حديات التربية في زمن التكنولوجيا
الحوار أفضل السبل لردم الهوة داخل الأسرة
[Decrease Font Size]
[Increase Font Size]
* تحقيق - سلطان شنار
تخرج لنا التقنية بين الحين والآخر تطورات جديدة تفوق ما قبلها سواء في مجال الكمبيوترات أو الاتصالات أو الأنظمة الإلكترونية الأخرى. لكن عند الوقوف على هذه التقنية نجد أنها تنحصر في ثلاثة أمور؛ إما أن تكون هذه التقنية مفيدة لجميع الناس ولا يختلف على فائدتها اثنان فهي تفيدهم في أعمالهم أو في أمورهم الشخصية. كتقنيات الاتصالات وأنظمة الحماية وبرامج الكمبيوتر المتطورة. أو ذات ضرر لغالبية الناس كأنظمة الاختراق الكمبيوترية (الهاكرز) وبعض القطع الجالبة للقنوات غير المحافظة، أما النوع الثالث فهو ما يعرف بذي الحدين فهو بحسب استخدام الشخص له.
والناس في ذلك مختلفون في تقبلهم هذه التكنولوجيا السريعة فمن مؤيد لها ومن متحفظ منها، وقسم آخر يرى أخذ المفيد وترك المضر؛ لذلك سلطنا الضوء على هذا الموضوع المهم والخطير في نفس الوقت على ثلاث شرائح معنية بهذا الأمر أولياء الأمور، ثم الشباب وهم أكثر المستقبلين للتكنولوجيا، ثم المسؤولين عن التربية والمشرفين عليها لدى الشباب، ففي البداية وجهنا عدة أسئلة لأولياء الأمور والآباء عن أهم المصاعب التي تواجههم في تربية أبنائهم في ظل كثرة أشكال التكنولوجيا، وهل هناك فعلاً معوقات تقف دون سيطرتهم على تربية أبنائهم.
مصاعب متنوعة
فأجاب الأب - محمد البصيص بأن المصاعب كثيرة ومتفاوتة، وأبرزها ذلكم التفجر التكنولوجي والإنتاج الإعلامي المهيب متمثلاً في كثرة القنوات الفضائية والشبكية العالمية. بينما أجاب ولي الأمر - عبد اللطيف العبد السلام بأن المصاعب لا تتوقف عند التقنية واستخدامها فحسب بل هناك الأفكار الدخيلة على المجتمع المسلم والتي تتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية وكذلك العادات والتقاليد لمجتمعنا المحافظ.
وفي المقابل هناك مشكلة رفض كل جديد بحجة أنه يخالف العادات والتقاليد رغم عدم مخالفته مبادئ الشريعة الإسلامية.
وأيضاً لا ننسى ضعف الهمة والميل للكسل لدى بعض الشباب فهذه بعض المصاعب التي أواجهها في تربية أبنائي.
بينما أفاد عبد الله الشليل بأن الخلل لا يقع كله على التكنولوجيا حتى وإن كان بعضها خطيراً على المجتمع. ولكن الخلل يكمن في عدم وجود تهيئة تربوية مسبقة لكيفية التعامل الصحيح والسليم مع هذه التقنية القادمة بل ينشغل الناس في حلها وحرمتها وينسون بأنها قادمة لا محالة فكان الأولى أن نوجد طرقاً تربوية سليمة تلائم هذه التقنية وطريقة التعامل معها وتحذير شبابنا وأولادنا من سلبياتها.
الحوار والمناقشة
- وحول سؤال عن المقارنة بين الماضي والحاضر وكيف اختلفت الأساليب التربوية.
- أجاب ولي الأمر عبد اللطيف العبد السلام - بأن الأساليب التربوية القديمة اتسمت بالبطء فهي تحتاج إلى وقت كبير لتصل للمتلقي معتمدة في ذلك على الشدة والصراحة فلم تستطع جذب النشء لأسلوبها. وقد سبب ذلك في رأيي إلى تأخر الكثيرين عن البحث والدراسة.
أما في الوقت الحاضر فالأساليب سريعة الوصول لهذا الجيل؛ لأن الأسلوب المتخذ مقبول لهم ومحبب فهو يجاري عصرهم ويتفهم نفسياتهم ويحثهم على طرح أفكارهم والاعتماد على النفس.
