كيفية تدريس الطلاب مضطربي السلوك مفرطي الحركة
يعاني المعلمون عامة، ومعلمو اللغة العربية خاصة، من فئة من الطلاب الذين لا يمكننا أن نصنفهم بأنهم متدنو التحصيل، أو بأن نسبة ذكائهم منخفضة، أو أنهم متأخرون عقلياً، أو أنهم من ذوي الإعاقات الحسية، ومع ذلك نجدهم شاردي الذهن، سريعي الانفعال، زائدي الحركة والنشاط بصورة غير معقولة؛ ما يؤثر سلباً على تحصيلهم وعلى سلوكهم. إنهم ما يُطلق عليهم في علم النفس: "التلاميذ مضطربو الانتباه مفرطو النشاط".
فمن هم التلاميذ مضطربو الانتباه مفرطو النشاط؟
يعرِّف الباحثون التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط بأنهم: "هؤلاء التلاميذ الذين يتصفون بمظاهر صعوبات الانتباه وفرط النشاط كما تقاس بقائمة الملاحظة لسلوك الطفل، ويستثنى من هؤلاء جميع التلاميذ ذوي الإعاقات الحسية، وكذا المتأخرون عقلياً".
خصائص التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط:
تتمثل الخصائص الأساسية في:
1- صعوبات الانتباه وشرود الذهن وعدم القدرة على التركيز والانتباه والقابلية للتشتت.
2- الاندفاعية وعدم التروِّي في التفكير والمسارعة إلى رد الفعل دون ضابط، وعدم السيطرة على الانفعالات قولاً أو عملاً.
3- فرط النشاط بصورة غير مقبولة اجتماعياً.
أما الخصائص الثانوية لهذه الفئة، فهي كثيرة، ومنها: الصعوبات الاجتماعية، نقص النضج، عدم التعاون، التمركز حول الذات، كثرة الشجار، ضعف تقدير الذات، حدة المزاج، الإحباط، النوبات الانفعالية، انخفاض مستوى التحصيل، المعارضة المتشددة، اضطرابات التواصل، التبول اللاإرادي، ... الخ .
أسباب اضطرابات الانتباه وفرط النشاط:
1- عوامل عضوية بيولوجية: الوراثة، العمليات الكيميائية الحيوية، تلف المخ.
2- عوامل بيئية: مضاعفات الحمل والوضع، التسمم، سوء التغذية والعقاقير، التعرض للإشعاع، الحوادث.
3- عوامل نفسية واجتماعية: العلاقات بين الطفل ووالديه، العلاقات بين الطفل والأطفال الآخرين، البيئة المدرسية.
الاستراتيجيات التدريسية التي تتناسب مع هذه الفئة:
فيما يلي بعض الاستراتيجيات التدريسية التي يمكن استخدامها مع هذه الفئة من التلاميذ، مع ملاحظة أن هناك أموراً أخرى يشارك في إجرائها معهم كل من المرشد النفسي، والمرشد الاجتماعي، والوالدان، والزملاء، وكل من له علاقة، ولا يتسع المجال هنا للتحدث عنها:
1- الاستنتاج:
وتعد هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات التي يمكن الاستفادة منها في تحسين الاستيعاب من خلال تدريبات، مثل: الصواب والخطأ، واستنتاج الكلمة المناسبة لتكملة الجملة. وقد استفاد الباحثون من هذه الاستراتيجية في بناء أسئلة فهم المقروء التي تعقب الفقرات القصيرة أو العبارات قليلة الجمل، وكذا في استنتاج القواعد اللغوية الخاصة بفهم بعض التراكيب اللغوية.
2- التكييف:
فحينما يكتشف القارئ إخفاقه في الاستيعاب، فعليه أن يقوم بإجراء لتعديل مساره. وقد استفيد من هذه الاستراتيجية في تدريب التلميذ على أن يكيِّف سرعة القراءة، أو مدى التركيز فيها، أو عدد المرات التي يكرر فيها القراءة، حتى يصل إلى الفهم المطلوب.
