بعض نظريات التوجيه و الإرشاد النفسي
لا غنى لعلم من العلوم طبيعياً كان أم إنسانياً عن النظرية فهي تربط ما بين وقائعه في نظام متناسق ومتكامل يفسر هذه الوقائع و يوسّع نطاقها، و النظرية يجب أن تضم الفروض الأساسية التي بنيت عليها ومجموعة من التعريفات الإجرائية أو التجريبية، و الفروض يجب أن تكون ذات صلة بالوقائع التجريبية التي تهتم بها النظرية، و تهدف النظرية إلي إكتشاف العلاقات التجريبية الثابتة بين المتغيرات، فالنظرية النفسية ذات إتجاه وظيفي، فهي تهتم بالمشاكل ذات الدلالة في توافق الكائن الحي، وهي تُركز حول أمور ذات أهمية حاسمة لبقاء الفرد وحياته، ولاشك أن المرشد النفسي يجب أن يعمل في ضوء نظرية طالما أن عملية الإرشاد النفسي تهتم بدراسة وفهم وتفسير وتقييم السلوك و التنبؤ به وتعديله و تغييره، كما تفيد نظريات الإرشاد النفسي في فهم العملية الإرشادية نفسها وفهم طرق الإرشاد النفسي.( أحمد الذغبي،2000م)
نظرية التحليل النفسي Theory Psychoanalysis
كان الشعور هو موضوع علم النفس قبل ظهور التحليل النفسي الذي عارض هذا التيار و أقام ما يسمى بعلم نفس الأعماق أو علم نفس اللاشعور، و يفترض التحليل النفسي وجود جهازاً نفسياً قسمه إلي ثلاثة أقسام هي:ـــ
1- الشعور
2- ما قبل الشعور
3- اللاشعور
و يقول فرويد رائد التحليل النفسي أن الشعور تعبير وصفي خالص يصدق على أكثر المدركات مباشرة ويقيناً، و أن الوقائع النفسية المكبوتة التي لاتستطيع بما هي عليه و في حد ذاتها أن تبلغ الشعور، وكذلك الوقائع النفسية الضمنية أي اللاشعورية بالمعنى الوصفي لا الدينامي للكلمة هي وقائع قبل شعورية، بينما نستبقي كلمة لا شعورية للوقائع النفسية المكبوتة أي اللاشعورية من الناحية الدينامية.( سهير كامل أحمد،2000م)
بناء الشخصية عند فرويد
ذهب فرويد إلي القول أن هناك ثلاثة أنظمة رئيسية للشخصية هي:ــ
1- الهو The Id
2- الأنا The Ego
3- الأنا الأعلى The Super Ego
و أن لكل منها وظائفه و خصائصه و مكوناته و مبادئه و دينامياته و ميكانزماته التي يعمل وفقاً لها، إلاّ أنها جميعاً تتفاعل فيما بينها تفاعلاً وثيقاً، و أن سلوك الأفراد في الأغلب هو محصلة تفاعل هذه الأنظمة الثلاث، و نادراً ما يعمل أحد هذه الأنظمة بمفرده دون النظامين الآخرين.
أولاً: الهو The Id
يعتبر الهو النظام الأصلي للشخصية و الكيان الذي يتمايز منه الأنا و الأنا الأعلى، و يتكون الهو من ما هو موروث و موجود منذ الولادة بما في ذلك الغرائز، و أنه مستودع الطاقة النفسية، كما أنه يذود العمليات التي يقوم بها النظامان الآخرين بطاقاتها، و يطلق فرويد على الهو إسم الواقع النفسي الحقيقي.
ثانياً: الأنا The Ego
يعمل الأنا طبقاً لمبدأ الواقع Reality principle ، و أن غاية الواقع هي الحيلولة دون تفريغ التوتر حتى يتم إكتشاف الموضوع المناسب لإشباع الحاجة، و الأنا هو الجهاز الإداري للشخصية لأنه يسيطر على منافذ العقل و السلوك ويختار من البيئة الجوانب التي يستجيب لها ويُعزز الغرائز التي سوف تُشبع والكيفية التي يتم بها ذلك.
ثالثاً: الأنا الأعلى The Super Ego
الأنا الأعلى هو الدرع الأخلاقي للشخصي وهو يمثل ما هو مثالي و ليس ما هو واقعي، وهو ينزع إلي الكمال بدلاً من اللّذة، وأن شاغله الأول أن يقرر هل شيء ما صائباً أو خاطئاً؟، حتى يستطيع التعرف على أساس القيم الدينية و الأخلاقية التي يمليها المجتمع.( عبد السلام عبد الغفار،1973م).
المبادئ التي تقوم عليها نظرية التحليل النفسي
أولاً: الحتمية النفسية:ــ
أي أن يكون لكل سبب نتيجة و لكل نتيجة سبب، و قد يكون السبب ظاهر أو غير ظاهر، وقد يكون منطقياً أو بعيد عن المنطق، أي أن هناك سبباً يكمن وراء أي حدث يحدث.
ثانياً: الحِيل اللاشعورية:ــ
وتنتج من داخل الفرد نفسه لمواجهة الأخطار الناجمة من الخارج أي الأفراد المحيطين بالفرد نفسه لتدافع عن شخصيته، ويُطلق عليها ميكانزمات الدفاع ومنها:ـــ
1- التوحد Identification:ــ
وهي محاولة الفرد للوصول إلي الهدف بأن يبرمج ذاته بصفات محددة أو بذات شخص آخر من خلال تقليده أو محاكاته ولذا فإن تقليد الوالدين ومحاكاتهم يخفف من درجة التوتر لدى الفرد.
2- الإستبدال و الإزاحةDisplacement and Substitution :ــ
وهي عملية توجيه الطاقة من هدف إلي آخر لتوضيح قدرة الفرد على تغيير هدف نشاطه من موضوع نفسي إلي آخر، وتتم عملية التغيير هذه عندما يكون الهدف الجديد لا يكفي لإزالة التوتر ولذا فإنه يظلُ الفرد يبحث عن الأفضل لتخفيف ذلك التوتر لديه وهذا يفسر تنوع أشكال سلوك الفرد.
3- الكبت Repression:ــ
وهو محاولة الفرد التحفظ عن دوافع مثيرة للقلق ويرفض ببساطة الإعتراف بوجودها والأفراد الذين يعتريهم الكبت تكون شخصياتهم متوترة وتكون لديهم بعض المشكلات النفسية.
4- الإسقاط Projection:ــ
وهو إنكار صفة معينة في الفرد وإلصاقها بفرد آخر، وهو مرتبط بحيلة الإنكار والإفراط في إستخدامه يعوق معرفة الفرد لنفسه ويفسد علاقاته الإجتماعية، أيضاً لأنه قد يصل به الحد للحط من شأن الآخرين مما يؤدي إلي إختلاف في الإدراك أو إدراك الأشياء التي لا وجود لها.
5- النكوص Regression:ــ
وهو تراجع الفرد إلي ممارسة أساليب سلوكية في مرحلة سابقة من حياته لا تتناسب مع مرحلة نموه الحالية ليجنب ذاته الشعور بالعجز والفشل أو المخاوف أو الحرمان، وهذه العملية تجنب الفرد الشعور بالقلق ولكنها تعوق نموه.
6- التثبت Fixation:ــ
عندما ينتقل الفرد من مرحلة نمو إلي مرحلة أخرى يواجه مواقف محبطة ومثيرة للقلق تعوق إستمرارية نموه بصفة مؤقتة على الأقل ويثبت على مرحلة معينة من مراحل نموه ويخاف الإنتقال منها ويتخلى عن شرط سلوكي معين على إشباع حاجاته لعدم تأكده من السلوك هل يستحق الإشباع أم لا؟.
