[size=16]
التربية، لغويا، لفظ مشتق من الفعل الثلاثي ربى يربو، و يعني زاد يزيد. و الربوة المكان المرتفع و التربية حالة من التنمية و الزيادة. أما من حيث المفهوم العلمي الاصطلاحي فالمدلول يختلف باختلاف مجالات التخصص و المواقف الإبستمولوجية.
في ميدان تكنولوجيا التربية، وفق صياغة الطوبجي (الطوبجى، 1983. ص.15)، "أداة صناعة الإنسان، تجعل منه هدفها الأول و تتعهده بالتكوين الجسمي و العقلي و الأخلاقي و تعمل على تأهيله لاكتساب الخبرات و المهارات التي تساعده على كسب عيشه و أداء وظائفه في المجتمع".
أهمية هذا التعريف تكمن في مدلول لفظ "صناعة"، و الصناعة لا تتحقق بوجود الأداة فقط و لكن تتحقق بوجود أدوات تساعدنا على انجاز المنتوج الذي نصبو إليه و كذلك معرفة بطرق تحقيق الإنجاز بإتقان.
التربية، إذن، حالة من تحقيق للأهداف التربوية التي وضعها المجتمع، استنادا على معرفة علمية مسبقة بطرق تحقيق تلك الأهداف و ربما تشير المعرفة بطرق تحقيق الأهداف التربوية إلى ضرورة توفر عدد من الوسائل المادية أو الأدوات الإلكترونية (تكنلوجيا) الكفيلة بتحقيق تلك الأهداف. و ما دام ينظر للفرد قبل أن يخضع لعملية التربية النظامية المقننة، كمادة خام تتحول شيئا فشيئا نحو المادة المكتملة المفيدة كما يتطلع إليها المجتمع، يمكننا القول أن ميدان التربية، هو ميدان صناعي، يستلزم معرفة بطرق و وسائل تحقيق المنتوج المكتمل كما يريده المجتمع، بغض النظر عن وجود أدوات تكنزلوجية من عدم وجودها. تكنلوجيا التربية لا تفترض بالضرورة وجود وسائل تكنولوجية مساعدة حتى تتحقق الأهداف التربية أو تطلعات المجتمع...و لكن في عصر عولمة الإتصال و المعرفة يصعب تصور فرد متكيف مع بيئتة و روح عصره دون دراية بالتكنولوجيا الرقمية و تطبيقاتها في الميدان التربوي و في المجتمع بصفة عامة.
التربية تعني بالضرورة تحقيق ما هو ذا فائدة، ما هو إيجابي بالنسبة للفرد و المجتمع.
التعلم، هو عملية اكتساب سلوكات و خبرات جديدة على إثر تفاعل مع البيئة أو كما ينظر إليه Guilford هو كل تغيير في السلوك بسبب مثير ما. قد يتعلم الفرد ما يضره و لا ينفعه. مقارنة مع مفهوم التربية، التعلم يدا بالضرورة على تحقيق تحول سلوكي إيجابي.
التنشئة، هي عملية تطبيع اجتماعي أو تكوين عادات سلوكية ناتجة عن تعلم متكرر. (التنشئة تكون إيجابية أو سلبية مثل التعلم و على خلاف لفظ التربة الذي يشير بالضرورة إلى ما هو إيجابي و ذا فائدة)
الطبيعة البشرية الإنسان كائن بيو-اجتماعي أو هو حس و معنى. الحس هو كل ما يمكن رؤيته و المعني هو البعد المجرد في الإنسان أي العقل و العقيدة أو الأنا و الأنا الأعلى حسب فرويد و الحس عبارة عن الهو. الإنسان هو كما يقول Olivier Reboul لا يولد إنسانا حيث لا شيء مما يكون الإنسان (اللغة، الفكر، المشاعر، الفن، العلم، الأخلاق) يكون موجودا لدى المولود الجديد و حيث عليه أن يكتسبه بالتربية. عبارة عن تركيب بين معطيات طبيعية فطرية و أخرى معيارية مكتسبة.
الثقافة كذلك عبارة عن تركيب بين معطيات طبيعية و أخرى معيارية، ثقافة مادية و أخرى معنوية. عندما نتكلم عن الثقافة المادية فإننا نتكلم عن الحضارة، عن الآثار المادية للثقافة المعنوية التي هي قيم و معايير. الثقافة بمعناها اللغوي الظفر بالشيء المادي و الفهم السريع للشيء المعنوي، و المثقف هو المدرك للشيء و الواعي به.
التكنولوجياتعني علم الإتقان. هي تقنية و علم هي عمل و علم في نفس الوقت، هي عمل وفق طريقة محكمة، معلومة. لو كانت عملا متقنا دون علم لقوانين إنجاز هذا العمل لكانت إبداع فني أو إنجاز آلي. هي حسب معجم أكسفرد " الدراسة و التحكم (علم) و استعمال (عمل) للطرق و الفنون (التخصصات) الصناعية، هي التطبيق الدقيق للعلم لأغراض عملية في الصناعة (الهندسة).
التقنية هي طريقة (أسلوب) الخبير في إنجاز شيء ما، و قد يكون هذا الخبير فنانا.
الشيء أو العمل التقني شيء منجز وفق طريقة صناعية كالنسيج الصناعي و الطباعة أو طريقة عمل خبير.
الإنسان التقني خبير في استعمال تقنيات فن ما.
تكنولوجيا التربية تعني تطبيق مبادئ التعلم الإنساني التي استخلصت من مختلف البحوث الحديثة على الحيوان و الإنسان، في مجال التعليم المدرسي (التكرار، اللذة و الألم، الإشراط، التعزيز، الترتيب الزمني، الدافعية، الانطفاء، المحاولة و الخطأ، دينمية الجماعة...). "فكما يعتقد مهندس الطيران أنه يستطيع أن يصمم طائرة إذا استخدم المبادئ الأساسية في علم الفيزياء، مع قليل من الفن و الابتكار و الحدس، كذلك المهتم بتكنولوجيا التربية يعتقد أنه يستطيع أن يغير في الأنماط المركبة لسلوك التلاميذ إذا استخدم المبادئ الأساسية في التعلم، مع قدر مماثل من الابتكار و الحدس." (Francis Machner). التعلم المبرمج لون من تكنولوجيا التربية.
تكنولوجيا التعليم عبارة عن تطبيق علوم الطبيعة و الهندسة الإلكترونية في إنجاز برامج و صناعة أجهزة ميكانيكية أو إليكترونية، تستخدم للأغراض التعليمية مثل الدوائر التيليفيزيونية المغلقة و الحاسب الإلكتروني و آلات السينما التعليمية .. و هنا تجدر الإشارة أن إنجاز البرنامج دون دعم مادي لا فائدة منه و العكس صحيح (Softwear/hardwear)
وسائط الإتصال البيداغوجي (...)
التربية بمفهومها الواسع تعنى صناعة الإنسان، تجعل منه هدفها الأول و تتعهده بالتنشئة الجسمية و العقلية و الروحية و تعمل على تأهيله لاكتساب الخبرات و المهارات التي تساعده على كسب عيشه و أداء وظائفه في المجتمع. (الطوبجى، 1983، ص.15)
التربية بصفة عامة و التربية النظامية بصفة خاصة تتأثر بالتغيرات التي يمر بها المجتمع . لقد أدى الانفجار السكاني إلى ظهور الحاجة لتوفير المزيد من المدارس و اليد العاملة المتخصصة، مما قد يؤثر سلبا على إقتصادر البلاد، إذا تضخم قطاع الخدمات، التي تمثل المدرسة فيه جزءا رئيسي، على سحاب القطاع الصناعي و الزراعي. إنشاء الأبنية المدرسية، إعداد المعلمين الأجهزة المختبرات...كلها أعباء على الإقتصاد، مما يبرر توظيق التكنولوجيات الحديثة للتخفيف من هذه الإعباء. يمكن لشبكة الأنترنت مثلا أن تعوض الكثير المن الهياكل كمراكز الإيواء و النقل من خلال نشر شبكة التوصيل الإلكتروني بعالم الإنترنت، و دخول عصر التعليم الإلكتروني أو ما يعرف كذلك بالتعليم الإفتراضي من خلال وسائط تكمولوجية صلبة كانت أم مرنه. الموقع الإلكتروني التعليمي كالمنتدى المتخصص مثلا يعتبر واسطة تكنولوجية مرنة. بمعنى أخر هو عبارنة عن برنامج تطبيقي للحاسوب مخزن على مستوى مراكز البث و الإلتقاط للإشارات الرقمية و التي أصبخت بتطور تكنولوجيا الإتصال مشكلة بذلك شبكة عاليمة من المواقع المتصلة فيما بينها.
على المدرسة أن توظف تلك الظاهرة لصالحها لأن الإتصال يشكل جزءا رئيسيا ضمنها، و يتمثل ذلك في الإتصال بين المعلم و المتعلم، بين المعلم و الإدارة إلخ. من البديهي أن تساير المدرسة أي تطور تقني يمس جانبا أساسيا ضمنها و هو الإتصال. على المدرسة أن توظف تكنولوجيا الاتصال
و قبل أن يتسنى لها ذلك لا بد من توعية و تكوين.
وقت الطالب الذي كان يمضي أغلبه في المذاكرة بعد انتهاء اليوم الدراسي أصبح موزعا بين وسائل الإعلام و الذي يعتبر تربية غير نظامية و غير خاضعة لتقييم دقيق مما يعزز مطلب البحث في سبل تفريد التعليم و جعله مرنا بحيث يأخذ بعين الإعتبار مختلف الخلفيات الإدراكية، و مختلف الإتجاهات و الإستعدادت.
يجب على المعلم أن يدرك أن وظيفته سوف تتغير بالضرورة جراء غزو الوسائط التكمولوجية السمعية البصرية لمحيط الفرد المادي. بعد ما كان المصدر الأساسي للمعلومة العلمي أصبخ مصدرا ثانويا حيث يقظل المتعلم المعاصر أخذ المعلومة من مصدرها الأولي من الشبكة العالمية للمعلومات...كلما أضيفت روابط ضمن المواقع الإلكترونية المتواجدة على مستوى الإنترنت كلما زادت سرعة انتقال المعلومة ضمن الشبكة و كلما قضل المتعلم أخذها من مصدرها مباشرة عند صدورها بدل أخذها من المعلم بعد حين
إن أهم وسائل الاتصال الجماهيرية تأثيرا على المجتمع اليوم هي التلفزيون حيث أشارت بعض الدراسات أن مقدار المعلومات التي يتلقاها الأطفال في مجالات المعرفة، نتيجة لمشاهدتهم برامج التلفزيون أصبحت تفوق ما كان يعرفه الأطفال في مثل أعمارهم ممن لم يشاهدوا التلفزيون كما ازدادت حصيلة التلميذ من الصور الذهنية و الكلمات المنطوقة أيضا.
