ما
أسباب المصائب العامة في النفس والأهل والولد والمال والمسببة للهموم
(القلق) والغموم (الاكتئاب) والأمراض النفسية المنتشرة بكثرة والمتزايدة
وأسباب كثرة المشاكل الأسرية المتنوعة والطلاق وقلة التوفيق في وظيفة أو
دراسة وضيق ذات اليد... كل المصائب بالذنوب ما وقعت مصيبة إلا بذنب ولا
رفعت إلا بتوبة ويعفو عن كثير: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (الشورى، الآية: 30).


لا
بد من الاختبار{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ
مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (محمد، الآية: 31).


بشارة
للصابرين {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ} (البقرة، الآية: 155).


كل
شيء مكتوب في اللوح المحفوظ: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ
وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ
ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (الحديد، الآية: 22).


من
صبر على الأقدار عوض إيمانا ويقينا: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلا
بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (التغابن، الآية: 11) {الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ} (البقرة، الآية 156).


قال
عن الكفار {وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ
أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً
فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (القصص، الآية 47).


قال
عن المنافقين: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم
مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ
إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران، الآية: 165).
{فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ
ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً
وَتَوْفِيقاً} (النساء، الآية 62). {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ
فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ
لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً} (النساء، الآية 72).


إن
الإنسان الذي يؤمن بالله تعالى وحده لا شريك له إيمانا صافيا من كل
الشوائب يكون مطمئن القلب هادئ النفس ولا يكون قلقا ولا متبرما من الحياة
بل يكون راضيا بما قدر الله له شاكرا للخير صابرا على البلاء.


إن
خضوع المؤمن لله تعالى يقوده للراحة النفسية التي هي المقوم الأساسي
للإنسان العامل النشيط الذي يحس بان الحياة لها معنى وغاية يسعى لتحقيقها
قال الله تعالى: "الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم
مهتدون".. إن الإيمان يجعل الإنسان صاحب مبدأ يسعى لتحقيقه فتكون لحياته
معنى ساميا نبيلا يدفعه إلى العمل الصالح وبذلك يبتعد عن الأنانية الضيقة
وتكون حياته لصالح مجتمعه وأمته التي يعيش فيها فالإنسان عندما يعيش لنفسه
تصبح أيامه معدودة أما عندما يعيش لفكرته التي يحملها فإن الحياة تبدو
طويلة جميلة تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد إلى بعد مفارقته للحياة
وبذلك يتضاعف شعوره بأيامه وساعاته ولحظاته.


إن
الإيمان ليس فقط سببا لجلب السعادة بل هو كذلك سبب لدفع موانعها ذلك أن
المؤمن يعلم أنه مبتلى في حياته وأن هذه الابتلاءات تعد من أسباب الممارسات
الإيمانية فتتكون لديه المعاني المكونة للقوى النفسية المتمثلة في الصبر
والعزم والثقة بالله والتوكل عليه والاستغاثة به والخوف منه وهذه المعاني
تعد من أقوى الوسائل لتحقيق الغايات الحياتية النبيلة.