تحقيق التنور العلمي والتقني.. الهدف الاستراتيجي لتعليم العلوم في القرن الحادي والعشرين

بقلم : د . علي حسن الأحمدي 2009.03.31. 5 /4 /1430

شكلت فكرة إعداد المواطن المتنور علميًا وثقافيًا بعدًا مهمًا على المستوى العالمي، وأصبحت هدفًا للمتخصصين والتربويين، ومن ثم هدفًا أساسيًا لتعليم العلوم، يُسعى إلى تحقيقه من خلال التربية العلمية والتقنية التي باتت أساسًا لهذا المستقبل، لكونها تأثرت بالتغيرات العلمية والتقنية التي زامنت هذا العصر وأحدثت فيه العديد من التغييرات الإيجابية والسلبية.

وبات التنور العلمي والتقني ضرورة حتمية للمواطن العادي في أي مجتمع، حتى يمكنه مسايرة العصر، ومواكبة ما يدور حوله من التغيرات العلمية والتقنية، فهو من الأساسيات التي لا غنى عنها في مجال إعداد الفرد للحياة المعاصرة.

و إلمام الأفراد بالتطورات العلمية والتقنية المعاصرة سيقود إلى إعداد وتربية أفراد متنورين في هذه المجالات، قادرين على التفكير المبدع والخلاق، وتوليد أفكار جديدة تسهم في تنميتهم وتنمية مجتمعهم، ملمين بالآثار الناجمة عنها، مدركين للعلاقات المتداخلة بين العلم والتقنية، وهو ما تحتاجه الأجيال الحالية في حاضرها ومستقبلها، وهو ما يوجب جعل هذا المطلب هدفًا رئيسيًا لمناهج العلوم وعملية تعليمها وتعلمها.



التربية العلمية والتربية التقنية:

تشكل التربية العلمية والتربية التقنية الأساس الذي تعتمد عليه عمليات إصلاح تعليم العلوم في القرن الحالي، ومن ثم تعتبر القاعدة التي سيتم الانطلاق منها لتحقيق الهدف المتمثل في تحقيق التنور العلمي والتقني للمتعلمين.

وقد برز الاهتمام بالتربية العلمية، والتربية التقنية، كمجالات جديدة، أخذت تفرض نفسها في ميادين التعلم والتعليم عمومًا، وميدان تدريس العلوم على وجه التحديد. ولم تلق هذه المجالات في تاريخ البشرية اهتمامًا قدر ما تلاقيه في الوقت الراهن سواء في المجتمعات المتقدمة، أو المجتمعات النامية، يتمثل ذلك في محاولة التربية، والقائمين عليها في كل تلك المجتمعات، مواكبة التغيرات والتطورات العلمية والتقنية المتلاحقة، بغية إيجاد الفرد المتنور علميًا وتقنيًا، وهو الأمر الذي يعد غاية أهداف التربية العلمية، والتربية التقنية وهو في ذات الوقت الهدف الرئيسي لتعليم العلوم الذي تسعى جميع النظم التعليمية إلى تحقيقه اليوم.

والتربية العلمية (Scientific Education) كفلسفة تربوية برزت في النصف الثاني من القرن الماضي، كاتجاه جديد لإصلاح تعليم العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي في حقيقتها أسمى غايات تعليم العلوم، فهي ليست مفهومًا اصطلاحيًا يمكن الاتفاق عليه بصورة علمية أو إجرائية، بل هي غاية تتحقق من خلال عمليات تعليم وتعلم العلوم، ويتضح مفهومها بحسب فلسفة المنُظر وما ينبغي أن يتحقق من خلالها. ولذلك تعددت التعريفات التي وضعت للتربية العلمية، فقد عرفت بأنها «فرع من المعرفة يهتم بدراسة التفاعل بين العلم والمجتمع».

وعُرفت بأنها العملية التي تهدف إلى تربية الفرد علميًا، من خلال الاهتمام بفهم طبيعة العلم وسماته، وبحيث تكون لدى الفرد القدرة على توظيف المعلومات التي اكتسبها بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع، كما يتكون لديه تجاه إيجابي نحو أهمية كل من العلم والتقنية، والتعرف على العلاقة المتبادلة بين العلم والمجتمع والعلم والتقنية، كما تتكون لديه القدرة على استخدام عمليات العلم واتباع الأسلوب العلمي في التفكير لحل القضايا والمشكلات التي تواجهه وتواجه المجتمع الذي يعيش فيه.

و عرفها آخرون بأنها العملية التي تستهدف تزويد الفرد بمجموعة من الخبرات العلمية (معارف، مهارات، اتجاهات) اللازمة لأن يكون مثقفًا علميًا، مهتمًا بتفهم طبيعة العلم، وتطبيق المعرفة العلمية المتصلة بالمواقف الحياتية اليومية، وإدراك العلاقة المتبادلة بين العلم والتقنية والمجتمع، والإفادة من عمليات الاستقصاء العلمي، والإلمام بالقيم والاتجاهات والاهتمامات المرتبطة بالعلم.