7- التكوين العكسي Reaction Formation:ــ
تحاول الأنا تكوين سلوك على النقيض عندما يكون هناك موقف يثير القلق، فإذا كان الفرد يشعر بكراهية تجاه شخص ما فقد يُظهر مشاعر الود والحب تجاهه، وعادة ما ترجع الأشكال المتطرفة من السلوك إلي التكوين العكسي.
8- التعويض Compensation:ــ
وهو أسلوب المبالغة الذي يبدو على سلوك الفرد، وهو عملية تعويض عن مشاعر مكبوتة تؤلم الفرد، إذا شعر بها تظهر على شكل إستعراضات يقوم بها، ويرجع السلوك التعويضي عند بعض الأفراد إلي عوامل لاشعورية لا يعيها الفرد تدفعه إلي أساليب سلوكية غير متكاملة مبالغ فيها قد تؤدي إلي إضطرابات إنفعالية.
9- التبرير Rationalization:ــ
وهو عملية نستطيع من خلالها إيجاد أسباب منطقية لسلوكنا ولكن هذه الأسباب غالباً ما
تكون مخالفة للواقع، وفى بعض الأحيان يمثل التبرير عملية لاشعورية لأن صاحبها لا يدرك بأنه مشوه الواقع، ويمكن للمرشد النفسي أن يتعرف على الحيل الدفاعية التي يقوم بها كثير من العملاء، فعلى ضوئها يمكنه التعامل مع المشكلات المتعددة.( حامد زهران،2002م)
تطبيقات نظرية التحليل النفسي في الإرشاد
إن العلاقة العلاجية والإرشادية بين العميل والمرشد النفسي تتضمن نفس خطوات التحليل النفسي وهي:ـــ
1- التداعي الحر Free Association
ويسمى بالقاعدة الأساسية Fundamental Rule ، وهي عبارة عن ميثاق يتعهد فيه العميل – بداية العلاج التحليلي – بالتعبير عن كل ما يجول بخلده دون حذف أو إختيار إراديين، فإذا أطلق المريض حوافزه دون تقييد شعوري أو إرادي فإنه لا يلبس أن يكشف بالتدريج عن المحتويات اللاشعورية المسئولة عن هذا الكبت، وبإخضاع هذه الحيل وتلك المحتويات للتحليل المستمر يتحقق حل الصراع النفسي وما يفضي إليه من مختلف الأمراض.
2- التحويل أو الطرح Transference
يشير مفهوم الطرح إلي موقف إنفعالي يقفه المريض تلقائياً من المحلل النفسي، ويتميز أحياناً بغلبة الحب أو مشاعر العدوان، وإن كان يتألف من مزيج من العنصرين وهذه المشاعر لا تنطبق على الموقف الحاضر وإنما هي مواقف لاشعورية طفيلية يحياها المريض ثانية في الموقف العلاجي ويخلع فيها على شخصية المحلل شخصية المريض تكويناً يتسم بالصراع النفسي والعجز عن النمو النفسي الكامل.( سيد عبد الحميد مرسي،1990م)
نقد نظرية التحليل النفسي
لا شك أن لنظرية التحليل النفسي مزايا عديدة حيث اهتمت بعلاج أسباب المشكلات و الإضطرابات النفسية و السلوكية، كما إنها تناولت الجوانب اللاشعورية من محاولة تحرير الفرد من الخبرات المكبوتة في أعماق النفس و إعلاعها، كما إهتمت بالسنوات الأولى من
حياة الفرد.
ولكن إلي جانب ذلك نلاحظ أن نظرية التحليل النفسي إهتمت بالمرضى دون الأسوياء العاديين، وأن النظرية برمتها موجهة لفهم تقسيم المرض النفسي، ويرجع هذا إلي نشأتها الأولى حيث بنى لبناتها الأولى فرويد في عيادته من خلال الحالات المرضية التي إستقبلها.( يوسف القاضي وآخرون،2002م)
نظرية الذات Self Theory
صاحب هذه النظرية هو كارل روجرز، وهو يعتقد أن الذات هو جوهر الشخصية الإنسانية وأن مفهوم الذات حجر الزاوية الذي ينظم السلوك الإنساني.
وقد عرف الذات بأنه التنظيم المعرفي لمفاهيم الفرد وقيمه وأهدافه ومثله، وهو الصورة المضّطردة لدى الفرد عن نفسه، وقال روجرز إنني كنت أسأل نفسي كيف أستطيع أن أعالج أو أن أغير ما لدى الأفراد؟، والآن أسأل كيف أستطيع أن أقيم علاقة وجواً نفسياً يستطيع من خلاله المريض أن يحقق أفضل نمو نفسي؟، ويتأثر مفهوم الذات بخبرات الفرد المباشرة وقيم الآباء وأهدافهم وفكرة المرء عن نفسه المتعلمة وهي إرتقائية تبدأ منذ الميلاد وتتمايز بالتدريج خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، وأن هناك مصادر لتكوين صورة الفرد عن نفسه منها:ـــ
1- قيم الآباء وأهدافهم والتصورات التي يوجهها الفرد للمجتمع المحيط به.
2- خبرات الفرد المباشرة.
3- التصورات التي تكوّن الصورة المثالية التي يرغب الفرد أن يكون عليها.
أما عن وظيفة مفهوم الذات فيقول روجرز أنها مختلفة لدى الفرد ومنها:ـــ
1- وظيفة دافعية: وهي التي تحفز الفرد على السلوك لتحقيق أهدافه.
2- وظيفة تكاملية: بحيث تؤدي إلي تكامل السلوك الفردي بما يحقق صورة الفرد عن نفسه.
ولما كان لدى الفرد حاجة ملحة كي يظهر أمام الآخرين على أنه قوي وجدير وقادر على حل مشكلاته والإعتماد على نفسه وتحقيق ذاته فإن على المرشد النفسي أن يستثمر هذه الحاجة وأن يعتمد على تكنيكات وأساليب تساعد المسترشد على تحقيق هذه الحاجة والعمل
بطريقة إيجابية سوية.( عبد الحميد الهاشمي،1994م)
الأهمية الخاصة لنظرية الذات في الإرشاد النفسي
يُجمع الكتّاب والباحثون على أن أحد الأهداف الرئيسية للإرشاد العلاجي هو تنمية مفهوم واقعي عن الذات Realistic Self Concept ، وأن معظم حالات سوء التوافق هي نتيجة الفشل في تنمية هذا المفهوم الواقعي ورسم الخطط التي تتلاءم معه، ومن المعلوم أن من ينمي مفهوماً منخفضاً للذات أو أقل من الواقع يكون لديه مشكلات تماثل في حدتها تلك التي تكون لدى من ينمي مفهوماً مبالغاً فيه للذات،وقد وجد هافينز أن مرضى الذهان يكون مفهوم الذات لديهم مشوهاً وبعيداً عن الواقع، ويعتقد معظم الباحثين أن الإرشاد النفسي هو علاقة بين المرشد والعميل، يضع فيها العميل مفهومه عن ذاته كموضوع رئيسي للمناقشة بحيث تؤدي عملية الإرشاد إلي فهم واقعي للذات المثالي، وأن السلوك نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته كما يخبرها في المجال الظاهري وكما يدركه، ويتفق السلوك مع مفهوم الذات ومع المعايير الإجتماعية، عندما يحدث تعارض هنا يحدث عدم التوافق النفسي وأحسن فهم لسلوك الفرد يكون من وجهة نظر الفرد نفسه ومن داخل إطاره المرجعي أي من داخل مجاله الإدراكي، وأفيد طريقة لإحداث التغير في السلوك هي إحداث التغير في مفهوم الذات، وهذا ما يحاول المرشد إحداثه في طريقة الإرشاد الممركز حول العميل Client Centered وبعبارة أخرى الممركز حول الذات Self Centered .( جودت عبد الهادي،1999م )
أهم تطبيقات نظرية الذات في الإرشاد النفسي
1- ينبغي على المرشد النفسي أن يعتبر المسترشد هو محور العملية الإرشادية ولأن النظرية برمتها تقوم على الإيمان بأن العميل لديه من الإمكانات التي تمكنه من تحقيق ذاته وتقدير مصيره، وعليه أن يتحمل مسئولياته، وأن الإطار الداخلي للمسترشد هو تحقيق الموضوعية التي يجب أن يعتمد عليها المرشد، وعندما يستطيع المرشد أن يتعرف على مضامين هذا الإطار الداخلي يمكن عندها أن يدخل إلي عالم المسترشد و فهم إنفعالاته و بالتالي إمكانية بزل المساعدة له للوصول إلي مرحلة الإستبصار.
