التعلم :
إن التعلم من المفاهيم الأساسية في مجال علم النفس بصفة عامة و في مجال علم النفس التربوي بصفة خاصة وبالرغم من ذلك فإنه ليس من السهل وضع تعريف محدد لهذا المفهوم و لهذا تعددت تعاريفه .
إذا قرنا بين سلوك طفل صغير و بين سلوكه عندما يكبر، وجدنا أن سلوكه الذي كان يتصف بحركات عشوائية ، أصبح يمتاز بالانتظام و السرعة و الدقة ، ذلك لأنه اكتسب عدد ا كبيرا من خبرات البيئة الاجتماعية التي عاش فيها ، واقتبس مع مرور الزمن أشياء لم تكن موجودة لديه من قبل . إن هذا التبدل والتغير في السلوك الناتج عن تأثير الاكتساب و الخبرة هو ما نسميه بالتعلم .
نظرًا لتعدد تعاريف التعلم نحاول و لو باختصار أن نذكر بعضها .
التعلم هو تغير أو تعديل في السلوك و الخبرة ،ينشأ عن قيام الإنسان بنشاط معين، تتفاعل فيه شروط البيئة الخارجية مع مجموعة الاستعدادات و الدوافع الفطرية التي زود بها الكائن الحي (سعيد الرحو،2005 ).
التعلم عملية تنتج من نشاط الفرد و ينتج عنها تغيرات في سلوكه.و هو العملية التي يكتسب الفرد عن طريقها وسائل جديدة يتغلب بها عن مشكلاته ، ويرضي عن طريقها دوافعه وحاجاته (سليم ،2003 ).
التعلم هو ذلك التغير شبه الدائم في الأداء ينتج استجابة لمثير أو موقف أي يحدث تحت تأثير الخبرة أو الممارسة أو التدريب أو التمرين (أبو حطب و صادق 2002 ).
التعلم عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد لا يمكن ملاحظته مباشرة ،ولكن يستدل عليه من الأداء أو السلوك الذي يصدر من الفرد وينشأ نتيجة الممارسة ، كما يظهر في تغير أداء الفرد (أبو جادو،2005 ) .
التعلم هو تبني الفرد لأنماط جديدة من السلوك أو تعديله لما هو قائم منها ، بصورة تؤثر على مستقبل أداء هذا الفرد واتجاهاته بعد ذلك (القوصي،1983) .
نستخلص من هذه التعاريف أن لإتمام عملية التعلم بنجاح وفاعلية ، يستوجب إشراك العديد من العمليات العقلية و من بينها : التذكر و النسيان .
الدافعية أو الدافع Motivation :
إذا تمعنا في سلوك الإنسان نجد أن هذا السلوك تحركه مجموعة كبيرة من النزعات مثل( الأمومة –الجنس-حب الاجتماع-حب الاستطلاع –حب الاطلاع…الخ) التي تهدف إلى تحقيق غايات معينة فتعمل على بقاء الفرد و حفظ النوع و إن مثل هذه النزعات و غيرها هي ما تسمى( بالدافعية أو الدوافع) .
وتلعب الدوافع دورا هاما في السلوك الإنساني ، فالدافع هو الذي يوجه السلوك الإنساني ، و معرفة دوافع السلوك الإنساني يساعد على تفسير ه و فهمه. ودراسة الدوافع تهم كل إنسان ، خاصة المعلم الذي يرغب في تعليم تلاميذه عن طريق معرفة دوافعهم للتعلم و استثارة هذه الدوافع . و معرفة الإنسان لدوافع غيره من الناس تحمله على فهم سلوكهم و تفسيره . و كان مفهوم الدافعية محور لاهتمام العديد من الباحثين على اختلاف توجهاتهم الفكرية و النظرية .و لهذا تعددت تعاريف و مفاهيم الدافعية كغيرها من المفاهيم و النفسية الأساسية و اختلفت من باحث إلى أخر و من وجهة فكرية ونظرية إلى أخرى وكل حسب مجال بحثه .
يؤكد أحمد عزت راجح أن معرفة الإنسان لدوافعه الذاتية تعينه على ضبطها وتوجيهها ، أو إرجاء إشباعها ، أو تحرير السلوك الصادر عنها (منسي ،1990).
سنحاول أن نتطرق إلى تعريف بعض مفاهيم أو تعاريف الدافعية و لو باختصار.
الدافعية أو الدافع : مصطلح عام أطلق للدلالة على العلاقة الديناميكية بين الكائن الحي وبيئته ولفظ الدافع لا يعني ظاهرة سلوكية يمكن ملاحظتها ، وإنما يعني فكرة تكونت بطريقة الاستدلال (الغريب ،1971ص395) .
الدافع : هو الطاقة التي تدفع الكائن الحي لأن يسلك سلوكا معينا و في وقت معين ، فالكائن الحي يكون مدفوعا في سلوكه بقوة داخلية تجعله ينشط و يستمر في هذا النشاط حتى يتم إشباع هذا الدافع (أبو جادوا،2005) .
الدافع : هو حالة داخلية في الكائن الحي تؤدي إلى استثارة السلوك و استمراره و تنظيمه و توجيهه نحو هدف معين (أبو حطب &و صادق ،2002 ).