البرامج المتلفزة تشكل نوعا من التحدي للمنهج المدرسي، سواء في طريقة العرض أو من حيث المعلومات الجديدة. أما من ناحية تأثيرها على التلميذ فإنها تؤثر على كثير من عاداته مثل عادات القراءة و مواعيد النوم و قضاء أوقات الفراغ و تأدية الواجبات المنزلية. لهذا السبب خصصت المدارس فترة قي جدول الحصص اليومي للمطالعة أو تأدية الواجبات المدرسية.
إن دخول التلفزيون و مؤخرا اتصالات الإنترنت إلى المنزل أضعف كثيرا من قنوات الاتصال بين أفراد الأسرة الواحدة حيث نقص الحديث و الحوار و المناقشة الهادئة حول موضوع مقال نشرته إحدى الصحف أو حول أفكار عرضها كتاب قرأه أحد أفراد العائلة مما قلص التقارب بين أعضاء الأسرة الواحدة و غير من العلاقات الاجتماعية، فكيف تؤثر هذه التحولات على وظيفة المعلم؟
ما زالت المؤسسات التعليمية لم تستجب تماما، خاصة ضمن بعد ذهنيات أفرادها، للتطور و التقدم العلمي و التكنولوجي سواء من ناحية الممارسة التربوية أو تكوين الفرد المواكب لهذه التحولات. المدرسة كمركز للإشعاع أو تطوير المجتمع أصبحت تواجه منافسة قوية من المؤسسات الثقافية المختلفة و من وسائل الإعلام و الاتصال الجماهيري التي تستخدم لأساليب و الوسائل الحديثة في نشر المعرفة و مخاطبة الجماهير.
ما أشرنا إليه علاه يبرر ضرورة وضع برامج جديدة لإعداد المدرس العصري أو المختص في قضايا التعليم من شأنها تأهيله لفهم و استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة و تعليم الأجيال المتلاحقة استنادا على تلك الوسائط التكنولوجية المتجددة باستمرار
محاضرات في تكنلوجيا وسائط الإتصال
د./ يوسف قادري
د./ يوسف قادري
مدخل:
لقد كلفت بتدريس مقياس "التكنولوجيا و التربية" بقسم علم النفس و علوم التربية بجامعة باتنة في نهاية القرن العشرين و بداية القرن الواحد و العشرين، و تم ذلك إلى أن استبدل المقياس بمقياس مشابه هو "المعلوماتية و التربية".المحتوى .الموالي هو جزء من محتوى مقياس "تكنولوجيا التربية" و الذي تم توزيعه على شكل مطبوعات على الطلبة.
بعد الرجوع لتلك الأعمال اتضح أن محتوى "تكنولوجيا التربة" لا يزال صالحا و يعبر عن واقع معيش في ميدان تكنولوجيا التربية و التعليم، الذي هو ميدان يشمل قضايا الوسائط التكنولوجية في الإتصال البيداغوج الذي يهمنا هنا.
لاحظت، بعد نشر نص "المحاضرات" في منتدى الوسائط التكنولوجية في الإتصال البيداغوجي" أن كثيرا من المساهمات التي نشرت ضمن ذلك المنتدى تثبت و تعزز متحوى المحاضرات، التي كما أشرنا إليه ألقيت على أجيال من الطلبة منذو ما يناهز عشرة سنوات مضت.
النص الموالي يفتقر لبعض المفاهيم الأساسية مثل مفهوم "الوسائط". لقد تحاشينا ادراجه ضمن البعد المفاهيمي لمحتوى المحاضرات، عن قصد، باعتبار أن المفهوم قد تم التطرق إليه في إطار نشاطات بيداغوجية راهنة مع طلبة الماجستير المعنيين بالمحاضرات، و الإمتحان المرتقب. المقصد هو جعل الطالب يشعر بالنقص و عدم الإكتمال، و أن الأستاذ ليس هو مصدر المعلومة، بل هو موجه و منشط للعملية التعليمية التعلمية. "
جدول المحتويات كذلك منقوص عن قصد باعتبار أن المحتوى يعبر عن حقيقة في طور التجلي، و المحتوى يبقى مفتوحا طالما التعلم تعاوني.
الطالب، في هذه الحالة، يجد نفسه في وضعية حرجة و عليه أن لا يكتفي بما ورد عليه في نص المحاضرات ليسترجع كل النشاطات التي تمت في إطار هذا المقياس، و لكي يبادر بإسهامات شخصية أو للغير، مكلمة للنص المقترح عليه
الإمتحان لا يقيس الذاكرة و لكن يقيس القدرة على الإستدلال و الإستنتاج، التفكير الناقد، ، الإستقلالية في التفكير، و هي سمات ضرورية بالنسبة للطالب في مستوى بعد التدرج.
تقييم الطالب يتم من خلال امتحان كتابي يقيس ما أشرنا إليه زيادة على تقييمه في النشاطات التطبيقية. تلك النشاطات لها شق كمي و شق نوعي، و عدد الإسهامات في المنتدى، مثلا، لا يزيد بالضرورة سهم الطالب من الدرجات لأن تمييع المنتديات بمواضيع كثيرة متشابهة و أحيانا ذات قيمة علمية مشبوهة يعرقل و لا ينمي (يميع القضية بدل إبرازها)و ليس في صالح الطالب ما دام لم يبدي رأيه. خير الكلام ما قل و دل و ذلك لا يبرر الرداءة، التهاون أو التواكل. خير الأمور أوسطها
1- الحقل المفهمي
التربية، لغويا، لفظ مشتق من الفعل الثلاثي ربى يربو، و يعني زاد يزيد. و الربوة المكان المرتفع و التربية حالة من التنمية و الزيادة. أما من حيث المفهوم العلمي الاصطلاحي فالمدلول يختلف باختلاف مجالات التخصص و المواقف الإبستمولوجية.
في ميدان تكنولوجيا التربية، وفق صياغة الطوبجي (الطوبجى، 1983. ص.15)، "أداة صناعة الإنسان، تجعل منه هدفها الأول و تتعهده بالتكوين الجسمي و العقلي و الأخلاقي و تعمل على تأهيله لاكتساب الخبرات و المهارات التي تساعده على كسب عيشه و أداء وظائفه في المجتمع".
أهمية هذا التعريف تكمن في مدلول لفظ "صناعة"، و الصناعة لا تتحقق بوجود الأداة فقط و لكن تتحقق بوجود أدوات تساعدنا على انجاز المنتوج الذي نصبو إليه و كذلك معرفة بطرق تحقيق الإنجاز بإتقان.
التربية، إذن، حالة من تحقيق للأهداف التربوية التي وضعها المجتمع، استنادا على معرفة علمية مسبقة بطرق تحقيق تلك الأهداف و ربما تشير المعرفة بطرق تحقيق الأهداف التربوية إلى ضرورة توفر عدد من الوسائل المادية أو الأدوات الإلكترونية (تكنلوجيا) الكفيلة بتحقيق تلك الأهداف. و ما دام ينظر للفرد قبل أن يخضع لعملية التربية النظامية المقننة، كمادة خام تتحول شيئا فشيئا نحو المادة المكتملة المفيدة كما يتطلع إليها المجتمع، يمكننا القول أن ميدان التربية، هو ميدان صناعي، يستلزم معرفة بطرق و وسائل تحقيق المنتوج المكتمل كما يريده المجتمع، بغض النظر عن وجود أدوات تكنزلوجية من عدم وجودها. تكنلوجيا التربية لا تفترض بالضرورة وجود وسائل تكنولوجية مساعدة حتى تتحقق الأهداف التربية أو تطلعات المجتمع...و لكن في عصر عولمة الإتصال و المعرفة يصعب تصور فرد متكيف مع بيئتة و روح عصره دون دراية بالتكنولوجيا الرقمية و تطبيقاتها في الميدان التربوي و في المجتمع بصفة عامة.
التربية تعني بالضرورة تحقيق ما هو ذا فائدة، ما هو إيجابي بالنسبة للفرد و المجتمع.
التعلم، هو عملية اكتساب سلوكات و خبرات جديدة على إثر تفاعل مع البيئة أو كما ينظر إليه Guilford هو كل تغيير في السلوك بسبب مثير ما. قد يتعلم الفرد ما يضره و لا ينفعه. مقارنة مع مفهوم التربية، التعلم يدا بالضرورة على تحقيق تحول سلوكي إيجابي.
التنشئة، هي عملية تطبيع اجتماعي أو تكوين عادات سلوكية ناتجة عن تعلم متكرر. (التنشئة تكون إيجابية أو سلبية مثل التعلم و على خلاف لفظ التربة الذي يشير بالضرورة إلى ما هو إيجابي و ذا فائدة)
الطبيعة البشرية الإنسان كائن بيو-اجتماعي أو هو حس و معنى. الحس هو كل ما يمكن رؤيته و المعني هو البعد المجرد في الإنسان أي العقل و العقيدة أو الأنا و الأنا الأعلى حسب فرويد و الحس عبارة عن الهو. الإنسان هو كما يقول Olivier Reboul لا يولد إنسانا حيث لا شيء مما يكون الإنسان (اللغة، الفكر، المشاعر، الفن، العلم، الأخلاق) يكون موجودا لدى المولود الجديد و حيث عليه أن يكتسبه بالتربية. عبارة عن تركيب بين معطيات طبيعية فطرية و أخرى معيارية مكتسبة.
الثقافة كذلك عبارة عن تركيب بين معطيات طبيعية و أخرى معيارية، ثقافة مادية و أخرى معنوية. عندما نتكلم عن الثقافة المادية فإننا نتكلم عن الحضارة، عن الآثار المادية للثقافة المعنوية التي هي قيم و معايير. الثقافة بمعناها اللغوي الظفر بالشيء المادي و الفهم السريع للشيء المعنوي، و المثقف هو المدرك للشيء و الواعي به.
التكنولوجياتعني علم الإتقان. هي تقنية و علم هي عمل و علم في نفس الوقت، هي عمل وفق طريقة محكمة، معلومة. لو كانت عملا متقنا دون علم لقوانين إنجاز هذا العمل لكانت إبداع فني أو إنجاز آلي. هي حسب معجم أكسفرد " الدراسة و التحكم (علم) و استعمال (عمل) للطرق و الفنون (التخصصات) الصناعية، هي التطبيق الدقيق للعلم لأغراض عملية في الصناعة (الهندسة).
التقنية هي طريقة (أسلوب) الخبير في إنجاز شيء ما، و قد يكون هذا الخبير فنانا.
الشيء أو العمل التقني شيء منجز وفق طريقة صناعية كالنسيج الصناعي و الطباعة أو طريقة عمل خبير.
الإنسان التقني خبير في استعمال تقنيات فن ما.
