بسم الله الرحمن الرحيم
إعداد مشرفة اللغة الإنجليزية بمحافظة الجموم
كوثر جميل فادن
المقدمة :
ظهرت في مجتمعاتنا مشكلات كثيرة متنوعة ؛ نتيجة للتطورات السريعة وتدفق المعارف الإنسانية والعلمية وتعقد الحضارة وتشابكها ، أدى إلى عدم وجود توازن سليم بين التكنولوجيا الحديثة وبين الحياة الاجتماعية ، فاصبح الفرد غير قادر على التكيف أمام هذا الكم الهائل من وسائل التقنية ,التطورات السريعة .
إن اثر وسائل الإعلام الأجنبية المرئية والمسموعة والمقروءة ؛ وتصفح أبناءنا للشبكة المعلوماتية دون نقد وتمحيص في ظل مخرجاتها المبهرة نتج عنه سلوكيات غريبة على مجتمعنا ، فقد تدنى مستوى العلاقة بين المعلم والمتعلم والتي وصلت إلى حد الإيذاء الجسدي .
كما أن مشكلات الطلاب في تزايد كإثارة الشغب و العدوان و الكذب و التأخر الدراسي و التسرب و الفراغ و المخدرات و السرقة والاعتداءات والجرائم المختلفة.
و ظهرت عادات وتقاليد وثقافات وممارسات سلوكية خطيرة في مجتمعنا مخالفة لديننا الإسلامي كطقوس الأفراح وصرعات الموضة والأعياد المستحدثة ( عيد الحب – عيد العمال – عيد الميلاد –... )
إن إصلاح ذلك يكمن في إيلاء التربية والتعليم مزيداً من العناية كماً وكيفاً؛ بإعادة النظر في مناهجنا والتدقيق في محتواها وفي الطرائق وأساليب التقويم والوسائل وتحديدها وجعلها مواكبة لعصر العولمة ، وغرس مبدأ التعلم الذاتي في نفس المتعلم والتفكير الناقد لسلوكيات حياته اليومية ، و الاهتمام بالبحث العلمي على مختلف المستويات والحقول المعرفية ، والتمسك بالتراث الثقافي القائم على الكتاب والسنة .
وفي رؤية مستقبلية متفائلة لنوعية المتعلم المراد إعداده لمواجهة العولمة والتفاعل بنجاح مع المتغيرات السريعة والاتجاهات التربوية العالمية المعنية بتطور أنماط التفكير ، والسلوك العلمي ، والاستفادة من المعرفة الإنسانية ،، والأخذ بيد المعلم بتدريبه والرفع من شأنه للنهوض بالعملية التعليمية ، فالتعليم هو الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وهوية أفراده وسماته الثقافية .
أهداف الورقة :
§ إيجاد مخرجات تعلم أفضل في المستويات المعرفية والمهارية والسلوكية للمتعلمين.
§ أن يصبح المتعلم عضواً إيجابياً ومشاركاً في الموقف التعليمي.
§ تنمية مهارات التفكير المنظم لدى المتعلمين والتحليل والنقد والربط بين النتائج والأسباب.
§ تنمية مهارات التعلم الذاتي باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة والمختلفة.
§ تنمية الاتجاه الإيجابي نحو الحرف المهنية لسد حاجة الفرد واعتماده على نفسه والمساهمة في
تنمية القوى البشرية.
§ تكوين العقلية الناقدة عند المتعلم ليستطيع مقابلة المواجهة الحضارية والانفتاح الإعلامي العالمي.
§ عصرنه التعلم بما يوافق الزمان والمكان مع المحافظة على التراث القائم على الكتاب والسنة.
§ تنمية شخصيات المتعلمين وصقل مواهبهم من خلال النشاط المدرسي.
§ إعادة النظر في أساليب التقويم بما يساعد على رفع كفاية العملية التعليمية.
§ توجيه المعلمين للإبداع والابتكار في تطبيق المنهج.
§ تفعيل الحوار بين المعلم والمتعلم.
§ ربط المناهج ببيئة المتعلم ومجتمعه لمساعدته على التكيف السليم.
§ توجيه المتعلم للاستفادة من مصادر التعلم المتوفرة في البيئة.
§ التفاعل الإيجابي للمتعلم مع المتغيرات السريعة والاتجاهات العالمية.
§ تزويد المتعلم بمستحدثات المعارف العلمية والإنسانية.
§ تنمية التفكير الإبداعي لدى المتعلم ليكون قادراً على مواجهة المشكلات الراهنة والمستقبلية بإيجاد الحلول البدائل.
أهمية الورقة :
تقوم قنوات التعليم الرسمي ببناء الأجيال من خلال إكسابهم القيم والاتجاهات السائدة في المجتمع ؛ والعملية التعليمية هي الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وتشكيل سماته وثقافته وتأهيل العناصر البشرية القادرة على النهوض بالمجتمع.
وفي ظل تتطور وسائل الاتصال وعولمة الثقافة ، والاكتشافات العلمية والتكنولوجية وتطور أساليب الإنتاج ، والتغيير الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، وظهور معايير جديدة تحل محل القيم والمبادئ والمعايير القديمة؛ اصبح حتماً علينا تطوير المناهج التربوية .
إن نهضة المجتمع محكومة بنوعية المناهج التي تشكل أبناءها وتعدهم للمستقبل الذي يعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة من خلال مساعدة المتعلمين على تحقيق التالي :
§ تنمية وتعزيز مفهوم الرقابة الذاتية لدى المتعلمين؛ وغرس مفاهيم الدين والقيم الأساسية في صدورهم.
§ تطوير المهارات الأساسية التي تخدم الحاجات الأساسية للمتعلم وتكسبه مهارات التعلم الذاتي ودافعية التعلم المستمر .
§ تعديل سلوكيات المتعلمين نحو الأفضل.
§ إحداث التكيف السريع بين المتعلم والبيئة من خلال تزويد المتعلم بالمعرفة الوظيفية وأساليب التفكير النقدي .
§ تحصين الفرد ضد ما يستقبله من الوسائل الإعلامية والثقافية للمجتمعات الأخرى عن طريق تنمية وعي المتعلمين وتزويدهم بالمهارات والقيم التي تمكنه من الاختيار والتمحيص بحيث يحافظ على الهوية الحضارية والقومية وحفظها من الذوبان .
§ مساعدة المتعلم على استخدام المعلومات المتدفقة الاستخدام الأمثل الذي يحقق الخير له ولمجتمعه.
التحديات الثقافية في ظل العولمة :
تشهد البشرية اليوم ظاهرة عالمية غربية تسمى ( العولمة ) تسعى لتوحد فكري ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي؛ تحمل تحدياً قوياًً لهوية الإنسان العربي المسلم خاصة بما يستهدف الدين والقيم المثل والفضائل من خلال التركيز على الناحية الثقافية وتوظيف وسائل الإتصال ووسائل الإعلام ، والشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والتقدم التكنولوجي بشكل عام لخدمة ذلك مما حول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، فلم يعد هناك أي حواجز جغرافية..تاريخية..سياسية أو ثقافية ، و اصبح العالم يخضع لتأثيرات معلوماتية وإعلامية واحدة تحمل قيم مادية وثقافية ومبادئ لا تتلاءم مع قيمنا ومبادئنا ؛ منافية للدين الإسلامي كما أن هناك توجه استهلاكي مفرط نحوها .. دون وعي أو تمييز لنوعية المادة المستهلكة وتأثيرها على تربية وثقافة الأفراد المستهدفة تحت تأثير إغراء لا يقاوم من التدفق الصوري والإعلامي المتضمن انبهاراً يستفز ويستثير حواس ومدارك الأفراد بما يلغي عقولهم ويجعل الصورة التي تحطم الحاجز اللغوي هي مفتاح الثقافة الغربية الجديدة الذي تستهدفه العولمة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة سرعة مقاومة ذلك الغزو لحماية الهوية الثقافية العربية لحمايتها والإسلامية ، والعناية بالتربية والتعليم في مختلف مستوياتهما وأشكالهما هي الحصن المنيع.
ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105) " إن على التربية في المدرسة والبيت والمجتمع أن تتصدى لهذه الإشكالية، وأن توجد الوسائل المناسبة لحماية أجيالنا الصاعدة ، وأن توعيهم إلى مخاطر هذه القنوات الغازية ، وان تحصنهم من الداخل ، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة ."
ويدعو عشقي (1420هـ : 85) إلى إعادة بناء الشخصية الثقافية للأمة العربية والإسلامية بتجديد الفكر القومي وتحويله على الانتماء الثقافي والعودة لتراث الأمة القائم على الكتاب والسنة حتى نستطيع الحوار مع العولمة ونضمن عدم التأثر بمغرياتها .ويضيف السنبل (1420هـ: " وإن تطوير التربية والتعليم لرهن بإصلاح عميق شامل طموح يتناول الأهداف فيدققها ، والطرائق والأساليب والوسائل فيجددها ويكيفها مع مقتضيات عصر العولمة وضرورة مواكبته ، والمحتويات فيحدثها ويجددها ، والمعلم فيزيد تدريبه والرفع من شأنه ، والمتعلم فيغرس في ذهنه ووجدانه ضرورة التعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة. "
يقول د. يماني (1419هـ: 35) "إن القرن القادم قرن يتميز بأهمية المعلومات فيه ومن يملك المعلومة يملك عنصراً قوياً من عناصر القوة، ومن واجبنا أن نأخذ في عين الاعتبار أهمية العناية بالمعلومة في القرن القادم ، ونأخذ بيد أولادنا وناشئتنا ومدارسنا ومؤسساتنا للاستفادة من ثورة الاتصالات في العالم والإقبال على استخدام الكومبيوتر والاتصالات الإلكترونية "
ويرى الطرابلسي (1420هـ: 81 ) " مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي لقوى العولمة، مؤسسة على ثوابت الهوية العربية وسماتها الإيمانية والحضارية الجامعة، ومسلحة بعقلية انفتاحية على كل منجزات الفكر والعلم والتكنولوجيا، تقرأها قراءة نقدية وتتفاعل معها لتطويعها بما يتناسب مع قواعد وضوابط فكرنا، فلا نرفضها بداعي الخوف والعداء لكل ما هو أجنبي، ولا نذوب فيها بتأثير عقد النقص تجاه الآخرين."
وإذا كان للثورة المعرفية تأثيرات إيجابية وسلبية فإنها ستخدم من يحسن الاستفادة من المعلومات والتقدم التكنولوجي والتغيير الثقافي في ظل الهوية العربية و الإسلامية ، وتوظيفها لزيادة القوة والثروة القومية.
ويؤكد شحاتة (1419هـ: 23) " أن النهضة الحقيقية في المجتمع لا تتم بدون إعادة النظر في المناهج الدراسية من حيث المحتوى والهدف لأن التعليم هو السبيل الوحيد للتحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل، ولقد أثبتت التجارب دائماً .. أن التقدم قرين العلم والمعرفة، وأن رفاهية الشعوب لابد أن تعتمد على نظام تعليمي رشيد."
من هذا المنطلق اصبح التعليم حجر الزاوية في هذه المرحلة التي تستوجب توجيه الجهود وتسخيرها لتطوير عملية التربية والتعليم وتحسين مناهجها الدراسية في مختلف المراحل التعليمية مع الاهتمام بالنوعية وما يوافق متطلبات العصر واحتياجات المتعلمين في ظل العولمة إعداداً للتصدي لها والمواجهة، ويعتبر المنهج (المحتوى والطريقة) من أهم المداخل ضمن الإمكانيات التطويرية في التربية والتعليم يشمل عناصره : الأهداف والمعارف وأنشطة التعلم والتقييم، والتطور في المحتوى يلزمه تطور في الطريقة وتحسين استراتيجيات التعليم والتقويم في المدارس ويستلزم ذلك تطوير مهارات المعلمين أولاً من خلال التنمية العلمية التربوية والتقنية للمعلومات وتوظيفها في عملية التعليم والتعلم، مرتكزين على أسس ومبادئ التربية الإسلامية.
ويستوجب للتنمية والتربية أولا خلفية فلسفية وسياسية عامة، تتوافق والتصور الإسلامي مع اعتبار طبيعة المعرفة والإنسان واتجاهاته الأخلاقية ، أن تتصف التربية المستقبلية التنموية المنشودة بخصائص تلبي حاجة الإنسان العربي إلى النمو الشخصي والاجتماعي ، والوعي والمشاركة والفكر النقدي، والكفاية الاقتصادية والإنتاجية واستمرار هذه التربية مدى الحياة حسب الحاجة دون إضرار بالآخرين وبالبيئة الطبيعية والاجتماعية .