الدافعية : هي الحالات الداخلية أو الخارجية التي تحرك سلوكه وتوجهه نحو تحقيق هدف أو غرض معين ، وتحافظ على استمرار يته حتى يتحقق ذلك الهدف (قطامي و قطامي، 2002 ) .
الدافعية هي مجموعة الظروف الداخلية و الخارجية التي تحرك الفرد من أجل إعادة التوازن الذي اختل ، فالدافع بهذا يشير إلى نزعة للوصول إلى هدف معين ،و وهذا الهدف قد يكون إرضاء حاجات داخلية أو رغبات خارجية (توق و آخرون ،2003) .
الدافع هو تكوين فرضى يتضمن كل ما بداخل الفرد من حاجات و انفعالات و يرمز إلى العلاقة بين الفرد و البيئة (منسي ،1990).
وإذا أردنا أن ننظر إلى مفهوم الدافع أو الدافعية في ميدان التربية والتعليم وبالأخص الدافعية للتعلم فإننا نجد تباين كبير في تعاريفه و هذا راجع إلى اختلاف المدارس و النظريات المفسرة له.ومن أهم هذه التعاريف حسب النظريات المختلفة :
الدافعية من وجهة النظر السلوكية :الحالة الداخلية أو الخارجية لدى المتعلم ، التي تحرك سلوكه و أداء ته و تعمل على استمراره و توجيهه نحو تحقيق هدف أو غاية.
الدافعية من وجهة النظر المعرفية:حالة داخلية تحرك أفكار و معارف المتعلم وبناه المعرفية ، و وعيه و انتباهه ، تلح عليه لمواصلة أو استمرار الأداء ، للوصول إلى حالة توازن معرفية معينة
الدافعية من وجهة النظر الإنسانية :حالة استثارة داخلية تحرك المتعلم لاستغلال أقصى طاقته في أي موقف تعليمي يشترك فيه ، ويهدف إلى إشباع دوافعه للمعرفة و مواصلة تحقيق الذات(قطامي،1999).
النسيان oubli :
يعتبر النسيان ظاهرة نفسية إنسانية لها حسناتها و سيئاتها ، ففي الوقت التي تتجلى فوائدها في عدم تذكر خبرات مؤلمة أو أية معلومات أخرى غير مرغوب فيها ، فإن مضارها تتجلى في عدم استدعاء بعض الخبرات المهمة و اللازمة لتنفيذ استجابة ما لفظية كانت أو حركية. و تشير بعض الأدلة إلى أن عدم القدرة على استرجاع المعلومات لا يعني بالضرورة أنها تلاشت من الذاكرة و لم تعد موجودة فيها.
إن الفلاسفة و العلماء على مر العصور لفتوا النظر إلى مشكلة النسيان و أثرها على التعلم وقد قال علماء المسلمين في مقولة ( آفة العلم النسيان ). و نقدم باختصار بعض التعاريف لمفهوم النسيان .
النسيان هو العملية العكسية لعملية التذكر و الاستدعاء ،و تتمثل في الفقدان الكلي أو الجزئي ، الدائم أو المؤقت لبعض الخبرات.و عادة ما يقاس النسيان بدلالة الفرق بين ما يتم اكتسابه و ما يتم تذكره (ن.الزغلول و ع.ر الزغلول، ص 74 ،2003
النسيان هو فقدان طبيعي مؤقت أو نهائي ، جزئي أو كلي لبعض ما تم تعلمه سابقا من معارف و مهارات (سليم ، ص 537 ،2003).
النسيان هو الفشل أو عدم القدرة على استرجاع ذكرى من الذكريات الماضية ، عندها ينسحب قسم كبير من ذكرياتنا من نطاق الشعور و التذكر ، ليمكث في أعماق النفس ، و في اللاشعور ( الرحو ،ص173 ،2005).
الذاكرة و التذكر: et Mémorisation La Mémoire
تحتل مسألة الذاكرة مكانة هامة (باعتبارها من النواتج المعرفية للتعلم ) في مختلف الثقافات و العصور. و تتمثل الذاكرة حينما يستطيع المتعلم إصدار مجموعة من أنماط السلوك أو أساليب الأداء التي يمكن من خلالها ترجمة الذاكرة إلى نواتج تعلم في صورة إجرائية. و العقل ما هو إلا مخزنا للمعلومات وأن هذه المعلومات تخزن فيه ، بعد تعلمها عن طريق الحفظ.و التذكر هو أحد العمليات المعرفية التي يقوم بها الإنسان .
الذاكرة هي المحور الأساسي ذو الأهمية الكبيرة لكل العمليات العقلية ، إنها القوة التي تكمن وراء كل نشاط نفسي عقلي ، إذ بدونها يرى الفرد تكرار الحياة و لا يستطيع تعلمها ، و بدونها لا يمكن أن نمد الماضي و نستفيد منه في المستقبل مرورا بالحاضر(الرحو ،ص141 ،2005).
التذكر هو استرجاع كل ما كسبه الفرد و تعلمه في الماضي ، على هيئة صور ذهنية أو غيرها . فهو إذن يتضمن استرجاع المعلومات و المهارات و الخبرات من ألفاظ وأرقام و معاني…الخ(الرحو ، ص 140، 2005).
التذكر هو أحد المكونات الأساسية للبناء المعرفي ، كما أنه استرجاع ما سبق أن تعلمه الفرد و احتفظ به من معلومات(منسي،ص163 ،1990).
