تعريف علم نفس النمو
1. تعريف علم نفس النمو علم نفس النمو هو فرع علم النفس الذى يهتم بدراسة التغيرات التي تطرأ على السلوك النسانى من المهد - بل وقبلة - إلى اللحد . وهذة التغيرات شاملة بمعنى إنها تحدث للكائن في كلالجوانب , وأن كانت ل تحدث بسرعة واحدة أو بمعدل واحد فى كل جانب من جوانب شخصية الفرد . 1- التغير فى الحجم أو فى الكم :ويعنى أن التغير يشمل حجم العضاء أو كم الوحدات , ففىالجانب الجسمى نجد أن حجم الجسم ككل يزيد ويكبر , كما أن حجم كل عضو على حدة يزيد أيضا , ينطبق هذا علىالعضاء الخارجية , كما ينطبق على العضاء الداخلية كالقلب والمعدة والبنكرياس. كذلك يظهر هذا النوع من التغير فى زيارد عدد الوحدات فى بعض الجوانب مثل عدد الخطواتالتى يستطيع الوليد أن يمشيها قبل أن يقع على الرض عند تعلمة المشى , وعدد الكلمات الصحيحة التى ينطقها عند تعلمة الكلم . 2- التغبر فى النسب :ل يقتصر التغير فى النمو على الحجم أو كم الوحدات وإنما يشمل أيضا النسبة التى يحدث بها التغير , فالتغير ل يحدث بنسبة واحدة فى كل العضاء , بل يحدث تغير فى النسب بمعنى أن أجزاء فى الجسم مثل تنمو بنسبة أكبر مما تنمو أجزاء أخرى , فالنسب الموجودة بين أعضاء جسم الطفلعند الميلد ل تبقى كما هى مع النمو , فالطفل يولد ورأسةتقارب ربع طول جسمة , ولكنها عند الرشد ل تزيد عن الثمن 3- التغير من العام إلى الخاص: التغيرات تسير أحيانا من العام الى الخاص ومن المجمل الى المفصل . كما تسير فى التجاة المضاد أحيانا أخرى ,فالتغيرات تتجة من العام الى الخاص عندما يستجيب الكائنالحى للمواقف استجابة عامة بكليتة , ثم تبدأ أعضاء معينة أو وظائف خاصة فى العمل , فالطفل يحاول ان يميل
2. بجسمة كلة ليلتقط شيئا امامة ثم يتعلم بعد ذلك كيف يحرك يدية فقط , ويكون مشى الطفل فى البداية حركة غيرمنتظمة لكل أجزاء جسمة وبعدها يأخذ شكل متسقا لحركةاليدين والرجلين . والنمو ل يتجة من العام الى الخاص فقطبل أن هناك حركة عكسية فى التجاة المضاد تشملها عملية النمو . وهى تكوين وحدات اكبر أو سلوك أعم منالستجابات الجزئية النوعية أو المتخصصة , ويحدث ذلك عند تعميم استجابة الخوف من مثيرات معينة الى كل المثيرات التى ترتبط بالمثيرات الصلية .4- التغير كأختفاء خصائص قديمة وظهور خصائص جديدة : التغير فى النمو ل يقتصر على التغير فى الحجم أو فى النسبة ولكنة يشمل أيضا إختفاء خصائص قديمة وظهورخصائص جديدة , ويحدث هذا عندما ينتقل الطفل من مرحلة من مراحل النمو الى المرحلة التى تليها , وتكون هذة الخاصية القديمة من خضائص المرحلة الى إنتقل منها الطفل , ولذا تميل الى التناقص حتى تختفى , بينما تبدأالخصائص الجديدة والتى تنتمى الى المرحلة الجديدة التى إنتقل إليها وتأخذ فى الظهور. مثال ذلك , ما يحدث عند إنتقال الطفل من مرحلة الطفولة المتأخرة الى مرحلة المراهقة , ويبدو ذلك فى ضمور الغدتين التيموسية والصنوبرية , فى آواخر مرحلة الطفولة المتأخرة , وفى الوقت نفسة تبدأ الخصائص الجديدة فى الظهور ممثلة فىنضج الغدد الجنسية وبدئها للفراز. ويعتبر بداية إفراز الغدد الجنسية , وهو ظاهرة البلوغ الجنسى , بداية مرحلة المراهقة . موضوع علم نفس النمو النموالنسانى ارض مشتركة لعدد من العلوم النسانية الجتماعية والبيولوجية الفيزيائية, وتشمل علم النف وعلم الجتماع والنثروبولوجية وعلم الجنة وعلم الوراثة وعلم الطب , إل أن علم النفس يقف بين هذة العلوم بتميزة الواضح فى تناول هذة الظاهرة وأنشأ فرعا منة يختص بدراستها هو علم نفس النمو .
3. ولقد ظهر هذا العلم فى أواخر القرن التاسع عشر , وكانتركيزة على فترات عمرية خاصة وظل على هذا النحو لعقود طويلة متتابعة وكانت الهتمامات المبكرة مقتصرة على أطفال المدارس , ثم أمتد الهتمام الى سنوات ما قبلالمدرسة , وبعد ذلك الى سن المهد ) الوليد والرضيع ( , فإلى مرحلة الجنين ) مرحلة ما قبل الولدة ( . وبعد الحرب العالمية الولى بقليل بدأت البحوث حول المراهقة فى الظهور والذيوع , وخلل فترة ما بين الحربينظهرت بعض الدراسات حول الرشد المبكر , إل أنها لم تتناول النمو فى هذة المرحلة بالمعنى المعتاد , بل ركزت على قضايا معينة مثل ذكاء الراشدين وسمات شخصياتهم .ومنذ الحرب العالمية الثانية ازداد الهتمام التدريجى بالرشد , وخاصة مع زيادة الهتمام بحركة تعليم الكبار , أما الهتمام بالمسنين فلم يظهر بشكل واضح ال منذ مطلع الستينات من هذا القرن , وكان السبب فى ذلك الزيادة السريعة فى عددهم ونسبتهم فى الحصاءات السكانيةالعامة , وما تتطلب ذلك من دراسة لمشكلتهم وتحديد أنواع الخدمات التى يجب أن توجة إليهم ومن الدوافع الهامة التى وجهت البحث فى علم نفس النمو الضرورات العملية , والرغبة فى حل المشكلت التى يعانى منها الفراد فى مرحلة عمرية معينة , , ومن ذلك أن بحوث الطفولة بدأت فى أصلها للتغلب على الصعوبات التربوية والتعليمية لتلميذ المدارس البتدائية ثم توجهت الى المشكلت المرتبطة بطرف تنشئة الطفال على وجةالعموم , ووجة البحث فى مرحلة المهد الرغبة فى معرفة مايتوافر لدى الوليد من استعدادات يولد مزودا بها , أما البحث فى مرحلة الرشد فقد وجهه الدافع الى دراسة المشكلت العملية المتصلة بالتوافق الزواجى وأثر تهدم السرة على الطفل , ثم بعد ذلك وجهه البحوث الى مجال الشيخوخة . أهداف علم نفس النمويمكن القول أن لسيكولوجية النمو هدفين أساسين : أولهماالوصف الكامل والدقيق قدر المكان للعمليات النفسية عندالناس فى مختلف اعمارهم واكتشاف خصائص التغير الذى