تكنولوجيا التربية تعني تطبيق مبادئ التعلم الإنساني التي استخلصت من مختلف البحوث الحديثة على الحيوان و الإنسان، في مجال التعليم المدرسي (التكرار، اللذة و الألم، الإشراط، التعزيز، الترتيب الزمني، الدافعية، الانطفاء، المحاولة و الخطأ، دينمية الجماعة...). "فكما يعتقد مهندس الطيران أنه يستطيع أن يصمم طائرة إذا استخدم المبادئ الأساسية في علم الفيزياء، مع قليل من الفن و الابتكار و الحدس، كذلك المهتم بتكنولوجيا التربية يعتقد أنه يستطيع أن يغير في الأنماط المركبة لسلوك التلاميذ إذا استخدم المبادئ الأساسية في التعلم، مع قدر مماثل من الابتكار و الحدس." (Francis Machner). التعلم المبرمج لون من تكنولوجيا التربية.
تكنولوجيا التعليم عبارة عن تطبيق علوم الطبيعة و الهندسة الإلكترونية في إنجاز برامج و صناعة أجهزة ميكانيكية أو إليكترونية، تستخدم للأغراض التعليمية مثل الدوائر التيليفيزيونية المغلقة و الحاسب الإلكتروني و آلات السينما التعليمية .. و هنا تجدر الإشارة أن إنجاز البرنامج دون دعم مادي لا فائدة منه و العكس صحيح (Softwear/hardwear)
وسائط الإتصال البيداغوجي (...)
2- التربية و التغيرات المعاصرة
التربية بمفهومها الواسع تعنى صناعة الإنسان، تجعل منه هدفها الأول و تتعهده بالتنشئة الجسمية و العقلية و الروحية و تعمل على تأهيله لاكتساب الخبرات و المهارات التي تساعده على كسب عيشه و أداء وظائفه في المجتمع. (الطوبجى، 1983، ص.15)
التربية بصفة عامة و التربية النظامية بصفة خاصة تتأثر بالتغيرات التي يمر بها المجتمع . لقد أدى الانفجار السكاني إلى ظهور الحاجة لتوفير المزيد من المدارس و اليد العاملة المتخصصة، مما قد يؤثر سلبا على إقتصادر البلاد، إذا تضخم قطاع الخدمات، التي تمثل المدرسة فيه جزءا رئيسي، على سحاب القطاع الصناعي و الزراعي. إنشاء الأبنية المدرسية، إعداد المعلمين الأجهزة المختبرات...كلها أعباء على الإقتصاد، مما يبرر توظيق التكنولوجيات الحديثة للتخفيف من هذه الإعباء. يمكن لشبكة الأنترنت مثلا أن تعوض الكثير المن الهياكل كمراكز الإيواء و النقل من خلال نشر شبكة التوصيل الإلكتروني بعالم الإنترنت، و دخول عصر التعليم الإلكتروني أو ما يعرف كذلك بالتعليم الإفتراضي من خلال وسائط تكمولوجية صلبة كانت أم مرنه. الموقع الإلكتروني التعليمي كالمنتدى المتخصص مثلا يعتبر واسطة تكنولوجية مرنة. بمعنى أخر هو عبارنة عن برنامج تطبيقي للحاسوب مخزن على مستوى مراكز البث و الإلتقاط للإشارات الرقمية و التي أصبخت بتطور تكنولوجيا الإتصال مشكلة بذلك شبكة عاليمة من المواقع المتصلة فيما بينها.
على المدرسة أن توظف تلك الظاهرة لصالحها لأن الإتصال يشكل جزءا رئيسيا ضمنها، و يتمثل ذلك في الإتصال بين المعلم و المتعلم، بين المعلم و الإدارة إلخ. من البديهي أن تساير المدرسة أي تطور تقني يمس جانبا أساسيا ضمنها و هو الإتصال. على المدرسة أن توظف تكنولوجيا الاتصال
و قبل أن يتسنى لها ذلك لا بد من توعية و تكوين.
وقت الطالب الذي كان يمضي أغلبه في المذاكرة بعد انتهاء اليوم الدراسي أصبح موزعا بين وسائل الإعلام و الذي يعتبر تربية غير نظامية و غير خاضعة لتقييم دقيق مما يعزز مطلب البحث في سبل تفريد التعليم و جعله مرنا بحيث يأخذ بعين الإعتبار مختلف الخلفيات الإدراكية، و مختلف الإتجاهات و الإستعدادت.
يجب على المعلم أن يدرك أن وظيفته سوف تتغير بالضرورة جراء غزو الوسائط التكمولوجية السمعية البصرية لمحيط الفرد المادي. بعد ما كان المصدر الأساسي للمعلومة العلمي أصبخ مصدرا ثانويا حيث يقظل المتعلم المعاصر أخذ المعلومة من مصدرها الأولي من الشبكة العالمية للمعلومات...كلما أضيفت روابط ضمن المواقع الإلكترونية المتواجدة على مستوى الإنترنت كلما زادت سرعة انتقال المعلومة ضمن الشبكة و كلما قضل المتعلم أخذها من مصدرها مباشرة عند صدورها بدل أخذها من المعلم بعد حين
إن أهم وسائل الاتصال الجماهيرية تأثيرا على المجتمع اليوم هي التلفزيون حيث أشارت بعض الدراسات أن مقدار المعلومات التي يتلقاها الأطفال في مجالات المعرفة، نتيجة لمشاهدتهم برامج التلفزيون أصبحت تفوق ما كان يعرفه الأطفال في مثل أعمارهم ممن لم يشاهدوا التلفزيون كما ازدادت حصيلة التلميذ من الصور الذهنية و الكلمات المنطوقة أيضا.
البرامج المتلفزة تشكل نوعا من التحدي للمنهج المدرسي، سواء في طريقة العرض أو من حيث المعلومات الجديدة. أما من ناحية تأثيرها على التلميذ فإنها تؤثر على كثير من عاداته مثل عادات القراءة و مواعيد النوم و قضاء أوقات الفراغ و تأدية الواجبات المنزلية. لهذا السبب خصصت المدارس فترة قي جدول الحصص اليومي للمطالعة أو تأدية الواجبات المدرسية.
إن دخول التلفزيون و مؤخرا اتصالات الإنترنت إلى المنزل أضعف كثيرا من قنوات الاتصال بين أفراد الأسرة الواحدة حيث نقص الحديث و الحوار و المناقشة الهادئة حول موضوع مقال نشرته إحدى الصحف أو حول أفكار عرضها كتاب قرأه أحد أفراد العائلة مما قلص التقارب بين أعضاء الأسرة الواحدة و غير من العلاقات الاجتماعية، فكيف تؤثر هذه التحولات على وظيفة المعلم؟
ما زالت المؤسسات التعليمية لم تستجب تماما، خاصة ضمن بعد ذهنيات أفرادها، للتطور و التقدم العلمي و التكنولوجي سواء من ناحية الممارسة التربوية أو تكوين الفرد المواكب لهذه التحولات. المدرسة كمركز للإشعاع أو تطوير المجتمع أصبحت تواجه منافسة قوية من المؤسسات الثقافية المختلفة و من وسائل الإعلام و الاتصال الجماهيري التي تستخدم لأساليب و الوسائل الحديثة في نشر المعرفة و مخاطبة الجماهير.
ما أشرنا إليه علاه يبرر ضرورة وضع برامج جديدة لإعداد المدرس العصري أو المختص في قضايا التعليم من شأنها تأهيله لفهم و استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة و تعليم الأجيال المتلاحقة استنادا على تلك الوسائط التكنولوجية المتجددة باستمرار
3- وسائل الاتصال و أهداف التعليم
لقد تبين لنا أن سرعة التغيرات التي عبرنا عنها بالانفجارات التي تحدث في عالمنا اليوم، وضعت على
عاتق المدرس مسئوليات كبيرة فأصبح من الضروري عليه أن يعلم جيدا الإمكانيات التي تقدمها له وسائل
التعليم الحديثة لتساعده على أداء وظائفه الجديدة.
ما عملية الاتصال؟
قد أشار الفيلسوف الأمريكي دجن ديووي في كتابه "الديمقراطية و التربية" أن الاتصال هو "عملية مشاركة في الخبرة" التي قد تكون حسية، معنوية أو الاثنان معا، نظرية، عملية أو الاثنان معا. فإذا فهمنا الاتصال على أنه لقاء بين خبرتين: خبرة المعلم و خبرة المتعلم/ خبرة المتحدث و خبرة المستمع/ خبرة العامل و خبرة العلم كان من الضروري على المدرس أن يهيئ للتلميذ فرص التعلم المختلفة، حسية كانت أو معنوية. ما يمكن استخلاصه من تعريف ديووي للاتصال هو أهمية مبدأ المشاركة الذي ينفي فكرة التلقين و المواقف الديكتاتوري بل يبرز أهمية الحوار و مبدأ الديموقراطية، و لن يكون هناك حوار إلا إذا وجد الدافع و الحاجة الذي يعني وضوح الهدف الذي يسعى المتعلم إلى تحقيقه
و لما كانت عملية الاتصال عملية ديناميكية تؤكد على عنصر المشاركة، فإنها لا تسير في اتجاه واحد، من مصدر الرسالة إلى مستقبلها، بل ترتد ثانية إلى المصدر حتى يتبين أنها حققت هدفها، و هذا ما يسمى بالتغذية الراجعة (Feed-Back) التي يمكن أن تكون فورية في مثل حالة الحوار المباشر أو في حالة التعليم البرنامجي أو مؤجلة كحالة الامتحانات بعد فترة من الزمن أو تلقي الانتقادات بعد نشر مقال أو معرفة حكم صناديق الاقتراع بعد اقتراح برنامج سياسي على الرأي العام الوطني. و يحبذ أن تقصر الفترة بين المثير و الاستجابة لتحرير عجلة التنمية التي هي تربية إلى أقصى مداها مما يناضل لصالح التكنولوجيا الحديثة بدلا من تكنولوجية الطباعة التي هي قديمة نسبيا. و لذا فإننا نلاحظ غلق أبواب الكثير من المكتبات أو إن لم تغلق أبوابها فإن رصيدها من الكتب المتنوعة و الحديثة منخفض الذي هو مؤشر على أن صاحبها يفتقر إلى رأس مال كافي يمكنه من اقتناء كتب جديدة. إن الانفجار التكنولوجي ترك آثارا متعددة الأبعاد على المجتمع لمحنا إلى عدد منها.
العوامل التي تؤثر في عملية الاتصال.
يعتبر التدريس جزءا من عملية الاتصال و لذا يجب على المدرس أن يفهم طبيعة هذه العملية و عناصرها. هناك عوامل طبيعية تتصل بالوسط الذي يتم فيه التعلم كدرجة الحرارة و شدة الضوء... و منها العوامل النفسية أو الاجتماعية أو الفلسفية أو الاقتصادية ...(الخلفية الثقافية المتمثلة في الخبرة السابقة و الميول و المعتقدات و العادات و القيم لمتلقي مثير الاتصال التي تسمح له أو لا تسمح له ربط الجديد بالقديم و بالتالي عقله و إدراكه و مواصلة التعلم أو الانسحاب الفعلي أو في غالب الأحيان المعنوي، أعمار تلاميذ المجموعة الواحدة أو الجنس أو الحالة المالية للأسرة و المستوي الاجتماعى لها أو نوع ثقافة الوالدين أو الوظيفة التي يشغلونها و نظرة المجتمع لها...)