بالنسبة لكثير من علماء النفس ، كلمة ذاكرة مخصصة للاحتفاظ و الاستقدام الواعي للماضي ، وتعتبر الذاكرة من الأجزاء الأساسية و الضرورية في عملية التعلم ، ويعبر عن العملية التي نستخدمها لاستدعاء المعلومات المخزنة في الذاكرة، بعملية التذكر (سليم ، ص522 و523 ،2003) .
لا يوجد تعريف وحيد للذاكرة يمكنه أن يمثل وجهات النظر المختلفة حول هذه العملية المعقدة ، ولكننا نستطيع أن نقول بشكل عام .
أن الذاكرة هي القدرة على التمثيل الانتقائي للمعلومات التي تميز بشكل فريد خبرة معينة و الاحتفاظ بتلك المعلومات ،بطريقة منظمة في بنية الذاكرة الحالية ، و إعادة إنتاج بعض أو كل هذه المعلومات في زمن معين مستقبلا ، تحت ظروف أو شروط محددة(أبو جادو ، ص219 ،2005).
و بما أن التذكر هو العملية التي نستخدمها لاستدعاء المعلومات المخزنة في الذاكرة، فإنه مرتبط بالحفظ و الاستبقاء ، إذًا مرتبط بالتعلم . و التذكر الفعال هو نتاج تعلم فعال (سليم ،2003 ).
الذكاء Intelligence :
ترجمت كلمة ذكاء من أصلها اليوناني إلى اللغة العربية و أصبحت هذه الكلمة (ذكاء) تعني الفطنة و التوقد.
إن الذكاء باعتباره فعالية نفسية يبدو في مظاهر مختلفة و مستويات متفاوتة ، منها البسيطة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالحياة البيولوجية ، و المعقدة التي ترتقي إلى أرفع درجات التفكير. و على اختلاف مظاهره و تفاوته ، فإنه يحقق أغراضا ثلاثة هي : التلاؤم و الإبداع و الفهم .
الذكاء حسب تعريف(نايت Rex Knight ) هو القدرة على اكتشاف الصفات الملائمة للأشياء و علاقتها بعضها بالبعض ، أو صفات الأفكار الموجودة أمامنا وعلاقتها بعضها بالبعض. كما أنه القدرة على التفكير في العلاقات ، أو التفكير الإنشائي الذي يتجه إلى تحقيق هدف ما(الرحو ،ص228 ،2005).
الذكاء لدى سبنسر هو ملكة التركيب و التنظيم و التلاؤم . أما عند برغسون فهو القدرة على صنع الآلات .وعند دولا كروا فهو القدرة على التجريد .أما تعريف الذكاء عند سبيرمان هو إدراك العلاقات و المتعلقات .
الذكاء عند كلاباريد هو القدرة على التفكير في حل المشكلات الجديدة ، كما أنه القدرة على التعلم أو حسن اشتغال العقل(الرحو ، ص228 ،2005).
الذكاء هو القدرة على المعرفة و الفهم ، كما أنه القدرة على التجريد ، و القدرة على التكيف في المواقف الجديدة ، و إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهنا بها الحياة. و هو شيء من هذا كله (سليم ،2003).
وهناك عدة نظريات لتفسير الذكاء.
الانتباه Attention:
يعد الانتباه عملية حيوية تكمن أهميتها في كونها أحد المتطلبات الرئيسية للعديد من العمليات العقلية كالإدراك و التذكر و التعلم ، فبدون هذه العملية ربما لا يكون إدراك الفرد لما يدور حوله واضحا و جليا ، وقد يواجه صعوبة في عملية التذكر.
يُعدُّ الانتباه عملية توجيه و تركيز للوعي في منبه ما ، يعني تركيز الوعي على منبهات معينة و استبعاد منبهات أخرى في اللحظة نفسها . إذا هو عملية تأويلية لهذا المنبه.
رغم تعدد وجهات النظر حول تعريف الانتباه إلا أننا نحاول و لو باختصار تعريفه باعتباره من الظواهر الهامة في السلوك الإنساني بصفة عامة و في سلوك المعلم و المتعلم بصفة خاصة ، يعني في عمليات التعلم و التعليم .
الانتباه عند (وليام جيمس w.Jamse)، الذي يرى أن كل ما ندركه أو نعرفه أو نتذكره ما هو إلا نتاج لعملية الانتباه .ولا يمكن للفرد أن يوزع انتباهه إلى أكثر من مثير واحد في الوقت نفسه إلا في حالة كون أحدها مألوفا أو اعتياديا بالنسبة له (ن.الزغلول وع ر.الزغلول) .
الانتباه عند (برودبنتBroadbent ) حيث يرى أن الانتباه هو بمثابة محصلة الطاقة المحدودة لنظام معالجة المعلومات(ن.الزغلول و ع ر. الزغلول ص97،2003).
الانتباه هو استجابة مركزة و موجهة نحو مثير معين يهم الفرد وهو الحالة التي يحدث أثناءها معظم التعلم و يجري تخزينه في الذاكرة و الاحتفاظ به إلى حين الحاجة إليه.و الانتباه هو أيضا استخدام الطاقة العقلية في عملية معرفية و هو توجيه الشعور و تركيزه في شيء معين استعدادا لملاحظته أو أدائه و التفكير فيه (سليم،ص539،2003) .