خصائص التربية المستقبلية :
خصائص التربية الإسلامية في وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي لدول مجلس التعاون (1419هـ: الفصل الخامس ) ذكرت كالتالي:
§ دينية-دنيوية : تجمع بين التمسك بالعقيدة الإسلامية وبناء الذات واعمار الدنيا بالخير والسلام.
§ شمولية تكاملية : شاملة لنمو جميع النواحي العقلية والجسمية والاجتماعية والوجدانية في تكامل والتعامل مع المتعلم كلياً.
§ طبيعية : تعمل في أوضاع طبيعية أو تحاكي أوضاع طبيعية أو منشودة ضمن أوضاع طبيعية
§ فردية-جماعية- تفاعلية : تمثل تكاملاً بين الأعمال التربوية الفردية والجماعية ، وتفاعلاً مستمراً وتغذية راجعة .
§ توفيقية : توفق بين حاجات الفرد بحسب عمره وبين حاجات المجتمع .
§ عملية-خبروية-نظرية : تنطلق من الواقع وتكسب المتعلم خبرة حقيقية وفقاً لنوع النشاط ونضج المتعلم ، وتتدرج به في المراقي النظرية .
§ تعبيرية- تواصلية- أدائية : يعبر فيها المتعلم عن أفكاره وخواطره ومشاعره ويتواصل مع غيره ويوفق بين التعبير والقيام بأنشطة فعلية في الفصل والمدرسة والبيئة .
§ تركيبية- إنتاجية : يركب الأجوبة بنفسه ولغته ، ويقدم إنتاجا في عمل متكامل .
§ استكشافية- توليدية- ابتكاريه : إعطاء الحرية للمتعلم لارتياد آفاق مجهولة ليولد منها أفكارا وخبرات جديدة قد تصل للإبداع والابتكار.
§ تعاونية- تشاركيه : تعاون المتعلم مع المعلم ، والمتعلمين مع بعضهم البعض ، وسائر الأسرة التربوية والمجتمع التربوي .
§ تنوعيه- بدائلية : متنوعة بحيث تنوب خبرة عن خبرة إذا لم يكن هناك مانع ، واثراء المتعلم بالأفكار والأنشطة المختلفة المتنوعة .
§ تأويليه- تساؤليه-نقدية- تقويمية: يعبر المتعلم فيها عن مرئياته ، يتساءل ويستقصي ويبحث وينقد ويصدر تقويماً شاملاً.
§ سيروراتية-نواتجية : تهتم بنواتج العمل التربوي المتحقق في أعمال متكاملة ،وتقدر سير العملية التي تتم بواسطتها الوصول إلى نتائج تربوية.
§ أخلاقية - تمهنية – منفتحة : تعد المواقف والقيم محور العمل التربوي لجميع أعضاء العمل التربوي ، فينمو المعلم على غرار نمو المتعلم نمواً مستمراً بجميع أبعاده وتبقي باب الاجتهاد التربوي مفتوحاً على مصرعيه .
وبما أن الأهداف التربوية جوهرية في عملية التطوير التربوي وتحديد محتوى المناهج كي يستمر التعليم محققاً لأهداف التنمية؛ كان من المهم معادوة النظر في الأهداف التربوية للنظام التربوي بأسره لتوجيه العملية التعليمية وتنفيذ برامجها وتلبية الحاجات ذات الأولوية وبناء الطاقات البشرية لمواجهة تحديات العصر مع المحافظة على الهوية القومية العربية الإسلامية .
الأهداف العامة للتربية :
تتعدد مستويات الأهداف بدءاًً بأهداف العملية التعليمية ككل،أهداف لكل مرحلة ثم أهداف لكل صف دراسي ، وأهداف المناهج الدراسية ثم الأهداف السلوكية التعليمية في المراحل التنفيذية ، وهي على درجات متفاوتة من التجريد والعمومية حتى تصل إلى الأهداف الإجرائية المرتبطة بالمواقف التدريسية التي يتم تحقيقها في أوقات محددة ، وهي عبارة عن أهداف وأنشطة إجرائية ، و يتم تحديد الأهداف باختلاف مستوياتها بناء على ثقافة المجتمع ، طبيعة المتعلم وخبراته ونموه ،التطورات في الأساليب والبحوث العلمية والجديد في المجال التربوي في العالم المتقدم بما يتفق مع ومبادئ المجتمع .
وقد أبرزت لجنة مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي ما رأت له الأولوية في الأهداف العامة للتربية (1419هـ:الفصل السادس ) تمثلت في التالي :
§ تنمية الفهم الصحيح للإسلام وتعاليمه السمحة.
§ تعميق الانتماء الوطني والخليجي المبني على فهم صحيح لمكتسبات الوطن الحضارية وتطلعاته المستقبلية، وتوثيق الروابط الاجتماعية بين المواطنين ، وتقدير المصالح المشتركة.
§ تنمية الشعور بالهوية العربية للوطن تاريخاً وثقافة ومصيراً.
§ تنمية مهارات التفكير المنظم والقدرة على استخدامها في فهم المواقف المتجددة وحل المشكلات عن طريق التحليل والنقد والربط بين الأسباب والنتائج.
§ تنمية مهارات التعلم الذاتي باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات المختلفة.
§ تنمية الاتجاه نحو الإسهام بفاعلية في الفكر العالمي والإبداع العلمي والتطور التقني والتفاعل الإيجابي مع الشعوب والثقافات الأخرى بثقة واقتدار في إطار مبادئ الإسلام وقيم المجتمع ومثله.
§ تنمية الاتجاه نحو الإخلاص في العمل وإتقانه ومعرفة أهميته لحياة الفرد والمجتمع.
§ تنمية الاتجاه نحو العمل اليدوي والمهني لاكتساب مهارات العمل الأساسية لسد حاجة الفرد واعتماده على نفسه.
المعايير التي يتم على أساسها اختيار وتطوير مادة المنهج :
أن تحديد المحتوى وتقديمه للمتعلمين في حد ذ1ته لا يحقق الأهداف التعليمية ؛ إذ لابد أن تعمل عناصر المنهج متكاملة مع بعضها ؛ الأهداف، المحتوى، الطرق والوسائل، الأنشطة وعملية التقويم ، وعليه فإن اختيار محتوى المنهج يعتبر مرحلة جزئية في عملية التخطيط للعملية التعليمية .
يقول اللقاني (1995م : 225 ) " ومع ذلك فإن معايير أو شروط يجب توافرها فيما يختار من محتويات المناهج الدراسية ، ولعل من أهم تلك المعايير الصدق والدلالة والارتباط بحاجات المتعلم واهتماماته والمنفعة والملائمة والتوافق مع الإطار الاجتماعي والقابلية للتعلم ، ومن ثم فإن المحتوى في اختياره لا يخضع للعشوائية بل إن هذه العملية تحتاج إلى نظرة عملية واعية ببدايات المنهج ومساراته وعلاقة المحتوى بكل عملياته"
ويرى سالم وغيره ( 1419هـ: 300) أنه يمكننا التعامل مع المحتوى التعليمي الوضعي على أساسيات أهمها :
- ألا يتعارض مع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
- أن يكون وسيلة وليس غاية.
- مراعاة طبيعة المتعلمين وخصائصهم واحتياجاتهم.
- مراعاة بيئة المتعلمين الطبيعية والاجتماعية وربطها بالمحتوى.
- إكساب المتعلمين المهارات المتنوعة وتنمية الجوانب الانفعالية من خلال هذا المحتوى.
- مراعاة شروط البيئة التعليمية للزمان ، والإمكانات وعوامل أخرى؛ و اختيار الكم المناسب ليؤدي وظيفته في ظل هذه الشروط.
- أن يتضمن المحتوى قضايا وحاجات الأمة من تراث وتقاليد وأوضاع اجتماعية..الخ
- وحدة المعرفة الدينية والمعرفية العلمية والعقلية والوجدانية.
ويتفق الشافعي في معظم ما سبق ويضيف (1417هـ: 293) ضرورة تعلم تلاوة القرآن الكريم تلاوة وفهماً، وأن تحتوي على أنشطة يمارسها المتعلمين تساعد على تحقيق أهداف المنهج.
أما شحاتة فيرى ( 1419هـ : 23) أن متطلبات مستقبل التعليم في ظل العولمة كالتالي:
- الاهتمام باللغات بدءاً باللغة القومية (اللغة العربية) ثم اللغات الأجنبية ، خاصة اللغة الإنجليزية تليها اللغات الأخرى.
- تدريب المتعلمين على استخدام الحاسب الآلي وتعليم علوم المستقبل كالعلوم والفيزياء والرياضيات.
- إيجاد مواد مشتركة بين الشعب الأدبية والعلمية والرياضية وعدم الفصل بينها.
- التركيز على تنمية شخصية المتعلم وتطوير قدراته على التفكير والإبداع اكثر من تحصيل المعلومات.
- التوازن بين التربية القومية والانفتاح على العلم عند وضع المناهج للمواد المختلفة.
ومن المرتكزات الرئيسية التي يراها إبراهيم (2000م: 35) عند تحديد هوية مناهج التعليم ما يلي :
- أن يركز المنهج على الأفكار الحياتية التي يحتاجها الطالب فتكون بالنسبة له أسلوب معيشة وذات مهام وظيفية في حياة المتعلم.
- أن يتوافق المحتوى مع مقتضيات العصر الجديد.
- أن يكون الأداة الأساسية التي من خلالها تظهر الهوية القومية والعربية والإسلامية.
و يوصي العواد (14191هـ: 99) بطلبه " تطوير مناهج واستراتيجيات التعليم والتعلم مثل: التعلم الهادف، التعلم المنفتح، التعلم عن طريق حل المشكلات."
ويؤكد د. الرشيد (1419هـ:83) أنه " ولابد من إدخال المهارات الفنية والتقنية في المناهج لتعمل على تعزيز معارف قدرات الطلاب في مجالات العلوم والتقنيات الجديدة مواقعها في مناهج التعليم لتتواكب مع التطورات المعاصرة."
ويتفق إبراهيم مع جميع ما سبق ويضيف على ذلك (2000م: 146) :
- وضوح أهداف المنهج المحددة و شمولها ، وقابليتها للتحقيق والتقويم.
- أن يشمل المنهج في جميع المراحل القيام بأعمال يدوية تفيد المتعلم في حياته العملية ، مع الاهتمام بما يساعده على التمكن التكنولوجي .
- تعدد وتنوع طرق التدريس المستخدمة .
- ينبغي أن يكون تقويم المنهج شاملاً متكاملاً ، ويشمل اختبارات (جماعية المرجع) تحدد موقف المتعلم من زملائه على المستوي المنعقد له الاختبار، إذا كان على مستوى الفصل أو المدرسة أو المنطقة .ويشمل التقويم كذلك (اختبارات معيارية المرجع) وهي إلى تحدد موقف المتعلم كما ينبغي أن يكون.
- البحوث العلمية في مجال المناهج هي السبيل لتطويرها .
تجويد العملية التعلمية التعليمية وتطوير المناهج :
نتيجة للثورة المعرفية والتكنولوجية يزداد التحدي أمام المدرسة في مجال تقديم تعليم ذي كفاءة لمواجهة العولمة، من حيث مضمون التعليم وطرائقه ووسائله ؛فمهما بلغت كفاءة المعلم لا يكتمل الأثر أو تحقيق الأهداف ألا بالتطوير النوعي لبقية عناصر عملية التعليم والتعلم محتوى المنهج الدراسي والمصادر المستخدمة في تطبيقه .
وقد أوجزت لجنة مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء اتجاهات تجويد عملية التعلم والتعليم اتفقت في مجملها مع المعايير السابقة التي حددها رجال التربية لاختيار وتطوير مادة المنهج وقد ذكرت تلك الاتجاهات في صورة إجراءات (1419هـ: الفصل السادس) كالتالي :
§ تحديد الكفايات المعرفية والمهارية التي يتوقع من طلبة الصفوف إتقانها .
§ تنظيم محتوى المنهج الدراسي ووسائل تطبيقه على أسس جديدة، بحيث يعني المنهج بإثارة دافعية التعلم واستيعاب المستحدثات في مصادر التعلم وتقنياته المتنوعة .
§ الاستفادة من إمكانات وسائط العلم الحديثة كالأقراص المضغوطة وشبكات المعلومات في عرض المادة العلمية وصياغة التدريبات والأنشطة وأساليب التقويم تكاملاً مع عملية التعليم والتعلم.
§ مراجعة توصيف الكتب المدرسية والمواد التعليمية المكملة لها لمراعاة التدرج في مستوياتها
§ اتباع آلية تحقق التكامل وتفادى التكرار من خلال التنسيق الأفقي والرأسي في تصميم الكتب المدرسية للمادة الواحدة ، وبين المواد الدراسية.