3- توليد الأسئلة:
فصياغة الأسئلة ليست مهمة مقصورة على المعلمين وحدهم، بل إن المتعلمين في حاجة أيضاً إلى مثل هذا الإجراء. ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية أيضاً في زيادة الاستيعاب للتلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط، من خلال التدريبات التي تستخدم فيها بطاقات مثل: بطاقات الأسئلة والأجوبة، بطاقات التدريب على استخدام أدوات الاستفهام، وكذا في تشجيعهم على طرح الأسئلة على المعلم وعلى بعضهم البعض.
4- الفهم في القراءة:
وأساس هذه الاستراتيجية أنه لا قراءة دون فهم، وهي تستخدم في تدريس الموضوعات القرائية لأول مرة، وهي تشبه الطريقة المتبعة حالياً في المدارس، حيث نبدأ بالتمهيد للموضوع، ثم قراءة الموضوع قراءة صامتة، وتقسيمه إلى جمل وفقرات بسيطة، كل جملة عليها مجموعة من الأسئلة، يجيب عنها التلاميذ بمجرد انتهائهم من قراءة الموضوع قراءة صامتة، ثم تبدأ إجراءات القراءة الجهرية.
5- البدء بالنموذج:
وأساس هذه الاستراتيجية "المحاكاة وإعطاء نموذج للقراءة الصحيحة يمكن أن يقلده الآخرون ويسترشدوا به في أثناء قراءتهم". وتبدأ هذه الاستراتيجية بقراءة جهرية يقوم بها المعلم بعد التمهيد للدرس، ويناقش التلاميذ في معاني الألفاظ الصعبة والأساليب الغامضة إذا شعر بحاجة التلاميذ إلى ذلك، ثم ينتقل بعد ذلك إلى تقسيم الموضوع إلى فقرات، ويدعو أقدرهم على محاكاته، وبعد أن يقرأ عدد كافٍ من التلاميذ يناقشهم المعلم في معنى المقروء، وفي أخطائهم في النطق، وعندما يثق بأن تلاميذه قد أتقنوا الفقرة الأولى فهماً ونطقاً ينتقل بهم إلى غيرها متبعاً الطريقة نفسها.
6- الجميع يقرأون معاً:
وأساس هذه الاستراتيجية "تحسين قراءة أواسط التلاميذ وضعفائهم، حيث يقوم المجيدون من القراء بتوجيه غيرهم من أفراد الجماعة. ويبدأ أسلوب القراءة الجماعية بقراءة نموذجين من قبل المعلم، يعقبها مناقشة لمضمون النص عن طريق أسئلة لقياس مدى الفهم، ثم يدعو المدرس التلاميذ إلى القراءة معاً في وقت واحد، مستخدماً إشارات يده في تنظيم سرعة تلاميذه في أثناء القراءة، وفي دفع التلاميذ الضعاف إلى المشاركة في القراءة، وملاحظة أخطاء النطق، وامتصاص النشاط الزائد في عمل مفيد. ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية بتطبيقها في حصص متفرقة، أو في جزء من الحصة كلما أحس أن هناك ضرورة تدعو إلى ذلك، على أساس أن استمرار تطبيقها لا يساعد في تحسين مهارات القراءة؛ لأنها عملية نطق للكلمات أكثر منها تدريب على إتقان المهارات، وأن ممارستها تحدث ضوضاء، كما أن التلاميذ الضعاف قد لا يقرأون، وبالتالي لا تكشف أخطاؤهم.