وعلى الجانب الآخر تعرف التربية التقنية (Technology Education) والتي تعد الوجه الآخر للعملة التي تضم أيضًا التربية العلمية على اعتبار أن كلاهما يكمل الآخرـ بأنها عملية هادفة ومنظمة يتم من خلالها تزويد الفرد (المواطن العادي) بالقدر اللازم من الخبرات التقنية «معارف، مهارات، اتجاهات، سلوك، أخلاقيات» التي تعمل على تنوير هذا الفرد، وتثقيفه تقنيًا.

وعلاقة التربية العلمية بالتربية التقنية، علاقة تكاملية بين العلم والتقنية، حيث إن العلم هو المجال النظري، والتقنية هي المجال التطبيقي، وهما يسيران في طريق مزدوج للتفاعل ينتج عنه إثراء وتعميق لكل منهما.

فالتربية العلمية والتقنية هي الإطار العام لعملية تهدف إلى تزويد أفراد المجتمع بحد أدنى من الخبرات العلمية والتقنية، ليكونوا متنورين علميًا وتقنيًا، حتى إذا استمر تزويدهم بقدر أكبر من تلك الخبرات، صاروا مثقفين علميًا وتقنيًا. ومعنى ذلك أن التنور العلمي والتقني والثقافة العلمية والتقنية يمثلان هدفًا لا يتحقق دون التربية العلمية والتقنية المناسبة.

وهناك لبس وقعت فيه الكثير من الأنظمة التعليمية والتربوية، ويتمثل ذلك في الفصل بين التربية العلمية والتربية التقنية، باعتبار أن مهمة الأولى هي إعداد الفرد لمرحلة دراسية تلو مرحلة، واقتصار مهمة الثانية على إعداد الفرد للحياة والعمل، وهذا الفصل غير منطقي وأدى إلى آثار سلبية عانت منها الكثير من المجتمعات ولازالت، وحقيقة الأمر أن التربية العلمية والتربية التقنية هما وجهان لعملة واحدة.

أهداف التربية العلمية والتقنية:

تتفق آراء غالبية التربويين على أن عملية إصلاح تعليم العلوم يجب أن تتم من خلال الربط بين أهداف تدريس العلوم وأهداف التربية العلمية والتربية التقنية، والتي يأتي على رأسها تحقيق التنور العلمي والتقني.

ولذلك كانت الأهداف والمقاصد المتعلقة بالتربية العلمية والتقنية وتحقيق التنور العلمي والتقني في رأس أولويات مشاريع إصلاح تعليم العلوم، من هذه الأهداف التي تسعى التربية العلمية والتقنية إلى تحقيقها ما يلي :

· ربط التربية العلمية والتقنية بالبيئة المحلية، وبحاجات الفرد والمجتمع في الحياة اليومية.

· التأكيد على التفاعل بين العلم والتقنية وإبراز دورهما بوضوح.

· تطوير قدرات الطلاب على حل المشكلات والتفكير الناقد في جميع نواحي التعلم.

· تطوير القدرات الخلاقة والمبدعة لدى الطلاب.

· الوعي بطبيعة ومدى التنوع الواسع للمهن المستقبلية في العلوم والتقنية المتاحة أمام الطلاب ذوي القدرات والاهتمامات المتنوعة.

· توفير المعرفة الأكاديمية الأساسية الضرورية للدراسة المتقدمة من قبل الطلاب الذين يحتمل أن يتخذوا العلوم مسلكًا مهنيًا.

· اكتساب المعرفة العلمية والتقنية للقيام بالمسؤوليات المدنية.

· تحسين صحة الطلاب وحياتهم، وقدرتهم على التعايش مع عالم يتزايد فيه استخدام التقنية.

· القدرة على صياغة أسئلة حول الطبيعة والبحث عن إجابات لها من خلال الملاحظة وتفسير الظواهر الطبيعية.

· تكوين الاتجاهات العلمية وتنميتها.

· اكتساب الميول العلمية وتنميتها.

· اكتساب المهارات العلمية المرتبطة بالعلم والتقنية.

· تذوق العلم وتقدير جهود العلماء والإيمان بالقيم الإنسانية.

·التعريف بالعلم والتقنية والأدوار التي يقوم بها التقدم العلمي والتقني في الحياة المعاصرة في سد حاجات الإنسان والتغلب على المشكلات التي تواجهه.

أهمية التربية العلمية والتقنية:

تبرز أهمية التربية العلمية والتربية التقنية، كعمليات منظمة هدفها الرئيسي تحقيق التنور العلمي والتقني، لكل فرد من أجل إعداده للمشاركة المثمرة في مجتمعه، وهو المطلب الذي يسعى وراءه كل نظام تعليمي في أي مجتمع.

