھا خلال توظیفه لھذه
الخبرات في التعامل مع المحددات البیئیة ، وھذا الاتساق
النسبي في التقويم يقود إلى اتساق أنماط السلوك التي تصدر
عن الشخصیة الإنسانیة .
-8 أن سلوك الأفراد لا يكون محكوما بدوافعھم الأولیة للحصول
على السرور أو تخفیض الحافز كما يرى ھل ودولارد ومیلر ولكنه
يكون محكوما بتوقعاتھم التي تحدد مدى تقدمھم نحو أھدافھم
الموجھة بدوافعھم .
-9 أن التعزيزات التي يتلقاھا الأفراد تدعم تقدمھم نحو الأھداف
المشبعة لدوافعھم ، ويتفق روتر في ھذا مع قانون الأثر لثورنديك
محددا مفھوم التعزيز بأنه أي فعل أو حدث أو شرط أو ظرف يؤثر
( 356 _ على حركة الفرد تجاه الھدف . ( الزيات ، 339
-10 توجد أربعة مفاھیم رئیسیة لأسلوب التعلیم الاجتماعي :
أي أن سلوكا ( Behavior Potential ) أ) إحتمالیة وقوع السلوك
معینا سیظھر في وضع معین . ويتضمن طبقة عريضة من
الاستجابات والحركات الخارجیة ، والتعبیرات اللفظیة وردود الفعل
الانفعالیة والمعرفیة . في أي وضع معین ، ويمكن أن يستجیب
الفرد بعدد مختلف من الطرق . مثلا ، عندما يواجه الطالب اختبارا
صعبا يمكن أن يصبح متنرفزا ، ويكثف دراسته ويفكر في إجابات
بديلة ، أو محاولة كالغش ، ادعاء المرض . . الخ . كل واحدة من
ھذه الاستجابات يمكن النظر لھا على أنھا محتملة بالنسبة لأي
فرد في مثل ھذا الموقف . ويجب معرفة أي ھدف يرتبط به
السلوك قبل أن تحديد كیف ستظھر السلوكیات الخفیة بالإضافة
للظاھرة بحیث يمكن ملاحظتھا وقیاسھا والتنبؤ بھا والسلوكیات
الخفیة تستنتج من السلوكیات الظاھرة . فالفرد الذي يأخذ وقتا
طويلا للإجابة على سؤال معین مقارنة بزملائه يمكن النظر له
على أساس أنه يعمل تقییمه بین حلول وخیارات بديلة . نحن
يمكن أن نسأل الشخص أن يقول أو يقرر عن سلوكه الخفي .
والمبادئ التي تحكم السلوكیات الخفیة ھي نفسھا التي يمكن
تطبیقھا على أي سلوك يلاحظ . والدراسة الموضوعیة
للاستجابات المعرفیة الداخلیة أمر صعب وضروري لفھم كامل
السلوك .
وتعزى إلى ( Expectaney construct ) ب) المحصلة المتوقعة
التوقع الذاتي للفرد حول نتیجة سلوكه مبنیة على خبرة سابقة
فالفرد الذي أظھر قدرة وثباتا في الرياضیات يتوقع أن يؤدي بنجاح
مقررات الرياضیات . التوقع تخمین ذاتي لیس مبنیا بالضرورة على
كل المعلومات الموضوعیة وثیقة الصلة . وتختلف التوقعات في
عمومیتھا أو مداھا ، فبعض التوقعات تنسب إلى مدى أوسع من
السلوك ولذلك فھي تحكم معظم أنشطة الفرد وبعض التوقعات
ضیقة ومحدودة إلى حد ما وتحكم موقفا واحدا فقط ، مثل توقع أن
الواحد سیحصل على مخالفة لوقوفه في موقف سیارات
تستخدم العدادات . والتوقعات العامة ھامة عندما يواجه الفرد
موقفا جديدا ، حیث يمكن أن تكون النتیجة المتوقعة مبنیة فقط
على نتائج مواقف قديمة مماثلة .
وينسب إلى أھمیة ( Reinforcement value ) ج) قیمة التعزيز
حیث تختلف القیمة التعزيزية لمكافأة معینة من فرد لآخر فمثلا
بعض الأطفال أكثر میلا إلى إسعاد والديھم من الأطفال الآخرين .
وبعض المكافآت قد تكون منسجمة ومتوافقة ، والأفراد يمیلون
إلى أن يكونوا متناسقین في القیمة التي يضعونھا على تعزيزات
مختلفة حسب الأشیاء المفضلة التي لديھم ، والقیمة التعزيزية
مثلھا مثل التوقعات مربوطة بمعززات مختلفة مبنیة على خبرات
ماضیة . وخارج ھذه الترابطات تتشكل توقعات للمستقبل ، مما
يعني وجود علاقة بین القیمة التعزيزية والنتیجة المتوقعة .
وينسب إلى ( Psychological Situation ) د) الوضع النفسي
المحیط النفسي الذي يستجیب فیه الفرد والذي تحده تصورات
الشخص فالموقف له عدة معان لمختلف الأفراد وھذه المعاني
تؤثر في الاستجابة فمثلاً يمكن أن يكون لدى الفرد حاجة قوية
للعنف لكن قد لا يتصرف بعنف في موقف معین اعتمادا على
توقعات التعزيز ، ويؤمن روتر بأن المؤشرات المعقدة لكل موقف
ترتفع وتبرز في توقعات الأفراد لنتائج التعزيز السلوكیة
وللتسلسلات التعزيزية .
-11 يمكن قیاس المتغیرات الأربعة وربطھا في صیغة محددة تتیح
التنبؤ بسلوك الشخص في أي وضع معین .
-12 استخدم عددا من الأسالیب في محاولاته قیاس المتغیرات
التي تدخل في صیاغته أو معادلته . وبعضھا يعتمد على تقارير
ذاتیة من الفرد وبعض الاستبیانات اللفظیة . وقد استخدمت
الملاحظات السلوكیة كطريقة مؤثرة على قوة ومكانة ھذه الأفكار
حیث يمكن ملاحظة الناس أو الأفراد في سلوكیاتھم وھم يتلقون
تعزيزا تلو الآخر ، وتعطي الملاحظات المتكررة لسلوك فرد ما على
مدى طويل مؤشرا على كیفیة أن سلوكیات معینة تمیل إلى
الظھور . ونمو الأسالیب القیاسیة الدقیقة لھذه الأفكار يتم فقط
في مرحلة مبكرة جدا .