7- القراءة المتكررة:
تهدف هذه الاستراتيجية إلى "تحسين مستوى أداء المعسرين قرائياً عن طريق زيادة الطلاقة والدقة بالنسبة للقراءة الجهرية، بالإضافة إلى زيادة الفهم". وأهم مزاياها أنها تقدَّم للتلاميذ من مستويات مختلفة من العسر القرائي، حيث تساعد العاديين والمعسرين قرائياً، ويمكن تقديمها للصغار والراشدين، كما يسهل تطبيقها. وفي هذه الإستراتيجية يجتمع المعلم مع التلاميذ قبل البدء بالتطبيق، ويشرح لهم الهدف من هذا النوع من القراءة، وأن هذا النوع سيؤدي إلى تحسين مستواهم في القراءة بصفة عامة، ثم تقدم موضوعات القراءة المقررة بمعدل موضوع واحد في اليوم، يقوم المعلم بقراءته مرتين متتاليتين بمفرده، في حين يستمع التلاميذ إلى المعلم، يتبع ذلك قراءة التلاميذ للقطعة بصورة جماعية مع المدرس من مرة إلى خمس مرات حتى يصل المعلم بتلاميذه إلى المستوى المطلوب، بعد ذلك يقرأ كل تلميذ بمفرده في حين يستمع إليه التلاميذ الآخرون، ويقوم المعلم بتصويب الأخطاء للتلاميذ مباشرة في أثناء عملية القراءة المتكررة، ويعد هذا نوعاً من التغذية الراجعة التصحيحية التي تساعد التلاميذ بصورة كبيرة. وبعد التأكد من قراءة التلاميذ للدرس قراءة جهرية، وأنها قد أصبحت على مستوى عالٍ من الدقة، يطلب إلى الدارسين عن الأسئلة الموجودة في نهاية الدرس؛ للتأكد من أن فهم التلاميذ قد تحسن هو الآخر.
8- المباريات والألعاب اللغوية:
أكدت دراسات عديدة على أهمية الألعاب والمباريات اللغوية في إ**اب التلاميذ اللغة بجوانبها المختلفة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية. وتشترك المباريات مع الألعاب في النشاط والترويح، إلا أنها تزيد عليها بأنها تحدَّد بقواعد معينة، وتأخذ الطابع الفردي أو الجماعي، ففي نهاية المباراة يكون هناك الفائز أو فريق الفائزين. والأساس الذي تستند إليه هو ما تنادي به التربية الحديثة من ضرورة استغلال ميول التلاميذ في تعليمهم ما يراد تعليمه، ومن أبرز هذه الميول في مراحلهم المبكرة ميولهم إلى اللعب، فهم مولعون به، مفطورون عليه، يفضلونه على كل ما سواه، ومن هنا تتجه التربية إلى إدخال اللعب وأنواع النشاط في العمل المدرسي.
ولبناء مباراة لغوية في أحد الموضوعات النحوية، ينبغي مراعاة الخطوات الآتية:
- تحديد الأهداف المراد تحقيقها (معرفية، وجدانية، مهارية) ووسائل قياسها.
- تحديد الأدوات المستخدمة في المباراة (أسماك خشبية أو ورقية، بطاقات، ساعات خشبية).
- تصميم المباراة على أساس ميول التلاميذ لا ميول المعلم.
- مناسبة المباراة مع مستويات التلاميذ وقدراتهم.
- تحديد الضوابط والقواعد لممارسة المباراة بشكل صحيح.
- صياغة التعليمات بطريقة واحدة ومختصرة.
- مكافأة فريق الفائزين.
- التأكيد على عنصر المنافسة، وتحفيز ذكاء التلاميذ.
- الربط بين المباراة وبيئة التلاميذ (لعبة صيد السمك تتناسب مع تلاميذ البيئة الساحلية مثلاً).
- التقويــــم.
ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية في تدريس النحو لهذه الفئة من التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط، حيث تساهم في امتصاص نشاطهم الزائد في تعلم أشياء مفيدة، بالإضافة إلى أنها تُ**بهم كثيراً من الصفات المرغوب فيها، كالثقة بالنفس، والتعاون، والصبر، والاحتمال والمخاطرة، والاعتماد على النفس، وتقوي عندهم الملاحظة والانتباه والنظام والطاعة، وحسن المعاملة.
9- تمثيل الأدوار:
تعد هذه الإستراتيجية إستراتيجية فعالة لتدريس اللغة بجوانبها المختلفة، لأنها تحوِّل الفصل إلى مسرح يمارس فيه كل تلميذ دوراً، ويتصرف بناء على أبعاد هذا الدور. واستخدامها في تدريس النحو مثلاً يعنى مسرحة درس النحو، أي تحويله إلى حوار ممسرح، تتحدث فيه حروف الجر عن نفسها أو عن عملها على ألسنة التلاميذ، ومثل هذه المواقف المسرحية يمارس فيها التلاميذ العاديون عامة، ومضطربو الانتباه مفرطو النشاط خاصة أنماطاً لغوية وكلماتٍ وجملاً وأساليب فصيحة تيسر لهم ممارسة اللغة بنجاح.