2- على المرشد أن يضفي جواً من التسامح والتقبل خلال العملية الإرشادية، فهو يساعد على التخفيف من خطر التهديد وهذا الجو يساعد العميل أن يتقبل الجوانب الذاتية التي لم يكن يتقبلها من قبل، ومثل هذا الجو يسمح له بالتعبير عن بعض المشاعر التي كان يخفيها لأنها تسبب له بعض التهديد وبعد أن يتقبل نفسه يستطيع تقبل الآخرين.
3- أن أهم عنصر في العلاقة الإرشادية هو الجانب الإنفعالي لأن المعلومات و تفسيرها وتشخيص الأشياء ليس لها أهمية بقدر الأهمية التي يحظى بها الجو الذي يستطيع المرشد أن يصبغه على العلاقة الإرشادية.( حامد زهران،2002م )
نقد نظرية الذات
1- إن النظرية لم تضع تصوراً كاملاً لطبيعة الإنسان وذلك لتركيزها الكامل على الذات ومفهوم الذات.
2- يؤكد روجرز أن الفرد يعيش في عالمه الذاتي الخاص و يكون سلوكه تبعاً لإدراكه الذاتي، ونسى أن يشير إلي الموضوعية كما أنه ركّز على الجوانب الشعورية وتناسى الجوانب اللاشعورية لدى الفرد، وذلك على الرغم من أن الجوانب اللاشعورية ذات دور كبير في التطوير المرغوب لدى الفرد.
3- لم يهتم روجرز بالإختبارات والمقاييس إلاّ عندما يرغب العميل متناسياً أن جمع المعلومات أمر هام للمرشد.( أحمد الذغبي،2000م )
النظرية السلوكية Behaviour Theory
يرى أصحاب هذه النظرية بأن السلوك الإنساني عبارة عن مجموعة من العادات التي يتعلمها الفرد ويكتسبها أثناء مراحل نموه المختلفة، ويتحكم في تكوينها قوانين الدماغ وهي قوى الكف والقوى الإستثارة اللتان تسيران مجموعة الإستجابات الشرطية ويرجعون ذلك إلي العوامل البيئية التي يتعرض لها الفرد، وتدور هذه النظرية حول محور عملية التعلم في إكتساب التعلم الجديد أو في إطفائه، ولذا فإن السلوك الإنساني مكتسب عن طريق التعلم وأن سلوك الفرد قابل للتعديل أو التغيير بإيجاد ظروف وأجواء تعليمية معينة.
ويذهب أصحاب النظرية السلوكية إلي أن الإضطرابات السلوكية أنماط من الإستجابات الخاطئة أوغير السوية التي تعلمها الفرد ويحتفظ بها لفاعليتها في تجنب مواقف أو خبرات
غير مرغوبة، أما بالنسبة لتغيير السلوك غير السوي فيقول السلوكيون لابد للمرشد أن يحدد هنا السلوك وبواعثه والشروط التي يظهر فيها وتخطيط المواقف التي يتم فيها التعلم الجديد الذي يؤدي إلي تكوين إرتباطات جديدة، ولمعالجة مثل هذه المواقف لا بد للمرشد النفسي من أن يهيئ جواً نفسياً سوياً وعليه أن يستمع إلي المسترشد بإحترام وأن يبدي نحوه المودة والمشاركة الوجدانية لمساعدته على إستعادة ذكرياته للتخلص من قلقه وخوفه وأن إنطفاء الخوف يساعد المسترشد على النشاط ويركز دعاة هذه النظرية بإستخدام التعزيز الموجب للسلوك الجديد.( عطية هنا،1950م )
المبادئ التي ترتكز عليها النظرية في تعديل السلوك
في النظرية السلوكية بعض المبادئ والإجراءات التي تعتمد عليها، ويحتاج المرشد النفسي لتطبيقها كلها أو إختيار بعضها في التعامل مع المسترشد من خلال العلاقة الإرشادية، وهي على النحو التالي:ــ
1- الإشتراط الإجرائي:ــ
ويطلق عليه مبادئ التعلم وإنه يؤكد على الإستجابات التي تؤثر على الفرد لذا فإن التعلم يحدث إذا عقب السلوك حدث في البيئة يؤدي إلي إشباع حاجة الفرد واحتمال تكرار السلوك المُشبع في المستقبل.
2- التعزيز أو التدعيم:ــ
ويعتبر هذا المبدأ من أساسيات عملية التعلم الإجرائي والإرشاد السلوكي ويعد من أهم مبادئ تعديل السلوك لأنه يعمل تقوية النتائج المرغوبة، والتعزيز نوعان هما:ــ
أ- التعزيز الإيجابي:ــ
وهو حدث سار كحدث لاحق نتيجة لإستجابة ما إذا كان الحدث يؤدي إلي إستمرارية قيام السلوك.
ب- التعزيز السلبي:ــ
ويتعلق بالموقف السلبية البغيضة والمؤلمة، فإذا كان إستبعاد حدث منفر يتلو حدوث سلوك بما يؤدي إلي زيادة حدوث هذا السلوك فإن إستبعاد هذا الحدث يطلق عليه تدعيم أو تعزيز سلبي.
3- التعلم بالتقليد والملاحظة والمحاكاة:ــ
وتتركز أهمية هذا المبدأ حيث أن الفرد يتعلم السلوك من خلال الملاحظة والتقليد وعادة يتعلم الأفراد سلوكهم من خلال مشاهدة نمازج في البيئة وقيامهم بتقليدها في الإرشادية لتغيير السلوك وتعديله.
4- العقاب:ــ
ويتمثل في الحدث الذي يعقب الإستجابة والذي يؤدي إلي إضعاف الإستجابة التي تعقب ظهور العقوبة، أو التوقف عن هذه الإستجابة والعقاب نوعان هما:ـــ
أ- العقاب الإيجابي:ــ
ويتمثل في ظهور حدث منفر ومؤلم للفرد بعد إستجابة ما يؤدي إلي إضعاف هذه الإستجابة أو توقفها.
ب- العقاب السلبي:ــ
وهو إستبعاد حدث سار للفرد يعقب أي إستجابة مما يؤدي إلي إضعافها أو إختفاءها.
5- التشكيل:ــ
وهو عملية تعلم سلوك مركب وتتطلب تعزيز بعض أنواع السلوك وعدم تعزيز أنواع أخرى ويتم من خلال إستخدام مجموعة من القوانين هي:ــ
أ- الانطفاء:ــ
الإنطفاء أو الإغفال أو المحو هو انخفاض السلوك في حال توقف التعزيز سواء أكان بشكل مستمر أو منقطع فيحدث المحو أو الانطفاء أو الإغفال ويفيد في تغيير السلوك وتعديله وتطويره ويتم من خلال إهمال السلوك وتجاهله وعدم الانتباه إليه أو عن طريق وضع صعوبات أو معوقات أمام الفرد مما يعوق اكتساب السلوك ويعمل على تلاشيه.