-13 ومن المفاھیم التي لھا دور كبیر في نظرية روتر مفاھیم
The Concepts of Need and ) الحاجة ومستوى الھدف الأدنى
فھو يؤمن بأن السلوك البشري موجه ( Minimum Godl Level
ومحدد بواسطة حاجات يمكن أن تستنتج من الطرق التي يتفاعل
الفرد فیھا مع البیئة والحاجة عنده عبارة عن مجموعة من
السلوكیات التي تترابط بطريقة تؤدي إلى نفس التعزيزات أو
مثیلاتھا .
-13 تنقسم الحاجات إلى :
أ) حاجات غیر متعلمة ذات الأساس البیولوجي .
ب) وحاجات سیكولوجیة والتي ھي شروط أو ظروف معرفیة
داخلیة نتیجة التجربة لا الغريزة تظھر من خلال الترابط بین
الخبرات مع تعزيز الأفعال المنعكسة والحاجات الأساسیة مثل
الجوع ، والعطش والتحرر من الآلام والمثیرات الحسیة .
-14 مع النمو تصبح الحاجات السیكولوجیة أقل اعتمادا على
الحاجات الفسیولوجیة وتزداد ارتباطا بالمؤشرات البیئیة حیث
تعتمد إرضاء الحاجات في الطفولة طفولتنا على الآخرين ، كم أن
عدد من الأھداف المتعلمة كالحاجة للحب والحنان ، والاعتراف
والاتكالیة ذات جذور أو أصول اجتماعیة لذلك من السھل التنبؤ
بالسلوك المصاحب . كما أن ھناك دوافع أخرى أكبر وأكثر تحديدا
تجعل من الصعب التنبؤ بسلوكیات معینة تتضمنھا تلك الحاجات .
-15 توصل روتر إلى ست فئات من الحاجات السیكولوجیة :
أ) حاجة الفرد إلى البروز أمام الناس والقیام ببعض الأنشطة
الاجتماعیة التي تجعله يبدو في نظر الآخرين مؤھلا وقادرا .
ب) الحاجة إلى السیطرة على سلوكیات الآخرين .
ج) الحاجة إلى اتخاذ القرارات الشخصیة معتمدا على الذات فقط .
د) الحاجة إلى الآخرين ضد الإحباطات أو منعھا أو المساعدة في
تحقیق الأھداف .
ھ) الحاجة إلى القبول والحب من الآخرين .
و) الحاجات المتعلمة للرضى الجسماني المرتبط بالأمن .
-16 للحاجة ثلاثة عناصر أساسیة ھي :
أ) احتمالیة الحاجة : وھي أن مجموعة من السلوكیات الموجھة
تجاه نفس الھدف سوف تستخدم في وضع معین .
ب) حرية الحركة : وھي درجة التوقع لدى الشخص عن مجموعة
معینة من الاستجابات التي سوف تؤدي إلى تعزيز مرغوب .
ج) قیمة الحاجة : الأھمیة المرتبطة بالأھداف أنفسھم أو المدى
الذي يفضل الفرد فیه ھدفا على الآخر .
-17 من المفاھیم الھامة في نظرية روتر التحكم الداخلي
والخارجي في التعزيز ، فالتوقعات يمكن أن تعمم إلى درجة أعلى
من حرية الحركة والتباين أكبر من التعزيزات فالفرد بناء على
خبراته الماضیة قد يؤمن بأن التعزيزات التي حصل علیھا تعتمد
على سلوكیاته الخاصة أو أن التعزيزات يسیطر علیھا أو يتم
التحكم فیھا بواسطة قوى خارجیة . والأفراد الذين يتم التحكم
فیھم داخلیا يفترضون أن سلوكیاتھم وتصرفاتھم الخاصة تعتبر
مسؤولة عن النتائج التي تحدث لھم . ويستخدم الأخصائیون
النفسیون مفاھیم لقیاس ما إذا كان الناس يعتقدون أنھم
يتحكمون في مصیرھم أو حیاتھم مثل ( الكفاءة ، والإجادة والعجز
والاغتراب ) .
-18 يرى روتر أن فكرته جزء متكامل من النظرية النظامیة والتي
يمكن عن طريقھا عمل التنبؤات في السنوات المبكرة . وقام بعدد
من الدراسات والتجارب لمعرفة ما إذا كان الناس يتعلمون المھام
ويتصرفون بتباين عندما يرون التعزيزات مرتبطة أو غیر مرتبطة
بسلوكیاتھم الخاصة ، أدت به ھذه الدراسات إلى تطوير مقیاسه (
والذي يقیس إدراك الفرد لمكان السیطرة أو التحكم . ( I E
-19 يعتقد روتر أن الاعتقاد المتطرف سواء في المكان الخارجي أو
الداخلي للتحكم شيء غیر واقعي وغیر صحي .
-20 استخدم روتر میكانیزمات الدفاع التي نادى بھا فرويد لكنه
اعتبرھا سلوكیات ھروبیة أو إحجامیة ، فالإسقاط يتضمن لوم
الآخرين على الأخطاء الخاصة لتجنب العقاب ، والعقلانیة اعتذارات
من أجل تجنب العقاب . ويقوم المعالج بتخفیض التناقص بین
قیمة حاجة الغیر متوافق وحرية الحركة ، ومن الضروري أن يكون
المعالج مرنا لحل المشكلة في العلاج وتطوير مھارات حل
المشكلة قبل البحث عن طرق بديلة لتحقیق الھدف ، وتحلیل
نتائج سلوك الفرد ، والتمییز بین المواقف . وقد أكد روتر على
استخدام التغیر البیئي من أجل إحداث تغییر في الشخصیة ،
وقاده ذلك إلى إدراك كیف يكون المستشفى النفسي مجتمعا
علاجیا ، وقد وظف روتر استراتیجیات سلوكیة متعددة مثل
التحصین المنتظم ، التطويع أو التكییف التنفیري ، التدريب
التولیدي ، والتدريب السلوكي في مھارات معینة .