§ تعزيز أسلوب التعلم بالخبرة المباشرة في تصميم الكتب المدرسية وإستراتيجيات التعلم.
§ الاهتمام بالنشاط المدرسي وإشراك جميع الطلبة فيه، تطبيقاً لمحتوى المنهج الدراسي في تنمية شخصياتهم وصقل مواهبهم.
§ تنمية خبرات جديدة لدى مطوري المناهج والمعلمين في الأساليب والتقنيات الجديدة في تأليف الكتب المدرسية واعداد المواد التعليمية.
§ تدريب المعلمين على توظيف إستراتيجيات التعليم وفقاً لأهداف الدروس وطبيعة المواقف، وإتاحة الفرصة لهم للتجديد والإبداع والابتكار في تطبيق المنهج.
§ تطوير أساليب التقويم بما يساعد على أداء المتعلم ورفع كفاية عملية التعلم والتعليم وفق التقويم البنائى وفق مفهوم التقويم التكويني البنائي .
§ إجراء تقويم دوري على المستوى الوطني و مستوى دول الأعضاء لمخرجات التعليم ، خاصة في اللغة العربية والرياضيات والعلوم.
§ توظيف مختلف مصادر التعلم داخل المدرسة وخارجها ، في المواقف التعلمية التعليمية.
§ تعزيز دور أولياء الأمور في تعلم أولادهم من خلال اللقاء المباشر ، وإرشادهم عبر وسائل الأعلام المرئية واعداد الأدلة المبسطة ، ونحوه.
اقتراحات لتخطيط المنهج التربوي :
وفي ضوء ما جاء في المعايير السابقة نقدم بعض الاقتراحات لتخطيط المنهج وتحديد اهدافة وطرق تنظيمه :
- ذكر إبراهيم اقتراحات لتخطيط وتنظيم المنهج التربوي (2000م: 148) ، نذكر منها :
§ التدرج والترابط العلمي بين موضوعات المنهج ككل وبين ما يسبقه وما يليه من مناهج بمختلف المراحل والصفوف .
§ إبراز ما يتضمنه المنهج من مفاهيم وقواعد وتركيبات ومهارات.
§ توضيح الصلة بين فروع المنهج المختلفة كإبراز مفهوم موحد لفروع متعددة لبعض المواد الدراسية.
§ التنسيق بين فروع المناهج المختلفة ( اللغة العربية – الدين – العلوم – الاجتماعيات ... وغيره) لابراز ترابط المناهج ودعمها لبعضها البعض .
§ تضمين بعض الجوانب الترويحية ،كالألعاب التربوية المسلية التي تثير اهتمام المتعلم .
§ أن تتضمن نماذج وتمارين حية من واقع الحياة ويتم ربط المناهج بتطبيقاتها العملية .
§ وجود بعض الأنشطة المناسبة والمصاحبة للمنهج وبعض الموضوعات العلمية الخاصة بالأنشطة التجارية والصناعية الزراعية ، بحيث لا يقتصر المنهج على القوانين والحقائق المجردة
ويؤكد د. الرشيد (1419هـ: 83) على استخدام اللغة العربية وتعضيدها كوسط تعليمي لجميع المواد الدراسية في جميع مراحل التعليم العام والفني والتعليم العالي .
- إعطاء أنشطة أساسية إثرائية كالقراءات الخارجية للمتفوقين وتدريبات وأنشطة تساعد عل استيعاب محتوى المنهج وتنوع الأنشطة النظرية والعملية ، ليجد المتعلمين على اختلاف مستوياتهم ما يناسب كل منهم مراعاة للفروق الفردية.
- التوفيق في تنظيم محتوي المادة بين التنظيم المنطقي الذي ينادي به الأكاديميون المتخصصون في المواد الدراسية والتنظيم السيكولوجي الذي ينادي به التربويون ، بحيث يراعى التدرج المناسب لخبرات وقدرات المتعلمين وما يناسب ميول المتعلمين في ظل الماد الدراسية المقدمة.
- مراعاة العلاقات المنطقية في ترتيب المحتوى بين القوانين والمبادئ العامة ، الترتيب الزمني ، اعتبار الخبرة السابقة واللاحقة ، الانتقال من الكل للأجزاء أو من البسيط للمركب .
- تدرج الخبرات المقدمة للمتعلمين وفقاً للصفوف والمراحل في صورة علاقة رأسية مع مراعاة الفروق الفردية في كل منهج ، وان يطبق ذلك على كل أنواع التعلم في التفكير والمهارات والاتجاهات والأفكار والمفاهيم .
- التخفيف من عبئ المقررات بدمج بعض المواد كوحدة أو اختصارها في عدد مقررات أقل مثل (علوم الدين ) ( اللغة العربية ) ( الاجتماعيات ) ( العلوم )..مما يساعد على الوحدة
- تدريس اللغة الإنجليزية من الصف الرابع الابتدائي كضرورة عصرية في السيطرة على توظيف وسائط التعلم والتقدم التكنولوجي في العملية التعليمية وما تتطلبه حياة الفرد الشخصية والاجتماعية في المستقبل.
- إضافة المناهج التي تتضمن الخبرات والمعلومات التي تساعد المرأة على القيام بدورها في الأسرة مثل : التغذية ، رعاية الطفولة ، الإسعافات الأولية ، الاقتصاد المنزلي ، الديكور ، الأمن والسلامة ؛ وإضافة موضوعات تسهم في تكوين الشخصية : المحافظة على البيئة، التوعية السياحية، التطرف ، الصحة ، التوعية المرورية...الخ
- التدرج في محتوى مادتي الرياضيات والعلوم حتى يصل المتعلم في مرحلة الثانوية العامة وما فوق إلى مستويات أداء عالمية .
- إعادة النظر في مقرر مادتي المكتبة والحاسب الآلي وإيلاء الجانب التطبيقي أهمية أكبر وتوظيف المحتوى النظري للناحية التطبيقية الفعلية وفقاً لحاجة المتعلم ومتطلبات نمو المعرفة وحاجة العصر.
- مراجعة أسلوب التقويم القديم واستخدام التقويم التكويني البنائي وان يكون تسجيل العلامات داخلياً لمرحلة مؤقتة في فترة التدريب بحيث لا تحصى فيها أخطاء المعلم إلا للتنبيه لإصلاحها، كما أن أسلوب تدوين الدرجات يدفع بالمتعلم للحفظ بهدف الحصول على أعلى الدرجات دون فهم لما يتلقاه من علوم ومعارف .
- وفي (كتاب التمارين ) ينبغي أن يتم تنويع التطبيقات في أنشطتها بحيث تكون شفوية وتحريرية وعملية لزيادة تحصيل المتعلمين .
- أما (كتاب مرشد المعلم ) فيرى المتخصصون في المناهج انه أحد مكونات المنهج لما له من أهمية ؛حيث يسترشد به المعلم الخبير والمستجد.
وتتمثل أهمية كتاب المعلم كما ذكرها اللقاني وغيره ( د.ت : 189) في التالي :
1. يقدم عرضاً شاملاً لأهداف المنهج.
2. يبين العلاقة بين الأهداف ومحتوى المنهج .
3. يبين العلاقة بين الأهداف وطرق التدريس.
4. يبين علاقة الأهداف بالوسائل التعليمية والأنشطة.
5. يبين العلاقة بين الأهداف وعملية التقويم.
6. يقدم صورة شاملة ومتكاملة لأوجه التعلم التي يحتويها الكتاب المدرسي.
ويرى حمدان ( 1418هـ : 194) أن يتكون كتاب المعلم من الموضوعات التي سيتم تدريسها وصفحاتها في المنهج ، الخطة الزمنية المقررة للخطة الدراسية السنوية ، والأهداف المراد تحقيقها والمبادئ والأساليب التربوية النفسية للمتعلم التي ينبغي مراعاتها ، المعارف المنهجية التي سيحصل عليها المتعلمين ، أنشطة التعلم والتعليم وطرق تنفيذها تفصيلياً ، وسائل التقويم المناسبة وطرق استخدامها .
الأسس العامة للتدريس :
ذكر الأبراشي (1413هـ: 244) أهم الأسس العامة للتدريس :
- مراعاة ميول المتعلمين وما يتفق مع رغباتهم وبيئتهم واستعدادهم .
- توظيف نشاط المتعلمين في الدرس وإعطاءهم فرصة للتفكير والعمل والاعتماد على أنفسهم.
- التربية عن طريق اللعب وجعله وسيلة للتربية التهذيب وإدخال السرور إلى نفوس المتعلمين .
- العمل في حرية معقولة مع المتعلمين وعدم إرهاقهم بأوامر ونواهي .
- التشويق والترغيب لإثارة الدافعية.
- مراعاة عالم الطفولة والعمل لإعداده للحياة المنتظرة بالجمع بين التعلم النظري والعملي .
- إيجاد روح التعاون بين المعلم والمتعلم وبين البيت و المدرسة لتحقيق أهداف التربية .
- تشجيع المتعلمين علي الثقة بأنفسهم وعدم الاستعانة بالمعلم إلا في الضرورة.
شروط اختيار الوسائل وطرق التدريس:
حددها اللقاني (1995م: 234- 238) كالتالي :
1. ملائمة الطريقة والوسيلة للهدف المحدد.
2. ملاءمة الطريقة والوسيلة للمحتوى.
3. ملاءمة الطريقة والوسيلة لمستويات التلاميذ.
4. مدى مشاركة المتعلم.
5. مدى التنوع .
طرق التدريس والمحتوى:
طرق التدريس هي أحد أركان المنهج الأساسية ، ولا يمكن تحقيق الأهداف والمحتوى بدون المعلم وطرق التدريس ، وإذا كان ( المحتوى والطريقة ) شقين متلازمين متكاملين للمنهج لا يمكن فصل أي منهما عن الآخر ، فإن أي تغيير في المحتوى يتبعه تغيير في الطريقة.
وطرق التدريس كما يقول شحاتة ( 1419هـ: 96 ) " أنها جزء متكامل من موقف تعليمي : يشمل المتعلم وقدراته وحاجاته ، والأهداف التي ينشدها المعلم من المادة العلمية ، والأساليب التي تتبع في تنظيم المجال للتعلم ."
ويؤكد د. الرشيد ( 1419هـ: 35 ) " إن التجديد المستمر للمناهج يتطلب أيضاً طرائق وأساليب مستحدثة لجذب الطلاب لدراسة العلوم والتقنية وتقريبها إلى ميولهم، وزيادة إقبالهم نحو مجالاتها الواسعة خصوصاً أننا لاحظنا أن هناك حيوداً أو نقصاً في هذا الاتجاه ونحن في أمس الحاجة إليه."
ويقول د.العواد (1419هـ: 35) هناك حاجة ملحة إلي تغيير نوعي يؤدي إلى تمكين الممارسة والمهارات المتنوعة والخبرات داخل حجرات الصفوف،وتحويل المدرسة بصفتها مؤسسة اجتماعية إلى مؤسسة تتفاعل بانفتاح مع المجتمع والى مركز للنقد وبناء للثقافة المطروحة أمام المتعلمين بحيث تشبع حاجات الأفراد من جهة وتحقق حاجات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، وجعل المعلم مديراً لمشروع تربوي تعليمي بدلاً من كونه ناقلاً للمعلومات وملقناً لها، وأيضاً الموازنة بين المركزية واللامركزية لضمان ترسيخ الأطر التربوية والفكرية العامة وتمكين المدرسة من الاستقلال لتوفير فرص الإبداع والابتكار.
ويرى د. مرسي ( 1415هـ: 180 ) أن الطريقة الجيدة تعتمد على تقدير المعلم للموقف التربوي واختيار الطريقة المناسبة وفقاً لإمكانيات المعلم لتطبيقها وملاءمتها لمستوى المتعلمين الدراسي والخبرات التي مروا بها والمادة الدراسية التي يقوم بتدريسها ، كما ينبغي أن تكون الطريقة المستخدمة متمشية مع نتائج بحوث التربية وعلم النفس والتي تؤكد إيجابية المتعلم ، و يستطيع المعلم الجيد أن يستخدم اكثر من طريقة واحدة في الدرس الواحد .
ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105 ) "استخدام طرائق تدريس حديثة، مثل استخدام الوسائل والتقنيات وأساليب تعليم المجموعات، التعليم التعاوني، التناوب بين الدراسة والعمل)."
