-مفهوم علم النفس المرضي Psychopathologie
هو فرع من علم النفس الطبي يختص بطرق البحث السيكولوجي التي تستخدم الدراسة الإكلينيكية للحالة العقلية للمريض فيما يتصل-ليس فقط بمرضه ذاته – بل أيضا بالإمكانيات التعويضية أو التحملية الكامنة في شخصيته . إذن هو العلم الذي يبحث في انحرافات السلوك والخبرات العقلية على حد سواء ومحاولة فهم معوقات النفس البشرية في كل أبعادها النفسية والاجتماعية و العضوية ليتمكن من وضع أسس السلوك القويم و كذا مؤشرات السلوك المرضي. وجدير بالذكر أن تعاريف علم النفس المرضي كثيرة ومتعددة و لا يسعنا أن نقف عند معظمها ولكن يمكن أن نختصر جل التعاريف المعطاة له في التعريف التالي:"علم النفس المرضي هو العلم الذي يصف الأمراض ذات الصلة بالحالة النفسية أو العقلية أو كلاهما على السواء محددا الأعراض وكذا النتائج " .
2- تاريخية علم النفس المرضي :
منذ بداية الإنسانية ظهرت عدة محاولات لفهم و تفسير الأمراض العقلية وقد كانت مختلف التفسيرات تتناسب و مختلف الأنماط السلوك التي ظهرت و تسلسلت عبر الزمان وهذا التسلسل لمختلف التغيرات يسمح لنا بفهم كيفية ظهور علم النفس المرضي (هذا التسلسل نراه معا في النظريات المفسرة للأمراض ) .
فيعود الفضل في ظهور اتجاه حديث للطب العقلي إلى بينال PINAL الذي حرر مرضى مستشفى بدسات من قيودهم سنة 1795 حيث اعتبر المرضى العقليين مرضى عاديين و ليس مجرمين أو ممثلين للحيوانية ، ثم ظهر من بعد اتجاه آخر يسمى ضد العقلي Anti – psychiatrique الذي ذهب إلى حد اعتبار أن من يوجد خارج أسوار المستشفيات العقلية هم المرضى أما الأصحاء فهم من يعتبرهم المجتمع مرضى عقليين و تلته عدة محاولات حاولت أن تنظر للعلم وتضع له القواعد و المناهج العلمية المناسبة .
ولعل أولى خطوات هذا العلم ترجع إلى القرن العشرين بفرنسا و قد قال الفرد بينيه عن نشأته " أن علماء النفس الفرنسيين تركوا للألمان الأبحاث الفيزيقية (قياس العينات) و إلى الإنجليز دراسة علم النفس المقارن و تخصصوا من ثم في دراسة علم النفس المرضي حيث أن أول من أنشأ هذا المرض هم ريبو RIBOT (1859 –1916) الذي عمل لمدة قصيرة في الإدارة ثم دخل للمدرسة العليا بباريس بعد أن درس الفلسفة شغل منصب هام بمخبر علم النفس التجريبي احتوت أول أعماله تقديم المدرسة الألمانية و الإنجليزية ، ثم ناقش دكتوراه حول "الوراثة النفسية" (1875) ومن هنا انطلق في دراسة علم النفس المرضي من أبرز أعماله في هذا الميدان أمراض الذاكرة (1881) أمراض التخيل الإبداعي(1900) ، مشاكل علم النفس العواطف (1950) .