20 - تؤكد نظرية روتر على الحاجة إلى تھذيب البصیرة من خلال
التجارب والخبرات الماضیة ، والاستبصار في النتائج طويلة المدى
في سلوك الفرد ، ويشیر روتر إلى أنه لیس كافیا للعملاء فھم
أصول مشاكلھم لكنھم يجب أن يتعلموا سلوكیات جديدة
تساعدھم في التغلب على ھذه المشاكل .
-21 تؤكد على أن دور المعالج ھو مساعدة المريض على تطوير
علاقة مرضیة قوية مع بیئته الاجتماعیة فالعوامل المعرفیة قد
تساعد لتجاوز الثنائیة التقلیدية بین العوامل الموضعیة (
في السلوك ، وتحدد ( dispositional ) والوراثیة ( Stituational
الأنماط السلوكیة والمعرفیة المتمیزة المعنى الذي لدى المثیرات
والمعززات لأفراد متعددين ، حیث يؤثر الأسلوب المعرفي للفرد
في تكیفه مع العالم والكفاءة الشخصیة التبادلیة .
الانتقادات
تعرضت نظرية روتر لنقد لنقص العمق فیھا ، فھي لا تأخذ
طابع المجازفة في الافتراضات وتعمل أكثر من مجرد تلخیص
معرفة موجودة وعامة . على الرغم من أنھا تزودنا بمفاھیم دقیقة
وصارمة وقابلة للقیاس ، فھي لا تثیر معرفة عمیقة أو فھما جديدا
، وھذا قد يكون ثمن للدقة والسلطة والتنبؤية التي يحظى بھا
( 395 _ عمله . ( انجلز ، 386
التطبیقات التربوية
-1 يجب أن تكون بیئة التعلم مرنة ، بحیث تستجیب لتوقعات
الطلاب القائمة على الارتباط بین الفعل ونتیجته ، أو بین السلوك
ومعززاته الموجبة والسالبة .
-2 يجب أن تنطوي بیئة التعلم على نوع من الاتساق بین الأنماط
السلوكیة الموجبة لأنماط معینة من التعزيزات مما يسمح بتعمیم
ھذه التعزيزات ، ومن ثم يحدث تعمیم للمتوقعات .
-3 يجب أن يبني موقف التعلم على حاجات المتعلم أو أھدافه وأن
يتاح للمتعلم إدراك تلك العلاقة ، كما يجب أن تستثیر بیئة التعلم
ھذه الحاجات أو تلك الأھداف وأسالیب إشباعھا أو تحقیقھا .
-4 يجب تدعیم مسئولیة المتعلم عن الأنماط السلوكیة التي تصدر
عنه في إطار العلاقة السببیة بین الفعل ونتیجته ، أي التعزيزات
المترتبة علیھا حتى نتجه بالطلاب إ لى أن يكونوا من ذوي وجھة
( الضبط الداخلي . ( الزيات ، 357
تعلیق
= لم يستطیع حتى ھذا التاريخ أصحاب نظريات التعلم الاجتماعي
تطوير أسالیب دقیقة للملاحظة والقیاس تتیح لھم اكتشاف
الروابط المناسبة ، ومع ذلك فإن الصیغ والمعادلات التي طورت
لتنظیم أو لتحديد العلاقة بین المتغیرات الأربعة في نظرية روتر
ساعدت العلماء والمفكرين على تقدير وملاحظة حجم تعقیدات
ھذه المتغیرات التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التوقع .
= من الواضح أن التنبؤ بالسلوك في المواقف الاجتماعیة المعقدة
في الحیاة الیومیة صعب للغاية ، فھو يتطلب دراسة مكثفة وكم
ھائل من المعلومات والباحث لا يكفي فقط أن يقیم احتمالیة
الحاجة ولكن يأخذ في الحسبان التوقعات والقیم التي توضع على
حاجات مختلفة بالإضافة إلى كیفیة تغیرھا أو اختلافھا من موقف
لآخر ، وكیف تتعارض مع بعضھا البعض .
= مفھوم المستوى الأدنى للھدف ينسب إلى المستوى الأدنى
من التعزيز المحتمل الذي ننظر له كإشباع أو إرضاء في موقف
في أحد المقررات ( C ) معین . طالب ما قد يعتبر حصوله على
عقابا له ، في حین أن شخصا أو طالبا آخر سیكون سعیدا في
حصوله على تلك الدرجة .
= مفھوم حرية الحركة مع المستوى الأدنى للھدف مفیدين للتنبؤ
بالسلوك وفھم توافق الشخصیة ، فالفرد الذي يتكیف في وضع
معین لديه حرية أعلى من الحركة ومستويات حقیقیة لأھدافه
التي ينشدھا . والذي يتكیف بشكل جید في الدراسة ھو الفرد
الذي وضع أھدافا أكاديمیة لنفسه تتعادل مع قدراته فیدخل في
كم ھائل من السلوكیات صممت لتحقیق تلك الأھداف . أما الفرد
الذي لا يتكیف فھو الذي يضع أھداف بعیدة عن الواقع .
= ھناك تواز واضح بین مفھوم روتر للشخص الذي لم يستطع
التكیف ويعاني من حرية محددة في الحركة ومع ذلك يضع أھدافا
غیر واقعیة ، ومفھوم أدلر للعصابي الذي يضع أھدافا خیالیة لا
يمكن تحقیقھا ويعاني من مشاعر النقص .
= نظرية التعلم الاجتماعي المعرفي التي ينادي بھا روتر تتضمن
مبادئ نظرية التعلم التقلیدي مع میل إلى المعرفة . ووضع روتر
يمثل نزوحا واضحا عن المذھب السلوكي الراديكالي لسكینر لكنه
يحتفظ بالأسلوب والطريقة الصارمة والسمات الكلاسیكیة للتعلم .
= نظرية روتر تثیر مزيدا من البحوث والدراسات فتأكیداته على
العوامل المعرفیة أعظم من تأكیدات بندورا ، لذا يمكن القول ،
باختصار نظريته تتماشى إلى حد كبیر مع الاتجاھات المعاصرة
في علم النفس التعلیمي .
= روتر أيضا تبنى تقديرا جديدا للاستبطان كأسلوب علمي وبعمل
ذلك فھو عمل تصحیحا صادقا للتضییق الدقیق الذي يمیز السلوك
الراديكالي ونظرية التعلم . فالمصطلحات التي استخدمھا روتر قد
عرفت عملیا وقابلة للقیاس كما تخضع للاختبارات التطبیقیة
والتجارب العملیة ، خصوصا فیما يتعلق بمفھوم مكان السیطرة .