يقول د. الثنيان ( 1419هـ: 51 ) "وأولئك بناة المستقبل المعلمون إنهم لو تفاعلوا وتساءلوا هذا السؤال وحاسبوا ذواتهم وربوا أبناءنا على التفكير والتفاعل وقوة الشخصية والمهارة وحب العمل فإنهم الكنز الذي أرى أن المستقبل يبنى من خلاله وهم السواعد التي ستصنع الغد ."
ويرى إبراهيم ( 2000م: 152 ) أن يسعى المدرس خلال الموقف التدريسي إلى تحقيق:
§ إكساب التلاميذ الديمقراطية واحترام الرأي المعارض .
§ إكساب التلاميذ عادة التفكير الموضوعي الناقد عن طريق التدريب على البحث وتحليل المواقف وعدم إصدار الحكم إلا بعد توفر الأدلة الكافية .
§ تحليل الموقف لعناصره المختلفة وبحث العلاقات الداخلية بينها لإبقاء المهم واستبعاد غيره .
§ تدريب التلاميذ على الدقة في التعبير .
§ ربط الأسباب بمسبباتها.
§ تجنب أخطاء الاستدلال نتيجة الاتصال البسيط السرعة ولمجرد المقارنة أو تطبيق حالة خاصة.
يقول قطامي وآخر ( 1998م : 13 ) " وبدلاً من أن يكون المعلم هو العامل الرئيسي في تحصيل المعرفة والخبرة، فانه سيمارس أدوارا جديدة، إذ يغدو موجهاً، ومثيراً لدافعية التعلم، ومهيئاً للنشاطات التي تنمي حاجات مختلفة لدى الطلاب، وبذلك يتحرر قليلاً من الروتين، والملل، ومما يعني به الاهتمام بمصادر التعلم، والإبداع في إنتاجها، بالتعاون مع الطلاب واستغلال خدمات البيئة "
وفي قضية الأولوية التي يجب أن نضعها ونحن نتقدم نحو القرن القادم يرى د.يماني
(1419هـ: 67) أن في مقدمة ذلك كله ربط الناشئة بالعقيدة الإسلامية وترسيخ القيم والمبادئ في نفوس الناشئة ثم تهيئتهم للأدوار المهمة القادمة ؛بتوفير البيئة الصالحة التي تساعدهم على بناء المستقبل بالتحدث إليهم بلغة يفهمونها ، والأخذ بأيديهم ليتعمقوا في مبادئ وقيم الحضارات المعاصرة . و ينبغي المرونة والوعي والانفتاح ثم احترام الإنسان وقدراته وخصوصياته، حتى يثق فيما حوله ومن حوله ويعتز بكرامته ويأمن على نفسه وعلى مستقبله وحقوقه المشروعة.
خلاصة مرئيات حول طرق وأساليب التدريس :
- حسن تنظيم الوقت واستثماره فيما يفيد المتعلم في الدنيا والآخرة لصالح العملية التربوية تحسباً لقوله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون" . الصافات : آية (24)
- إتقان العمل واحتساب الأجر في ذلك " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ".
- مراعاة المتعلمين وحاجاتهم التربوية " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" .
- ربط قلوب المتعلمين بالله سبحانه وتعالى ووصلها بكتابه العزيز تلاوة وتدبراً ،وترسيخ القيم والمبادئ في نفوسهم.
- اعتبار المقررات الدراسية وسائل لتحقيق النمو وليست غاية.
- أن يكون غاية المعلم هو إكساب المتعلمين المفاهيم والقيم والمبادئ والسلوكيات الإيجابية من خلال المنهج المقرر.
- التنويع في استخدام طرق التدريس مراعاة لحاجات الطلاب وميولهم والفروق الفردية ، على أن يكون الهدف الأساسي هو التدريب على التفكير السليم ولا يقتصر على التلقين والحفظ ونقل المعلومات.
- توظيف استراتيجيات التعليم ؛ والتجديد والتنويع والإبداع في تطبيق المنهج .
- أن يتمثل دور المعلم في التوجيه لمسارات التفكير لدي الطلاب.
- أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه في خلقه والتزاماته وتصرفاته.
- التركيز على المتعلم وجعله مشاركاً إيجابياً في الموقف التعليمي .
- الاهتمام بالمتعلم من جميع النواحي العقلية والجسمية والنفسية على حد السواء.
- الاستعانة بالوسائل التعليمية مع حسن توظيفها لتحقيق الأهداف السلوكية بمستوياتها.
- اتباع أسلوب الإثارة والتشويق ويساعد على ذلك اختيار الأنشطة المناسبة.
- الاهتمام بالأنشطة اللاصفية وإشراك جميع الطلبة فيه تطبيقاً لمحتوى المنهج لتنمية شخصياتهم .
- إكساب الطلاب المفاهيم بصورة رئيسية إلي جانب المهارات.
- مراعاة عدم فصل المفاهيم النظرية في علوم المعرفة عن النواحي التطبيقية الفعلية لسلوك المتعلم، مع الاهتمام بمتابعتها وتوجيهها.
- تعويد المتعلم على استخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات وإعطاء الحلول والبدائل
- إتاحة فرصة التعلم الذاتي للمتعلم من خلال الأنشطة والمهارات .
- تهيئة المواقف التي تساعد عل التدريب على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
- توفير الأنشطة المنفذة بالعمل الثنائي والجماعي وخلق روح التنافس والتعاون الإيجابي.
- التدريب على تقييم الذات من خلال توفير التغذية الراجعة على المستوى الفردي والجماعي .
- تمثيل الحياة المعيشية للواقع الفعلي في المواقف التعليمية والتفاعل معها.
- اكتشاف المواهب وصقلها وتنميتها ورعايتها.
- إعطاء حصص الإنشاء أهمية أكبر لتنمية ملكة التفكير والتدريب على الدقة في التعبير.
- الاهتمام بالحوار والإلقاء السليم، وعلى كل معلم أن يعد نفسه معلماً للغة العربية.
- تنمية التفكير الناقد وطرق الاستدلال.
- التوظيف الفعال لمعامل العلوم والمعامل اللغوية في ممارسة النواحي التطبيقية للمادة ، وعدم إغفالها.
- ألا يتعدى التقويم قياس حفظ المعلومات إلى الملاحظة والاستفتاء وتقويم سلوكيات المتعلم التطبيقية الفعلية نتيجة للمعارف المكتسبة.
- انتهاز الفرص للتوجيه التربوي والديني لسلوكيات المتعلمين في الحياة اليومية داخل وخارج الفصل وخارج أسوار المدرسة.
- إشراك أولياء الأمور بصورة مباشرة لمتابعة أبنائهم، وتوعيتهم من خلال وسائل الإعلام ، إصدار كتيبات ، نشرات ارشادية وتوعية ونحوه.
- وتؤكد السعد ( 1420هـ: 87) " إن الانتقال الإجرائي بهذه المفاهيم في شموليتها في نسق الحياة .. ثقافياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسلوكياً..من الجانب شبه النظري إلى المستوى الواقعي الفعلي لابد منه خطوة مبدئية وأساسية إذا كنا نرغب في إيجاد الفرد الذي يحقق الدور الانتقائي لآثار العولمة .."
آليات يمكن لها تحقيق المرئيات السابقة :
- استثمار المعلم لوفت الحصة من البداية وحتى النهاية فيما يفيد المتعلم .
- التعامل التربوي مع المتعلمين في محاولة لتوجيه سلوك ،داخل الفصل وخارجه وخارج أسوار المدرسة.
- ربط الدروس بآيات القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية وتوجيه سلوكياتهم وفقاً لذلك.
- أن يستعين المعلم بجميع مصادر التعلم المتوفرة ؛ فيستخدم بعضها ويوجه المتعلمين لاستخدام البعض الآخر لجمع البيانات والمعلومات.
- أن يقدم المعلم الجديد دائماً في طرق التدريس ومداخله إبعادا للملل عن المتعلمين .
- ألا ينفرد المعلم بالتحدث خلال الحصة ويستعرض معلوماته وأفكاره .
- أن يقتصر دور المعلم على التوجيه لمسارات التفكير لدى المتعلمين لتفاعل جميع الأطراف من خلال المناقشة الإيجابية الفعالة .
- أن يتقبل المعلم أسئلة المتعلمين بصدر رحب وان يكون صادقاً في التفاعل معهم.
- ألا يأتي المعلم خلقاً ينهى عنه أو ما قد يخالف ما يمليه على طلابه من مبادئ وقيم وتوجيهات.
- أن يشمل الدرس تحقيق الأهداف السلوكية بمستوياتها : المعرفية ، المهارية ، الوجدانية .
- تنظيم الخبرات وإدارتها وتنفيذها نحو الأهداف المحددة في تحضير الدرس وشرحه في الحصة.
- أن تتميز الأنشطة التطبيقية ( في مرحلة التطبيق ) بالابتكار والإثارة والتشويق .
- أن ينظر المعلم إلى كل متعلم كحالة مفردة لها استعدادها وميولها واهتمامها .
- إتاحة الفرصة للمتعلمين للإجابة عن التساؤلات وحل المشكلات وإثارة تساؤلات جديدة في جو تعليمي صحي .
- إشراك المتعلمين في الأنشطة اللاصفية : جمعيات النشاط ،برامج الإذاعة المدرسية ، الحفلات المدرسية ، أسابيع التوعية ، المجلات المدرسية .
- متابعة تطبيق المفاهيم النظرية للدرس في سلوك المتعلم كالتوجيهات الربانية .
- استخدام أسلوب الحوار الهادف في الحصة .
- التعزيز الفوري في الحصة لفظياً ، مادياً ، أو معنوياً لمساعد المتعلم على تقييم ذاته ..
- استخدام العمل الجماعي في الحصة لخلق روح التعاون والتنافس الشريف .
- ربط معلومات الدرس بالتخصصات الأخرى ما أمكن؛ليدرك المتعلم العلاقة بين المجالات العلمية المختلفة وتكوين تصور عام لوحدة المعرفة وتكاملها.
- أن يتقبل المعلم كل أشكال النقد البناء .
المــــراجع والمصــادر
1. إبراهيم، د.مجدي عزيز :" تطوير التعليم في عصر العولمة " ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية ، 2000م.
2. الأبراشي، محمد عطية : " روح التربية والتعليم " ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1413هـ.
3. الثنيان، د.عبد العزيز بن عبد الرحمن : " رؤية حول المستقبل التعليمي " ، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، 1419هـ.
4. الحامد، د.محمد بن معجب : " تطوير المناهج الدراسية بين الواقع والتطلعات " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419هـ.
5. الرشيد، د.عبد الله بن أحمد : " الأثر المتبادل بين نقل وتوطين التقنية ومستقبل التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419هـ.
6. السعد، نوره خالد : " المواجهة بالاقتناع والإقناع "، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420هـ.
7. السنبل،عبد العزيز : " كيف نواجه العولمة " ،المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420 هـ.
8. الشافعي،أ.د. إبراهيم محمد وآخرون : " المنهج المدرسي من منظور جديد " ، الرياض ، مكتبة العبيكان ، ط1 ، 1417هـ.
9. الطرابلسي، سمير مصطفى : " العرب في مواجهة العولمة " المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(47) ، صفر 1420هـ.
10. العواد، د.خالد بن إبراهيم : "مؤشرات حول مستقبل التربية في المملكة العربية السعودية " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419 هـ.
11. اللقاني، د.أحمد حسين وغيره : " التدريس الفعال " ،القاهرة ، عالم الكتب ، د.ت.
12. اللقاني، د. احمد حسين : " المناهج بين النظرية والتطبيق "، القاهرة ، ط4، عالم الكتب، 1995م.
13. حمدان، د. محمد زياد : " تخطيط المنهج/الكتاب المدرسي " ، الأردن ، دار التربية الحديثة ، 1418هـ.
14. سالم، د. مهدي محمود وآخر : " التربية الميدانية وأساسيات التدريس " ، الرياض ، مكتبة العبيكان ، ط2 ، 1419هـ.
15. شحاتة، د.حسن : " المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق " ، القاهرة ، مكتبة الدار العربية ، ط1 ، 1419هـ.
16. عشقي، أنور : " العولمة : الشياطين تختبئ في التفاصيل " ،المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420 هـ.
17. قطامي، د.يوسف وآخر : " نماذج التدريس الصفي " ،عمان ، دار الشروق للنشر والتوزيع ،ط2 ، 1998م.
18. مرسي، د.محمد عبد الحليم : " المعلم /المناهج وطرق التدريس" ، الرياض ، دار الإبداع الثقافي ، ط2 ، 1415هـ.