4. يطرأ على هذة العمليات فى كل عمر , وثانيهما : تفسيرالتغيرات العمرية ) الزمنية ( فى السلوك أى أكتشاف العوامل والقوى والتغيرات التى تحدد هذة التغيرات , ثم أضيفتأهداف أخرى تتصل بالرعاية والنعاونة والتحكم والتنبؤ , أو باختصار التدخل فى التغيرات السلوكية . 1- وصف التغيرات السلوكية : على الرغم من ان هدف الوصف هو أبسط أهداف العلم إل أنة أكثرها أساسية , فبدونة يعجز العلم عن التقدم الىاهدافة الخرى , والوصف مهمتة الجوهرية ان يحقق الباحثفهما افضل للظاهرة موضع البحث , ولذلك فالباحث فى علمنفس النمو علية ان يجيب أو ل ً على أسئلة هامة مثل : متى تبأ عملية نفسية معينة فى الظهور ؟ وما هى الخطوات التى تسير فيها سواء نحو التحسن أو التدهور؟ وكيف تؤلف مع غيرها من العمليات النفسية الخرى أنماطا معينة من النمو ؟ مثال ذلك اننا جميعا نلحظ تعلق الرضيع بامة وانالم تبادل طفلها هذا الشعور , والسؤال هنا : متى يبدأ شعور التعلق فى الظهور ؟ وما هى مراحل تطورة ؟ وهل الطفل المتعلق بأمة تعلقا آمنا يكون أكثر قدرة على التصال بالغرباء أم أن هذة القدرة تكون أكبر لدى الطفل القل تعلقا بأمة ؟ هذة وغيرها اسئلة من النوع الوصفى . ويجاب عن هذة السئلة بالبحث العلمى الذى يعتمد على الملحظة , أى من خلل مشاهدة الطفال والستماع اليهم , وتسجيل ملحظاتنا بدقة وموضوعية . ول شك أن مما يعيننا على مزيد من الفهم أن ملحظاتنا الوصفية تتخذ فى الغلب صورة النمط أو المتوالية , وحالما يستطيع الباحث أن يصف اتجاهات نمائية معينة ويحدد موضع الطفل أو المراهق أوالراشد فيها فأنة يمكنة الوصول الى الحكام الصحيحة حول معدل نموة , وهكذا نجد أن هدف الوصف فى علم نفس النمو يمر بمرحلتين أساسيتين : أولهما الوصف المفصلللحقائق النمائية , وثانيهما ترتيب هذة الحقائق فى اتجاهات أو انماط وصفية , وهذة النماط قد تكون متآنية فى مرحلة معينة , أو متتابعة عبر المراحل العمرية المختلفة .
5. 2- تفسير التغيرات السلوكية :الهدف الثانى لعلم نفس النمو هو التعمق فيما وراء النماط السلوكية التى تقبل الملحظة , والبحث عن اسباب حدوثها أى هدف التفسير , والتفسير يعين الباحث على تعليل الظواهر موضع البحث من خلل الجابة على سؤال لماذا ؟ بينما الوصف يجيب على الشؤال : ماذا ؟ وكيف؟ ومن السئلة التفسيرية : لماذا يتخلف الطفل فى المشى أو يكون أكثر طلقة فى الكلم , أو أكثر قدرة على حل المشكلت المعقدة بتقدمة فى العمر ؟ والى أى حد ترجع هذة التغيرات الى " الفطرة " التى تشمل فيما تشمل الخصائص البيولوجية والعوامل الوراثية ونضج الجهاز العصبى , أو الى " الخبرة " أى التعلم واستثارة البيئة . فمثل اذا كان الطفال المتقدمون فى الكلم فى عمر معين يختلفون وراثيا عن المتخلفين نسبيا فية نستنتج من هذا أنمعدل التغير فى اليسر اللغوى يعتمد ولو جزئيا على الوراثة , أما اذا كشفت البحوث عن أن الطفال المتقدمين فى الكلم يلقون تشجيعا أكثر على انجازهم اللغوى ويمارسون الكلم اكثر من غيرهم فاننا نستنتج أن التحسن فى القدرة اللغوية الحادث مع التقدم فى العمر يمكن ان يرجع جزئيا على القل الى الزيادة فى الستثارة البيئية . وفى الغلب نجد ان من الواجب علينا لتفسير ظواهر النمو أن نستخدم المغارف المتراكمة فى ميادين كثيرة أخرى من علم النفس وغيرة من العلوم مثل نتائج البحوث فى مجالت التعلم والدراك والدافعية وعلم النفس الجتماعى والوراثة وعلم وظائف العضاء والنثروبولوجيا . 3- التدخل فى التغيرات السلوكية : الهدف الثالث من اهداف الدراسة العلمية لنمو السلوكالنسانى هو التدخل فى التغيرات السلوكية سعيا للتحكم فيها حتى يمكن ضبطها وتوجيهها والتنبؤ بها .ول يمكن ان يصل العلم إلى تحقيق هذا الهدف إل بعد وصف جيد لظواهرة وتفسير دقيق صحيح لها من خلل تحديد العوامل المؤثرة فيها , لنفرض أن البحث العلمى أكد لنا انالتاريخ التربوى الخاطىء للطفل يؤدى بة إلى أن يصبح بطيئا
6. فى عملة المدرسى , ثائرا متمردا فى علقاتة مع الفراد , أنهذا التفسير يفيد فى اغراض العلج من خلل تصحيح نتائج الخبرات الخاطئة , والتدريب على مهارات التعامل مع الخرين , وقد يتخذ ذلك صورا عديدة لعل أهمها التربية التعويضية , والتعلم العلجى خصائص النمو النسانى حتى يتوجة فهمنا لطبيعة النمو النسانى وجهه صحيحة نعرض فيما يلى الخصائص الجوهرية لهذة العملية الهامة : 1- النمو عملية تغير : كل نمو فى جوهرة تغير , ولكن ليس كل تغير يعد نموا حقيقيا , وعموما يمكن القول أن علم نفس النمو يهتم بالتغيرات السلوكية التى ترتبط ارتباطا منتظما بالعمر الزمنى . فإذا كانت هذة التغيرات تطرأ على النواحى البيولوجية والفسيولوجية وتحدث فى بنية الجسم النسانى ووظائف اعضاءة نتيجة للعوامل الوراثية ) الفطرة ( فى اغلب الحيان , فان