ب- التعميم:ــ
ويحدث التعميم نتيجة لأثر تدعيم السلوك مما يؤدي إلى تعميم المثير على مواقف أخرى مثيراتها شبيهة بالمثير الأول أو تعميم استجابة أخرى مشابهة أو مواقف أخرى.
ج- التميز:ــ
ويتم عن طريق تعزيز الاستجابة الصحيحة لمثير معين أي تعزيز الموقف المراد تعلمه
أو تعليمه أو تعديله.
6- التخلص من الحساسية أو التحصين التدريجي:ـــ
ويتم ذلك في الحالات التي يكون فيها سلوك غير مرغوب مثل الخوف أو الإشمئزاز والذي إرتبط بحادثة معينة فيستخدم طريقة التعويد التدريجي المنتظم.
7- الكف المتبادل:ـــ
ويقوم أساساً على وجود أنماط من الإستجابات المتنافرة وغير المتوافقة مع بعضها البعض مثل الإسترخاء والضيق، ولابد من تهيئة الظروف المناسبة لتعلم هذا السلوك.
8- الإشتراط التجنبي:ــ
ويستخدمه المرشد أو المعالج النفسي لتعديل السلوك غير المرغوب فيه، ويتم إستخدام مثيرات منفرة كالعقاقير المقيئة والصدمات الكهربائية وأشرطة كاسيت تسجل عليها عبارات منفرة تتناسب مع السلوك الذي يراد تعديله.
9- التعاقد السلوكي:ـــ
ويقوم هذا الأسلوب على فكرة أن من الأفضل للمسترشد أن يحد بنفسه التغيير السلوكي المرغوب، ويمكن تطبيق مبدأ التعاقد السلوكي أثناء دراسة الحالة.( عبد الحميد الهاشمي،1994م )
تطبيقات النظرية السلوكية في الإرشاد النفسي
تفسر النظرية السلوكية المشكلات السلوكية بأنها أنماط من الإستجابات الخاطئة أو غير السوية المتعلمة بإرتباطها بمثيرات منفرة، ويحتفظ بها الأفراد لفاعليتها في تجنب المواقف أو الخبرات غير المرغوبة، ويركز الإرشاد النفسي على ما يلي:ــ
1- مساعدة العميل على تعلم سلوك جديد مرغوب والتخلص من سلوك غبر مرغوب فيه ومساعدته في تعلم أن الظروف الأصلية تغيرت أو يمكن تغييرها.
2- تغيير السلوك غير السوي أو غير المتوافق وذلك بتحديد السلوك المراد تغييره و الظروف والشروط التي يظهر فيها والعوامل التي تكتنفه وتخطيط مواقف يتم فيها تعلم و محو تعلم لتحقيق التغير المنشود.
3- الحيلولة بين العميل وبين تعميم قلقه على مثيرات جديدة.
4- تعزيز السلوك السوي المتوافق.
5- ضرب المثل الطيب والقدوة الحسنة سلوكياً أمام العميل عله يتعلم أنماط مفيدة من السلوك عن طريق محاكاة المرشد خلال الجلسات الإرشادية المتكررة.( حامد زهران،2002م)
نقد النظرية السلوكية
رغم أن النظرية السلوكية تعتبر نظرية تجريبية موضوعية وظيفية في تفسير السلوك فإنه يوجه إليها بعض الإنتقادات:ـــ
1- يصر أصحاب النظرية السلوكية على أن السلوك الملاحظ الظاهري الموضوعي فقط هو الذي يوضع في الإعتبار من الناحية.
2- المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية لا تتفق كثيراً مع المفاهيم النظرية والتكوينات الفرضية التي توجد في النظريات الأخرى.
3- يقول البعض أن من أكبر عيوب النظرية السلوكية أن معظم دلائلها العلمية والتجريبية الأصلية مبنية على البحوث التي تجرى على الحيوان أكثر منها على الإنسان.
4- يركز الإرشاد السلوكي الذي يقوم على أساس النظرية السلوكية على إزالة الأعراض في ذاتها بدلاً من الحل الجزري للسلوك المشكل عن طريق التعرف على أسبابه الدينامية وإزالتها وبذلك قد يكون وقتياً وعابراً.( حامد زهران،2002م )
نظرية الإرشاد العقلاني والإنفعالي
Theory of Rational-Emotive Counselling
صاحب هذه النظرية ألبرت أليس وهو عالم نفس إكلينيكي أهتم بالتوجيه والإرشاد المدرسي والإرشاد الزواجي والإرشاد الأسري، ويري صاحب هذه النظرية أن الأفراد ينقسمون إلي قسمين هما:ــ
1- واقعيون.
2- غير واقعيون.
وأن أفكارهم تؤثر على سلوكهم، فهم بالتالي عرضة للمشاعر السلبية مثل القلق والعدوان والشعور بالذنب بسبب تفكيرهم اللاواقعي وحالتهم الإنفعالية والتي يمكن التغلب عليها بتنمية قدرة الفرد العقلية وزيادة درجة إدراكه.( عصام سماره وآخرون،1998م )
المفاهيم التي تقوم عليها نظرية الإرشاد العقلاني والإنفعالي
1- أن الفرد يولد ولديه الإمكانات لكي يصبح منطقياً عقلانياً واضح التفكير، كما يولد ولديه الميل لأن يصبح غير منطقي أو غير عقلاني ويتسم تفكيره بالتشويش.
2- الفرد يدرك ويفكر وينفعل ويسلك بطريقة تلقائية لا تنفصل فيها العمليات السابقة عن بعضها البعض بل تتفاعل.
3- يتأصل التفكير الغير عقلاني في التعلم المبكر الذي يكتسبه الفرد من الآباء من خلال التنشئة والثقافة التي كان يعيش في إطارها في مراحل الطفولة.
4- الفرد لا يضطرب بسبب الأحداث والأشياء بل بسبب وجهة نظره التي يتخذها بصدد تلك الأشياء والأحداث.
5- يمكن مواجهة الأفكار والإنفعالات السلبية المدمرة للذات بإعادة تنظيم تفكير الفرد نحو المواقف والأحداث، وهدف المعالج في عملية الإرشاد أو العلاج هو أن يبين للعميل أن ما يردده لنفسه والطريقة التي ينظر بها للأمور تمثل طريقة تفكير لاعقلانية، وهنا ينصب العلاج على تقويم تفكير العميل بحيث يصبح أكثر منطقاً وعقلانية.( أبو بكر مرسي،2002م)
تطبيقات نظرية الإرشاد العقلاني والإنفعالي في الإرشاد النفسي
1- أهمية التعرف على أسباب المشكلة، أي الأسباب غير المنطقية التي يعتقد بها المسترشد والتي تؤثر على إدراكه وتجعله مضطرباً.
2- إعادة تنظيم إدراك وتفكير المسترشد عن طريق التخلص من أسباب المشكلة ليصل إلي مرحلة الإستبصار للعلاقة بين النواحي الإنفعالية والأفكار والمعتقدات والحدث الذي وقع فيه المسترشد.
3- إقناع المسترشد على جعل الأفكار في مستوى وعيه و إنتباهه ومساعدته على فهم غير المنطقية منها لديه.
4- تدريب المسترشد على إعادة تنظيم أفكاره وإدراكه وتغيير الأفكار اللامنطقية الموجودة لديه ليصبح أكثر فعالية و إعتمادياً على نفسه في الحاضر والمستقبل.
5- إستخدام أساليب الإرتباط الإجرائي والمناقشات الفلسفية والنقد الموضوعي في أداء الواجبات، وهذه من أهم جوانب العملية الإرشادية.
6- مهاجمة الأفكار والحيل الدفاعية التي توصل المرشد إلي معرفتها من خلال الجلسات الإرشادية مع المسترشد وإبدالها بأفكار أخرى مقبولة إجتماعياً.