يشاركه في ذلك د. جاسم العتيبي حيث يرى أننا انتقلنا من أسلوب المحاضرة والإلقاء في الأساليب المدرسية إلى الحوار والمناقشة وحل المشكلات باستخدام التقنيات الحديثة.
وعن سؤالنا عن دور التكنولوجيا في اتساع المسافة بين الأب وأبنائه؟
أجاب ولي الأمر عبد العزيز الشليل بأنه يعتقد أن لها دوراً كبيراً حيث أوجدت هوة كبيرة بين الأب وأولاده فكان بالماضي الأب هو المعلم الأول لأولاده في جميع شؤونهم وكلمته هي المسموعة بلا نقاش وجدال أما الآن فعلى العكس تماماً أصبح الولد هو من يعلم والده كثيراً من أمور الحياة خاصة المتعلقة بالتقنية والاتصال فالولد يستطيع برمجة التلفزيون ويستطيع إجراء العمليات البنكية مثلاً عن طريق الإنترنت أو وسائل الاتصال المعرفية وغيرها من الأمور التكنولوجية التي تجعل الأب يقف حائراً أمامها فيضطر إلى تسليم زمام الأمور العصرية إلى أولاده، مما قد يجعله يحس بالفرق والبعد عن مستوى تفكير أبنائه.
مخاوف وتحفظات تقنية
كذلك شدد ولي الأمر عبد اللطيف العبد السلام بأن مع مرور الوقت يجب على أولياء الأمور أن يكونوا أكثر اطلاعاً على جديد هذه التكنولوجيا وأن يتعلموها ويحاولوا إيجاد ما فيها من إيجابيات وسلبيات حتى يبينوها لأبنائهم فيكسبوا بذلك ثقة أبنائهم بهم ولا يحصل بينهم فارق أو فوهة في التفكير. لأن الثقافات المتعددة أصبحت تدخل البيت الواحد.
أما الدكتور جاسم فحمل على التكنولوجيا بأنها سبب مهم في تولد بعض الأفكار الهدامة مفادها أن كل شيء أستطيع إيجاده بالأجهزة الحديثة.
أما الأب محمد البصيص فنصح بأن يمسك الأب العصا من الوسط بين السلب والإيجاب لهذه التكنولوجيا وعن سؤالنا كيفية التغلب على هذا التحدي في نظر أولياء الأمور؟
أجاب ولي الأمر عبد الرحمن الحميد بأن الطريقة الأمثل هي القرب من الأبناء والتحاور معهم عن إيجابيات التقنية وسلبياتها وأن الرفض القاطع لها ليس هو الحل.
بينما يرى فريد البصري أن الحد من استخدام الوسائل التكنولوجية في محيط المنزل هو الحل الأمثل مبدئياً بذلك تحفظاً كبيراً وتخوفاً من التكنولوجيا.
أما كمال الدين زكي فيرى أن نستفيد من تجارب الدول المتقدمة في هذا الأمر حتى لا نضيع وقتناً وأن نبين لأبنائنا بأن القديم لا يُرفض كله بحجة أنه لا يقدم شيئاً للجيل الحالي بل على العكس فإن القديم هو الأساس لكل شيء الذي يجب أن نبني عليه كل المتغيرات والتقنيات الحديثة، فمثلاً معرفة أي جهاز يجب ألا تكون سطحية بل يجب أن نعرف تاريخ هذا الجهاز وكيف تدرج حتى وصل لما وصل.
لا غنى عن الرقابة
ولي الأمر عبد اللطيف يرى أن التغلب على هذا التحدي يبدأ من التعرف على تطورات التقنية ومشاركة الأبناء في استخدامها مع التوجيه والإرشاد لهم عن مبادئ الاستخدام لكل تقنية جديدة؟ وأن إبراز الإيجابيات لأبنائنا يلفت النظر إلى حسن استخدام أي تقنية كما أن الرقابة لا بد لها من التواجد في نفس الوقت.
يشاركه في ذلك محمد البصيص في دور الرقابة مع وجوب اتباع أساليب تربوية متنوعة مصدرها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولعل أبرزها ربط النشء بالخوف من الله ومراقبته في السر والعلن وعن وجهة نظرهم حول السلبيات الناتجة عن الأسلوب التربوي أو عن هذه التحديات؟
يرى الدكتور جاسم العتيبي أن أبرز سلبياتها التكلفة الباهظة في التعليم مع قلة الإمكانات والكفاءات العلمية المدربة على استخدام التكنولوجيا بينما يرى عبد الرحمن الحميد أن تنازل الآباء عن قناعاتهم لأجل أهواء أبنائهم هي أبرز سلبيات الأسلوب التربوي. وعدم التكيف في البيت والمدرسة. والعزلة والوحدة في البيت.