هذة التغيرات تسمى نضجا . Maturationاما إذا كانت هذة التغيرات ترجع فى جوهرها الى آثار الظروف البيئية ) الخبرة ( تسمى تعلما . Learingوفى كلتا الحالتين , النضج والتعلم قد تدلالتغيرات على تحسن أو تدهور , وعادة ما يكون التدهور فى الحالتين فى المراحل المتأخرة من العمر . أما التغيرات غير النمائية فانها على العكس تعد نوعا من حالة النتقال التى ل تتطلب ثورة أو تطورا , فالشخص قديغير ملبسة إل أن ذلك ل يعنى نموا , فتتابع الحداث فى هذا المثال ل يتضمن وجود علقة بين الحالة الراهنة للشخص وحالتة السابقة , ومن السخف بل ومن العبث , أن نفترض مث ل ً أن ملبس الشخص التى كان يرتديها فى العام الماضى نمت بالتطور أو الثورة إلى ما يرتدية الن . وهناك خاصية أخيرة فى التغيرات النمائية أنها شبة دائمة باعتبارها نتاج كل من التعلم والنضج , وفى هذا تختلف عنالتغيرات المؤقتة أو العارضة أو الطارئة مثل حالت التعب أو النوم أو الوقوع تحت تأثير مخدر , فكلها ألوان من التغير المؤقت فى السلوك ولكنها ليست نموا لن هذة التغيرات
7. جميعا تزول بزوال العوامل المؤثرة فيها وتعود الحوال إلى ما كانت علية من قبل 2- النمو عملية منتظمة : توجد أدلة تجريبية على ان تغيرات النمو تحدث بطريقة منتظمة , على القل فى الظروف البيئية العادية , ومن هذة الدلة ما يتوافر من دراسة الطفال المبتسرين ) الذين يولدون بعد فترة حمل تقل عن 83 أسبوعا ( والذين يوضع الواحد منهم فى محضن يتشابة مع بيئة الرحم لكتمال نموةكجنين , فقد لوحظ انهم ينمون بيولوجيا وفسيولوجيا وعصبيا بنفس معدل نمو الجنة الذين يبقون فى الرحم نفس الفترة الزمنية . وتحدث تغيرات منتظمة مماثلة بعد الولدة , وأشهر الدلة على ذلك جاء من بحوث جيزل وزملئة الذين درسوا النمو الحركى للطفال فى السنوات الولى من حياتهم , فقد لحظوا الطفال فى فترات منتظمة وفى ظروف مقننة ووصفوا سلوكهم وصفا دقيقا ووجدوا نمطا تتابعيا للنمو الحركى , ومن أمثلة ذلك , التجاة من اعلى الى أسفل , والتجاة من الوسط الى الطراف , كما تظهر خصائص النتظام فى سلوك الحبو والوقوف والمشى واستخدام اليدى والصابع والكلم , هذة اللوان من السلوك تظهر فى معظم الطفال بترتيب وتتابع يكاد يكون واحدا , ففى نضجالمهارات الحركية عند الطفال نجد أن الجلوس يسبق الحبو ,والحبو يسبق الوقوف , والوقوف يسبق المشى وهكذا , فكل مرحلة تمهد الطريق للمرحلة التالية , وتتتابع المراحل على نحو موحد . 3- النمو عملية كلية : إذا كان النمو عملية كلية فالعلقات الموجودة بين جوانبالنمو تسير فى اتجاة واحد سواء فى طور البناء أم فى طور الهدم , وهو ما يمكننا من التنبؤ بمعدل النمو فى احدالجوانب إذا عرفنا معدلة فى جانب آخر لن هناك تلزما فىمعدل سرعة النمو فى الدورات المختلفة سرعة أو بطأ , فإذا كان هناك طفل ينمو ذكاؤة بمعدل أعلى من المتوسطفيمكن التوقع بأن نموة الجسمى سيكون أعلى من المتوسط أيضا , والعكس صحيح أيضا فقد يكون التأخر فى أحد
8. المهارات الحركية كالمشى مثل دليل على التأخر فى الذكاء . 4- النمو عملية فردية : يتسم النمو النسانى بأن كل فرد ينمو بطريقتة وبمعدلة , ومع ذلك فإن الموضوع يخضع للدراسة العلمية المنظمة ,فمن المعروف أن البحث العلمى يتناول حالت فردية من أى ظاهرة فيزيائية أو نفسية , ثم يعمم من هذة الحالت الى الظواهر المماثلة , إل أن شرط التعميم العلمى الصحيح أن يكون عدد هذة الحالت عينة ممثلة للصل الحصائى الذى تنتسب الية , وبالطبع فان هذا التعميم فى العلوم النسانية يتم بدرجة من الثقة أقل منة فى العلوم الطبيعية وذلكبسبب طبيعة السلوك النسانى الذى وهو موضوع البحث فى الفئة الولى من هذة العلوم .والنمو النسانى على وجه الخصوص خبرة فريدة , ولهذا فإن ما يسمى القوانين السلوكية قد ل تطبق على كل فرد بسبب تعقد سلوك النسان , وتعقد البيئة التى يعيش فيها , وتعقدالتفاعل بينهما , ومن المعلوم فى فلسفة العلم أن التعميم ل يقدم المعنى الكلى للقانون اذا لم يتضمن معالجة مفصلةلكل حالة من الحالت التى يصدق عليها , ومعنى هذا أن علم نفس النمو لة الحق فى الوصول الى قوانينة وتعميماتة , إل أننا يبقى معنا الحق دائما فى التعامل مع النسان موضع البحث فية على انة كائن فريد , ولعلنا بذلك نحقق التوازن بين المنحى العام والمنحى الفردى , وهو ما ل يكاد يحققة أى فرع آخر من فروع علم النفس . 5- النمو عملية فارقة : على الرغم من أن كثيرا من المعلومات التى تتناولها بحوث النمو تشتق مما يسمى المعيير السلوكية , إل أننا يجب أن نحذر دائما من تحويل هذة المعايير الى قيود . وهذا التفظ ضرورى وإل وقع الناس فى خطأ فادح يتمثل فى اجبار أنفسهم واجبار الخرين على اللتزام بما تحددة هذةالمعايير , ويدركونة بالطبع على أنة النمط ) المثالى ( للنمو . ومعنى ذلك أن ما يؤدية الناس على انة السلوك المعتاد أو المتوسط , أو ما يؤدى بالفعل ) وهو جوهر المفهوم
