إعداد: المهندس مجدي أبو زينه
يعتبر التعلم الذاتي من أهم أساليب التعلم التي تتيح للفرد توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية مدفوعا برغبته الخاصة، وتمكنه من التعلم في كل الأوقات، وتساعده في تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته بما يتلاءم مع حاجاته واهتماماته وميوله، فالمشاعر والتصورات، والأفكار النابعة من ذات المتعلم، والمرتبطة بالجوانب المعرفية والانفعالية والإرادية لديه، تشكل في مجموعها وترابطها مجموعة الأسس النفسية التي يرتكز عليها التعلم الذاتي، والتي يمكن تعلمها وتعليمها من أجل تنميتها والاستفادة منها في استمرار التعلم، ويلقى التعلم الذاتي اهتماما كبيرا من قبل علماء النفس وعلماء التربية؛ باعتباره أسلوب التعلم الأفضل الذي يحقق لكل متعلم تعلما
يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم، بشكل يساعد المتعلم في تحمل مسؤولية تعلمه (الأحمد، 2002، 23). ويتميز التعلم الذاتي بثلاث سمات هي(عبد الرزاق، 2002):
1. يراعي التعلم الذاتي حاجات واهتمامات المتعلم، والتي على أساسها يقرر المصممون طبيعة المنهج الدراسي والأنشطة المنطوية تحته.
2. يستند التعلم الذاتي إلى ثلاثة مداخل، أولها: أن يتولى المتعلم تحديد الأهداف المنهجية التي يسعى لتحقيقها، وثانيها: أن تصمم الأنشطة التعليمية التي تؤدي إلى تحقيق هذه الأهداف بحيث تتوافق مع حاجة المتعلم وقدرته ورغباته، وثالثها: أن تعتمد سرعة عرض المعلومات المراد تعلمها والمهارات المرجو اتفاقها على قدرات المتعلم ورغباته وأهدافه.
3. يعمل التعلم الذاتي على التوافق بين المفاهيم والمهارات المراد تعلمها، وبين حاجة التلميذ لمثل هذه المفاهيم والمهارات بحيث تخضع لقدرات التلميذ.
ويمكن إيجاز هذه السمات في أن المتعلم هو محور العملية التعليمية والمسيطر الأساسي على متغيراتها بحيث تخضع المناهج والأهداف والأنشطة التعليمية لحاجات ورغبات الفرد وقدراته. ومن هذه السمات يتضح أن التعلم الذاتي يجب أن يتبع منهجاً خاصاً ونظاماً معيناً تتوافر فيه شروط خاصة حتى ينطوي تحت هذه التسمية وتتعلق هذه الشروط بثلاثة أمور هي: نظام التدريس، التلميذ،المعلم.
ويمكن إيجاز مبررات التعلم الذاتي بالنقاط التالية (غباين، 2001):
مراعاة الفروق الفردية من جميع الجوانب، وتحويلها من فروق في القدرات إلى فروق في الزمن.
توفير حق التعليم لكل فرد من أفراد المجتمع بغض النظر عن جنسه، وعرقه، ولونه، ودينه، بما يتناسب واحتياجاته وقدراته.
يساعد التعلم الذاتي المتعلم في إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة .
يساعد التعلم الذاتي المتعلم في تحمل مسؤولية تعلمه بنفسه .
يساعد التعلم الذاتي المتعلم في تدريب التلاميذ على حل المشكلات والتفكير الناقد والابتكاري.
مسايرة الانفجار المعرفي، والاستفادة من التقدم التكنولوجي في إيصال المعرفة الجديدة لكل فرد.
حل مشكلة تزايد أعداد الطلبة، وتدني مستوى التحصيل الأكاديمي لدى الطلبة، ومعالجة مشكلة نقص المعلمين.
وبشكل عام يهدف التعلم الذاتي إلى تحقيق ما يلي (غباين، 2001)، (عبد الرزاق، 2002):
استثارة سلوك المتعلم وحفزه، وتمكينه من التغلب على صعوبات إرادة التعلم.
اكتساب مهارات التعلم المستمر التي تساعد المتعلم على التعلم بنفسه بدون حدود أو قيود.
مساعدة المتعلم في تحمل مسؤولية تعلمه بنفسه .
المساهمة في بناء مجتمع دائم التعلم .