الانتباه عملية وظيفية تقوم بتوجيه شعور الفرد نحو موقف سلوكي جديد أو إلى بعض أجزاء من المجال لإدراكي إذا كان الموقف مألوفا بالسبة له . و يؤكد أنور الشرقاوي أن الانتباه هو عملية بأورة أو تركيز الشعور على عمليات حاسية معينة تنشأ من المثيرات الخارجية الموجودة في المجال السلوكي للفرد و في أي وقت من الأوقات يمكن أن يغير الفرد انتباهه إلى أي من المثيرات التي تسجل(منسي،ص156،1990).
الانتباه عبارة عن مجموعة من العمليات التي تضبط نقل المعلومات من المستقبلات الحسية إلى الذاكرة قصيرة المدى و تستغرق ثانية واحدة(أبو جادوا،2005).
و قد أصبح معروفا في علم النفس أن للانتباه خصائص أساسية فهو:
1-يحسن المعالجة العقلية تقديم الأحسن من الانتباه).
2-يستنزف الجهد:(التركيز الطويل للانتباه يترك الإنسان تعبا).
3-يتصف بالحدودية : (التركيز في أمر ما يبقي إلا القليل من الانتباه للتوجه إلى أمر آخر غيره)(الرحو،ص132،2005).
الإحساس Sensation و الإدراكPerception .
يحدث الإحساس عندما تتأثر أعضاء الحس و هي (الأنف-الأذن-الجلد-العينان-اللسان) بالمنبهات الخارجية أو الداخلية التي تترك آثارا فيزيولوجية فيها ، وعندما يحس الإنسان بالأشياء ، و يطلع على العالم الخارجي و العالم الداخلي.
و يمكن اعتبار الإحساس من أبسط العمليات النفسية ، ينشأ كنتيجة لتأثير الأشياء أو الظواهر ، أو الأحداث المتواترة في العالم الخارجي.أو كذلك لتأثير الحالات و التغيرات الحشوية الداخلية، و بترتب على هذا التأثير انعكاس للخصائص الفردية لهذه الأشياء أو الظاهرات أو الأحداث الخارجية أو الداخلية .
يحتل موضوع الإدراك أهمية كبرى لدى المختصين بالدراسات النفسية عموما و المهتمين بعلم النفس المعرفي على وجه الخصوص ، فهو يمثل العملية الرئيسية التي من خلالها يتم تمثل الأشياء في العالم الخارجي و إعطاءها المعاني الخاصة بها.
تتأثر عملية الإدراك بنوعين من العوامل ، عوامل خارجية أو موضوعية تتعلق بخصائص المنبه من حيث شكله أو لونه أو حجمه أو صوته أو رائحته ، إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة بالمنبهات المختلفة .كما تتأثر عملية الإدراك أيضا بمؤثرات ذاتية تتصل بحالة الفرد
الذي يقوم بعملية الإدراك ، من حيث الخبرة الماضية و سلامة الحواس و سمات الشخصية و التوقعات و المزاج و المشاعر. تشترك غالبية تعريفات الإدراك على اعتبار عملية تحويل الانطباعات الحسية إلى تمثيلات عقلية معينة من خلال تفسيرها وإعطاءها المعاني الخاصة بها. ونلخص باختصار بعض تعاريف الإحساس و الإدراك.
الإحساس هو عملية التقاط أو تجميع للمعطيات الحسية التي ترد إلى الجهاز العصبي المركزي عن طريق أعضاء الحس المختلفة (منسي،ص135،1990).
الإحساس هو انطباع نفسي للمؤثرات الحسية ، أي الاستجابة النفسية لمنبه يقع على العضو الحساس و ينتقل إلى الدماغ (الرحو،ص114،2005).
الإحساس هو الأثر النفسي الذي ينشأ مباشرة من انفعال أحد حواس الإنسان و تأثر مراكز الحس في الدماغ ، وهو استقبال المثيرات بواسطة حاسة من الحواس الخمس(أبو جادوا ،2005).
هناك عدة أشكال للإحساس و من بينها- الاحساسات الحركية – الاحساسات العضوية – الإحساس بالتوازن .
هناك أربعة تعاريف للإدراك مأخوذة من كتاب (الزغلول و الزغلول،2003) لكنها لباحثين آخرين.
الإدراك هو عملية تجميع الانطباعات الحسية و تحويلها إلى صورة عقلية.
الإدراك هو عملية تفسير و فهم للمعلومات الحسية .
الإدراك هو عملية تفسير المعلومات التي تأتي بها المجسات الحسية .
الإدراك هو عملية التوصل إلى المعاني من تحويل الانطباعات الحسية التي تأتي بها الحواس عن الأشياء الخارجية إلى تمثيلات عقلية معينة ، و هي عملية لا شعورية و لكن نتائجها شعورية.
و الإدراك عملية نفسية بالغة التعقيد تتألف من ثلاثة أبعاد مترابطة معا و هي :
-العمليات الحسية –العمليات الرمزية –العمليات الانفعالية .
نستخلص أن الإحساس عملية استقبال للمنبهات التي تقع على إحدى الحواس ، والإدراك عملية ترجمة للمحسوسات التي تنتقل إلى الدماغ ، على شكل رسائل مرمزة ماهيتها نبضات كهربائية تسري عبر الأعصاب الحسية التي تصل ما بين أعضاء الحس والدماغ .