أهمية وسائل الاتصال في العملية التعليمية
- تمكن المدرس من توسيع مجالات الخبرة المرئية و السمعية و الملموسة و الممثلة و الواقعية و المجرد.
- تنويع مصادر المعرفة، فبالإضافة إلى الكتب و المطبوعات يمكن تقديم المادة العلمية في عدة أشكال مثل الأفلام الثابتة و الشرائطية و المسجلات السمعية و السمعية البصرية و برامج التلفزيون و الخرائط و المجسمات...و بالتالي تتغير وظيفة المعلم إلى مشرف و مساعد و مشجع و أحيانا منتجا للبرامج التعليمية المبرمجة فيحدد الأهداف و أساليب العمل و طرق التقييم و التقويم لكي يحصل التلميذ على أكبر عائد من المعرفة نتيجة لتفاعله الإيجابي مع المعطيات الموجودة لديه. إن الوسائل التعليمية هذه لا تعتبر نهاية في حد ذاتها و لكن نقطة انطلاق لاثارة الاهتمام بالعديد من الأنشطة التعليمية الهادفة.
- توفير فرص التعلم الذاتي الفردي أو في مجموعات صغيرة من خلال التعليم البرنامجي عبر كتاب أو آلة التعليم البسيطة أو الحاسب أو كذلك التعليم السمعي البصري (Muti-Media) باستعمال مجموعة من المواد التعليمية توضع في أماكن خاصة، في مكتبة أو مركز المصادر التعليمية أو في المختبرات في حين أن في الطريقة التقليدية المدرس هو مصدر كل المعلومات. أما في الطريقة الجديدة، فهو يراقب سير العملية التعليمية بالتوجيه أو المساعدة على تشغيل الجهاز أو تفسير بعض الأمور. أما التلميذ فيصبح غير مقيد بوقت محدد فهو يستطيع أن يأتي لمواصلة تعلمه حسب قدرته و استعداده، و بالتالي فإن هذه الطريقة تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ.
- تساعد التلميذ على تنمية مهارات الاتصال و تحمل المسئولية و الاعتماد على النفس و التعاون و حل المشاكل بدل الاتكال على المدرس و الاستقبال السلبي.
- تقدم للمدرس الوسائل التي تساعده على ممارسة وظائفه الجديدة و يعني ذلك منح المدرس وقتا أطولا لممارسة وظائفه الجديدة كالتشخيص و التوجيه و الإرشاد و البرمجة... ففي مختبرات اللغة مثلا، يمكن للطالب أن يستمع لقراءة مسجلة في أحد الموضوعات ثم يقوم بتسجيل صوته و هو يقرأ نفس الموضوع ثم يقارن بينهما ليعرف أماكن الضعف في أدائه.
- تذليل بعض الصعوبات المادية كبعد المسافة بين مصادر الدرس و مكان الدراسة أو تصغير العينة تحت الملاحظة أو صور الميكروفيلم...أو انعدام وجود نسخ كافية لكل من يحتاج لمعلومة ما حيث يمكن تصويرها و بثها على شكل فيلم مكبر على الجميع حتى يوفر المدرس خلفية مشتركة للجميع فتصبح مناقشته ممكنة و ذات فائدة للمجموعة كلها. و قد ازدادت الاستفادة من تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي في ربط المؤسسات التعليمية بعضها بالبعض و الاستفادة من الخبرة البشرية النادرة لتصل إلى عدد أكبر من الدارسين و المهتمين عن طريق الإنترنات الذي يمكن الاستفادة من الخدمات المكتبية المجهزة بالأفلام التعليمية التي يمكن طلبها عن طريق الكومبيوتر، فيظهر الفيلم على شاشة الكومبيوتر. و قد أمكن اليوم استخدام الأقمار الصناعية في توصيل الكلمة المسموعة و المرئية إلى أي مكان في العالم تقريبا. المشكل لم يعد بعد المسافة و لكن تغيير الذهنيات لدى أصحاب القرار و المستخدمين و تغيير رؤيتهم للعملية التعليمية. يجب على الإنسان و الآلة و الأفكار و أساليب العمل و الإدارة أن يكونوا كلا متكاملا و إلا لن يستفيد الإنسان من التطورات التكنولوجية الحديثة. و هناك من يرى أن تغيير الذهنيات لا يكفي يجب توفير المصادر المالية الكافية لتحقيق ذلك (موضوع للحوار في اقتصاديات التربية)... تخصيص ضريبة خاصة تقدر على أساس ما يلزم التلميذ الواحد في السنة أو إعفاء بعض المواد التعليمية من الجمارك حتى يسهل توفيرها أو ضرورة تخصيص نسبة من أرباح البنوك و الشركات للأغراض التعليمية.
المبادئ الرئيسية للتعليم و التعلم عن طريق وسائل الاتصال
- يعتبر كل متعلم حالة خاصة في حد ذاته. فرغم أننا نشترك جميعا في امتلاك الحواس التي تساعدنا على استقبال المثيرات، إلا أننا نختلف في قدرة كل من هذه الحواس على أداء وظائفها. فإذا أخلفت نقطة البدء عند الاتصال بالعالم الخارجي، فسوف يختلف تبعا لذلك إدراكنا لهذه المثيرات و ينعكس ذلك على أداء كل فرد و استجابته لذلك الموقف. و من أجل ذلك لا ينبغي للمدرس أن يتوقع المساواة بين طلبته في اكتساب المعلومات و المفاهيم التي يقدمها لهم مما يستلزم الابتعاد عن الطريقة القديمة في إلقاء الدرس و المتمثلة في الإلقاء و التلقين
يجب تهيئة مجالات الاتصال المتنوعة و هذا يعني توفير 3 أساليب في التدريس: فقد يكون الإلقاء أكثر مناسبة للمجموعات الكبيرة و قد يحتاج الأمر إلى استخدام فلم أو بعض الشفافيات التي تناسب هذه الحالة، و في نفس الوقت يهيئ المدرس مجال الخبرة و التعلم للمجموعات الصغيرة عن طريق المشاركة لإجراء تجربة مثلا أو إنجاز مشروع أو استخدام المخبر اللغوي...و هذا ما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص و يراعي الفروق الفردية. -إعداد البدائل المناسبة من الوسائل التعليمية التي تسمح بتنويع مجالات الخبرة كتنويع الكتب المدرسية و الوسائل التكنولوجية المتنوعة كأشرطة الفيديو و الحواسيب و الخرائط و النماذج و العينات - ترتيب الخبرات بتسلسل منطقي مبرمج ينتقل الطالب من خلالها من السهل إلى الصعب أو من المحسوس إلى المجرد تمكن المدرس من تشخيص النقائص ليقوم بمعالجتها أما بالنسبة للتلميذ فإن النجاح في الانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى يعزز لديه التعلم و يكسبه الثقة بالنفس التي تؤدي إلى متابعة التعلم.
- الإدراك هو أساس التعلم. و هو عبارة عن عملية تصنيف و ترتيب و اختيار و مقارنة مستمرة تمكن من صياغة المثيرات الخارجية على شكل فكرة لها معنى و دلالة و نمط تستمر في التشكيل حتى تصبح في النهاية ما يسمى بالمفهوم و كلما كثرت هذه المفاهيم زادت خبرة الإنسان حيث يستطيع أن يوظفها لحل ما يصادفه من مشاكل. الإدراك هو أساس العمليات آلتي تؤدي إلى التعلم، كلفهم و التفكير و حل المشاكل و تكوين الاتجاهات. الإدراك عملية انتقائية لأن الخبرة السابقة تكون الاتجاه الذي بدوره يؤثر على الفرز و بالتالي الفهم لأن الاتجاه عبارة عن حالة استعداد ذهني و عصبي يتم تكوينه من خلال الخبرة و يوجه استجابة الفرد نحو جميع الأشياء و المواقف المتشابهة. و قد تتكون الاتجاهات بعدة طرق، من خلال اللذة و الألم المصاحبان لكل عملية تعلم أو من نقص القدرة على الاستقبال أو نقص الخبرة التي يمكن لوسائل الاتصال أن تمنحها لمن تنقصه لمواصلة التعلم.
- المشاركة الإيجابية للمتعلم. (العلم وليد الهمة، يرزق الله عبده على حسب همته) التعلم الناجع يتم عندما يتجاوب المتعلم مع العناصر الموجودة في مجال التعلم، فيقوم بالبحث و التنقيب حتى يصل إلى المعرفة المطلوبة. و لتحقيق ذلك يجب أن يكون التعلم هادفا، بمعنى أن يعرف التلميذ مسبقا الغرض الذي يسعى إلى تحقيقه و ماذا نتوقع منه (إعداد دليل للمشاهدة أو الاستماع أو الرحلة... قبل القيام بذلك -المشاركة في إعداد ذلك الدليل إثارة بعض الأسئلة قبل عرض تفاصيل الموضوع.) و قد أثبتت الدراسات أن إثارة الاهتمام للمشاركة الإيجابية تؤدي إلى زيادة الفهم و تكوين المفاهيم و استخدام المعلومات المكتسبة بنجاح و أسلوب مبتكر في مواقف أخرى (الطوبجى ص 56)
- مناسبة الخبرة التعليمية للمتعلم. ( الموضوع، درجة الصعوبة...) لعل أفضل طريقة لاختيار الماد التعليمية هي إشراك التلاميذ و مطالبتهم بتحديد الغرض من المرور في الخبرة المطلوبة و أنسب المواد التعليمية لذلك.. و لا شك أن تحويل المكتبة من مكتبة للمواد المطبوعة فقط إلى مركز لمصادر التعلم المختلفة ( الأفلام، الشرائح، الأفلام الثابتة، الأسطوانات، المسجلات، النماذج و العينات، الكرات الأرضية، الخرائط، البرامج التليفزيونية المسجلة) سوف يساعد المدرس في اختيار أنسب المواد لتوفير مجال الخبرة المطلوبة.
- اختيار إستراتيجية التدريس المناسبة. (-عرض المعلومات الضرورية الأساسية في مجامع كبيرة - تقسيم المجموعة الكبيرة إلى مجموعات صغيرة تتولى وظائف متنوعة مثل مناقشة الموضوع أو التخطيط لأعمال جديدة أو كتابة التقارير أو إقامة المعارض أو تقويم تحصيل التلاميذ - تهيئة فرص التعليم الفردي الذاتي للطالب الذي يريد أن يتابع التحصيل الدراسي بمفرده حسب حاجاته.) الأفلام و الشفافيات أنسب لتدريس المجموعات الكبيرة حيث تعرض الصور مكبرة، كما أن للمجموعات الصغيرة أجهزتها المناسبة مثل المسجلات الصوتية مع سماعات للاستماع. و للتعليم الفردي وسائله كالتعليم البرنامجي في هيئة كتاب أو في آلات التعليم. و الإستراتيجية الناجحة هي التي تعمل على تحديد الأهداف و دراسة الخلفية التعليمية لكل تلميذ ثم تهيئة مجالات الخبرة المتنوعة لهم.