9. الساسى للمعيار( يتحول فى هذة الحالة ليصبح ما يجب أن يؤدى , ولعل هذا هو سبب ما يشيع بين الناس من العتقاد فى وجود أوقات ومواعيد " ملئمة " لكل سلوك . وهكذا يصبح المعيار العمرى البسيط تقليدا اجتماعيا , ويقع الناس أسرى الساعة الجتماعية , بها يحكمون على كل نشاط منالنشطة العظمى فى حياتهم بأنة فى وقتة تماما أو أنة مبكر أو متأخر عنة , يصدق هذا على دخول المدرسة أو أنهاء الدراسة أو اللتحاق بالعمل أو الزواج أو التقاعد مادام لكل ذلك معاييرة , فحينما ينتهى الفرد من تعليمة الجامعى مثل فى سن الثلثين فإنة يتصف بالتأخر حسب الساعة الجتماعية , بينما انجازة فى سن السابعة عشرة يجعلة مبكرا . وتوجد بالطبع أسباب صحيحة لكثير من قيود العمر , فمن المنطقى مثل أن ينصح طبيب الولدة سيدة فى منتصفالعمر بعدم الحمل , كما ان من العبث أن نتوقع من طفل فىالعاشرة من عمرة أن يقود السيارة , إل أن هناك الكثير من قيود العمر التى ليس لها معنى على الطلق فيما عدا أنها تمثل ما تعود الناس علية , كأن تعتبرالعشرينات أنسب عمر للزواج فى المعيار المريكى , وهذة المجموعة الخيرة من القيود هى التى نحذر منها حتى ل يقع النمو النسانى فى شرك " القولبة " والجمود بينما هو فى جوهرة مرن على أساس مسلمة الفروق الفردية التى تؤكد التنوع والختلف بين البشر . 6- النمو عملية مستمرة : بمعنى أن التغيرات التى تحدث للفرد فى مختلف جوانبة العضوية والعقلية ل تتوقف طوال حياتة , ويغلب على هذة التغيرات طابع البناء فى المراحل الولى من العمر. بينما يغلب عليها طابع الهدم فى المراحل الخيرة منة , والنمو بهذا المعنى سلسلة من الحلقات يؤدى اكتساب حلقة منهاالى ظهور الحلقة التالية , فاذا اخذنا النمو الحركى مثل فاننا نجد أن الطفل يمر بالتطورات التية : إنتصاب الرأس ثم الجلوس فالحبو فالوقوف فالمشى والقفز والتسلق , ول بد أن تتم هذة العمليات بنفس الترتيب , فل يمكن أن يمشى
10. الطفل قبل أن يقف , ول يمكن ان يجرى ويقفز قبل أن يتعلم المشى هكذا , وإذا كان النمو مجموعة من الحلقات فهى حلقات متصلة فى سلسلة واحدة , وهى سلسلة النمو أو دورة النمو . النماذج النظرية للنمو النسانى النموذج النظرى هو أداة منهجية يستخدم لشرح وتفسيرالظواهر والعلقات القائمة بينها , ويمدنا النموذج فى سبيل الشرح والتفسير بمصطلحات معينة وبالساس الذى يمكنتصنيف الظواهر على أساسة وبالمبدأ التفسيرى الذى يوضح طبيعة العلقة بين الظواهر أو المتغيرات , أن النموذج النظرى هو الوسيلة التى يمكننا من اخضاع ظواهر عالمنا للدراسة العملية , عن طريق ترجمة هذة الظواهر الىمتغيرات محددة يمكن التحقق منه ودراسة العلقات بينها . ويميل بعض الباحثين الى تصنيف النماذج النظرية السائدة فى مجال علم نفس النمو الى مجموعات أو فئات حسب أسس معينة يرونها جديرة بالعتبار , لنها تزيد من الفهم لظاهرة التغير النمائى , فالبعض يصنف النماذج النظريةحسب السعة أو الشمول , فيكون لدينا النماذج الشاملة التى تحاول أن تشرح أو تفسر كل مظاهر السلوك تقريبا مثل نظرية التحليل النفسى , وهناك النماذج القل شمول وتركزعلى بعض الجوانب الساسية فى السلوك مثل نظرية بياجية وتهتم بتفسير الجوانب المعرفية للسلوك أيضا نظرية اريكسون والتى تهتم بتفسير الجوانب الجتماعية للسلوك . نظرية التحليل النفسى ) فرويد (: نظرية التحليل النفسى كما وضع أسسها وصاغها سيجموند فرويد , نظرية يغلب عليها الطابع البيولوجى . فالطفل يولدوهو مزود بطاقة غريزية قوامها الجنس والعدوان , وهى ما أطلق عليها فرويد أسم " اللبيدو" Libidoبمعنى الطاقة , وهذة الطاقة تدخل فى صدام محتم مع المجتمع , وعلى أساس شكل الصدام ونتيجتة تتحدد صورة الشخصية فى المستقبل . ويذهب فرويد إلى أن الطاقة الغريزية التى يولد الطفل
11. مزودا بها تمر بأدوار محددة فى حياتة , والنضج البيولوجى هو الذى ينقل الطفل من دور الى آخر أو من مرحلة الى آخرى ولكن نوع وطبيعة المواقف التى يمر بها هى التى تحدد النتاج السيكولوجى لهذة المراحل , كما أنها هى التى تحدد مدى إنتظام سير الطاقة فى خطها المرسوم سلفا أو تعثرها فى السير وتخلفها أو تخلف معظمها فى مراحل معينة , هذا التخلف الذى يطلق علية فرويد" التثبيت" . ويرى فرويد أن التثبيت يعود بجانب العوامل الجبلية ) الوراثية ( الى عوامل ذات طبيعة تربوية إجتماعية وعلى رأس هذة العوامل الشباع المسرف فى سنى المهدوالطفولة المبكرة , والذى يجعل الطفل ل يريد أن يترك هذاالمستوى الذى ينعم فية بالشباع والمتعة . ولكن النمو يتابعسيرة الى المرحلة التالية , ولكن بعد أن يكون قد تخلف قدركبير من الطاقة اللبيدية فى المرحلة التى حدث فيها التثبيت ,ومن عوامل التثبيت أيضا الحباط الشديد الذى يجعل الطفل يجد صعوبة فى تخطى هذا المستوى الى المستوى التالى طلبا للشباع الذى كان من المفروض أن يتلقاة فى هذة المرحلة , كما أن التثبيت قد يحدث فى ظل الشباع المسرف والحباط الشديد لنة كثيرا ما يكون التناوب بين الشباعالمسرف والحباط الشديد هو العامل الحاسم وراء التثبيت . وإذا لم يحدث تثبيت للطاقة اللبيدية فى أية مرحلة وواصلت سيرها , فأن الطفل ينتقل من مرحلة سيكولوجية الى التىتليها , ويستمد الطفل إشباعة لطاقتة الغريزية فى كل مرحلةخلل عضو معين من أعضاء جسمة , ويسمى فرويد المراحل النفسية بأسم العضو الذى يستمد منة الطفل الشباع فى مرحلة معينة . مراحل النمو النفسى : المرحلة الفمية المصية : وتشمل العام الول من حياة الطفل . وتتركز حياة الطفلفى هذة السن حول فمة , ويأخذ لذتة من المص , حيث يعمد الى وضع أصبعة أو جز ء ً من يدية فى فمة ومصة , ويتمثل الشباغ النموذجى فى هذة المرحلة فى مص ثدى الم , وحينما يغيب الثدى عنة يضع أصبعة فى فمة كبديل للثدى ,