= عمل روتر له قیمة مشجعة ومعتبرة وقد تخوله في النھاية
للتنبؤ بالسلوك .
= أيضا نظريته أثارت مزيدا من البحوث ولاقت تطبیقا عريضا في
فائدته وجدواه ، ( I E ) المكان الإكلینیكي حیث أثبت المقیاس
ولأن مفاھیم روتر وضعت بأسلوب بسیط وسھل فقد تم مقارنتھا
بنظريات عدة ومعقدة .
= وجدت مفاھیم روتر تطبیقا لھا في حقل علم النفس الإكلینیكي
، حیث يتمیز الغیر متوافقین بحرية أدنى من الحركة وقیمة الحاجة
لديھم عالیة . كما أنھم يؤمنون بأنھم غیر قادرين على الحصول
على الإراضاءات والإشباعات التي يرغبونھا من خلال محاولاتھم
الخاصة . لذلك بدلا من أن يعملون بواقعیة لتحقیق أھدافھم ،
يبحثون عن الحصول علیھم من خلال التخیل أو يتصرفون بطرق
لتجنب الفشل . وتوقع الفشل قد ينشأ من التعمیم الخاطئ
لخبرات الإحباط من جھة لأخرى ، ويطبق الغیر متوافقین غالبا
التوقعات والسلوكیات من موقف لآخر وبطريقة غیر مناسبة ،
ويمیلون إلى البحث عن مكافآت عاجلة أو آنیة ويفكرون بالنتائج
طويلة المدى لسلوكیاتھم ويؤكدون على إشباع حاجاتھم على
حساب الآخرين ، وھم غیر مدركین للشخصیة الانھزامیة في
تصرفاتھم ولإمكانیاتھم الواقعیة التي تحقق النجاح . ( انجلز ،
( 396
= تختلف نظر ية التعلم الاجتماعي المعرفي لروتر عند نظريات
التعلم الأخرى في تأكیدھا على الجمع بین ثلاثة اتجاھات رئیسیة
ھي : ( السلوك والمعرفة والدافعیة بالإضافة إلى السیاق
الاجتماعي الذي يحدث فیه التعلم ) .
= تنسحب التطبیقات العملیة لنظرية التعلم الاجتماعي المعرفي
لروتر على العديد من المجالات أھمھا : ( التعلم ، والشخصیة ،
والقیاس النفسي وعلم النفس الاجتماعي ، والصحة النفسیة
والعلاج السلوكي ) .
3 عكست نظرية التعلم الاجتماعي المعرفي لروتر تأثرا واضحا
بنظريات التعلم الارتباطي القائمة على التعزيز واستخدام
المعززات الم وجبة والسالبة في التنبؤ بالسلوك ، لكنھا أضافت
إلى معادلات التنبؤ مفھوم التوقع فضلا عن دور المعرفة أو الإدراك
القائم على الموقف المركب الذي يحدث فیه التعلم . ( الزيات ،
( 338
المراجع
-1 باربرا انجلز ، ترجمة فھد بن عبد الله الدلیم ، مدخل إلى نظريات
الشخصیة ، دار الحارثي للطباعة والنشر ، 1991 م .
-2 الزيات فتحي مصطفى ، سیكلوجیة التعلم ، 1996 م ، دار
. النشر للجامعات ، ط 1
-3 فطیم - لطفي وآخرون ، نظريات التعلم المعاصرة وتطبیقاتھا
. التربوية ،مكتبة النھضة المصرية، 1988 م ، ط 1
http://psych.fullerton.edu/jmearns/rotter.htm -5
[b]Julian Rotter's Theory of
Social Learning
إعداد الأستاذة / أ. علي راجح بركات
(قسم علم النفس ، جامعة أم القرى، طالبه ببرنامج الدكتوراه)
ولد في 1916 في مدينة بروكلین نیويورك بالولايات المتحدة
الأمريكیة ، وكان الابن الثالث لأبوين من المھاجرين الیھود اللذين
نزحا إلى الولايات المتحدة ، وكان خلال مراحل تعلیمه قارئا نھماً ،
عندما أنھى المرحلة الثانوية كان قد قرأ جمیع الكتب بالمكتبة
المركزية المحلیة وكان من بین قراءاته التي استقطبت اھتماماته
كتاب أدلر ( فھم الطبیعة الإنسانیة ) .
وعلى الرغم من اھتمامه بعلم النفس إلا أنه تأثر بالكساد
العالمي الذي حدث في الثلاثینیات من ھذا القرن فآثر الالتحاق
بقسم الكیمیاء مستھدفا الحصول على درجة علمیة تؤھله لفرص
عمل أكثر ضمانا . وكان أدلر أستاذا لعلم النفس العلاجي بكلیة
طب أيسلند . فحضر محاضراته وكثیر من تطبیقاته العلاجیة
بحماس فرحب به واختاره عضوا دائما في لقاءاته المستمرة
بطلابه حول مجتمع علم النفس الفردي التي كانت تعقد بمنزله .
وعند تخرجه من كلیة بروكلین سنة 1937 ، كان يعرف عن
علم النفس أك ثر مما يعرف عن الكیمیاء ، مما كان له الأثر في
دراسة علم النفس ، فالتحق بالدراسات العلیا لعلم النفس
بجامعة أيوا كي يدرس على يد لیفین حیث حصل على درجة
الماجستیر في علم النفس منھا عام 1938 ، ثم الدكتوراه في
من Clinical Psychology علم النفس الإكلینیكي عام 1941
جامعة إنديانا ، وقد تقلد روتر مركزا أكاديمیا ھاما بجامعة ولاية
أوھايو فكانت سنوات وجوده أكثر سنوات عمله إنتاجا ، حیث
استقطب عددا من طلاب الدراسات العلیا المتمیزين . وقد استعان
بھذه الصفوة من الطلاب في وضع الصیاغات الأولى لنظريته
( التعلم الاجتماعي عام 1954 . ( الزيات ، 337
تعلم من لیفین تقدير الترابطیة في السلوك وأن ھناك
عوامل عدة مسؤولة عن أي سلوك .