الوسائل و الأهداف
لا يمكن فصل الوسيلة عن المنهج أو الطريقة أو الأهداف، فكلها تعمل في إطار واحد. و نعني بالوسائل المواد التعليمية مثل الأفلام و الشرائح و التسجيلات و الخرائط و الملصقات و غيرها، و الأجهزة مثل أجهزة عرض الأفلام و الشرائح و الصور المعتمة و الشفافة و المسجلات و أجهزة الفيديو و أجهزة قراءة الميكرو فيلم ... و المواقف التعليمية مثل التمثيليات و اللعب و تمثيل المواقف، و كل وسيلة توافق هدفا معينا و اداءا أو طريقة معينة. إذن تحديد الأهداف التعليمية له أهمية كبيرة في رسم إستراتيجية الدرس، و كذلك تساعد التلميذ على معرفة ما نتوقعه منه، و تحدد مستوى الأداء المقبول سواء كان معرفي (cognitive) كالتعرف و الوصف و التحليل و التركيب و التفسير أو حركية (psychomoteur) كتعلم المهارات التي تعتمد أساسا على القدرة العضلية كمهارات النجارة و الرسم و تشغيل الآلات، و كذلك الأهداف الوجدانية (affective) التي تتصل بالميول و الاتجاهات و القيم
لقد تبين لنا أن سرعة التغيرات التي عبرنا عنها بالانفجارات التي تحدث في عالمنا اليوم، وضعت على
عاتق المدرس مسئوليات كبيرة فأصبح من الضروري عليه أن يعلم جيدا الإمكانيات التي تقدمها له وسائل
التعليم الحديثة لتساعده على أداء وظائفه الجديدة.
ما عملية الاتصال؟
قد أشار الفيلسوف الأمريكي دجن ديووي في كتابه "الديمقراطية و التربية" أن الاتصال هو "عملية مشاركة في الخبرة" التي قد تكون حسية، معنوية أو الاثنان معا، نظرية، عملية أو الاثنان معا. فإذا فهمنا الاتصال على أنه لقاء بين خبرتين: خبرة المعلم و خبرة المتعلم/ خبرة المتحدث و خبرة المستمع/ خبرة العامل و خبرة العلم كان من الضروري على المدرس أن يهيئ للتلميذ فرص التعلم المختلفة، حسية كانت أو معنوية. ما يمكن استخلاصه من تعريف ديووي للاتصال هو أهمية مبدأ المشاركة الذي ينفي فكرة التلقين و المواقف الديكتاتوري بل يبرز أهمية الحوار و مبدأ الديموقراطية، و لن يكون هناك حوار إلا إذا وجد الدافع و الحاجة الذي يعني وضوح الهدف الذي يسعى المتعلم إلى تحقيقه
و لما كانت عملية الاتصال عملية ديناميكية تؤكد على عنصر المشاركة، فإنها لا تسير في اتجاه واحد، من مصدر الرسالة إلى مستقبلها، بل ترتد ثانية إلى المصدر حتى يتبين أنها حققت هدفها، و هذا ما يسمى بالتغذية الراجعة (Feed-Back) التي يمكن أن تكون فورية في مثل حالة الحوار المباشر أو في حالة التعليم البرنامجي أو مؤجلة كحالة الامتحانات بعد فترة من الزمن أو تلقي الانتقادات بعد نشر مقال أو معرفة حكم صناديق الاقتراع بعد اقتراح برنامج سياسي على الرأي العام الوطني. و يحبذ أن تقصر الفترة بين المثير و الاستجابة لتحرير عجلة التنمية التي هي تربية إلى أقصى مداها مما يناضل لصالح التكنولوجيا الحديثة بدلا من تكنولوجية الطباعة التي هي قديمة نسبيا. و لذا فإننا نلاحظ غلق أبواب الكثير من المكتبات أو إن لم تغلق أبوابها فإن رصيدها من الكتب المتنوعة و الحديثة منخفض الذي هو مؤشر على أن صاحبها يفتقر إلى رأس مال كافي يمكنه من اقتناء كتب جديدة. إن الانفجار التكنولوجي ترك آثارا متعددة الأبعاد على المجتمع لمحنا إلى عدد منها.
العوامل التي تؤثر في عملية الاتصال.
يعتبر التدريس جزءا من عملية الاتصال و لذا يجب على المدرس أن يفهم طبيعة هذه العملية و عناصرها. هناك عوامل طبيعية تتصل بالوسط الذي يتم فيه التعلم كدرجة الحرارة و شدة الضوء... و منها العوامل النفسية أو الاجتماعية أو الفلسفية أو الاقتصادية ...(الخلفية الثقافية المتمثلة في الخبرة السابقة و الميول و المعتقدات و العادات و القيم لمتلقي مثير الاتصال التي تسمح له أو لا تسمح له ربط الجديد بالقديم و بالتالي عقله و إدراكه و مواصلة التعلم أو الانسحاب الفعلي أو في غالب الأحيان المعنوي، أعمار تلاميذ المجموعة الواحدة أو الجنس أو الحالة المالية للأسرة و المستوي الاجتماعى لها أو نوع ثقافة الوالدين أو الوظيفة التي يشغلونها و نظرة المجتمع لها...)
أهمية وسائل الاتصال في العملية التعليمية
- تمكن المدرس من توسيع مجالات الخبرة المرئية و السمعية و الملموسة و الممثلة و الواقعية و المجرد.
- تنويع مصادر المعرفة، فبالإضافة إلى الكتب و المطبوعات يمكن تقديم المادة العلمية في عدة أشكال مثل الأفلام الثابتة و الشرائطية و المسجلات السمعية و السمعية البصرية و برامج التلفزيون و الخرائط و المجسمات...و بالتالي تتغير وظيفة المعلم إلى مشرف و مساعد و مشجع و أحيانا منتجا للبرامج التعليمية المبرمجة فيحدد الأهداف و أساليب العمل و طرق التقييم و التقويم لكي يحصل التلميذ على أكبر عائد من المعرفة نتيجة لتفاعله الإيجابي مع المعطيات الموجودة لديه. إن الوسائل التعليمية هذه لا تعتبر نهاية في حد ذاتها و لكن نقطة انطلاق لاثارة الاهتمام بالعديد من الأنشطة التعليمية الهادفة.
- توفير فرص التعلم الذاتي الفردي أو في مجموعات صغيرة من خلال التعليم البرنامجي عبر كتاب أو آلة التعليم البسيطة أو الحاسب أو كذلك التعليم السمعي البصري (Muti-Media) باستعمال مجموعة من المواد التعليمية توضع في أماكن خاصة، في مكتبة أو مركز المصادر التعليمية أو في المختبرات في حين أن في الطريقة التقليدية المدرس هو مصدر كل المعلومات. أما في الطريقة الجديدة، فهو يراقب سير العملية التعليمية بالتوجيه أو المساعدة على تشغيل الجهاز أو تفسير بعض الأمور. أما التلميذ فيصبح غير مقيد بوقت محدد فهو يستطيع أن يأتي لمواصلة تعلمه حسب قدرته و استعداده، و بالتالي فإن هذه الطريقة تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ.
- تساعد التلميذ على تنمية مهارات الاتصال و تحمل المسئولية و الاعتماد على النفس و التعاون و حل المشاكل بدل الاتكال على المدرس و الاستقبال السلبي.
- تقدم للمدرس الوسائل التي تساعده على ممارسة وظائفه الجديدة و يعني ذلك منح المدرس وقتا أطولا لممارسة وظائفه الجديدة كالتشخيص و التوجيه و الإرشاد و البرمجة... ففي مختبرات اللغة مثلا، يمكن للطالب أن يستمع لقراءة مسجلة في أحد الموضوعات ثم يقوم بتسجيل صوته و هو يقرأ نفس الموضوع ثم يقارن بينهما ليعرف أماكن الضعف في أدائه.
- تذليل بعض الصعوبات المادية كبعد المسافة بين مصادر الدرس و مكان الدراسة أو تصغير العينة تحت الملاحظة أو صور الميكروفيلم...أو انعدام وجود نسخ كافية لكل من يحتاج لمعلومة ما حيث يمكن تصويرها و بثها على شكل فيلم مكبر على الجميع حتى يوفر المدرس خلفية مشتركة للجميع فتصبح مناقشته ممكنة و ذات فائدة للمجموعة كلها. و قد ازدادت الاستفادة من تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي في ربط المؤسسات التعليمية بعضها بالبعض و الاستفادة من الخبرة البشرية النادرة لتصل إلى عدد أكبر من الدارسين و المهتمين عن طريق الإنترنات الذي يمكن الاستفادة من الخدمات المكتبية المجهزة بالأفلام التعليمية التي يمكن طلبها عن طريق الكومبيوتر، فيظهر الفيلم على شاشة الكومبيوتر. و قد أمكن اليوم استخدام الأقمار الصناعية في توصيل الكلمة المسموعة و المرئية إلى أي مكان في العالم تقريبا. المشكل لم يعد بعد المسافة و لكن تغيير الذهنيات لدى أصحاب القرار و المستخدمين و تغيير رؤيتهم للعملية التعليمية. يجب على الإنسان و الآلة و الأفكار و أساليب العمل و الإدارة أن يكونوا كلا متكاملا و إلا لن يستفيد الإنسان من التطورات التكنولوجية الحديثة. و هناك من يرى أن تغيير الذهنيات لا يكفي يجب توفير المصادر المالية الكافية لتحقيق ذلك (موضوع للحوار في اقتصاديات التربية)... تخصيص ضريبة خاصة تقدر على أساس ما يلزم التلميذ الواحد في السنة أو إعفاء بعض المواد التعليمية من الجمارك حتى يسهل توفيرها أو ضرورة تخصيص نسبة من أرباح البنوك و الشركات للأغراض التعليمية.
المبادئ الرئيسية للتعليم و التعلم عن طريق وسائل الاتصال
- يعتبر كل متعلم حالة خاصة في حد ذاته. فرغم أننا نشترك جميعا في امتلاك الحواس التي تساعدنا على استقبال المثيرات، إلا أننا نختلف في قدرة كل من هذه الحواس على أداء وظائفها. فإذا أخلفت نقطة البدء عند الاتصال بالعالم الخارجي، فسوف يختلف تبعا لذلك إدراكنا لهذه المثيرات و ينعكس ذلك على أداء كل فرد و استجابته لذلك الموقف. و من أجل ذلك لا ينبغي للمدرس أن يتوقع المساواة بين طلبته في اكتساب المعلومات و المفاهيم التي يقدمها لهم مما يستلزم الابتعاد عن الطريقة القديمة في إلقاء الدرس و المتمثلة في الإلقاء و التلقين
يجب تهيئة مجالات الاتصال المتنوعة و هذا يعني توفير 3 أساليب في التدريس: فقد يكون الإلقاء أكثر مناسبة للمجموعات الكبيرة و قد يحتاج الأمر إلى استخدام فلم أو بعض الشفافيات التي تناسب هذه الحالة، و في نفس الوقت يهيئ المدرس مجال الخبرة و التعلم للمجموعات الصغيرة عن طريق المشاركة لإجراء تجربة مثلا أو إنجاز مشروع أو استخدام المخبر اللغوي...و هذا ما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص و يراعي الفروق الفردية. -إعداد البدائل المناسبة من الوسائل التعليمية التي تسمح بتنويع مجالات الخبرة كتنويع الكتب المدرسية و الوسائل التكنولوجية المتنوعة كأشرطة الفيديو و الحواسيب و الخرائط و النماذج و العينات - ترتيب الخبرات بتسلسل منطقي مبرمج ينتقل الطالب من خلالها من السهل إلى الصعب أو من المحسوس إلى المجرد تمكن المدرس من تشخيص النقائص ليقوم بمعالجتها أما بالنسبة للتلميذ فإن النجاح في الانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى يعزز لديه التعلم و يكسبه الثقة بالنفس التي تؤدي إلى متابعة التعلم.