والخطوات المتبعة في هذه الطريقة هي:
1- تحديد الأهداف المراد تحقيقها من الحوار المسرحي، وتحديد وسائل قياسها.
2- تحديد الأدوار والمواد التعليمية اللازمة لإجراء الحوار (بطاقات، صور، دبابيس ملابس).
3- بناء الحوار مع مراعاة الأسس الآتية:
- أن يكون الحوار التمثيلي بلغة سهلة تناسب قدرات التلاميذ ومستوياتهم.
- تشخيص الأدوات والمعامل النحوية، فكان وأخواتها، وظن وأخواتها، والنواصب، والجوازم، وحروف الجر ... كلها تتحدث عن نفسها وعن عملها.
- أن يتيح الحوار اشتراك عدد كبير من تلاميذ الفصل.
- أن يُضبَط الحوار بالشكل.
- تقسيم الحوار إلى مشاهد عدة، كل مشهد ينتهي باستنتاج المعلم لجزء من القاعدة.
4- اختيار مجموعة من التلاميذ، وتعريف كل تلميذ بدوره، وتدريبهم في وقت الفراغ قبل حصة النحو على الأداء التمثيلي لهذا الحوار، مع مراعاة دقة النطق، وصحة الضبط، وحسن الإلقاء.
5- عرض التلاميذ الحوار التمثيلي أمام زملائهم في الفصل في حصة النحو.
6- كتابة المعلم القاعدة على السبورة.
وتلتقي هذه الإستراتيجية مع طريقة الألعاب والمباريات اللغوية في مزاياها المتعددة، من حيث تلبية حاجات التلاميذ النفسية، وإشباع ميولهم، وبناء شخصياتهم بكثير من الصفات المرغوب فيها، وترشيد طاقاتهم الزائدة في كل ما هو نافع ومفيد.
يعاني المعلمون عامة، ومعلمو اللغة العربية خاصة، من فئة من الطلاب الذين لا يمكننا أن نصنفهم بأنهم متدنو التحصيل، أو بأن نسبة ذكائهم منخفضة، أو أنهم متأخرون عقلياً، أو أنهم من ذوي الإعاقات الحسية، ومع ذلك نجدهم شاردي الذهن، سريعي الانفعال، زائدي الحركة والنشاط بصورة غير معقولة؛ ما يؤثر سلباً على تحصيلهم وعلى سلوكهم. إنهم ما يُطلق عليهم في علم النفس: "التلاميذ مضطربو الانتباه مفرطو النشاط".
فمن هم التلاميذ مضطربو الانتباه مفرطو النشاط؟
يعرِّف الباحثون التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط بأنهم: "هؤلاء التلاميذ الذين يتصفون بمظاهر صعوبات الانتباه وفرط النشاط كما تقاس بقائمة الملاحظة لسلوك الطفل، ويستثنى من هؤلاء جميع التلاميذ ذوي الإعاقات الحسية، وكذا المتأخرون عقلياً".
خصائص التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط:
تتمثل الخصائص الأساسية في:
1- صعوبات الانتباه وشرود الذهن وعدم القدرة على التركيز والانتباه والقابلية للتشتت.
2- الاندفاعية وعدم التروِّي في التفكير والمسارعة إلى رد الفعل دون ضابط، وعدم السيطرة على الانفعالات قولاً أو عملاً.
3- فرط النشاط بصورة غير مقبولة اجتماعياً.
أما الخصائص الثانوية لهذه الفئة، فهي كثيرة، ومنها: الصعوبات الاجتماعية، نقص النضج، عدم التعاون، التمركز حول الذات، كثرة الشجار، ضعف تقدير الذات، حدة المزاج، الإحباط، النوبات الانفعالية، انخفاض مستوى التحصيل، المعارضة المتشددة، اضطرابات التواصل، التبول اللاإرادي، ... الخ .