إن التعلم من المفاهيم الأساسية في مجال علم النفس بصفة عامة و في مجال علم النفس التربوي بصفة خاصة وبالرغم من ذلك فإنه ليس من السهل وضع تعريف محدد لهذا المفهوم و لهذا تعددت تعاريفه .
إذا قرنا بين سلوك طفل صغير و بين سلوكه عندما يكبر، وجدنا أن سلوكه الذي كان يتصف بحركات عشوائية ، أصبح يمتاز بالانتظام و السرعة و الدقة ، ذلك لأنه اكتسب عدد ا كبيرا من خبرات البيئة الاجتماعية التي عاش فيها ، واقتبس مع مرور الزمن أشياء لم تكن موجودة لديه من قبل . إن هذا التبدل والتغير في السلوك الناتج عن تأثير الاكتساب و الخبرة هو ما نسميه بالتعلم .
نظرًا لتعدد تعاريف التعلم نحاول و لو باختصار أن نذكر بعضها .
التعلم هو تغير أو تعديل في السلوك و الخبرة ،ينشأ عن قيام الإنسان بنشاط معين، تتفاعل فيه شروط البيئة الخارجية مع مجموعة الاستعدادات و الدوافع الفطرية التي زود بها الكائن الحي (سعيد الرحو،2005 ).
التعلم عملية تنتج من نشاط الفرد و ينتج عنها تغيرات في سلوكه.و هو العملية التي يكتسب الفرد عن طريقها وسائل جديدة يتغلب بها عن مشكلاته ، ويرضي عن طريقها دوافعه وحاجاته (سليم ،2003 ).
التعلم هو ذلك التغير شبه الدائم في الأداء ينتج استجابة لمثير أو موقف أي يحدث تحت تأثير الخبرة أو الممارسة أو التدريب أو التمرين (أبو حطب و صادق 2002 ).
التعلم عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد لا يمكن ملاحظته مباشرة ،ولكن يستدل عليه من الأداء أو السلوك الذي يصدر من الفرد وينشأ نتيجة الممارسة ، كما يظهر في تغير أداء الفرد (أبو جادو،2005 ) .
التعلم هو تبني الفرد لأنماط جديدة من السلوك أو تعديله لما هو قائم منها ، بصورة تؤثر على مستقبل أداء هذا الفرد واتجاهاته بعد ذلك (القوصي،1983) .
نستخلص من هذه التعاريف أن لإتمام عملية التعلم بنجاح وفاعلية ، يستوجب إشراك العديد من العمليات العقلية و من بينها : التذكر و النسيان .
الدافعية أو الدافع Motivation :
إذا تمعنا في سلوك الإنسان نجد أن هذا السلوك تحركه مجموعة كبيرة من النزعات مثل( الأمومة –الجنس-حب الاجتماع-حب الاستطلاع –حب الاطلاع…الخ) التي تهدف إلى تحقيق غايات معينة فتعمل على بقاء الفرد و حفظ النوع و إن مثل هذه النزعات و غيرها هي ما تسمى( بالدافعية أو الدوافع) .
وتلعب الدوافع دورا هاما في السلوك الإنساني ، فالدافع هو الذي يوجه السلوك الإنساني ، و معرفة دوافع السلوك الإنساني يساعد على تفسير ه و فهمه. ودراسة الدوافع تهم كل إنسان ، خاصة المعلم الذي يرغب في تعليم تلاميذه عن طريق معرفة دوافعهم للتعلم و استثارة هذه الدوافع . و معرفة الإنسان لدوافع غيره من الناس تحمله على فهم سلوكهم و تفسيره . و كان مفهوم الدافعية محور لاهتمام العديد من الباحثين على اختلاف توجهاتهم الفكرية و النظرية .و لهذا تعددت تعاريف و مفاهيم الدافعية كغيرها من المفاهيم و النفسية الأساسية و اختلفت من باحث إلى أخر و من وجهة فكرية ونظرية إلى أخرى وكل حسب مجال بحثه .
يؤكد أحمد عزت راجح أن معرفة الإنسان لدوافعه الذاتية تعينه على ضبطها وتوجيهها ، أو إرجاء إشباعها ، أو تحرير السلوك الصادر عنها (منسي ،1990).
سنحاول أن نتطرق إلى تعريف بعض مفاهيم أو تعاريف الدافعية و لو باختصار.
الدافعية أو الدافع : مصطلح عام أطلق للدلالة على العلاقة الديناميكية بين الكائن الحي وبيئته ولفظ الدافع لا يعني ظاهرة سلوكية يمكن ملاحظتها ، وإنما يعني فكرة تكونت بطريقة الاستدلال (الغريب ،1971ص395) .
الدافع : هو الطاقة التي تدفع الكائن الحي لأن يسلك سلوكا معينا و في وقت معين ، فالكائن الحي يكون مدفوعا في سلوكه بقوة داخلية تجعله ينشط و يستمر في هذا النشاط حتى يتم إشباع هذا الدافع (أبو جادوا،2005) .
الدافع : هو حالة داخلية في الكائن الحي تؤدي إلى استثارة السلوك و استمراره و تنظيمه و توجيهه نحو هدف معين (أبو حطب &و صادق ،2002 ).