ثم تلته أعمال شاركو CHARKO (1825 – 1885) الذي احتل منصب هام في عيادة الأمراض العصبية ابتداء من 1882 وهو معروف بأعماله حول الهستيريا المتميزة أعراض جسدية في أسباب نفسية . ومن جهته حاول بيرنهاينBERENHAIN (1840 –1919) أن يدرس التنويم المغناطيسي و ميكانيزمات الإيحاء التي استعملها في العلاج ، ومن بعده بيار جانيه P. JANET (1859-1974) الذي درس الطب و انتمى إلى مدرسة شاركو حيث نشر في 1892 الحالة العقلية للهستيريين ، الأعصبة و الأفكار الثانية ، العياء النفسي ، الوسواس ، من القلق إلى الانشراح 1926 مراحل النمو النفسي ، النمو النفسي للشخصية (1929)…وتلتهم من بعد أعمال ألفرد بينيه و سيمون حول الذكاء و قياسه وهي من أهم المحاولات الموضوعية لدراسة التخلف العقلي . ثم أتى جورج ديما J.DUMAS الذي كان أول مدير مخبر علم النفس المرضي بجامعة السوربون يعتبر الظاهرة المرضية كوسيلة لمعرفة السوي نشر عدة كتب من بينها القدرات العقلية في السوداوية ، تعبير الانفعالات ، عصاب و ذهان الحرب . وقد ساهم هينري فالون H. WALLON الذي درس الظاهرة المرضية من خلال أطروحة "الطفل المشاغب"حيث درس أول الأمر التخلف العقلي و اضطرابات النمو الحس حركي ثم انتقل إلى التنظير لنمو الطفل في وحدة متكاملة .
*مساهمة التحليل النفسي : من المعروف أن فرويد درس الظواهر اللاشعورية و دورها في ظهور الاضطرابات العقلية و النفسية وفق ثلاث وجهات نظر : الاقتصادية – البنيوية – الدينامية وكذا العلاج عن طريق التداعي الحر و الأحلام و التنويم المغناطيسي رفقة تلامذته يونغ (اللاشعور الجماعي) و أدلر (عقدة النقص)حيث تعتبر مساهمة مدرسة التحليل النفسي واسعة ومؤسسة لعلم النفس المرضي حيث بات من غير المعقول التحدث عن المرض النفسي دون مرجع نفس -تحليلي .
*مساهمة البيولوجيا : منذ بداية الطب العقلي بدأ البحث عن قاعدة عضوية للاضطرابات النفسية والعقلية على حد سواء ، حيث قادهم البحث للحديث عن أنماط الجسم و علاقته بالمرض العقلي و النفسي و اشتهر في هذا الصنف من الأبحاث العالم فيشنر (1888-1964) الذي بحث في العلاقات بين الخصائص النفسية و الخصائص الجسمية خلال عمله كطبيب عقلي وقادته أبحاثه للتوصل إلى العلاقة القائمة بين النمط النفسي و النمط الجسمي .
هو فرع من علم النفس الطبي يختص بطرق البحث السيكولوجي التي تستخدم الدراسة الإكلينيكية للحالة العقلية للمريض فيما يتصل-ليس فقط بمرضه ذاته – بل أيضا بالإمكانيات التعويضية أو التحملية الكامنة في شخصيته . إذن هو العلم الذي يبحث في انحرافات السلوك والخبرات العقلية على حد سواء ومحاولة فهم معوقات النفس البشرية في كل أبعادها النفسية والاجتماعية و العضوية ليتمكن من وضع أسس السلوك القويم و كذا مؤشرات السلوك المرضي. وجدير بالذكر أن تعاريف علم النفس المرضي كثيرة ومتعددة و لا يسعنا أن نقف عند معظمها ولكن يمكن أن نختصر جل التعاريف المعطاة له في التعريف التالي:"علم النفس المرضي هو العلم الذي يصف الأمراض ذات الصلة بالحالة النفسية أو العقلية أو كلاهما على السواء محددا الأعراض وكذا النتائج " .
2- تاريخية علم النفس المرضي :
منذ بداية الإنسانية ظهرت عدة محاولات لفهم و تفسير الأمراض العقلية وقد كانت مختلف التفسيرات تتناسب و مختلف الأنماط السلوك التي ظهرت و تسلسلت عبر الزمان وهذا التسلسل لمختلف التغيرات يسمح لنا بفهم كيفية ظهور علم النفس المرضي (هذا التسلسل نراه معا في النظريات المفسرة للأمراض ) .
فيعود الفضل في ظهور اتجاه حديث للطب العقلي إلى بينال PINAL الذي حرر مرضى مستشفى بدسات من قيودهم سنة 1795 حيث اعتبر المرضى العقليين مرضى عاديين و ليس مجرمين أو ممثلين للحيوانية ، ثم ظهر من بعد اتجاه آخر يسمى ضد العقلي Anti – psychiatrique الذي ذهب إلى حد اعتبار أن من يوجد خارج أسوار المستشفيات العقلية هم المرضى أما الأصحاء فهم من يعتبرهم المجتمع مرضى عقليين و تلته عدة محاولات حاولت أن تنظر للعلم وتضع له القواعد و المناهج العلمية المناسبة .