19. مكتب التربية لدول الخليج العربي، " وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية لدول الخليج " ،1419هـ. http://www.abegs.org
www.minshawi.com/other/Kawther1.htmالمصدر
إعداد مشرفة اللغة الإنجليزية بمحافظة الجموم
كوثر جميل فادن
المقدمة :
ظهرت في مجتمعاتنا مشكلات كثيرة متنوعة ؛ نتيجة للتطورات السريعة وتدفق المعارف الإنسانية والعلمية وتعقد الحضارة وتشابكها ، أدى إلى عدم وجود توازن سليم بين التكنولوجيا الحديثة وبين الحياة الاجتماعية ، فاصبح الفرد غير قادر على التكيف أمام هذا الكم الهائل من وسائل التقنية ,التطورات السريعة .
إن اثر وسائل الإعلام الأجنبية المرئية والمسموعة والمقروءة ؛ وتصفح أبناءنا للشبكة المعلوماتية دون نقد وتمحيص في ظل مخرجاتها المبهرة نتج عنه سلوكيات غريبة على مجتمعنا ، فقد تدنى مستوى العلاقة بين المعلم والمتعلم والتي وصلت إلى حد الإيذاء الجسدي .
كما أن مشكلات الطلاب في تزايد كإثارة الشغب و العدوان و الكذب و التأخر الدراسي و التسرب و الفراغ و المخدرات و السرقة والاعتداءات والجرائم المختلفة.
و ظهرت عادات وتقاليد وثقافات وممارسات سلوكية خطيرة في مجتمعنا مخالفة لديننا الإسلامي كطقوس الأفراح وصرعات الموضة والأعياد المستحدثة ( عيد الحب – عيد العمال – عيد الميلاد –... )
إن إصلاح ذلك يكمن في إيلاء التربية والتعليم مزيداً من العناية كماً وكيفاً؛ بإعادة النظر في مناهجنا والتدقيق في محتواها وفي الطرائق وأساليب التقويم والوسائل وتحديدها وجعلها مواكبة لعصر العولمة ، وغرس مبدأ التعلم الذاتي في نفس المتعلم والتفكير الناقد لسلوكيات حياته اليومية ، و الاهتمام بالبحث العلمي على مختلف المستويات والحقول المعرفية ، والتمسك بالتراث الثقافي القائم على الكتاب والسنة .
وفي رؤية مستقبلية متفائلة لنوعية المتعلم المراد إعداده لمواجهة العولمة والتفاعل بنجاح مع المتغيرات السريعة والاتجاهات التربوية العالمية المعنية بتطور أنماط التفكير ، والسلوك العلمي ، والاستفادة من المعرفة الإنسانية ،، والأخذ بيد المعلم بتدريبه والرفع من شأنه للنهوض بالعملية التعليمية ، فالتعليم هو الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وهوية أفراده وسماته الثقافية .
أهداف الورقة :
§ إيجاد مخرجات تعلم أفضل في المستويات المعرفية والمهارية والسلوكية للمتعلمين.
§ أن يصبح المتعلم عضواً إيجابياً ومشاركاً في الموقف التعليمي.
§ تنمية مهارات التفكير المنظم لدى المتعلمين والتحليل والنقد والربط بين النتائج والأسباب.
§ تنمية مهارات التعلم الذاتي باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة والمختلفة.
§ تنمية الاتجاه الإيجابي نحو الحرف المهنية لسد حاجة الفرد واعتماده على نفسه والمساهمة في
تنمية القوى البشرية.
§ تكوين العقلية الناقدة عند المتعلم ليستطيع مقابلة المواجهة الحضارية والانفتاح الإعلامي العالمي.
§ عصرنه التعلم بما يوافق الزمان والمكان مع المحافظة على التراث القائم على الكتاب والسنة.
§ تنمية شخصيات المتعلمين وصقل مواهبهم من خلال النشاط المدرسي.
§ إعادة النظر في أساليب التقويم بما يساعد على رفع كفاية العملية التعليمية.
§ توجيه المعلمين للإبداع والابتكار في تطبيق المنهج.
§ تفعيل الحوار بين المعلم والمتعلم.
§ ربط المناهج ببيئة المتعلم ومجتمعه لمساعدته على التكيف السليم.
§ توجيه المتعلم للاستفادة من مصادر التعلم المتوفرة في البيئة.
§ التفاعل الإيجابي للمتعلم مع المتغيرات السريعة والاتجاهات العالمية.
§ تزويد المتعلم بمستحدثات المعارف العلمية والإنسانية.
§ تنمية التفكير الإبداعي لدى المتعلم ليكون قادراً على مواجهة المشكلات الراهنة والمستقبلية بإيجاد الحلول البدائل.
أهمية الورقة :
تقوم قنوات التعليم الرسمي ببناء الأجيال من خلال إكسابهم القيم والاتجاهات السائدة في المجتمع ؛ والعملية التعليمية هي الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وتشكيل سماته وثقافته وتأهيل العناصر البشرية القادرة على النهوض بالمجتمع.
وفي ظل تتطور وسائل الاتصال وعولمة الثقافة ، والاكتشافات العلمية والتكنولوجية وتطور أساليب الإنتاج ، والتغيير الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، وظهور معايير جديدة تحل محل القيم والمبادئ والمعايير القديمة؛ اصبح حتماً علينا تطوير المناهج التربوية .
إن نهضة المجتمع محكومة بنوعية المناهج التي تشكل أبناءها وتعدهم للمستقبل الذي يعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة من خلال مساعدة المتعلمين على تحقيق التالي :
§ تنمية وتعزيز مفهوم الرقابة الذاتية لدى المتعلمين؛ وغرس مفاهيم الدين والقيم الأساسية في صدورهم.
§ تطوير المهارات الأساسية التي تخدم الحاجات الأساسية للمتعلم وتكسبه مهارات التعلم الذاتي ودافعية التعلم المستمر .
§ تعديل سلوكيات المتعلمين نحو الأفضل.
§ إحداث التكيف السريع بين المتعلم والبيئة من خلال تزويد المتعلم بالمعرفة الوظيفية وأساليب التفكير النقدي .
§ تحصين الفرد ضد ما يستقبله من الوسائل الإعلامية والثقافية للمجتمعات الأخرى عن طريق تنمية وعي المتعلمين وتزويدهم بالمهارات والقيم التي تمكنه من الاختيار والتمحيص بحيث يحافظ على الهوية الحضارية والقومية وحفظها من الذوبان .
§ مساعدة المتعلم على استخدام المعلومات المتدفقة الاستخدام الأمثل الذي يحقق الخير له ولمجتمعه.
التحديات الثقافية في ظل العولمة :
تشهد البشرية اليوم ظاهرة عالمية غربية تسمى ( العولمة ) تسعى لتوحد فكري ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي؛ تحمل تحدياً قوياًً لهوية الإنسان العربي المسلم خاصة بما يستهدف الدين والقيم المثل والفضائل من خلال التركيز على الناحية الثقافية وتوظيف وسائل الإتصال ووسائل الإعلام ، والشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والتقدم التكنولوجي بشكل عام لخدمة ذلك مما حول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، فلم يعد هناك أي حواجز جغرافية..تاريخية..سياسية أو ثقافية ، و اصبح العالم يخضع لتأثيرات معلوماتية وإعلامية واحدة تحمل قيم مادية وثقافية ومبادئ لا تتلاءم مع قيمنا ومبادئنا ؛ منافية للدين الإسلامي كما أن هناك توجه استهلاكي مفرط نحوها .. دون وعي أو تمييز لنوعية المادة المستهلكة وتأثيرها على تربية وثقافة الأفراد المستهدفة تحت تأثير إغراء لا يقاوم من التدفق الصوري والإعلامي المتضمن انبهاراً يستفز ويستثير حواس ومدارك الأفراد بما يلغي عقولهم ويجعل الصورة التي تحطم الحاجز اللغوي هي مفتاح الثقافة الغربية الجديدة الذي تستهدفه العولمة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة سرعة مقاومة ذلك الغزو لحماية الهوية الثقافية العربية لحمايتها والإسلامية ، والعناية بالتربية والتعليم في مختلف مستوياتهما وأشكالهما هي الحصن المنيع.
ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105) " إن على التربية في المدرسة والبيت والمجتمع أن تتصدى لهذه الإشكالية، وأن توجد الوسائل المناسبة لحماية أجيالنا الصاعدة ، وأن توعيهم إلى مخاطر هذه القنوات الغازية ، وان تحصنهم من الداخل ، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة ."
ويدعو عشقي (1420هـ : 85) إلى إعادة بناء الشخصية الثقافية للأمة العربية والإسلامية بتجديد الفكر القومي وتحويله على الانتماء الثقافي والعودة لتراث الأمة القائم على الكتاب والسنة حتى نستطيع الحوار مع العولمة ونضمن عدم التأثر بمغرياتها .ويضيف السنبل (1420هـ: " وإن تطوير التربية والتعليم لرهن بإصلاح عميق شامل طموح يتناول الأهداف فيدققها ، والطرائق والأساليب والوسائل فيجددها ويكيفها مع مقتضيات عصر العولمة وضرورة مواكبته ، والمحتويات فيحدثها ويجددها ، والمعلم فيزيد تدريبه والرفع من شأنه ، والمتعلم فيغرس في ذهنه ووجدانه ضرورة التعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة. "
يقول د. يماني (1419هـ: 35) "إن القرن القادم قرن يتميز بأهمية المعلومات فيه ومن يملك المعلومة يملك عنصراً قوياً من عناصر القوة، ومن واجبنا أن نأخذ في عين الاعتبار أهمية العناية بالمعلومة في القرن القادم ، ونأخذ بيد أولادنا وناشئتنا ومدارسنا ومؤسساتنا للاستفادة من ثورة الاتصالات في العالم والإقبال على استخدام الكومبيوتر والاتصالات الإلكترونية "
ويرى الطرابلسي (1420هـ: 81 ) " مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي لقوى العولمة، مؤسسة على ثوابت الهوية العربية وسماتها الإيمانية والحضارية الجامعة، ومسلحة بعقلية انفتاحية على كل منجزات الفكر والعلم والتكنولوجيا، تقرأها قراءة نقدية وتتفاعل معها لتطويعها بما يتناسب مع قواعد وضوابط فكرنا، فلا نرفضها بداعي الخوف والعداء لكل ما هو أجنبي، ولا نذوب فيها بتأثير عقد النقص تجاه الآخرين."
وإذا كان للثورة المعرفية تأثيرات إيجابية وسلبية فإنها ستخدم من يحسن الاستفادة من المعلومات والتقدم التكنولوجي والتغيير الثقافي في ظل الهوية العربية و الإسلامية ، وتوظيفها لزيادة القوة والثروة القومية.
ويؤكد شحاتة (1419هـ: 23) " أن النهضة الحقيقية في المجتمع لا تتم بدون إعادة النظر في المناهج الدراسية من حيث المحتوى والهدف لأن التعليم هو السبيل الوحيد للتحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل، ولقد أثبتت التجارب دائماً .. أن التقدم قرين العلم والمعرفة، وأن رفاهية الشعوب لابد أن تعتمد على نظام تعليمي رشيد."
من هذا المنطلق اصبح التعليم حجر الزاوية في هذه المرحلة التي تستوجب توجيه الجهود وتسخيرها لتطوير عملية التربية والتعليم وتحسين مناهجها الدراسية في مختلف المراحل التعليمية مع الاهتمام بالنوعية وما يوافق متطلبات العصر واحتياجات المتعلمين في ظل العولمة إعداداً للتصدي لها والمواجهة، ويعتبر المنهج (المحتوى والطريقة) من أهم المداخل ضمن الإمكانيات التطويرية في التربية والتعليم يشمل عناصره : الأهداف والمعارف وأنشطة التعلم والتقييم، والتطور في المحتوى يلزمه تطور في الطريقة وتحسين استراتيجيات التعليم والتقويم في المدارس ويستلزم ذلك تطوير مهارات المعلمين أولاً من خلال التنمية العلمية التربوية والتقنية للمعلومات وتوظيفها في عملية التعليم والتعلم، مرتكزين على أسس ومبادئ التربية الإسلامية.
ويستوجب للتنمية والتربية أولا خلفية فلسفية وسياسية عامة، تتوافق والتصور الإسلامي مع اعتبار طبيعة المعرفة والإنسان واتجاهاته الأخلاقية ، أن تتصف التربية المستقبلية التنموية المنشودة بخصائص تلبي حاجة الإنسان العربي إلى النمو الشخصي والاجتماعي ، والوعي والمشاركة والفكر النقدي، والكفاية الاقتصادية والإنتاجية واستمرار هذه التربية مدى الحياة حسب الحاجة دون إضرار بالآخرين وبالبيئة الطبيعية والاجتماعية .