الدافعية : هي الحالات الداخلية أو الخارجية التي تحرك سلوكه وتوجهه نحو تحقيق هدف أو غرض معين ، وتحافظ على استمرار يته حتى يتحقق ذلك الهدف (قطامي و قطامي، 2002 ) .
الدافعية هي مجموعة الظروف الداخلية و الخارجية التي تحرك الفرد من أجل إعادة التوازن الذي اختل ، فالدافع بهذا يشير إلى نزعة للوصول إلى هدف معين ،و وهذا الهدف قد يكون إرضاء حاجات داخلية أو رغبات خارجية (توق و آخرون ،2003) .
الدافع هو تكوين فرضى يتضمن كل ما بداخل الفرد من حاجات و انفعالات و يرمز إلى العلاقة بين الفرد و البيئة (منسي ،1990).
وإذا أردنا أن ننظر إلى مفهوم الدافع أو الدافعية في ميدان التربية والتعليم وبالأخص الدافعية للتعلم فإننا نجد تباين كبير في تعاريفه و هذا راجع إلى اختلاف المدارس و النظريات المفسرة له.ومن أهم هذه التعاريف حسب النظريات المختلفة :
الدافعية من وجهة النظر السلوكية :الحالة الداخلية أو الخارجية لدى المتعلم ، التي تحرك سلوكه و أداء ته و تعمل على استمراره و توجيهه نحو تحقيق هدف أو غاية.
الدافعية من وجهة النظر المعرفية:حالة داخلية تحرك أفكار و معارف المتعلم وبناه المعرفية ، و وعيه و انتباهه ، تلح عليه لمواصلة أو استمرار الأداء ، للوصول إلى حالة توازن معرفية معينة
الدافعية من وجهة النظر الإنسانية :حالة استثارة داخلية تحرك المتعلم لاستغلال أقصى طاقته في أي موقف تعليمي يشترك فيه ، ويهدف إلى إشباع دوافعه للمعرفة و مواصلة تحقيق الذات(قطامي،1999).
النسيان oubli :
يعتبر النسيان ظاهرة نفسية إنسانية لها حسناتها و سيئاتها ، ففي الوقت التي تتجلى فوائدها في عدم تذكر خبرات مؤلمة أو أية معلومات أخرى غير مرغوب فيها ، فإن مضارها تتجلى في عدم استدعاء بعض الخبرات المهمة و اللازمة لتنفيذ استجابة ما لفظية كانت أو حركية. و تشير بعض الأدلة إلى أن عدم القدرة على استرجاع المعلومات لا يعني بالضرورة أنها تلاشت من الذاكرة و لم تعد موجودة فيها.
إن الفلاسفة و العلماء على مر العصور لفتوا النظر إلى مشكلة النسيان و أثرها على التعلم وقد قال علماء المسلمين في مقولة ( آفة العلم النسيان ). و نقدم باختصار بعض التعاريف لمفهوم النسيان .
النسيان هو العملية العكسية لعملية التذكر و الاستدعاء ،و تتمثل في الفقدان الكلي أو الجزئي ، الدائم أو المؤقت لبعض الخبرات.و عادة ما يقاس النسيان بدلالة الفرق بين ما يتم اكتسابه و ما يتم تذكره (ن.الزغلول و ع.ر الزغلول، ص 74 ،2003
النسيان هو فقدان طبيعي مؤقت أو نهائي ، جزئي أو كلي لبعض ما تم تعلمه سابقا من معارف و مهارات (سليم ، ص 537 ،2003).
النسيان هو الفشل أو عدم القدرة على استرجاع ذكرى من الذكريات الماضية ، عندها ينسحب قسم كبير من ذكرياتنا من نطاق الشعور و التذكر ، ليمكث في أعماق النفس ، و في اللاشعور ( الرحو ،ص173 ،2005).
الذاكرة و التذكر: et Mémorisation La Mémoire
تحتل مسألة الذاكرة مكانة هامة (باعتبارها من النواتج المعرفية للتعلم ) في مختلف الثقافات و العصور. و تتمثل الذاكرة حينما يستطيع المتعلم إصدار مجموعة من أنماط السلوك أو أساليب الأداء التي يمكن من خلالها ترجمة الذاكرة إلى نواتج تعلم في صورة إجرائية. و العقل ما هو إلا مخزنا للمعلومات وأن هذه المعلومات تخزن فيه ، بعد تعلمها عن طريق الحفظ.و التذكر هو أحد العمليات المعرفية التي يقوم بها الإنسان .
الذاكرة هي المحور الأساسي ذو الأهمية الكبيرة لكل العمليات العقلية ، إنها القوة التي تكمن وراء كل نشاط نفسي عقلي ، إذ بدونها يرى الفرد تكرار الحياة و لا يستطيع تعلمها ، و بدونها لا يمكن أن نمد الماضي و نستفيد منه في المستقبل مرورا بالحاضر(الرحو ،ص141 ،2005).
التذكر هو استرجاع كل ما كسبه الفرد و تعلمه في الماضي ، على هيئة صور ذهنية أو غيرها . فهو إذن يتضمن استرجاع المعلومات و المهارات و الخبرات من ألفاظ وأرقام و معاني…الخ(الرحو ، ص 140، 2005).
التذكر هو أحد المكونات الأساسية للبناء المعرفي ، كما أنه استرجاع ما سبق أن تعلمه الفرد و احتفظ به من معلومات(منسي،ص163 ،1990).