أسباب اضطرابات الانتباه وفرط النشاط:
1- عوامل عضوية بيولوجية: الوراثة، العمليات الكيميائية الحيوية، تلف المخ.
2- عوامل بيئية: مضاعفات الحمل والوضع، التسمم، سوء التغذية والعقاقير، التعرض للإشعاع، الحوادث.
3- عوامل نفسية واجتماعية: العلاقات بين الطفل ووالديه، العلاقات بين الطفل والأطفال الآخرين، البيئة المدرسية.
الاستراتيجيات التدريسية التي تتناسب مع هذه الفئة:
فيما يلي بعض الاستراتيجيات التدريسية التي يمكن استخدامها مع هذه الفئة من التلاميذ، مع ملاحظة أن هناك أموراً أخرى يشارك في إجرائها معهم كل من المرشد النفسي، والمرشد الاجتماعي، والوالدان، والزملاء، وكل من له علاقة، ولا يتسع المجال هنا للتحدث عنها:
1- الاستنتاج:
وتعد هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات التي يمكن الاستفادة منها في تحسين الاستيعاب من خلال تدريبات، مثل: الصواب والخطأ، واستنتاج الكلمة المناسبة لتكملة الجملة. وقد استفاد الباحثون من هذه الاستراتيجية في بناء أسئلة فهم المقروء التي تعقب الفقرات القصيرة أو العبارات قليلة الجمل، وكذا في استنتاج القواعد اللغوية الخاصة بفهم بعض التراكيب اللغوية.
2- التكييف:
فحينما يكتشف القارئ إخفاقه في الاستيعاب، فعليه أن يقوم بإجراء لتعديل مساره. وقد استفيد من هذه الاستراتيجية في تدريب التلميذ على أن يكيِّف سرعة القراءة، أو مدى التركيز فيها، أو عدد المرات التي يكرر فيها القراءة، حتى يصل إلى الفهم المطلوب.
3- توليد الأسئلة:
فصياغة الأسئلة ليست مهمة مقصورة على المعلمين وحدهم، بل إن المتعلمين في حاجة أيضاً إلى مثل هذا الإجراء. ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية أيضاً في زيادة الاستيعاب للتلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط، من خلال التدريبات التي تستخدم فيها بطاقات مثل: بطاقات الأسئلة والأجوبة، بطاقات التدريب على استخدام أدوات الاستفهام، وكذا في تشجيعهم على طرح الأسئلة على المعلم وعلى بعضهم البعض.
4- الفهم في القراءة:
وأساس هذه الاستراتيجية أنه لا قراءة دون فهم، وهي تستخدم في تدريس الموضوعات القرائية لأول مرة، وهي تشبه الطريقة المتبعة حالياً في المدارس، حيث نبدأ بالتمهيد للموضوع، ثم قراءة الموضوع قراءة صامتة، وتقسيمه إلى جمل وفقرات بسيطة، كل جملة عليها مجموعة من الأسئلة، يجيب عنها التلاميذ بمجرد انتهائهم من قراءة الموضوع قراءة صامتة، ثم تبدأ إجراءات القراءة الجهرية.
5- البدء بالنموذج:
وأساس هذه الاستراتيجية "المحاكاة وإعطاء نموذج للقراءة الصحيحة يمكن أن يقلده الآخرون ويسترشدوا به في أثناء قراءتهم". وتبدأ هذه الاستراتيجية بقراءة جهرية يقوم بها المعلم بعد التمهيد للدرس، ويناقش التلاميذ في معاني الألفاظ الصعبة والأساليب الغامضة إذا شعر بحاجة التلاميذ إلى ذلك، ثم ينتقل بعد ذلك إلى تقسيم الموضوع إلى فقرات، ويدعو أقدرهم على محاكاته، وبعد أن يقرأ عدد كافٍ من التلاميذ يناقشهم المعلم في معنى المقروء، وفي أخطائهم في النطق، وعندما يثق بأن تلاميذه قد أتقنوا الفقرة الأولى فهماً ونطقاً ينتقل بهم إلى غيرها متبعاً الطريقة نفسها.
