mlila كتب:
مفهوم : ( التربية ـ البيداغوجيا ـ الديداكتيك ـ الديداكسولوجيا ـ الميتودلوجيا ـ المنهاج ) .
(...)
2- البيداغوجيا : La pédagogie .
* غالبا في استعمالاتنا الترمونولوجية المتداولة، ما يتم الخلط أو عدم التمييز بين مفهوم التربية ومفهوم البيداغوجيا، ولملامسة الفرق الدلالي بينهما، إليكم بعض التعاريف لمفهوم البيداغوجيا : يعتبر Harion البيداغوجيا علم للتربية سواء كانت جسدية أو عقلية أو أخلاقية، ويرى أن عليها أن تستفيد من معطيات حقول معرفية أخرى تهتم بالطفل (Lalande R, 197) أما Foulquié فيرى أن البيداغوجيا أو علم التربية ذات بعد نظري ، وتهدف إلى تحقيق تراكم معرفي ، أي تجميع الحقائق حول المناهج والتقنيات والظواهر التربوية ؛ أما التربية فتحدد على المستوى التطبيقي لأنها تهتم ، قبل كل شيء ، بالنشاط العملي الذي يهدف إلى تنشئة الأطفال وتكوينهم (الدريج، 1990) .
* ومفهوم البيداغوجيا، يشير غالبا إلى معنيين :
تستعمل للدلالة على الحقل المعرفي الذي يهتم بالممارسة التربوية في أبعادها المتنوعة .. وبهذا المعنى نتحدث عن البيداغوجيا النظرية أو البيداغوجيا التطبيقية أو البيداغوجيا التجريبية .. وتستعمل للإشارة إلى توجه orientation أو إلى نظرية بذاتها، تهتم بالتربية من الناحية المعيارية normative ومن الناحية التطبيقية، وذلك باقتراح تقنيات وطرق للعمل التربوي، وبهذا المعنى نستعمل المفاهيم التالية : البيداغوجيا المؤسساتية، البيداغوجيا اللاتوجيهية (في طرق وتقنيات التعليم ، 1992) .
* ويمكننا أن نضيف كذالك، للتميز بين التربية والبيداغوجيا، أن البيداغوجيا حسب اغلب تعريفاتها بحث نظري، أما التربية فهي ممارسة وتطبيق .
هذه الطريقة في سرد 'عينة' من التعاريف تبدو لي اعتباطية، حيث أن قائمة التعريفات تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية، و قول صاحب المقال أن "أغلب" تعريفات التربية تشير إلى أنها ممارسة و تطبيق قول غير صحيح لأن تحديد الأغلبية يستدعي دراية بكل التعريفات، و إن كانت في التيبت أو أدغال إفريقيا، ويبقى قول الكاتب إدعاء واه.
أفضل البداية بالتعريف اللغوي (Etymologie) ثم اقتراح تعريفا اصطلاحي من ورائه نظرية قريبة من رؤيتي أو اهتمامي أو الزاوية التي أنظر من خلالها لموضع اهتمامي).
لحد معرفتي البيداغوجيا كمصطلح هي 'علم التربية' باعتبار أن الأصل الإغريقي للكلمة يوحي بذلك، حيث أن المفهوم مشكل من ثلاث مقاطع مختلفة هي: Peida, Gogos, Logos و تعني بالتوالي: العبد المكلف برعاية صغار سيده، الأطفال، المعرفة، و تركيبا Pedagogie تعني معرفة العبد المتمرس على رعاية الأطفال.
البيداغوجيا، وفق هذا المنطلق، علم نظري منبثق من ممارسة و علاقة مع الصغار، و كممارسة هي علم تطبيقي يفضي لمعرفة (يثري العلم الأساسي، حيث أنه دراية بالطرق و الوسائل الكفيلة بالإيفاء بالمهمة المنوطة بمن أسندت إليه 'رعاية' (أو تفعيل تربية الصغير إن كانت التربية تعني تفاعل الطفل مع بيئته بما يحقق متطلباته و التكيف مع تلك البيئة، تحت حماية العبد المكلف بذلك، و إن كانت عملية التكيف و تحقيق النماء هي داخل حجرة التدريس).
كمصطلح يمكن تبني موقف فلان أو فلان من المنظرين(...) و يمكننا حينها أن نقول مثلا أن
البيداغوجيا، وفق المنظور المتبنى عن قناعة (أعرف نفسك...)، هي علم المعلم، معرفته بطرق التدريس، بخصوصية الصغار، بالوسائل الكفيلة بإيصال المعلومة، أخلاقية كانت أو فكرية أو عملية تدريبية.
البداغوجيا إذن، وفق هذا المنطلق، علم أساسي (معرفة نظرية منبثقة عن خبرة أو تجارب) و علم تطبيقي (ممارسة تستدعي قياسا لأثر الطريقة المتبناة من طرف المعلم (امتحانات) قصد الوقوف على أنجع الطرق في إيصال المعلومة وفق خصوصيتها (ممارسة تغذي تراث المعلم النظري، من شأنها إثراء ميدان الديداكتيك، أو تعليمية المواد كعلم نظري).