ولا تتوقف أهمية التربية العلمية والتقنية عند هذا الجانب، بل هناك جوانب أخرى تبرز هذه الأهمية ومن ذلك:

ـ تعتبر الأساس الذي يمك'ن الفرد من تتبع التطورات العلمية والتقنية والقضايا المحلية والعالمية التي تثار حولها، وعليها أن تعمل على إعداد جيل يتسلح بالمعرفة والمهارة لمواجهة الحياة وممارسة دوره بإيجابية في خدمة المجتمع.

ـ تسهم في تكوين عقلية علمية ناقدة متسائلة تستخدم الطريقة العلمية في التفكير وتحارب الجهل والخرافة.

ـ تأثيرها الاجتماعي، حيث نجد التربية العلمية والتقنية مؤثرة جدًا في تحقيق الوعي بالآثار التي بدأ يتركها التقدم العلمي والتقني، وما نجم عن ذلك من تغيرات اجتماعية كبيرة في مجتمعات اليوم، والذي لاسبيل لمعالجته إلا من خلال تربية علمية، يتعرف فيها الفرد على مشكلات مجتمعه، ويتخذ القرار نحوها ويساهم في إيجاد الحلول العملية لها.

ـ تأثيرها الاقتصادي، حيث يعتبر تكامل العلم مع التقنية القاعدة التي قامت عليها الحركة الصناعية، والتي تعد المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، ولم تتطور الصناعة إلا نتيجة العلم وتطبيقاته التقنية، ولذلك فالعلم والتقنية يعدان الأداة الرئيسية للسيطرة الاقتصادية، واستمرار هذه السيطرة وهذا النمو مرتبط بتفعيل التربية العلمية والتقنية في المدارس.

ـ التربية التقنية تعد ضرورة لابد منها لفهم الأساس العلمي للتقنيات والأدوات من جهة، ومن جهة أخرى للحصول على المهارات المطلوبة للعمل المنتج، والمعيشة الكافية في المجتمعات المختلفة. كما أن دورها يتعدى إلى تزويد جميع الناس بقدر من المعارف العلمية والتقنية تمكنهم من التواصل والتطور وتساعدهم في إنجاز أعمالهم بفعالية أفضل.

التنور العلمي والتنور التقني:

أصبح التنور العلمي (Scientific Literacy) والتنور التقني (Technological Literacy) أهدافا رئيسية لتعليم وتدريس العلوم، حيث أصبحت تربية المواطن العادي، وإعداده للمشاركة الفاعلة في مجتمعة، لاتكتمل بدون هاتين الغايتين.

ويعد التنور العلمي أحد المفاهيم الأساسية، الذي انبثقت منه مفاهيم أخرى كالتنور التقني والحاسوبي والصحي والبيولوجي والكيميائي وغيرها. وقد تعددت التعريفات حول هذا المفهوم في الأدبيات التي تناولته. فقد عرفه مشروع المعايير الوطنية للتربية العلمية الأمريكي National Science Education Standards بأنه المعرفة وإدراك المفاهيم العلمية والعمليات المرتبطة بها، التي تمكن الفرد من اتخاذ القرارات الشخصية السليمة المتعلقة بالقضايا الثقافية والاجتماعية والوطنية والاقتصادية والمشاركة فيها.

وعرفه آخرون بأنه مفهوم مكون من ثلاثة أبعاد: فهم طبيعة العلم، ومعرفة المحتوى المعرفي للعلم، وفهم العلاقة بين العلم والتقنية والمجتمع.

أما مفهوم التنور التقني فينتمي في نشأته وأصله إلى التنور العلمي، حيث كان مجالًا فرعيًا منه، ثم تميز عنه في مجال مستقل منذ قرابة عقدين من الزمان كرد فعل مباشر للتطورات التقنية الهائلة، التي حدثت خلال تلك الفترة، ومن ثم فمصطلح التنور العلمي تمتد جذوره التاريخية إلى مدى أطول وأعمق من التنور التقني، إلا أن ذلك لايلغي الترابط الوثيق بين المصطلحين، والتداخل الواضح الذي يعد انعكاسًا للعلاقة الوثيقة بين العلم والتقنية.

وقد عرفت رابطة التربية التقنية الدولية ومشروع التقنية لجميع الأمريكيين (ITEA&TAAP) التنور التقني بأنه القدرة على استخدام، وإدارة، وتقويم وفهم التقنية.

وعرفه بعض التربويون بأنه إلمام الفرد بالقدر المناسب من المعارف والمهارات والاتجاهات التقنية التي تمكنه من فهم التقنية واستخدامها وإدارتها، واتخاذ القرارات الصحيحة تجاه القضايا والمشكلات التقنية التي تواجهه في حياته حاضرًا ومستقبلاً مما يجعله مواطنًا فعالا في بيئته ومجتمعه.

صفات الأفراد المتنورين علميًا وتقنيًا:

الشخص المتنور علميًا وتقنيًا، الذي يعد الهدف الاستراتيجي للتربية العلمية والتقنية، وعملية تعليم العلوم خلال الفترة المقبلة، يمتلك عددا من الصفات والخصائص، التي يحدد وجودها في أفراد المجتمع نجاح تلك العمليات والاستراتيجيات في تحقيق أهدافها ومن أهم هذه الصفات والخصائص :

· فهم طبيعة العلم وجوانبه المادية والبيولوجية والاجتماعية والقدرة على متابعة العلم.