عمل خلال الحرب العالمیة الثانیة كاستشاري نفسي
للجیش ، وبعد الحرب عمل في جامعة أوھايو الحكومیة حیث كان
جورج كلي ھو رئیس قسم علم النفس الإكلینیكي . وطور في
نظريته في التعلم الاجتماعي ووصفھا في كتاب باسم ( التعلم
الاجتماعي وعلم النفس الإكلینیكي )
وعمل كمدرس بجامعة كونتیكت في قسم علم النفس في
عام 1963 م ، ترأس في الفترة من 76 1977 م الجمعیة النفسیة
الشرقیة ، بالإضافة إلى مساھماته في برنامج التدريب النفسي
( 387 _ والإكلینیكي بجامعة كونكتیكت . ( انجلز ، 386
أساسیات النظرية
-1 أن الناس لا يتفاعلون مع المثیرات البیئیة بصورة واحدة وإنما
تختلف أنماط تفاعلاتھم باختلاف معنى وأھمیة ھذه المثیرات
بالنسبة لھم .
-2 يتشكل استقبال الناس لبیئ اتھم وتفسیر معانیھا ومدلولاتھا
المدركة من خلال خبرات الفرد الماضیة من ناحیة وتوقعاته
للمستقبل من ناحیة أخرى .
-3 لا البیئة وحدھا ، ولا الفرد كل على حده يعد مسئولا عن
السلوك ، ومعنى ذلك أن قیمة التعزيزات لا تعتمد كلیة على نمط
المثیر الخارجي المعزز وخصائص ه ، ولكن على معناه ودلالاته
المدركة التي تحدد بالسعة المعرفیة كما لا تعتبر الخصائص أو
السمات الشخصیة وحدھا .
-4 أن حاجات الفرد إحدى محددات التنبؤ بالسلوك لكنھا لیست
المحدد الرئیسي للتنبؤ به حیث أن ھذه الحاجات لیست ثابتة
وإنما تتغیر بتغیر الحالة التي يكون علیھا الفرد .
-5 أن نمو وتطور وتغیر الشخصیة الإنسانیة يرتبط مرورھا بخبرات
جديدة ، و الشخصیة الإنسانیة تتفاعل مع البیئة أو مع العناصر
البیئیة بشيء من الاتساق يكمن معه الوصول إلى صیغة للتنبؤ
بالسلوك .
6 أن خبرات تتفاعل مع المحددات البیئیة لیشكلان معا الكل
المتحد المدرك .
-7 أن وحدة الشخصیة الإنسانیة تعني خاصیة الثبات النسبي ، و
كلما تراكمت خبرات الفرد كان أقدر على تقويم الخبرات الجديدة
على أساس التعزيزات السابقة التي تلقاھا خلال توظیفه لھذه
الخبرات في التعامل مع المحددات البیئیة ، وھذا الاتساق
النسبي في التقويم يقود إلى اتساق أنماط السلوك التي تصدر
عن الشخصیة الإنسانیة .
-8 أن سلوك الأفراد لا يكون محكوما بدوافعھم الأولیة للحصول
على السرور أو تخفیض الحافز كما يرى ھل ودولارد ومیلر ولكنه
يكون محكوما بتوقعاتھم التي تحدد مدى تقدمھم نحو أھدافھم
الموجھة بدوافعھم .
-9 أن التعزيزات التي يتلقاھا الأفراد تدعم تقدمھم نحو الأھداف
المشبعة لدوافعھم ، ويتفق روتر في ھذا مع قانون الأثر لثورنديك
محددا مفھوم التعزيز بأنه أي فعل أو حدث أو شرط أو ظرف يؤثر
( 356 _ على حركة الفرد تجاه الھدف . ( الزيات ، 339
-10 توجد أربعة مفاھیم رئیسیة لأسلوب التعلیم الاجتماعي :
أي أن سلوكا ( Behavior Potential ) أ) إحتمالیة وقوع السلوك
معینا سیظھر في وضع معین . ويتضمن طبقة عريضة من
الاستجابات والحركات الخارجیة ، والتعبیرات اللفظیة وردود الفعل
الانفعالیة والمعرفیة . في أي وضع معین ، ويمكن أن يستجیب
الفرد بعدد مختلف من الطرق . مثلا ، عندما يواجه الطالب اختبارا
صعبا يمكن أن يصبح متنرفزا ، ويكثف دراسته ويفكر في إجابات
بديلة ، أو محاولة كالغش ، ادعاء المرض . . الخ . كل واحدة من
ھذه الاستجابات يمكن النظر لھا على أنھا محتملة بالنسبة لأي
فرد في مثل ھذا الموقف . ويجب معرفة أي ھدف يرتبط به
السلوك قبل أن تحديد كیف ستظھر السلوكیات الخفیة بالإضافة
للظاھرة بحیث يمكن ملاحظتھا وقیاسھا والتنبؤ بھا والسلوكیات
الخفیة تستنتج من السلوكیات الظاھرة . فالفرد الذي يأخذ وقتا
طويلا للإجابة على سؤال معین مقارنة بزملائه يمكن النظر له
على أساس أنه يعمل تقییمه بین حلول وخیارات بديلة . نحن
يمكن أن نسأل الشخص أن يقول أو يقرر عن سلوكه الخفي .
والمبادئ التي تحكم السلوكیات الخفیة ھي نفسھا التي يمكن
تطبیقھا على أي سلوك يلاحظ . والدراسة الموضوعیة
للاستجابات المعرفیة الداخلیة أمر صعب وضروري لفھم كامل
السلوك .
وتعزى إلى ( Expectaney construct ) ب) المحصلة المتوقعة
التوقع الذاتي للفرد حول نتیجة سلوكه مبنیة على خبرة سابقة
فالفرد الذي أظھر قدرة وثباتا في الرياضیات يتوقع أن يؤدي بنجاح
مقررات الرياضیات . التوقع تخمین ذاتي لیس مبنیا بالضرورة على
كل المعلومات الموضوعیة وثیقة الصلة . وتختلف التوقعات في
عمومیتھا أو مداھا ، فبعض التوقعات تنسب إلى مدى أوسع من
السلوك ولذلك فھي تحكم معظم أنشطة الفرد وبعض التوقعات
ضیقة ومحدودة إلى حد ما وتحكم موقفا واحدا فقط ، مثل توقع أن
الواحد سیحصل على مخالفة لوقوفه في موقف سیارات
تستخدم العدادات . والتوقعات العامة ھامة عندما يواجه الفرد
موقفا جديدا ، حیث يمكن أن تكون النتیجة المتوقعة مبنیة فقط
على نتائج مواقف قديمة مماثلة .