بالنسبة لكثير من علماء النفس ، كلمة ذاكرة مخصصة للاحتفاظ و الاستقدام الواعي للماضي ، وتعتبر الذاكرة من الأجزاء الأساسية و الضرورية في عملية التعلم ، ويعبر عن العملية التي نستخدمها لاستدعاء المعلومات المخزنة في الذاكرة، بعملية التذكر (سليم ، ص522 و523 ،2003) .
لا يوجد تعريف وحيد للذاكرة يمكنه أن يمثل وجهات النظر المختلفة حول هذه العملية المعقدة ، ولكننا نستطيع أن نقول بشكل عام .
أن الذاكرة هي القدرة على التمثيل الانتقائي للمعلومات التي تميز بشكل فريد خبرة معينة و الاحتفاظ بتلك المعلومات ،بطريقة منظمة في بنية الذاكرة الحالية ، و إعادة إنتاج بعض أو كل هذه المعلومات في زمن معين مستقبلا ، تحت ظروف أو شروط محددة(أبو جادو ، ص219 ،2005).
و بما أن التذكر هو العملية التي نستخدمها لاستدعاء المعلومات المخزنة في الذاكرة، فإنه مرتبط بالحفظ و الاستبقاء ، إذًا مرتبط بالتعلم . و التذكر الفعال هو نتاج تعلم فعال (سليم ،2003 ).
الذكاء Intelligence :
ترجمت كلمة ذكاء من أصلها اليوناني إلى اللغة العربية و أصبحت هذه الكلمة (ذكاء) تعني الفطنة و التوقد.
إن الذكاء باعتباره فعالية نفسية يبدو في مظاهر مختلفة و مستويات متفاوتة ، منها البسيطة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالحياة البيولوجية ، و المعقدة التي ترتقي إلى أرفع درجات التفكير. و على اختلاف مظاهره و تفاوته ، فإنه يحقق أغراضا ثلاثة هي : التلاؤم و الإبداع و الفهم .
الذكاء حسب تعريف(نايت Rex Knight ) هو القدرة على اكتشاف الصفات الملائمة للأشياء و علاقتها بعضها بالبعض ، أو صفات الأفكار الموجودة أمامنا وعلاقتها بعضها بالبعض. كما أنه القدرة على التفكير في العلاقات ، أو التفكير الإنشائي الذي يتجه إلى تحقيق هدف ما(الرحو ،ص228 ،2005).
الذكاء لدى سبنسر هو ملكة التركيب و التنظيم و التلاؤم . أما عند برغسون فهو القدرة على صنع الآلات .وعند دولا كروا فهو القدرة على التجريد .أما تعريف الذكاء عند سبيرمان هو إدراك العلاقات و المتعلقات .
الذكاء عند كلاباريد هو القدرة على التفكير في حل المشكلات الجديدة ، كما أنه القدرة على التعلم أو حسن اشتغال العقل(الرحو ، ص228 ،2005).
الذكاء هو القدرة على المعرفة و الفهم ، كما أنه القدرة على التجريد ، و القدرة على التكيف في المواقف الجديدة ، و إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهنا بها الحياة. و هو شيء من هذا كله (سليم ،2003).
وهناك عدة نظريات لتفسير الذكاء.
الانتباه Attention:
يعد الانتباه عملية حيوية تكمن أهميتها في كونها أحد المتطلبات الرئيسية للعديد من العمليات العقلية كالإدراك و التذكر و التعلم ، فبدون هذه العملية ربما لا يكون إدراك الفرد لما يدور حوله واضحا و جليا ، وقد يواجه صعوبة في عملية التذكر.
يُعدُّ الانتباه عملية توجيه و تركيز للوعي في منبه ما ، يعني تركيز الوعي على منبهات معينة و استبعاد منبهات أخرى في اللحظة نفسها . إذا هو عملية تأويلية لهذا المنبه.
رغم تعدد وجهات النظر حول تعريف الانتباه إلا أننا نحاول و لو باختصار تعريفه باعتباره من الظواهر الهامة في السلوك الإنساني بصفة عامة و في سلوك المعلم و المتعلم بصفة خاصة ، يعني في عمليات التعلم و التعليم .
الانتباه عند (وليام جيمس w.Jamse)، الذي يرى أن كل ما ندركه أو نعرفه أو نتذكره ما هو إلا نتاج لعملية الانتباه .ولا يمكن للفرد أن يوزع انتباهه إلى أكثر من مثير واحد في الوقت نفسه إلا في حالة كون أحدها مألوفا أو اعتياديا بالنسبة له (ن.الزغلول وع ر.الزغلول) .
الانتباه عند (برودبنتBroadbent ) حيث يرى أن الانتباه هو بمثابة محصلة الطاقة المحدودة لنظام معالجة المعلومات(ن.الزغلول و ع ر. الزغلول ص97،2003).
الانتباه هو استجابة مركزة و موجهة نحو مثير معين يهم الفرد وهو الحالة التي يحدث أثناءها معظم التعلم و يجري تخزينه في الذاكرة و الاحتفاظ به إلى حين الحاجة إليه.و الانتباه هو أيضا استخدام الطاقة العقلية في عملية معرفية و هو توجيه الشعور و تركيزه في شيء معين استعدادا لملاحظته أو أدائه و التفكير فيه (سليم،ص539،2003) .