6- الجميع يقرأون معاً:
وأساس هذه الاستراتيجية "تحسين قراءة أواسط التلاميذ وضعفائهم، حيث يقوم المجيدون من القراء بتوجيه غيرهم من أفراد الجماعة. ويبدأ أسلوب القراءة الجماعية بقراءة نموذجين من قبل المعلم، يعقبها مناقشة لمضمون النص عن طريق أسئلة لقياس مدى الفهم، ثم يدعو المدرس التلاميذ إلى القراءة معاً في وقت واحد، مستخدماً إشارات يده في تنظيم سرعة تلاميذه في أثناء القراءة، وفي دفع التلاميذ الضعاف إلى المشاركة في القراءة، وملاحظة أخطاء النطق، وامتصاص النشاط الزائد في عمل مفيد. ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية بتطبيقها في حصص متفرقة، أو في جزء من الحصة كلما أحس أن هناك ضرورة تدعو إلى ذلك، على أساس أن استمرار تطبيقها لا يساعد في تحسين مهارات القراءة؛ لأنها عملية نطق للكلمات أكثر منها تدريب على إتقان المهارات، وأن ممارستها تحدث ضوضاء، كما أن التلاميذ الضعاف قد لا يقرأون، وبالتالي لا تكشف أخطاؤهم.
7- القراءة المتكررة:
تهدف هذه الاستراتيجية إلى "تحسين مستوى أداء المعسرين قرائياً عن طريق زيادة الطلاقة والدقة بالنسبة للقراءة الجهرية، بالإضافة إلى زيادة الفهم". وأهم مزاياها أنها تقدَّم للتلاميذ من مستويات مختلفة من العسر القرائي، حيث تساعد العاديين والمعسرين قرائياً، ويمكن تقديمها للصغار والراشدين، كما يسهل تطبيقها. وفي هذه الإستراتيجية يجتمع المعلم مع التلاميذ قبل البدء بالتطبيق، ويشرح لهم الهدف من هذا النوع من القراءة، وأن هذا النوع سيؤدي إلى تحسين مستواهم في القراءة بصفة عامة، ثم تقدم موضوعات القراءة المقررة بمعدل موضوع واحد في اليوم، يقوم المعلم بقراءته مرتين متتاليتين بمفرده، في حين يستمع التلاميذ إلى المعلم، يتبع ذلك قراءة التلاميذ للقطعة بصورة جماعية مع المدرس من مرة إلى خمس مرات حتى يصل المعلم بتلاميذه إلى المستوى المطلوب، بعد ذلك يقرأ كل تلميذ بمفرده في حين يستمع إليه التلاميذ الآخرون، ويقوم المعلم بتصويب الأخطاء للتلاميذ مباشرة في أثناء عملية القراءة المتكررة، ويعد هذا نوعاً من التغذية الراجعة التصحيحية التي تساعد التلاميذ بصورة كبيرة. وبعد التأكد من قراءة التلاميذ للدرس قراءة جهرية، وأنها قد أصبحت على مستوى عالٍ من الدقة، يطلب إلى الدارسين عن الأسئلة الموجودة في نهاية الدرس؛ للتأكد من أن فهم التلاميذ قد تحسن هو الآخر.
8- المباريات والألعاب اللغوية:
أكدت دراسات عديدة على أهمية الألعاب والمباريات اللغوية في إ**اب التلاميذ اللغة بجوانبها المختلفة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية. وتشترك المباريات مع الألعاب في النشاط والترويح، إلا أنها تزيد عليها بأنها تحدَّد بقواعد معينة، وتأخذ الطابع الفردي أو الجماعي، ففي نهاية المباراة يكون هناك الفائز أو فريق الفائزين. والأساس الذي تستند إليه هو ما تنادي به التربية الحديثة من ضرورة استغلال ميول التلاميذ في تعليمهم ما يراد تعليمه، ومن أبرز هذه الميول في مراحلهم المبكرة ميولهم إلى اللعب، فهم مولعون به، مفطورون عليه، يفضلونه على كل ما سواه، ومن هنا تتجه التربية إلى إدخال اللعب وأنواع النشاط في العمل المدرسي.