12. ويؤكد فرويد على أن هذة المرحلة هى مرحلة الدماج القائمة على الخذ. المرحلة الفمية العضية :وتشمل العام الثانى. ويتركز النشاط الغريزى حول الفم أيضا , ولكن اللذة يحصل عليها هذة المرة من خلل العض وليس المص , وذلك بسبب التوتر الناتج عن عملية التسنين , فيحاول الطفل أن يعض كل ما يصل إلية , وهنا يشير فرويد الى أول عملية احباط تحدث للفرد فى حياتة , وذلك حينما يعمد الطفل الى عض ثدى الم , وما يترتب على ذلك من سحب الم للثدى من فمة , أو عقابة , مما يوقعة فى الصراع لول مرة , فهو يقف حائرا بين ميلة الى اشباع رغبتة فى العض وبين خوفة من عقاب الم وغضبها والذى يتمثل لدية فى سحبها للثدى من فمة , وهذة المرحلة هى مرحلة ادماج أيضا تقوم على الخذ والحتفاظ , والطفل فى هذة المرحلة ثنائى العاطفة يحب ويكرة الموضوع ) الشخص ( الواحد فىنفس الوقت , حسب ما ينالة من اشباع أو احباط على يد هذا الموضوع ) الشخص ( . . المرحلة الستية :وتشمل العام الثالث , حيث تنتقل منطقة الشباع الشهوى من الفم الى الشرج , ويأخذ الطفل لذتة من تهيج الغشاء الداخلى لفتحة الشرج عند عملية الخراج , ويمكن أن يعبرالطفل عن موقفة أو اتجاهه إزاء الخرين بالحتفاظ بالبراز أو تفريغة فى الوقت أو المكان غير المناسبين , والطابع السائد للسلوك فى هذة المرحلة هو العطاء , ويغلب على مشاعر الطفل المشاعر الثنائية أيضا , كما فى المرحلة السابقة . المرحلة القضيبية :وتشمل العامين الرابع والخامس , وفيها ينتقل مركز الشباعمن الشرج الى العضاء التناسلية , ويحصل الطفل على لذتة من اللعب فى أعضائة التناسلية , ويمر الطفل فى هذةالمرحلة بالمركب الوديبى الشهير وهو ميل الطفل الذكر الىأمة , والنظر الى أبية كمنافس لة فى حب الم , وميل الطفلة
13. النثى الى الوالد وشعورها بالغيرة من الم . وفى الظروف الطبيعية للنمو ينتهى الموقف الوديبى بتوحدالطفل مع والدة من نفس الجنس . والتوحد مفهوم يشير الى أن الفرد يسلك أحيانا , وكأن سلوك شخص آخر هو سلوكة هو , ويتضمن التوحد إعجاب المتوحد بالمتو ح َد . واتخاذة نموذجا يتحد بة , وتتم عملية التوحد على المستوى اللشعورى . فيبدأ الطفل فى تشرب قيم الوالد الثقافية ,وهى القيم السائدة فى المجتمع , كما تبدأ البنت فى التحول بعواطفها نحو الم , وإذا حدث ما يؤثر على سير النمو , كما يحدث خلل ظاهرة التثبيت , فأن علقة الطفل بأمة تظل قوية , وتتعطل عملية التوحد مع الوالد , كما تستمر روابط الطفلة العاطفية بوالدها, أو تضطرب علقة الطفل بوالدية معا . ويترتب على ذلك إصطرابات فى الشخصية والسلوك فيما يعد . مرحلة الكمون : وبتصفية المركب الوديبى , والتوحد مع الوالد مع نفس الجنس يدخل الطفل فى مرحلة ينصرف فيها عن ذاتة الى النشغال بمن حولة وبما حولة . ويحدث تقدم كبير فى النمو العقلى والنفعالى والجتماعى فى هذة المرحلة التى تمتد من سن السادسة حتى حدوث البلوغ الجنسى فى الثانية عشر للبنات والثالثة عشر للبنين , ويكون الطفل حريصا فى هذة المرحلة على طاعة الكبار والمتثال لوامرهمونواهيهم وراغبا فى الحصول على رضائهم وتقديرهم . ولذا فهذة المرحلة مرحلة هدوء من الناحية النفعالية . المرحلة الجنسية الراشدة :وفى هذا المستوى تأخذ الميول الجنسية الشكل النهائى لها .وهو الشكل الذى سيستمر فى النضج . ويحصل الفرد السوى على لذتة من التصال الجنسى الطبيعى مع فرد راشد من أفراد الجنس الخر . حيث تتكامل فى هذا السلوك الميول الفمية والشرجية , وتشارك فى بلورة الجنسية السوية الراشدة . وعلية فإن الفرد السوى هو من يحصل على إشباع مناسبفى كل مرحلة نمائية , أما إذا تعطلت مسيرة النمو كما يحدثفى بعض الحالت فأنة قد يترتب علية حدوث ما أسماة فرويد
14. " عملية التثبيت " ويكون الفرد أميل الى النكوص الىالمرحلة التى حدث فيها التثبيت , والنكوص الى مرحلة معينة يعنى إتيان أساليب سلوكية تتناسب مع هذة المرحلة . نظرية التحليل النفسى الجتماعى ) اريكسون ( :نمو الشخصية سلسلة من التحولت يوصف كل تحول بنقطتينمتقابلتين تمثل أحداهما خاصية مرغوب فيها وتمثل الخرى المخاطر التى يتعرض لها الفرد , ول يعنى اريكسون أن الخصائص الموجبة هى التى ينبغى أن تبزغ وأن أى مظهر خطر يحتمل حدوثة غير مرغوب فية . وإنما يؤكد على أننا ينبغى أن نسعى لكى تكون السيطرة للجوانب اليجابية . وحين تزيد الخاصية السلبية على الخاصية اليجابية تظهر صعوبات النمو . مراحل النمو النفسى الجتماعى :مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة ) منذ الميلد حتى السنة الثانية (:ان التجاة النفسى الجتماعى الذى على الوليد تعلمة هو انة يستطيع ان يثق فى العالم . وينمى هذة الثقة التساق فى الخبرة والستمرارية والمماثلة فى اشباع حاجاتة الساسية عن طريق الوالدين , فإذا اشبعت هذة الحاجلت