الفرق بين طالب العلم , وطالب الأنترنت : مقال للشيخ عبد الحميد الجهني ينبغي قراءته لكل أعضاء المنتديات
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد فقد كثر الاشتغال بالتصفح في الشبكة وخرج عن نطاقه المخصص له , حتى أصبح من عوائق طلب العلم و مجلبة للاثم لما يقع في المنتديات من الخوض في اعراض العلماء و طلبة العلم -بغير حق- فارتأيت ان اعرض عليكم هذا المقال للشيخ عبد الحميد الجهني , راجين من الله النفع و الثواب آمين , يقول الشيخ -حفظه الله-:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين طالب العلم , وطالب الأنترنت
طالب العلم : يُعنى قبل كل شيء بإصلاح نفسه , ولزومها السلوك القويم , فهو قدوة للآخرين في أخلاقه وسلوكه .
ويحرص على الفائدة , ومجالسة أهل العلم والفضيلة والورع , والتزود من العلم النافع , والمحافظة على الوقت , فلا تراه إلا مستفيداً , معرضاً عما لا يعنيه , مشتغلاً فيما يعنيه , إن تكلم أفاد بكلامه , وإن كتب أفاد بكتابته , لا يعدم َمن جالسه مِن فائدة .
يقدِّر قيمة العلم , ومكانة أهله , فهو يستفيد منهم , ويحترمهم , ويدعو لهم , ويترحم على أمواتهم .
يكره الغيبة , ويمقت أهلها , ولا يرضى أن يذكر أحد عنده بسوء .
تراه متواضعاً , لا يرفع نفسه فوق منزلتها , ولا يتشبع بما لم يُعطَ , ولا يغتر بالمدح والثناء , والنفخ والإطراء , وليس يرغب في الشهرة , ولا طلب المنزلة عند الخلق , لأنه يعلم أن الرافع والواضع هو الله عز وجل , وليس فلانا من الناس .
صاحب دعوة ونصيحة للمسلمين , يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب القواعد الشرعية والأصول المرعية .
وتراه حريصاً على جمع الكلمة , وتأليف القلوب , ويكره الفرقة بين أهل السنة , لأنه يعلم أن الفرقة قرينة البدعة , والجماعة قرينة السنة ؛ ولذا قيل : أهل السنة والجماعة , وأهل البدعة الفرقة .
وتراه عفيفاً في لسانه , فلا يطلقه في كل من هب ودرج من الناس , لأنه يعلم أنه محاسب على أقواله , كما أنه محاسب على أفعاله .
ويراعي المصلحة في كل ما يقوله ويفعله , فلا يفتح بابا للشر على الناس , ولا يخوض في أمر باطل , ولا يهرف بما لا يعرف , ولا يلج بابا إلا هو على بصيرة من أمره , يعرف مدخله ومخرجه . وقد أعدَّ للسؤال جواباً بين يدي الله عز وجل .
فهذه بعض صفات طالب العلم . رزقنا الله إياها !
أما طالب الأنترنت ؛ فهو على خلاف ذلك , كما هو معلوم ومشاهد :
سفهٌ في الأخلاق , واستطالة على الأعراض , وضياع للأوقات من غير فائدة , وتهجم على الكبار والصغار من غير مراعاة لحرمة العلم أو السن أو الجاه والفضيلة , وتعالمٌ مقيت , وتتبع للعورات والزلات ؛ فهي فاكهة طالب الأنترنت المفضلة . ويبقى أيامه وأعوامه في حلْقة مفرغة , فلا هو استراح من نفسه , ولا أراح الناس من شره .
وبعد , فإن كنت ترغب أن تكون طالب علم , فدونك الطريق , وقد بانت لك معالمه .
وإن أبيت إلا أن تكون طالب أنترنت , فدونك الطريق , مليئة بالقاذورات والنجاسات , فتلطخ بها ما شئت , ولكن إياك أن تكذب على الناس فتزعم أنك طالب علم !"