- الإدراك هو أساس التعلم. و هو عبارة عن عملية تصنيف و ترتيب و اختيار و مقارنة مستمرة تمكن من صياغة المثيرات الخارجية على شكل فكرة لها معنى و دلالة و نمط تستمر في التشكيل حتى تصبح في النهاية ما يسمى بالمفهوم و كلما كثرت هذه المفاهيم زادت خبرة الإنسان حيث يستطيع أن يوظفها لحل ما يصادفه من مشاكل. الإدراك هو أساس العمليات آلتي تؤدي إلى التعلم، كلفهم و التفكير و حل المشاكل و تكوين الاتجاهات. الإدراك عملية انتقائية لأن الخبرة السابقة تكون الاتجاه الذي بدوره يؤثر على الفرز و بالتالي الفهم لأن الاتجاه عبارة عن حالة استعداد ذهني و عصبي يتم تكوينه من خلال الخبرة و يوجه استجابة الفرد نحو جميع الأشياء و المواقف المتشابهة. و قد تتكون الاتجاهات بعدة طرق، من خلال اللذة و الألم المصاحبان لكل عملية تعلم أو من نقص القدرة على الاستقبال أو نقص الخبرة التي يمكن لوسائل الاتصال أن تمنحها لمن تنقصه لمواصلة التعلم.
- المشاركة الإيجابية للمتعلم. (العلم وليد الهمة، يرزق الله عبده على حسب همته) التعلم الناجع يتم عندما يتجاوب المتعلم مع العناصر الموجودة في مجال التعلم، فيقوم بالبحث و التنقيب حتى يصل إلى المعرفة المطلوبة. و لتحقيق ذلك يجب أن يكون التعلم هادفا، بمعنى أن يعرف التلميذ مسبقا الغرض الذي يسعى إلى تحقيقه و ماذا نتوقع منه (إعداد دليل للمشاهدة أو الاستماع أو الرحلة... قبل القيام بذلك -المشاركة في إعداد ذلك الدليل إثارة بعض الأسئلة قبل عرض تفاصيل الموضوع.) و قد أثبتت الدراسات أن إثارة الاهتمام للمشاركة الإيجابية تؤدي إلى زيادة الفهم و تكوين المفاهيم و استخدام المعلومات المكتسبة بنجاح و أسلوب مبتكر في مواقف أخرى (الطوبجى ص 56)
- مناسبة الخبرة التعليمية للمتعلم. ( الموضوع، درجة الصعوبة...) لعل أفضل طريقة لاختيار الماد التعليمية هي إشراك التلاميذ و مطالبتهم بتحديد الغرض من المرور في الخبرة المطلوبة و أنسب المواد التعليمية لذلك.. و لا شك أن تحويل المكتبة من مكتبة للمواد المطبوعة فقط إلى مركز لمصادر التعلم المختلفة ( الأفلام، الشرائح، الأفلام الثابتة، الأسطوانات، المسجلات، النماذج و العينات، الكرات الأرضية، الخرائط، البرامج التليفزيونية المسجلة) سوف يساعد المدرس في اختيار أنسب المواد لتوفير مجال الخبرة المطلوبة.
- اختيار إستراتيجية التدريس المناسبة. (-عرض المعلومات الضرورية الأساسية في مجامع كبيرة - تقسيم المجموعة الكبيرة إلى مجموعات صغيرة تتولى وظائف متنوعة مثل مناقشة الموضوع أو التخطيط لأعمال جديدة أو كتابة التقارير أو إقامة المعارض أو تقويم تحصيل التلاميذ - تهيئة فرص التعليم الفردي الذاتي للطالب الذي يريد أن يتابع التحصيل الدراسي بمفرده حسب حاجاته.) الأفلام و الشفافيات أنسب لتدريس المجموعات الكبيرة حيث تعرض الصور مكبرة، كما أن للمجموعات الصغيرة أجهزتها المناسبة مثل المسجلات الصوتية مع سماعات للاستماع. و للتعليم الفردي وسائله كالتعليم البرنامجي في هيئة كتاب أو في آلات التعليم. و الإستراتيجية الناجحة هي التي تعمل على تحديد الأهداف و دراسة الخلفية التعليمية لكل تلميذ ثم تهيئة مجالات الخبرة المتنوعة لهم.
الوسائل و الأهداف
لا يمكن فصل الوسيلة عن المنهج أو الطريقة أو الأهداف، فكلها تعمل في إطار واحد. و نعني بالوسائل المواد التعليمية مثل الأفلام و الشرائح و التسجيلات و الخرائط و الملصقات و غيرها، و الأجهزة مثل أجهزة عرض الأفلام و الشرائح و الصور المعتمة و الشفافة و المسجلات و أجهزة الفيديو و أجهزة قراءة الميكرو فيلم ... و المواقف التعليمية مثل التمثيليات و اللعب و تمثيل المواقف، و كل وسيلة توافق هدفا معينا و اداءا أو طريقة معينة. إذن تحديد الأهداف التعليمية له أهمية كبيرة في رسم إستراتيجية الدرس، و كذلك تساعد التلميذ على معرفة ما نتوقعه منه، و تحدد مستوى الأداء المقبول سواء كان معرفي (cognitive) كالتعرف و الوصف و التحليل و التركيب و التفسير أو حركية (psychomoteur) كتعلم المهارات التي تعتمد أساسا على القدرة العضلية كمهارات النجارة و الرسم و تشغيل الآلات، و كذلك الأهداف الوجدانية (affective) التي تتصل بالميول و الاتجاهات و القيم
4- التكنولوجيا و المنهج
-تكنولوجيا التدريس و تكنولوجيا التربية: تعددت مصادر التعلم آلتي يستعين بها المدرس في تصميم و تخطيط طريقته في التدريس، فهناك الوسائل التقليدية كالسبورة و اللوحة و الكتاب، و هناك وسائل إلكترونية كالتلفزيون، و هناك التكنولوجيا الحديثة كالحاسب الآلي أو الحسوب و مرفقاته كالماسحات الضوية و الكامرات الرقمية و تكنولوجبا الاتصالات السلكية و اللاسلكية. إذا كانت تكنولوجيا التدريس تعني مجموع هذه الوسائل فإن تكنولوجيا التربية أشمل و أكثر من هذه الوسائل لأنها تعني العمل بأسلوب نظامي لتصميم و تنفيذ جميع جوانب عملية التعليم و التعلم على ضوء أهداف محددة و نتائج الأبحاث في مجال التعلم و الاتصال الإنساني و بالاستعانة من المصادر البشرية و غير البشرية بغية تحقيق تدريس أكثر فاعلية.
-نظام تطوير التدريس: إن تطوير التدريس يعني تطبيق الأسلوب النظامي في تحليل مشاكل التعليم و التعلم و إيجاد حلول لها. و يستلزم هذا العمل تضافر جهود الجهات المختلفة التي تتصل بهذه المشاكل المشخصة (الأمية، ضعف المستوى، التسرب المدرسي، تكافؤ الفرص...) بعد مسح و تحليل و تحديد للأهداف و الظروف التي يتم فيها التعلم و حصر المصادر المادية و المعنوية حتى يمكن تصميم برنامج أو مقرر أو منهج بمحتوياته و استراتيجيات في التدريس و اختيار وسائل التعليم المناسبة، قبل أن يختبر و ينفذ
-المنهج و تصميم البيئة:
لقد كان للتطور التكنولوجي أثر كبير في تغيير مفهوم المنهج المدرسي و الممارسات التعليمية المصاحبة له حتى أنه ينظر الآن إلى المنهج أو المقرر الدراسي و وسائله كالكتاب المدرسي أو القرص الإليكتروني... على أنه محاولة لتصميم بيئة المتعلم و التحكم فيها لكي يتم التعلم و تحقق الأهداف المنشودة. و هنا تكمن أهمية دراسة وسائل الاتصال بأنواعها و الاهتمام بمستحدثات التكنولوجيا في التعليم لأن وجودها في بيئة المتعلم أصبح من الحقائق آلتي لا يمكن تجاهلها أو تجاهل آثارها التعليمية، سواء تم التعلم عن طريق البيئة بطريقة غير مقصودة أو بطريفة التحكم فيها داخل المؤسسات التعليمية. و لتخطيط مثل هذه البيئة يجب أن نعمل على تحديد أهداف التعلم ثم نقوم بترتيب الخبرات التعليمية آلتي تحقق هذه الأهداف و اختيار و المواد و الأساليب التعليمية المناسبة و تقييم مدى تحقيق هذه الأهداف ثم تشخيص أداء كل فرد و تخطيط الخبرات التي تؤدي إلى متابعة التعلم و تعديل السلوك. كل هذه المتطلبات تستدعي اتباعه أسلوب النظام في التخطيط التربوي و بناء البرامج.