· فهم طبيعة الرياضيات والعمليات والمهارات الرياضية الأساسية، واستخدام الرياضيات في فهم العلاقات العلمية.

· يتصف بقيم البحث العلمي والتقني عند حل المشكلات المرتبطة بهما.

· معرفة أشكال المعرفة العلمية من مفاهيم ومبادئ وقوانين ونظريات علمية واستخدامها في تعامله مع الآخرين والبيئة المحيطة به.

· التمييز بين الدليل العلمي والرأي الشخصي.

· اكتساب عمليات العلم ومهارات التفكير العلمي واستخدامها في حل ما يواجهه من قضايا ومشكلات واتخاذ القرارات المناسبة في مواقف حياته اليومية.

· تحديد مصادر المعرفة العلمية والتقنية وجمعها وتحليلها وتقويمها مع استخدامها في حل المشكلات واتخاذ القرارات اليومية المناسبة.

· مراعاة القيم العلمية عند تعامله مع البيئة المحيطة به.

· إدراك العلاقة المتبادلة بين العلم والتقنية والمجتمع مع قدرته على تحليل التفاعل بينهم.

· إدراك أن العلم والتقنية يمثلان مسعى إنسانيا مع القدرة على تحديد الأبعاد السياسية والاقتصادية والخلقية لكل القضايا الشخصية والعالمية المرتبطة بالعلم والتقنية.

· فهم طبيعة التقنية وأهم مميزاتها والقدرة على التعامل مع الأدوات والأجهزة التي يحتاجها في حياته اليومية.

· يستمر في توسيع تربيته العلمية مدى الحياة.

· يفهم أن التقنية نظام يتألف من عدة مكونات مترابطة صممت لتحقق هدفًا أو أهدافًا محددة

· يدرك أن التقنية تغلغلت في حياتنا اليومية ومن ثم يدرك منافعها وأضرارها.

· يفهم أن التقنية تعكس وتنعكس على القيم والتقاليد الاجتماعية.

· يدرك أن التقنية هي محصلة النشاط والإبداع الإنساني.

· يفهم ويقدر العلاقة المتداخلة بين التقنية من جهة وبين المجتمع والأفراد والبيئة من جهة أخرى.

· يمتلك القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة التي تتعلق بالتقنية وتطويرها واستخدامها.

· يدرك أن هناك علاقة متداخلة بين التقنية ومجالات العلم المختلفة كالرياضيات والدراسات الاجتماعية والعلوم واللغة.

واقع التنور العلمي والتقني في المناهج الدراسية في المملكة:

نتائج البحوث والدراسات التي أجريت في المملكة العربية السعودية، واستهدفت تقويم وتحليل مناهج التعليم بالمراحل التعليمية المختلفة، (حيث تم التركيز على مناهج العلوم خصوصًا) في ضوء اهتمامها بمجالات وأبعاد التنور العلمي التقني، جاءت في معظمها مدللة على تدني مستوى اهتمام هذه المناهج بتناول ومعالجة مجالات التنور العلمي التقني وأبعاده، حيث جاء تناول القضايا والمشكلات المتعلقة بالعلم والتقنية والمجتمع في محتوى تلك المناهج سطحيًا، يفتقر إلى التوظيف، تم التركيز فيه على سرد الحقائق والمفاهيم المعرفية، دون ربط لهذه القضايا والمشكلات بحاجات الطلاب والمجتمع والبيئة المحيطة، كما أن المحتوى في معظم كتب العلوم لم يعالج الموضوعات العلمية والتقنية الحديثة المتطورة.

مما يعني في المجمل قصور تلك المناهج، بوضعها الحالي، عن تحقيق أهداف التربية العلمية والتقنية، ممثلة في إعداد أفراد متنورين علميًا وتقنيًا، بمستوى يمكنهم من التفاعل الإيجابي مع متغيرات العلم والتقنية خلال الألفية الثالثة من عمر البشرية. ومن ثم فإن الأمر يتطلب-بل يحتم – ضرورة إعادة النظر في تلك المناهج وتطويرها لكي تصبح قادرة على تحقيق هذا الهدف المنوط بها.

ولعل هذه النتائج تشير إلى أن التربية العلمية والتربية التقنية في مناهجنا الدراسية ومنها مناهج العلوم في المملكة تواجه معوقات تتمثل في تركيز عملية التعليم والتدريس في مدارسنا على المعرفة العلمية البحتة، وإهمال الجوانب الوظيفية والتطبيقية لها، إضافة إلى التركيز على طرق تقليدية غير فعالة في التعامل معها تتركز في عملية التلقين من قبل المعلم والحفظ والاستظهار من قبل الطالب وإهمال الطرق والأساليب والمداخل الحديثة كالمدخل البيئي ومدخل التفاعل بين العلم والتقنية والمجتمع (STS) التي أثبتت فاعليتها في تحقيق أهداف التربية العلمية والتقنية.