لا غنى لعلم من العلوم طبيعياً كان أم إنسانياً عن النظرية فهي تربط ما بين وقائعه في نظام متناسق ومتكامل يفسر هذه الوقائع و يوسّع نطاقها، و النظرية يجب أن تضم الفروض الأساسية التي بنيت عليها ومجموعة من التعريفات الإجرائية أو التجريبية، و الفروض يجب أن تكون ذات صلة بالوقائع التجريبية التي تهتم بها النظرية، و تهدف النظرية إلي إكتشاف العلاقات التجريبية الثابتة بين المتغيرات، فالنظرية النفسية ذات إتجاه وظيفي، فهي تهتم بالمشاكل ذات الدلالة في توافق الكائن الحي، وهي تُركز حول أمور ذات أهمية حاسمة لبقاء الفرد وحياته، ولاشك أن المرشد النفسي يجب أن يعمل في ضوء نظرية طالما أن عملية الإرشاد النفسي تهتم بدراسة وفهم وتفسير وتقييم السلوك و التنبؤ به وتعديله و تغييره، كما تفيد نظريات الإرشاد النفسي في فهم العملية الإرشادية نفسها وفهم طرق الإرشاد النفسي.( أحمد الذغبي،2000م)
نظرية التحليل النفسي Theory Psychoanalysis
كان الشعور هو موضوع علم النفس قبل ظهور التحليل النفسي الذي عارض هذا التيار و أقام ما يسمى بعلم نفس الأعماق أو علم نفس اللاشعور، و يفترض التحليل النفسي وجود جهازاً نفسياً قسمه إلي ثلاثة أقسام هي:ـــ
1- الشعور
2- ما قبل الشعور
3- اللاشعور
و يقول فرويد رائد التحليل النفسي أن الشعور تعبير وصفي خالص يصدق على أكثر المدركات مباشرة ويقيناً، و أن الوقائع النفسية المكبوتة التي لاتستطيع بما هي عليه و في حد ذاتها أن تبلغ الشعور، وكذلك الوقائع النفسية الضمنية أي اللاشعورية بالمعنى الوصفي لا الدينامي للكلمة هي وقائع قبل شعورية، بينما نستبقي كلمة لا شعورية للوقائع النفسية المكبوتة أي اللاشعورية من الناحية الدينامية.( سهير كامل أحمد،2000م)
بناء الشخصية عند فرويد
ذهب فرويد إلي القول أن هناك ثلاثة أنظمة رئيسية للشخصية هي:ــ
1- الهو The Id
2- الأنا The Ego
3- الأنا الأعلى The Super Ego
و أن لكل منها وظائفه و خصائصه و مكوناته و مبادئه و دينامياته و ميكانزماته التي يعمل وفقاً لها، إلاّ أنها جميعاً تتفاعل فيما بينها تفاعلاً وثيقاً، و أن سلوك الأفراد في الأغلب هو محصلة تفاعل هذه الأنظمة الثلاث، و نادراً ما يعمل أحد هذه الأنظمة بمفرده دون النظامين الآخرين.
أولاً: الهو The Id
يعتبر الهو النظام الأصلي للشخصية و الكيان الذي يتمايز منه الأنا و الأنا الأعلى، و يتكون الهو من ما هو موروث و موجود منذ الولادة بما في ذلك الغرائز، و أنه مستودع الطاقة النفسية، كما أنه يذود العمليات التي يقوم بها النظامان الآخرين بطاقاتها، و يطلق فرويد على الهو إسم الواقع النفسي الحقيقي.
ثانياً: الأنا The Ego
يعمل الأنا طبقاً لمبدأ الواقع Reality principle ، و أن غاية الواقع هي الحيلولة دون تفريغ التوتر حتى يتم إكتشاف الموضوع المناسب لإشباع الحاجة، و الأنا هو الجهاز الإداري للشخصية لأنه يسيطر على منافذ العقل و السلوك ويختار من البيئة الجوانب التي يستجيب لها ويُعزز الغرائز التي سوف تُشبع والكيفية التي يتم بها ذلك.
ثالثاً: الأنا الأعلى The Super Ego
الأنا الأعلى هو الدرع الأخلاقي للشخصي وهو يمثل ما هو مثالي و ليس ما هو واقعي، وهو ينزع إلي الكمال بدلاً من اللّذة، وأن شاغله الأول أن يقرر هل شيء ما صائباً أو خاطئاً؟، حتى يستطيع التعرف على أساس القيم الدينية و الأخلاقية التي يمليها المجتمع.( عبد السلام عبد الغفار،1973م).
المبادئ التي تقوم عليها نظرية التحليل النفسي
أولاً: الحتمية النفسية:ــ
أي أن يكون لكل سبب نتيجة و لكل نتيجة سبب، و قد يكون السبب ظاهر أو غير ظاهر، وقد يكون منطقياً أو بعيد عن المنطق، أي أن هناك سبباً يكمن وراء أي حدث يحدث.
ثانياً: الحِيل اللاشعورية:ــ
وتنتج من داخل الفرد نفسه لمواجهة الأخطار الناجمة من الخارج أي الأفراد المحيطين بالفرد نفسه لتدافع عن شخصيته، ويُطلق عليها ميكانزمات الدفاع ومنها:ـــ
1- التوحد Identification:ــ
وهي محاولة الفرد للوصول إلي الهدف بأن يبرمج ذاته بصفات محددة أو بذات شخص آخر من خلال تقليده أو محاكاته ولذا فإن تقليد الوالدين ومحاكاتهم يخفف من درجة التوتر لدى الفرد.
2- الإستبدال و الإزاحةDisplacement and Substitution :ــ
وهي عملية توجيه الطاقة من هدف إلي آخر لتوضيح قدرة الفرد على تغيير هدف نشاطه من موضوع نفسي إلي آخر، وتتم عملية التغيير هذه عندما يكون الهدف الجديد لا يكفي لإزالة التوتر ولذا فإنه يظلُ الفرد يبحث عن الأفضل لتخفيف ذلك التوتر لديه وهذا يفسر تنوع أشكال سلوك الفرد.
3- الكبت Repression:ــ
وهو محاولة الفرد التحفظ عن دوافع مثيرة للقلق ويرفض ببساطة الإعتراف بوجودها والأفراد الذين يعتريهم الكبت تكون شخصياتهم متوترة وتكون لديهم بعض المشكلات النفسية.
4- الإسقاط Projection:ــ
وهو إنكار صفة معينة في الفرد وإلصاقها بفرد آخر، وهو مرتبط بحيلة الإنكار والإفراط في إستخدامه يعوق معرفة الفرد لنفسه ويفسد علاقاته الإجتماعية، أيضاً لأنه قد يصل به الحد للحط من شأن الآخرين مما يؤدي إلي إختلاف في الإدراك أو إدراك الأشياء التي لا وجود لها.
5- النكوص Regression:ــ
وهو تراجع الفرد إلي ممارسة أساليب سلوكية في مرحلة سابقة من حياته لا تتناسب مع مرحلة نموه الحالية ليجنب ذاته الشعور بالعجز والفشل أو المخاوف أو الحرمان، وهذه العملية تجنب الفرد الشعور بالقلق ولكنها تعوق نموه.
6- التثبت Fixation:ــ
عندما ينتقل الفرد من مرحلة نمو إلي مرحلة أخرى يواجه مواقف محبطة ومثيرة للقلق تعوق إستمرارية نموه بصفة مؤقتة على الأقل ويثبت على مرحلة معينة من مراحل نموه ويخاف الإنتقال منها ويتخلى عن شرط سلوكي معين على إشباع حاجاته لعدم تأكده من السلوك هل يستحق الإشباع أم لا؟.