ورأى عبد العزيز الشليل بأن الانحراف الأخلاقي لدى بعض الشباب، وأيضاً بعض الأفكار المنحرفة والهدامة والمتطرفة هي أبرز سلبيات هذا الأسلوب التربوي. ولا ننسى أيضاً أن بعض الشباب قد لا يبالي برأي والديه بحجة أنهم يجهلون التكنولوجيا وما بها من تقنيات حديثة وهذا خطير جداً.
دعوة لمناهج تقنية
وفي سؤالنا الأخير عن كيف يمكن توظيف التقنية، لردم الهوة التربوية القائمة حالياً؟
أجمع الدكتور جاسم - وحمدين البغدادي - وعبد الرحمن الحميد بأن التقنية مهمة وضرورية ولا بد من الإكثار من تداولها بين الآباء بأسلوب مبسط ومسهل ليتمكنوا من معرفتها مع أبنائهم وأيضاً يجب توزيعها على المدارس ليتسنى للطلاب الحصول عليها وتكون أيضاً بسعر رخيص.
وأشار ناصر العمار إلى ضرورة توزيع اسطوانات سي دي على الطلاب تحوي المناهج مع ضرورة إدخال مادة الحاسب الآلي في المرحلة الابتدائية.
إلا أن محمد البصيص نبه إلى أنه بالرغم من أهمية التقنية في التربية إلا أنها لا تكون غاية، فلا بد من وجود المعلم ذي الروح العالية والأخلاق الرفيعة ليعلم بالقدرة قبل الكلمة كما كان في سلفنا الصالح.
ونظراً لأن المقصود الأهم في هذا التحقيق هم فئة الشباب استطلعنا آراء بعض الشباب في أعمار مختلفة عن عدة أسئلة وقد لوحظ في ذلك تشابه كبير إلى حد ما في الإجابات.
المخيمات وكرة القدم
عند سؤالنا لهم من أين تحصلون على معظم معلوماتكم الثقافية؟
أتفق الشاب عبد العزيز العثيم وعبد الهادي الحميد وسعد الشنار على أن الكتب والبرامج الدينية والعلماء والأشرطة الوعظية والمدرسة هي الأهم في جلب المعلومات لهم.
بينما يرى فيصل العمار ومحمد العبد السلام رأياً آخر حيث يعتمد بشكل أكبر على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وبعض القنوات الفضائية.
لكن جميع الشباب اتفقوا في إجابة سؤالنا لهم عن مدى إمكانية الاستجابة للأصدقاء في أمر قد يغضب والديك بالرفض القاطع حتى وإن حصل ذلك قليلاً لكن لا يعبر عن رضاهم.
وعن هواياتهم المفضلة وجد هناك تعدد واختلاف فيها فيزيد البصيص يهوى الإنشاد والإلقاء للشعر - وأيضاً لعبة البلايستيش - واتفق أغلب الشباب على هواية كرة القدم ومنهم يفضل المخيمات البرية والتسوق والمقاهي.
واتفق العمار والشنار والعبد السلام على أن صالات البلياردو وتنس الطاولة تستهوي كثيراً من الشباب لما فيها من منافسة ورياضة جسمانية مفيدة.
وأيضاً سؤال عن التوجيهات المقدمة من المدرسة أو البيت أو الشارع هل هي مفيدة؟ قال البصيص ليس كل شيء مفيد وبالأخص من الشارع يشاركه في ذلك الحميد والهزاع أما المدرسة والأسرة فاتفقوا على أهمية توجيهاتهم.
تأثير البرامج التوعوية
والسؤال الأخير هل تأثرت بالبرامج التوعوية في المجتمع؟
أجاب الجميع بنعم وخاصة البرامج المدرسية واللاصفية وبرامج حلقات تحفيظ القرآن وحلقات توعية المدخنين..