كما أن من معوقات التربية العلمية والتقنية في مناهجنا، النظرة السائدة في المجتمع نحو العلم، والتي ترى فيه مسارًا صعبًا ومعقدًا، وهي النظرة التي أدت إلى العزوف عن دراسة التخصصات والمواد العلمية، وساهمت في النهاية إلى نقص شديد في التخصصات ذات الطابع العلمي كالطب والهندسة وغيرها, مقابل كم هائل في التخصصات ذات الطابع غير العلمي، وهو الأمر الذي أثر على عمليات التنمية والتطور في المجتمع السعودي.

وتفعيل التربية العلمية والتقنية في مناهج العلوم في المملكة وفي العالم العربي عمومًا يتطلب عددا من الإجراءات من بينها:

- تطوير الأهداف المستقبلية لتدريس العلوم بما يحقق التربية العلمية والتقنية.

- الاهتمام بتضمين محتوى مناهج العلوم قضايا ومشكلات المجتمع المرتبطة بالعلم والتقنية ووسائل الإسهام في حلها.

- الاهتمام باستخدام مداخل التدريس غير التقليدية التي يمكن أن تسهم في تحقيق الأهداف المستقبلية لتدريس العلوم ومن بينها:

- مدخل التفاعل بين العلم والتقنية والمجتمع (STS).

- مدخل التفاعل بين العلم والتقنية والمجتمع والبيئة (STSE).

- المدخل البيئي.

- المدخل المنظومي.

- مدخل التحليل الأخلاقي.

- الاهتمام بمعلم العلوم من حيث إعداده وتأهيله وتطوير قدراته وإمكاناته للتكيف مع العصر الجديد ومتطلباته.

- ضرورة نشر الوعي العلمي والتقني في المجتمع، ورفع مستوى الثقافة العلمية والتقنية لدى أفراده، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال مسارين كما يذكر أحد التربويين:

الأول/ تطوير برامج ومناهج التعليم النظامي المعمول بها لتواكب التقدم العلمي والتقني الهائل على مستوى العالم.

الثاني/ العمل على تنوير الأفراد والجماعات خارج إطار التعليم النظامي تنويرًا علميًا وتقنيًا يمكنهم من معرفة وفهم ما يحيط بهم، حتى يتمكنوا من التعامل الصحيح مع هذه المستحدثات العلمية والتقنية.

مواصفات مناهج العلوم المحققة للتنور العلمي والتقني:

أهدافها.

تعد الأهداف التجميعية الأربعة التي وردت في وثيقة مشروع التكوين (project (Synthesis لإصلاح التربية العلمية، ملائمة لأن تكون الإطار العام لأهداف مناهج العلوم المستقبلية، القادرة على تحقيق التنور العلمي والتقني للمتعلمين في المدارس، وهذه الأهداف تتمثل في:

1– الأهداف المتعلقة بالحاجات الشخصية: ومن الأهداف التي تندرج تحت هذا المحور:

- تنمية فهم الأفراد لتأثيرات العلم والتقنية على كل من الفرد والمجتمع.

- تنمية فهم الأفراد لطبيعة العلم والتقنية، وطبيعة العلاقة بينهما.

- تزويد الأفراد بمبادئ وأسس العلم والتقنية الحديثة، وربط ذلك بما يظهر من تطبيقات التقنية.

- تنمية فهم الأفراد لمجالات العلم والتقنية، والقدرة على التمييز بينها.

- تدريب الأفراد على ممارسة التفكير العلمي، واستخدام العلم والتقنية في حل ما يواجههم من قضايا ومشكلات في حياتهم اليومية.

- تنمية قدرة الأفراد على اتخاذ القرارات المناسبة حيال ما يتعرضون له من مشكلات.

- تنمية مهارات الأفراد في التعامل الآمن مع تطبيقات التقنية الحديثة، وحسن وترشيد استخدامها.

- تنمية قدرة الأفراد على المفاضلة بين منتجات وتطبيقات التقنية التي تزدحم بها الأسواق، واختيار أفضل هذه المنتجات جودة، وأكثرها مناسبة، وأقلها خطرًا.

- تنمية وعي الأفراد بمواطن الخطر في بعض المنتجات التقنية، وقواعد التعامل معها.

2 – الأهداف المتعلقة بالقضايا الاجتماعية: ومن الأهداف التي تندرج تحت هذا المحور:

- تنمية فهم الأفراد للقضايا والمشكلات الاجتماعية التي قد تترتب على انتشار التقنية في المجتمع.

- تنمية فهم الأفراد للقضايا والمشكلات الاجتماعية التي سببها استخدام التقنية في المجتمع.

- تنمية قدرة الأفراد على مواجهة تلك القضايا، والتصدي لحلها، واتخاذ القرار المناسب حيالها.