7- التكوين العكسي Reaction Formation:ــ
تحاول الأنا تكوين سلوك على النقيض عندما يكون هناك موقف يثير القلق، فإذا كان الفرد يشعر بكراهية تجاه شخص ما فقد يُظهر مشاعر الود والحب تجاهه، وعادة ما ترجع الأشكال المتطرفة من السلوك إلي التكوين العكسي.
8- التعويض Compensation:ــ
وهو أسلوب المبالغة الذي يبدو على سلوك الفرد، وهو عملية تعويض عن مشاعر مكبوتة تؤلم الفرد، إذا شعر بها تظهر على شكل إستعراضات يقوم بها، ويرجع السلوك التعويضي عند بعض الأفراد إلي عوامل لاشعورية لا يعيها الفرد تدفعه إلي أساليب سلوكية غير متكاملة مبالغ فيها قد تؤدي إلي إضطرابات إنفعالية.
9- التبرير Rationalization:ــ
وهو عملية نستطيع من خلالها إيجاد أسباب منطقية لسلوكنا ولكن هذه الأسباب غالباً ما
تكون مخالفة للواقع، وفى بعض الأحيان يمثل التبرير عملية لاشعورية لأن صاحبها لا يدرك بأنه مشوه الواقع، ويمكن للمرشد النفسي أن يتعرف على الحيل الدفاعية التي يقوم بها كثير من العملاء، فعلى ضوئها يمكنه التعامل مع المشكلات المتعددة.( حامد زهران،2002م)
تطبيقات نظرية التحليل النفسي في الإرشاد
إن العلاقة العلاجية والإرشادية بين العميل والمرشد النفسي تتضمن نفس خطوات التحليل النفسي وهي:ـــ
1- التداعي الحر Free Association
ويسمى بالقاعدة الأساسية Fundamental Rule ، وهي عبارة عن ميثاق يتعهد فيه العميل – بداية العلاج التحليلي – بالتعبير عن كل ما يجول بخلده دون حذف أو إختيار إراديين، فإذا أطلق المريض حوافزه دون تقييد شعوري أو إرادي فإنه لا يلبس أن يكشف بالتدريج عن المحتويات اللاشعورية المسئولة عن هذا الكبت، وبإخضاع هذه الحيل وتلك المحتويات للتحليل المستمر يتحقق حل الصراع النفسي وما يفضي إليه من مختلف الأمراض.
2- التحويل أو الطرح Transference
يشير مفهوم الطرح إلي موقف إنفعالي يقفه المريض تلقائياً من المحلل النفسي، ويتميز أحياناً بغلبة الحب أو مشاعر العدوان، وإن كان يتألف من مزيج من العنصرين وهذه المشاعر لا تنطبق على الموقف الحاضر وإنما هي مواقف لاشعورية طفيلية يحياها المريض ثانية في الموقف العلاجي ويخلع فيها على شخصية المحلل شخصية المريض تكويناً يتسم بالصراع النفسي والعجز عن النمو النفسي الكامل.( سيد عبد الحميد مرسي،1990م)
نقد نظرية التحليل النفسي
لا شك أن لنظرية التحليل النفسي مزايا عديدة حيث اهتمت بعلاج أسباب المشكلات و الإضطرابات النفسية و السلوكية، كما إنها تناولت الجوانب اللاشعورية من محاولة تحرير الفرد من الخبرات المكبوتة في أعماق النفس و إعلاعها، كما إهتمت بالسنوات الأولى من
حياة الفرد.
ولكن إلي جانب ذلك نلاحظ أن نظرية التحليل النفسي إهتمت بالمرضى دون الأسوياء العاديين، وأن النظرية برمتها موجهة لفهم تقسيم المرض النفسي، ويرجع هذا إلي نشأتها الأولى حيث بنى لبناتها الأولى فرويد في عيادته من خلال الحالات المرضية التي إستقبلها.( يوسف القاضي وآخرون،2002م)
نظرية الذات Self Theory
صاحب هذه النظرية هو كارل روجرز، وهو يعتقد أن الذات هو جوهر الشخصية الإنسانية وأن مفهوم الذات حجر الزاوية الذي ينظم السلوك الإنساني.
وقد عرف الذات بأنه التنظيم المعرفي لمفاهيم الفرد وقيمه وأهدافه ومثله، وهو الصورة المضّطردة لدى الفرد عن نفسه، وقال روجرز إنني كنت أسأل نفسي كيف أستطيع أن أعالج أو أن أغير ما لدى الأفراد؟، والآن أسأل كيف أستطيع أن أقيم علاقة وجواً نفسياً يستطيع من خلاله المريض أن يحقق أفضل نمو نفسي؟، ويتأثر مفهوم الذات بخبرات الفرد المباشرة وقيم الآباء وأهدافهم وفكرة المرء عن نفسه المتعلمة وهي إرتقائية تبدأ منذ الميلاد وتتمايز بالتدريج خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، وأن هناك مصادر لتكوين صورة الفرد عن نفسه منها:ـــ
1- قيم الآباء وأهدافهم والتصورات التي يوجهها الفرد للمجتمع المحيط به.
2- خبرات الفرد المباشرة.
3- التصورات التي تكوّن الصورة المثالية التي يرغب الفرد أن يكون عليها.
أما عن وظيفة مفهوم الذات فيقول روجرز أنها مختلفة لدى الفرد ومنها:ـــ
1- وظيفة دافعية: وهي التي تحفز الفرد على السلوك لتحقيق أهدافه.
2- وظيفة تكاملية: بحيث تؤدي إلي تكامل السلوك الفردي بما يحقق صورة الفرد عن نفسه.
ولما كان لدى الفرد حاجة ملحة كي يظهر أمام الآخرين على أنه قوي وجدير وقادر على حل مشكلاته والإعتماد على نفسه وتحقيق ذاته فإن على المرشد النفسي أن يستثمر هذه الحاجة وأن يعتمد على تكنيكات وأساليب تساعد المسترشد على تحقيق هذه الحاجة والعمل
بطريقة إيجابية سوية.( عبد الحميد الهاشمي،1994م)
الأهمية الخاصة لنظرية الذات في الإرشاد النفسي
يُجمع الكتّاب والباحثون على أن أحد الأهداف الرئيسية للإرشاد العلاجي هو تنمية مفهوم واقعي عن الذات Realistic Self Concept ، وأن معظم حالات سوء التوافق هي نتيجة الفشل في تنمية هذا المفهوم الواقعي ورسم الخطط التي تتلاءم معه، ومن المعلوم أن من ينمي مفهوماً منخفضاً للذات أو أقل من الواقع يكون لديه مشكلات تماثل في حدتها تلك التي تكون لدى من ينمي مفهوماً مبالغاً فيه للذات،وقد وجد هافينز أن مرضى الذهان يكون مفهوم الذات لديهم مشوهاً وبعيداً عن الواقع، ويعتقد معظم الباحثين أن الإرشاد النفسي هو علاقة بين المرشد والعميل، يضع فيها العميل مفهومه عن ذاته كموضوع رئيسي للمناقشة بحيث تؤدي عملية الإرشاد إلي فهم واقعي للذات المثالي، وأن السلوك نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته كما يخبرها في المجال الظاهري وكما يدركه، ويتفق السلوك مع مفهوم الذات ومع المعايير الإجتماعية، عندما يحدث تعارض هنا يحدث عدم التوافق النفسي وأحسن فهم لسلوك الفرد يكون من وجهة نظر الفرد نفسه ومن داخل إطاره المرجعي أي من داخل مجاله الإدراكي، وأفيد طريقة لإحداث التغير في السلوك هي إحداث التغير في مفهوم الذات، وهذا ما يحاول المرشد إحداثه في طريقة الإرشاد الممركز حول العميل Client Centered وبعبارة أخرى الممركز حول الذات Self Centered .( جودت عبد الهادي،1999م )
أهم تطبيقات نظرية الذات في الإرشاد النفسي
1- ينبغي على المرشد النفسي أن يعتبر المسترشد هو محور العملية الإرشادية ولأن النظرية برمتها تقوم على الإيمان بأن العميل لديه من الإمكانات التي تمكنه من تحقيق ذاته وتقدير مصيره، وعليه أن يتحمل مسئولياته، وأن الإطار الداخلي للمسترشد هو تحقيق الموضوعية التي يجب أن يعتمد عليها المرشد، وعندما يستطيع المرشد أن يتعرف على مضامين هذا الإطار الداخلي يمكن عندها أن يدخل إلي عالم المسترشد و فهم إنفعالاته و بالتالي إمكانية بزل المساعدة له للوصول إلي مرحلة الإستبصار.