عبد العزيز الخشلان - مشرف لغة عربية الجنوب
1- اختلفت الأساليب التربوية في حلول المشكلات التي يتعرض لها الشاب أو الفتاة نتيجة لاختلاف الزمان والمؤثرات بل والمكان وطبيعة الصاحب الذي يعيش معه إذا لم تعد البيئة الأسرية المحدود بالبيت الصغير والمزرعة أو الملعب هي المراكب التي يسير عليها الآن فالمنزل قد كبر والمزرعة تحولت أرض جدباء والمقاهي هي المكان الذي يستقطبهم صباح مساء فكبرت المشكلة وتعدد الحلول.
2- من المؤثرات على تربية النشء ما يلي:
أ) عالم الإنترنت وما يحمله.
ب) الألعاب الإلكترونية غير المنضبطة بضابط أو رقيب محاسب متابع.
ج) بعض الملامح الإعلامية التي تظهر سلبية الشباب فقط في طرق مختلفة كالصور الماجنة من خلال إعلان.
د) عالم الجوال والهاتف وما تحمله من رسائل وصور أو فيديو.
3- من ملامح التربية الصحيحة اجتماع المثلت التربوي حتى نصنع جيلاً صالحاً قادراً على البناء الفكري السليم ثم البناء الحسي المشعر بقدرة الإنسان فالمدرسة تقدم معلومة وقدوة والأسرة داعمة لدور المدرسة ومتابعة لأثرها الإيجابي وناقدة لسلبياتها.
أما المجتمع فهو القناة الإعلامية التي تحكم على ما يظهر في الشاب أو الشابة من صور شكلية أو أفكار محمولة أو طبائع مختلفة فتبني عليها قراراً يصدره بصلاح الشاب أو فساده دون النظر إلى المؤثرات التي أحدثت سواء في دور المنزل والمدرسة.
4- دورنا كشريحة تربويين أو معلمين أن نقف مع الشاب حسب سنه وتفكيره وندخل أعماق قلبه حتى نشعره بدفء التعامل وأمانة الحل وصدقه لنكن بجوار أهله أغصاناً تحمل الخير وتمطره على رؤوس الآخرين ليعلن قائلاً أنا ابن الأسرة التي ربتني وابن المدرسة التي علمتني وحرستني وممثل مجتمعي بصورة ليصل إلى الثقة والصدق والأمانة والعمل.
الحوار أفضل السبل لردم الهوة داخل الأسرة
[Decrease Font Size]
[Increase Font Size]
* تحقيق - سلطان شنار
تخرج لنا التقنية بين الحين والآخر تطورات جديدة تفوق ما قبلها سواء في مجال الكمبيوترات أو الاتصالات أو الأنظمة الإلكترونية الأخرى. لكن عند الوقوف على هذه التقنية نجد أنها تنحصر في ثلاثة أمور؛ إما أن تكون هذه التقنية مفيدة لجميع الناس ولا يختلف على فائدتها اثنان فهي تفيدهم في أعمالهم أو في أمورهم الشخصية. كتقنيات الاتصالات وأنظمة الحماية وبرامج الكمبيوتر المتطورة. أو ذات ضرر لغالبية الناس كأنظمة الاختراق الكمبيوترية (الهاكرز) وبعض القطع الجالبة للقنوات غير المحافظة، أما النوع الثالث فهو ما يعرف بذي الحدين فهو بحسب استخدام الشخص له.
والناس في ذلك مختلفون في تقبلهم هذه التكنولوجيا السريعة فمن مؤيد لها ومن متحفظ منها، وقسم آخر يرى أخذ المفيد وترك المضر؛ لذلك سلطنا الضوء على هذا الموضوع المهم والخطير في نفس الوقت على ثلاث شرائح معنية بهذا الأمر أولياء الأمور، ثم الشباب وهم أكثر المستقبلين للتكنولوجيا، ثم المسؤولين عن التربية والمشرفين عليها لدى الشباب، ففي البداية وجهنا عدة أسئلة لأولياء الأمور والآباء عن أهم المصاعب التي تواجههم في تربية أبنائهم في ظل كثرة أشكال التكنولوجيا، وهل هناك فعلاً معوقات تقف دون سيطرتهم على تربية أبنائهم.