- تنمية فهم الأفراد للحدود الاجتماعية والأخلاقية المرتبطة بتطبيقات العلم والتقنية، والمحددات الشرعية التي لا ينبغي تجاوزها في هذا الخصوص.

- تنمية فهم الأفراد للأسس والقواعد القانونية المرتبطة بحقوق إنتاج واستخدام تطبيقات العلم والتقنية في أي مجال من المجالات.

- تنمية احترام الأفراد لحقوق الملكية الفكرية، وعدم التعدي على حقوق الآخرين فيما يتعلق بالاختراعات والابتكارات العلمية والتقنية.

3 – الأهداف المتعلقة بالإعداد الأكاديمي: ومن الأهداف التي تندرج تحت هذا المحور:

- تنمية معارف الأفراد ورفع مستوى نموهم الأكاديمي في مجال العلم والتقنية.

- تنمية اهتمام الأفراد بمتابعة كل ما هو جديد في مجال العلم والتقنية.

- تنمية الميول الأكاديمية لدى الأفراد للمشاركة في نشاطات العلم والتقنية كمراسلة هيئات وجهات علمية وتقنية لمتابعة كل ما هو جديد، أو المشاركة في ندوات ومؤتمرات معنية بهذا الأمر... إلخ.

الأهداف المتعلقة بالوعي المهني:

ومن الأهداف التي تندرج تحت هذا المحور:

- مساعدة الأفراد في التعرف على فرص العمل المتاحة في مجالات العلم والتقنية.

- تعريف الأفراد بمتطلبات ومواصفات العمل في مجالات العلم والتقنية وطبيعة الأدوار والمهام التي يجب القيام بها.

- تعريف الأفراد بإيجابيات وسلبيات العمل في مجالات العلم والتقنية.

- تنمية مهارات الأفراد وقدراتهم التي تؤهلهم للعمل في مجالات العلم والتقنية وتدريبهم ميدانيًا على ممارسة هذه المهارات وتلك القدرات.

- تنمية أوجه تقدير الأفراد لأهمية العمل في مجالات العلم والتقنية، وترغيب هؤلاء الأفراد في الالتحاق بتلك المجالات.

معايير محتواها:

محتوى مناهج العلوم المحققة للتنور العلمي والتقني، يجب أن تتوفر فيها عدد من المعايير والمحددات، التي تتوافق مع أهداف تلك المناهج والغايات التي وضعت من أجلها، ومن تلك المعايير:

· ارتباط المحتوى بأهداف التربية العلمية والتقنية.

· أن تتوافر في المحتوى خصائص المعرفة العلمية.

· أن يبين المحتوى العلاقات التبادلية بين العلم والتقنية والمجتمع والبيئة.

· أن يتضمن المحتوى بعض القضايا المنهجية الجدلية التي يستكشف من خلالها اتجاهات الطلاب نحو العلم والتقنية.

· أن يتضمن المحتوى مشكلات وتساؤلات تثير تفكير الطلاب.

· أن يشجع المحتوى على ممارسة عمليات العلم والتقنية.

· أن يعبر المحتوى عن الظواهر في العالم الطبيعي.

· أن يعبر المحتوى عن الأفكار والمبادئ العلمية.

· امتلاك المحتوى القدرة على التفسير.

· أن يكون المحتوى مرشدًا لعمليات استقصاء مفيدة.

· يمكن تطبيقه في سياق خبرات ومواقف يومية.

· يمكن ربطه بخبرات تعلم ذات معنى.

· مناسبته للمستوى العقلي للمتعلمين.

· ارتباطه بمجالات العلم (الفيزياء، الأحياء، الرياضيات، علوم الأرض والفضاء).

· قابليته للتطبيق والتنفيذ من قبل واضعي المنهج والمشرفين والمعلمين في المدرسة.

· أن يحقق المحتوى التكامل بين مجالات المعرفة، وبينها وبين تطبيقاتها الحياتية.

ويرى تقرير العلم لكل الأمريكيين “Science for All”الصادر عن الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS) أن هناك خمسة معايير ينبغي مراعاتها لاختيار المحتوى لمناهج العلوم وغيرها المحققة للتنور العلمي والتقني، وتتمثل هذه المعايير في:

- المنفعة Utility:

ويمكن توصيف هذا المعيار من خلال الإجابة على السؤالين التاليين: هل يفيد المحتوى المتعلمين في حياتهم ويرفع فرصة نجاحهم في أعمالهم مستقبلا؟ وهل يفيد المحتوى في مساعدة المتعلمين في اتخاذ قرارات شخصية ؟

- المسئولية الاجتماعية

Social Responsibility:

وتوصيف هذا المعيار من خلال الإجابة على السؤال: هل يفيد المحتوى المتعلمين في المشاركة بالقرارات الاجتماعية والسياسية ذات الصلة بقضايا العلم والتقنية؟

- القيمة الذاتية للمعرفة

The Intrinsic Value of Knowledge:

هل يقدم المحتوى جوانب العلم والرياضيات والتقنية ذات الأهمية في التاريخ البشري أو المتجذرة في ثقافتنا بحيث لاتكتمل التربية بدونها؟

- القيمة الفلسفية للمعرفة

Philosophical Value:

هل يعين المحتوى المتعلم على التأمل في التساؤلات الثابتة حول معاني إنسانية مثل الحياة والخير، الحق، الصدق..إلخ

- إثراء الطفولة

Childhood Enrichment:

وتوصيف هذا المعيار من خلال الإجابة على السؤال: هل المحتوى قادر على جعل مرحلة الطفولة جميلة وممتعة وثرية بالخبرات التي تساعد على النمو السليم ؟

أساليب وطرق تدريسها:

إن تعليم وتدريس محتوى تلك المناهج وفق المعايير السابقة، يتطلب اللجوء إلى أساليب تعليم تركز على التعلم النشط، وعلى الطالب كمحور لعملية التعلم، مثل استراتيجيات التعلم البنائي، وحل المشكلات والتعلم التعاوني، والاستراتيجيات القائمة على التفكير وغيرها، والتي يعد الاستقصاء والاكتشاف عنصرًا رئيسيًا فيها.

كما تتطلب توفير البيئة التعليمية المناسبة والمؤهلة من معلمين ومبان وورش ومختبرات ومواد أولية، والتي تعد عاملاً مؤثرًا في تنفيذ الأنشطة العملية المصاحبة للمنهج، مثل البحث والتصميم والرحلات الميدانية وغيرها.

طرق تقويمها:

المناهج المحققة للتنور العلمي والتقني، يجب أن تتضمن أساليب وطرق تقويم فعالة تخرج عن الأنماط التقليدية التي تقيس جوانب محددة فقط كالجوانب المعرفية، إلى قياس الجوانب المهارية والوجدانية، ومن ثم فإن حقائب التقويم (portfolio)ومقاييس الأداء، ومقاييس الميول، وبطاقات الملاحظة، يجب أن تستخدم بالتوازي مع الاختبارت التحصيلية وغيرها من الأنماط، حتى تتمكن مثل هذه المناهج من تحقيق أهدافها.
آليات عملية مقترحة لتحقيق التنور العلمي والتقني في المملكة:


مما تقدم يمكن التأكيد على النقاط التالية فيما يتعلق بتطوير تعليم العلوم، وإصلاح مناهجها، في المملكة العربية السعودية، لكي تكون محققة لهدف تحقيق التنور العلمي والتقني والتي يمكن إجمالها في الآليات التالية:

- أن يتم اختيار المحتوى العلمي والتقني، من واقع القضايا والمشكلات التي يعيشها المتعلم والمجتمع السعودي، والتي ترتبت على المتغيرات التقنية العديدة، التي باتت عاملاً مؤثرًا في نمط حياته، الأمر الذي يستلزم ضرورة التحديد المسبق لمثل هذه القضايا والمشكلات ذات الصلة بالعلم والتقنية.

- تقديم موضوعات دراسية جديدة في محتوى مناهج العلوم تترجم الأهداف المعاصرة للتربية العلمية والتقنية مثل التقنية الحيوية، أخلاقيات الحياة، الهندسية الوراثية، تقنيات الفضاء، وغيرها من الموضوعات.

- أن يتم التركيز عند اختيار المحتوى العلمي والتقني، وتضمينه في المنهج الدراسي، على جميع أبعاد التنور التقني (المعرفية، المهارية، الوجدانية، الأخلاقية، الاجتماعية، اتخاذ القرار...إلخ) وضرورة توافرها بنسب متوازنة.

- أن تتصف مناهج العلوم الجديدة والمطورة بالجاذبية والتشويق، شكلاً ومضمونًا، لإثارة اهتمامات المتعلمين.

- استخدام استراتيجيات جديدة في التدريس مثل العصف الذهني، مجموعات المناقشة، التعلم التعاوني، تمثيل الأدوار، القضايا الجدلية، حل المشكلات، التعلم الذاتي.

- أن يتم البدء في تضمين مجالات التنور العلمي والتقني وأبعادها المتنوعة في المناهج الدراسية، من المراحل الدراسية المبكرة بدءًا من مرحلة الروضة وحتى نهاية التعليم الثانوي بما يتناسب مع ظروف كل مرحلة.

- ضرورة التطوير المستمر للمناهج الدراسية، حيث تتميز حركة العلم والتقنية المعاصرة بالسرعة الكبيرة، مما يستدعي أن يكون المنهج مرنًا، حتى يكون قادرًا على التكيف والتوافق مع هذه التغيرات التقنية السريعة.

- إنشاء مراكز خاصة بتطوير المناهج (مناهج العلوم) وتزويدها بالإمكانات المادية والبشرية التي تمكنها من أداء دورها على الوجه المطلوب.