الانتباه عملية وظيفية تقوم بتوجيه شعور الفرد نحو موقف سلوكي جديد أو إلى بعض أجزاء من المجال لإدراكي إذا كان الموقف مألوفا بالسبة له . و يؤكد أنور الشرقاوي أن الانتباه هو عملية بأورة أو تركيز الشعور على عمليات حاسية معينة تنشأ من المثيرات الخارجية الموجودة في المجال السلوكي للفرد و في أي وقت من الأوقات يمكن أن يغير الفرد انتباهه إلى أي من المثيرات التي تسجل(منسي،ص156،1990).
الانتباه عبارة عن مجموعة من العمليات التي تضبط نقل المعلومات من المستقبلات الحسية إلى الذاكرة قصيرة المدى و تستغرق ثانية واحدة(أبو جادوا،2005).
و قد أصبح معروفا في علم النفس أن للانتباه خصائص أساسية فهو:
1-يحسن المعالجة العقلية تقديم الأحسن من الانتباه).
2-يستنزف الجهد:(التركيز الطويل للانتباه يترك الإنسان تعبا).
3-يتصف بالحدودية : (التركيز في أمر ما يبقي إلا القليل من الانتباه للتوجه إلى أمر آخر غيره)(الرحو،ص132،2005).
الإحساس Sensation و الإدراكPerception .
يحدث الإحساس عندما تتأثر أعضاء الحس و هي (الأنف-الأذن-الجلد-العينان-اللسان) بالمنبهات الخارجية أو الداخلية التي تترك آثارا فيزيولوجية فيها ، وعندما يحس الإنسان بالأشياء ، و يطلع على العالم الخارجي و العالم الداخلي.
و يمكن اعتبار الإحساس من أبسط العمليات النفسية ، ينشأ كنتيجة لتأثير الأشياء أو الظواهر ، أو الأحداث المتواترة في العالم الخارجي.أو كذلك لتأثير الحالات و التغيرات الحشوية الداخلية، و بترتب على هذا التأثير انعكاس للخصائص الفردية لهذه الأشياء أو الظاهرات أو الأحداث الخارجية أو الداخلية .
يحتل موضوع الإدراك أهمية كبرى لدى المختصين بالدراسات النفسية عموما و المهتمين بعلم النفس المعرفي على وجه الخصوص ، فهو يمثل العملية الرئيسية التي من خلالها يتم تمثل الأشياء في العالم الخارجي و إعطاءها المعاني الخاصة بها.
تتأثر عملية الإدراك بنوعين من العوامل ، عوامل خارجية أو موضوعية تتعلق بخصائص المنبه من حيث شكله أو لونه أو حجمه أو صوته أو رائحته ، إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة بالمنبهات المختلفة .كما تتأثر عملية الإدراك أيضا بمؤثرات ذاتية تتصل بحالة الفرد
الذي يقوم بعملية الإدراك ، من حيث الخبرة الماضية و سلامة الحواس و سمات الشخصية و التوقعات و المزاج و المشاعر. تشترك غالبية تعريفات الإدراك على اعتبار عملية تحويل الانطباعات الحسية إلى تمثيلات عقلية معينة من خلال تفسيرها وإعطاءها المعاني الخاصة بها. ونلخص باختصار بعض تعاريف الإحساس و الإدراك.
الإحساس هو عملية التقاط أو تجميع للمعطيات الحسية التي ترد إلى الجهاز العصبي المركزي عن طريق أعضاء الحس المختلفة (منسي،ص135،1990).
الإحساس هو انطباع نفسي للمؤثرات الحسية ، أي الاستجابة النفسية لمنبه يقع على العضو الحساس و ينتقل إلى الدماغ (الرحو،ص114،2005).
الإحساس هو الأثر النفسي الذي ينشأ مباشرة من انفعال أحد حواس الإنسان و تأثر مراكز الحس في الدماغ ، وهو استقبال المثيرات بواسطة حاسة من الحواس الخمس(أبو جادوا ،2005).
هناك عدة أشكال للإحساس و من بينها- الاحساسات الحركية – الاحساسات العضوية – الإحساس بالتوازن .
هناك أربعة تعاريف للإدراك مأخوذة من كتاب (الزغلول و الزغلول،2003) لكنها لباحثين آخرين.
الإدراك هو عملية تجميع الانطباعات الحسية و تحويلها إلى صورة عقلية.
الإدراك هو عملية تفسير و فهم للمعلومات الحسية .
الإدراك هو عملية تفسير المعلومات التي تأتي بها المجسات الحسية .
الإدراك هو عملية التوصل إلى المعاني من تحويل الانطباعات الحسية التي تأتي بها الحواس عن الأشياء الخارجية إلى تمثيلات عقلية معينة ، و هي عملية لا شعورية و لكن نتائجها شعورية.
و الإدراك عملية نفسية بالغة التعقيد تتألف من ثلاثة أبعاد مترابطة معا و هي :
-العمليات الحسية –العمليات الرمزية –العمليات الانفعالية .
نستخلص أن الإحساس عملية استقبال للمنبهات التي تقع على إحدى الحواس ، والإدراك عملية ترجمة للمحسوسات التي تنتقل إلى الدماغ ، على شكل رسائل مرمزة ماهيتها نبضات كهربائية تسري عبر الأعصاب الحسية التي تصل ما بين أعضاء الحس والدماغ .