وينسب إلى أھمیة ( Reinforcement value ) ج) قیمة التعزيز
حیث تختلف القیمة التعزيزية لمكافأة معینة من فرد لآخر فمثلا
بعض الأطفال أكثر میلا إلى إسعاد والديھم من الأطفال الآخرين .
وبعض المكافآت قد تكون منسجمة ومتوافقة ، والأفراد يمیلون
إلى أن يكونوا متناسقین في القیمة التي يضعونھا على تعزيزات
مختلفة حسب الأشیاء المفضلة التي لديھم ، والقیمة التعزيزية
مثلھا مثل التوقعات مربوطة بمعززات مختلفة مبنیة على خبرات
ماضیة . وخارج ھذه الترابطات تتشكل توقعات للمستقبل ، مما
يعني وجود علاقة بین القیمة التعزيزية والنتیجة المتوقعة .
وينسب إلى ( Psychological Situation ) د) الوضع النفسي
المحیط النفسي الذي يستجیب فیه الفرد والذي تحده تصورات
الشخص فالموقف له عدة معان لمختلف الأفراد وھذه المعاني
تؤثر في الاستجابة فمثلاً يمكن أن يكون لدى الفرد حاجة قوية
للعنف لكن قد لا يتصرف بعنف في موقف معین اعتمادا على
توقعات التعزيز ، ويؤمن روتر بأن المؤشرات المعقدة لكل موقف
ترتفع وتبرز في توقعات الأفراد لنتائج التعزيز السلوكیة
وللتسلسلات التعزيزية .
-11 يمكن قیاس المتغیرات الأربعة وربطھا في صیغة محددة تتیح
التنبؤ بسلوك الشخص في أي وضع معین .
-12 استخدم عددا من الأسالیب في محاولاته قیاس المتغیرات
التي تدخل في صیاغته أو معادلته . وبعضھا يعتمد على تقارير
ذاتیة من الفرد وبعض الاستبیانات اللفظیة . وقد استخدمت
الملاحظات السلوكیة كطريقة مؤثرة على قوة ومكانة ھذه الأفكار
حیث يمكن ملاحظة الناس أو الأفراد في سلوكیاتھم وھم يتلقون
تعزيزا تلو الآخر ، وتعطي الملاحظات المتكررة لسلوك فرد ما على
مدى طويل مؤشرا على كیفیة أن سلوكیات معینة تمیل إلى
الظھور . ونمو الأسالیب القیاسیة الدقیقة لھذه الأفكار يتم فقط
في مرحلة مبكرة جدا .
-13 ومن المفاھیم التي لھا دور كبیر في نظرية روتر مفاھیم
The Concepts of Need and ) الحاجة ومستوى الھدف الأدنى
فھو يؤمن بأن السلوك البشري موجه ( Minimum Godl Level
ومحدد بواسطة حاجات يمكن أن تستنتج من الطرق التي يتفاعل
الفرد فیھا مع البیئة والحاجة عنده عبارة عن مجموعة من
السلوكیات التي تترابط بطريقة تؤدي إلى نفس التعزيزات أو
مثیلاتھا .
-13 تنقسم الحاجات إلى :
أ) حاجات غیر متعلمة ذات الأساس البیولوجي .
ب) وحاجات سیكولوجیة والتي ھي شروط أو ظروف معرفیة
داخلیة نتیجة التجربة لا الغريزة تظھر من خلال الترابط بین
الخبرات مع تعزيز الأفعال المنعكسة والحاجات الأساسیة مثل
الجوع ، والعطش والتحرر من الآلام والمثیرات الحسیة .
-14 مع النمو تصبح الحاجات السیكولوجیة أقل اعتمادا على
الحاجات الفسیولوجیة وتزداد ارتباطا بالمؤشرات البیئیة حیث
تعتمد إرضاء الحاجات في الطفولة طفولتنا على الآخرين ، كم أن
عدد من الأھداف المتعلمة كالحاجة للحب والحنان ، والاعتراف
والاتكالیة ذات جذور أو أصول اجتماعیة لذلك من السھل التنبؤ
بالسلوك المصاحب . كما أن ھناك دوافع أخرى أكبر وأكثر تحديدا
تجعل من الصعب التنبؤ بسلوكیات معینة تتضمنھا تلك الحاجات .
-15 توصل روتر إلى ست فئات من الحاجات السیكولوجیة :
أ) حاجة الفرد إلى البروز أمام الناس والقیام ببعض الأنشطة
الاجتماعیة التي تجعله يبدو في نظر الآخرين مؤھلا وقادرا .
ب) الحاجة إلى السیطرة على سلوكیات الآخرين .
ج) الحاجة إلى اتخاذ القرارات الشخصیة معتمدا على الذات فقط .
د) الحاجة إلى الآخرين ضد الإحباطات أو منعھا أو المساعدة في
تحقیق الأھداف .
ھ) الحاجة إلى القبول والحب من الآخرين .
و) الحاجات المتعلمة للرضى الجسماني المرتبط بالأمن .
-16 للحاجة ثلاثة عناصر أساسیة ھي :
أ) احتمالیة الحاجة : وھي أن مجموعة من السلوكیات الموجھة
تجاه نفس الھدف سوف تستخدم في وضع معین .
ب) حرية الحركة : وھي درجة التوقع لدى الشخص عن مجموعة
معینة من الاستجابات التي سوف تؤدي إلى تعزيز مرغوب .
ج) قیمة الحاجة : الأھمیة المرتبطة بالأھداف أنفسھم أو المدى
الذي يفضل الفرد فیه ھدفا على الآخر .