ولبناء مباراة لغوية في أحد الموضوعات النحوية، ينبغي مراعاة الخطوات الآتية:
- تحديد الأهداف المراد تحقيقها (معرفية، وجدانية، مهارية) ووسائل قياسها.
- تحديد الأدوات المستخدمة في المباراة (أسماك خشبية أو ورقية، بطاقات، ساعات خشبية).
- تصميم المباراة على أساس ميول التلاميذ لا ميول المعلم.
- مناسبة المباراة مع مستويات التلاميذ وقدراتهم.
- تحديد الضوابط والقواعد لممارسة المباراة بشكل صحيح.
- صياغة التعليمات بطريقة واحدة ومختصرة.
- مكافأة فريق الفائزين.
- التأكيد على عنصر المنافسة، وتحفيز ذكاء التلاميذ.
- الربط بين المباراة وبيئة التلاميذ (لعبة صيد السمك تتناسب مع تلاميذ البيئة الساحلية مثلاً).
- التقويــــم.
ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية في تدريس النحو لهذه الفئة من التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط، حيث تساهم في امتصاص نشاطهم الزائد في تعلم أشياء مفيدة، بالإضافة إلى أنها تُ**بهم كثيراً من الصفات المرغوب فيها، كالثقة بالنفس، والتعاون، والصبر، والاحتمال والمخاطرة، والاعتماد على النفس، وتقوي عندهم الملاحظة والانتباه والنظام والطاعة، وحسن المعاملة.
9- تمثيل الأدوار:
تعد هذه الإستراتيجية إستراتيجية فعالة لتدريس اللغة بجوانبها المختلفة، لأنها تحوِّل الفصل إلى مسرح يمارس فيه كل تلميذ دوراً، ويتصرف بناء على أبعاد هذا الدور. واستخدامها في تدريس النحو مثلاً يعنى مسرحة درس النحو، أي تحويله إلى حوار ممسرح، تتحدث فيه حروف الجر عن نفسها أو عن عملها على ألسنة التلاميذ، ومثل هذه المواقف المسرحية يمارس فيها التلاميذ العاديون عامة، ومضطربو الانتباه مفرطو النشاط خاصة أنماطاً لغوية وكلماتٍ وجملاً وأساليب فصيحة تيسر لهم ممارسة اللغة بنجاح.
والخطوات المتبعة في هذه الطريقة هي:
1- تحديد الأهداف المراد تحقيقها من الحوار المسرحي، وتحديد وسائل قياسها.
2- تحديد الأدوار والمواد التعليمية اللازمة لإجراء الحوار (بطاقات، صور، دبابيس ملابس).
3- بناء الحوار مع مراعاة الأسس الآتية:
- أن يكون الحوار التمثيلي بلغة سهلة تناسب قدرات التلاميذ ومستوياتهم.
- تشخيص الأدوات والمعامل النحوية، فكان وأخواتها، وظن وأخواتها، والنواصب، والجوازم، وحروف الجر ... كلها تتحدث عن نفسها وعن عملها.
- أن يتيح الحوار اشتراك عدد كبير من تلاميذ الفصل.
- أن يُضبَط الحوار بالشكل.
- تقسيم الحوار إلى مشاهد عدة، كل مشهد ينتهي باستنتاج المعلم لجزء من القاعدة.
4- اختيار مجموعة من التلاميذ، وتعريف كل تلميذ بدوره، وتدريبهم في وقت الفراغ قبل حصة النحو على الأداء التمثيلي لهذا الحوار، مع مراعاة دقة النطق، وصحة الضبط، وحسن الإلقاء.
5- عرض التلاميذ الحوار التمثيلي أمام زملائهم في الفصل في حصة النحو.
6- كتابة المعلم القاعدة على السبورة.
وتلتقي هذه الإستراتيجية مع طريقة الألعاب والمباريات اللغوية في مزاياها المتعددة، من حيث تلبية حاجات التلاميذ النفسية، وإشباع ميولهم، وبناء شخصياتهم بكثير من الصفات المرغوب فيها، وترشيد طاقاتهم الزائدة في كل ما هو نافع ومفيد.