مقدمة
تعتبر المناهج و الطرق العلمية للبحث ضرورية لبناء أساس سليم لنمو العلم، و لقد تقدمت مناهج و طرق البحث في علم نفس النمو في مراحله المتتابعة و أصبحت الآن أكثر علمية، و تهدف إلى الوصول إلى حقائق و قوانين و نظريات راسخة في علم نفس النمو
و لا يوجد منهج واحد صالح لدراسة كل مظاهر النمو بل يختلف منهج الدراسة و طريقته حسب الموضوع، لذلك من الضروري الإحاطة بأهم مناهج البحث في هذا العلم و هي:
أولا: المنهج التجريبي:
يعتبر أدق المناهج و أفضلها و ذلك لسببين رئيسين هما:
*-أنه أقرب المناهج إلى الموضوعية عكس بعض المناهج التي تتصف بدرجة عالية من الذاتية.
*- يستطيع الباحث الذي يتبع المنهج التجريبي السيطرة و التحكم في العوامل المختلفة التي يمكن ان تؤثر على الظاهرة السلوكية.
و الباحث الذي يستخدم المنهج التجريبي لا يقتصر على مجرد وصف الظواهر التي تتناولها دراستهن و إنما يدرس متغيرات هذه الظاهرة و يحدث في بعضها تغييرا مقصودان و يتحكم في متغيرات أخرى ليتوصل على العلاقات السببية بيت هذه المتغيرات.
و تسير الدراسة حسب هذا المنهج وفق التسلسل الآتي:
ظاهرة، هدف، فروض، تجربة، نتائج، حقائق، قوانين نظرية.
* الظاهرة: تدور الدراسة حول ظاهرة من ظواهر النمو يدور حولها سؤال أو مشكلة تتحدى تفكير الباحث و تدعوه إلى حلها و تعتبر المشكلة سؤال يحتاج إلى جواب مثلا: ظاهرة جناح الأحداث.
* تحديد المشكلة: يحدد الباحث المشكلة على أساس تعريف و بلورة الظاهرة بوضوح و تجميع علامات الاستفهام المحيطة بالظاهرة، مثلا: ما هي الأسباب الحقيقية لظاهرة جناح الأحداث؟
* تبيان الهدف: و عادة ما تكون أهداف البحث العلمي في مجال علم نفس النمو و علم النفس العام هي: التفسير، التنبؤ الضبط. و قد سبق التعرض لها في المحاضرة رقم 01.
* فرض الفروض: الفرض عبارة عن تفسير محتمل أو إجابة مؤقتة لإشكالية يضعها الباحث و تكون قابلة للتحقق أو الرفض بعد التجريب.
* التجربة: يقوم بها الباحث هادفا إلى تحقيق فروضه كلها أو بعضها أو رفضها كلها أو بعضها، و يشترط إن تكون التجربة موضوعية و دقيقة و يقوم الباحث فيها بالتجريب على عينة تجريبية ممثلة لمجتمع أصلي بمعنى أن لها نفس خصائصه قبل تعميم النتائج النهائية.
* نتائج البحث: و هي ما يتم التوصل إليه بعد تحليل البيانات و تفسيرها ثم صياغة القوانين و على أساسها يضع الباحث نظرية حول الظاهرة التي عالجها بالدراسة.
ثانيا:المنهج الوصفي:
يتناول المنهج الوصفي الظواهر النفسية كالخوف، الغضب، القلق، الإنطوائية و التوتر، كما يتناول دراسة التاريخ التطوري لبعض مظاهر النمو في مختلف مجالاته.
و تتم الدراسة الو صفية بطريقتين هما:
الطريقة الطولية: و في هذه الطريقة يتبع الباحث الظاهرة النمائية عبر الزمن، فلو كان الباحث ينظر في النمو اللغوي لدى طفل من الميلاد إلى 5 سنوات، فإن عليه ملاحظة نمه اللغوي طوال هذه الفترة.
و تنطبق هذه الطريقة على عينات صغيرة جدا قد تصل إلى فرد واحد و تتطلب مزيدا من الوقت و الجهد و الصبر، لكن النتائج في الغالب يصعب تعميمها.
الطريقة العرضية: يحاول الباحث استخدام هذه الطريقة توفيرا للوقت و الجهد، و ذلك من خلال تقسيم الفترة الزمنية المراد تتبع الظاهرة عبرها إلى فترات عمرية يحددها الباحث ثم يأخذ عينات كبيرة كل عينة منها تغطي فترة عمرية فرعية ثم يحسب المتوسط الحسابي لمعدل وجود الظاهرة في كل فئة ليصل في النهاية إلى استخراج متوسطات كل فئة عمرية من الفئات التي حددها الباحث لتمثل المرحلة الكلية المراد تتبع نمو الظاهرة عبرها.
و أخيرا ينتظر من الباحث أن يقدم أوصافا دقيقة للظاهرة على شكل جداول النمو تصبح معايير للظاهرة المدروسة يمكن تطبيقها على أفراد آخرين، إضافة لذلك ينتظر من الباحث الوصفي أن يكشف عن المتغيرات أو العوامل ذات العلاقة بالظاهرة و نوعية العلاقات الوظيفية لهذه المتغيرات بالنسبة للظاهرة موضوع الدراسة