المساعدة في تحقيق التربية المستمرة مدى الحياة .
التعلم الذاتي والدافعية:
كان علماء النفس الأوائل يرون أن الغرائز هي القوى المحركة للسلوك البشري، ولم يعرف مصطلح الدافعية في علم النفس إلا بعد الحرب العالمية الأولى، فقد رفض السلوكيون أن يكون للغرائز تأثير في السلوك( الأحمد، 2002)، فالدافعية هي مجموعة المشاعر التي تدفع المتعلم إلى الانخراط في نشاطات التعلم التي تؤدي إلى بلوغه الأهداف المنشودة، وهي ضرورة أساسية لحدوث التعلم، وبدونها لا يحدث التعلم، ويمكن التمييز بين نوعين من الدافعية للتعلم بحسب مصدر استثارتها هما: الدوافع الخارجية والدوافع الداخلية، فالدوافع الخارجية هي التي يكون مصدرها خارجياً كالمعلم، أو إدارة المدرسة، أو أولياء الأمور، أو حتى الأقران، فقد يُقبِل المتعلم على التعلم سعياً وراء إرضاء المعلم أو لكسب إعجابه وتشجيعه والحصول على الجوائز المادية أو المعنوية التي يقدمها، أو قد يُقبِِل المتعلم على التعلم إرضاءً لوالديه وكسب حبهما وتقديرهما لإنجازاته، أما الدوافع الداخلية فهي التي يكون مصدرها المتعلم نفسه، حيث يُقدِم على التعلم مدفوعاً برغبته الداخلية إرضاءً لنفسه، وسعياً وراء الشعور بمتعة التعلم؛ ولذلك تعتبر الدافعية الداخلية شرطاً ضرورياً للتعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة، وتؤكد التربية الحديثة على أهمية نقل الدافعية إلى التعلم من المستوى الخارجي إلى المستوى الداخلي(السيد،2002). ويرى برونر أن “… حب الاستطلاع هو بداية الدوافع الداخلية، حيث أن الانتباه يكون نحو شيء غير واضح وغير مؤكد، وتحقيق الوضوح أو العمل على تحقيقه هو الذي يشبع حاجات الفرد” (Bruner, 1975,114).
يعتبر التعلم الذاتي من أهم أساليب التعلم التي تتيح للفرد توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية مدفوعا برغبته الخاصة، وتمكنه من التعلم في كل الأوقات، وتساعده في تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته بما يتلاءم مع حاجاته واهتماماته وميوله، فالمشاعر والتصورات، والأفكار النابعة من ذات المتعلم، والمرتبطة بالجوانب المعرفية والانفعالية والإرادية لديه، تشكل في مجموعها وترابطها مجموعة الأسس النفسية التي يرتكز عليها التعلم الذاتي، والتي يمكن تعلمها وتعليمها من أجل تنميتها والاستفادة منها في استمرار التعلم، ويلقى التعلم الذاتي اهتماما كبيرا من قبل علماء النفس وعلماء التربية؛ باعتباره أسلوب التعلم الأفضل الذي يحقق لكل متعلم تعلما
يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم، بشكل يساعد المتعلم في تحمل مسؤولية تعلمه (الأحمد، 2002، 23). ويتميز التعلم الذاتي بثلاث سمات هي(عبد الرزاق، 2002):
1. يراعي التعلم الذاتي حاجات واهتمامات المتعلم، والتي على أساسها يقرر المصممون طبيعة المنهج الدراسي والأنشطة المنطوية تحته.
2. يستند التعلم الذاتي إلى ثلاثة مداخل، أولها: أن يتولى المتعلم تحديد الأهداف المنهجية التي يسعى لتحقيقها، وثانيها: أن تصمم الأنشطة التعليمية التي تؤدي إلى تحقيق هذه الأهداف بحيث تتوافق مع حاجة المتعلم وقدرته ورغباته، وثالثها: أن تعتمد سرعة عرض المعلومات المراد تعلمها والمهارات المرجو اتفاقها على قدرات المتعلم ورغباته وأهدافه.
3. يعمل التعلم الذاتي على التوافق بين المفاهيم والمهارات المراد تعلمها، وبين حاجة التلميذ لمثل هذه المفاهيم والمهارات بحيث تخضع لقدرات التلميذ.