واذا عبر الوالدان نحوة عن عاطفة حقيقية وحب فان الطفل يعتقد ان عالمة آمن يمكن الوثوق بة , أما اذا كانت الرعاية الوالدية قاصرة وغير متسقة أو سلبية فإن الطفال سوف يتعاملون مع العالم بخزف وشك . مرحلة الستقلل مقابل الشك ) 3 سنوات ( : وبعد أن يتعلم الطفال أن يثقوا فى الوالدين ) أو ل يثقون فيهما ( , ينبغى ان يحققوا قدرا من الستقلل , فإذا أتيح لهم الحبو وشجعوا على ان يعملوا ما يقدرون علية بمعدلهم وبطريقتهم مع اشراف حانى من الوالدين والمربين فانهمينمون احساسا بالستقلل الذاتى , أما إذا لم يصبر الوالدان , وقاما بكثير من العمال نيابة عن طفل الثالثة فانهما يشككان فى قدرتة على التعامل مع بيئتة , وفضل عن ذلك , فانة ينبغى أن يتجنب الوالدان إخجال الطفل عن السلوك
15. غير المقبول إذ يحتمل أن يسهم هذا فى تنمية مشاعر تشككة فى نفسة . مرحلة المبادأة مقابل الخجل ) 4 -5 سنوات ( : ان قدرة الطفل على المشاركة فى كثير من النشطة الجسمية وفى استخدام اللغة يعد المسرح للمبادأة والتىتضيف الى الستقلل الذاتى خاصية القيام بالفعل والتخطيط والمعالجة ذلك أن الطفل يكون نشطا ومتحركا , واذا اتيح لطفل الرابعة والخامسة الحرية للكتشاف والرتياد والتجريب واذا اجاب الوالدان والمعلمون عن اسئلة الطفلفانهم يشجعون اتجاهاتة نحو المبادأة , أما أذا قيد الطفالفى هذا العمر وأشعروا بأن أنشطتهم وأسئلتهم ل معنى لهاومضايقة فإنهم سوف يشعرون بالثم فيما يفعلون على نحو مستقل . الجتهاد مقابل النقص ) 6 -21 سنة ( : يلتحق الطفل بالمدرسة فى مرحلة من نموة ويسيطر على سلوكة حب الستطلع والداء , إنة يتعلم الن كيف يحصل على التقدير يصنع الشياء بحيث ينمى احساسا بالجدوالجتهاد . والخطر فى هذة المرحلة أن يخبر الطفل مشاعرالنقص والدونية وإذا شجع الطفل على صنع الشياء وإتمام العمال , وأثنى علية لمحاولتة يشعر بالجتهاد والنجاز . وإذا باءت جهود الطفل بالخفاق أو إذا عوملت على أنها مضايقة ومقلقة , يشعر بالنقص والقصور . الهوية مقابل تميع الهوية ) 21 - 81 سنة ( :ان الشباب يتقدم نحو الستقلل عن الوالدين وتحقيق النضجالجسمى , وهم يهتمون بنوع الشخاص الذين يصيرون إلية . أن الهدف فى هذة المرحلة هو تنمية هوية الذات , أى أن الفرد يثق فى أستمرارية شخصيتة واستقرارها وتماثلها ,والخطر الذى يتعرض لة الشاب فى هذة المرحلة هو الخلط فى الدور , وخاصة التشكك فى هويتة الجنسية والمهنية . وإذا نجح المراهقون , كما ينعكس ذلك فى استجابات الخرين , فى تحقيق تكامل فى ادوارهم فى المواقف المختلفة بحيث يخبرون الستمرارية فى ادراك الذات , فإنالهوية تنمو . وإذا عجزوا عن تحقيق احساس بالستقرار فى
16. الجونب المختلفة من حياتهم ينتج عن ذلك الخلط والرتباك . مرحلة اللفة مقابل العزلة ) 81 - 53 سنة ( : لكى يخبر الفرد نموا مشبعا ومرضيا فى هذة المرحلة فإنة يحتاج إلى تكوين علقة حميمة بشخص آخر , والخفاق فى عمل هذا يؤدى الى احساس بالعزلة . مرحلة النتاج مقابل الركود ) 53 -06 سنة ( : أى أن يهتم الفرد بارشاد وتوجية الجيل القادم وترسيخ اقدامة , والذين يعجزون عن الندماج فى عملية التوجية يصبحون ضحايا النغماس فى الذات والركود . مرحلة التكامل مقابل اليأس ) 06 سنة الى الموت ( : التكامل هو تقبل الفرد لدورة حياتة , باعتبارها هى الدورة المناسبة لة بالضرورة ولم يكن لها بديل . واليأس تعبير عنأن الزمن الن قصير ل يسمح بالبدء فى حياة جديدة وتجريب طرق بديلة لتحقيق التكامل . نظرية النمو المعرفى ) جان بياجية ( : يرث النسان ميلين أساسين : التنظيم : أى الميل الى ان يرتب ويؤلف بين العمليات فى أنساق أو نظم مترابطة التكيف: وهو الميل الى التوافق مع البيئةوكما يحول الهضم الطعام الى صيغة يستطيع ان يستخدمها الجسم , فأن العمليات العقلية تحول الخبرات الى صيغة يستطيع ان يستخدمها الطفل فى تناولة للمواقف الجديدة ,وكما ان العمليات البيولوجية ينبغى ان تبقى فى حالة اتزانوأن تستعيد توازنها كلما حدث لهذا التزان خلل كذلك تسعى العمليات العقلية الى التزان عن طريق عملية استعادةالتوازن واستعادة التوازن صيغة من صيغ تنظيم الذات التىيستخدمه الطفال لتحقيق التماسك والستقرار فى تصورهم للعالم وفهمهم لعدم التساق فى الخبرة . والتكيف هو ميل الفرد للتوافق مع بيئتة ويتضمن عمليتين تكمل إحداهما الخرى : الستيعاب والملئمة ولكى نفهم هاتين العمليتين من الضرورى اول ان نلم بمفهوم آخر اساسى عند بياجية وهو الخطط , والخطط هى أنماط منظمة من التفكير أو السلوك يصوغها الطفال وهم