مصاعب متنوعة
فأجاب الأب - محمد البصيص بأن المصاعب كثيرة ومتفاوتة، وأبرزها ذلكم التفجر التكنولوجي والإنتاج الإعلامي المهيب متمثلاً في كثرة القنوات الفضائية والشبكية العالمية. بينما أجاب ولي الأمر - عبد اللطيف العبد السلام بأن المصاعب لا تتوقف عند التقنية واستخدامها فحسب بل هناك الأفكار الدخيلة على المجتمع المسلم والتي تتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية وكذلك العادات والتقاليد لمجتمعنا المحافظ.
وفي المقابل هناك مشكلة رفض كل جديد بحجة أنه يخالف العادات والتقاليد رغم عدم مخالفته مبادئ الشريعة الإسلامية.
وأيضاً لا ننسى ضعف الهمة والميل للكسل لدى بعض الشباب فهذه بعض المصاعب التي أواجهها في تربية أبنائي.
بينما أفاد عبد الله الشليل بأن الخلل لا يقع كله على التكنولوجيا حتى وإن كان بعضها خطيراً على المجتمع. ولكن الخلل يكمن في عدم وجود تهيئة تربوية مسبقة لكيفية التعامل الصحيح والسليم مع هذه التقنية القادمة بل ينشغل الناس في حلها وحرمتها وينسون بأنها قادمة لا محالة فكان الأولى أن نوجد طرقاً تربوية سليمة تلائم هذه التقنية وطريقة التعامل معها وتحذير شبابنا وأولادنا من سلبياتها.
الحوار والمناقشة
- وحول سؤال عن المقارنة بين الماضي والحاضر وكيف اختلفت الأساليب التربوية.
- أجاب ولي الأمر عبد اللطيف العبد السلام - بأن الأساليب التربوية القديمة اتسمت بالبطء فهي تحتاج إلى وقت كبير لتصل للمتلقي معتمدة في ذلك على الشدة والصراحة فلم تستطع جذب النشء لأسلوبها. وقد سبب ذلك في رأيي إلى تأخر الكثيرين عن البحث والدراسة.
أما في الوقت الحاضر فالأساليب سريعة الوصول لهذا الجيل؛ لأن الأسلوب المتخذ مقبول لهم ومحبب فهو يجاري عصرهم ويتفهم نفسياتهم ويحثهم على طرح أفكارهم والاعتماد على النفس.
يشاركه في ذلك د. جاسم العتيبي حيث يرى أننا انتقلنا من أسلوب المحاضرة والإلقاء في الأساليب المدرسية إلى الحوار والمناقشة وحل المشكلات باستخدام التقنيات الحديثة.
وعن سؤالنا عن دور التكنولوجيا في اتساع المسافة بين الأب وأبنائه؟
أجاب ولي الأمر عبد العزيز الشليل بأنه يعتقد أن لها دوراً كبيراً حيث أوجدت هوة كبيرة بين الأب وأولاده فكان بالماضي الأب هو المعلم الأول لأولاده في جميع شؤونهم وكلمته هي المسموعة بلا نقاش وجدال أما الآن فعلى العكس تماماً أصبح الولد هو من يعلم والده كثيراً من أمور الحياة خاصة المتعلقة بالتقنية والاتصال فالولد يستطيع برمجة التلفزيون ويستطيع إجراء العمليات البنكية مثلاً عن طريق الإنترنت أو وسائل الاتصال المعرفية وغيرها من الأمور التكنولوجية التي تجعل الأب يقف حائراً أمامها فيضطر إلى تسليم زمام الأمور العصرية إلى أولاده، مما قد يجعله يحس بالفرق والبعد عن مستوى تفكير أبنائه.
مخاوف وتحفظات تقنية
كذلك شدد ولي الأمر عبد اللطيف العبد السلام بأن مع مرور الوقت يجب على أولياء الأمور أن يكونوا أكثر اطلاعاً على جديد هذه التكنولوجيا وأن يتعلموها ويحاولوا إيجاد ما فيها من إيجابيات وسلبيات حتى يبينوها لأبنائهم فيكسبوا بذلك ثقة أبنائهم بهم ولا يحصل بينهم فارق أو فوهة في التفكير. لأن الثقافات المتعددة أصبحت تدخل البيت الواحد.
أما الدكتور جاسم فحمل على التكنولوجيا بأنها سبب مهم في تولد بعض الأفكار الهدامة مفادها أن كل شيء أستطيع إيجاده بالأجهزة الحديثة.