2- على المرشد أن يضفي جواً من التسامح والتقبل خلال العملية الإرشادية، فهو يساعد على التخفيف من خطر التهديد وهذا الجو يساعد العميل أن يتقبل الجوانب الذاتية التي لم يكن يتقبلها من قبل، ومثل هذا الجو يسمح له بالتعبير عن بعض المشاعر التي كان يخفيها لأنها تسبب له بعض التهديد وبعد أن يتقبل نفسه يستطيع تقبل الآخرين.
3- أن أهم عنصر في العلاقة الإرشادية هو الجانب الإنفعالي لأن المعلومات و تفسيرها وتشخيص الأشياء ليس لها أهمية بقدر الأهمية التي يحظى بها الجو الذي يستطيع المرشد أن يصبغه على العلاقة الإرشادية.( حامد زهران،2002م )
نقد نظرية الذات
1- إن النظرية لم تضع تصوراً كاملاً لطبيعة الإنسان وذلك لتركيزها الكامل على الذات ومفهوم الذات.
2- يؤكد روجرز أن الفرد يعيش في عالمه الذاتي الخاص و يكون سلوكه تبعاً لإدراكه الذاتي، ونسى أن يشير إلي الموضوعية كما أنه ركّز على الجوانب الشعورية وتناسى الجوانب اللاشعورية لدى الفرد، وذلك على الرغم من أن الجوانب اللاشعورية ذات دور كبير في التطوير المرغوب لدى الفرد.
3- لم يهتم روجرز بالإختبارات والمقاييس إلاّ عندما يرغب العميل متناسياً أن جمع المعلومات أمر هام للمرشد.( أحمد الذغبي،2000م )
النظرية السلوكية Behaviour Theory
يرى أصحاب هذه النظرية بأن السلوك الإنساني عبارة عن مجموعة من العادات التي يتعلمها الفرد ويكتسبها أثناء مراحل نموه المختلفة، ويتحكم في تكوينها قوانين الدماغ وهي قوى الكف والقوى الإستثارة اللتان تسيران مجموعة الإستجابات الشرطية ويرجعون ذلك إلي العوامل البيئية التي يتعرض لها الفرد، وتدور هذه النظرية حول محور عملية التعلم في إكتساب التعلم الجديد أو في إطفائه، ولذا فإن السلوك الإنساني مكتسب عن طريق التعلم وأن سلوك الفرد قابل للتعديل أو التغيير بإيجاد ظروف وأجواء تعليمية معينة.
ويذهب أصحاب النظرية السلوكية إلي أن الإضطرابات السلوكية أنماط من الإستجابات الخاطئة أوغير السوية التي تعلمها الفرد ويحتفظ بها لفاعليتها في تجنب مواقف أو خبرات
غير مرغوبة، أما بالنسبة لتغيير السلوك غير السوي فيقول السلوكيون لابد للمرشد أن يحدد هنا السلوك وبواعثه والشروط التي يظهر فيها وتخطيط المواقف التي يتم فيها التعلم الجديد الذي يؤدي إلي تكوين إرتباطات جديدة، ولمعالجة مثل هذه المواقف لا بد للمرشد النفسي من أن يهيئ جواً نفسياً سوياً وعليه أن يستمع إلي المسترشد بإحترام وأن يبدي نحوه المودة والمشاركة الوجدانية لمساعدته على إستعادة ذكرياته للتخلص من قلقه وخوفه وأن إنطفاء الخوف يساعد المسترشد على النشاط ويركز دعاة هذه النظرية بإستخدام التعزيز الموجب للسلوك الجديد.( عطية هنا،1950م )
المبادئ التي ترتكز عليها النظرية في تعديل السلوك
في النظرية السلوكية بعض المبادئ والإجراءات التي تعتمد عليها، ويحتاج المرشد النفسي لتطبيقها كلها أو إختيار بعضها في التعامل مع المسترشد من خلال العلاقة الإرشادية، وهي على النحو التالي:ــ
1- الإشتراط الإجرائي:ــ
ويطلق عليه مبادئ التعلم وإنه يؤكد على الإستجابات التي تؤثر على الفرد لذا فإن التعلم يحدث إذا عقب السلوك حدث في البيئة يؤدي إلي إشباع حاجة الفرد واحتمال تكرار السلوك المُشبع في المستقبل.
2- التعزيز أو التدعيم:ــ
ويعتبر هذا المبدأ من أساسيات عملية التعلم الإجرائي والإرشاد السلوكي ويعد من أهم مبادئ تعديل السلوك لأنه يعمل تقوية النتائج المرغوبة، والتعزيز نوعان هما:ــ
أ- التعزيز الإيجابي:ــ
وهو حدث سار كحدث لاحق نتيجة لإستجابة ما إذا كان الحدث يؤدي إلي إستمرارية قيام السلوك.
ب- التعزيز السلبي:ــ
ويتعلق بالموقف السلبية البغيضة والمؤلمة، فإذا كان إستبعاد حدث منفر يتلو حدوث سلوك بما يؤدي إلي زيادة حدوث هذا السلوك فإن إستبعاد هذا الحدث يطلق عليه تدعيم أو تعزيز سلبي.
3- التعلم بالتقليد والملاحظة والمحاكاة:ــ
وتتركز أهمية هذا المبدأ حيث أن الفرد يتعلم السلوك من خلال الملاحظة والتقليد وعادة يتعلم الأفراد سلوكهم من خلال مشاهدة نمازج في البيئة وقيامهم بتقليدها في الإرشادية لتغيير السلوك وتعديله.
4- العقاب:ــ
ويتمثل في الحدث الذي يعقب الإستجابة والذي يؤدي إلي إضعاف الإستجابة التي تعقب ظهور العقوبة، أو التوقف عن هذه الإستجابة والعقاب نوعان هما:ـــ
أ- العقاب الإيجابي:ــ
ويتمثل في ظهور حدث منفر ومؤلم للفرد بعد إستجابة ما يؤدي إلي إضعاف هذه الإستجابة أو توقفها.
ب- العقاب السلبي:ــ
وهو إستبعاد حدث سار للفرد يعقب أي إستجابة مما يؤدي إلي إضعافها أو إختفاءها.
5- التشكيل:ــ
وهو عملية تعلم سلوك مركب وتتطلب تعزيز بعض أنواع السلوك وعدم تعزيز أنواع أخرى ويتم من خلال إستخدام مجموعة من القوانين هي:ــ
أ- الانطفاء:ــ
الإنطفاء أو الإغفال أو المحو هو انخفاض السلوك في حال توقف التعزيز سواء أكان بشكل مستمر أو منقطع فيحدث المحو أو الانطفاء أو الإغفال ويفيد في تغيير السلوك وتعديله وتطويره ويتم من خلال إهمال السلوك وتجاهله وعدم الانتباه إليه أو عن طريق وضع صعوبات أو معوقات أمام الفرد مما يعوق اكتساب السلوك ويعمل على تلاشيه.