17. تيفاعلون مع بيئتهم وآبائهم ومدرسيهم ومن فى سنهم , وقد تكون الخطط سلوكية ) مثال : كيف ترمى الكرة ( أو معرفية ) ادراك أن هناك انواعا كثيرة مختلفة من الكرات ( . وكلما قابل طفل خبرة جديدة ل يمكن بسهولة ان تلئم خطةموجودة فان الملئمة تكون ضرورية , وقد يتكيف الطفل إما بتفسير الخبرة بحيث تلئم خطة موجودة ) استيعاب ( أوبتغيير الخطو الموجودة لتلئم الفكرة الجديدة , ولو تصورتطفل التحق برياض الطفال وتعامل مع مربية ودودة داعمة تتيح لة اكبر قدر من توجية الذات . ثم التحق بالصف الول البتدائى وتعامل مع مدرس يؤمن بالشراف الدقيق والتعليم النظامى عندئذ تحدث الملئمة , وقد يربط الطفلبعض جوانب روتين الصف الول ) مثال ذلك ان يقف فى صف للحصول على مواد تعليمية( مع ملمح مشابهة لروتين خبرةمن قبل فى رياض الطفال , ويحتمل ان يعدل الطفل خططا أخرى فيغير خطتة التصورية عن المدرس مثل بحيث تشملخصائص مدرس الصف الول الذى يختلف اختلفا اساسيا عن مربية رياض الطفال . وطفل المدرسة البتدائية الجديد الذى يخبر المدرسة لول مرة والذى يطلب منة تعلم كثير من الشياء الجديدة , يعدل وينقح خططة التصورية ويكملها, بل أن طالب الجامعة الناضج والذى درس أكثر من عشر سنوات بالتعليم البتدائى والثانوى ينغمس فى عملية الملئمة والتوفيق هذة , وإذا كنت تريد أن تحقق استبصارات جديدة فى النمو المعرفىوالسلوك ينبغى أن تحقق الملئمة بتنقيح ومراجعة تصوراتكومفاهيمك الحالية عن التفكير بحيث تستوعب أفكار بياجية . مراحل النمو المعرفى :انتهى بياجية بعد دراستة لكثير من الطفال الى وجود مراحل نمو معرفى متمايزة . وان هذة المراحل تتبع نمطا يتسم بالستمرار , وأن الطفال ل يقفزون فجأة من مرحلة الى مرحلة تالية . وأن النمو المعرفى يتبع تسلسل أة تتابعامحددا , ولكن الطفال قد يستخدمون أحيانا نوعا أكثر تقدما من التفكير أو يعودون الى شكل اكثر بدائية ويختلف معدلتقدم الطفل خلل هذة المراحل , ولكن التتابع واحد بالنسبة
18. لجميع الطفال وفيما يأتى عرض لربع مراحل أساسية : المرحلة الحسية الحركية : يكتسب الوليد أو الطفل الصغير حتى سن الثانية الفهم أساسا عن طريق النطباعات الحسية والنشطة الحركية , ولما كان الوليد ل يستطيع الحركة كثيرا معتمدا على نفسة خلل الشهور الولى بعد مولدة , فأنة ينمى خططا تصورية أساسا باكتشاف جسمة وحوسة , وبعد أن يتعلم المشى وتناول الشياء بتفاعلة مع كل شىء يكون حصيلة كبيرة منالخطط التى تتضمن الشياء الخارجية والمواقف , وقبل سن العمين يستطيع معظم الطفال ان يستخدموا خططا اكتسبوها لكى يندمجوا فى سلوك المحاولة والخطأ العقلى والجسمى . مرحلة ما قبل العمليات :يتركز تفكير الطفال فى سنى ما قبل المدرسة على اكتسابالرموز ) الكلمات ( التى تتيح لهم الفادة من الخبرة الماضية بدرجة أكبر, وتستق كثير من الرموز من التقليد العقلى وتتضمن صورا بصرية وإحساسات جسمية وعلى الرغم منان تفكيرهم أكثر تقدما من تفكير الطفال فى السنة الولىأو الثانية من أعمارهم , إل أن أطفال سنى ما قبل المدرسة يميلون الى تركيز انتباهم على خاصية واحدة فى الوقتالواحد , وهم غير قادرين على قلب أو عكس الفعال عقليا , ولنهم لم ينغمسوا بعد فى التفكير الجرائى أو العمليات سميت المرحلة ما قبل الجرائية ) أو العملياتية ( وتشير الى تفكير الطفال الذى تبلغ اعمارهم ما بين عامين وسبعة اعوام . مرحلة العمليات العيانية : إن الطفال التى تزيد اعمارهم عن سبع سنوات يقدرون عادة على قلب الفعال عقليا , ولكن تفكيرهم العملياتى محدود بالشياء الماثلة فعل فى الحاضر والتى يخبرونها على نحو عيانى ومباشر ولذلك يطلق على هذة المرحلة مرحلة العمليات العيانية , وطبيعة هذة المرحلة يمكنتوضيحها باكتساب الطفل للنواع المختلفة من المحافظة أو البقاء . وما أن يبلغ معظم الطفال السابعة من اعمارهم إل
19. ويستطيعوا أن يشرحوا على نحو صحيح ان الماء الذى يصب فى اناء زجاجى قصير وتخين الى اناء طويل ورفيع يبقىمقدارة واحدا , والقدرة على حل مشكلة صب الماء ل تضمن بالضرورة ان طفل السابعة سوف يقدر على حل مشكلة مشابهه تتضمن كرتين من الصلصال فالطفال الذى شرحلماذا يحتوى الناء الرفيع الطويل على نفس القدر من الماء الذى يحتوية الناء القصير التخين قد يصر بعد دقائق قليلةعلى ان تغير كرة الصلصال المساوية لكرة اخرى بحيث تتخذ شكل مستطيل يجعلها اكبر من نظيرتها ويميل الطفال فى صفوف المرحلة البتدائية الولى الى الستجابة الى كل موقف على اساس الخبرات العيانية ول يتحقق التجاة الى حل المشكلت بالتعميم من موقف الى موقف آخر مشابة وليس مماثل بأى درجة من التساق حتى يبلغ الطفل نهاية سنوات المدرسة البتدائية , وفضل عن ذلك إذا طلب منة أنيتناول مشكلة افتراضية , فأنة فيما يحتمل يتعرص للحراج , ول يحتمل أن يقدر الطفال فى سن السابعة على حل المشكلت المجردو بالندماج فى استكشافات عقلية , أنهم فى حاجة الى تناول اشياء عيانية فيزيقيا , أو استرجاع خبرات ماضية محددة, لكى يفسروا الشياء لنفسهم وللخرين . مرحلة العمليات الشكلية : حين يبلغ الطفال النقطة التى يقدرون فيها على التعميم وعلى الندماج فى التفكير , المحاولة والخطأ والى فرضالفروض واختبارها بعقولهم فإنهم فى نظر بياجية قد بلغوامرحلة العمليات الشكلية أو الصورية , وكلمة شكل تعنى نمو وتطور شكل التفكير أو بنيتة , وعلى الرغم من أن الطفال فى الثانية عشرة من اعمارهم يستطيعون ان يعالجوا التجريدات العقلية التى تمثل الشياء العيانية , فإنهم يحتماان يندمجوا فى سلوك المحاولة والخطأ حين يطلب منهم حل مشكلة . ولكن الغلب أن يعالج المراهقون حل المشكلة بتكوين فروض وغربلة الحلول الممكنة لها وباختيار أكثر هذة الفروض رجاحة على نحو نسقى حين يبلغون نهاية المرحلة الثانوية .