خصائص التربية المستقبلية :
خصائص التربية الإسلامية في وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي لدول مجلس التعاون (1419هـ: الفصل الخامس ) ذكرت كالتالي:
§ دينية-دنيوية : تجمع بين التمسك بالعقيدة الإسلامية وبناء الذات واعمار الدنيا بالخير والسلام.
§ شمولية تكاملية : شاملة لنمو جميع النواحي العقلية والجسمية والاجتماعية والوجدانية في تكامل والتعامل مع المتعلم كلياً.
§ طبيعية : تعمل في أوضاع طبيعية أو تحاكي أوضاع طبيعية أو منشودة ضمن أوضاع طبيعية
§ فردية-جماعية- تفاعلية : تمثل تكاملاً بين الأعمال التربوية الفردية والجماعية ، وتفاعلاً مستمراً وتغذية راجعة .
§ توفيقية : توفق بين حاجات الفرد بحسب عمره وبين حاجات المجتمع .
§ عملية-خبروية-نظرية : تنطلق من الواقع وتكسب المتعلم خبرة حقيقية وفقاً لنوع النشاط ونضج المتعلم ، وتتدرج به في المراقي النظرية .
§ تعبيرية- تواصلية- أدائية : يعبر فيها المتعلم عن أفكاره وخواطره ومشاعره ويتواصل مع غيره ويوفق بين التعبير والقيام بأنشطة فعلية في الفصل والمدرسة والبيئة .
§ تركيبية- إنتاجية : يركب الأجوبة بنفسه ولغته ، ويقدم إنتاجا في عمل متكامل .
§ استكشافية- توليدية- ابتكاريه : إعطاء الحرية للمتعلم لارتياد آفاق مجهولة ليولد منها أفكارا وخبرات جديدة قد تصل للإبداع والابتكار.
§ تعاونية- تشاركيه : تعاون المتعلم مع المعلم ، والمتعلمين مع بعضهم البعض ، وسائر الأسرة التربوية والمجتمع التربوي .
§ تنوعيه- بدائلية : متنوعة بحيث تنوب خبرة عن خبرة إذا لم يكن هناك مانع ، واثراء المتعلم بالأفكار والأنشطة المختلفة المتنوعة .
§ تأويليه- تساؤليه-نقدية- تقويمية: يعبر المتعلم فيها عن مرئياته ، يتساءل ويستقصي ويبحث وينقد ويصدر تقويماً شاملاً.
§ سيروراتية-نواتجية : تهتم بنواتج العمل التربوي المتحقق في أعمال متكاملة ،وتقدر سير العملية التي تتم بواسطتها الوصول إلى نتائج تربوية.
§ أخلاقية - تمهنية – منفتحة : تعد المواقف والقيم محور العمل التربوي لجميع أعضاء العمل التربوي ، فينمو المعلم على غرار نمو المتعلم نمواً مستمراً بجميع أبعاده وتبقي باب الاجتهاد التربوي مفتوحاً على مصرعيه .
وبما أن الأهداف التربوية جوهرية في عملية التطوير التربوي وتحديد محتوى المناهج كي يستمر التعليم محققاً لأهداف التنمية؛ كان من المهم معادوة النظر في الأهداف التربوية للنظام التربوي بأسره لتوجيه العملية التعليمية وتنفيذ برامجها وتلبية الحاجات ذات الأولوية وبناء الطاقات البشرية لمواجهة تحديات العصر مع المحافظة على الهوية القومية العربية الإسلامية .
الأهداف العامة للتربية :
تتعدد مستويات الأهداف بدءاًً بأهداف العملية التعليمية ككل،أهداف لكل مرحلة ثم أهداف لكل صف دراسي ، وأهداف المناهج الدراسية ثم الأهداف السلوكية التعليمية في المراحل التنفيذية ، وهي على درجات متفاوتة من التجريد والعمومية حتى تصل إلى الأهداف الإجرائية المرتبطة بالمواقف التدريسية التي يتم تحقيقها في أوقات محددة ، وهي عبارة عن أهداف وأنشطة إجرائية ، و يتم تحديد الأهداف باختلاف مستوياتها بناء على ثقافة المجتمع ، طبيعة المتعلم وخبراته ونموه ،التطورات في الأساليب والبحوث العلمية والجديد في المجال التربوي في العالم المتقدم بما يتفق مع ومبادئ المجتمع .
وقد أبرزت لجنة مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي ما رأت له الأولوية في الأهداف العامة للتربية (1419هـ:الفصل السادس ) تمثلت في التالي :
§ تنمية الفهم الصحيح للإسلام وتعاليمه السمحة.
§ تعميق الانتماء الوطني والخليجي المبني على فهم صحيح لمكتسبات الوطن الحضارية وتطلعاته المستقبلية، وتوثيق الروابط الاجتماعية بين المواطنين ، وتقدير المصالح المشتركة.
§ تنمية الشعور بالهوية العربية للوطن تاريخاً وثقافة ومصيراً.
§ تنمية مهارات التفكير المنظم والقدرة على استخدامها في فهم المواقف المتجددة وحل المشكلات عن طريق التحليل والنقد والربط بين الأسباب والنتائج.
§ تنمية مهارات التعلم الذاتي باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات المختلفة.
§ تنمية الاتجاه نحو الإسهام بفاعلية في الفكر العالمي والإبداع العلمي والتطور التقني والتفاعل الإيجابي مع الشعوب والثقافات الأخرى بثقة واقتدار في إطار مبادئ الإسلام وقيم المجتمع ومثله.
§ تنمية الاتجاه نحو الإخلاص في العمل وإتقانه ومعرفة أهميته لحياة الفرد والمجتمع.
§ تنمية الاتجاه نحو العمل اليدوي والمهني لاكتساب مهارات العمل الأساسية لسد حاجة الفرد واعتماده على نفسه.
المعايير التي يتم على أساسها اختيار وتطوير مادة المنهج :
أن تحديد المحتوى وتقديمه للمتعلمين في حد ذ1ته لا يحقق الأهداف التعليمية ؛ إذ لابد أن تعمل عناصر المنهج متكاملة مع بعضها ؛ الأهداف، المحتوى، الطرق والوسائل، الأنشطة وعملية التقويم ، وعليه فإن اختيار محتوى المنهج يعتبر مرحلة جزئية في عملية التخطيط للعملية التعليمية .
يقول اللقاني (1995م : 225 ) " ومع ذلك فإن معايير أو شروط يجب توافرها فيما يختار من محتويات المناهج الدراسية ، ولعل من أهم تلك المعايير الصدق والدلالة والارتباط بحاجات المتعلم واهتماماته والمنفعة والملائمة والتوافق مع الإطار الاجتماعي والقابلية للتعلم ، ومن ثم فإن المحتوى في اختياره لا يخضع للعشوائية بل إن هذه العملية تحتاج إلى نظرة عملية واعية ببدايات المنهج ومساراته وعلاقة المحتوى بكل عملياته"
ويرى سالم وغيره ( 1419هـ: 300) أنه يمكننا التعامل مع المحتوى التعليمي الوضعي على أساسيات أهمها :
- ألا يتعارض مع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
- أن يكون وسيلة وليس غاية.
- مراعاة طبيعة المتعلمين وخصائصهم واحتياجاتهم.
- مراعاة بيئة المتعلمين الطبيعية والاجتماعية وربطها بالمحتوى.
- إكساب المتعلمين المهارات المتنوعة وتنمية الجوانب الانفعالية من خلال هذا المحتوى.
- مراعاة شروط البيئة التعليمية للزمان ، والإمكانات وعوامل أخرى؛ و اختيار الكم المناسب ليؤدي وظيفته في ظل هذه الشروط.
- أن يتضمن المحتوى قضايا وحاجات الأمة من تراث وتقاليد وأوضاع اجتماعية..الخ
- وحدة المعرفة الدينية والمعرفية العلمية والعقلية والوجدانية.
ويتفق الشافعي في معظم ما سبق ويضيف (1417هـ: 293) ضرورة تعلم تلاوة القرآن الكريم تلاوة وفهماً، وأن تحتوي على أنشطة يمارسها المتعلمين تساعد على تحقيق أهداف المنهج.
أما شحاتة فيرى ( 1419هـ : 23) أن متطلبات مستقبل التعليم في ظل العولمة كالتالي:
- الاهتمام باللغات بدءاً باللغة القومية (اللغة العربية) ثم اللغات الأجنبية ، خاصة اللغة الإنجليزية تليها اللغات الأخرى.
- تدريب المتعلمين على استخدام الحاسب الآلي وتعليم علوم المستقبل كالعلوم والفيزياء والرياضيات.
- إيجاد مواد مشتركة بين الشعب الأدبية والعلمية والرياضية وعدم الفصل بينها.
- التركيز على تنمية شخصية المتعلم وتطوير قدراته على التفكير والإبداع اكثر من تحصيل المعلومات.
- التوازن بين التربية القومية والانفتاح على العلم عند وضع المناهج للمواد المختلفة.
ومن المرتكزات الرئيسية التي يراها إبراهيم (2000م: 35) عند تحديد هوية مناهج التعليم ما يلي :
- أن يركز المنهج على الأفكار الحياتية التي يحتاجها الطالب فتكون بالنسبة له أسلوب معيشة وذات مهام وظيفية في حياة المتعلم.
- أن يتوافق المحتوى مع مقتضيات العصر الجديد.
- أن يكون الأداة الأساسية التي من خلالها تظهر الهوية القومية والعربية والإسلامية.
و يوصي العواد (14191هـ: 99) بطلبه " تطوير مناهج واستراتيجيات التعليم والتعلم مثل: التعلم الهادف، التعلم المنفتح، التعلم عن طريق حل المشكلات."
ويؤكد د. الرشيد (1419هـ:83) أنه " ولابد من إدخال المهارات الفنية والتقنية في المناهج لتعمل على تعزيز معارف قدرات الطلاب في مجالات العلوم والتقنيات الجديدة مواقعها في مناهج التعليم لتتواكب مع التطورات المعاصرة."
ويتفق إبراهيم مع جميع ما سبق ويضيف على ذلك (2000م: 146) :
- وضوح أهداف المنهج المحددة و شمولها ، وقابليتها للتحقيق والتقويم.
- أن يشمل المنهج في جميع المراحل القيام بأعمال يدوية تفيد المتعلم في حياته العملية ، مع الاهتمام بما يساعده على التمكن التكنولوجي .
- تعدد وتنوع طرق التدريس المستخدمة .
- ينبغي أن يكون تقويم المنهج شاملاً متكاملاً ، ويشمل اختبارات (جماعية المرجع) تحدد موقف المتعلم من زملائه على المستوي المنعقد له الاختبار، إذا كان على مستوى الفصل أو المدرسة أو المنطقة .ويشمل التقويم كذلك (اختبارات معيارية المرجع) وهي إلى تحدد موقف المتعلم كما ينبغي أن يكون.
- البحوث العلمية في مجال المناهج هي السبيل لتطويرها .
تجويد العملية التعلمية التعليمية وتطوير المناهج :
نتيجة للثورة المعرفية والتكنولوجية يزداد التحدي أمام المدرسة في مجال تقديم تعليم ذي كفاءة لمواجهة العولمة، من حيث مضمون التعليم وطرائقه ووسائله ؛فمهما بلغت كفاءة المعلم لا يكتمل الأثر أو تحقيق الأهداف ألا بالتطوير النوعي لبقية عناصر عملية التعليم والتعلم محتوى المنهج الدراسي والمصادر المستخدمة في تطبيقه .
وقد أوجزت لجنة مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء اتجاهات تجويد عملية التعلم والتعليم اتفقت في مجملها مع المعايير السابقة التي حددها رجال التربية لاختيار وتطوير مادة المنهج وقد ذكرت تلك الاتجاهات في صورة إجراءات (1419هـ: الفصل السادس) كالتالي :
§ تحديد الكفايات المعرفية والمهارية التي يتوقع من طلبة الصفوف إتقانها .
§ تنظيم محتوى المنهج الدراسي ووسائل تطبيقه على أسس جديدة، بحيث يعني المنهج بإثارة دافعية التعلم واستيعاب المستحدثات في مصادر التعلم وتقنياته المتنوعة .
§ الاستفادة من إمكانات وسائط العلم الحديثة كالأقراص المضغوطة وشبكات المعلومات في عرض المادة العلمية وصياغة التدريبات والأنشطة وأساليب التقويم تكاملاً مع عملية التعليم والتعلم.
§ مراجعة توصيف الكتب المدرسية والمواد التعليمية المكملة لها لمراعاة التدرج في مستوياتها
§ اتباع آلية تحقق التكامل وتفادى التكرار من خلال التنسيق الأفقي والرأسي في تصميم الكتب المدرسية للمادة الواحدة ، وبين المواد الدراسية.