أما الأب محمد البصيص فنصح بأن يمسك الأب العصا من الوسط بين السلب والإيجاب لهذه التكنولوجيا وعن سؤالنا كيفية التغلب على هذا التحدي في نظر أولياء الأمور؟
أجاب ولي الأمر عبد الرحمن الحميد بأن الطريقة الأمثل هي القرب من الأبناء والتحاور معهم عن إيجابيات التقنية وسلبياتها وأن الرفض القاطع لها ليس هو الحل.
بينما يرى فريد البصري أن الحد من استخدام الوسائل التكنولوجية في محيط المنزل هو الحل الأمثل مبدئياً بذلك تحفظاً كبيراً وتخوفاً من التكنولوجيا.
أما كمال الدين زكي فيرى أن نستفيد من تجارب الدول المتقدمة في هذا الأمر حتى لا نضيع وقتناً وأن نبين لأبنائنا بأن القديم لا يُرفض كله بحجة أنه لا يقدم شيئاً للجيل الحالي بل على العكس فإن القديم هو الأساس لكل شيء الذي يجب أن نبني عليه كل المتغيرات والتقنيات الحديثة، فمثلاً معرفة أي جهاز يجب ألا تكون سطحية بل يجب أن نعرف تاريخ هذا الجهاز وكيف تدرج حتى وصل لما وصل.
لا غنى عن الرقابة
ولي الأمر عبد اللطيف يرى أن التغلب على هذا التحدي يبدأ من التعرف على تطورات التقنية ومشاركة الأبناء في استخدامها مع التوجيه والإرشاد لهم عن مبادئ الاستخدام لكل تقنية جديدة؟ وأن إبراز الإيجابيات لأبنائنا يلفت النظر إلى حسن استخدام أي تقنية كما أن الرقابة لا بد لها من التواجد في نفس الوقت.
يشاركه في ذلك محمد البصيص في دور الرقابة مع وجوب اتباع أساليب تربوية متنوعة مصدرها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولعل أبرزها ربط النشء بالخوف من الله ومراقبته في السر والعلن وعن وجهة نظرهم حول السلبيات الناتجة عن الأسلوب التربوي أو عن هذه التحديات؟
يرى الدكتور جاسم العتيبي أن أبرز سلبياتها التكلفة الباهظة في التعليم مع قلة الإمكانات والكفاءات العلمية المدربة على استخدام التكنولوجيا بينما يرى عبد الرحمن الحميد أن تنازل الآباء عن قناعاتهم لأجل أهواء أبنائهم هي أبرز سلبيات الأسلوب التربوي. وعدم التكيف في البيت والمدرسة. والعزلة والوحدة في البيت.
ورأى عبد العزيز الشليل بأن الانحراف الأخلاقي لدى بعض الشباب، وأيضاً بعض الأفكار المنحرفة والهدامة والمتطرفة هي أبرز سلبيات هذا الأسلوب التربوي. ولا ننسى أيضاً أن بعض الشباب قد لا يبالي برأي والديه بحجة أنهم يجهلون التكنولوجيا وما بها من تقنيات حديثة وهذا خطير جداً.
دعوة لمناهج تقنية
وفي سؤالنا الأخير عن كيف يمكن توظيف التقنية، لردم الهوة التربوية القائمة حالياً؟
أجمع الدكتور جاسم - وحمدين البغدادي - وعبد الرحمن الحميد بأن التقنية مهمة وضرورية ولا بد من الإكثار من تداولها بين الآباء بأسلوب مبسط ومسهل ليتمكنوا من معرفتها مع أبنائهم وأيضاً يجب توزيعها على المدارس ليتسنى للطلاب الحصول عليها وتكون أيضاً بسعر رخيص.
وأشار ناصر العمار إلى ضرورة توزيع اسطوانات سي دي على الطلاب تحوي المناهج مع ضرورة إدخال مادة الحاسب الآلي في المرحلة الابتدائية.
إلا أن محمد البصيص نبه إلى أنه بالرغم من أهمية التقنية في التربية إلا أنها لا تكون غاية، فلا بد من وجود المعلم ذي الروح العالية والأخلاق الرفيعة ليعلم بالقدرة قبل الكلمة كما كان في سلفنا الصالح.
ونظراً لأن المقصود الأهم في هذا التحقيق هم فئة الشباب استطلعنا آراء بعض الشباب في أعمار مختلفة عن عدة أسئلة وقد لوحظ في ذلك تشابه كبير إلى حد ما في الإجابات.