-17 من المفاھیم الھامة في نظرية روتر التحكم الداخلي
والخارجي في التعزيز ، فالتوقعات يمكن أن تعمم إلى درجة أعلى
من حرية الحركة والتباين أكبر من التعزيزات فالفرد بناء على
خبراته الماضیة قد يؤمن بأن التعزيزات التي حصل علیھا تعتمد
على سلوكیاته الخاصة أو أن التعزيزات يسیطر علیھا أو يتم
التحكم فیھا بواسطة قوى خارجیة . والأفراد الذين يتم التحكم
فیھم داخلیا يفترضون أن سلوكیاتھم وتصرفاتھم الخاصة تعتبر
مسؤولة عن النتائج التي تحدث لھم . ويستخدم الأخصائیون
النفسیون مفاھیم لقیاس ما إذا كان الناس يعتقدون أنھم
يتحكمون في مصیرھم أو حیاتھم مثل ( الكفاءة ، والإجادة والعجز
والاغتراب ) .
-18 يرى روتر أن فكرته جزء متكامل من النظرية النظامیة والتي
يمكن عن طريقھا عمل التنبؤات في السنوات المبكرة . وقام بعدد
من الدراسات والتجارب لمعرفة ما إذا كان الناس يتعلمون المھام
ويتصرفون بتباين عندما يرون التعزيزات مرتبطة أو غیر مرتبطة
بسلوكیاتھم الخاصة ، أدت به ھذه الدراسات إلى تطوير مقیاسه (
والذي يقیس إدراك الفرد لمكان السیطرة أو التحكم . ( I E
-19 يعتقد روتر أن الاعتقاد المتطرف سواء في المكان الخارجي أو
الداخلي للتحكم شيء غیر واقعي وغیر صحي .
-20 استخدم روتر میكانیزمات الدفاع التي نادى بھا فرويد لكنه
اعتبرھا سلوكیات ھروبیة أو إحجامیة ، فالإسقاط يتضمن لوم
الآخرين على الأخطاء الخاصة لتجنب العقاب ، والعقلانیة اعتذارات
من أجل تجنب العقاب . ويقوم المعالج بتخفیض التناقص بین
قیمة حاجة الغیر متوافق وحرية الحركة ، ومن الضروري أن يكون
المعالج مرنا لحل المشكلة في العلاج وتطوير مھارات حل
المشكلة قبل البحث عن طرق بديلة لتحقیق الھدف ، وتحلیل
نتائج سلوك الفرد ، والتمییز بین المواقف . وقد أكد روتر على
استخدام التغیر البیئي من أجل إحداث تغییر في الشخصیة ،
وقاده ذلك إلى إدراك كیف يكون المستشفى النفسي مجتمعا
علاجیا ، وقد وظف روتر استراتیجیات سلوكیة متعددة مثل
التحصین المنتظم ، التطويع أو التكییف التنفیري ، التدريب
التولیدي ، والتدريب السلوكي في مھارات معینة .
20 - تؤكد نظرية روتر على الحاجة إلى تھذيب البصیرة من خلال
التجارب والخبرات الماضیة ، والاستبصار في النتائج طويلة المدى
في سلوك الفرد ، ويشیر روتر إلى أنه لیس كافیا للعملاء فھم
أصول مشاكلھم لكنھم يجب أن يتعلموا سلوكیات جديدة
تساعدھم في التغلب على ھذه المشاكل .
-21 تؤكد على أن دور المعالج ھو مساعدة المريض على تطوير
علاقة مرضیة قوية مع بیئته الاجتماعیة فالعوامل المعرفیة قد
تساعد لتجاوز الثنائیة التقلیدية بین العوامل الموضعیة (
في السلوك ، وتحدد ( dispositional ) والوراثیة ( Stituational
الأنماط السلوكیة والمعرفیة المتمیزة المعنى الذي لدى المثیرات
والمعززات لأفراد متعددين ، حیث يؤثر الأسلوب المعرفي للفرد
في تكیفه مع العالم والكفاءة الشخصیة التبادلیة .
الانتقادات
تعرضت نظرية روتر لنقد لنقص العمق فیھا ، فھي لا تأخذ
طابع المجازفة في الافتراضات وتعمل أكثر من مجرد تلخیص
معرفة موجودة وعامة . على الرغم من أنھا تزودنا بمفاھیم دقیقة
وصارمة وقابلة للقیاس ، فھي لا تثیر معرفة عمیقة أو فھما جديدا
، وھذا قد يكون ثمن للدقة والسلطة والتنبؤية التي يحظى بھا
( 395 _ عمله . ( انجلز ، 386
التطبیقات التربوية
-1 يجب أن تكون بیئة التعلم مرنة ، بحیث تستجیب لتوقعات
الطلاب القائمة على الارتباط بین الفعل ونتیجته ، أو بین السلوك
ومعززاته الموجبة والسالبة .
-2 يجب أن تنطوي بیئة التعلم على نوع من الاتساق بین الأنماط
السلوكیة الموجبة لأنماط معینة من التعزيزات مما يسمح بتعمیم
ھذه التعزيزات ، ومن ثم يحدث تعمیم للمتوقعات .
-3 يجب أن يبني موقف التعلم على حاجات المتعلم أو أھدافه وأن
يتاح للمتعلم إدراك تلك العلاقة ، كما يجب أن تستثیر بیئة التعلم
ھذه الحاجات أو تلك الأھداف وأسالیب إشباعھا أو تحقیقھا .
-4 يجب تدعیم مسئولیة المتعلم عن الأنماط السلوكیة التي تصدر
عنه في إطار العلاقة السببیة بین الفعل ونتیجته ، أي التعزيزات
المترتبة علیھا حتى نتجه بالطلاب إ لى أن يكونوا من ذوي وجھة
( الضبط الداخلي . ( الزيات ، 357
تعلیق
= لم يستطیع حتى ھذا التاريخ أصحاب نظريات التعلم الاجتماعي
تطوير أسالیب دقیقة للملاحظة والقیاس تتیح لھم اكتشاف
الروابط المناسبة ، ومع ذلك فإن الصیغ والمعادلات التي طورت
لتنظیم أو لتحديد العلاقة بین المتغیرات الأربعة في نظرية روتر
ساعدت العلماء والمفكرين على تقدير وملاحظة حجم تعقیدات
ھذه المتغیرات التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التوقع .
= من الواضح أن التنبؤ بالسلوك في المواقف الاجتماعیة المعقدة
في الحیاة الیومیة صعب للغاية ، فھو يتطلب دراسة مكثفة وكم
ھائل من المعلومات والباحث لا يكفي فقط أن يقیم احتمالیة
الحاجة ولكن يأخذ في الحسبان التوقعات والقیم التي توضع على
حاجات مختلفة بالإضافة إلى كیفیة تغیرھا أو اختلافھا من موقف
لآخر ، وكیف تتعارض مع بعضھا البعض .