§ تعزيز أسلوب التعلم بالخبرة المباشرة في تصميم الكتب المدرسية وإستراتيجيات التعلم.
§ الاهتمام بالنشاط المدرسي وإشراك جميع الطلبة فيه، تطبيقاً لمحتوى المنهج الدراسي في تنمية شخصياتهم وصقل مواهبهم.
§ تنمية خبرات جديدة لدى مطوري المناهج والمعلمين في الأساليب والتقنيات الجديدة في تأليف الكتب المدرسية واعداد المواد التعليمية.
§ تدريب المعلمين على توظيف إستراتيجيات التعليم وفقاً لأهداف الدروس وطبيعة المواقف، وإتاحة الفرصة لهم للتجديد والإبداع والابتكار في تطبيق المنهج.
§ تطوير أساليب التقويم بما يساعد على أداء المتعلم ورفع كفاية عملية التعلم والتعليم وفق التقويم البنائى وفق مفهوم التقويم التكويني البنائي .
§ إجراء تقويم دوري على المستوى الوطني و مستوى دول الأعضاء لمخرجات التعليم ، خاصة في اللغة العربية والرياضيات والعلوم.
§ توظيف مختلف مصادر التعلم داخل المدرسة وخارجها ، في المواقف التعلمية التعليمية.
§ تعزيز دور أولياء الأمور في تعلم أولادهم من خلال اللقاء المباشر ، وإرشادهم عبر وسائل الأعلام المرئية واعداد الأدلة المبسطة ، ونحوه.
اقتراحات لتخطيط المنهج التربوي :
وفي ضوء ما جاء في المعايير السابقة نقدم بعض الاقتراحات لتخطيط المنهج وتحديد اهدافة وطرق تنظيمه :
- ذكر إبراهيم اقتراحات لتخطيط وتنظيم المنهج التربوي (2000م: 148) ، نذكر منها :
§ التدرج والترابط العلمي بين موضوعات المنهج ككل وبين ما يسبقه وما يليه من مناهج بمختلف المراحل والصفوف .
§ إبراز ما يتضمنه المنهج من مفاهيم وقواعد وتركيبات ومهارات.
§ توضيح الصلة بين فروع المنهج المختلفة كإبراز مفهوم موحد لفروع متعددة لبعض المواد الدراسية.
§ التنسيق بين فروع المناهج المختلفة ( اللغة العربية – الدين – العلوم – الاجتماعيات ... وغيره) لابراز ترابط المناهج ودعمها لبعضها البعض .
§ تضمين بعض الجوانب الترويحية ،كالألعاب التربوية المسلية التي تثير اهتمام المتعلم .
§ أن تتضمن نماذج وتمارين حية من واقع الحياة ويتم ربط المناهج بتطبيقاتها العملية .
§ وجود بعض الأنشطة المناسبة والمصاحبة للمنهج وبعض الموضوعات العلمية الخاصة بالأنشطة التجارية والصناعية الزراعية ، بحيث لا يقتصر المنهج على القوانين والحقائق المجردة
ويؤكد د. الرشيد (1419هـ: 83) على استخدام اللغة العربية وتعضيدها كوسط تعليمي لجميع المواد الدراسية في جميع مراحل التعليم العام والفني والتعليم العالي .
- إعطاء أنشطة أساسية إثرائية كالقراءات الخارجية للمتفوقين وتدريبات وأنشطة تساعد عل استيعاب محتوى المنهج وتنوع الأنشطة النظرية والعملية ، ليجد المتعلمين على اختلاف مستوياتهم ما يناسب كل منهم مراعاة للفروق الفردية.
- التوفيق في تنظيم محتوي المادة بين التنظيم المنطقي الذي ينادي به الأكاديميون المتخصصون في المواد الدراسية والتنظيم السيكولوجي الذي ينادي به التربويون ، بحيث يراعى التدرج المناسب لخبرات وقدرات المتعلمين وما يناسب ميول المتعلمين في ظل الماد الدراسية المقدمة.
- مراعاة العلاقات المنطقية في ترتيب المحتوى بين القوانين والمبادئ العامة ، الترتيب الزمني ، اعتبار الخبرة السابقة واللاحقة ، الانتقال من الكل للأجزاء أو من البسيط للمركب .
- تدرج الخبرات المقدمة للمتعلمين وفقاً للصفوف والمراحل في صورة علاقة رأسية مع مراعاة الفروق الفردية في كل منهج ، وان يطبق ذلك على كل أنواع التعلم في التفكير والمهارات والاتجاهات والأفكار والمفاهيم .
- التخفيف من عبئ المقررات بدمج بعض المواد كوحدة أو اختصارها في عدد مقررات أقل مثل (علوم الدين ) ( اللغة العربية ) ( الاجتماعيات ) ( العلوم )..مما يساعد على الوحدة
- تدريس اللغة الإنجليزية من الصف الرابع الابتدائي كضرورة عصرية في السيطرة على توظيف وسائط التعلم والتقدم التكنولوجي في العملية التعليمية وما تتطلبه حياة الفرد الشخصية والاجتماعية في المستقبل.
- إضافة المناهج التي تتضمن الخبرات والمعلومات التي تساعد المرأة على القيام بدورها في الأسرة مثل : التغذية ، رعاية الطفولة ، الإسعافات الأولية ، الاقتصاد المنزلي ، الديكور ، الأمن والسلامة ؛ وإضافة موضوعات تسهم في تكوين الشخصية : المحافظة على البيئة، التوعية السياحية، التطرف ، الصحة ، التوعية المرورية...الخ
- التدرج في محتوى مادتي الرياضيات والعلوم حتى يصل المتعلم في مرحلة الثانوية العامة وما فوق إلى مستويات أداء عالمية .
- إعادة النظر في مقرر مادتي المكتبة والحاسب الآلي وإيلاء الجانب التطبيقي أهمية أكبر وتوظيف المحتوى النظري للناحية التطبيقية الفعلية وفقاً لحاجة المتعلم ومتطلبات نمو المعرفة وحاجة العصر.
- مراجعة أسلوب التقويم القديم واستخدام التقويم التكويني البنائي وان يكون تسجيل العلامات داخلياً لمرحلة مؤقتة في فترة التدريب بحيث لا تحصى فيها أخطاء المعلم إلا للتنبيه لإصلاحها، كما أن أسلوب تدوين الدرجات يدفع بالمتعلم للحفظ بهدف الحصول على أعلى الدرجات دون فهم لما يتلقاه من علوم ومعارف .
- وفي (كتاب التمارين ) ينبغي أن يتم تنويع التطبيقات في أنشطتها بحيث تكون شفوية وتحريرية وعملية لزيادة تحصيل المتعلمين .
- أما (كتاب مرشد المعلم ) فيرى المتخصصون في المناهج انه أحد مكونات المنهج لما له من أهمية ؛حيث يسترشد به المعلم الخبير والمستجد.
وتتمثل أهمية كتاب المعلم كما ذكرها اللقاني وغيره ( د.ت : 189) في التالي :
1. يقدم عرضاً شاملاً لأهداف المنهج.
2. يبين العلاقة بين الأهداف ومحتوى المنهج .
3. يبين العلاقة بين الأهداف وطرق التدريس.
4. يبين علاقة الأهداف بالوسائل التعليمية والأنشطة.
5. يبين العلاقة بين الأهداف وعملية التقويم.
6. يقدم صورة شاملة ومتكاملة لأوجه التعلم التي يحتويها الكتاب المدرسي.
ويرى حمدان ( 1418هـ : 194) أن يتكون كتاب المعلم من الموضوعات التي سيتم تدريسها وصفحاتها في المنهج ، الخطة الزمنية المقررة للخطة الدراسية السنوية ، والأهداف المراد تحقيقها والمبادئ والأساليب التربوية النفسية للمتعلم التي ينبغي مراعاتها ، المعارف المنهجية التي سيحصل عليها المتعلمين ، أنشطة التعلم والتعليم وطرق تنفيذها تفصيلياً ، وسائل التقويم المناسبة وطرق استخدامها .
الأسس العامة للتدريس :
ذكر الأبراشي (1413هـ: 244) أهم الأسس العامة للتدريس :
- مراعاة ميول المتعلمين وما يتفق مع رغباتهم وبيئتهم واستعدادهم .
- توظيف نشاط المتعلمين في الدرس وإعطاءهم فرصة للتفكير والعمل والاعتماد على أنفسهم.
- التربية عن طريق اللعب وجعله وسيلة للتربية التهذيب وإدخال السرور إلى نفوس المتعلمين .
- العمل في حرية معقولة مع المتعلمين وعدم إرهاقهم بأوامر ونواهي .
- التشويق والترغيب لإثارة الدافعية.
- مراعاة عالم الطفولة والعمل لإعداده للحياة المنتظرة بالجمع بين التعلم النظري والعملي .
- إيجاد روح التعاون بين المعلم والمتعلم وبين البيت و المدرسة لتحقيق أهداف التربية .
- تشجيع المتعلمين علي الثقة بأنفسهم وعدم الاستعانة بالمعلم إلا في الضرورة.
شروط اختيار الوسائل وطرق التدريس:
حددها اللقاني (1995م: 234- 238) كالتالي :
1. ملائمة الطريقة والوسيلة للهدف المحدد.
2. ملاءمة الطريقة والوسيلة للمحتوى.
3. ملاءمة الطريقة والوسيلة لمستويات التلاميذ.
4. مدى مشاركة المتعلم.
5. مدى التنوع .
طرق التدريس والمحتوى:
طرق التدريس هي أحد أركان المنهج الأساسية ، ولا يمكن تحقيق الأهداف والمحتوى بدون المعلم وطرق التدريس ، وإذا كان ( المحتوى والطريقة ) شقين متلازمين متكاملين للمنهج لا يمكن فصل أي منهما عن الآخر ، فإن أي تغيير في المحتوى يتبعه تغيير في الطريقة.
وطرق التدريس كما يقول شحاتة ( 1419هـ: 96 ) " أنها جزء متكامل من موقف تعليمي : يشمل المتعلم وقدراته وحاجاته ، والأهداف التي ينشدها المعلم من المادة العلمية ، والأساليب التي تتبع في تنظيم المجال للتعلم ."
ويؤكد د. الرشيد ( 1419هـ: 35 ) " إن التجديد المستمر للمناهج يتطلب أيضاً طرائق وأساليب مستحدثة لجذب الطلاب لدراسة العلوم والتقنية وتقريبها إلى ميولهم، وزيادة إقبالهم نحو مجالاتها الواسعة خصوصاً أننا لاحظنا أن هناك حيوداً أو نقصاً في هذا الاتجاه ونحن في أمس الحاجة إليه."
ويقول د.العواد (1419هـ: 35) هناك حاجة ملحة إلي تغيير نوعي يؤدي إلى تمكين الممارسة والمهارات المتنوعة والخبرات داخل حجرات الصفوف،وتحويل المدرسة بصفتها مؤسسة اجتماعية إلى مؤسسة تتفاعل بانفتاح مع المجتمع والى مركز للنقد وبناء للثقافة المطروحة أمام المتعلمين بحيث تشبع حاجات الأفراد من جهة وتحقق حاجات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، وجعل المعلم مديراً لمشروع تربوي تعليمي بدلاً من كونه ناقلاً للمعلومات وملقناً لها، وأيضاً الموازنة بين المركزية واللامركزية لضمان ترسيخ الأطر التربوية والفكرية العامة وتمكين المدرسة من الاستقلال لتوفير فرص الإبداع والابتكار.
ويرى د. مرسي ( 1415هـ: 180 ) أن الطريقة الجيدة تعتمد على تقدير المعلم للموقف التربوي واختيار الطريقة المناسبة وفقاً لإمكانيات المعلم لتطبيقها وملاءمتها لمستوى المتعلمين الدراسي والخبرات التي مروا بها والمادة الدراسية التي يقوم بتدريسها ، كما ينبغي أن تكون الطريقة المستخدمة متمشية مع نتائج بحوث التربية وعلم النفس والتي تؤكد إيجابية المتعلم ، و يستطيع المعلم الجيد أن يستخدم اكثر من طريقة واحدة في الدرس الواحد .
ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105 ) "استخدام طرائق تدريس حديثة، مثل استخدام الوسائل والتقنيات وأساليب تعليم المجموعات، التعليم التعاوني، التناوب بين الدراسة والعمل)."