المخيمات وكرة القدم
عند سؤالنا لهم من أين تحصلون على معظم معلوماتكم الثقافية؟
أتفق الشاب عبد العزيز العثيم وعبد الهادي الحميد وسعد الشنار على أن الكتب والبرامج الدينية والعلماء والأشرطة الوعظية والمدرسة هي الأهم في جلب المعلومات لهم.
بينما يرى فيصل العمار ومحمد العبد السلام رأياً آخر حيث يعتمد بشكل أكبر على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وبعض القنوات الفضائية.
لكن جميع الشباب اتفقوا في إجابة سؤالنا لهم عن مدى إمكانية الاستجابة للأصدقاء في أمر قد يغضب والديك بالرفض القاطع حتى وإن حصل ذلك قليلاً لكن لا يعبر عن رضاهم.
وعن هواياتهم المفضلة وجد هناك تعدد واختلاف فيها فيزيد البصيص يهوى الإنشاد والإلقاء للشعر - وأيضاً لعبة البلايستيش - واتفق أغلب الشباب على هواية كرة القدم ومنهم يفضل المخيمات البرية والتسوق والمقاهي.
واتفق العمار والشنار والعبد السلام على أن صالات البلياردو وتنس الطاولة تستهوي كثيراً من الشباب لما فيها من منافسة ورياضة جسمانية مفيدة.
وأيضاً سؤال عن التوجيهات المقدمة من المدرسة أو البيت أو الشارع هل هي مفيدة؟ قال البصيص ليس كل شيء مفيد وبالأخص من الشارع يشاركه في ذلك الحميد والهزاع أما المدرسة والأسرة فاتفقوا على أهمية توجيهاتهم.
تأثير البرامج التوعوية
والسؤال الأخير هل تأثرت بالبرامج التوعوية في المجتمع؟
أجاب الجميع بنعم وخاصة البرامج المدرسية واللاصفية وبرامج حلقات تحفيظ القرآن وحلقات توعية المدخنين..
عبد العزيز الخشلان - مشرف لغة عربية الجنوب
1- اختلفت الأساليب التربوية في حلول المشكلات التي يتعرض لها الشاب أو الفتاة نتيجة لاختلاف الزمان والمؤثرات بل والمكان وطبيعة الصاحب الذي يعيش معه إذا لم تعد البيئة الأسرية المحدود بالبيت الصغير والمزرعة أو الملعب هي المراكب التي يسير عليها الآن فالمنزل قد كبر والمزرعة تحولت أرض جدباء والمقاهي هي المكان الذي يستقطبهم صباح مساء فكبرت المشكلة وتعدد الحلول.
2- من المؤثرات على تربية النشء ما يلي:
أ) عالم الإنترنت وما يحمله.
ب) الألعاب الإلكترونية غير المنضبطة بضابط أو رقيب محاسب متابع.
ج) بعض الملامح الإعلامية التي تظهر سلبية الشباب فقط في طرق مختلفة كالصور الماجنة من خلال إعلان.
د) عالم الجوال والهاتف وما تحمله من رسائل وصور أو فيديو.
3- من ملامح التربية الصحيحة اجتماع المثلت التربوي حتى نصنع جيلاً صالحاً قادراً على البناء الفكري السليم ثم البناء الحسي المشعر بقدرة الإنسان فالمدرسة تقدم معلومة وقدوة والأسرة داعمة لدور المدرسة ومتابعة لأثرها الإيجابي وناقدة لسلبياتها.
أما المجتمع فهو القناة الإعلامية التي تحكم على ما يظهر في الشاب أو الشابة من صور شكلية أو أفكار محمولة أو طبائع مختلفة فتبني عليها قراراً يصدره بصلاح الشاب أو فساده دون النظر إلى المؤثرات التي أحدثت سواء في دور المنزل والمدرسة.
4- دورنا كشريحة تربويين أو معلمين أن نقف مع الشاب حسب سنه وتفكيره وندخل أعماق قلبه حتى نشعره بدفء التعامل وأمانة الحل وصدقه لنكن بجوار أهله أغصاناً تحمل الخير وتمطره على رؤوس الآخرين ليعلن قائلاً أنا ابن الأسرة التي ربتني وابن المدرسة التي علمتني وحرستني وممثل مجتمعي بصورة ليصل إلى الثقة والصدق والأمانة والعمل.