ويمكن إيجاز هذه السمات في أن المتعلم هو محور العملية التعليمية والمسيطر الأساسي على متغيراتها بحيث تخضع المناهج والأهداف والأنشطة التعليمية لحاجات ورغبات الفرد وقدراته. ومن هذه السمات يتضح أن التعلم الذاتي يجب أن يتبع منهجاً خاصاً ونظاماً معيناً تتوافر فيه شروط خاصة حتى ينطوي تحت هذه التسمية وتتعلق هذه الشروط بثلاثة أمور هي: نظام التدريس، التلميذ،المعلم.
ويمكن إيجاز مبررات التعلم الذاتي بالنقاط التالية (غباين، 2001):
مراعاة الفروق الفردية من جميع الجوانب، وتحويلها من فروق في القدرات إلى فروق في الزمن.
توفير حق التعليم لكل فرد من أفراد المجتمع بغض النظر عن جنسه، وعرقه، ولونه، ودينه، بما يتناسب واحتياجاته وقدراته.
يساعد التعلم الذاتي المتعلم في إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة .
يساعد التعلم الذاتي المتعلم في تحمل مسؤولية تعلمه بنفسه .
يساعد التعلم الذاتي المتعلم في تدريب التلاميذ على حل المشكلات والتفكير الناقد والابتكاري.
مسايرة الانفجار المعرفي، والاستفادة من التقدم التكنولوجي في إيصال المعرفة الجديدة لكل فرد.
حل مشكلة تزايد أعداد الطلبة، وتدني مستوى التحصيل الأكاديمي لدى الطلبة، ومعالجة مشكلة نقص المعلمين.
وبشكل عام يهدف التعلم الذاتي إلى تحقيق ما يلي (غباين، 2001)، (عبد الرزاق، 2002):
استثارة سلوك المتعلم وحفزه، وتمكينه من التغلب على صعوبات إرادة التعلم.
اكتساب مهارات التعلم المستمر التي تساعد المتعلم على التعلم بنفسه بدون حدود أو قيود.
مساعدة المتعلم في تحمل مسؤولية تعلمه بنفسه .
المساهمة في بناء مجتمع دائم التعلم .
المساعدة في تحقيق التربية المستمرة مدى الحياة .
التعلم الذاتي والدافعية:
كان علماء النفس الأوائل يرون أن الغرائز هي القوى المحركة للسلوك البشري، ولم يعرف مصطلح الدافعية في علم النفس إلا بعد الحرب العالمية الأولى، فقد رفض السلوكيون أن يكون للغرائز تأثير في السلوك( الأحمد، 2002)، فالدافعية هي مجموعة المشاعر التي تدفع المتعلم إلى الانخراط في نشاطات التعلم التي تؤدي إلى بلوغه الأهداف المنشودة، وهي ضرورة أساسية لحدوث التعلم، وبدونها لا يحدث التعلم، ويمكن التمييز بين نوعين من الدافعية للتعلم بحسب مصدر استثارتها هما: الدوافع الخارجية والدوافع الداخلية، فالدوافع الخارجية هي التي يكون مصدرها خارجياً كالمعلم، أو إدارة المدرسة، أو أولياء الأمور، أو حتى الأقران، فقد يُقبِل المتعلم على التعلم سعياً وراء إرضاء المعلم أو لكسب إعجابه وتشجيعه والحصول على الجوائز المادية أو المعنوية التي يقدمها، أو قد يُقبِِل المتعلم على التعلم إرضاءً لوالديه وكسب حبهما وتقديرهما لإنجازاته، أما الدوافع الداخلية فهي التي يكون مصدرها المتعلم نفسه، حيث يُقدِم على التعلم مدفوعاً برغبته الداخلية إرضاءً لنفسه، وسعياً وراء الشعور بمتعة التعلم؛ ولذلك تعتبر الدافعية الداخلية شرطاً ضرورياً للتعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة، وتؤكد التربية الحديثة على أهمية نقل الدافعية إلى التعلم من المستوى الخارجي إلى المستوى الداخلي(السيد،2002). ويرى برونر أن “… حب الاستطلاع هو بداية الدوافع الداخلية، حيث أن الانتباه يكون نحو شيء غير واضح وغير مؤكد، وتحقيق الوضوح أو العمل على تحقيقه هو الذي يشبع حاجات الفرد” (Bruner, 1975,114).