يقول د. الثنيان ( 1419هـ: 51 ) "وأولئك بناة المستقبل المعلمون إنهم لو تفاعلوا وتساءلوا هذا السؤال وحاسبوا ذواتهم وربوا أبناءنا على التفكير والتفاعل وقوة الشخصية والمهارة وحب العمل فإنهم الكنز الذي أرى أن المستقبل يبنى من خلاله وهم السواعد التي ستصنع الغد ."
ويرى إبراهيم ( 2000م: 152 ) أن يسعى المدرس خلال الموقف التدريسي إلى تحقيق:
§ إكساب التلاميذ الديمقراطية واحترام الرأي المعارض .
§ إكساب التلاميذ عادة التفكير الموضوعي الناقد عن طريق التدريب على البحث وتحليل المواقف وعدم إصدار الحكم إلا بعد توفر الأدلة الكافية .
§ تحليل الموقف لعناصره المختلفة وبحث العلاقات الداخلية بينها لإبقاء المهم واستبعاد غيره .
§ تدريب التلاميذ على الدقة في التعبير .
§ ربط الأسباب بمسبباتها.
§ تجنب أخطاء الاستدلال نتيجة الاتصال البسيط السرعة ولمجرد المقارنة أو تطبيق حالة خاصة.
يقول قطامي وآخر ( 1998م : 13 ) " وبدلاً من أن يكون المعلم هو العامل الرئيسي في تحصيل المعرفة والخبرة، فانه سيمارس أدوارا جديدة، إذ يغدو موجهاً، ومثيراً لدافعية التعلم، ومهيئاً للنشاطات التي تنمي حاجات مختلفة لدى الطلاب، وبذلك يتحرر قليلاً من الروتين، والملل، ومما يعني به الاهتمام بمصادر التعلم، والإبداع في إنتاجها، بالتعاون مع الطلاب واستغلال خدمات البيئة "
وفي قضية الأولوية التي يجب أن نضعها ونحن نتقدم نحو القرن القادم يرى د.يماني
(1419هـ: 67) أن في مقدمة ذلك كله ربط الناشئة بالعقيدة الإسلامية وترسيخ القيم والمبادئ في نفوس الناشئة ثم تهيئتهم للأدوار المهمة القادمة ؛بتوفير البيئة الصالحة التي تساعدهم على بناء المستقبل بالتحدث إليهم بلغة يفهمونها ، والأخذ بأيديهم ليتعمقوا في مبادئ وقيم الحضارات المعاصرة . و ينبغي المرونة والوعي والانفتاح ثم احترام الإنسان وقدراته وخصوصياته، حتى يثق فيما حوله ومن حوله ويعتز بكرامته ويأمن على نفسه وعلى مستقبله وحقوقه المشروعة.
خلاصة مرئيات حول طرق وأساليب التدريس :
- حسن تنظيم الوقت واستثماره فيما يفيد المتعلم في الدنيا والآخرة لصالح العملية التربوية تحسباً لقوله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون" . الصافات : آية (24)
- إتقان العمل واحتساب الأجر في ذلك " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ".
- مراعاة المتعلمين وحاجاتهم التربوية " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" .
- ربط قلوب المتعلمين بالله سبحانه وتعالى ووصلها بكتابه العزيز تلاوة وتدبراً ،وترسيخ القيم والمبادئ في نفوسهم.
- اعتبار المقررات الدراسية وسائل لتحقيق النمو وليست غاية.
- أن يكون غاية المعلم هو إكساب المتعلمين المفاهيم والقيم والمبادئ والسلوكيات الإيجابية من خلال المنهج المقرر.
- التنويع في استخدام طرق التدريس مراعاة لحاجات الطلاب وميولهم والفروق الفردية ، على أن يكون الهدف الأساسي هو التدريب على التفكير السليم ولا يقتصر على التلقين والحفظ ونقل المعلومات.
- توظيف استراتيجيات التعليم ؛ والتجديد والتنويع والإبداع في تطبيق المنهج .
- أن يتمثل دور المعلم في التوجيه لمسارات التفكير لدي الطلاب.
- أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه في خلقه والتزاماته وتصرفاته.
- التركيز على المتعلم وجعله مشاركاً إيجابياً في الموقف التعليمي .
- الاهتمام بالمتعلم من جميع النواحي العقلية والجسمية والنفسية على حد السواء.
- الاستعانة بالوسائل التعليمية مع حسن توظيفها لتحقيق الأهداف السلوكية بمستوياتها.
- اتباع أسلوب الإثارة والتشويق ويساعد على ذلك اختيار الأنشطة المناسبة.
- الاهتمام بالأنشطة اللاصفية وإشراك جميع الطلبة فيه تطبيقاً لمحتوى المنهج لتنمية شخصياتهم .
- إكساب الطلاب المفاهيم بصورة رئيسية إلي جانب المهارات.
- مراعاة عدم فصل المفاهيم النظرية في علوم المعرفة عن النواحي التطبيقية الفعلية لسلوك المتعلم، مع الاهتمام بمتابعتها وتوجيهها.
- تعويد المتعلم على استخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات وإعطاء الحلول والبدائل
- إتاحة فرصة التعلم الذاتي للمتعلم من خلال الأنشطة والمهارات .
- تهيئة المواقف التي تساعد عل التدريب على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
- توفير الأنشطة المنفذة بالعمل الثنائي والجماعي وخلق روح التنافس والتعاون الإيجابي.
- التدريب على تقييم الذات من خلال توفير التغذية الراجعة على المستوى الفردي والجماعي .
- تمثيل الحياة المعيشية للواقع الفعلي في المواقف التعليمية والتفاعل معها.
- اكتشاف المواهب وصقلها وتنميتها ورعايتها.
- إعطاء حصص الإنشاء أهمية أكبر لتنمية ملكة التفكير والتدريب على الدقة في التعبير.
- الاهتمام بالحوار والإلقاء السليم، وعلى كل معلم أن يعد نفسه معلماً للغة العربية.
- تنمية التفكير الناقد وطرق الاستدلال.
- التوظيف الفعال لمعامل العلوم والمعامل اللغوية في ممارسة النواحي التطبيقية للمادة ، وعدم إغفالها.
- ألا يتعدى التقويم قياس حفظ المعلومات إلى الملاحظة والاستفتاء وتقويم سلوكيات المتعلم التطبيقية الفعلية نتيجة للمعارف المكتسبة.
- انتهاز الفرص للتوجيه التربوي والديني لسلوكيات المتعلمين في الحياة اليومية داخل وخارج الفصل وخارج أسوار المدرسة.
- إشراك أولياء الأمور بصورة مباشرة لمتابعة أبنائهم، وتوعيتهم من خلال وسائل الإعلام ، إصدار كتيبات ، نشرات ارشادية وتوعية ونحوه.
- وتؤكد السعد ( 1420هـ: 87) " إن الانتقال الإجرائي بهذه المفاهيم في شموليتها في نسق الحياة .. ثقافياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسلوكياً..من الجانب شبه النظري إلى المستوى الواقعي الفعلي لابد منه خطوة مبدئية وأساسية إذا كنا نرغب في إيجاد الفرد الذي يحقق الدور الانتقائي لآثار العولمة .."
آليات يمكن لها تحقيق المرئيات السابقة :
- استثمار المعلم لوفت الحصة من البداية وحتى النهاية فيما يفيد المتعلم .
- التعامل التربوي مع المتعلمين في محاولة لتوجيه سلوك ،داخل الفصل وخارجه وخارج أسوار المدرسة.
- ربط الدروس بآيات القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية وتوجيه سلوكياتهم وفقاً لذلك.
- أن يستعين المعلم بجميع مصادر التعلم المتوفرة ؛ فيستخدم بعضها ويوجه المتعلمين لاستخدام البعض الآخر لجمع البيانات والمعلومات.
- أن يقدم المعلم الجديد دائماً في طرق التدريس ومداخله إبعادا للملل عن المتعلمين .
- ألا ينفرد المعلم بالتحدث خلال الحصة ويستعرض معلوماته وأفكاره .
- أن يقتصر دور المعلم على التوجيه لمسارات التفكير لدى المتعلمين لتفاعل جميع الأطراف من خلال المناقشة الإيجابية الفعالة .
- أن يتقبل المعلم أسئلة المتعلمين بصدر رحب وان يكون صادقاً في التفاعل معهم.
- ألا يأتي المعلم خلقاً ينهى عنه أو ما قد يخالف ما يمليه على طلابه من مبادئ وقيم وتوجيهات.
- أن يشمل الدرس تحقيق الأهداف السلوكية بمستوياتها : المعرفية ، المهارية ، الوجدانية .
- تنظيم الخبرات وإدارتها وتنفيذها نحو الأهداف المحددة في تحضير الدرس وشرحه في الحصة.
- أن تتميز الأنشطة التطبيقية ( في مرحلة التطبيق ) بالابتكار والإثارة والتشويق .
- أن ينظر المعلم إلى كل متعلم كحالة مفردة لها استعدادها وميولها واهتمامها .
- إتاحة الفرصة للمتعلمين للإجابة عن التساؤلات وحل المشكلات وإثارة تساؤلات جديدة في جو تعليمي صحي .
- إشراك المتعلمين في الأنشطة اللاصفية : جمعيات النشاط ،برامج الإذاعة المدرسية ، الحفلات المدرسية ، أسابيع التوعية ، المجلات المدرسية .
- متابعة تطبيق المفاهيم النظرية للدرس في سلوك المتعلم كالتوجيهات الربانية .
- استخدام أسلوب الحوار الهادف في الحصة .
- التعزيز الفوري في الحصة لفظياً ، مادياً ، أو معنوياً لمساعد المتعلم على تقييم ذاته ..
- استخدام العمل الجماعي في الحصة لخلق روح التعاون والتنافس الشريف .
- ربط معلومات الدرس بالتخصصات الأخرى ما أمكن؛ليدرك المتعلم العلاقة بين المجالات العلمية المختلفة وتكوين تصور عام لوحدة المعرفة وتكاملها.
- أن يتقبل المعلم كل أشكال النقد البناء .
المــــراجع والمصــادر
1. إبراهيم، د.مجدي عزيز :" تطوير التعليم في عصر العولمة " ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية ، 2000م.
2. الأبراشي، محمد عطية : " روح التربية والتعليم " ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1413هـ.
3. الثنيان، د.عبد العزيز بن عبد الرحمن : " رؤية حول المستقبل التعليمي " ، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، 1419هـ.
4. الحامد، د.محمد بن معجب : " تطوير المناهج الدراسية بين الواقع والتطلعات " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419هـ.
5. الرشيد، د.عبد الله بن أحمد : " الأثر المتبادل بين نقل وتوطين التقنية ومستقبل التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419هـ.
6. السعد، نوره خالد : " المواجهة بالاقتناع والإقناع "، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420هـ.
7. السنبل،عبد العزيز : " كيف نواجه العولمة " ،المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420 هـ.
8. الشافعي،أ.د. إبراهيم محمد وآخرون : " المنهج المدرسي من منظور جديد " ، الرياض ، مكتبة العبيكان ، ط1 ، 1417هـ.
9. الطرابلسي، سمير مصطفى : " العرب في مواجهة العولمة " المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(47) ، صفر 1420هـ.
10. العواد، د.خالد بن إبراهيم : "مؤشرات حول مستقبل التربية في المملكة العربية السعودية " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419 هـ.
11. اللقاني، د.أحمد حسين وغيره : " التدريس الفعال " ،القاهرة ، عالم الكتب ، د.ت.
12. اللقاني، د. احمد حسين : " المناهج بين النظرية والتطبيق "، القاهرة ، ط4، عالم الكتب، 1995م.
13. حمدان، د. محمد زياد : " تخطيط المنهج/الكتاب المدرسي " ، الأردن ، دار التربية الحديثة ، 1418هـ.
14. سالم، د. مهدي محمود وآخر : " التربية الميدانية وأساسيات التدريس " ، الرياض ، مكتبة العبيكان ، ط2 ، 1419هـ.
15. شحاتة، د.حسن : " المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق " ، القاهرة ، مكتبة الدار العربية ، ط1 ، 1419هـ.
16. عشقي، أنور : " العولمة : الشياطين تختبئ في التفاصيل " ،المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420 هـ.
17. قطامي، د.يوسف وآخر : " نماذج التدريس الصفي " ،عمان ، دار الشروق للنشر والتوزيع ،ط2 ، 1998م.
18. مرسي، د.محمد عبد الحليم : " المعلم /المناهج وطرق التدريس" ، الرياض ، دار الإبداع الثقافي ، ط2 ، 1415هـ.
19. مكتب التربية لدول الخليج العربي، " وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية لدول الخليج " ،1419هـ. http://www.abegs.org
www.minshawi.com/other/Kawther1.htmالمصدر