- التكنولوجيا و التدريس: من بين الأنظمة الفرعية التي تستوجب الاهتمام هي نظام التدريس. فبناء و تطوير البرامج يشمل الطريقة و الوسيلة و المحتوى و الكتاب المدرسي و الاختبارات و التقييم و التقويم و غير ذلك. لذا يجب أن ننظر إلى مهمة التدريس على أنها أساليب و أدوات تنفيذ السياسة التعليمية و الخطة و المنهج و الأهداف، فهي آلتي يمكن أن تترجمها إلى واقع يظهر في سلوك التلميذ و أدائه. و الحقيقة أن فاعلية و جدوى تطوير المناهج تظهران عندما تتحقق و تترجم جميع الأنظمة الفرعية، من مواد ووسائل تعليمية و أنظمة إدارية و طرق تدريس...، إلي خطوات إجرائية نشاهدها في بيئة مناسبة للتعلم
-أنماط التدريس: يمكننا القول أنه يوجد نوعان من التدريس، نوع عن طريق المواجهة حيث يكون للمدرس دور رئيسي واضح تقليدي، و نوع عن طريق الوسائل المختلفة حيث تصل الرسالة إلى التلميذ عن طريق و وسيلة مثل الكتاب أو الفلم أو الإذاعة أو غيرها من الوسائل. إن هذا التقسيم يمكنه أن يتداخل حسب الأهداف التعليمية التي تواجه المعلم و التلميذ، و الواقع أن تقسيم الأدوار و الوظائف و المسئوليات بين المدرس والتدريس عن طريق الوسائل هو اتجاه جديد في مجال التربية يعطي هذه الوسائل دور الشريك مع المدرس في عملية التدريس
(...) إن تزايد استخدام التكنولوجيا في التدريس أدى إلى تغيير دور المدرس من الإلقاء و الشرح و التلقين إلى زيادة الاهتمام بعمليات التعلم آلتي تتطلب الاتصال بالتلميذ و مساعدته في تحقيق أهدافه، كالتوجيه و الإرشاد و تشخيص أدائه و تهيئة الخبرات التعليمية التي تسمح له بالنمو و زيادة التعلم وفق ميوله واهتماماته. و يتم هذا الدمج عن طريق تحديد الأهداف الخاصة بكل موضوع و صياغتها في صورة أهداف سلوكية تصف ما نتوقع من التلميذ أداءه، تحديد مستويات الأداء المقبولة لتحقيق كل هدف، تحديد معايير التقييم من اختبارات و أسئلة موضوعية.
-نظام تطوير التدريس: إن تطوير التدريس يعني تطبيق الأسلوب النظامي في تحليل مشاكل التعليم و التعلم و إيجاد حلول لها. و يستلزم هذا العمل تضافر جهود الجهات المختلفة التي تتصل بهذه المشاكل المشخصة (الأمية، ضعف المستوى، التسرب المدرسي، تكافؤ الفرص...) بعد مسح و تحليل و تحديد للأهداف و الظروف التي يتم فيها التعلم و حصر المصادر المادية و المعنوية حتى يمكن تصميم برنامج أو مقرر أو منهج بمحتوياته و استراتيجيات في التدريس و اختيار وسائل التعليم المناسبة، قبل أن يختبر و ينفذ
-المنهج و تصميم البيئة:
لقد كان للتطور التكنولوجي أثر كبير في تغيير مفهوم المنهج المدرسي و الممارسات التعليمية المصاحبة له حتى أنه ينظر الآن إلى المنهج أو المقرر الدراسي و وسائله كالكتاب المدرسي أو القرص الإليكتروني... على أنه محاولة لتصميم بيئة المتعلم و التحكم فيها لكي يتم التعلم و تحقق الأهداف المنشودة. و هنا تكمن أهمية دراسة وسائل الاتصال بأنواعها و الاهتمام بمستحدثات التكنولوجيا في التعليم لأن وجودها في بيئة المتعلم أصبح من الحقائق آلتي لا يمكن تجاهلها أو تجاهل آثارها التعليمية، سواء تم التعلم عن طريق البيئة بطريقة غير مقصودة أو بطريفة التحكم فيها داخل المؤسسات التعليمية. و لتخطيط مثل هذه البيئة يجب أن نعمل على تحديد أهداف التعلم ثم نقوم بترتيب الخبرات التعليمية آلتي تحقق هذه الأهداف و اختيار و المواد و الأساليب التعليمية المناسبة و تقييم مدى تحقيق هذه الأهداف ثم تشخيص أداء كل فرد و تخطيط الخبرات التي تؤدي إلى متابعة التعلم و تعديل السلوك. كل هذه المتطلبات تستدعي اتباعه أسلوب النظام في التخطيط التربوي و بناء البرامج.
- التكنولوجيا و التدريس: من بين الأنظمة الفرعية التي تستوجب الاهتمام هي نظام التدريس. فبناء و تطوير البرامج يشمل الطريقة و الوسيلة و المحتوى و الكتاب المدرسي و الاختبارات و التقييم و التقويم و غير ذلك. لذا يجب أن ننظر إلى مهمة التدريس على أنها أساليب و أدوات تنفيذ السياسة التعليمية و الخطة و المنهج و الأهداف، فهي آلتي يمكن أن تترجمها إلى واقع يظهر في سلوك التلميذ و أدائه. و الحقيقة أن فاعلية و جدوى تطوير المناهج تظهران عندما تتحقق و تترجم جميع الأنظمة الفرعية، من مواد ووسائل تعليمية و أنظمة إدارية و طرق تدريس...، إلي خطوات إجرائية نشاهدها في بيئة مناسبة للتعلم
-أنماط التدريس: يمكننا القول أنه يوجد نوعان من التدريس، نوع عن طريق المواجهة حيث يكون للمدرس دور رئيسي واضح تقليدي، و نوع عن طريق الوسائل المختلفة حيث تصل الرسالة إلى التلميذ عن طريق و وسيلة مثل الكتاب أو الفلم أو الإذاعة أو غيرها من الوسائل. إن هذا التقسيم يمكنه أن يتداخل حسب الأهداف التعليمية التي تواجه المعلم و التلميذ، و الواقع أن تقسيم الأدوار و الوظائف و المسئوليات بين المدرس والتدريس عن طريق الوسائل هو اتجاه جديد في مجال التربية يعطي هذه الوسائل دور الشريك مع المدرس في عملية التدريس
(...) إن تزايد استخدام التكنولوجيا في التدريس أدى إلى تغيير دور المدرس من الإلقاء و الشرح و التلقين إلى زيادة الاهتمام بعمليات التعلم آلتي تتطلب الاتصال بالتلميذ و مساعدته في تحقيق أهدافه، كالتوجيه و الإرشاد و تشخيص أدائه و تهيئة الخبرات التعليمية التي تسمح له بالنمو و زيادة التعلم وفق ميوله واهتماماته. و يتم هذا الدمج عن طريق تحديد الأهداف الخاصة بكل موضوع و صياغتها في صورة أهداف سلوكية تصف ما نتوقع من التلميذ أداءه، تحديد مستويات الأداء المقبولة لتحقيق كل هدف، تحديد معايير التقييم من اختبارات و أسئلة موضوعية.
5- التكنولوجيا والاتجاهات المعاصرة في التربية
من بين نتائج التطور في علوم التربية قيام مجهودات كثيرة لتحسين عمليات التدريس، فأدخلت الأفكار و المفاهيم الجديدة في طرق التدريس و وسائله و تنوعت مصادر التعلم و تطور مفهوم المكتبة لتشمل المواد التعليمية المسموعة و المرئية فضلا عن المقروءة من كتب و مطبوعات كما ترتب عن ذلك تعديل المباني المدرسية و قاعات الدراسة و الأماكن الطبيعية قصد توفير أحسن بيئة للتعلم.
إن الدور الهام و الرئيسي الذي تقوم به وسائل الاتصال و التكنولوجيا التعليمية هو تحويل فلسفة التعليم و نظريات التربية إلى ممارسة عملية و تطبيقية، حيث تساهم بقدر كبير في تقديم الحلول العملية لكثير من المشاكل آلتي تواجه المسئولين، سواء في نشر التعليم أو في رفع مستوى التحصيل و الأداء، أو زيادة كفاءة العائد التعليمي أو تخفيض تكلفته. ومن بين نتائج وأدوار تكنولوجيا التعليم نذكر:
- أتباع الأسلوب النظامي في التخطيط وتنفيذ أهداف التربية من خلال توزيع الأدوار في توافق قصد تحقيق الهدف المنشود.
- تزايد الاهتمام بالتعليم الفردي حيث عملت مختلف الوسائل التعليمية على توفير مصادر التعلم المتنوعة، الناسبة لكل فرد وكل غرض، و بمراعاة الفروق الفردية و تحقيق حرية الاختيار و تكافؤ الفرص التي تعتبر إحدى ركائز ديموقراطية التعليم.
يعتمد التعليم الفردي على إتاحة عدة خيارات للتلميذ ليختار من بينها أكثرها ملاءمة للهدف الذي يسعى لتحقيقه، و لاستعداداته و سرعته في التعلم. و لتحقيق هذا الهدف يجب تنويع مصادر وساءل التعلم أو التركيب الذي يحكم طريقة صياغة و عرض الماد التعليمية ( برامج، محتويات، مصادر التعلم المرجعية كالقواميس و الموسوعات). و ينبغي أن يدرك التلميذ أن مصادر المعرفة المتوفرة لديه متنوعة.
لقد أدى الاهتمام بالتعليم الفردي إلى ابتكار التدريس عن طريق إعداد و إنتاج وحدات تدريس صغيرة و متكاملة تتنوع فيها مصادر و أساليب التعلم والمواقف التعليمية. و كما تتعدد و تتسلسل الأهداف الجزئية و تجتمع كل مجموعة منها لتكون هدفا أكبر حتى يتكون الهدف الأعم و الأشمل، فكذلك يمكن لوحدات التدريس الصغيرة هذه أن تصبح جزءا من وحدات أكبر للتدريس، فكأنها بذلك تكون أنظمة فرعية من نظام كبير، يمكن للتلميذ أن يدخل فيه عند نقاط مختلف حسب استعداداته، و يمكنه إذا شعر أنه وصل إلى مستوى الأداء المطلوب، أن يتقدم لاختبار الكفاية الذي يتطلبه اجتياز أهداف هذه الوحدة الدراسية.
إذا كان من الناحية البيداغوجية، التعليم الفردي مبررا، فمن الناحية الاقتصادية هناك من يتساءل عن جدوى النفقات في هذا الميدان و يطالب بتقديم الدليل على أن العائد التعليمي المقترح يساوي ما ينفق عليه. و قد انتشرت هذه النظرة الاقتصادية نتيجة اعتبار التعليم على أنه عمل استثماري يهدف إلى تنمية القوى العاملة و مصادر الثروة البشرية في المجتمع في مختلف المجالات. رغم صعوبة تقييم مر دودية التعليم بصفة عامة، نظرا لظهور المردود بعد سنوات طويلة من الإعداد إلا أن المقارنة بين تكاليف النظام التعليمي التقليدي و التعليم الفردي المدعم بالإمكانيات التكنولوجية المتوفرة، ممكن جدا و مبرر صوريا إذا اعتبرنا أن التبذير منبوذ.
إن تحديد مفهوم وسائل الاتصال و تكنولوجيا التعليم ( الوسائل التعليمية) و الدور الذي تؤديه في العملية التعليمية، يستوجب دراسة خصائص هذه الوسائل و مميزاتها و ما يمكن أن تؤديه في العملية التعليمية، بالموازاة إلى تحليل المناهج الدراسية قصد تعيين أفضل الوسائل التعليمية الكفيل بتحقيق الأهداف التربوية المختلفة، و هذا بدوره يستوجب تحديد الإطار التنظيمي لإدارة وظائف هذه الوسائل.
إذا اعتبرنا أن مفهوم تكنولوجيا التربية يشمل المنهجي و الوسائل و المواقف التعليمية المتجانسة مع أهداف المؤسسة التعليمية و أنها لا تفصل عن طرق التدريس و المباني و المكتبة و التقويم و أنها تعمل في نظام متكامل لتحقيق الأهداف المسطرة، نفهم أهمية الإطار التنظيمي سواء على المستوى المركزي أو اللا مركزي.