المصدر : موقع الشيخ عبد الحميد الجهني
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد فقد كثر الاشتغال بالتصفح في الشبكة وخرج عن نطاقه المخصص له , حتى أصبح من عوائق طلب العلم و مجلبة للاثم لما يقع في المنتديات من الخوض في اعراض العلماء و طلبة العلم -بغير حق- فارتأيت ان اعرض عليكم هذا المقال للشيخ عبد الحميد الجهني , راجين من الله النفع و الثواب آمين , يقول الشيخ -حفظه الله-:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين طالب العلم , وطالب الأنترنت
طالب العلم : يُعنى قبل كل شيء بإصلاح نفسه , ولزومها السلوك القويم , فهو قدوة للآخرين في أخلاقه وسلوكه .
ويحرص على الفائدة , ومجالسة أهل العلم والفضيلة والورع , والتزود من العلم النافع , والمحافظة على الوقت , فلا تراه إلا مستفيداً , معرضاً عما لا يعنيه , مشتغلاً فيما يعنيه , إن تكلم أفاد بكلامه , وإن كتب أفاد بكتابته , لا يعدم َمن جالسه مِن فائدة .
يقدِّر قيمة العلم , ومكانة أهله , فهو يستفيد منهم , ويحترمهم , ويدعو لهم , ويترحم على أمواتهم .
يكره الغيبة , ويمقت أهلها , ولا يرضى أن يذكر أحد عنده بسوء .
تراه متواضعاً , لا يرفع نفسه فوق منزلتها , ولا يتشبع بما لم يُعطَ , ولا يغتر بالمدح والثناء , والنفخ والإطراء , وليس يرغب في الشهرة , ولا طلب المنزلة عند الخلق , لأنه يعلم أن الرافع والواضع هو الله عز وجل , وليس فلانا من الناس .
صاحب دعوة ونصيحة للمسلمين , يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب القواعد الشرعية والأصول المرعية .
وتراه حريصاً على جمع الكلمة , وتأليف القلوب , ويكره الفرقة بين أهل السنة , لأنه يعلم أن الفرقة قرينة البدعة , والجماعة قرينة السنة ؛ ولذا قيل : أهل السنة والجماعة , وأهل البدعة الفرقة .
وتراه عفيفاً في لسانه , فلا يطلقه في كل من هب ودرج من الناس , لأنه يعلم أنه محاسب على أقواله , كما أنه محاسب على أفعاله .
ويراعي المصلحة في كل ما يقوله ويفعله , فلا يفتح بابا للشر على الناس , ولا يخوض في أمر باطل , ولا يهرف بما لا يعرف , ولا يلج بابا إلا هو على بصيرة من أمره , يعرف مدخله ومخرجه . وقد أعدَّ للسؤال جواباً بين يدي الله عز وجل .
فهذه بعض صفات طالب العلم . رزقنا الله إياها !
أما طالب الأنترنت ؛ فهو على خلاف ذلك , كما هو معلوم ومشاهد :
سفهٌ في الأخلاق , واستطالة على الأعراض , وضياع للأوقات من غير فائدة , وتهجم على الكبار والصغار من غير مراعاة لحرمة العلم أو السن أو الجاه والفضيلة , وتعالمٌ مقيت , وتتبع للعورات والزلات ؛ فهي فاكهة طالب الأنترنت المفضلة . ويبقى أيامه وأعوامه في حلْقة مفرغة , فلا هو استراح من نفسه , ولا أراح الناس من شره .
وبعد , فإن كنت ترغب أن تكون طالب علم , فدونك الطريق , وقد بانت لك معالمه .
وإن أبيت إلا أن تكون طالب أنترنت , فدونك الطريق , مليئة بالقاذورات والنجاسات , فتلطخ بها ما شئت , ولكن إياك أن تكذب على الناس فتزعم أنك طالب علم !"
المصدر : موقع الشيخ عبد الحميد الجهني
منقول