ب- التعميم:ــ
ويحدث التعميم نتيجة لأثر تدعيم السلوك مما يؤدي إلى تعميم المثير على مواقف أخرى مثيراتها شبيهة بالمثير الأول أو تعميم استجابة أخرى مشابهة أو مواقف أخرى.
ج- التميز:ــ
ويتم عن طريق تعزيز الاستجابة الصحيحة لمثير معين أي تعزيز الموقف المراد تعلمه
أو تعليمه أو تعديله.
6- التخلص من الحساسية أو التحصين التدريجي:ـــ
ويتم ذلك في الحالات التي يكون فيها سلوك غير مرغوب مثل الخوف أو الإشمئزاز والذي إرتبط بحادثة معينة فيستخدم طريقة التعويد التدريجي المنتظم.
7- الكف المتبادل:ـــ
ويقوم أساساً على وجود أنماط من الإستجابات المتنافرة وغير المتوافقة مع بعضها البعض مثل الإسترخاء والضيق، ولابد من تهيئة الظروف المناسبة لتعلم هذا السلوك.
8- الإشتراط التجنبي:ــ
ويستخدمه المرشد أو المعالج النفسي لتعديل السلوك غير المرغوب فيه، ويتم إستخدام مثيرات منفرة كالعقاقير المقيئة والصدمات الكهربائية وأشرطة كاسيت تسجل عليها عبارات منفرة تتناسب مع السلوك الذي يراد تعديله.
9- التعاقد السلوكي:ـــ
ويقوم هذا الأسلوب على فكرة أن من الأفضل للمسترشد أن يحد بنفسه التغيير السلوكي المرغوب، ويمكن تطبيق مبدأ التعاقد السلوكي أثناء دراسة الحالة.( عبد الحميد الهاشمي،1994م )
تطبيقات النظرية السلوكية في الإرشاد النفسي
تفسر النظرية السلوكية المشكلات السلوكية بأنها أنماط من الإستجابات الخاطئة أو غير السوية المتعلمة بإرتباطها بمثيرات منفرة، ويحتفظ بها الأفراد لفاعليتها في تجنب المواقف أو الخبرات غير المرغوبة، ويركز الإرشاد النفسي على ما يلي:ــ
1- مساعدة العميل على تعلم سلوك جديد مرغوب والتخلص من سلوك غبر مرغوب فيه ومساعدته في تعلم أن الظروف الأصلية تغيرت أو يمكن تغييرها.
2- تغيير السلوك غير السوي أو غير المتوافق وذلك بتحديد السلوك المراد تغييره و الظروف والشروط التي يظهر فيها والعوامل التي تكتنفه وتخطيط مواقف يتم فيها تعلم و محو تعلم لتحقيق التغير المنشود.
3- الحيلولة بين العميل وبين تعميم قلقه على مثيرات جديدة.
4- تعزيز السلوك السوي المتوافق.
5- ضرب المثل الطيب والقدوة الحسنة سلوكياً أمام العميل عله يتعلم أنماط مفيدة من السلوك عن طريق محاكاة المرشد خلال الجلسات الإرشادية المتكررة.( حامد زهران،2002م)
نقد النظرية السلوكية
رغم أن النظرية السلوكية تعتبر نظرية تجريبية موضوعية وظيفية في تفسير السلوك فإنه يوجه إليها بعض الإنتقادات:ـــ
1- يصر أصحاب النظرية السلوكية على أن السلوك الملاحظ الظاهري الموضوعي فقط هو الذي يوضع في الإعتبار من الناحية.
2- المفاهيم الأساسية للنظرية السلوكية لا تتفق كثيراً مع المفاهيم النظرية والتكوينات الفرضية التي توجد في النظريات الأخرى.
3- يقول البعض أن من أكبر عيوب النظرية السلوكية أن معظم دلائلها العلمية والتجريبية الأصلية مبنية على البحوث التي تجرى على الحيوان أكثر منها على الإنسان.
4- يركز الإرشاد السلوكي الذي يقوم على أساس النظرية السلوكية على إزالة الأعراض في ذاتها بدلاً من الحل الجزري للسلوك المشكل عن طريق التعرف على أسبابه الدينامية وإزالتها وبذلك قد يكون وقتياً وعابراً.( حامد زهران،2002م )
نظرية الإرشاد العقلاني والإنفعالي
Theory of Rational-Emotive Counselling
صاحب هذه النظرية ألبرت أليس وهو عالم نفس إكلينيكي أهتم بالتوجيه والإرشاد المدرسي والإرشاد الزواجي والإرشاد الأسري، ويري صاحب هذه النظرية أن الأفراد ينقسمون إلي قسمين هما:ــ
1- واقعيون.
2- غير واقعيون.
وأن أفكارهم تؤثر على سلوكهم، فهم بالتالي عرضة للمشاعر السلبية مثل القلق والعدوان والشعور بالذنب بسبب تفكيرهم اللاواقعي وحالتهم الإنفعالية والتي يمكن التغلب عليها بتنمية قدرة الفرد العقلية وزيادة درجة إدراكه.( عصام سماره وآخرون،1998م )
المفاهيم التي تقوم عليها نظرية الإرشاد العقلاني والإنفعالي
1- أن الفرد يولد ولديه الإمكانات لكي يصبح منطقياً عقلانياً واضح التفكير، كما يولد ولديه الميل لأن يصبح غير منطقي أو غير عقلاني ويتسم تفكيره بالتشويش.
2- الفرد يدرك ويفكر وينفعل ويسلك بطريقة تلقائية لا تنفصل فيها العمليات السابقة عن بعضها البعض بل تتفاعل.
3- يتأصل التفكير الغير عقلاني في التعلم المبكر الذي يكتسبه الفرد من الآباء من خلال التنشئة والثقافة التي كان يعيش في إطارها في مراحل الطفولة.
4- الفرد لا يضطرب بسبب الأحداث والأشياء بل بسبب وجهة نظره التي يتخذها بصدد تلك الأشياء والأحداث.
5- يمكن مواجهة الأفكار والإنفعالات السلبية المدمرة للذات بإعادة تنظيم تفكير الفرد نحو المواقف والأحداث، وهدف المعالج في عملية الإرشاد أو العلاج هو أن يبين للعميل أن ما يردده لنفسه والطريقة التي ينظر بها للأمور تمثل طريقة تفكير لاعقلانية، وهنا ينصب العلاج على تقويم تفكير العميل بحيث يصبح أكثر منطقاً وعقلانية.( أبو بكر مرسي،2002م)
تطبيقات نظرية الإرشاد العقلاني والإنفعالي في الإرشاد النفسي
1- أهمية التعرف على أسباب المشكلة، أي الأسباب غير المنطقية التي يعتقد بها المسترشد والتي تؤثر على إدراكه وتجعله مضطرباً.
2- إعادة تنظيم إدراك وتفكير المسترشد عن طريق التخلص من أسباب المشكلة ليصل إلي مرحلة الإستبصار للعلاقة بين النواحي الإنفعالية والأفكار والمعتقدات والحدث الذي وقع فيه المسترشد.
3- إقناع المسترشد على جعل الأفكار في مستوى وعيه و إنتباهه ومساعدته على فهم غير المنطقية منها لديه.
4- تدريب المسترشد على إعادة تنظيم أفكاره وإدراكه وتغيير الأفكار اللامنطقية الموجودة لديه ليصبح أكثر فعالية و إعتمادياً على نفسه في الحاضر والمستقبل.
5- إستخدام أساليب الإرتباط الإجرائي والمناقشات الفلسفية والنقد الموضوعي في أداء الواجبات، وهذه من أهم جوانب العملية الإرشادية.
6- مهاجمة الأفكار والحيل الدفاعية التي توصل المرشد إلي معرفتها من خلال الجلسات الإرشادية مع المسترشد وإبدالها بأفكار أخرى مقبولة إجتماعياً.