- ضرورة مشاركة جميع الأطراف ذات العلاقة بمنهج العلوم، والأطراف المتأثرة به، في عملية بناء مناهج العلوم المستقبلية، أو في عمليات تطويرها.

- ترك المجال في تأليف المقررات والكتب الدراسية الخاصة بالعلوم، لجهات متخصصة غير رسمية، من خلال نظام المسابقة كما هو متبع في بعض البلدان المتقدمة، وفق معايير وضوابط معينة، تتفق مع الأهداف والسياسات العليا للتعليم، مع إعطاء حيز من الحرية لهذه الجهات للإبداع والتطوير.

- يجب الاهتمام بالتنور العلمي والتقني كهدف من أهداف التربية العلمية تسعى مناهج العلوم إلى تحقيقه ونشره لجميع الأفراد في المجتمع، ولا يقتصر على أصحاب التخصصات العلمية فقط.

- العناية بمعلم العلوم من ناحية الاختيار والإعداد والتأهيل ثم التدريب المستمر.

- إقامة نوادي العلوم والمراكز والمتاحف العلمية والتقنية التي تثري الأنشطة اللاصفية وتكمل دور مناهج العلوم.

- إقامة المسابقات والجوائز العلمية والتقنية وفق آلية تخرج بها عن النمطية المتعارف عليها حاليًا في المسابقات والتي تعتمد على اختبارات معينة، إلى آلية تقوم على تشجيع الإبداع والابتكار والتصميم في ميدان العلم والتقنية.

- وضع وتنفيذ استراتيجية وطنية لنشر الثقافة العلمية والتقنية، في المجتمع، من خلال التعاون بين الجهات التعليمية الرسمية (المدارس، الجامعات...إلخ) والجهات غير الرسمية (وسائل الإعلام، الأندية الثقافية، المراكز الاجتماعية...إلخ).

لقد آن الأوان لتطبيق معايير جديدة لتعلم وتعليم العلوم، بدل المعايير الحالية الموجودة في نظم التعليم التقليدية في مدارسنا والتي أثبتت عدم جدواها في تحقيق التنور العلمي والتقني. معايير تركز على الكيفية التي يتعلم بها الطلاب العلوم في تلك المدارس فهم بحاجة إلى أن يتعلموا كيفية التساؤل عن الظواهر الطبيعية من حولهم، وكيفية صياغة أسئلتهم بالطرق السليمة، وأن يتعلموا كيفية الوصول إلى أفكار يشرحون بها الظواهر من حولهم، وأن يتعلموا كيفية اختبار تلك الأفكار التي تشرح الظواهر الطبيعية في ظل المعرفة الجارية، وأن يكتسبوا القدرة على توصيل أفكارهم للآخرين من حولهم. وعندما تتوفر هذه المعايير وغيرها في تعليم العلوم في مدارسنا، يمكن لهذه النظم عندئذ تحقيق أهم أهداف التربية العلمية والتقنية وهو الوصول إلى المجتمع والأفراد المتنورين علميًا، وتقنيًا، القادرين على المساهمة في تقدم بلادهم على جميع المستويات.









المراجع

- خطايبة، عبدالله محمد (2005م). تعليم العلوم للجميع. ط1، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة: عمان.

- غنيم، صافيناز علي (1421هـ) تقويم منهج علم الأحياء بالمرحلة الثانوية للبنات في ضوء متطلبات التربية العلمية في مجال علم الأحياء للقرن الحادي والعشرين. رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة أم القرى كلية التربية: مكة المكرمة.

- تروبريدج، ليزلي ؛ بايبي، روجر؛ باول، جانيت (2004م) تدريس العلوم في المدارس الثانوية: استراتيجيات تطوير الثقافة العلمية. ترجمة محمد جمال الدين عبد الحميد وآخرون.ط1، دار الكتاب الجامعي: العين.

- الرويثي، إيمان محمد(1422هـ). تصور مقترح لتضمين أبعاد التنور التقني في محتوى مناهج الفيزياء بالمرحلة الثانوية للبنات في المملكة العربية السعودية. رسالة ماجستير غير منشورة. كلية التربية للبنات بالرياض.

- السيد، يسري مصطفى (2006م). التربية العلمية والبيئية وتكنولوجيا التعليم. ط1، دار محسن للطباعة: سوهاج.

- السنبل، عبدالعزيز (2002)م.التربية في الوطن العربي على مشارف القرن الحادي والعشرين. ط1، المكتب الجامعي الحديث: الإسكندرية.

- الكسباني، محمد علي (2003م) «نحو فهم أفضل للتربية العلمية». المؤتمر العلمي السابع للجمعية المصرية للتربية العلمية «نحو تربية علمية أفضل» الإسماعيلية 27ـ 30 يوليو. المجلد الثاني، ص ص 347 365.

- مهران، زينب (2007م). «الكتابة العلمية للأطفال: من أجل خلق أجيال تهتم بالعلم والتكنولوجيا». كتاب العربي رقم 67حول الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي.وزارة الإعلام مجلة العربي: الكويت.

- نصر، م