20. مناهج البحث فى النمو النسانى البحث فى علم نفس النمو هو عمل علمى ينتمى الى فئة العلم التجريبى ) المبريقى ( . والباحثون فى هذا النوع منالمعرف يلتزمون بنظام قيمى يسمى الطريقة العلمية يوجة محاولتهم للوصف ) الفهم ( والتفسير ) التعليل ( والتحكم ) التوجية والتطبيق ( وهى أهداف العلم التقليدية . الطريقة العلمية فى البحث اذن هى لون من التجاة أو القيمة , وهذا التجاة العلمة أو القيمة العلمية يتطلب من الباحث القتناع واللتزام بمجموعة من القضايا هى : -1- الملحظة هى جوهر العلم التجريبى , وعلم النفس ينتمى بالطبع الى فئة هذة العلوم . والمقصود هنا الملحظة المنظمة ل الملحظة العارضة أو العابرة . 2- تتمثل أهمية الملحظة فى العلم فى أنها تنتج أهمعناصرة وهى مادتة الخام أى المعطيات Dataوالمعلومات أو البيانات . Information 3- ل بد للمعطيات أو المعلومات أو البيانات التى يجمعها الباحث العلمى بالملحظة أن تتسم بالموضوعية . Objectivityوالموضوعية فى جوهرها هى اتفاق الملحظين فى تسجيلتهم لبياناتهم وتقديراتهم وأحكامهم اتفاقا مستقل . 4- تتطلب الموضوعية أن يقوم بعمليات التسجيل والتقديروالحكم ) وهى المكونات الجوهرية للملحظة العلمية ( أكثرمن ملحظ واحد , على أن يكونوا مستقلين بعضهم عن بعض , وهذا يتضمن قابلية البحث العلمى للستعادة والتكرار . Replicability 5- المعطيات والمعلومات والبيانا التى يجمعها الباحثون بالملحظة العلمية هى وحدها الشواهد والدلة التى تقرر صحة الفروض أو النظرية . وعلى الباحث ان يتخلى عن فرضة العلمى أو نظريتة اذا لم تتوافر ادلة وشواهد كافية على صحتها . الملحظة الطبيعية : من طرق البحث التى يفضلها علماء النفس ما يسمى
21. الملحظة الطبيعية , أى ملحظة النسان فى محيطة الطبيعى اليومى المعتاد . ويعنى هذا بالنسبة للطفال مثلملحظتهم فى المنزل أو المدرسة أو الحديقة العامة أو فناءالملعب , ثم تسجيل ما يحدث , ويصنف رايت 0691,Wright طرق الملحظة الطبيعية الى نوعين : أحدهما يسميةالملحظة المفتوحة وهى التى يجريها الباحث دون ان يكون لدية فرض معين يسعى لختبارة , وكل ما يهدف الية هو الحصول على فهم أفضل لمجموعة من الظواهر النفسية التى تستحق مزيدا من البحث اللحق . أما النوع الثانى فيسمية رايت الملحظة المقيدة وهى تلك التى يسعى فيها الباحث الى اختبار فرض معين , وبالتالى يقرر مقدما ماذا يلحظ ومتى . طرق الملحظة المفتوحة : دراسة الفرد : وتشمل مجموعة من الطرق منها المقابلة الشخصية ودراسة الحالة وتسجيل اليوميات والطريقة الكلينيكية . وفى هذة الطرق يسجل الباحث المعلومات عن كل فرد من الفراد موضوع الدراسة بهدف اعداد وصف مفصل لة دون أن تكون لدية خطة ثابتة تبين أى المعلوماتلة أهمية أكثر من غيرة . وقد يلجأ الفاحص الى تسجيل هذة المعلومات فى يومياتة فى صورة " سجلت قصصية " , وقد يطلب من المفحوص أن يروى عن فترة معينة من حياتة فىموقف تفاعل مباشر بينة وبين الفاحص ) المقابلة الشخصية ( , وقد تمتد هذة الطريقة لتصبح سجل للفرد أو الحالة يستخدم فية الباحث مصادر عديدة للمعلومات مثل ظروفالمفحوص السرية , والوضع القتصادى والجتماعى , ودرجة التعليم ونوع المهنة وسجلة الصحى وبعض التقارير الذاتية عن الحداث الهامة فى حياة الفرد , وأدائة فى الختبارات النفسية , وكثير من المعلومات التى تتطلبها دراسة الحالة تتطلب اجراء مقابلت شخصية مع الفرد , وعادة ما تتسم هذة المقابلت بانها غير مقننة أى تختلف السئلة التى تطرح فيها من فرد لخر . وتعد من قبيل دراسة الحالة وتسجيل اليوميات سير الطفالالتى كتبها الباء من الفلسفة والدباء والعلماء عن ابنائهم ,
22. والتراجم التى كتبت عن بعض العباقرة والمبدعين , والسير الذاتية التى كتبوها عن انفسهم , كما يعد من قبيل الطريقة الكلينيكية اسلوب الستجواب الذى استخدمة جان بياجيةوتلميذة فى بحوثهم الشهيرة فى النمو , وعلى الرغم من ان هذة الطريقة , باعتبارها من نوع الملحظة المفتوحة , فيهاثراء المعرفة وخصوبة المعلومات وحيوية الوصف ال ان فيها مجموعة من النقائص نذكر منه : 1- تعتبر هذة الطريقة من جانب الفاحص مصدرا ذاتيا وغير منظم للمعلومات , أما من جانب المفحوص فانى الى جانب الطابع الذاتى لتقاريرة قد تعوز المعلومات التى يسجلهاالدقة اللزمة , وخاصة حين يكون علية استدعاء احداث هامة وقعت لة منذ سنوات طويلة . 2- المعلومات التى نحصل عليها بهذة الطريقة من فردين أو أكثر قد ل تكون قابلة للمقارنة مباشرة , وخاصة اذا كانت السئلة التى توجة الى كل منهما مختلفة . صحيح أنة فىبعض الطرق الكلينيكية قد تكون السئلة مقننة فى المراحلالولى من المقابلة إل ان اجابات المفحوصين على كل سؤال قد تحدد نوع السئلة التى تطرح على المفحوص الفرد فيما بعد , يصدق هذا على طريقة الستجواب عند بياجية وعلى بعض المقابلت المقننة . 3- النتائج التى نستخلصها من خبرات افراد بذواتهم تمت دراستهم بهذة الطريقة قد تستعصى على التعميم , أى قد ل تصدق على معظم الناس .4- التحيزات النظرية القبلية للباحث قد تؤثر فى السئلة التى يطرحها والتفسيرات التى يستخلصها . الوصف على سبيل المثال : فى هذة الطريقة يحاول الباحثأن يسجل بإسهاب وتفصيل كل ما يحدث فى وقت معين على نحو يجعلة أقرب إلى آلة التسجيل . ولعل هذا ما دفع الباحثين الذين يستخدمون هذة الطريقة الى الستعانة بالتكنولوجيا المتقدمة فى هذا الصدد . فباستخدام