= مفھوم المستوى الأدنى للھدف ينسب إلى المستوى الأدنى
من التعزيز المحتمل الذي ننظر له كإشباع أو إرضاء في موقف
في أحد المقررات ( C ) معین . طالب ما قد يعتبر حصوله على
عقابا له ، في حین أن شخصا أو طالبا آخر سیكون سعیدا في
حصوله على تلك الدرجة .
= مفھوم حرية الحركة مع المستوى الأدنى للھدف مفیدين للتنبؤ
بالسلوك وفھم توافق الشخصیة ، فالفرد الذي يتكیف في وضع
معین لديه حرية أعلى من الحركة ومستويات حقیقیة لأھدافه
التي ينشدھا . والذي يتكیف بشكل جید في الدراسة ھو الفرد
الذي وضع أھدافا أكاديمیة لنفسه تتعادل مع قدراته فیدخل في
كم ھائل من السلوكیات صممت لتحقیق تلك الأھداف . أما الفرد
الذي لا يتكیف فھو الذي يضع أھداف بعیدة عن الواقع .
= ھناك تواز واضح بین مفھوم روتر للشخص الذي لم يستطع
التكیف ويعاني من حرية محددة في الحركة ومع ذلك يضع أھدافا
غیر واقعیة ، ومفھوم أدلر للعصابي الذي يضع أھدافا خیالیة لا
يمكن تحقیقھا ويعاني من مشاعر النقص .
= نظرية التعلم الاجتماعي المعرفي التي ينادي بھا روتر تتضمن
مبادئ نظرية التعلم التقلیدي مع میل إلى المعرفة . ووضع روتر
يمثل نزوحا واضحا عن المذھب السلوكي الراديكالي لسكینر لكنه
يحتفظ بالأسلوب والطريقة الصارمة والسمات الكلاسیكیة للتعلم .
= نظرية روتر تثیر مزيدا من البحوث والدراسات فتأكیداته على
العوامل المعرفیة أعظم من تأكیدات بندورا ، لذا يمكن القول ،
باختصار نظريته تتماشى إلى حد كبیر مع الاتجاھات المعاصرة
في علم النفس التعلیمي .
= روتر أيضا تبنى تقديرا جديدا للاستبطان كأسلوب علمي وبعمل
ذلك فھو عمل تصحیحا صادقا للتضییق الدقیق الذي يمیز السلوك
الراديكالي ونظرية التعلم . فالمصطلحات التي استخدمھا روتر قد
عرفت عملیا وقابلة للقیاس كما تخضع للاختبارات التطبیقیة
والتجارب العملیة ، خصوصا فیما يتعلق بمفھوم مكان السیطرة .
= عمل روتر له قیمة مشجعة ومعتبرة وقد تخوله في النھاية
للتنبؤ بالسلوك .
= أيضا نظريته أثارت مزيدا من البحوث ولاقت تطبیقا عريضا في
فائدته وجدواه ، ( I E ) المكان الإكلینیكي حیث أثبت المقیاس
ولأن مفاھیم روتر وضعت بأسلوب بسیط وسھل فقد تم مقارنتھا
بنظريات عدة ومعقدة .
= وجدت مفاھیم روتر تطبیقا لھا في حقل علم النفس الإكلینیكي
، حیث يتمیز الغیر متوافقین بحرية أدنى من الحركة وقیمة الحاجة
لديھم عالیة . كما أنھم يؤمنون بأنھم غیر قادرين على الحصول
على الإراضاءات والإشباعات التي يرغبونھا من خلال محاولاتھم
الخاصة . لذلك بدلا من أن يعملون بواقعیة لتحقیق أھدافھم ،
يبحثون عن الحصول علیھم من خلال التخیل أو يتصرفون بطرق
لتجنب الفشل . وتوقع الفشل قد ينشأ من التعمیم الخاطئ
لخبرات الإحباط من جھة لأخرى ، ويطبق الغیر متوافقین غالبا
التوقعات والسلوكیات من موقف لآخر وبطريقة غیر مناسبة ،
ويمیلون إلى البحث عن مكافآت عاجلة أو آنیة ويفكرون بالنتائج
طويلة المدى لسلوكیاتھم ويؤكدون على إشباع حاجاتھم على
حساب الآخرين ، وھم غیر مدركین للشخصیة الانھزامیة في
تصرفاتھم ولإمكانیاتھم الواقعیة التي تحقق النجاح . ( انجلز ،
( 396
= تختلف نظر ية التعلم الاجتماعي المعرفي لروتر عند نظريات
التعلم الأخرى في تأكیدھا على الجمع بین ثلاثة اتجاھات رئیسیة
ھي : ( السلوك والمعرفة والدافعیة بالإضافة إلى السیاق
الاجتماعي الذي يحدث فیه التعلم ) .
= تنسحب التطبیقات العملیة لنظرية التعلم الاجتماعي المعرفي
لروتر على العديد من المجالات أھمھا : ( التعلم ، والشخصیة ،
والقیاس النفسي وعلم النفس الاجتماعي ، والصحة النفسیة
والعلاج السلوكي ) .
3 عكست نظرية التعلم الاجتماعي المعرفي لروتر تأثرا واضحا
بنظريات التعلم الارتباطي القائمة على التعزيز واستخدام
المعززات الم وجبة والسالبة في التنبؤ بالسلوك ، لكنھا أضافت
إلى معادلات التنبؤ مفھوم التوقع فضلا عن دور المعرفة أو الإدراك
القائم على الموقف المركب الذي يحدث فیه التعلم . ( الزيات ،
( 338
المراجع
-1 باربرا انجلز ، ترجمة فھد بن عبد الله الدلیم ، مدخل إلى نظريات
الشخصیة ، دار الحارثي للطباعة والنشر ، 1991 م .
-2 الزيات فتحي مصطفى ، سیكلوجیة التعلم ، 1996 م ، دار
. النشر للجامعات ، ط 1
-3 فطیم - لطفي وآخرون ، نظريات التعلم المعاصرة وتطبیقاتھا
. التربوية ،مكتبة النھضة المصرية، 1988 م ، ط 1
http://psych.fullerton.edu/jmearns/rotter.htm -5