ولعل أولى خطوات هذا العلم ترجع إلى القرن العشرين بفرنسا و قد قال الفرد بينيه عن نشأته " أن علماء النفس الفرنسيين تركوا للألمان الأبحاث الفيزيقية (قياس العينات) و إلى الإنجليز دراسة علم النفس المقارن و تخصصوا من ثم في دراسة علم النفس المرضي حيث أن أول من أنشأ هذا المرض هم ريبو RIBOT (1859 –1916) الذي عمل لمدة قصيرة في الإدارة ثم دخل للمدرسة العليا بباريس بعد أن درس الفلسفة شغل منصب هام بمخبر علم النفس التجريبي احتوت أول أعماله تقديم المدرسة الألمانية و الإنجليزية ، ثم ناقش دكتوراه حول "الوراثة النفسية" (1875) ومن هنا انطلق في دراسة علم النفس المرضي من أبرز أعماله في هذا الميدان أمراض الذاكرة (1881) أمراض التخيل الإبداعي(1900) ، مشاكل علم النفس العواطف (1950) .
ثم تلته أعمال شاركو CHARKO (1825 – 1885) الذي احتل منصب هام في عيادة الأمراض العصبية ابتداء من 1882 وهو معروف بأعماله حول الهستيريا المتميزة أعراض جسدية في أسباب نفسية . ومن جهته حاول بيرنهاينBERENHAIN (1840 –1919) أن يدرس التنويم المغناطيسي و ميكانيزمات الإيحاء التي استعملها في العلاج ، ومن بعده بيار جانيه P. JANET (1859-1974) الذي درس الطب و انتمى إلى مدرسة شاركو حيث نشر في 1892 الحالة العقلية للهستيريين ، الأعصبة و الأفكار الثانية ، العياء النفسي ، الوسواس ، من القلق إلى الانشراح 1926 مراحل النمو النفسي ، النمو النفسي للشخصية (1929)…وتلتهم من بعد أعمال ألفرد بينيه و سيمون حول الذكاء و قياسه وهي من أهم المحاولات الموضوعية لدراسة التخلف العقلي . ثم أتى جورج ديما J.DUMAS الذي كان أول مدير مخبر علم النفس المرضي بجامعة السوربون يعتبر الظاهرة المرضية كوسيلة لمعرفة السوي نشر عدة كتب من بينها القدرات العقلية في السوداوية ، تعبير الانفعالات ، عصاب و ذهان الحرب . وقد ساهم هينري فالون H. WALLON الذي درس الظاهرة المرضية من خلال أطروحة "الطفل المشاغب"حيث درس أول الأمر التخلف العقلي و اضطرابات النمو الحس حركي ثم انتقل إلى التنظير لنمو الطفل في وحدة متكاملة .
*مساهمة التحليل النفسي : من المعروف أن فرويد درس الظواهر اللاشعورية و دورها في ظهور الاضطرابات العقلية و النفسية وفق ثلاث وجهات نظر : الاقتصادية – البنيوية – الدينامية وكذا العلاج عن طريق التداعي الحر و الأحلام و التنويم المغناطيسي رفقة تلامذته يونغ (اللاشعور الجماعي) و أدلر (عقدة النقص)حيث تعتبر مساهمة مدرسة التحليل النفسي واسعة ومؤسسة لعلم النفس المرضي حيث بات من غير المعقول التحدث عن المرض النفسي دون مرجع نفس -تحليلي .
*مساهمة البيولوجيا : منذ بداية الطب العقلي بدأ البحث عن قاعدة عضوية للاضطرابات النفسية والعقلية على حد سواء ، حيث قادهم البحث للحديث عن أنماط الجسم و علاقته بالمرض العقلي و النفسي و اشتهر في هذا الصنف من الأبحاث العالم فيشنر (1888-1964) الذي بحث في العلاقات بين الخصائص النفسية و الخصائص الجسمية خلال عمله كطبيب عقلي وقادته أبحاثه للتوصل إلى العلاقة القائمة بين النمط النفسي و النمط الجسمي .