لا شك أن تحقيق زيادة في عائد رأس المال المستمر في تكنولوجيا التربية يحتاج إلى برنامج موازي من البحوث لدراسة دور وسائل الاتصال و التكنولوجيا في خفض نفقات التعليم و زيادة العائد منه. و في هذا المضمار هناك عدد من البحوث التي ركزت على دراسة فاعلية تكنولوجيا التعليم مقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد على الإلقاء و الشرح. لم تفسر نتائج هذه الدراسات في أغلبها فروق هامة بين هاتين الطريقتين. هناك كذلك بحوث ركزت دراسة مرات استخدام الوسائل التكنولوجية في أوساط المدرسين و التي أوضحت أن هناك انخفاض في معدلات الاستخدام، لكن هذا لا يعتبر مؤشرا كافيا عن عدم جدوى هذه الوسائل في العملية التربوية لأن الأنظمة التربوية غير مهيأة سواء من حيث كيفية توفيرها في الوقت المناسب أو تكوين المستخدمين لها. هذا من ناحية، و من ناحية أخرى، سرعة التجديد والتطوير في هذه الوسائل يجعل عددا كبيرا منها في حكم القديم مما يفسر انخفاض معدلات الاستخدام.
ربما تكمن أهمية الدراسات السابقة هذه في كونها تشير إلى أهمية تكامل النظرة إلى موضوع الوسائل التعليمية و استخدامها.
من بين نتائج التطور في علوم التربية قيام مجهودات كثيرة لتحسين عمليات التدريس، فأدخلت الأفكار و المفاهيم الجديدة في طرق التدريس و وسائله و تنوعت مصادر التعلم و تطور مفهوم المكتبة لتشمل المواد التعليمية المسموعة و المرئية فضلا عن المقروءة من كتب و مطبوعات كما ترتب عن ذلك تعديل المباني المدرسية و قاعات الدراسة و الأماكن الطبيعية قصد توفير أحسن بيئة للتعلم.
إن الدور الهام و الرئيسي الذي تقوم به وسائل الاتصال و التكنولوجيا التعليمية هو تحويل فلسفة التعليم و نظريات التربية إلى ممارسة عملية و تطبيقية، حيث تساهم بقدر كبير في تقديم الحلول العملية لكثير من المشاكل آلتي تواجه المسئولين، سواء في نشر التعليم أو في رفع مستوى التحصيل و الأداء، أو زيادة كفاءة العائد التعليمي أو تخفيض تكلفته. ومن بين نتائج وأدوار تكنولوجيا التعليم نذكر:
- أتباع الأسلوب النظامي في التخطيط وتنفيذ أهداف التربية من خلال توزيع الأدوار في توافق قصد تحقيق الهدف المنشود.
- تزايد الاهتمام بالتعليم الفردي حيث عملت مختلف الوسائل التعليمية على توفير مصادر التعلم المتنوعة، الناسبة لكل فرد وكل غرض، و بمراعاة الفروق الفردية و تحقيق حرية الاختيار و تكافؤ الفرص التي تعتبر إحدى ركائز ديموقراطية التعليم.
يعتمد التعليم الفردي على إتاحة عدة خيارات للتلميذ ليختار من بينها أكثرها ملاءمة للهدف الذي يسعى لتحقيقه، و لاستعداداته و سرعته في التعلم. و لتحقيق هذا الهدف يجب تنويع مصادر وساءل التعلم أو التركيب الذي يحكم طريقة صياغة و عرض الماد التعليمية ( برامج، محتويات، مصادر التعلم المرجعية كالقواميس و الموسوعات). و ينبغي أن يدرك التلميذ أن مصادر المعرفة المتوفرة لديه متنوعة.
لقد أدى الاهتمام بالتعليم الفردي إلى ابتكار التدريس عن طريق إعداد و إنتاج وحدات تدريس صغيرة و متكاملة تتنوع فيها مصادر و أساليب التعلم والمواقف التعليمية. و كما تتعدد و تتسلسل الأهداف الجزئية و تجتمع كل مجموعة منها لتكون هدفا أكبر حتى يتكون الهدف الأعم و الأشمل، فكذلك يمكن لوحدات التدريس الصغيرة هذه أن تصبح جزءا من وحدات أكبر للتدريس، فكأنها بذلك تكون أنظمة فرعية من نظام كبير، يمكن للتلميذ أن يدخل فيه عند نقاط مختلف حسب استعداداته، و يمكنه إذا شعر أنه وصل إلى مستوى الأداء المطلوب، أن يتقدم لاختبار الكفاية الذي يتطلبه اجتياز أهداف هذه الوحدة الدراسية.
إذا كان من الناحية البيداغوجية، التعليم الفردي مبررا، فمن الناحية الاقتصادية هناك من يتساءل عن جدوى النفقات في هذا الميدان و يطالب بتقديم الدليل على أن العائد التعليمي المقترح يساوي ما ينفق عليه. و قد انتشرت هذه النظرة الاقتصادية نتيجة اعتبار التعليم على أنه عمل استثماري يهدف إلى تنمية القوى العاملة و مصادر الثروة البشرية في المجتمع في مختلف المجالات. رغم صعوبة تقييم مر دودية التعليم بصفة عامة، نظرا لظهور المردود بعد سنوات طويلة من الإعداد إلا أن المقارنة بين تكاليف النظام التعليمي التقليدي و التعليم الفردي المدعم بالإمكانيات التكنولوجية المتوفرة، ممكن جدا و مبرر صوريا إذا اعتبرنا أن التبذير منبوذ.
إن تحديد مفهوم وسائل الاتصال و تكنولوجيا التعليم ( الوسائل التعليمية) و الدور الذي تؤديه في العملية التعليمية، يستوجب دراسة خصائص هذه الوسائل و مميزاتها و ما يمكن أن تؤديه في العملية التعليمية، بالموازاة إلى تحليل المناهج الدراسية قصد تعيين أفضل الوسائل التعليمية الكفيل بتحقيق الأهداف التربوية المختلفة، و هذا بدوره يستوجب تحديد الإطار التنظيمي لإدارة وظائف هذه الوسائل.
إذا اعتبرنا أن مفهوم تكنولوجيا التربية يشمل المنهجي و الوسائل و المواقف التعليمية المتجانسة مع أهداف المؤسسة التعليمية و أنها لا تفصل عن طرق التدريس و المباني و المكتبة و التقويم و أنها تعمل في نظام متكامل لتحقيق الأهداف المسطرة، نفهم أهمية الإطار التنظيمي سواء على المستوى المركزي أو اللا مركزي.
لا شك أن تحقيق زيادة في عائد رأس المال المستمر في تكنولوجيا التربية يحتاج إلى برنامج موازي من البحوث لدراسة دور وسائل الاتصال و التكنولوجيا في خفض نفقات التعليم و زيادة العائد منه. و في هذا المضمار هناك عدد من البحوث التي ركزت على دراسة فاعلية تكنولوجيا التعليم مقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد على الإلقاء و الشرح. لم تفسر نتائج هذه الدراسات في أغلبها فروق هامة بين هاتين الطريقتين. هناك كذلك بحوث ركزت دراسة مرات استخدام الوسائل التكنولوجية في أوساط المدرسين و التي أوضحت أن هناك انخفاض في معدلات الاستخدام، لكن هذا لا يعتبر مؤشرا كافيا عن عدم جدوى هذه الوسائل في العملية التربوية لأن الأنظمة التربوية غير مهيأة سواء من حيث كيفية توفيرها في الوقت المناسب أو تكوين المستخدمين لها. هذا من ناحية، و من ناحية أخرى، سرعة التجديد والتطوير في هذه الوسائل يجعل عددا كبيرا منها في حكم القديم مما يفسر انخفاض معدلات الاستخدام.
ربما تكمن أهمية الدراسات السابقة هذه في كونها تشير إلى أهمية تكامل النظرة إلى موضوع الوسائل التعليمية و استخدامها.
6- الاتجاهات الجديدة في وسائل الاتصال و تكنولوجيا التعليم
من أهم الاتجاهات الجديدة استخدام تعدد الوسائط Multi Media في عرض الموضوع حيث يمكن جمع هذه الوسائل المتعدد في حقيبة واحدة: ( محفظة تشتمل على كراريس و أقلام و خشيبات و عجين... أو قرص مضغوط خاص بالحاسب الإيليكتروني (CD ROM)، أو من خلال توصيل الحواسيب المدرسية بشبكة الأنترنات يستعين به المدرس أو/و المتعلم). يمكن لهذه الحقائب أن تشتمل على دليل يوضح الموضوع الذي تعالجه كل حقيبة. و يمكن للمواد التعليمية: مشاهدتها، عرضها، الاستماع إليها، فحصها، الاستعانة بها في الأداء و التقييم.
يقوم إنتاج هذه المواد التعليمية على مبدأ ضرورة تنويع مجالات الخبرة من خلال إشراك أكثر من حاسة في التعلم، مما يؤدي إلى تكامل الخبرة، الاستجابة إلى الفروق الفردية، و بالتالي تعزيز التعلم لدى كل فرد بما يناسب استعداداته و ميوله. و يتم التعلم في هذه الحالة بطريقة مبرمجة، ينتقل التلميذ فيها من تحقيق هدف إلى آخر بصورة منطقية مبرمجة خطيا أو من خلال البرمجة المتفرعة، قبل أن يقوم المدرس أو المتعلم نفسه بتقويم التحصيل.
عند إنتاج هذه الوسائل التعليمية المتعددة يجب تحديد الغرض العام و الأهداف الخاصة التي تسعى إلى تحقيقها، تحديد نوع الخبرات التعليمية الواجب توفيرها، اختيار أنسب المواد التعليمية، إعداد دليل الاستخدام، إعداد طرق تقييم و تقويم، الإشهار حتى تعم الفائدة، لأن مجالات استخدام هذه الوسائل التعليمية متنوعة و تشمل جميع المواضيع و جميع المراحل الدراسية.
إن تكنولوجيا الاتصال السلكي و اللاسلكي طرحت تساؤلات حول جدوى المؤسسة التعليمية بأساليبها التقليدية ( التقيد بالسن، الشهادات و المراحل...). و قد تكون هذه التساؤلات مؤشر ثورة على التنظيم التقليدي للتربي النظامية.
إن الاتصال عن طريق الأقمار الصناعية حطم الحدود، و جعل من العالم قرية صغيرة، و من المدرسة العلم بأسره. القمر الصناعي ما هو إلا محطة إرسال و استقبال، تدور في مدار محدد فوق عدد من البلدان حسب اتفاقيات خاص، و تقوم محطات الإرسال بتوجيه برامجها
عدل سابقا من قبل المدير في الأحد ديسمبر 06, 2009 1:30 pm عدل 12 مرات
عدل سابقا من قبل المدير في الأحد ديسمبر 06, 2009 1:30 pm عدل 12 مرات